المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نص آخر حول ختان الذكور والاناث



سامي الذيب
20/02/2008, 12:14 PM
وهذا نص آخر حول الختان لمؤلفه

سعيد عبد المعطي حسين

=============================



بسم الله الرحمن الرحيم





مــيزان الختـــان
الختان من الأعراف الاجتماعية التي تداخلت مع تعاليم الأديان المختلفة، والتي اختلفوا بشأنها اختلافا كبيرا تدرَّج من الوجوب إلى الإنكار، وإذا طُلِبَت فتوى بشأنه تتعجب من رد الفعل، إذ يحرمها البعض، ويوجبها آخرون، ويضع البعضُ الطبَّ أمام التعاليم الإلهية، وكأن الطب فلسفة تشريعية تفُوقُ في قوة تشريعها شرعَ الله سبحانه وتعالى، أو يضع البعض الآخر أحاديث الناس فوق نصوص القرآن الكريم، وكأن أحاديث وأقاويل البشر هي الإله الذي لا يجب مناقشة تعاليمه، والغريب أن أغلب الفتوى تتجاهل القرآن ولا تعطيه أدنى أهمية.

الختان من الناحية الجغرافية:-

بالنسبة للإناث يحدث في معظم دول حوض النيل وبعض قبائل ليبيا وإندونيسيا وكما ورد في مجلة الهلال في عدد خاص بالختان، ولا تحدث في باقي دول العالم إلا نادرا.

وبالنسبة للذكور يحدث في دول حوض النيل وقد أخذها اليهود من المصريين ونقلوها إلى البلدان التي اختلطت باليهود كثيرا وتأثروا بهم، وقد ترك قدماء المصريين أدوات الختان شاهدا عليهم ويمكن لزائر متحف الآثار في مصر أن يشاهدها، وتنكره معظم دول أوروبا وأمريكا وآسيا واستراليا إلا قليلا من شعوبهم.

الختان من الناحية التاريخية:-

ختان الذكر والأنثى عادة أهل وادي النيل على اختلاف أديانهم من قبل الحكم الفرعوني، وهى واضحة في تماثيل المصريين القدماء الموجودة في متحف الآثار بمصر على أن الكهنة هم الذين كانوا يقومون بالختان، وأما التماثيل الموجودة بالموصل بالعراق للإنسان الموجود في نفس فترة حكم الفراعنة يتضح فيها عدم وجود الختان.

الختان من وجهة نظر الطب الحديث:-

من ناحية الأنثى جميع أطباء العالم أجمعوا على أنه عملية إجرامية ضارة جدا بالمرأة، حيث أنه يتم فيها على أقل تقدير في عملية الختان قطع البُظْر وهو العضو المناظر لرأس قضيب الذكر، وبذلك يتم إفقاد الأنثى استمتاعها باللقاء الجنسي وحرمانها من الوصول إلى حالة الشبق التي يليها حالة الاسترخاء والهدوء العصبي، والتي إن لم تصل إليها الأنثى بشكل صحيح متكرر بسبب فقدها لهذا العضو فإنها تصاب باضطرابات نفسية خطيرة، تصيب الأسرة بعدم الاستقرار، وتؤدى إلى الانفصال أو القتل، وتصيب الأبناء بإصابات نفسية خطيرة، وينعكس كل هذا بالضرر على المجتمع ككل.

وبالنسبة للذكر فعلماء الطب انقسموا إلى قسمين، أحدهما أباحه، والقسم الآخر والأغلب حرم الختان لعدم كشف الأعضاء الحساسة في الذكر ووقاية هذه الأعضاء من فقد حساسيتها وكذلك لحماية الرجل من التهيج بدون داع في فترة البلوغ الجنسي.

أشكال الختان وآثاره:-

في الذكر هو قطع القلفة التي هي غلاف الحشفة[1] بما يضمن كشف رأس العضو في حالة عدم الانتصاب.

في الأنثى يختلف باختلاف مكان الفاعل واعتقاده ودينه.

ففي جنوب وادي النيل يقطعون كل أعضاء الأنثى الخارجية (البظر وهو مناظر لرأس عضو الذكر حسيا، والشفرين الصغيرين وهما يناظران جلد عضو الذكر حسيا، والشفرين الكبيرين وهما يناظران كيس الخصيتين في الذكر حسيا) ويضُمُّون فَخْذَيْ الأنثى المختونة ويربطونها حتى تلتئم القطوع على جانبي الفرج فيصبح الفرج ملتصقا ويُترك له فتحة صغيرة من الخلف ليمـكن أن تتبول منها وعند الزواج يتم فتحه مرة أخرى، ويسمونه الختان الفرعوني.

وفي الجزء الشمالي من وادي النيل يحدث الختان عند البعض بقطع البظر بعمق والشفرين الصغيرين وحولهما إلى نهاية الفرج من أسفل وعند البعض يتم قطع البظر والشفرين الصغيرين بدون عمق، والبعض يخفف من القطع مكتفيا بقطع جزء من البظر فقط.

وكل الحالات يحدث فيها تشوه في الأعضاء الجنسية الخارجية، وتشوه نفسي خطير، وكثير من الأمراض مثل سلس البول، وأمراض الكبد، غير حالات فقد العضو الذكري أثناء الختان، وحالات الموت بسبب الهبوط الحاد في الدورة الدموية، أو أي خطأ آخر.

حُجَج المؤمنين بالختان:-

في الذكر يقولون:-

أولا: التجميل حيث أن الجلدة زائدة وشكلها قبيح.

ثانيا: النظافة حيث تتراكم القاذورات تحت الجلدة.

ثالثا: الوقاية من الأمراض الناشئة عن تراكم القاذورات.

رابعا: الإطالة الجنسية إذ إن قطع هذه الجلدة يؤدي إلى الإطالة في مدة اللقاء الجنسي.

خامسا: الاستطاعة الجنسية فالجلدة تعيق العمل الجنسي.

سادسا: سنة عن الرسول.

في الأنثى يقولون:-

أولا: التجميل فالأعضاء الطبيعية شكلها قبيح جدا.

ثانيا: الحد من شهوة الأنثى حتى لا تنحرف وتجلب العار.

ثالثا: دفع استنكار الناس للحالات غير المختتنة، ولمزهن بألفاظ مؤذية، ورفض الزواج بهن.

رابعا: سنة عن الرسول حيث كانت شائعة في عهده وأقرها.

السُّنَّة والختان:-

من دراسة أبواب الختان في كتب السنة اتضح أن جميع الأحاديث الواردة بشأنها إما ضعيفة أو لا تأمر بختان، مما جعل المعلقين على الأحاديث يقولون بأن السنة لم تأمر به في الأنثى نهائيا وفي الذكر لم يرد بشأنه أمر قطعي ليثبت كسُنَّة، وحرمه الشيخ "محمود شلتوت" في كتابه "الفتاوى" تحريما قاطعا بالنسبة للأنثى وقال بأنه لم يرد بشأنه شيء مؤكد بالنسبة للذكر، وكذلك قال الشيخ "سيد سابق" في فقه السُّنَّة حيث ذكر في باب الختان في أول سطر بأنه لم يرد في هذا الباب قرآن أو حديث يُستند إليه.

وأقر علماء الحديث بأن الحديث يُرفض إذا انطبق عليه أحد الشروط الآتية من خلال المتن:-

التعارض مع آيات القرآن الكريم، التعارض مع العقل، التعارض مع العلم، عدم القابلية للتطبيق.

وقد صدرت فتوى من الأزهر الشريف بتاريخ أول فبراير 1990م ونشرت في جريدة الأحرار المصرية بتاريخ 5 أغسطس 1993م تقول[2]:" إن الإيجاب والتحريم لا يثبتان إلا بالدليل اليقيني القطعي الثبوت والدلالة، وهذا بالنسبة للسنة لا يتحقق إلا بالأحاديث المتواترة، وحيث أنها تكاد تكون غير معلومة لعدم اتفاق العلماء عليها؛ فإن السنة لا تستقل بإثبات الإيجاب والتحريم إلا أن تكون فعلية (وهي المتواترة كالصلاة والحج والعمرة) أو تضاف إلى القرآن الكريم (أي يقوم عليها دليل مستقل من القرآن تنضم إليه)".

