المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أساتذة أم أساتيذ؟



د. دنحا طوبيا كوركيس
23/02/2008, 08:11 PM
زملائي أساتذة اللغة العربية.
لماذا تجمع كلمة "أستاذ" في المغرب "أساتيذ"، علما أن جمع "أخدود" و "أسطول" يكون "أخاديد" و "أساطيل" على التوالي؟ وماذا ستكون مفردة "أقاويل" (مع الاحتفاظ بالمعنى الشائع)؟ هل هنالك ثوابت؟
مودتي.
د. دنحا

د. سليمان العباس
23/02/2008, 09:04 PM
الأخ الأستاذ الدكتور دنحا، لك خالص تحياتي وأطيب تمنياتي. كلمة أستاذ هي من أصل فارسي ومعناها المعلم والعالم والخبير في مهنة معينة. ويمكن أن تأتي على وجهين " الأستاذ" بالضم أو " الإستاذ" بالكسر. وبما أن الكلمة من أصل فارسي، فهي لا تخضع بالضرورة لمعايير الاشتقاق العربية. فهي لا تقاس بالضرورة على وزن كلمة إسناد مثلا التي تجمع أسانيد. ويمكن أن تجمع أيضا على صيغة " أستاذون". أما استخدامها في المغرب العربي فهو ما درج عليه المستخدمون وليس لشيوع استخدام صيغة الجمع أساتيذ عندهم أي مدلول خاص سوى أنها الصيغة الأكثر شيوعا هناك. . مع خالص محبتي وتقديري.

د. دنحا طوبيا كوركيس
23/02/2008, 11:29 PM
أخي الدكتور سليمان.
أهلا ومرحبا، وشكرا على اجابتك. وبما أن الكلمة فارسية، أعتقد أن الأخوة في المغرب جمعوها على اللفظ الفارسي لكلمة أستاذ. فالألف تلفظ بتدوير الشفتين قليلا مما يقربها إلى الواو العربية في كلمة أصول مثلا. وعليه، فقد شابهت الواو في أسطول وجمعت جمعه. وربما سيكون جمع "إسناد" أسانيد، وليس إسنادات. ولكن لم تقل لي ما مفرد "أقاويل". هل هي "قلقولة" على وزن "هلهولة" وجمعها "أهاليل"، مثلا؟ الموضوع جدير بالبحث، كما أعتقد، وربما أسعفنا فطاحل العربية.
مودتي.
دنحا

د. سليمان العباس
24/02/2008, 02:34 AM
أخي الدكتور دنحا،
لا شك أن أي حوار لغوي يصقل المعرفة ويهذبها ويثري الخلفية اللغوية لمستخدمي أي لفظ قد يبدو غريبا. في اعتقادي أن كلمة أقاويل هي من الفعل تقول بتشديد الواو وفتحها. والتقول يختلف عن القول في أنه أقرب إلى عدم الصحة ويحمل في ثناياه الافتراء. فحين نقول تقول فلان على فلان فإنها تعني أنه افترى عليه بالقول. وحرف الجر الذي ياتي بعد تقول غير الذي يأتي بعد قال. فنحن نقول: قأل عنه وتقول عليه. وقد جاءت في القرآن الكريم بهذا المعنى في سورة الحاقة: ولو تقول علينا بعض الأقاويل. وبالتأكيد سيضيف الإخوة العارفين ببواطن العربية اكثر مني ما يجعل الأمر أكثر وضوحا. وإلى نسمع شيئا جديدا في هذا السياق لك خالص محبتي.

محمد فري
24/02/2008, 08:50 AM
الأخ الكريم د. دنحا طوبيا كوركيس
ليس في علمي أننا هنا في المغرب
نجمع كلمة أستاذ على " أساتيذ "
بل الجمع المألوف في اللغة العربية الفصحى
هو " أساتذة "، وهو المتداول في كل الكتابات
التي لها علاقة بالموضوع
أما أساتيذ، فربما تروج لدى البعض في اللهجة العامية

الدكتور التهامي الهاشمي
24/02/2008, 08:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تحية و احتراماً ، و بــــعـــد،
تساءل بعض الفضلاء من إخواننا فقال :

" لماذا تجمع كلمة "أستاذ" في المغرب "أساتيذ"، علما أن جمع "أخدود" و "أسطول" يكون "أخاديد" و "أساطيل" على التوالي؟ وماذا ستكون مفردة "أقاويل" (مع الاحتفاظ بالمعنى الشائع)؟ هل هنالك ثوابت؟

فأجــاب بعض الأخبة ــــــ { الأســــــــــاتـــــيــــــــذ } ـــ اخترت هذا الجمع لأنني أحملــه دلالـــة احترام و تقدير .
أما استخدامها في المغرب العربي فهو ما درج عليه المستخدمون وليس لشيوع استخدام صيغة الجمع أساتيذ عندهم أي مدلول خاص سوى أنها الصيغة الأكثر شيوعا هناك.

