المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشكلة الهمزة



محمود سعيد
02/03/2008, 10:15 PM
مشكلة الهمزة.

محمود سعيد.

غريب.
أليس من الغريب أن نخطئ بالإملاء وبلادنا بالذات هي التي اخترعت الكتابة؟
وعندما أقول بلادنا فأعني بها بلادنا العربية، وتحديداً المثلث المحصور بين لبنان، العراق، مصر. ففي هذه الرقعة الجغرافية المحدودة اُخترع أولٌ حرف للكتابة في العالم، ثم طور بعدئذ إلى أبجدية كاملة، ليجعل من الكتابة والقراءة أهم ابتكار إنساني حضاري، ثم قدم هدية مبهجة إلى العالم كله سلماً للتطور، فتمسك به.
وعندما أقول نخطئ بالإملاء. فاعني أول ما أعني الخطأ في كتابة الهمزة.
أليس هذا بغريب؟
ربما يعتقد البعض بأن ليس هناك وجه للغرابة، فشعوب العالم كلها تخطئ في كتابة لغاتها. فعلى سبيل المثال يعتبر الخطأ في الإنكليزية قاعدة عامة تشمل الجميع. كتاباً متمرسين، لغويين، أساتذة جامعات، طلاباً، ناساً عاديين، مثقفين ذي مستويات مختلفة، باختصار جميعهم. أما الاستثناء الشاذ عند الكتاب في الإنكليزية فوجود من لا يخطئ بالكتابة.
هناك احتراف مهني في مجتمعات دول العالم الأول: "أوربا على اختلاف أقطارها ولغاتها، كندا، الولايات المتحدة، استراليا" يدعى بالمدقق اللغوي. Editorوالمهنة أو الوظيفة هي: Editing وتعني التدقيق اللغوي. وهي ظاهرة حضارية متطورة لا سبيل لغض الطرف عنها.
لا توجد مثل هذه المهنة عندنا كاحتراف متاحة خدماته للجميع كما في الدول الأوربية، وإن وجد فوجوده خاص بمؤسسات تعمل في حقل الإعلام من جرائد ومجلات وإذاعات، وربما بعض دور النشر لا كلها. وعندما أقول عندنا أقصد البلدان العربية جميعها، كالعراق حيث نشأت، ومصر ولبنان وسورية والأردن حيث نشرت، وبقية الأقطار العربية التي تزيد على العشرين.
في بلادنا العربية يترك الكاتب ضبط وتدقيق أسلوبه وتعبيره له، أو لجهده، فإن كان متضلعاً باللغة فلا يحتاج لمن يصوب له لغته، أسلوبه، تعبيره. أما إن لم يكن كذلك، ويحترم أدبه وقرّاءه ويطمح لإيصال، ما يبدع بشكل حسن، فقد يلجأ إلى شخص يتلمس فيه خبرة وعلماً، ليقرأ ما كتبه ويصوب أخطاءه. وقد يبدو هذا تصرفاً حميداً لا شائبة عليه، لكن النتيجة تكون عكسية، وقد تصبح كارثية إن لم يكن الشخص المقصود ذا وازع أخلاقي، وإنساني، وضمير حي عادل.
وأمامي شاشة كبيرة عليها تجارب لا تحصى، أهمها تجربتان، الأولى لصديق فيلسوف علماني عميق التفكير، نشر كتاباً فريداً في العلم والفلسفة والتراث، كان من الممكن أن يكون رائداً في حقله، لو لم تقتل جهده الأخطاء الكثيرة من تعبيرية ونحوية وإملائية ولغوية والمبثوثة في الكتاب بشكل لا يتصوره عقل. وكنت تناولت الكتاب بمقالة تشيد بالعمق الفكري وسعة التمكن المعرفي والفلسفي، لكني صدمت لانهيال أخطاء التعبير من كتابية وإملائية، وقسوت في نقد الكتاب، لكن الكاتب عندما التقاني أخبرني أنه ضحية أستاذي جامعة من أصدقائه مختصين باللغة العربية، وكان عهد إليهما بتصحيح لغة الكتاب. وشكرهما في المقدمة التي تجاهلت قراءتها أنا، وكان ذلك خطأً كبيراً مني، فماذا يفعل أكثر من ذلك؟
تأكدت بعدئذ أن هذين الأستاذين، لم يقرأا الكتاب قط، أو ربما قرأا بضعة أسطر أو بضع صفحات منه فقط. لأني رأيت في الصفحة الأولى غير خطأ، ورأيت في بقية الصفحات أخطاءً أكثر.
أما تجربتي مع التدقيق اللغوي فكانت أكثر أسىً ومضاضة. قدّمت بضعاً وعشرين قصة قصيرة للنشر إلى دار قاهرية. وكانت جميع القصص منشورة في مجلات وصحف عربية مرموقة كالآداب اللبنانية، الحياة اللندنية، الأديب المعاصر الدمشقية، مجلة المدى، الخليج الإماراتية، أخبار الأدب القاهرية الخ. أردت نشرها في مجموعة قصص. قلت لصاحبة الدار وأنا أقدم نسخاً من القصص المنشورة: سيدتي، إن هذه القصص لا خطأ فيها، إنها منشورة جميعاً في أفضل المجلات والصحف العربية، وأرجو أن تنشريها كما هي في هذه الصفحات من دون تغيير.