هذا هو قول وإقرار أهل السنة الفعليين، وإذا سرنا على نهجهم وأسسهم لن نختلف بشأن أي قضية.

اختلاف القول في أمر الختان:-

أولا اختلاف مع العلم:-

قالوا بلا علم[3] بالنسبة لختان الذكر وهو قطع الجلدة التي تغطي الحشفة، لئلا يجتمع فيها الوسخ، وليمكن الاستبراء من البول، ولئلا تنقص لذة الجماع، وليس لديهم علم بتجمع الوسخ لأن الله أمر بالغسل، ولا علم لديهم بعدم المقدرة على الاستبراء من البول حيث يحدث سلس بول في حالات ختان كثيرة، وكذلك لا علم عندهم بشأن زيادة أو نقص لذة الجماع، وقولهم مجرد ظن.

وقالوا بلا علم في ختان الأنثى هو قطع الجزء الأعلى من الفرج لأنه سُنَّة قديمة قد أقرها الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا علم عندهم بما هي السُّنَّة[4]، ولا ما هو العلم[5] ذاته.

وقد أسموه طهارة وطهور بالافتراء على الخالق بأنه خلق قذارة ونجسا، وهم المصلحون وراء خطأ الخالق بالتطهير!!.

ثانيا اختلاف فيما بينهم:-

1- قال "الشافعي" و"العترة" بوجوب الختان للذكر والأنثى، وبعض أتباع الشافعي أوجبوا ختان الميت.

2- قال "الناصر" و"الإمام يحيى" بوجوبه للذكر دون الأنثى.

3- قال "مالك" و"أبو حنيفة" و"المرتضى" و"النووي" أن الختان سُنَّة للذكر والأنثى.

4- قال "أحمد بن حنبل" إمام مذهب الحنابلة و"البيهقي" كحديث، أن الختان سُنَّة للذكر ومكرُمة للأنثى.

5- قال "الشوكاني" و"الشيخ محمود شلتوت" أن الختان حرام للأنثى ولا يوجد ما يؤكد إباحته للذكر.

6- قال "ابن المنذر" وأكده "الشيخ سيد سابق" أنه ليس في الختان خبرٌ يُرجَعُ إليه في القرآن ولا سُنَّة تُتَّبع في الأحاديث.

وترى مما سبق أن ما قيل أشبه "بالنكتة" التي يقول قائلها أتدري ماذا تحمل هذه المرأة في بطنها؟، ويجيب بأنها تحمل في ولد أو بنت أو ولدين أو بنتين أو ولد وبنت!!!، أين إذن الحقيقة من بعد كل هذا التدرج بين الوجوب والتحريم غير القاطع؟

ثالثا الاختلاف مع القرآن :-

القرآن لم يتعرض لحادثة الختان خاصة، ولكنه بَيَّنَ بصفة عامة بأن أي جرح محرم، وأي اعتداء على جسم الغير محرم، وأي تغيير في الخلق في النفس أو الجسم سواء في لون الجلد أو جرحه أو قطع جزء منه هو من عمل الشيطان، وفاعله مخلد في النار وبَيَّنَ أن خلقَ الإنسانِ في الصورةِ التي هو عليها إنما هي أفضل صورة وأحسن تقويم، وإن كنت مؤمنا بالله بلا شرك فيحرم عليك أي تغيير في الخلق في جسمك أو نفسك أنت أو أجسام أو أنفس غيرك، هكذا أكد القرآن الذي أُهمل من قِبل مقلدي أهل العادات تماما وكأنه غير مُنَزَّل من عند الخالق الذي خلق ما يفتون بشأنه.

راجع الآيات "41-48/5/المائدة" في تحريم الجروح والقطوع.

"وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأََنفَ بِالْأََنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ، فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ، وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{45}*" /5/المائدة

والآيات "116-121/4/النساء" في تحريم أي تغيير في الخلق، وأن هذا التغيير في الخلق من أمر الشيطان ومن يأتمر بأمر الشيطان فقد أشرك بالله شيطانا مريدا، ومن يشـرك بالله لا يُغفر له شركه، وهو من الخاسرين ومأواه في الجحيم.

"وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأََنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ، وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا{119} يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ، وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا{120} أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا{121}‏ *" /4/النساء

والآيات "4-8/95/التين" في وصف التقويم الإنساني من حيث الشكل والنفس بأنه أحسن تقويم وأن هذا التقويم يرتد إلى السفالة عند غير المؤمنين العاملين صالحا، وذلك بالإضرار بأجسامهم وتشويهِها بالوشم والجروح والقطوع والإتلاف للأعضاء والإتلاف للنفس بالسُّكْرِ والفواحش، ومصيرهم جهنم، إلا المؤمنين الذين عملوا صالحا فلهم أجر غير ممنون.

"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ{4} ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ{5} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ{6}*" /95/التين

والآية "87/5/المائدة" تأمر المؤمنين بالله ألا يحرموا طيبات ما أحل الله لهم والاستمتاع بما هو طيب من الزينة والروائح الطيبة والأكل المشتَهَي والمشروبات الباردة ذات الرائحة الطيبة والملابس الأنيقة والشعر المصفوف والاستمتاع بالجنس في الحلال، كل ذلك من الطيبات وأمرهم ألا يعتدوا بتحريم أيٍّ من الطيبات أو الأرزاق الحلال ثم أمر بالتقوى بعد أن بَيَّنَ أن الله لا يحب من يعتدي.

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُواْ، إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ{87} *" /5/المائدة

والآيات "32-33/7/الأعراف" تُبَيِّن أن الزينة والطيبات من الرزق ليست محرمة على عباد الله المؤمنين وهي خالصة لهم يوم القيامة، أما الحرام فليس إلا الفواحش والإثم والبغي بغير الحق –وهو الاعتداء على الآخرين بدون حق، كالختان بدون إذن من الله- والشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا، وأن يقال على الله ما لا يُعلم.

"قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{32} قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ{33} *" /7/الأعراف

والآية "140/6/الأنعام" تُسمِّي قتل الأطفال أو تحريم الرزق والنعم -الذي هو كافة المتع الحسية من أكل وشرب وأعضاء جسم- بغير علم سفها وافتراء على الله وضلالا، حيث يقول لسان حال المختن عندما يقطع الأعضاء التي لا تعجبه، ويرميها للقطط أو يدسها في التراب "هذه الخلقة نقمة وقبح وقذر، تجلب العار والمرض، ونحن لا نريدها من وجه خالقها، ونطهر أنفسنا منها".

"قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاءً عَلَى اللهِ، قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ{140} *" /6/الأنعام

والآية "223/2/البقرة" تؤكد أن النساء متعة للرجال، والاستمتاع بهن وقتما يشاءون بعد طهرهن حقٌّ لهم، ويرشدنا الله سبحانه وتعالى في نفس الآية إلى أن يقدموا لأنفسهم، والتقديم يكون بالغَزَل والمداعبة والإثارة، فإذا كانت الأعضاء المؤدية لهذا الغرض قد أزيلت فإنه يحدث إحالة بين الطرفين فلا يصلا للمتعة التي أرادها الله للإنسان السوي بسبب هذا الاعتداء الآثم.

"نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ، وَقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُمْ، وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{223}*" /2/البقرة

تعقـــيب:-

يتضح من كل ما سبق أن موضوع الختان هو أمر عرفي منحرف عن شرع الله سبحانه وتعالى الذي جاءنا به رسوله انحرافا ظاهرا، حيث حرَّم الله بصورة قاطعة الدلالةِ أيَّ اعتداءٍ على الآخرين بالأذى أو الجرح أو القطع بغير الحق، ولم يُجِزْ الأذى أو الجرح أو القطع أو القتل إلا في حالات هي على سبيل الحصر:-

الأذى :- لرَجُلَيْن يأتيان الفاحشة، الآية 16/4/النساء.