أقــول : لم يحصل لنا وحدنا نحن في المغرب شرف استعمال ( صــيــغــة " مــــنــتـــهـــى الْـــجـُــمـُــوع " أســـاتــيـــذ ) ؛ لسبب بسيط و هو أنها موجودة في جل القواميس المتداولة بين الناس ، بل هي موجود حتى في " المنجد في اللغة " للويس معلوف ، ابتداء من طبعته الأولى . و في هذا دلالة لا نحتاج أن نقف عندها. كما أنها موجودة في
ـــــ le dictionnaire Arabe --- Français ـــــ
de M . DE BIBERSTEIN KAZIMIRSKI
الذي نص ، زيادة على ما أشار إليه الأستاذ الدكتور سليمان العباس من أن همزة لــفــظة ( أستاذ ) يمكن أن تستعمل مكسورة ، زاد كزمرسكي أن ذال هذه اللفظة يمكن أن تكون مهملة ، و هذا مما يقوي عدم عروبتها الأصيلة . و أما عن ضم همزة " أســتــاذ " أ و كسرها بل أضيف : و حتى فتحها ، فلا يستبعد مطلقاً و ليس بغريب عن { عادة العرب في كلامها }.
لأن عادة العرب في كلامها ـــ و هذا مما يغيب عنا في كثير من الأحيان ـــ أنها إذا كانت بصدد استعمال لفظ في حديثها مركب على هذا الشكل :
{ ـــ الحرف الأول متحرك ـــ الثاني ساكن ــــ الثالث من حروف غير قوية } فإنها تميل إلى تحريك الحرف الأول بالحركات الثلاثة ؛ فلا مانع عندها في أغلب الأحيان أن تقول :
ـــ أســــــتـــــــاذ ( بضم الهمزة )
ــــ أَســــتـــــــاذ ( بقتح الهمزة )
ــــ أِســــتــــــاذ ( بكسر الهمزة )

قد لا يكون هذا مطبقاً ، بصفة مطردة ، عـنـد جميع القبائل ؛ لكن إذا كان الحرف الثالث في مثل هذه الألفاظ من أحـد حرفيْ العلة ( الواو و الياء ) رأيـْتَ جـُـــل القبائل تطبق الضابط المذكور ؛ فتضمُّ الحرف الأول في نفس اللفظة و تفتحه و تكسره .
تعالواْ ، إذا تفضلتم ، نضرب لهذا مثالاً ليتضح الأمر أكثر إن شاء الله . نـــأخــذ لـفـظـة :

ــــ { جــــذ ْوة } ـــــــ Tison ardent أو Buche

هناك قبيلة تنطقها ( جـُــــذوة ) بضم الجيم
و أخرى تنطيقها ( جـَــــذوة ) بفتح الجيم
و ثالثة تنطقها ( جــِــــذوة ) بكسر الجيم

و بما أن القرآن الكريم ــ النور المهداة من ربنا الكريم إلى عباده المتقين ـــ يحترم عادة العرب في كلامها ؛ نـــزل ، تــكــريــمــاً لهم ، على عاداتهم في كلامهم و على ما تعودوا سلوكه في نطقهم ليفتخرواْ بكلامهم و يعتزواْ بانتمائهم إلى لغــة الضــاد ؛ لقد نزل بالصيغ الثلاث فقال في الآية 29 من سورة القصص :

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأجَلَ وَ سَارَ بِأهْلِهِ ءَانَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراَ قَالَ لأهْلِهِ امْكُثُواْ إنِّي ءَانَسْتُ نَاراًً لَعَلِّي ءَاتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أوْ جـــََـــــذ ْوةٍ مِــنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ

{ جــَــــذوة }

هنا مفتوحة الجيم ؛ هكذا يـنـطـق بها إخواننا في الشرق و في مصر لأنهم يقرأون القرآن برواية حفص عن عاصم ، و لا ينطق بها من القراء السبعة مفتوحة الجيم إلا عاصم الذي له روايتان ؛ رواية حفص التي يقرأ بها مـَـن قلنا ، و رواية شعبة التي لا يقرأ بها الآن ، و بكل أسف ، إلا أفراد قلائل من هذه الأمة التي أهملت كتاب ربها فأذاقها لباس الجوع و الخوف ( نطلبه تعالى أن يردنا إليه رداً حسناً ).

أما إخواننا في السودان و تشاد فيقرأون هذه الآية كما يلي:


فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأجَلَ وَ سَارَ بِأهْلِهِ ءَانَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراَ قَالَ لأهْلِهِ امْكُثُواْ إنِّي ءَانَسْتُ نَاراًً لَعَلِّي ءَاتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أوْ جـِِـــــذ ْوةٍ مِــنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ

{ جـــِـــذوة }

ينطقون بها هكذا مكسورة الجيم لأنهم يقرأون القرآن برواية الــدُّوري عن البصري . يشاركهم في قراءتهم هذه إخواننا في ليبيا و تونس الذين يقرأون القرآن برواية قالون عن نافع لأن نافعاً رضي الله عنه يقرأ هذه اللفظة بكسر الجيم ؛ و بهذا النطق يقرأ إخواننا في شمال إفريقيا الذين يقرأون برواية ورش الذي يكسر الجيم تبعاً لشيخه .

و من المسلمين من يقرأ هــذه الآيــة كمـا يــلــي:

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأجَلَ وَ سَارَ بِأهْلِهِ ءَانَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراَ قَالَ لأهْلِهِ امْكُثُواْ إنِّي ءَانَسْتُ نَاراًً لَعَلِّي ءَاتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أوْ جــُــــذ ْوةٍ مِــنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ

{ جـُــــــذوة }

هــؤلاء ينطقون بها مضمومة الجيم لأنهم يقرأون القرآن بإحدى روايتيْ حمزة ( و هما خلف و خلاد ) اللذين يقرآن هذه اللفظة بضم الجيم.

