المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طبخوا الدجاجة ووضعوها في الثلاجة



غالب ياسين
24/02/2008, 05:38 PM
تحدثنا مراراً خلال الأسابيع الأخيرة حول المفاوضات السرية (العلنية) التي تجري بين عباس وأولمرت من جهة وبين أحمد قريع وتسيبي ليفني من جهة أخرى، والتي قد تفاجئ الجميع باتفاق نهائي، وأقله اتفاق مبادئ، وقلنا إن مسلسل اللقاءات الطويلة لا بد أن ينطوي على مفاوضات حقيقية تمس التفاصيل.

بين أيدنا الآن تقرير بالغ الأهمية لوكالة معاً الإخبارية نشر أول أمس الثلاثاء يؤكد ما ذهبنا إليه، وجاء التقرير تحت عنوان لافت للانتباه يقول "محللون إسرائيليون: أبو مازن وأولمرت طبخا الدجاجة ووضعاها في الثلاجة لأن المائدة غير جاهزة للوليمة".

يقول التقرير إن "عدد اللقاءات التفاوضية التي جمعت رئيس الوفد التفاوضي الفلسطيني أحمد قريع مع رئيسة الوفد الإسرائيلي تسيبي ليفني قد وصل 20 لقاء منذ مؤتمر أنابوليس، كما التقى رئيس السلطة أبو مازن مع رئيس وزراء "إسرائيل" إيهود أولمرت 5 مرات علنية ما يعني أن مجموع ساعات التفاوض وصلت إلى 50 ساعة معتمدة . فما الذي أنجزه الطرفان؟".

ونسب التقرير إلى التلفزيون الإسرائيلي استخدامه العبارة التالية: "إن أولمرت وأبو مازن يطبخان الدجاجة ويخبئانها في الثلاجة لأن المائدة غير جاهزة بعد للوليمة".

كما نقل عن المحلل السياسي أمنون أبراموفيتش قوله "لا يعقل أن الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي كانا يشربان القهوة أو يثرثران طوال 50 ساعة معتمدة من المفاوضات والتحضيرات الكبيرة التي رافقت ذلك"، مرجحاً أن "نتائج المفاوضات يجري إخفاؤها عن الجمهور مثلما عن القادة الآخرين حتى لا تفسد الإنجازات، لأن الوضع غير ملائم فلسطينياً وإسرائيلياً لإعلان النجاح".

وبحسب أبراموفيتش فإن قريع وأبو مازن من جهة وأولمرت وليفني من جهة ثانية لا يستطيعون البوح بخفايا ما تنجزه المفاوضات لسببين:

أولاً: إن السلطة الفلسطينية عاجزة الآن عن تنفيذ أي اتفاق يجري الإعلان عنه وفق نتائج المفاوضات.

ثانيا: إن ائتلاف الحكومة الإسرائيلية سينهار بعد انسحاب شاس منه إذا أعلن أولمرت إنه بحث مع أبو مازن أمر مدينة القدس الشرقية أو اتفق معه بشأنها. وكشف المحلل الإسرائيلي أن طاقمي التفاوض يبحثان ويتوصلان إلى نتائج ملموسة على صعيد إقامة دولة للفلسطينيين وعاصمتها القدس وهو مطمح القيادة الفلسطينية على حد قوله، وإجراءات أمنية معقدة ومكثفة تضمن الأمن للإسرائيليين وهو طموح القيادة الإسرائيلية.

نذكّر هنا بما قلناه من قبل من أن زيارة جورج بوش القادمة في أيار المقبل تؤكد صحة هذا التحليل، إذ هل يعقل أن يأتي الرجل من دون أن يكون هناك ما سيفعله أو يعلنه، ثم إن سقف المطالب التي يطرحها عباس وأولمرت والتناقض الكبير بينهما يفترض وقف المفاوضات وليس استمرارها على هذا النحو الذي نتابعه. لكن الموقف يتعلق بحاجة كل منهما إلى السرية، كلاً بحسب ظروفه الخاصة، فضلاً عن قناعة الرئيس الفلسطيني بأفضلية المفاوضات السرية على العلنية.

نضيف هنا أن تعنت الرئيس الفلسطيني فيما يتعلق بالحوار مع حركة حماس يؤكد ما ذهبنا إليه وأسنده التقرير، إذ ما حاجة الرجل إلى حوار ستقيّد نتائجه سلطاته التفاوضية، هو الذي يدرك أن سقف حركة حماس على هذا الصعيد لا يلتقي البتة مع سقفه، فضلاً عن مسألة المقاومة التي يرفضها هو وتصر حماس على كونها حقاً للشعب الفلسطيني.

لسنا هنا نجرم بشيء، فاللعبة قد تنفجر في أية لحظة لسبب من الأسباب، ويعود القوم إلى خريطة الطريق، لكننا إزاء مسار يتحرك على الأرض تدعمه سطوة واشنطن وحاجة بوش إلى إنجاز، ويسهّله بؤس الوضع العربي، وقابلية القيادة الفلسطينية لتمريره تبعاً لعجزها عن المضي في سواه. أما مقاومته فهي مسؤولية الجميع: الفلسطينيون وقواهم المقاومة ومعهم شرفاء الأمة. صحيفة الدستور الأردنية
http://www.palestine-info.info/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd87MDI46m9rUxJEpMO%2bi 1s7uy6ajFSCQdQ%2f3dhF9mw53hTGPTmRfiXOOZJVHaxOKJ%2b Jb39Au08AsI9br4qnkkCN3Oird%2boR2%2fu6Id2MQlBAs4QiE aWX6A8nuzoh7FsKol0%3d