الجلد:- عقوبة شخصية للزانية والزاني، والمخطئين غير مستحقي عقوبات القطع والقتل، الآيات 2/24/النور، 4/24/النور.

الجرح:- قصاص من الذي جرح آخر، الآية 45/5/المائدة.

القطع :- قصاص بالمثل من الذي قطع عضوا من غيره، أو عقوبة لسارق محترف أو عقوبة لمفسد من الدرجة الثالثة، الآيات 45/5/المائدة، 38/5/المائدة، 33/5/المائدة.

القتل:- قصاص من القاتل أو المفســـد من الدرجة الأولى والثانية[6]، الآيات 32-33/5/المائدة.

وهذا هو الحق من الله سبحانه وتعالى، فلم يبح أي قطع آخر أو أي أذى بلا ذنب، بل قد نهى بكل شدة عن أي اعتداء على النفس أو على الغير، وقد أكد الرسـول عليه صـلوات الله وسلامه بأن "كـل المسـلم على المسـلم حـرام‏:‏ ماله، وعرضه، ودمه‏.‏ حَسْبُ امرِئٍ من الشَّرِّ أن يحَقِّرَ أخاه المسلم"[7].

وقد اتضح أن الختان ضرر بالغ التحقير والخطورة على المختتنة ولمن يتزوجها من أوجه عديدة منها أنها تُصاب بصدمة نفسية _إن نجت بجسدها حية_ يصعب علاج آثارها إن لم يكن مستحيلا، فهي لن تنسى كيف استدرجوها بالخداع والغش والكذب وانقَضُّوا عليها كالوحوش الضارية وكيف شدوا وثاقها كالذبيحة وبلا أدنى درجة من الرحمة ولم تأخذهم بها رأفة، وكيف تجمدت قلوبهم الميتة وكيف نفَّذوا جريمتهم الشنيعة رغم توسلاتها الضائعة وصراخها الذي يفتت الصخر، وتتساءل في نفسها ما ذنبي الذي فعلتُه لكي يحرمونني مما خلق الله لي وبهذه الوحشية التي لا يفعلُها الحيوان بصغاره ولماذا أُعذَّب كل هذا العذاب، وتتساءل كيف أصبحت من كانت منذ قليل أمي الحنونة والآن هي من زبانية جهنم وصمَّت أذنيها عن تأوهاتي وصراخي بل وتوصي المجرمَ الفاعلَ ألا يترك لي شيئا ويتشدد في القطع وحرَّمت عليَّ رحمة الله.

هذا بعض الوصف لبعض المشاعر المتفجرة في نفس الأنثى أثناء وبعد ختانها فهي آلام مُركَّبة يصعُب إزالة آثارِها، حيث كان من الأجدر بمن فعلوا بها هذا أن يحموها من الأضرار التي يُحتمل أن تصيبها من غيرهم لا أن يفعلوا هم بها هذا الفعل الأسود المُهين، فهذه الحادثة المُفجعة تجعلُها تفقد الثقةَ في أهلِها أولاً ثم في المجتمع، وتخاف من كل شيء حتى لو أظهرت غير ذلك مع اختلاف الشخصيات، إنها تكون كالقتيلة أو المشوهة وتظل أصداء التساؤلات والآلام تتردد في داخلها زمنا طويلا أو إلى مماتها.

فيصبح هذا الفساد مؤثرا سلبيا في العلاقة الزوجية لأنها لن تكون مرتاحة أو مريحة لزوجها، وتظن أنه غير قادر على إشباعها، مما يدفع إليهما مشاعر الضجر والضيق والكراهية والعداء المؤدية إلى جرائم أسرية أو انفصال يتحمل أوزاره الأطفال، وهذا ينعكس على المجتمع كله وتمتلئ المحاكم بقضايا نحن في غنى عنها.

وأيضا نجد حالات كثيرة أصيبت بعاهات مثل سلس البول نتيجة فساد عضلة التحكم في البول، مما يصيبها بأضرار نفسية خطيرة وإزعاج مستمر، إضافة إلى أمراض عدوى خطيرة تنتقل عبر المشارط الملوثة والأيدي القذرة إلى الضحايا.

وهذه المرأة التي أصيبت في نفسها كيف تُخرِج لنا أجيالا من الأصحاء أخلاقيا إذا كانت هي قد تعلمت درسا في سوء الخلق من غش وكذب وخداع؟!!! كذب على الله ورسوله وغش عندما خدعوها بالباطل على أنه حق... وهذا التشوه الخطير يحدث في المرأة التي قال في شأن إعدادها أمير الشعراء العظيم أحمد شوقي:-

الأمُّ مدرســـةٌ إذا أعدَدْتَها *** أعدَدْتَ شعبًا طيبَ الأعراقِ

فهل هذا الطريق بكل هذه المصائب حلال وصواب؟ أظن أن العقلاء لا يُقِرُّون هذا أبدا، فهذا ليس هو الإعداد القويم.

يا أيها المشرعون عليكم أن توقفوا هذه الجرائم، وليبين العلماء للذين يريدون وجه الله أين هو الطريق القويم الذي يُرضي اللهَ، وأن يبينوا أن الطرقَ الأخرى لا تؤدي إلاَّ إلى جهنم وبئس القرار، وأنه من أراد الله سبحانه وتعالى فلا يخشى أحدا غيره، وتذكروا أن الآخرة ليست ببعيد وأن الجنة ليست إلا للمتقين، ولا أريد أن ينطبق القول علينا بأننا من الذين كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه، فلنكن يدا واحدة فلنأمر بالمعروف ولنَنْهَ عن المنكر والبغي بغير الحق، ولندْعُ إلى سبيل ربِّنا بالحكمة والموعظة الحسنة.

يا أيها العلماء بيِّنوا للناس أن الشرك لا يُغفر، فالذي يفعل هذه الجريمة على أنها حلال ومباحة فهو قد أشرك بالله سبحانه وتعالى قولا لم يُنزِّل به سلطانا، وعقابُه هو عقاب المشركين، وقولوا لهم هل ذكرتم الله عند الختان وقلتم بسم الذي أمرنا بهذا إن كان قد أمركم بها هو أو رسوله، وإن لم يكن الله سبحانه وتعالى أو رسوله قد أمروا بها فاحذروا غضب الله عليكم، اذكروا آل لوط عندما أصرُّوا على بشاعةِ فعلِهم ماذا كان مصيرُهم، واذكروا عادا وثمود وغيرهم، إنهم كانوا يصرون على ما اعتادوا عليه ميراثا عن آبائهم.

"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُواْ مَا أَنزَلَ اللهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا، أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ{170}" /2/البقرة.

"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا، أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ{104}" /5/المائدة

واقرأ الآيات 28/7/الأعراف، 78/10/يونس، 53/21/الأنبياء، 74/26/الشعراء، 21/31/لقمان، 22-25/43/الزخرف، 60-70/37/الصافات.

تذكروا أن التجميل لا يجوز إلا علي شيء مشوه والله يقول بأنه قد خلق الإنسان في أحسن تقويم.

و تذكروا أن النظافة والتطهير ليست ببتر الأعضاء لأنهم هكذا يُسَمُّونَها قذارة ونجس والله لم يخلق الإنسان قَذِرًا ونجسا بل خلقه مُطهَّرًا إلا الذين يُنَجِّسُون أنفسَهم بالشِّرك فهم نجََسٌ، و تذكروا أن الله سبحانه وتعالى أمر بالغسل عند دخول دورة المياه لقضاء الحاجة، وهكذا فحجَّتُهم للطهارة باطلة "الآية 6/5/المائدة".

أما قولهم تجميل فتذكروا أن الذي خلق لم يقل بأنه خلق قُبْحا بل أبدع كل شيء وأتقن كل شيء صُنعا.

أما قطع الأعضاء بحُجَّة الوقاية من الانحراف أو من أمراض محتملة كمن يفقأ عينَيْ ابنَه لوقايته من الرَّمد أو يقطع يديْه للوقاية من السرقة، فهو منطق غير وارد شرعا.

وأما عن قولِهم بأن الختانَ كتقليم الأظافر وقص الشعر، فهل يخلعون الأظافر ويقلعون شعر الرأس؟!!