أتيت بهذا كله لنقول إن اللفظة { أستاذ } يمكن أن تكون غير عربية ولكنها حين دخلت العربية صارت خاضعةاً لضوابطها؛ كما أننا أتينا بها لنبين أن جمعها { أســـاتــــيـذ } ليس من استعمال المغاربة وحدهم ، و ذالك لأمرين اثنين:

أولهــما : هذا التركيب { أســــاتــــيــــذ } منصوص عليه في قواميس قديماً و لم يقدمواْ فيها إشارة لـمـسـتـعمليـها.
ثـانـيـها : جاء اللفظ ( أســـــاتــــيـــــذ ) على وزن ٍ من أوزان ِ العربية الأصيلة ؛ ذالك أن :

مــــــفــــاعــــيــــل Est le schème arabe par excellence

لما ذا نقول إنه : schème arabe par excellence ؛ نقوله لأنه يدل عندهم عـادةً على " كـــثـــــرة " هو يدل على الجمع ، هذا ما في ذالك من شك و لكنه يدل أيضاً على جمع الكثرة ؛ فإذا كان عندي مثلاً ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة أو ثمانية أو تسعة أو عشرة أو حتى إحدى عشر من هذا النوع من الرجال الذين بعلمون الناس ، قلت " أســـاتــذة " فإذا فاق هذا العدد فضلت أن أقول : { أســــــــاتــــــيــــــذ } .
فـــــ{ أســـــاتـــــيــــــــذ } هو إذن : ( جـــمـــــــع الــــجـــــمــــع )

ثم إنه هو بــحق : schème arabe par excellence لأن الحرف ما قبل الأخير في تركيبنا : { أســــــاتــــيــــــذ } لم يأت عبثاً بل إنه خاضع لضابط محكم، هـــو :

لا يمكن أن تأتي " الياء " في ( أساتيذ ) إلا إذا كان في صورة مفردها مــداً قبل الحرف الأخير
فلو لم يكن هناك مد أي لو كان ( أســتــذ ) لقلنا في جمعها { أســـاتـــــــذ } فقط بدون ياء .

فلو أقول أنا الآن لطالب : مــا هــو مـفـرد ( مــفــاتـــــح ) لــــقـــال لــي: " مـــفـــتــــح "
أمــا لــــو أقـــــول لــه : مــا هــو مـفــرد ( مـــفـــاتـــيـــح ) ، لــقــال لــي " مفـــتـــاح "

أما عن { أقــــــاويــــــل } فأمر آخر من الروعة في اللغة العربية بمكان ( و اسمحواْ لي أن أكون مختصراً لأن هذا الزمن ضاق بنا " و لا حول و لا قوة إلا بالله " و لنا عودة لتوضيح الأمر أكثر إن يسر الله عسرنا ؛ و سيفعل لأنه ولي ذالك و قادر عليه .

نحن نعرف ، من زمان ، أن العلاقة بين اللفظ و دلالته اعتباطية بنسبة كبيرة ؛ نجعل هذه الإشارة الخفيفة نصب أيننا و نقول : كل لفظ هو مع ذالك:

Conventionnellement orienté
كــمــا أنـنـا نعرف أيضاً:
Le rapport entre l'image sonore et la signification est arbitraire

و إذن { أقـــــاويــــل } الــتــي هي من الجدر { قــــَـــو َلَ } ــــ ـ ( قـَــألَ ) ، حقها أن يكــون الجمع مـن جدرها { أقـــوال } لـكن العرب تهوى أن تميز بين أوزان ألفاظها : إنها تختار و يحلو لها دوماً أن تختار:
لهذا الوزن :
الحـمـولـة القدحية ـــ و قد عبرت عنها هنا بــ { أقـــاويــل } فلا تحتاج بعد ذالك أن تقول:إنها باطلة أو أنها: و شاية أو انها : مجرد حقد؛ لأن الوزن كفاها هذه المشقة
و لهذا الوزن
الحمـــولة المـــدحية ــ و قد عبرت عنها هنا بــــ { أقوال } الــذي تستطيع أن تشير به إلى ما يصدر حتى رسول الله صلى الله عليه و سلم.

هذا ما سمح به الوقت اليوم و لنا عودة إليه إن يسر الله الأمر ؛ مع تحياتي و تقديري.

الدكتور إلياس عطاالله
26/02/2008, 08:23 PM
أستاذي الدكتور دنحا كوركيس المحترم،
أساتذتي الكرام المشاركين في البحث،
سلام من الله عليكم جميعا

