المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انــتــحــار/ انتصار عبد المنعم



انتصار عبد المنعم
02/03/2008, 02:13 PM
[قرص الشمس يغرق في البحر , فتيان وفتيات بين متشابك للأيدي ومختلس للنظرات , يقف أحدهم ببذلته السوداء ليلتقطوا له صورة مع عروسه , صبي صغير يحمل أطواق الفل يغري بها متشابكي الأيدي , أصوات السيارات تعلو على صوت البحر الهادر, أمشي وحدي واضعاً كلتا يدي في جيبي البنطال , أتأمل أضواء كوبري ستانلي المتلألئة , أتفحص المارين والواقفين ,أدقق النظر في وجوههم لعلي أجد أحداً أعرفه أو يعرفني فيخبرني من أنا.
الكل مشغول ومنهمك في الحديث ، لا أحد غيري يحدق في قرص الشمس الذي ذاب الآن في البحر مخلفاً وراءه خطوطاً ذهبية مخضبة بالدماء ، لا أدري أهي نازلة من السماء لتلتقي بالبحر ؟ أم متفجرة من البحر لتصبغ زرقة السماء من فوقه ؟ اختلط الظلام فوق البحر بضوء القمر وانعكاس ضوء المصابيح ، فظهر موجهه كحيتان تطفو.
رأيتها وحيدة تقف على حافة السياج الحديدي للكوبري لتلقي بنفسها في الماء ، أسرعت إليها الخطى ، تسارعت أنفاسي ، إهتز جسدي مترجرجاً على وقع أقدامي ، قبل أن أصل إليها ، هوت ، فقدت الجاذبية ، حركتها الرياح هنا وهناك ، رقصت معها ، انعكس عليها ضوء المصابيح فأشرقت .
وصلت سطح البحر كأنها مشتاقة إليه ، التصقت به جيداً ، ولكنها لم تخترقه , لم يحتوها ، ولم يغيبها في أحضانه ، طفت فوقه يؤرجحها ، يهدهدها . حينها تمنيت أن يقول لي أحدهم أني ورقة شجر

انتصار عبد المنعم
02/03/2008, 02:13 PM
[قرص الشمس يغرق في البحر , فتيان وفتيات بين متشابك للأيدي ومختلس للنظرات , يقف أحدهم ببذلته السوداء ليلتقطوا له صورة مع عروسه , صبي صغير يحمل أطواق الفل يغري بها متشابكي الأيدي , أصوات السيارات تعلو على صوت البحر الهادر, أمشي وحدي واضعاً كلتا يدي في جيبي البنطال , أتأمل أضواء كوبري ستانلي المتلألئة , أتفحص المارين والواقفين ,أدقق النظر في وجوههم لعلي أجد أحداً أعرفه أو يعرفني فيخبرني من أنا.
الكل مشغول ومنهمك في الحديث ، لا أحد غيري يحدق في قرص الشمس الذي ذاب الآن في البحر مخلفاً وراءه خطوطاً ذهبية مخضبة بالدماء ، لا أدري أهي نازلة من السماء لتلتقي بالبحر ؟ أم متفجرة من البحر لتصبغ زرقة السماء من فوقه ؟ اختلط الظلام فوق البحر بضوء القمر وانعكاس ضوء المصابيح ، فظهر موجهه كحيتان تطفو.
رأيتها وحيدة تقف على حافة السياج الحديدي للكوبري لتلقي بنفسها في الماء ، أسرعت إليها الخطى ، تسارعت أنفاسي ، إهتز جسدي مترجرجاً على وقع أقدامي ، قبل أن أصل إليها ، هوت ، فقدت الجاذبية ، حركتها الرياح هنا وهناك ، رقصت معها ، انعكس عليها ضوء المصابيح فأشرقت .
وصلت سطح البحر كأنها مشتاقة إليه ، التصقت به جيداً ، ولكنها لم تخترقه , لم يحتوها ، ولم يغيبها في أحضانه ، طفت فوقه يؤرجحها ، يهدهدها . حينها تمنيت أن يقول لي أحدهم أني ورقة شجر