وأما عن قولِهم بأن ختانَ الذكر يُطيل العمل الجنسي فإن صح هذا فلأنه يضعف الحساسية بسبب كشف العضو الحساس مما يسبب سلبيات أخرى.

أما قولهم بأن الجلدة التي تُقطع -كما يُسمونها- تعيق العمل الجنسي فهذا قولٌ غير علمي لأن هذا الغلاف يرتد للخلف عند الانتصاب ويبدو العضو عند ذلك كأنه مختتن، ولكن هذا لا يحدث قبل البلوغ إذ إن العضو لغير البالغين من الذكور لا ينكشف أثناء انتصابه حماية للذكر غير الرشيد من الانحراف، ويصبح البعض منهم بأهواء جامحة لا يملكون لها عقالا.

أما قولهم بختان الأنثى للحد من شهوتها فهذا خطأ، فالشهوة تتحدَّد بعوامل داخلية من هرمونات وطبع مثل الجوع، فهل قطع اللسان يمنع الجوع والعطش؟! بالطبع لا، وسوف يجوع الذي فقد لسانه ويأكل ولكن دون استمتاع بالطعم، والدليل على ذلك وجود كمٍّ كبيرٍ من المنحرفات في جميع البيئات ومتزوجات وهن مختتنات، فالمرأة المختتنة تشتهي الجنس تماما كغير المختتنة ولكن الفرق يحدث في طريقة الاستمتاع بالجنس، فإن لم تستمتع به بالشكل المناسب للطبيعة التي خلقها الله سبحانه وتعالى عليها فيكون هذا دافع لها للانحراف، وهذا عكس ما أرادوا من وراء ختانها، وتصبح حياتها مرهِقة إذا كانت من ذوات الأخلاق الحميدة لأنها تتحمل عبئا زائدا لوقاية نفسها من الانحراف، وكأنهم يريدون لها أن تكون معمل تفريخ أطفال وشركة ألبان لا تتمتع بشيء نظير هذا التفريخ والإرضاع، وتصبح مدفوعة لكراهية الحياة[8]، أو تتحول إلى زانية أو خدن سرا، وأكثر ذنبها في رقاب الذين فعلوا بها هذا الفعل المُشين والذين ابتدعوه والذين أباحوه بالتقليد.

أما قول القائلين بدرء نظرةِ المجتمعِ السيئة لغير المختتنات، فأقول لهم أتخشون الناس ولا تخشون الله؟ ما هو وصفكم إذن؟!

إن الله سبحانه وتعالى قسم الناس من حيث التعقل إلى ثلاث فئات: الأولى المقترفون والثانية المقلدون والثالثة المتعقلون.

المقترفون هم الذين يتصرفون من ذواتهم دون الرجوع إلى الله، والمقلدون هم الذين يقلدون غيرهم دون تعقل، والمتعقلون هم الذين لا يفعلون شيئا إلا بعد قياسه ووزنه على قواعد تعليمات الله سبحانه وتعالى، وهم الفئة التي حازت على رضوان الله تعالى.

"قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللهِ، مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ[9]، أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ{60}*" /5/المائدة

"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا، وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ، فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ{112} وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ{113}"/6/الأنعام

فلا يجب أن نكون كالقردة، فالقرد يقلد تقليدا أعمى ولا يدرك نفعا لما يفعل من عمل تقليدي، وكنا قديما نقرأ عن القرد الذي رأى نجارا يشق الخشب وانتهز فرصة غياب النجار لشأن ما فأسرع يقلده، وجلس على اللوح المشقوق، فتدلى ذيله بين شطري الشق ثم نزع الوتد، فانضم الشِّطران بشدة على ذيله فصرخ من الألم، وجاء النجار مسرعا فزاده ضربا، فالمقلدون يسيئون لأنفسهم بفعلهم الأرعن في الدنيا، ثم يُردُّون للآخرة ليذوقوا العذابَ الأمَرَّ، أما الخنازير فتراهم يسارعون في التهام كلِّ قَذَرٍ، ولا يهتمون بنظافة، ولا يتأففون من رائحتهم المنفرة، فالذين اخترعوا الختان منذ القدم هم بعض الجهلاء من شعوب وادي النيل وبعض الشعوب البدائية الأخرى، الذين فعلوا فعلتهم التي يشمئز منها كل البشر إلا هم، ويليهم الذين دسُّوها في كتب التشريع والسيرة والأحاديث بكل خسة وبلا مراعاة لتحذير الله بعدم الشرك به ولا بتحذير الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه من كتب عنه غير القرآن كذبا عليه متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، فيا أيها الناس احذروا المقلدين للخنازير واحذروا أن تَرِدُوا جهنم بسبب تقليدِكم الأعمى لفئةٍ أعْمَتْهم جهالتُهم عن الله سبحانه وتعالى.

وإن أعرضتم عن العقل فأمْرُكم إلى الله هو يحكم بينكم يوم القيامة ويجزي كل نفس بما عملت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولا يظلم الله أحدا، ومن عمل مثقال ذرة خيرا يره ومن عمل مثقال ذرة شرا يره، ويَرُدُّ الله سبحانه وتعالى المظالم إلى أهلها يوم القيامة بكل دقة وبلا ظلم.

لا تبتئسي أيتها المظلومة فالله يعيد إليك ما سُلِب منك ويبعثك كاملة كما تحبين إذا كنتِ من المؤمنات التقيات.

وأخيرا أدعو الجهات التشريعية ألا تترك الأمر للجهلاء ليثقبوا السفينة، وأن تعطي الحق لزوج الأنثى المختتنة أن يرجع على أولياء أمرها بطلب تعويضه عن الأضرار التي لحقت به، وأقترح أن تكون قيمة هذا التعويض بمقدار تكاليف الزواج، ولا يتقادم حق الزوج في هذا، وللزوجة نفس الحق إذا وجدت زوجها مختتنا، وأن تضعوا القوانين التي تضمن حصانة جسم الطفل ضد أي عبث حتى يصل إلى سن كمال الأهلية، فيفعل في نفسه ما يريد طبقا لتعاليم دينه.

وفقكم الله لما يرضاه ζ

--------------------------------------------------------------------------------

[1] الحشفة هي رأس العضو الذكري.

[2] حقيقة الحجاب وحجية الحديث للمستشار محمد سعيد العشماوي.

[3] العلم هو كل المدركات الحسية والاستنتاجات المنطقية المترتبة عليها، ولا تقبل النقض أو النقد، يقول الله سبحانه وتعالى فيه " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا" 36/17/الإسراء، أي يجب عدم التطبيق التشريعي على ما هو غير معلوم.

[4] السُّنَّة هي المنهج الذي اتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم في تطبيق تعاليم القرآن، ولا يوجد حديث يخالف نص قرآني طبقا لما أقر به علماء السنة، بأن متن الحديث يُرفض إذا خالف القرآن أو خالف العلم أو خالف العقل أو كان غير قابل للتطبيق.

[5] العلم هو ما يتم استنتاجه منطقيا بالفؤاد على ما يتم جمعه من بيانات حسية، " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا{36}*" /17/الإسراء.

[6] الفساد يتدرج من فساد فكري وإهلاك الحرث إلى إهلاك النسل واحتراف القتل.

[7] ‏(‏د ه‏)‏ عن أبي هريرة6277- الجامع الصغير_ جلال الدين السيوطي.

[8] اقرأ كتاب "الزواج المثالي" للدكتور "فان ديفيلد" ترجمة الدكتور "محمد فتحي" لتجد أن هذا الختان شديد الضرر بالمتزوجين.

[9] كل عبادة مضللة غير عبادة الله سبحانه وتعالى.

