المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا ومؤخرة جينيفر لوبيز... جاتنا نيلة في حظنا الهباب؟



محمد هجرس
21/02/2008, 11:25 PM
بقلم: محمد هجرس**
يا بلاش.. مؤخرة بخمسة ملايين دولار!
هكذا قرأت يوماً كيف أن ممثلة شهيرة قررت التأمين على مؤخرتها بهذا المبلغ.. تحسست الرقم.. فلم أستوعب المقارنة بين المشهد الثلجي المملوء بإغواء "النار"، وهذا الرقم الحارق بإغواء "الثروة".. وبين نفسي!
من منكم يحمل خمسة ملايين دولار أو ريال أو حتى ليرة، أسفل خاصرته، منشطراً بقيمة متساوية؟..
مليونان ونصف ـ على كل جانب ـ من العملات الصعبة علينا نحن المجانين، والسهلة جداً على غيرنا "المجانين" أيضاً.. دون أن ننتبه إلى هذه الثروة التي تملكنا ولا نملكها، وتتوزع على أردافنا كبنك متحرك، بينما كان على "الفوائد" أن تأخذ مجراها إلى حيث نعلم.
يبدو أنه في الجنون لا فرق، مثلما قال صديق ذات يوم "في الظلام تتساوى جميع النساء"، ولا أدري لما لم يقل "الرجال" أيضاً! هل لأن أكذوبة التفرقة هي الجين السائد كما لا أفقه في علوم الوراثة، مثلما هي "المؤخرات" المدججات بكل مغريات الطبيعة وإغواءاتها، بدءاً من سيدة الجمال الثلجي مارلين مونرو وحتى سيدة الفيديو كليب نانسي عجرم.
.....
.....
هي المؤخرات إذاً..
الآن كان علي أن أفهم لماذا كتب ابن خلدون "مقدمته" الشهيرة في علم الاجتماع، ليحورها ممثل عربي (حسن مصطفى) إلى قهقهة شهيرة في مدرسة المشاغبين، وليحولها إلى إشارة غير بريئة عما يتحجر في الصدر أو "يتدلدل" مع دعوات إلى الله بأن "يخليهم رايحين جايين ع الفاضي" حتى سألتني صديقة ـ لم تفهم خبثي ـ عن سر هذه الدعوة.
الآن فقط.. كان علينا أن نفهم لماذا نكتب بشهوة عن "مؤخرات" الآخرين، دون أن نحاول الشخبطة على مؤخراتنا كما يشرحها علم الـ(..)جـ(...)ـماع؟
ـ هل هي لا تساوي شيئاً في سوق الأسهم المحلية الصاعدة الهابطة؟
ـ هل لأنها على وزن النكتة الشهيرة مقارنة بالمخ العربي الذي شاء سوء حظه أن يوقعه في مزاد العقول العالمية، فنال أغلى الأثمان، لأنه ما زال خاماً دون أن تفض له فكرة أو ابتكار؟
ـ هل لأن عملاتنا العربية لا تزال تحبو نحو اقتصاد واحد، لم نجتمع فيه على عملة واحدة، فكيف نجمع على "مؤخرة"؟
ـ هل لأن مؤخراتنا أثبتت جدارتنا بحرفية ومهنية عالية، لذا صرنا في هذا الوضع "المتأخر" أو المستأخر.. أو الـ.....؟
ـ من منكم أو منكن، على استعداد لأن تتحسس مؤخرتها وتقارنه بجينيفر لوبيز، أو شاكيرا أو حتى "سنية ولعة"؟
لا أحد سيكون سعيدا بإمكانياته، لأننا تربينا على خجل المواجهة، وافتقاد الجرأة حتى مع الذات.. كلنا نمارس الاستمناء العقلي بلا تحفظ ونعجز عن لحظة تحديق في المرآة؟...
ـ متى نستطيع أن نتخطى كل عيوبنا، ولننظر إلى أعجازنا وعجزنا، ونواجه كل هذه المؤخرات بما يقنع بالضرورة أو بالاحتياج، بدلا من أن نصبغ كل الأشياء بصبغات ملونة وكاذبة لا تبحث إلا عن التبرير والتدليل.. بينما كان على صديق أن يقترح إجراء جراحة لاستبدال مؤخرته، بعد أن عجز عن جذب الانتباه.
الآن أدركت، لماذا كان آباؤنا الأوائل مغرمون بالمؤخرات، ويتغزلون في الأعجاز والأرداف التي تتثاقل أو تتمايل، إذ يبدو أنهم اكتشفوا الثروة في زمن الجاهلية الأولى، بينما انتظرنا نحن ما يزيد على ألف عام لندرك قيمة تلك التي قامت فتمايلت فهزت بأعجازٍ ناءت بكلكلِ!
****
من فضلكم دعوني أتقلب قليلاً على جانبي الأيمن أو الأيسر لأستمتع بهذه الثروة..
دعوني أتحسس نفسي وأتخيل أنني أنام على كل هذه الملايين "المتلتلة" دون أن أدري..
دعوني أقف أمام المرآة وأستعرض مواهبي وإمكانياتي..
أتأمل هذه الملايين المكتنزة في بضعة سنتيمترات شبه مستديرة، وأصفع نفسي..
فبعد أكثر من 20 عاماً في بلاد الغربة لم أصل حتى لبعض شطيرة من هذه المؤخرة.. أو ما تلقاه التواءة إصبع في قدم راقصة ما أن يرتعش وسطها حتى ينهال عليها نقوط المهابيل..
يا خرابي..
هات البتاع دا يا اسمك إيه؟
أيوة.."القبقاب" يا شجرة الدر!
جاتنا ستين نيلة في حظنا الهباب!!
ــــــــــ
** كاتب صحافي مصري
mhagrass@arabmag.net