الحاج بونيف
02/03/2008, 06:29 PM
أختي الفضلى/ انتصار عبد المنعم
تحية طيبة
أصابتني الدهشة والذهول وأنا أتابع المسكينة التي ألقت بنفسها في البحر، وحمدت الله أنها كانت ورقة شجر..
رمزية جميلة، وإشارات ذات دلالات، فحتى الأوراق تنتحر إذا علمت أن دورها في الحياة قد انتهى..
خالص التقدير لك ولقلمك الفياض..:fl:

الحاج بونيف
02/03/2008, 06:29 PM
أختي الفضلى/ انتصار عبد المنعم
تحية طيبة
أصابتني الدهشة والذهول وأنا أتابع المسكينة التي ألقت بنفسها في البحر، وحمدت الله أنها كانت ورقة شجر..
رمزية جميلة، وإشارات ذات دلالات، فحتى الأوراق تنتحر إذا علمت أن دورها في الحياة قد انتهى..
خالص التقدير لك ولقلمك الفياض..:fl:

ابراهيم عبد المعطى داود
02/03/2008, 08:21 PM
أديبة الاسكندرية الرائعة / انتصار
تحية عاطرة
فوق كوبرى استانلى الجميل جرت أحداث هذا النص الذى يفيض عذوبة وروعة وخيال ...
وأمواج البحر الهادرة تتعالى فى الأفق .. ماأجمل مدينتنا الرائعة ...
خالص خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى داود

ابراهيم عبد المعطى داود
02/03/2008, 08:21 PM
أديبة الاسكندرية الرائعة / انتصار
تحية عاطرة
فوق كوبرى استانلى الجميل جرت أحداث هذا النص الذى يفيض عذوبة وروعة وخيال ...
وأمواج البحر الهادرة تتعالى فى الأفق .. ماأجمل مدينتنا الرائعة ...
خالص خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى داود

فيصل الزوايدي
03/03/2008, 12:47 AM
أخت انتصار عبد المنعم .. قصة جميلة برمزيتها اللطيفة و الراقية ..
دمت متألقة
مع الود

فيصل الزوايدي
03/03/2008, 12:47 AM
أخت انتصار عبد المنعم .. قصة جميلة برمزيتها اللطيفة و الراقية ..
دمت متألقة
مع الود

بديعة بنمراح
03/03/2008, 01:40 AM
سررت بالعبور على نصك، أختي، و قراءته.
تقبلي تحياتي

بديعة بنمراح
03/03/2008, 01:40 AM
سررت بالعبور على نصك، أختي، و قراءته.
تقبلي تحياتي

غفران طحّان
03/03/2008, 03:05 AM
هي الدهشة سرقتنا جميعاً
كما العادة انتصار
تشعلين موقد اللغة
لتطبخين الجمال بأصابعك
دمت متألقة

غفران طحّان
03/03/2008, 03:05 AM
هي الدهشة سرقتنا جميعاً
كما العادة انتصار
تشعلين موقد اللغة
لتطبخين الجمال بأصابعك
دمت متألقة

نزار ب. الزين
03/03/2008, 04:10 AM
أختي الفاضلة انتصار
لقطة تصويرية مدهشة لمدينة الإسكندرية ساعة الغروب ، اختتمتها أناملك المرهفة بمنظر ورقة شجرة تنتحر ، فيحنو عليها البحر بدل أن يخنقها بأمواجه
شوقتني لزيارة الاسكندرية يا أختي
سلمت يداك و دمت مبدعة
نزار

نزار ب. الزين
03/03/2008, 04:10 AM
أختي الفاضلة انتصار
لقطة تصويرية مدهشة لمدينة الإسكندرية ساعة الغروب ، اختتمتها أناملك المرهفة بمنظر ورقة شجرة تنتحر ، فيحنو عليها البحر بدل أن يخنقها بأمواجه
شوقتني لزيارة الاسكندرية يا أختي
سلمت يداك و دمت مبدعة
نزار