سامي الذيب
20/02/2008, 12:14 PM
وهذا نص آخر حول الختان لمؤلفه

سعيد عبد المعطي حسين

=============================



بسم الله الرحمن الرحيم





مــيزان الختـــان
الختان من الأعراف الاجتماعية التي تداخلت مع تعاليم الأديان المختلفة، والتي اختلفوا بشأنها اختلافا كبيرا تدرَّج من الوجوب إلى الإنكار، وإذا طُلِبَت فتوى بشأنه تتعجب من رد الفعل، إذ يحرمها البعض، ويوجبها آخرون، ويضع البعضُ الطبَّ أمام التعاليم الإلهية، وكأن الطب فلسفة تشريعية تفُوقُ في قوة تشريعها شرعَ الله سبحانه وتعالى، أو يضع البعض الآخر أحاديث الناس فوق نصوص القرآن الكريم، وكأن أحاديث وأقاويل البشر هي الإله الذي لا يجب مناقشة تعاليمه، والغريب أن أغلب الفتوى تتجاهل القرآن ولا تعطيه أدنى أهمية.

الختان من الناحية الجغرافية:-

بالنسبة للإناث يحدث في معظم دول حوض النيل وبعض قبائل ليبيا وإندونيسيا وكما ورد في مجلة الهلال في عدد خاص بالختان، ولا تحدث في باقي دول العالم إلا نادرا.

وبالنسبة للذكور يحدث في دول حوض النيل وقد أخذها اليهود من المصريين ونقلوها إلى البلدان التي اختلطت باليهود كثيرا وتأثروا بهم، وقد ترك قدماء المصريين أدوات الختان شاهدا عليهم ويمكن لزائر متحف الآثار في مصر أن يشاهدها، وتنكره معظم دول أوروبا وأمريكا وآسيا واستراليا إلا قليلا من شعوبهم.

الختان من الناحية التاريخية:-

ختان الذكر والأنثى عادة أهل وادي النيل على اختلاف أديانهم من قبل الحكم الفرعوني، وهى واضحة في تماثيل المصريين القدماء الموجودة في متحف الآثار بمصر على أن الكهنة هم الذين كانوا يقومون بالختان، وأما التماثيل الموجودة بالموصل بالعراق للإنسان الموجود في نفس فترة حكم الفراعنة يتضح فيها عدم وجود الختان.

الختان من وجهة نظر الطب الحديث:-

من ناحية الأنثى جميع أطباء العالم أجمعوا على أنه عملية إجرامية ضارة جدا بالمرأة، حيث أنه يتم فيها على أقل تقدير في عملية الختان قطع البُظْر وهو العضو المناظر لرأس قضيب الذكر، وبذلك يتم إفقاد الأنثى استمتاعها باللقاء الجنسي وحرمانها من الوصول إلى حالة الشبق التي يليها حالة الاسترخاء والهدوء العصبي، والتي إن لم تصل إليها الأنثى بشكل صحيح متكرر بسبب فقدها لهذا العضو فإنها تصاب باضطرابات نفسية خطيرة، تصيب الأسرة بعدم الاستقرار، وتؤدى إلى الانفصال أو القتل، وتصيب الأبناء بإصابات نفسية خطيرة، وينعكس كل هذا بالضرر على المجتمع ككل.

وبالنسبة للذكر فعلماء الطب انقسموا إلى قسمين، أحدهما أباحه، والقسم الآخر والأغلب حرم الختان لعدم كشف الأعضاء الحساسة في الذكر ووقاية هذه الأعضاء من فقد حساسيتها وكذلك لحماية الرجل من التهيج بدون داع في فترة البلوغ الجنسي.

أشكال الختان وآثاره:-

في الذكر هو قطع القلفة التي هي غلاف الحشفة[1] بما يضمن كشف رأس العضو في حالة عدم الانتصاب.

في الأنثى يختلف باختلاف مكان الفاعل واعتقاده ودينه.

ففي جنوب وادي النيل يقطعون كل أعضاء الأنثى الخارجية (البظر وهو مناظر لرأس عضو الذكر حسيا، والشفرين الصغيرين وهما يناظران جلد عضو الذكر حسيا، والشفرين الكبيرين وهما يناظران كيس الخصيتين في الذكر حسيا) ويضُمُّون فَخْذَيْ الأنثى المختونة ويربطونها حتى تلتئم القطوع على جانبي الفرج فيصبح الفرج ملتصقا ويُترك له فتحة صغيرة من الخلف ليمـكن أن تتبول منها وعند الزواج يتم فتحه مرة أخرى، ويسمونه الختان الفرعوني.

وفي الجزء الشمالي من وادي النيل يحدث الختان عند البعض بقطع البظر بعمق والشفرين الصغيرين وحولهما إلى نهاية الفرج من أسفل وعند البعض يتم قطع البظر والشفرين الصغيرين بدون عمق، والبعض يخفف من القطع مكتفيا بقطع جزء من البظر فقط.

وكل الحالات يحدث فيها تشوه في الأعضاء الجنسية الخارجية، وتشوه نفسي خطير، وكثير من الأمراض مثل سلس البول، وأمراض الكبد، غير حالات فقد العضو الذكري أثناء الختان، وحالات الموت بسبب الهبوط الحاد في الدورة الدموية، أو أي خطأ آخر.

حُجَج المؤمنين بالختان:-

في الذكر يقولون:-

أولا: التجميل حيث أن الجلدة زائدة وشكلها قبيح.

ثانيا: النظافة حيث تتراكم القاذورات تحت الجلدة.

ثالثا: الوقاية من الأمراض الناشئة عن تراكم القاذورات.

رابعا: الإطالة الجنسية إذ إن قطع هذه الجلدة يؤدي إلى الإطالة في مدة اللقاء الجنسي.

خامسا: الاستطاعة الجنسية فالجلدة تعيق العمل الجنسي.

سادسا: سنة عن الرسول.

في الأنثى يقولون:-

أولا: التجميل فالأعضاء الطبيعية شكلها قبيح جدا.

ثانيا: الحد من شهوة الأنثى حتى لا تنحرف وتجلب العار.

ثالثا: دفع استنكار الناس للحالات غير المختتنة، ولمزهن بألفاظ مؤذية، ورفض الزواج بهن.

رابعا: سنة عن الرسول حيث كانت شائعة في عهده وأقرها.

السُّنَّة والختان:-

من دراسة أبواب الختان في كتب السنة اتضح أن جميع الأحاديث الواردة بشأنها إما ضعيفة أو لا تأمر بختان، مما جعل المعلقين على الأحاديث يقولون بأن السنة لم تأمر به في الأنثى نهائيا وفي الذكر لم يرد بشأنه أمر قطعي ليثبت كسُنَّة، وحرمه الشيخ "محمود شلتوت" في كتابه "الفتاوى" تحريما قاطعا بالنسبة للأنثى وقال بأنه لم يرد بشأنه شيء مؤكد بالنسبة للذكر، وكذلك قال الشيخ "سيد سابق" في فقه السُّنَّة حيث ذكر في باب الختان في أول سطر بأنه لم يرد في هذا الباب قرآن أو حديث يُستند إليه.

وأقر علماء الحديث بأن الحديث يُرفض إذا انطبق عليه أحد الشروط الآتية من خلال المتن:-

التعارض مع آيات القرآن الكريم، التعارض مع العقل، التعارض مع العلم، عدم القابلية للتطبيق.

وقد صدرت فتوى من الأزهر الشريف بتاريخ أول فبراير 1990م ونشرت في جريدة الأحرار المصرية بتاريخ 5 أغسطس 1993م تقول[2]:" إن الإيجاب والتحريم لا يثبتان إلا بالدليل اليقيني القطعي الثبوت والدلالة، وهذا بالنسبة للسنة لا يتحقق إلا بالأحاديث المتواترة، وحيث أنها تكاد تكون غير معلومة لعدم اتفاق العلماء عليها؛ فإن السنة لا تستقل بإثبات الإيجاب والتحريم إلا أن تكون فعلية (وهي المتواترة كالصلاة والحج والعمرة) أو تضاف إلى القرآن الكريم (أي يقوم عليها دليل مستقل من القرآن تنضم إليه)".

هذا هو قول وإقرار أهل السنة الفعليين، وإذا سرنا على نهجهم وأسسهم لن نختلف بشأن أي قضية.