بالنسبة للمفردة أستاذ، فهي، كما لا يخفى عنكم، معرّبة قديمًا عن اُستاد الفارسيّة، واقترضتها بعض الشعوب المجاورة، وأجرت فيها التطويع لبناها الصرفيّة والصوتيّة، وكان العرب قد حوّلوا الدال ذالا، فيما انتقلت إلى الكرديّة بإسقاط الدال" أستا"، وهذه بدورها انتقلت إلى بعض المحكيّات العربيّة بقلب التاء طاءً، كما يشيع استعمالها في مصر وغيرها( أسطا/ أسطه).
أمّا جمعها على أساتيذ، فلا علاقة له بالفارسيّة، فالجموع في الفارسيّة يعبّر فيها عن كلّ ما زاد عن الواحد/ المفرد عددا، والفارسيّة المقترضة كثيرا من العربيّة، لا مثنى فيها، وإن نقلت عن العربيّة بعض الألفاظ المثنّاة، لأنّ قواعدها تعبّر عن المثنّى بلفظة تدلّ على اثنين- كما هي الحال في المحكيّات وفي بعض أساليب العربيّة " الفصيحة"، نحو: جوز عيون/ وقال اثنان من الرجال...، والكلمات المستعملة دلالة على التثنية فيها هي: زوج( وهي من المشترك السامي والهندوأوروربي الذي تنتمي إليه الفارسيّة)، دو، جفت.
أمّا الجموع، فالفارسيّة لا تعرف جمع التكسير إلا في المفردات المقترضة من العربيّة، ويجمعون هذه الجموع بالألف والتاء، نحو أمور وأمورات، أمّا الجمع بالواو والنون والياء والنون( جمع السلامة)، فهو في الألفاظ التي دخلت من العربيّة، لأنّ علامة الجمع الشائعة عندهم هي" ان"، ولن أقحم نفسي في المجموع بالألف والتاء( جمع السلامة) وعلامات أخرى لبعدها عمّا نحن بصدده.
لا فرق بين أساتذة وأساتيذ من حيث الدلالة، والفرق محصور في أن الأولى منصرفة والثانية ممنوعة من الصرف لأنّها من صيغ منتهى الجموع، والقضيّة ليست وقفا على المغرب العربيّ، فأنا أستعمل الصيغتين- ولست مغاربيّا- تماما كما أستعمل تلامذة وتلاميذ، ولأنّني لست مرجعا حتى أحيل إلى نفسي، فالإحالة إلى المعجم الكبير، مادّة أستاذ، حيث أورد الجموع التالية: أساتذة وأساتيذ وأستاذون.
ليست هناك قواعد قياسيّة لمثل هذه الجموع- ولا لغيرها من الجموع رغم محاولات التقعيد-، ولذا تندرج في السماع، أمّا القياس فقد نلجأ إليه بالحمل على النظير، وصيغ منتهى الجموع( وهي جموع تكسير ثالثها ألف زائدة، وبعد الألف حرفان، أو ثلاثة أوسطها ياء ساكنة- ياء مدّ) كثيرة الأثول، فمنها العربيّ، ومنها المعرّب والدخيل، وميزانها الصرفيّ رهنٌ بمفردها وأصله، فهنالك( من شبيهات أساتيذ جَرْسًا) مفاعيل وأفاعيل وتفاعيل وفعاليل وفواعيل وغيرها، ومنها ما لا نعرف له مفردا، ومنها ما هو جمع للجمع، فأقاويل التي ورد ذكرها هي من جمع الجمع: قول- أقوال- أقاويل، وله نظائر في العربيّة، كسطر وأسطار وأساطير، لمن لم يجعل أساطير جمعا مباشرا لأسطورة، أمّا ما جمع من مفرد مباشرة فنحو معاذير، جمعا لمعذُِرة، وهي من وزن مفاعيل، لأنّ الميم زائدة على الأثل عذر- ومثلها مفاتيح من مفتاح-، وأحابيل من أحبولة، ووزنها أفاعيل، لأنّ الهمزة الأولى زائدة في الأثل، أمّا أساتيذ، فوزنها هو فعاليل، لأنّ الهمزة موجودة في الأصل في الفارسيّة والعربيّة- ومثلها وزنا أساطيل وأقانيم وألاعيب وسكاكين-، أمّا تعابير المأخوذة من تعبير، من الأثل "عبر"، فوزنها تفاعيل، لأن التاء زائدة- ومثلها تواريخ-( ومن الصرفيين القدامى من يجعل هذا كلّه على فعاليل لأنّه لا يقول بزياد التاء وغيرها أولا)، وعلى فواعيل جاء الجمع نواطير من ناطور من نطر،( وهي من الساميّ)، أمّا ما جاء على هذه الأوزان وما زال مشكلا، فأمثال أبابيل التي اجتهدوا في اقتراح مفرد لها، وشاع جرّاء عدم الاتّفاق أن لا مفرد لها، وتباشير التي نعرف أثلها، ولا نستعمل لها مفردا، وهذه ما يورده أصحاب المعاجم، ومثلها كما يورد الزبيديّ وغيره تعاشيب الأرض، وتفاطير النبات، وتعاجيب الدهر( تنظر مادّة بشر في تاج العروس)... أكتفي بهذا القدر، عارفا أنّك ما سألت عن كلّ هذه الثرثرة، ولأنّك أستاذنا، قل ما حلا لك؛ أساتذة وأساتيذ، ونبقى جميعا تلامذةً وتلاميذَ ننهل من علمكم.
مع خالص المحبّة
إلياس عطاالله

عبدالرحمن محمد بودرع
02/03/2008, 12:42 AM
يبدو لي والله أعلم، أنّ جمع أستاذ هو "أساتيذ" وهو أقوى وأقيس من أساتذة، وإن كان القُدماء قلّما استعملوهما بصيغة الجمع واستعملوا المفرد "أستاذ" أحيانا، وأطلقوا هذه الصّفةَ على علماء مخصوصين مثل الأستاذ أبي عليّ الشّلوبين، والأستاذ أبي الحسن ابن عصفور، والأستاذ أبي إسحاقَ الإسفراييني الأصوليّ... ولم أعثُر - فيما بين يديّ من مراجع ومصادر - على الجمع أساتذة ولا أساتيذ.

والسبب في أنّ "أساتيذ" أقيس من "أساتذة"، أنّ أستاذ على وزن فعلال أو افعال والجمع أساتيذ على وزن فَعاليل،

فإن كانت على وزن : فعلال فعاليل فنحو: تلميذ وتلاميذ، ، وشُحرور وشحارير، ورِعْديد ورعاديد، وصِنْديد وصَناديد، وزِلْزال وزلازيل، وعصفور وعصافير، وقنديل وقناديل، وقنطار وقناطير، وخلْخال وخلاخيل، وشِمْلال وشَماليل.

وإن كانت على وزن افعال أفاعيل فنحو: إكليل وأكاليل، وأسلوب وأساليب، وإبريق وأباريق، وإملاء وأماليّ، وإعصار وأعاصير.

