المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التجربة الدانمركية ..في الفكر الصهيوني// بفكر حسين راشد



حسين راشد
21/02/2008, 11:41 PM
التجربة الدانمركية ..في الفكر الصهيوني
بفكر / حسين راشد
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
نحن بالطبع جميعاً نعلم هذا البيت الشعري .. وحكمته البالغة في توصيف حال الأمم .. فالحضارة وهي بالمعنى المفهوم – الرقي الفكري- وأن الأمم حين تتخلى عن الأخلاق تذهب أي تندثر وتقع في الهاوية ..
ولا ينكر العدو قبل الصديق .. ما رسخته الرسالات السماوية و أتممها الدين الإسلامي من قيم أخلاقية في المجتمعات العربية .. وتحويل مسار المنطقة العربية ومن ثم العالم إلى عالم يسمو بالخلق ويرتفع بالأخلاق .. كما قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
فما كان في الجاهلية من أعمال الشرك قد يكون أهون على الإنسان من الأعمال المنافية للأخلاق الإنسانية ذاتها .. ولا سبيل لدين بدون أخلاق .. فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه أمانة الحرية .. وأتاح لبني البشر الاختيار ما بين أن تعبد الله أو تكفر به وهذا له جزاءه وذاك له جزاءه ( لا إكراه في الدين).. أما أمور دنيانا فتعتمد على الخلق وهذا الخُلق يسمى ( دين) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله)بمعنى أنه على نفس منهجه في الأخلاق والفكر ..
وإذا كنا سنتدرج إلى الحادثة الإنسانية المشينة التي تفتعلها الجماعات الصهيونية والحملة الشعواء ضد نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم .. لأن الجميع يعلم أنه خاتم الأنبياء والمرسلين .. و لكن هناك بعد آخر يجب أن تلامس حقائقه المفكر الذي يبحث عن النوازع الحقيقية لهذه الهجمة .. وما تريد إحداثه من تبعات .. ولماذا تطفو على السطح ثم تعود إلى أدراجها .. ثم تطفو مرة أخرى .. هذه السياسات المتبعة وهذه الأحداث التي تتبناها الحركات الصهيونية في كل زمان ومكان لها مغزى باطني و هدف ظاهري .. أما عن المغزى الباطني هو إفساد روح الدين عامة .. لينتج المجتمع الإنساني ملحدين و مشركين .. ولا يبقى سوى الدين اليهودي في آخر المطاف والذي سيجمع بعد ذلك ( حسب فكرهم) كل هذه الطوائف بعد إفساد عقيدتهم تحت رايته .. لأن الأخلاق إذا فسدت في مجتمع سيأتي يوم يبحث فيه المرء عن القيم والقيمة .. وهذا لن يجده إلا عند هذه الفئة التي تحاول إفساد ما تبقى من دين حتى يبقى دينهم هو الباقي .. وحين يعود المرء لرشده لن يجد سواهم من يعملون بالخلق على الظاهر طبعاً .. فيقبل أن يدخل أو يعتنق هذا الدين فيصبح عبد جديد في مؤسسة الصهيونية بإرادته ..
وهذا يتضح في بروتوكولات حكماء صهيون باستفاضة وإليكم الجزء الخاص بهذا الموضوع :-جزء من البروتوكول الرابع عشر"
{{حينما نمكن لأنفسنا فنكون سادة الأرض ـ لن نبيح قيام أي دين غير ديننا، أي الدين المعترف بوحدانية الله الذي ارتبط حظنا باختياره إيانا كما ارتبط به مصير العالم.
ولهذا السبب يجب علينا أن نحطم كل عقائد الإيمان، وان تكون النتيجة المؤقتة لهذا هي أثمار ملحدين فلن يدخل هذا في موضوعنا، ولكنه سيضرب مثلاً للأجيال القادمة التي ستصغي إلى تعاليمنا على دين موسى الذي وكل إلينا ـ بعقيدته الصارمة ـ واجب إخضاع كل الأمم تحت أقدامنا.
