محسن الإفرنجي
18/02/2008, 09:48 AM
سيتم نقلها إلى جنيف لإيصال رسالتها للعالم...
"جدارية حقوق الإنسان" بغزة.... عندما تفشل السياسة ينجح الفن في التعبير عن الحقوق المنتهكة و السلام المنشود
غزة – تقرير/ محسن الإفرنجي:
ضاقت الحقوق بأصحابها فلجأوا إلى الجدران علهم يجدوا فيها متنفسا للتعبير عنها حتى كانت جدارية حقوق الإنسان التي ترافقت مع إعلان الأمم المتحدة لعام 2007 عاما احتفاليا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وكعادتهم يبحث الفلسطينيون دائما عن الإبداع للتعبير عن قضاياهم و معاناتهم كما حدث في بلعين المتصدية للاستيطان و غزة القاهرة للظلام و اليوم أيضا في غزة إصرار على التمسك بالحقوق رغم الحصار.
وكانت هذه المرة الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن بالتنسيق مع مكتب الـمفوض السامي في الأمـم الـمتحدة سباقة في الترويج لثقافة وقيم حقوق الإنسان من خلال رسم جداريه بطول 40 مترا مقابل المجلس التشريعي حيث تناولت مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان معبرا عنها بعدد من الرسوم بريشة فنانين محليين نهاية الأسبوع الماضي .
كوكبة من الفنانين الفلسطينيين الواعدين من لجنة أصدقاء الهيئة بالإضافة إلى طلاب و خريجي كلية الفنون الجميلة بجامعة الاقصي تقدموا القافلة للتعبير من خلال رسوماتهم عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بهدف توجيه رسالة للمجتمع الفلسطيني وللعالم لنصرة واحترام حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية التي أشبعها الاحتلال انتهاكا و ضربا بعرض الحائط كل الاتفاقات و المواثيق.
تجسيد حي للانتهاكات..
و رغم أجواء المطر و البرد القارس انهمك ثلاثون فنانا و فنانة برسم عشرات اللوحات التي جسدت المظاهر المختلفة للانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون بشكل يومي بسبب ممارسات الاحتلال وبسبب حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني.
و أبرزت الرسوم حق الإنسان في الحياة والسلامة الشخصية وحقه في العمل والتمتع بالصحة والتعليم والمشاركة في صناعة القرار وحق الإنسان في حرية الرأي والتعبير والتنقل والسفر وحقه في احترام كرامته وتمتعه بالمواطنة والجنسية وفي حريته وتقرير مصيره.
المواطنون استوقفتهم الفكرة المبدعة و جذبت "الجدارية" أنظارهم فاحتشدوا لمتابعة الفنانين خلال إنجازها ومناقشتهم عن دلالة رسوماتهم لدرجة أن حركة المرور تأثرت بهم و تعطلت لبعض الوقت حتى أصبحت حديث الشارع.
مؤتمر صحفي "فني"
وبدا الحدث كأنه سياسي حيث عقد منظموه مؤتمرا صحافيا أمام الجدارية تحدث خلاله باسم بشناق مدير مكتب غزة في الهيئة الفلسطينية المستقلة وصابر النيرب مدير مكتب المفوض السامي في غزة وعماد بدوان قائد فريق الفنانين و الفنانين المشاركين.
وقال بشناق:"إن جداريه حقوق الإنسان التي جسدها فنانون شباب حملت رسالة هامة نتمنى أن تكون قد وصلت إلى المجتمع الدولي ليقوم بواجبه في حماية حقوق الشعب الفلسطيني والى دوله الاحتلال لتحترم التزاماتها وتنهى ممارساتها اليومية التي تنتهك حقوق الإنسان".
و لم ينس بشناق أن يوجه رسالة من خلال الجدارية إلى حركتي فتح وحماس لإنهاء حالة الانقسام التي أسهمت في زيادة تعرض حقوق الإنسان الفلسطيني للانتهاك.
من ناحيته أشار النيرب إلى أن جداريه حقوق الإنسان تأتي في إطار فعاليات الأمم المتحدة على مدار عام 2008 لإحياء الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان موضحاً أنه سيتم عرض الجدارية في أماكن متعددة في قطاع غزة إضافة إلى نقلها وعرضها في جنيف.
وأعرب عن تقديره البالغ للفنانين لما بذلوه من "جهد طوعي حضاري من اجل دعم وحماية وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان".
أما الفنان بدوان قائد فريق الفنانين فعبر عن شعوره وزملائه بالفخر لإنجاز هذا العمل الذي يكتسب صفة العالمية ، وقال:"إنه عمل يدعو إلى احترام حقوق الإنسان بغض النظر عن جنسه ولونه واعتقاده ويكتسب بعدا وطنيا لأنه يلفت أنظار العالم إلى معاناة الإنسان الفلسطيني وانتهاك حقوقه خصوصا في قطاع غزة".
وشارك في الإعداد لهذه الفعالية بشكل فاعل فريق وحدة التدريب والتوعية الجماهيري في الهيئة المستقلة لحقوق المواطن وهم صلاح عبد العاطي و بهجت الحلو والمتطوعة أزهار بسيسو.
الفن و الثقافة كثيرا ما تنجح في لإيصال رسالة الإنسان بلغة أبلغ من لغة السياسيين و أقوى من كلمات الخطباء و المتحدثين فهل وصلت الرسالة ؟بانتظار الإجابة من العالم المتحضر الذي يحترم الفن و المقاومة السلمية!
