المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ليلة تنفيذ الحكم بإعدامه



أسامة أنور راغب عبد المقصود
30/11/2006, 11:48 AM
رسالة في ليلة التنفيذ – هاشم الرفاعي
أبتاه ماذا قد يخط بناني و الحبل و الجلاد ينتظران
هذا الكتاب إليك من زنزانة مقرورة صخرية الجدران
لم تبق إلا ليلة أحيا بها وأحس أن ظلامها أكفاني
ستمر يا أبتاه لست اشك في هذا ويحمل بعدها جثمـــاني
الليل من حولي هدوء قاتل والذكريات تمور في وجداني
ويهدني ألمي فانشد راحتي في بضع آيات من القران
والنفس بين جوانحي شفافة دب الخشوع بها فهز كياني
قد عشت أومن بالإله ولم أذق إلا أخيرا لذة الإيمـــــــــــان
شكرا لهم أنا لا أريد طعامهم فليرفعوه فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لي أمي ولا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا أبتي معي أخوان لي جاءاه يستبقان
مدوا إلي به يدا مصبوغة بدمي وهذي غــــــاية الإحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل عبثت بهن أصابع السجان
ما بين آونة تمر وأختها يرنو إلي بمقلتي شيطان
من كوة بالباب يرقب صيده ويعود في امن إلى الدوران
أنا لا أحس بأي حقد نـحوه ماذا جنى فتمـــسه أضغـــاني
هو طيب الأخلاق مثلك يا أبى لم يبد في ظمأ إلى العدوان
لكنه إن نام عني لحظة ذاق العيال مرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة لو كان مثلي شاعرا لرثاني
أو عاد من يدرى إلى أولاده يوما وذُكّرَ صورتي لبكاني
وعلى الجدار الصلب نافذة بها معنى الحياة غليظة القضبان
قد طالما شارفتها متأملا في السائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجوما كالضباب مصورا ما في قلوب الناس من غليان
نفس الشعور لدى الجميع وإن كتموا وكان الموت في إعلان
ويدور همس في الجوانح ما الذي بالثورة الحمقاء قد أغران
أو لم يكن خيرا لنفسي أن أرى مثل الجموع أسير في إذعان
ما ضرني لو قد سكت وكلما غلب الأسى بالغت في الكتمان
هذا دمى سيسيل يجري مطفئا ما ثار في جنْبَـــيَّّ من نيـــران
وفؤادي الموار في نبضاته سيكف من غده عن الخفقان
والظلم باق لن يحطم قيده موتى ولن يودى به قربان
ويسير ركب البغي ليس يضيره شاة إذا اجتثت من القطعان
هذا حديث النفس حين تشف عن بشريتي وتمور بعد ثـوان
وتقول لي إن الحياة لغاية أسمى من التصفيق للطغيان
أنفاسك الحرى وان هي أخمدت ستظل تغمر أفقهم بدخان
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم قسمات صبح يتقيه الجاني
دمع السجين هناك في أغلاله ودم الشهيد هنا سيلتقيـان
حتى إذا ما أفعمت بهما الربا لم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها بعد الهدوء وراحة الربان
إن احتدام النار في وجه الثرى أمر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده سيل يليه تدفق الطوفـــــــــــان
فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا أقوى من الجبروت والسلطان
أنا لست ادري هل ستذكر قصتي أم سوف تعلوها رحى النسيان
أو أنني سأكون في تاريخنا متآمرا أم هادم الأوثان
كل الذي أدريه أن تجرعي كأس المذلة ليـــس في إمكاني
لو لم أكن في ثورتي متطلبا غير الضياء لأمتي لكفاني
أهوى الحياة كريمة لا قيد لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان
فإذا سقطُت سقطُت أحمل عزتي يغلي دم الأحرار في شرياني