أمّا أستاذ أساتذة على وزن افعال أفاعلة فلم أجد له نظيراً في الجموع.
ومهما يكن أصل الكلمة ووزنُها فالظّاهر أنّ الأساتيذَ أقيسُ وأقومُ، والله أعلم

وللإخوة الباحثين رأي وعلم في الموضوع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنبيه:
كلمة "أقاويل" جمعٌ للجَمعِ، فهي جمعُ أقوال، مثل أباييت في أبياتٍ، وأناعيم في أنعامٍ. وإنَّما بَنيتَ هذا البناء حين أردتَ أن تكثَّر وتبالغ في ذلك[ذكَرَه سيبويه]
ولكنّي ذهبتُ في لفظِ الأقاويلِ مذهباً زعمتُ فيه أنّه جمع لـ"أُقْوولَة" بضمّ الهمزة، وسكون القاف، وضمّ الواو الممدودة، وفتح اللام، وذلك مثل أغرودة وأغاريد وأنشودَة وأناشيد وأكذوبَة وأكاذيب وأسطورَة وأساطير... وكدتُ أنصرفُ عنه لولا أنّي وجدتُ مَن يذكُرُه؛ فقد ذكرَ الزَّبيدي في "تاج العَروس" أنّ قوماً ذهَبوا إلى أنّه جمع أقوولة كأضحوكة، وإذا ثبَت فالقياسُ لا يأباه
أمّا القولُ إنّ الأقاويلَ جمع للتّقوُّل، والاستشهادُ على ذلك بالآيَة : {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ }الحاقة44 .
وقول الشّاعر: وخيرُ أقاويلِ الرِّجالِ سديدُها
وقول آخَر: واحذَرْ أقاويلَ العُداةِ النُّزَّغِ
والذي يُرجّحُ عندي أنّ "أقاويل" جمعٌ لأقْوُولَة أنّها جاءت في سياقِ الدّلالة على الشّيء المُفْتَرى مثل إسطورَة وأكذوبَة وأمثولَة وأعجوبَة، وكذلك الأقوال المفتراة هي "أقاويل" كَما وَرَدَ في الآيَة
فالفعلُ له مصدرُه وهو التّقوُّل: تقَوَّل تقوُّلاً، لأنّ الذي يُناسبُ هذا الفعلَ هو مصدرُه التّقوّل؛ أمّا الجمع فلا يجوزُ جمعُ المصادرِ -على مذهب البصريين- إلاّ إذا نُقِلت من المصدريّة إلى الاسميّة؛ فلا نقول تقوّل تقوُّلاتٍ، وهو ما لم يَرِدْ في الآية، بل جاء في الآية ما يُناسبُ الفعلَ ولكن من الأسماء لا من المصادِر: تقوَّلَ أقاويلَ . أمّا مُفردُ الأقاويلِ فهو الأُقْوولَة
والله أعلَم

منذر أبو هواش
05/03/2008, 12:54 AM
أساتذة وأساتيذ ... وجمع ما فيه ياء النسب ...

أساتيذ جمع أستاذ إذا اعتبرنا أستاذ على وزن فعلال وجمعها فعاليل
نحو: قنطار قناطير، خلْخال خلاخيل، شُحرور شحارير
تلميذ تلاميذ، قنديل قناديل، عصفور عصافير.

وأساتيذ جمع أستاذ على اعتبار أن أستاذ على وزن أفعال وجمعها أفاعيل
نحو: إعصار أعاصير، إكليل أكاليل، أسلوب أساليب، إبريق أباريق.

أما "أساتذة" على وزن "أفاعلة" فالمفروض أن تكون جمعا قياسيا لكلمة "أستاذيّ" بياء النسب، وذلك لأن كتب النحو والصرف تقول أن ما فيه ياء النسب يجمع على "أفاعلة".

وعلى هذا يفترض أن يكون "الأستاذي" أو "الأساتيذي" هو الشخص المتمتع بدرجة الأستاذية بدليل نسبته إليها، وأن "الأساتذة" تعني جماعة "الأستاذيين" أو "الأساتيذيين" المتمتعين بدرجة "الأستاذية" أو "الأساتيذية"، وأن "أساتذة" هي الجمع القياسي لكلمة "أستاذيّ" أو "أساتيذيّ" بالياء المشددة لا كلمة "أستاذ" التي ينبغي جمعها على أساتيذ فقط.

أمثلة على الجمع بصيغة أفاعلة ومفرد ما فيه ياء النسب:

منصوري (مناصيري) تجمع على مناصرة
أفريقي (أفاريقي) تجمع على أفارقة
أمزيغي (أمازيغي) تجمع على أمازغة
أشعري (أشاعري) تجمع على أشاعرة
مغربي (مغاربي) تجمع على مغاربة
مشرقي (مشارقي) تجمع على مشارقة
نابلسي (نبالسي) تجمع على نبالسة
ثعلبي (ثعالبي) تجمع على ثعالبة
شركسي (شراكسي) تجمع على شراكسة
منذري (مناذري) تجمع على مناذرة
صيرفي (صيارفي) تجمع على صيارفة
سلجوقي (سلاجيقي) تجمع على سلاجقة
قرموطي (قراميطي) تجمع على قرامطة
مطراني (مطاريني) تجمع على مطارنة
غساني (غساسيني) تجمع على غساسنة
شماسي (شماميسي) تجمع على شمامسة
قرآني (قرائيني) تجمع على قرائنة (وهم المدعوون بالقرآنيين)
قنديلي (قناديلي) (بائع القناديل) تجمع على قنادلة
إبريقي (أباريقي) (بائع الأباريق) تجمع على أبارقة، أما إبريق فتجمع على أباريق
إبليسي (أباليسي) (المنتسب لإبليس) تجمع على أبالسة، أما إبليس فتجمع على أباليس
وهلم جرا ...