*****************************
"جدارية حقوق الإنسان" بغزة.... عندما تفشل السياسة ينجح الفن في التعبير عن الحقوق المنتهكة و السلام المنشود
غزة – تقرير/ محسن الإفرنجي:
ضاقت الحقوق بأصحابها فلجأوا إلى الجدران علهم يجدوا فيها متنفسا للتعبير عنها حتى كانت جدارية حقوق الإنسان التي ترافقت مع إعلان الأمم المتحدة لعام 2007 عاما احتفاليا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وكعادتهم يبحث الفلسطينيون دائما عن الإبداع للتعبير عن قضاياهم و معاناتهم كما حدث في بلعين المتصدية للاستيطان و غزة القاهرة للظلام و اليوم أيضا في غزة إصرار على التمسك بالحقوق رغم الحصار.
وكانت هذه المرة الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن بالتنسيق مع مكتب الـمفوض السامي في الأمـم الـمتحدة سباقة في الترويج لثقافة وقيم حقوق الإنسان من خلال رسم جداريه بطول 40 مترا مقابل المجلس التشريعي حيث تناولت مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان معبرا عنها بعدد من الرسوم بريشة فنانين محليين نهاية الأسبوع الماضي .
كوكبة من الفنانين الفلسطينيين الواعدين من لجنة أصدقاء الهيئة بالإضافة إلى طلاب و خريجي كلية الفنون الجميلة بجامعة الاقصي تقدموا القافلة للتعبير من خلال رسوماتهم عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بهدف توجيه رسالة للمجتمع الفلسطيني وللعالم لنصرة واحترام حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية التي أشبعها الاحتلال انتهاكا و ضربا بعرض الحائط كل الاتفاقات و المواثيق.
تجسيد حي للانتهاكات..
و رغم أجواء المطر و البرد القارس انهمك ثلاثون فنانا و فنانة برسم عشرات اللوحات التي جسدت المظاهر المختلفة للانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون بشكل يومي بسبب ممارسات الاحتلال وبسبب حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني.
و أبرزت الرسوم حق الإنسان في الحياة والسلامة الشخصية وحقه في العمل والتمتع بالصحة والتعليم والمشاركة في صناعة القرار وحق الإنسان في حرية الرأي والتعبير والتنقل والسفر وحقه في احترام كرامته وتمتعه بالمواطنة والجنسية وفي حريته وتقرير مصيره.
المواطنون استوقفتهم الفكرة المبدعة و جذبت "الجدارية" أنظارهم فاحتشدوا لمتابعة الفنانين خلال إنجازها ومناقشتهم عن دلالة رسوماتهم لدرجة أن حركة المرور تأثرت بهم و تعطلت لبعض الوقت حتى أصبحت حديث الشارع.
مؤتمر صحفي "فني"
وبدا الحدث كأنه سياسي حيث عقد منظموه مؤتمرا صحافيا أمام الجدارية تحدث خلاله باسم بشناق مدير مكتب غزة في الهيئة الفلسطينية المستقلة وصابر النيرب مدير مكتب المفوض السامي في غزة وعماد بدوان قائد فريق الفنانين و الفنانين المشاركين.
وقال بشناق:"إن جداريه حقوق الإنسان التي جسدها فنانون شباب حملت رسالة هامة نتمنى أن تكون قد وصلت إلى المجتمع الدولي ليقوم بواجبه في حماية حقوق الشعب الفلسطيني والى دوله الاحتلال لتحترم التزاماتها وتنهى ممارساتها اليومية التي تنتهك حقوق الإنسان".
و لم ينس بشناق أن يوجه رسالة من خلال الجدارية إلى حركتي فتح وحماس لإنهاء حالة الانقسام التي أسهمت في زيادة تعرض حقوق الإنسان الفلسطيني للانتهاك.
من ناحيته أشار النيرب إلى أن جداريه حقوق الإنسان تأتي في إطار فعاليات الأمم المتحدة على مدار عام 2008 لإحياء الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان موضحاً أنه سيتم عرض الجدارية في أماكن متعددة في قطاع غزة إضافة إلى نقلها وعرضها في جنيف.
وأعرب عن تقديره البالغ للفنانين لما بذلوه من "جهد طوعي حضاري من اجل دعم وحماية وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان".
أما الفنان بدوان قائد فريق الفنانين فعبر عن شعوره وزملائه بالفخر لإنجاز هذا العمل الذي يكتسب صفة العالمية ، وقال:"إنه عمل يدعو إلى احترام حقوق الإنسان بغض النظر عن جنسه ولونه واعتقاده ويكتسب بعدا وطنيا لأنه يلفت أنظار العالم إلى معاناة الإنسان الفلسطيني وانتهاك حقوقه خصوصا في قطاع غزة".
وشارك في الإعداد لهذه الفعالية بشكل فاعل فريق وحدة التدريب والتوعية الجماهيري في الهيئة المستقلة لحقوق المواطن وهم صلاح عبد العاطي و بهجت الحلو والمتطوعة أزهار بسيسو.
الفن و الثقافة كثيرا ما تنجح في لإيصال رسالة الإنسان بلغة أبلغ من لغة السياسيين و أقوى من كلمات الخطباء و المتحدثين فهل وصلت الرسالة ؟بانتظار الإجابة من العالم المتحضر الذي يحترم الفن و المقاومة السلمية!
*****************************