المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحزاب الطائفية تتسلط على الجامعات والمعاهد الجنوبيه في العراق ..



غالب ياسين
28/02/2008, 10:58 AM
الوضع المتردي في الجامعات الجنوبيه عامة و جامعة البصره خاصة بسبب نزاعات التيارات الدينيه وسيادة الخطاب الديني والطائفي على حساب الخطاب العلمي والوطني ، وقيام الاحزاب الطائفيه وميليشياتها بإصدار أوامر لممثليهم في المنابر الجامعيه لوضع الشعارات الدينية والطائفيه التابعه لتيار الصدر والفضيله والدعوه وبدر وثار الله وحزب الله على جدران قاعات المحاضرات والممرات الداخليه و الخارجية للاقسام العلميه والعمادات والكليات، او عسكرة طلبه الجامعات واغرائهم على الزيارات الحسينيه المجانيه والعمل بالتالي على تعبئتهم طائفيا.

ان رواد الاحزاب يعولون بشكل بائس لاسناد سيادتهم المزعومه على تصعيد وخلق الواقع السياسي على ضوء الثوابت الطائفيه من خلال تفعيلها وخلق من الثوابت الاجتماعيه ايدلوجيه تخدم مصالحهم للحصول على سهم في السلطه .

ان ممارسة الطقوس والشعائر الدينية حق مشروع لكل أصحاب الأديان والمذاهب على اختلافها و في كل بقاع الأرض لأنه حق مرتبط أساسا بحرية التعبير للإنسان.. ولكن لا يحق ممارستها بهذه الطريقه في اي مكان ومتى يشاء .

المظاهر الدينية اليوم في عراقنا الجريح وخاصة في الجنوب اصبحت اليوم بمثابة هاله خطابيه تتمثل بخط اللافتات أو الكتابة على الجدران لتمجد بعض المراجع على حساب المراجع الاخرى بواسطة تعليق صورهم او رفع راياتهم بمختلف ألوانها وأشكالها ا و إقامة البعض من الشعائر والولائم في مناسباتهم المذهبيه، وان البعض من هذه المظاهر الدينية ايضا تكتب بطريقه وأسلوب يسبب أساءه للغرض المكتوب من اجله والبعض الاخر تمارس من اجل ادانة الاخرين واتهامهم.

وتعد مثل هذه المظاهر نتائج افرازات الحكومه الحاليه وتشكيلاتها الوزاريه المبنيه على اساس التقسيم المذهبي والطائفي، ان العمل بمبدأ المحاصصه البريمريه في اختيار الحكومه والوزراء دفع ببعض الوزارات ومؤسساتها وجامعاتها ان تكون تحت غزو الشعارات الدينيه والطائفيه وتفرض الولاءات الضيقه سيطرتها على كل مكاتبها وجدرانها وتتدخل بطبيعة برنامجها واليات عملها كذلك مما انعكس ذلك على تخريج كوادر غير كفوءه لاترتقي الى المستوى العلمي المطلوب.

إن مراجعة هذه الوزارات وفروعها سواء في بغداد والمحافظات أصبحت مهمة صعبه على المواطن الذي يختلف مذهبه عن مذهب الوزارة التي لديه فيها مراجعه روتينيه أو تعيين أو صفقه تجاريه.. الخ. كون مفهوم المحاصصه فرض الترجع على التقاليد الانسانيه والاستهانه بكرامة الانسان كانسان بغض النظر عن قوميته ودينه وطائفته ولونه وجنسه ان ممارسة المظاهر الدينيه على شكل طائفي ماهي الا أحقاد تاريخية قديمه يراد دفعها من قبل الاجيال الجديده وطرح معادلات غير موجوده على ارض الوقع، كما ان ممارسة المظاهر الدينية في الأماكن المشار إليها أعلاه حالة غير صحيحة ومن الأصح ممارستها وبمختلف إشكالها في دور العبادة التي تغزو العراق من شماله إلى جنوبه وان ممارستها بشكلها الحالي الغير منظم وفى الأماكن غير المخصصة لها يقلل من هيبتها واحترامها ويسبب ايضا الاستخدام المفرط لهذه المظاهر المزيد من الفتن والاضطرابات وبالتالي يكون له أثرا سلبيا ينعكس على حقوق ممارستها وخصوصا في بلد عاشت فيه كل الحظارات والاجناس واشاعت فيه قيم الانسانيه والمساواة وحقوق الانسان .

لابد الان من الالتفات الى اوضاعنا بمشاكله وهمومه لعلنا نستطيع ان نتحرك باتجاه طرد المحتل واعوانه والغاء مشاريعه ومفاهيمه وانقاذ حياتنا مما يهددها من الخارج والداخل واعادة الحياة المدنيه له والقضاء على المظالم الاجتماعيه وعدم الاستعلاء على الاخرين وتقبل استحقاقاتهم الاجتماعيه السياسيه ولنتكاتف من اجل ازاحة ما يحول دون العيش معا كون الانسان هو الاصل وليس الهويات وسيبقى بصيص الامل يحدونا ونحن نتطلع الى اليوم الذي نرى فيه صروح جامعاتنا متالقه تعتليها نخبه ممن يكون ولائهم للوطن والعلم ..

وهذ بعض الفعاليات التي جرت في جامعة البصرة لهذا العام بمناسبة عاشوراء :

* نظم قسم الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة معرضاً للفن التشكيلي اطلق عليه اسم معرض عاشوراء للفن التشكيلي. وقال عميد كلية الفنون الجميلة عبد الستار عبد ثابت في تصريح صحفي: "ان المعرض جسد المعاني والدلالات العظيمة لذكرى استشهاد الامام الحسين(ع) الخالدة في الضمير الانساني".

* تجمع المئات من طلبة جامعة البصرة في مقريها في باب الزبير وكرمة علي وبمختلف كلياتهم في الساحات الكبيرة داخل الجامعة وهم يرتدون السواد بشكل كامل ويحملون الدفوف والدمامات (دفوف كبيرة كالتي تستخدم في المآتم) بانتظار الحافلات التي ستقلهم الي مدينة كربلاء ذهاباً واياباً في يوم التاسع من عاشوراء...!

بعد دقائق قليلة وصل رتل من الحافلات الي الجامعة وبدأ الطلبة باللطم علي مقتل الامام الحسين (الذي قتل في سنة 60 هجرية) وبشكل ملفت للنظر واصطفوا أمام أبواب الحافلات، التي امتلأت بعد دقائق لتقلهم الي كربلاء. هذا ما حدث في جامعة البصرة لسنتين متتاليتين وبشكل مدفوع الثمن للنقل والمسكن والاطعام.


2008-02-24 :: مراسل الرابطة العراقية في البصرة ..