اختلاف القول في أمر الختان:-

أولا اختلاف مع العلم:-

قالوا بلا علم[3] بالنسبة لختان الذكر وهو قطع الجلدة التي تغطي الحشفة، لئلا يجتمع فيها الوسخ، وليمكن الاستبراء من البول، ولئلا تنقص لذة الجماع، وليس لديهم علم بتجمع الوسخ لأن الله أمر بالغسل، ولا علم لديهم بعدم المقدرة على الاستبراء من البول حيث يحدث سلس بول في حالات ختان كثيرة، وكذلك لا علم عندهم بشأن زيادة أو نقص لذة الجماع، وقولهم مجرد ظن.

وقالوا بلا علم في ختان الأنثى هو قطع الجزء الأعلى من الفرج لأنه سُنَّة قديمة قد أقرها الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا علم عندهم بما هي السُّنَّة[4]، ولا ما هو العلم[5] ذاته.

وقد أسموه طهارة وطهور بالافتراء على الخالق بأنه خلق قذارة ونجسا، وهم المصلحون وراء خطأ الخالق بالتطهير!!.

ثانيا اختلاف فيما بينهم:-

1- قال "الشافعي" و"العترة" بوجوب الختان للذكر والأنثى، وبعض أتباع الشافعي أوجبوا ختان الميت.

2- قال "الناصر" و"الإمام يحيى" بوجوبه للذكر دون الأنثى.

3- قال "مالك" و"أبو حنيفة" و"المرتضى" و"النووي" أن الختان سُنَّة للذكر والأنثى.

4- قال "أحمد بن حنبل" إمام مذهب الحنابلة و"البيهقي" كحديث، أن الختان سُنَّة للذكر ومكرُمة للأنثى.

5- قال "الشوكاني" و"الشيخ محمود شلتوت" أن الختان حرام للأنثى ولا يوجد ما يؤكد إباحته للذكر.

6- قال "ابن المنذر" وأكده "الشيخ سيد سابق" أنه ليس في الختان خبرٌ يُرجَعُ إليه في القرآن ولا سُنَّة تُتَّبع في الأحاديث.

وترى مما سبق أن ما قيل أشبه "بالنكتة" التي يقول قائلها أتدري ماذا تحمل هذه المرأة في بطنها؟، ويجيب بأنها تحمل في ولد أو بنت أو ولدين أو بنتين أو ولد وبنت!!!، أين إذن الحقيقة من بعد كل هذا التدرج بين الوجوب والتحريم غير القاطع؟

ثالثا الاختلاف مع القرآن :-

القرآن لم يتعرض لحادثة الختان خاصة، ولكنه بَيَّنَ بصفة عامة بأن أي جرح محرم، وأي اعتداء على جسم الغير محرم، وأي تغيير في الخلق في النفس أو الجسم سواء في لون الجلد أو جرحه أو قطع جزء منه هو من عمل الشيطان، وفاعله مخلد في النار وبَيَّنَ أن خلقَ الإنسانِ في الصورةِ التي هو عليها إنما هي أفضل صورة وأحسن تقويم، وإن كنت مؤمنا بالله بلا شرك فيحرم عليك أي تغيير في الخلق في جسمك أو نفسك أنت أو أجسام أو أنفس غيرك، هكذا أكد القرآن الذي أُهمل من قِبل مقلدي أهل العادات تماما وكأنه غير مُنَزَّل من عند الخالق الذي خلق ما يفتون بشأنه.

راجع الآيات "41-48/5/المائدة" في تحريم الجروح والقطوع.

"وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأََنفَ بِالْأََنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ، فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ، وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{45}*" /5/المائدة

والآيات "116-121/4/النساء" في تحريم أي تغيير في الخلق، وأن هذا التغيير في الخلق من أمر الشيطان ومن يأتمر بأمر الشيطان فقد أشرك بالله شيطانا مريدا، ومن يشـرك بالله لا يُغفر له شركه، وهو من الخاسرين ومأواه في الجحيم.

"وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأََنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ، وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا{119} يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ، وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا{120} أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا{121}‏ *" /4/النساء

والآيات "4-8/95/التين" في وصف التقويم الإنساني من حيث الشكل والنفس بأنه أحسن تقويم وأن هذا التقويم يرتد إلى السفالة عند غير المؤمنين العاملين صالحا، وذلك بالإضرار بأجسامهم وتشويهِها بالوشم والجروح والقطوع والإتلاف للأعضاء والإتلاف للنفس بالسُّكْرِ والفواحش، ومصيرهم جهنم، إلا المؤمنين الذين عملوا صالحا فلهم أجر غير ممنون.

"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ{4} ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ{5} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ{6}*" /95/التين

والآية "87/5/المائدة" تأمر المؤمنين بالله ألا يحرموا طيبات ما أحل الله لهم والاستمتاع بما هو طيب من الزينة والروائح الطيبة والأكل المشتَهَي والمشروبات الباردة ذات الرائحة الطيبة والملابس الأنيقة والشعر المصفوف والاستمتاع بالجنس في الحلال، كل ذلك من الطيبات وأمرهم ألا يعتدوا بتحريم أيٍّ من الطيبات أو الأرزاق الحلال ثم أمر بالتقوى بعد أن بَيَّنَ أن الله لا يحب من يعتدي.

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُواْ، إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ{87} *" /5/المائدة

والآيات "32-33/7/الأعراف" تُبَيِّن أن الزينة والطيبات من الرزق ليست محرمة على عباد الله المؤمنين وهي خالصة لهم يوم القيامة، أما الحرام فليس إلا الفواحش والإثم والبغي بغير الحق –وهو الاعتداء على الآخرين بدون حق، كالختان بدون إذن من الله- والشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا، وأن يقال على الله ما لا يُعلم.

"قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{32} قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ{33} *" /7/الأعراف

والآية "140/6/الأنعام" تُسمِّي قتل الأطفال أو تحريم الرزق والنعم -الذي هو كافة المتع الحسية من أكل وشرب وأعضاء جسم- بغير علم سفها وافتراء على الله وضلالا، حيث يقول لسان حال المختن عندما يقطع الأعضاء التي لا تعجبه، ويرميها للقطط أو يدسها في التراب "هذه الخلقة نقمة وقبح وقذر، تجلب العار والمرض، ونحن لا نريدها من وجه خالقها، ونطهر أنفسنا منها".

"قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاءً عَلَى اللهِ، قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ{140} *" /6/الأنعام

والآية "223/2/البقرة" تؤكد أن النساء متعة للرجال، والاستمتاع بهن وقتما يشاءون بعد طهرهن حقٌّ لهم، ويرشدنا الله سبحانه وتعالى في نفس الآية إلى أن يقدموا لأنفسهم، والتقديم يكون بالغَزَل والمداعبة والإثارة، فإذا كانت الأعضاء المؤدية لهذا الغرض قد أزيلت فإنه يحدث إحالة بين الطرفين فلا يصلا للمتعة التي أرادها الله للإنسان السوي بسبب هذا الاعتداء الآثم.

"نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ، وَقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُمْ، وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{223}*" /2/البقرة

تعقـــيب:-

يتضح من كل ما سبق أن موضوع الختان هو أمر عرفي منحرف عن شرع الله سبحانه وتعالى الذي جاءنا به رسوله انحرافا ظاهرا، حيث حرَّم الله بصورة قاطعة الدلالةِ أيَّ اعتداءٍ على الآخرين بالأذى أو الجرح أو القطع بغير الحق، ولم يُجِزْ الأذى أو الجرح أو القطع أو القتل إلا في حالات هي على سبيل الحصر:-

الأذى :- لرَجُلَيْن يأتيان الفاحشة، الآية 16/4/النساء.

الجلد:- عقوبة شخصية للزانية والزاني، والمخطئين غير مستحقي عقوبات القطع والقتل، الآيات 2/24/النور، 4/24/النور.

الجرح:- قصاص من الذي جرح آخر، الآية 45/5/المائدة.

القطع :- قصاص بالمثل من الذي قطع عضوا من غيره، أو عقوبة لسارق محترف أو عقوبة لمفسد من الدرجة الثالثة، الآيات 45/5/المائدة، 38/5/المائدة، 33/5/المائدة.