وإذ نؤدي هذا سنعكف أيضاً على الحقائق الباطنية Mystic truths للتعاليم الموسوية التي تقوم عليها ـ كما سنقول ـ كل قوتها التربوية}}
بالطبع هذا الجزء يوضح لنا أن الشعارات التي تعلو في الأفق بين حرية العقيدة و المساواة و العدل وما إلى ذلك من شعارت تنسفها هذه المقطوعة نسفاً
و نعود لماذا الهجوم على الدين .. وقد كتبت في مثل هذه المواضيع كثيراً ولكن الأحداث لا زالت هي هي .. لأن المخطط هو هو .. بل والإصرار على فعل الشيء ذاته كما هو لم يتغير .. لذلك فإن المبدأ في الهجوم واحد لذلك فإن مبدأ الدفاع واحد .. وتعرية الحقائق واجب كل من لديه القدرة على إظهار الحقيقة وإعلام من لا يعرف واجب إنساني في غاية الأهمية .. ولنتعلم كيف نصر على مبادئنا الأخلاقية .. كما يصرون هم على مبادئهم الشيطانية .. ولكن عزائنا أننا ندافع بالفعل عن البشرية جمعاء وليس عن دين بعينه .. فالدين دين الله والله أحكم وأعدل و أقوى من كل بني البشر – لا شك – و لن يستطيع هذا أو ذاك أن يبدل كلام الله .. ولكن يمكنهم أن يبدلوا أخلاق خلق الله .. فالإنسان هو الإنسان يحمل ( نفس طيبة كما يحمل نفس خبيثة .. ونفس لوامة )
فمهما تطاولوا على خالقهم أو على أنبياء الله فهذا لن يضر الله شيئاً ولن يقلل من أنبياءه مثقال ذرة .. ولكن المتضرر الوحيد في هذا كله هو الإنسان المتبع لرسالة .. فإفساد عقيدته هي الهدف ..
والكل يعلم أن التطاول على الأنبياء عامة وليس على نبي الله محمد خاصة كان ولا يزال وسيظل قائماً .. طالما هناك الخير فهناك دائماً الشر .. يتصارعا حتى يأذن الله سبحانه بقيام الساعة ..
والكل يعلم أيضاً ما عاناه الأنبياء والمرسلين في زمانهم من هذه الفئات التي تتبع الهوى .. ولا يتبعوا المرسلين .
ونأتي لمعركة الإساءة .. وما يريدون بها من جر الشعوب المسلمة إليه .. و الضغط على العنصر العاطفي الذي يجمع المسلمون عليه فيكون الانفجار .. و يبقى الفكر الإنساني ذاته .. بأن من حق المعتدى عليه أن يعتدي بمثل ما أعتدي عليه .. أي بمعنى أن يكون هناك رد فعل على الدين الذي يعتنقه المهاجم .. فتكون سبة من هنا وسبة من هناك .. فيظهر الاثنين بمظهر ( الحيوانات التي تنهش بعضها بعضاً) وتكون النتيجة فساد الأخلاق .. لتظهر بعد ذلك طائفة لم تمس هذا أو ذاك فتكون هي صاحبة الخلق القويم .. كما سبق شرحه و إظهاره .
ونأتي بعد هذه المرحلة للمرحلة التي تليها وهي كيف سيتعامل الصهاينة فيما لو أثمرت تلك الحادثة ..كما دونوا في بروتوكولاتهم :-
{{ثم سننشر في كل فرصة ممكنة مقالات نقارن فيها بين حكمنا النافع وذلك الحكم السابق. وان حالة اليمن والسلام التي ستسود يومئذ ـ ولو أنها وليدة اضطراب قرون طويلة ـ ستفيد أيضا في تبيين محاسن حكمنا الجديد. وسنصور الأخطاء التي ارتكبها الأمميون (غير اليهود) في إدارتهم بأفضح الألوان. وسنبدأ بإثارة شعور الازدراء نحو منهج الحكم السابق، حتى أن الأمم ستفضل حكومة السلام في جو العبودية على حقوق الحرية التي طالما مجدوها، فقد عذبتهم بأبلغ قسوة، واستنزفت منهم ينبوع الوجود الإنساني نفسه، وما دفعهم إليها على التحقيق إلا جماعة من المغامرين الذين لم يعرفوا ما كانوا يفعلون{{
هنا يجب أن نتنبه جميعاً .. وندرك كيف تثمر الوقفة في حالة ما إذا كنا نريد أن نعمل على إبطال المؤامرة ..