علما بأن صيغ الجموع المختلفة لنفس الكلمة المفردة يكون لها معان مختلفة عندما يختلف السياق. تأمل في أعين (جمع العين المبصرة) وعيون (جمع عين الماء)، وتأمل في حُمُر (جمع الحمار الوحشي)، وحمير (جمع الحمار الأهلي) الواردة في القرآن الكريم على سبيل المثال.

والله أعلم،

منذر أبو هواش
.

عبدالرحمن محمد بودرع
05/03/2008, 10:05 PM
أخي الأستاذ العزيز منذر أبو هواش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُسعدني أن أستفيد من مشاركتكم الغنيّة، في موضوع الجمع .
ولكن عندي ملحوظة:
وهي أنّ الجموعَ التي على وزن "أفاعيل" ليست كلّها جموعاً للأسماء المنسوبة، كما وردَ في جوابِكم الكَريم
فقد تُزادُ التّاءُ في آخِرِ صيغة منتهى الجُموع "أفاعِلَة" للتّعويضِ من ياءٍ محذوفة، غير ياءِ النّسب، أو التّعويض من ألف محذوفة، غير ياءِ النّسب، والمثالُ على ذلك:

1- ما عوضت التاءُ فيه الياءَ المحذوفَة غير ياءِ النّسب:
زِنْديق : زَنادِقَة
إبريق : أبارِقَة
فيلسوف : فَلاسِفَة

2- ما عوضت التاءُ فيه ألفاً أو واواً محذوفَةً، غير ياءِ النّسب:
سَفّود : سَفافِدَة
أستاذ : أساتذة [وليس أستاذيّ]
مِطْعان : مَطاعِنَة
كِسْرى : أكاسِرَة
أسْقُف : أساقِفَة
إمبراطور : أباطِرَة
عِمْلاق : عَمالِقَة

3- أمّا ما تفضّلْتَ بذكْرِه، وهو زيادةُ تاءٍ في الجمعِ عوضاً من ياءَي النّسب، فهو قسمٌ من الأقسامِ :
دِمشقيّ : دماشقة
حنبليّ : حَنابِلة
قُرمُطيّ : قَرامِطة
مُهلّبيّ : مَهالِبَة
أزرقيّ : أزارقة

والله أعلَم

منذر أبو هواش
07/03/2008, 11:20 AM
أخي الأستاذ العزيز عبد الرحمن محمد بودرع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على تفاعلكم،

لا أرى في مشاركتي بأدناه أنني عممت أو أنني قلت إنّ الجموعَ التي على وزن "أفاعيل" (كلّها !!!) جموع للأسماء المنسوبة كما وردَ في جوابِكم الكَريم.

فنحن مثلكم نعرف (بلا شك) أن البديهيات التي تقول أن (جموع الجموع) أيضا تبنى على أفاعيل للدلالة على (الكثرة والمبالغة) نحو أقوال أقاويل ، وأبيات أباييت ، وأنعام أناعيم، وأن (جمع "أفعولة") أيضا يبنى على "أفاعيل" نحو أقوولة أقاويل وأضحوكة أضاحيك وأغرودة أغاريد وأنشودَة أناشيد، وسمعنا أيضا بالبديهية التي تقول أن صيغة أفعولة وجمعها أفاعيل تستخدم أيضا أحيانا للدلالة على الافتراء مثل إسطورَة أساطير وأكذوبَة أكاذيب وأمثولَة أماثيل وأعجوبَة أعاجيب ...!

لكننا هنا نبحث ونجتهد في مسألة معينة محددة وهي كلمة (أساتذة) على وجه التحديد، وقد طرحت هذه المسألة الخلافية بشكل مختلف كما تبدو لي، وسوف أكون سعيدا بالطبع حين أقرأ آراء واقتراحات الزملاء والعلماء الأعزاء حول هذا الطرح الذي قد يبدو غريبا أو جديدا لأول وهلة.

لقد تناولت صيغة (أفاعلة) هنا على أساس أنها (جمع ما فيه ياء النسب) تخصيصا لا تعميما، والعبد الفقير لا يرى غضاضة في تسميته (جمع النسب) اختصارا مع الميل لاعتباره (في هذه الحالة على وجه الخصوص) اسم جمع لا مفرد مجرد له من لفظه لأنني لا أؤيد كون (أساتذة) جمع أستاذ التي جمعها أساتيذ، وأقترح اعتبارها جمع نسبة من نوع آخر لا يدل على مفرد وإنما يدل على جماعة تنتسب إلى معنى آخر أو مفهوم آخر غير المفرد المجرد، أي أنني أقترح اعتبار (أساتذة) اسم جمع يدل على أفراد ينتسبون لمهنة الأستذة بغض النظر عن الأمثلة التوضيحية المبسطة التي أوردتها من أجل شرح هذا الطرح الذي أعتقد أنه جديد نوعا ما.

بناء على ذلك ربما يمكنني أن أقول أن تراجمة يمكن أن تكون اسم جماعة للمشتغلين بالترجمة وليست جمعا قياسيا لمترجم، وأن هنادسة يمكن أن تكون اسم جمع لمن يمارسون مهنة الهندسة من دون أن تكون جمعا قياسيا لمهندس، وأفترض أن دكتور ينبغي أن تجمع على دكاتير، وأن دكاترة ينبغي أن تكون اسم جمع لممارسي الدكترة، وهكذا دواليك ...