أبتاه إن طلع الصباح وأضاء نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه يوما جديدا مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل تارة تجري على فم بائع الألبان
وأتى يدق- كما تعود- بابنا سيدق باب الســـــــجن جلادان
وأكون بعد هنيهة متأرجحا في الحبل مشدودا إلى العيدان
ليكن عزاؤك يا أبي أن هذا الحبل ما صنعته في هذى الربوع يدان
نسجوه في بلد يشع حضارة وتضاء منه مشاعل العرفان
أو هكذا زعموا وجيء به إلى بلدي الجريح على يد الأعوان
أنا لا أريدك أن تعيش محطما في زحمة الآلام والأشجان
إن ابنك المصفود في أغلاله قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيام الصبا قد قلتها لي عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى تبكى شبابا ضاع في الريعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــان
وتكتم الحسرات في أعماقها ألما تواريه عن الجيران
فاطلب إليها الصفح عنى إنني لا أبتغي منها سوى الغفران
مازال في سمعي رنين حديثها ومقالها في رحمة وحنان
أبنى إني قد غدوت عليلة لم يبق لي جلد على الأحــــزان
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصياني
كانت لها أمنية ريانة يا حسن آمال لها وأمان
غزلت خيوط السعد مخضلا ولم يكن انتفاض الغزل في الحسبان
والآن لا أدري بأي جوانح ستبيت بعدي أم بأي جنــــان
هذا الذي سطرته لك يا أبى بعض الذي يجري بفكر عان
لكن إذا انتصر الضياء ومُزقت بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرني ويُكبر همتي من كان في بلدي حليف هوان
والى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميـــــــــزان

لم أقرأ عن هذا الشاعر من قبل ولكن بلغني منذ قليل أنه شاعر مصري قاوم الاحتلال فقبض عليه/ وحُكِم عليه بالإعدام وأن القصيدة أعلاه قد متبها ليلة إعدامه - أرجو ممن لديه معلومات أخرى أو قصائد أخرى لنفس الشاعر تزويدي بها - وأبغي أيضا أن يكون ذلك فاتحة لنشر أعمال الشعراء الوطنين الذين جاهدوا لرفعة شأن هذه الأمة والدفاع عنها ومحاولة الرقي بقيمها ولي رجا أخير - أبحث عن قصائد لأمير الشعر الشعبي "بيرم التونسي" لذا ارجو ممن لديه مواقع عنه وعن شعره تزويدي بها وشكرا

samir Nouh
30/11/2006, 03:52 PM
نعم هو شاعر مصري من محافظة الشرقية درس في المعهد الديني الأزهري بالزقازيق واستشهد وهو في ريعان الشباب وهناك كتاب عنه كما طبعت أشعاره أيضا

زاهية بنت البحر
30/11/2006, 04:04 PM
رحمه الله وأحسن إليه وجعل الفردوس مقرَّه

لك الشكر والدعاء بالخير أخي المكرم usamakhalil
على نشر هذه القصيدة الرائعة
أختك
بنت البحر

سعيد حسن
17/12/2006, 01:18 AM
هاشم الرفاعى شاعر شاب ، كان طالبا بكلية دار العلوم التى يشرفنى أن أنتمى إليها
وكان أحد الإخوان المسلمين ، ولم يكن فى وقته استعمار فقد كان فى زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وهو شاعر وطنى له قصائد عديدة فى التنديد بالظلم وذويه ، ومن أشهرها هذه القصيدة المعروفة باسم " رسالة فى ليلة التنفيذ" وهو يجسد فيها أروع تجسيد مشاعر معتقل سياسى محكوم عليه بالإعدام ،
أما عن وفاة هاشم الرفاعى فقد مات رحمه الله فى بلدته بمحافظة الشرقية أثناء لعب كرة القدم فقد طعنه أحدهم بمطواة ، فلقى حتفه ويقال إنها كانت بدوافع سياسية ، ومات هاشم الرفاعى ولم ينا شهادة دار العلوم بعام واحد.
وقد كان تلميذا مقربا للأستاذ الشاعر على الجندى رحمه الله

وله ديوان مطبوع جمع فيه أخوه الأكبر قصائده ونشرها.