المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفال غزة في مرمى النيران الإسرائيلية



محسن الإفرنجي
01/03/2008, 09:44 AM
مؤسسة دولية: استشهاد أكثر من 912 طفلا منذ بدء الانتفاضة
أطفال غزة في مرمى النيران الإسرائيلية و الصواريخ تطال الرضع و الأجنة


غزة – محسن الإفرنجي: تقرير إخباري
كان حلما تحقق بعد خمس سنوات و أصبح سرابا في ثوان معدودة...هكذا بدا حال والدي الطفل الرضيع محمد ناصر البرعي ابن الستة أشهر فقط الذي قتلته الصواريخ الإسرائيلية "لأنها ترى فيه خطرا على مستقبلها" كما يقول أحد أقربائه.
الطفل الرضيع البرعي وحيد والديه وهو أصغر الشهداء الذين سقطوا خلال سلسلة الغارات الإسرائيلية المكثفة و المتواصلة على غزة و التي حصدت أكثر من (33 ) شهيدا خلال يومين فقط ثلثهم من الأطفال.
رحل الرضيع البرعي عن الدنيا مبكرا وغادرها بعد أن ملأ البيت سعادة و بهجة على حياة والديه اللذان انتظرا قدومه خمس سنوات غير أنه لم يعد بمقدورهما تقبيله و مداعبته حيث دمرت صواريخ الاحتلال كل شيء و اختطفت بلا رجعة "ابتسامة" المنزل التي كان يرسمها محمد بشفتيه البريئتين.

سياسة دامغة..!
وتحول قتل الأطفال إلى سياسة إسرائيلية دامغة بعد أن وضعتهم طائرات الاحتلال على قائمة الاستهداف ففي أقل من ثمان و أربعين ساعة استشهد عشرة أطفال أصغرهم الرضيع البرعي بعضهم سقط مضرجا بدمائه و هم يلعبون كرة قدم بالقرب من صالة أفراح في مشروع عامر غرب بلدة جباليا شمال قطاع غزة وأصيب خمسة أطفال آخرين بجراح من بينهم شقيقين لأحد الشهداء.
وكان المشهد مؤلما في جباليا حيث حمل المشيعون جثامين "الشهداء" الأطفال الأربعة : ديب دردونة وعمر دردونة وعلى منير دردونة ومحمد نعيم حمودة و حملوا معهم غضبا متزايدا ضد الاحتلال و تأييدا أوسع للمقاومة.
ولم تتوقف عمليات قتل الأطفال منذ بدء الانتفاضة حيث تؤكد إحصاءات أوردتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فرع فلسطين استشهاد أكثر من 912 طفلا فلسطينيا منذ بدء انتفاضة الأقصى أواخر العام 2000.
وأوضحت إحصاءات الحركة الدولية أن أعلى عدد من الشهداء الأطفال تم تسجيله في العام 2002 حيث بلغ عدد الأطفال الشهداء 192 العدد الأكبر منهم استشهد خلال عمليات قصف إسرائيلي.

يفيقون على "أنغام" القصف..!
وترافق كل عملية قصف إسرائيلية بالطائرات أو القذائف المدفعية إصابة عشرات الأطفال بجروح خاصة عندما تكون في ساعات المساء حيث تتحطم النوافذ وتتطاير الجدران فوق رؤوسهم و يفيقون مذعورين على أصوات الانفجارات و الدماء تغطي وجوههم البريئة.
وكثفت قوات الاحتلال مؤخرا من هجماتها التي تستهدف منازل المواطنين أو منشآت مدنية في قطاع غزة ففي عملية قصف استهدفت مؤخرا مبنى وزارة الداخلية غرب غزة أصيب أكثر من ثلاثين طفلا و استشهدت امرأة طاعنة في السن و تحول مكان الفرح القريب من القصف في ثوان إلى مأتم.
واستهداف الاحتلال المتواصل للأطفال الأبرياء يطالهم في منازلهم وفي مدارسهم وأماكن لعبهم و حتى وهم أجنة في بطون أمهاتهم كما حدث في العديد من حالات القصف بالأطفال الأربعة الذين سقطوا في منطقة السودانية شمال القطاع كانوا يمارسون لعبة كرة القدم والرضيع البرعي كان ينام بجوار سرير والده عندما قصفت قوات الاحتلال مبنى وزارة الداخلية.

لا تقتلوا "الأمل"..
ويؤكد أستاذ علم النفس د.سمير قوتة أن ضربات إسرائيل نحو الطفولة الفلسطينية غير عبثية أو عشوائية و مقصود منها "إرهاب و زرع الخوف في الطفل الذي يرمز إلى الأمل" مؤكدا أن الأطفال يتأثرون بالعدوان الإسرائيلي غير أنه " يشكل لهم حافزا أقوى على المقاومة و الانتقام".
وأطلقت جمعية حقوق الطفل الفلسطيني صرخة استغاثة إلى المجتمع الدولي والى منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسف، من أجل التدخل الفوري والعاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بحق الأطفال في قطاع غزة .
واعتبرت الجمعية في بيان لها أن الصمت على هذه الانتهاكات والجرائم يمثل "مشاركة في جريمة لن يغفر لها التاريخ" ، داعية منظمات حقوق الأطفال في العالم العربي والإسلامي إلى ضرورة التحرك والضغط لرفع الحصار الجائر عن قطاع غزة ووقف العدوان .
وقال البيان: " لم يكتف الاحتلال بمنع إدخال الاحتياجات الإنسانية والأساسية للطفل الفلسطيني من غذاء دواء حيث استشهد منذ بدء الحصار أكثر من 37 طفلا ضحية رفض قوات الاحتلال السماح للأطفال بتلقي العلاج داخل وخارج القطاع".
وأطفال غزة يواجهون خطر الموت بأشكال شتى و ليس جراء إطلاق الصواريخ عليهم فقط فوفق دراسة أعدتها منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية فإن الأطفال في غزة يعانون من نقص في أربعة عناصر أساسية وهي النقص في "الحديد" والنقص في فيتامين a والنقص في فيتامين d ومادة الايوداي بما ينعكس سلبا على صحتهم وتحصيلهم الدراسي.
أطفال غزة أصبحوا بشكل مستمر في دائرة الاستهداف الإسرائيلي بدليل العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا ما بين شهيد و جريح و أسير منذ بدء الانتفاضة..فماذا بقي لهؤلاء الأطفال من طفولتهم غير اسمها و ماذا ينتظر منهم الاحتلال مستقبلا؟!


***********************************