واستنادا إلى الاقتراح بأعلاه يكون:

زناديق: جمع زنديق
زنادقة: اسم جماعة تمارس الزندقة وتنتمي إليها (من دون أن تكون جمعا قياسيا لزنديق).
أباريق: جمع إبريق
أبارقة: يفترض أن تكون اسما لجماعة تمارس بيع الأباريق أو صناعتها.
فلاسفة: اسم الجماعة التي تمارس الفلسفة وتشتغل بها (من دون أن تكون جمعا قياسيا لفيلسوف).
أكاسِرَة: اسم جماعة يدل على المنتمين إلى طبقة الأكاسرة (من دون أن تكون جمعا قياسيا لكسرى).
كذلك أساقِفَة وأباطِرَة وعَمالِقَة.

أما زيادةُ التاءٍ في الجمعِ عوضاً من ياءَي النّسب نحو: دِمشقيّ : دماشقة و حنبليّ : حَنابِلة و قُرمُطيّ : قَرامِطة و مُهلّبيّ : مَهالِبَة و أزرقيّ : أزارقة فلا أعتقد أنه يخرج عن الإطار والتعريف بأعلاه.

هذا اجتهاد مقترح من أخ صغير لكم قد يخطئ وقد يكون صائبا.
إنما أجري على الله، والله أعلَم ...

منذر أبو هواش

:tired:

عبدالرحمن محمد بودرع
08/03/2008, 02:34 PM
أشكرك أيها الأستاذ المحترم على هذا الجواب
وهذا لا يمنع من القول إنّ الاجتهاد في البحث لإثبات وجه غريب، ببعض الأمثلة،
قد يُعقّد الأمر لدى طّلاّب ولدى كلّ مَن يروم التماسَ العربيّة من أقرب وجوهها
فالأمر لا يتعلّق برأي شخصي، بقدر ما هو التماس وجه القياس أو السماع في المسألة.
ثمّ إني لم أفهم على وجه الدّقّة كيف نصطنع هذه النسبةَ إلى مهنة الأستاذيّة ثمّ نجمعُها على أساتيذ ؛
فالأستاذ غير الأستاذي، والأساتيذ غير الأستاذيّ أيضا
ولسنا مضطرّينَ إلى تلمّس الأدلّة والشّواهد لإثبات وجه بعيدٍ
وتركِ أنسبِ الوجوه وأقربِها إلى القياس
وأشكرك على كلّ حالٍ على هذه المُحاورةِ اللّطيفَة

منذر أبو هواش
08/03/2008, 04:09 PM
أشكرك أيها الأستاذ المحترم على هذا الجواب
وهذا لا يمنع من القول إنّ الاجتهاد في البحث لإثبات وجه غريب، ببعض الأمثلة،
قد يُعقّد الأمر لدى طّلاّب ولدى كلّ مَن يروم التماسَ العربيّة من أقرب وجوهها
فالأمر لا يتعلّق برأي شخصي، بقدر ما هو التماس وجه القياس أو السماع في المسألة.
ثمّ إني لم أفهم على وجه الدّقّة كيف نصطنع هذه النسبةَ إلى مهنة الأستاذيّة ثمّ نجمعُها على أساتيذ ؛
فالأستاذ غير الأستاذي، والأساتيذ غير الأستاذيّ أيضا
ولسنا مضطرّينَ إلى تلمّس الأدلّة والشّواهد لإثبات وجه بعيدٍ
وتركِ أنسبِ الوجوه وأقربِها إلى القياس
وأشكرك على كلّ حالٍ على هذه المُحاورةِ اللّطيفَة

الأستاذ الفاضل عبد الرحمن بودرع،

إن "أساتيذ" جمع قياسي لـ "أستاذ" وهذه حقيقة. لكنني لم أجد وجه الاشتقاق من خلال علاقة قياسية بين "أساتذة" و "أستاذ"، لذلك فقد اجتهدت وحاولت أن أتوصل إلى تفسير دلالي آخر لصيغة "أساتذة" بشكل آخر، وأعتقد أنني قد توصلت إلى شيء ما إلى أن يثبت العكس.

لقد حاولت شرح هذه الظاهرة اللغوية الثابتة من خلال أمثلة كثيرة، وقد أصبح الأمر واضحا جدا للجميع، لذلك أعتقد أن فكرتي ستصل إلى الخبراء المعنيين الذين أنتظر تعليقاتهم وملاحظاتهم على الموضوع.

وشكرا لمتابعتكم.

منذر أبو هواش

:fl:

عبدالرحمن محمد بودرع
09/03/2008, 06:17 PM
أشكرك أستاذي الكريم على فكرتك التي نتمنّى أن يعلّقَ عليها الخبراءُ المعنيونَ في المجامِع اللغويّة،
وأن يُثبتوا أنّ "أساتذة" على وزن "أفاعلة" جمع قياسي لكلمة "أستاذيّ" بياء النسب،
وإن كانَ هذا الوزن "أفاعلة" في الحقيقة جمعا لبعض المنسوب لا كلّه، مثل:
دِمشقيّ : دماشقة
حنبليّ : حَنابِلة
قُرمُطيّ : قَرامِطة
مُهلّبيّ : مَهالِبَة
أزرقيّ : أزارقة
كما ذكرتُ آنِفاً، وليست كلمةُ "أساتذة" معدودةً بالضّرورَة جمعا ً للمفرد المنسوب،
فهذا وجه غريب، بل نقول هي جمعٌ لأستاذ أيضاً، و لا مانعَ من ذلك مادامت الكلمةُ فارسيّةَ الأصل

أشكرك جزيلاً على التفاعُل وحسن المُحاورَة

منذر أبو هواش
09/03/2008, 08:01 PM
الأستاذ الفاضل عبد الرحمن بودرع،

لا أدعي أن "أساتذة" على وزن "أفاعلة" في أصلها جمع قياسي لكلمة "أستاذيّ" بياء النسب، إذا لا يوجد من قال بذلك في الأولين على حد علمي، لذلك ليس القصد من مشاركتي هذه دعوة أحد لإثبات ما أنا متأكد من عدم وروده أصلا.