لنعود و نوضح لماذا أخمدت هذه الهجمة ولماذا أعيدت ؟
في رأيي أنها أخمدت حين تعامل معها العالم الإسلامي بالمقاطعة التي جعلت من الدانمارك سوق لا حاجة لنا به فتأثر الاقتصاد .. فكانت الهدنة حتى تستعيد عافيتها مرة أخرى .. وبالطبع فإن المؤسسة العالمية التي حرضتها قد تكون أسعفتها وقتياً لاستعادة ما خسرته في الهجمة الأولى .. ولأن الطرفان لم يستفيدا من الهجمة الأولى بالشكل المطلوب .. أي أن الوضع لم يتغير ولم تنتج .. فكان يجب أن تعود الكرة مرة أخرى لإثارة العالم الإسلامي .. عله يتعامل بالهمجية التي يريدون إظهارها ( كي ينسف الدين) وكي يرى العالم همجية العالم الإسلامي ) وهذا ما لم تستطع إيضاحه في المرة الأولى .. لأن الدين في العالم الإسلامي ( دين أخلاق) و هذا ما يعوق تدميره حتى الآن.. وإن شاء الله لن يستطيعوا .
فسبيل النجاح في هذه الظاهرة بالنسبة لعالمنا العربي والإسلامي يجب أن يتخذ نفس الخطوة السابقة بل و أكثر من ذلك .. وهي مقاطعة كافة المنتجات التي تأتي من البلاد التي تقف بجوار الدانمارك وليس فقط الدانمارك .. فالتجربة الدانمركية هذه عبارة عن بالون اختبار .. إذا نجح في مهمته سيعمم على باقي الدول .. وستكون العاقبة أوخم وأشد ..
وأن رباطنا العقائدي المبني على فكرة وجود (الله) هذا ما يؤرقهم و يفسد خططهم ومساعيهم .. فلم تفلح الهجمة الأولى .. ولن تفلح بإذن الله أي محاولة أن دين الله يحميه الله .. وهم إذا حاربوا فيحاربوا الله .. فكم هي المعادلة صعبة بالنسبة لهم .. أما بالنسبة لنا فنحن نقف وقفة لإنسانيتنا و بداخل كل منا إيمانه .. ندافع عن أنفسنا كي يحترمنا العالم .. أما حق الله فالله سبحانه وتعالى قادر على أخذه ..
ونصرة النفس هنا بمثابة نصرة الدين .. هم هاجموا الرسول ليس لأنه رسول الله فقط .. فهو عند الله .. ولكنهم يسبوننا نحن .. يستفزوننا نحن .. وطالما نحن صامدون بالأخلاق .. فلن يفلح مخططهم ..
هي المقاطعة إذاً لا مفر .. و كما يقول المثل الشعبي المصري ( ما أدب إلا أدب القرش) اتركوهم يظهروا غوغائيتهم .. اتركوهم يبينوا للعالم أجمع انهم هم المفسدون حقاً .. و لتضح الصورة العربية الإسلامية بالشكل الفاضل .. صاحب الحضارة الإنسانية بالأخلاق والقيم ..
وهي دعوتي ودعوة كل من أحب الله ورضي به رباً وأحب محمد و رضي به رسولاً ومن احب الإسلام ورضي به ديناً ..
كي تنصروا الله ورسوله .. انصروا أنفسكم .. بالأخلاق .. و المقاطعة بلا تردد ..
والحديث لا ينتهي.
حسين راشد
نائب رئيس حزب مصر الفتاة
وأمين لجنة الإعلام
عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
ومؤسس الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني
www.misralhura.tk
www.auem.tk
* المصادر . بروتوكولات حكماء صهيون
ليلاحظ القارئ ان علماء اليهود يجدون بكل ما في وسعهم لهدم الاديان عن طريق المذاهب الاجتماعية والسياسية والفكرية والبيولوجية مثل مذهب دور كايم والشيوعية والوجودية ومذهب التطور والسريالية، وأنهم القائمون على دراسة علم الاديان المقارن متوسلين به إلى نشر الإلحاد ونسف الايمان من النفوس، وأن تلاميذهم من المسلمين والمسيحيين في كل الاقطار ومنها مصر يروجون لآرائهم الهدامة بين الناس جهلاً وكبراً. ولو استقل هؤلاء التلاميذ في تفكيرهم لكشفوا ما في آراء اساتذتهم اليهود من زيف وما وراء نظرياتهم من سوء النية (انظر 79 ـ 83)، ومقالنا في الرسالة:
العدد 926 في 2 ـ 4 ـ 1951 بعنوان "ابطال اليهود بين القرآن والعهد القديم".