اعتراف في حمّى الثرثرة

[خيري حمدان]

في الزحام .. وجدت نفسي وحيداً
ضوء النهار يصهر الملابس عن أجساد النساء.
ويمضي الجمال يخطو بعيونٍ مفرّغة من نشوة اللقاء المنتظر.

جسدك تهالك في حضرة الشاعر
وبقيت تلهثين خلف قلمٍ يخلّد حضورك ولون عينيك
هل فقد القمر مداره وهرع يزحف خلف حدائق الياسمين؟

بعض الأسبرين أبْتَـلِعه كلّما ابتعد طيفك
والبحر تتلاطم أمواجه عند نهايات الوطن ثمّ ينحسر
يهرب من قبضة الجاذبية .. يحنو طِوال خسوف الشمس
وعند السحر.

في الزحام وجدت نفسي أرحل من مطارٍ الى ميناء
كان البحّارة يعقدون الحبال ويعانقون النساء ولسان حالهم يهمس
"حان وقت الرحيل"
الدلافين تلقي التحيّة
والحيتان تنتظر نصيبها من الأجساد التي لا تحسن السباحة

أنا قطرة عنبر في رحيق شفتيك
أأقول أحبك اللحظة؟
ويضيع الاعتراف في حمّى الثرثرة!

حملت باقة الورد بين يديك وبقيت تنتظر عند حافّة الدنيا
من شاهد طيفها .. وجهها يحاكي القمر
وسلاسل الجبال لا تنتهي
والضباع تبحث عن جيفة وسط حقول الغجر

في الزحام وجدت نفسي وحيداً
والقطار يجري فوق وقع الأفاعي
لا يقدر الخروج عن خطوط المطر المتساقط في عنمة الليل
أما حان لهذا الجسد أن يمضي لهجعة أخيرة؟

وسط مياه المحيط وجدت نفسي أستجدي طوق نجاة
أطلق القنّاص حكمه وبصق في وجه القضاة
ودارت الدنيا في قلب الدوّامة
ولم يبقَ من صوت سوى نداء المآذن
حان وقت الصلاة
وارتفع الصوت مجدّداً الى أصل السماء
حيّ على الصلاة

[مقبوله عبد الحليم]

أخي المكرم خيري حمدان

جميل هذا البوح

ورقيق هذا الاعتراف

وتلك الشاعرية بالوصف

البحر والربان والسفينة يجعل من الخيال حقيقة رائعة

حتى لو أنتهى في مصافي السراب

إلا أننا عشناه حقيقة برقة وصفك وصدقه

الاستاذ المكرم خيري

أنتظر المزيد فحرفك أسعدني ... وأشجاني

[خيري حمدان]

الأخت العزيزة مقبولة عبد الحليم
أعتز بهذا التواصل ولا أجد سوى ان أشكرك على هذا الإطراء وعلى هذه الكلمات الجميلة.
والشاعرية تاتي من الارتباط بالوطن والحنين الذي لا ينتهي.
دمت بخير.