القتل:- قصاص من القاتل أو المفســـد من الدرجة الأولى والثانية[6]، الآيات 32-33/5/المائدة.

وهذا هو الحق من الله سبحانه وتعالى، فلم يبح أي قطع آخر أو أي أذى بلا ذنب، بل قد نهى بكل شدة عن أي اعتداء على النفس أو على الغير، وقد أكد الرسـول عليه صـلوات الله وسلامه بأن "كـل المسـلم على المسـلم حـرام‏:‏ ماله، وعرضه، ودمه‏.‏ حَسْبُ امرِئٍ من الشَّرِّ أن يحَقِّرَ أخاه المسلم"[7].

وقد اتضح أن الختان ضرر بالغ التحقير والخطورة على المختتنة ولمن يتزوجها من أوجه عديدة منها أنها تُصاب بصدمة نفسية _إن نجت بجسدها حية_ يصعب علاج آثارها إن لم يكن مستحيلا، فهي لن تنسى كيف استدرجوها بالخداع والغش والكذب وانقَضُّوا عليها كالوحوش الضارية وكيف شدوا وثاقها كالذبيحة وبلا أدنى درجة من الرحمة ولم تأخذهم بها رأفة، وكيف تجمدت قلوبهم الميتة وكيف نفَّذوا جريمتهم الشنيعة رغم توسلاتها الضائعة وصراخها الذي يفتت الصخر، وتتساءل في نفسها ما ذنبي الذي فعلتُه لكي يحرمونني مما خلق الله لي وبهذه الوحشية التي لا يفعلُها الحيوان بصغاره ولماذا أُعذَّب كل هذا العذاب، وتتساءل كيف أصبحت من كانت منذ قليل أمي الحنونة والآن هي من زبانية جهنم وصمَّت أذنيها عن تأوهاتي وصراخي بل وتوصي المجرمَ الفاعلَ ألا يترك لي شيئا ويتشدد في القطع وحرَّمت عليَّ رحمة الله.

هذا بعض الوصف لبعض المشاعر المتفجرة في نفس الأنثى أثناء وبعد ختانها فهي آلام مُركَّبة يصعُب إزالة آثارِها، حيث كان من الأجدر بمن فعلوا بها هذا أن يحموها من الأضرار التي يُحتمل أن تصيبها من غيرهم لا أن يفعلوا هم بها هذا الفعل الأسود المُهين، فهذه الحادثة المُفجعة تجعلُها تفقد الثقةَ في أهلِها أولاً ثم في المجتمع، وتخاف من كل شيء حتى لو أظهرت غير ذلك مع اختلاف الشخصيات، إنها تكون كالقتيلة أو المشوهة وتظل أصداء التساؤلات والآلام تتردد في داخلها زمنا طويلا أو إلى مماتها.

فيصبح هذا الفساد مؤثرا سلبيا في العلاقة الزوجية لأنها لن تكون مرتاحة أو مريحة لزوجها، وتظن أنه غير قادر على إشباعها، مما يدفع إليهما مشاعر الضجر والضيق والكراهية والعداء المؤدية إلى جرائم أسرية أو انفصال يتحمل أوزاره الأطفال، وهذا ينعكس على المجتمع كله وتمتلئ المحاكم بقضايا نحن في غنى عنها.

وأيضا نجد حالات كثيرة أصيبت بعاهات مثل سلس البول نتيجة فساد عضلة التحكم في البول، مما يصيبها بأضرار نفسية خطيرة وإزعاج مستمر، إضافة إلى أمراض عدوى خطيرة تنتقل عبر المشارط الملوثة والأيدي القذرة إلى الضحايا.

وهذه المرأة التي أصيبت في نفسها كيف تُخرِج لنا أجيالا من الأصحاء أخلاقيا إذا كانت هي قد تعلمت درسا في سوء الخلق من غش وكذب وخداع؟!!! كذب على الله ورسوله وغش عندما خدعوها بالباطل على أنه حق... وهذا التشوه الخطير يحدث في المرأة التي قال في شأن إعدادها أمير الشعراء العظيم أحمد شوقي:-

الأمُّ مدرســـةٌ إذا أعدَدْتَها *** أعدَدْتَ شعبًا طيبَ الأعراقِ

فهل هذا الطريق بكل هذه المصائب حلال وصواب؟ أظن أن العقلاء لا يُقِرُّون هذا أبدا، فهذا ليس هو الإعداد القويم.

يا أيها المشرعون عليكم أن توقفوا هذه الجرائم، وليبين العلماء للذين يريدون وجه الله أين هو الطريق القويم الذي يُرضي اللهَ، وأن يبينوا أن الطرقَ الأخرى لا تؤدي إلاَّ إلى جهنم وبئس القرار، وأنه من أراد الله سبحانه وتعالى فلا يخشى أحدا غيره، وتذكروا أن الآخرة ليست ببعيد وأن الجنة ليست إلا للمتقين، ولا أريد أن ينطبق القول علينا بأننا من الذين كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه، فلنكن يدا واحدة فلنأمر بالمعروف ولنَنْهَ عن المنكر والبغي بغير الحق، ولندْعُ إلى سبيل ربِّنا بالحكمة والموعظة الحسنة.

يا أيها العلماء بيِّنوا للناس أن الشرك لا يُغفر، فالذي يفعل هذه الجريمة على أنها حلال ومباحة فهو قد أشرك بالله سبحانه وتعالى قولا لم يُنزِّل به سلطانا، وعقابُه هو عقاب المشركين، وقولوا لهم هل ذكرتم الله عند الختان وقلتم بسم الذي أمرنا بهذا إن كان قد أمركم بها هو أو رسوله، وإن لم يكن الله سبحانه وتعالى أو رسوله قد أمروا بها فاحذروا غضب الله عليكم، اذكروا آل لوط عندما أصرُّوا على بشاعةِ فعلِهم ماذا كان مصيرُهم، واذكروا عادا وثمود وغيرهم، إنهم كانوا يصرون على ما اعتادوا عليه ميراثا عن آبائهم.

"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُواْ مَا أَنزَلَ اللهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا، أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ{170}" /2/البقرة.

"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا، أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ{104}" /5/المائدة

واقرأ الآيات 28/7/الأعراف، 78/10/يونس، 53/21/الأنبياء، 74/26/الشعراء، 21/31/لقمان، 22-25/43/الزخرف، 60-70/37/الصافات.

تذكروا أن التجميل لا يجوز إلا علي شيء مشوه والله يقول بأنه قد خلق الإنسان في أحسن تقويم.

و تذكروا أن النظافة والتطهير ليست ببتر الأعضاء لأنهم هكذا يُسَمُّونَها قذارة ونجس والله لم يخلق الإنسان قَذِرًا ونجسا بل خلقه مُطهَّرًا إلا الذين يُنَجِّسُون أنفسَهم بالشِّرك فهم نجََسٌ، و تذكروا أن الله سبحانه وتعالى أمر بالغسل عند دخول دورة المياه لقضاء الحاجة، وهكذا فحجَّتُهم للطهارة باطلة "الآية 6/5/المائدة".

أما قولهم تجميل فتذكروا أن الذي خلق لم يقل بأنه خلق قُبْحا بل أبدع كل شيء وأتقن كل شيء صُنعا.

أما قطع الأعضاء بحُجَّة الوقاية من الانحراف أو من أمراض محتملة كمن يفقأ عينَيْ ابنَه لوقايته من الرَّمد أو يقطع يديْه للوقاية من السرقة، فهو منطق غير وارد شرعا.

وأما عن قولِهم بأن الختانَ كتقليم الأظافر وقص الشعر، فهل يخلعون الأظافر ويقلعون شعر الرأس؟!!

وأما عن قولِهم بأن ختانَ الذكر يُطيل العمل الجنسي فإن صح هذا فلأنه يضعف الحساسية بسبب كشف العضو الحساس مما يسبب سلبيات أخرى.