نعم، وزن "أفاعلة" في الحقيقة جمع لبعض المنسوب لا كلّه كما تفضلتم، وما استخدمت هذا المثال إلا للقياس عليه. كما أنني لا أنكر أن "أساتذة" مرادفة لـ "أساتيذ" في معناها بالنتيجة، لكنني هنا وكالعادة أطرح فكرة جديدة لوضع قديم قائم.

إنها مجرد فكرة من الأفكار خطرت ببالي، وأرجو أن أكون قد وفقت في بيانها، وأرجو أن تصل إلى مفكري وعلماء هذا التجمع الكريم ... وذلك لأنني أطمع في استطلاع آرائهم، والدردشة معهم على أقل تقدير ...

ملاحظة إضافية توضيحية وضرورية أخرى ... ولكم شكري الموصول على صبركم ومتابعتكم ولطفكم ... والله من وراء القصد ...

محبتي واحترامي وسلام من الله عليكم،

منذر أبو هواش
.

عبده حقي
10/03/2008, 11:08 AM
الأستاذ دنحا
دعني أغامر معكم في هذا النقاش وأؤكد لكم بأن جمع أستاذ هو أساتذة وهذا ما يرد علينا في الدوريات والقرارات الوزارية والإدارية وطيلة ممارستي لمهنة التدريس بالمغرب والتي ناهزت الثلاثين سنة لم أصادف ولو رسالة إدارية واحدة تتضمن ( مجع أستاذ ) على أساتيذ ، لكن لابأس أن نرفع هذا اللبس فبداية أود أن نعرف من سوق هذه الكلمة باسم كل المغاربة ثم لابد أن أشير إلى أن عامة الناس وأقصد هنا الطبقة غير المتعلمة التي لاتقرأ ولا تكتب هي من يروج بينها هذا الجمع ( أساتيذ ) وفي المقابل فإن جميع العاملين في قطاع التدريس يستعملون ( أساتذة ) وليس ( أساتيذ )

د. دنحا طوبيا كوركيس
10/03/2008, 03:12 PM
أخي العزيز عبده حقي.
ما كنت لأطرح تساؤلي لو لم تقدني الصدفة إلى موقع علم من أعلام المغرب الذي نعتز به وبمشاركاته هنا:

من موقع د. عبد الرحمن بودرع:
http://www.lissaniat.net/

أقتبس لك:

اعلان: للأساتيذ : بلاغ هام إلى فرق البحث ومجموعاته
ارسل: د.عبد الرحمن بودرع @ الخميس غشت 23, 2007 3:33 am
يجد السادة أساتذة كلية آداب تطوان-المغرب :
- إعلانا بمجموعاتِ البحثِ وفِرَقِه، المُعتمَدَة من الجامعة
- واستمارةً للتّسجيل بإحدى الفِرقِ أو المجموعات
وتجدر الإشارة إلى أنّ الانضمام إلى إحدى الفرق أو المجموعات يندرج في الخطّة الجديدة المتعلّقة بإنشاء مدرسة للدّكتوراه واعتمادِها من قِبَل الوزارة

اعلان: بلاغ إلى سائر طلبتنا الكرام، من السلكين الثاني والثالث:
ارسل: د.عبد الرحمن بودرع @ الاحد نوفمبر 12, 2006 5:10 am
نهيب بإخواننا الباحثين و الدارسين والأساتيذ، وبالطلاب كافّةً،

عبدالرحمن محمد بودرع
13/03/2008, 08:07 PM
أشكر د. دنحا طوبيا كوركيس على إثارتِه هذا الموضوعَ، وأشكر جميعَ الإخوة المشاركين في الحوارِ على الرّوح العلميّة الطّيّبة وعلى المستوى الحضاري الجيد في هذه المناظرة

وأريد أن ألفتَ النّظَر إلى ثلاثة أمور :

- أنّ الأساتذة والأساتيذَ كلاهما واردٌ في العربيّة وصحيح، ولكنّ الأقيَسَ والأشهَرَ هو جمع أساتيذ؛ لأنّ ما يُناظرُه كثيرٌ جدا، حسبَ ما سبقَ إثباتُه بالأمثلة، أعلاه
- أنّ عوامّ النّاس في المغرب ممن لا يكتبون ولا يقرأونَ لا يجمعونَ أستاذ على أساتيذ، كما تفضّل بذكرِه بعض الأفاضل، بل يجمعونه على أساتِذ بخذف ياء المدّ؛ فلا هم يجمعون على أساتذة ولا على أساتيذ .
- أنّ اسخدام أساتذة في المذكّرات الوزاريّة والدّوريات والقرارات ... ليس دليلا على صحّة "أساتذة" وعدم صحّة "أساتيذ"؛ لأنّ الإدارة ليست مرجعا للتصحيح اللغوي و لا مقياسا للسّلامة اللّغوية، أي لأنّها ليست جزءا من مجمع لغوي و لا هي جهة أكاديمية يُعتدّ بمصطلحاتها وقراراتها اللغوية .

وأخيرا أؤكّد شكري لجميع الإخوة المشاركين في هذا الحوار العلمي الطّيّب