المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا هو الإعتذار الذى يجب على الدنمارك



د. فائد اليوسفي
27/02/2008, 08:51 PM
أبدأ مقإلى هذا بسؤال الأمة الأسلامية و حكومات الدول الاسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامى ، هل ما نريده من الدانمارك مجرد "إعتذار منتزع" يكفى لعودة المياه إلى مجاريها ؟؟ إذا كان يكفى فتلك مصيبة، وإذا كانت الوعود تكفى فالمصيبة أعظم. ولكنى أريد أن تخرج الأمة الإسلامية من هذه التجربة بفوائد وانتصارات، لا مجرد مقاطعة تنتهى باعتذار كاى اعتذار لا طائل منه. اريد أن نجنى ثمرة هذه الإساءة. علينا أولاً أن نتذكر كيف استثمر أعداء الأمة الإساءة إلى أمريكا فى أحداث 11 سبتمبر 2001م , وكذلك كيف استثمر اليهود المحرقة ، وفى هذا الصدد بدأ اليهود بالمطالبة بالاعتذار أولا ثم تطور من مجرد الإعتذار إلى المطالبة بمحاربة أعداء ما يسمى بالسامية ( اليهودية ) في أوروبا ثم فى العالم , ثم إظهار حسن النوايا لليهود تجسيداً للإعتذار ، بل وتعدت ذلك إلى الوقوف فى وجه كل من يحارب اليهودية من قريب أو بعيد ، ولو لاحظتم أن الموقف الأوروبى من إسرائيل تغير كثيراً وأصبح يجسد الإعتذار ويوالى اليهود على حساب العالم الإسلامى وقضيته الرئيسية ( القضية الفلسطينية ). وما تحسن العلاقات الألمانية الإسرائيلية بل وتبنى مواقف إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية من قبل المانيا إنما يصب فى هذا الصدد (اعتذار المانيا). ومن قبل هذا تغير الموقف الفرنسى وتشدده تجاه القضايا الإسلامية عامة والعربية خاصة ، وها نحن نخسر كل يوم حلفائنا فى العالم بفعل الاستغلال الصهيونى لمثل هذه الأحداث، ونشر أفكاره فى الدول التى كانت فى يوم من الأيام تحسب صديقة للعرب، وتزداد الخسارة الإٍسلامية يوما بعد يوم.

إننى أريد أن تسلك الدول الإسلامية نفس المسلك لتتحول الهزيمة إلى نصر. ولكى نحول هذه الحادثة ( حادثة التهجم على رسولنا الكريم والاعتذار المنتزع ) إلى فتح عظيم كما حصل فى صلح الحديبية، يجب علينا أن نتحرك فى ثلاث محاور .
المحور الأول :
استمرار المقاطعة إلى أجل غير مسمى ، لا يقل عن سنة فى حالة استجابة الدانمارك للمطالب الاسلامية (انظرالمحور الثانى)، وإلى أجل غير مسمى فى حالة الرفض .إن مجرد الإعتذار لا يكفى ولن تعود المنتجات للأسواق الإسلامية بأى شكل من الأشكال ، فالمسلمون (الشعوب) يجب أن يستمروا فى المقاطعة، حتى لو خذلتنا الحكومات كعادتها ولم تقاطع بشكل رسمى ، او فعلتها الحكومات (وهذا مالا اعتقده من حكوماتنا الحالية)، ولو فعلت منظمة التجارة العالمية ما فعلت، ولو ضغطت ما ضغطت كما هددت الدانمارك والاتحاد الوروبى قبل ذلك. وفى هذا الصدد أعتقد أننا عرفنا فى هذه الحادثة الوجه القبيح لتحرير التجارة العالمية، حيث يريد الغرب أن يقولوا ما يشاؤن ، ويفعلوا بنا ما يشاؤن ، ويبيعوا لنا ما يشاؤن دون أى اعتراض، وفى هذا المقام لا يسعنى إلإ أن أعلن رفضى لتحرير التجارة العالمية والعولمة، لأن وجهها القبيح انكشف ، ولن أخوض كثيراً، ولكن أملى بأن يصدق المسلمون مع الله ، حتى لو عادت المنتجات إلى الأسواق بضغط على الحكومات فإن المستهلك المسلم لن يشترى ، والتاجر الذى يشترى البضاعة الدانماركية أقول له : " سوف تكسد بضاعتك ، فلا تغامر ، واتق الله ، ومن ترك شيئا لله أبدله الله خيراً منه " ، إذاً فلابد للمقاطعة أن تستمر حتى تكون رادعة لمن تسول له نفسه التطاول على الإسلام .
المحور الثانى :
الحوار مع هذه الدولة ، والاشتراط عليها بأن تجسد اعتذارها إذا أرادت الاستمرار فى العلاقات مع العالم الإسلامى. تجسد اعتذارها فى بحث اسباب وقوع مثل هذه الحوادث، أى أن تعترف الدانمارك بوجود تشويه لصورة الإسلام، وعليه تقوم الدانمارك بدعم فتح مراكز إسلامية، لها صحف تنشر الفكر الإسلامى وتشرح للدانمركيين جميع القضايا الإسلامية، وتعمل على إحياء حوار الحضارات، إضافةً إلى ذلك تسمح بالممارسات الإسلامية للمسلمين فى الدانمارك ، وتسمح بزيادة فتح دور العبادة والمدارس الإسلامية .
المحور الثالث :
توحيد العمل الإسلامى , ففى هذا الشأن لا يجب أن يكون الحوار مع أمثال هذه الدولة وأخذ القررات بالمقاطعة أو رفعها انفرادياً ، بل يجب أن يقود هذا الحوار منظمة المؤتمر الإسلامى، وإذا رأت المنظمة أن هذه الدول جسدت اعتذارها ( كما سبق ذكره ) وأبدت حسن النوايا وحسن التعامل مع الإسلام والمسلمين يكون قرار رفع المقاطعة أو استمرارها صادراً عن منظمة المؤتمر الإسلامى ، وأن تتفاعل هذه الأمة مع هذه المنظمة، ومن هنا سيصبح للمنظمة دور فعال فى كل النزاعات التى تمس صميم الدين والقضايا الإسلامية ، وبهذا نكون قد فَعَّلنا منظماتنا الإقليمية .

إذا طبقنا هذا نكون قد استخدمنا السلاح الإقتصادى الذى يهددنا به أعداء الأمة بين الحين والحين ، وسننشر الإسلام بالتى هى أحسن دون الدخول فى صدامات ، ويكون ما حصل فتحاً كبيراً .:good:



ملحوظة : فى حال موت منظمة المؤتمر وعجزها عن الرد تقوم جمهورية واتا بالرد على الدانمارك وتبنى هذه الاستراتيجية:vg:

Nadeen Shibl
27/02/2008, 09:59 PM
فكرة رائعة
تعتمد فورا فى رأىّ ودون الانتظار الى ما ستأول اليه جهود منظمة المؤتمر الاسلامى
انها اولى المعارك الحضارية التى يدعو الرئيس لخوضها هنا

http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=25901

عبدالناصر
08/03/2008, 07:23 PM
رائع ايها الاستاذ، نتمنى من الله ان يصبح اصحاب الرأي السديد، واصحاب الحكمة وبعد النظر، ممن تسمع الناس لكلامَهم، واصل استاذي دعواتك وطروحاتك، ولا تيأس.

اسمى ايات الاعجاب لشخصك الكريم.

د. فائد اليوسفي
09/03/2008, 02:57 AM
شكرا على مروركم وقراءتكم الموضوع

د. فائد اليوسفي
17/10/2008, 07:12 PM
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=34115