أما قولهم بأن الجلدة التي تُقطع -كما يُسمونها- تعيق العمل الجنسي فهذا قولٌ غير علمي لأن هذا الغلاف يرتد للخلف عند الانتصاب ويبدو العضو عند ذلك كأنه مختتن، ولكن هذا لا يحدث قبل البلوغ إذ إن العضو لغير البالغين من الذكور لا ينكشف أثناء انتصابه حماية للذكر غير الرشيد من الانحراف، ويصبح البعض منهم بأهواء جامحة لا يملكون لها عقالا.

أما قولهم بختان الأنثى للحد من شهوتها فهذا خطأ، فالشهوة تتحدَّد بعوامل داخلية من هرمونات وطبع مثل الجوع، فهل قطع اللسان يمنع الجوع والعطش؟! بالطبع لا، وسوف يجوع الذي فقد لسانه ويأكل ولكن دون استمتاع بالطعم، والدليل على ذلك وجود كمٍّ كبيرٍ من المنحرفات في جميع البيئات ومتزوجات وهن مختتنات، فالمرأة المختتنة تشتهي الجنس تماما كغير المختتنة ولكن الفرق يحدث في طريقة الاستمتاع بالجنس، فإن لم تستمتع به بالشكل المناسب للطبيعة التي خلقها الله سبحانه وتعالى عليها فيكون هذا دافع لها للانحراف، وهذا عكس ما أرادوا من وراء ختانها، وتصبح حياتها مرهِقة إذا كانت من ذوات الأخلاق الحميدة لأنها تتحمل عبئا زائدا لوقاية نفسها من الانحراف، وكأنهم يريدون لها أن تكون معمل تفريخ أطفال وشركة ألبان لا تتمتع بشيء نظير هذا التفريخ والإرضاع، وتصبح مدفوعة لكراهية الحياة[8]، أو تتحول إلى زانية أو خدن سرا، وأكثر ذنبها في رقاب الذين فعلوا بها هذا الفعل المُشين والذين ابتدعوه والذين أباحوه بالتقليد.

أما قول القائلين بدرء نظرةِ المجتمعِ السيئة لغير المختتنات، فأقول لهم أتخشون الناس ولا تخشون الله؟ ما هو وصفكم إذن؟!

إن الله سبحانه وتعالى قسم الناس من حيث التعقل إلى ثلاث فئات: الأولى المقترفون والثانية المقلدون والثالثة المتعقلون.

المقترفون هم الذين يتصرفون من ذواتهم دون الرجوع إلى الله، والمقلدون هم الذين يقلدون غيرهم دون تعقل، والمتعقلون هم الذين لا يفعلون شيئا إلا بعد قياسه ووزنه على قواعد تعليمات الله سبحانه وتعالى، وهم الفئة التي حازت على رضوان الله تعالى.

"قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللهِ، مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ[9]، أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ{60}*" /5/المائدة

"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا، وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ، فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ{112} وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ{113}"/6/الأنعام

فلا يجب أن نكون كالقردة، فالقرد يقلد تقليدا أعمى ولا يدرك نفعا لما يفعل من عمل تقليدي، وكنا قديما نقرأ عن القرد الذي رأى نجارا يشق الخشب وانتهز فرصة غياب النجار لشأن ما فأسرع يقلده، وجلس على اللوح المشقوق، فتدلى ذيله بين شطري الشق ثم نزع الوتد، فانضم الشِّطران بشدة على ذيله فصرخ من الألم، وجاء النجار مسرعا فزاده ضربا، فالمقلدون يسيئون لأنفسهم بفعلهم الأرعن في الدنيا، ثم يُردُّون للآخرة ليذوقوا العذابَ الأمَرَّ، أما الخنازير فتراهم يسارعون في التهام كلِّ قَذَرٍ، ولا يهتمون بنظافة، ولا يتأففون من رائحتهم المنفرة، فالذين اخترعوا الختان منذ القدم هم بعض الجهلاء من شعوب وادي النيل وبعض الشعوب البدائية الأخرى، الذين فعلوا فعلتهم التي يشمئز منها كل البشر إلا هم، ويليهم الذين دسُّوها في كتب التشريع والسيرة والأحاديث بكل خسة وبلا مراعاة لتحذير الله بعدم الشرك به ولا بتحذير الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه من كتب عنه غير القرآن كذبا عليه متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، فيا أيها الناس احذروا المقلدين للخنازير واحذروا أن تَرِدُوا جهنم بسبب تقليدِكم الأعمى لفئةٍ أعْمَتْهم جهالتُهم عن الله سبحانه وتعالى.

وإن أعرضتم عن العقل فأمْرُكم إلى الله هو يحكم بينكم يوم القيامة ويجزي كل نفس بما عملت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولا يظلم الله أحدا، ومن عمل مثقال ذرة خيرا يره ومن عمل مثقال ذرة شرا يره، ويَرُدُّ الله سبحانه وتعالى المظالم إلى أهلها يوم القيامة بكل دقة وبلا ظلم.

لا تبتئسي أيتها المظلومة فالله يعيد إليك ما سُلِب منك ويبعثك كاملة كما تحبين إذا كنتِ من المؤمنات التقيات.

وأخيرا أدعو الجهات التشريعية ألا تترك الأمر للجهلاء ليثقبوا السفينة، وأن تعطي الحق لزوج الأنثى المختتنة أن يرجع على أولياء أمرها بطلب تعويضه عن الأضرار التي لحقت به، وأقترح أن تكون قيمة هذا التعويض بمقدار تكاليف الزواج، ولا يتقادم حق الزوج في هذا، وللزوجة نفس الحق إذا وجدت زوجها مختتنا، وأن تضعوا القوانين التي تضمن حصانة جسم الطفل ضد أي عبث حتى يصل إلى سن كمال الأهلية، فيفعل في نفسه ما يريد طبقا لتعاليم دينه.

وفقكم الله لما يرضاه ζ

--------------------------------------------------------------------------------

[1] الحشفة هي رأس العضو الذكري.

[2] حقيقة الحجاب وحجية الحديث للمستشار محمد سعيد العشماوي.

[3] العلم هو كل المدركات الحسية والاستنتاجات المنطقية المترتبة عليها، ولا تقبل النقض أو النقد، يقول الله سبحانه وتعالى فيه " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا" 36/17/الإسراء، أي يجب عدم التطبيق التشريعي على ما هو غير معلوم.

[4] السُّنَّة هي المنهج الذي اتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم في تطبيق تعاليم القرآن، ولا يوجد حديث يخالف نص قرآني طبقا لما أقر به علماء السنة، بأن متن الحديث يُرفض إذا خالف القرآن أو خالف العلم أو خالف العقل أو كان غير قابل للتطبيق.

[5] العلم هو ما يتم استنتاجه منطقيا بالفؤاد على ما يتم جمعه من بيانات حسية، " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا{36}*" /17/الإسراء.

[6] الفساد يتدرج من فساد فكري وإهلاك الحرث إلى إهلاك النسل واحتراف القتل.

[7] ‏(‏د ه‏)‏ عن أبي هريرة6277- الجامع الصغير_ جلال الدين السيوطي.

[8] اقرأ كتاب "الزواج المثالي" للدكتور "فان ديفيلد" ترجمة الدكتور "محمد فتحي" لتجد أن هذا الختان شديد الضرر بالمتزوجين.

[9] كل عبادة مضللة غير عبادة الله سبحانه وتعالى.

ابراهيم خليل ابراهيم
20/02/2008, 12:44 PM
الاخ الغالى
احييك على موضوعك
واقول ان الشيخ ( ابو اسحاق الحوينى ) قال فى برنامجه على قناة الناس انه من المؤيدين لختان الاناث
واتمنى ممن عنده تلك الحلقة ان يضعها هنا
لك تحياتى وتقديرى

ابراهيم خليل ابراهيم
20/02/2008, 12:44 PM
الاخ الغالى
احييك على موضوعك
واقول ان الشيخ ( ابو اسحاق الحوينى ) قال فى برنامجه على قناة الناس انه من المؤيدين لختان الاناث
واتمنى ممن عنده تلك الحلقة ان يضعها هنا
لك تحياتى وتقديرى