ويبدو أن صاحبة الدار متوافرة على حسّ حاد في استغفال الآخر وخداعه، وأنها تمرست فيه، أجابت: سأرسل لك نسخة ما قبل الطبع النهائي فصححه أنت. كانت تلك خدعة متمرس داهية لم ألتفت إليها لبساطتي. ثم فوجئت بنسخة ما قبل الطبع النهائي تصلني بالبريد، فوجدت فيها مئات الأخطاء. عندئذ أرسلت لها رسالة قلت فيها: إنها شوهت لغة القصص، وأحدثت مئات الأخطاء لم تكن موجودة. وعليها أن تتوقف عن طبع الكتاب إلى أن نلتقي. عليها إن أرادت أن ترجع إلي ما أخذته مني. أو تنشر الكتاب مصوراً كما هو، وتلتزم بالنص حرفيا من دون تغيير. لكنها لم تلتفت إلي ونشرت المجموعة، مع كم هائل من أخطاء مخجلة يزيد على 800 خطأ. بما فيه خطأان لا يمكن غفرانهما قط، الأول خطأ في العنوان، فلم تضع فاصلة أو نقطة، كما هو موجود، فأدّى ذلك الخطأ إلى قلب المعنى كلية، وتشويهه تشويهاً كاملاً. كان العنوان: طيور الحب… والحرب. فكتبته : طيور الحب والحرب. وكانت من الغباء والجهل والغفلة إلى حد بعيد، إذ لم تدرك أن طيوراً للحب والحرب لم تخلق قط لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة. وأن الموجود على الأرض هو طيور الحب فقط، وأن القصة تروي ما لقيته هذه الطيور في أيام الحرب. أما الخطأ الثاني فهو أنها كتبت اسمي محمد ، بدلاً من محمود. وفي مقدمة المجموعة ص 5:
محمد سعيد كاتب عراقي الخ.
اِلتقيتها بعدئذ، قالت: لا حجة قانونية لديك لتدينني.
- وماذا عن ردي، وطلبي لك بالتوقف.
- لا تستطيع أن تثبت ذلك.
نعم، قالت الشيء الصادق الوحيد، أنني لا أستطيع أن أثبت أمام القضاء إن أقمت دعوىً عليها أنني أرسلت الرد، إذ لم أكن خبيراً بالغش والتلاعب بالقانون، حتى لو أرسلته بالبريد المسجل فلا أستطيع إثبات أنني أرسلت الرسالة عينها؟ أما النتيجة فكان إتلاف النسخ التي وصلتني كلها، وتوزيع عدد لا يزيد على أصابع اليد بعد تصحيح الأخطاء في ساعات طوال.
في مجموعة القصص تلك شوّهت دار سيناء الكتابة كما تم تشويه كتاب صديقي الفيلسوف. ومن التشويهات الكثيرة في الكتاب الأخطاء المتعاقبة في كتابة الهمزةً: فالآمال كتبت الأمال. الإنكليزية كتبت الانكليزية، بدا أنه، كتبت بدأ انه. المزاح، كتبت ألمزاح. نعم توجد أخطاء وقعت فيها دار سيناء لا تمت إلى الهمزة بصلة، لكن أخطاء غير الهمزة واضحة للعيان، يمكن تداركها. وأخطاء الهمزة مشكلة فيها نظر.
ولعل من المفيد ذكر تجربة تعليمية، فقد أمليت بعض الكلمات فيها الهمزة على نحو مئة طالب في الصفين السادس العلمي، والسادس الأدبي، وهما الصفان الإعداديان اللذان يسبقان انتقال الطالب في العراق إلى الجامعة. وكان نسبة من كتب الكلمات صحيحة كلها، صفر بالمئة، ثم تفاوتت النتائج بعدئذ، لكن الجميع أخطؤوا في كتابة كلمة "مبتدئاً". منذ ذلك الحين بدأت أفكر بكتابة الهمزة. فمن المستحيل أن يخطئ مثل هذا العدد في نقطة واحدة. لأن هذا يعني احتمالاً أو أكثر مما يأتي:
1- كتابة الهمزة صحيحةً مستحيلةٌ، وهذا أمرٌ مرفوض ومستحيل لأن الحرف المنطوق يجب أن يكتب صحيحاً.
2- إننا فشلنا في تدريسها، وهذا صحيح، فإن كنا نجيد التعليم وفق أسس صحيحة فلابد من خلق جيل يكتب بشكل صحيح.
3- إن طرق تدريسها خطأ، وهذه نقطة يتوجب التوقف عندها لأنها تحتاج إلى دراسة علمية.
4- عدم تفهم طبيعة لفظ الهمزة.
إنني أميل إلى تبني السبب الأخير، ودراسة السببين الثاني والثالث.
لماذا ؟
هناك الكثير من الأخطاء يقع فيها الكاتب العربي، منها على سبيل المثال عدم التمييز بين الهاء والتاء الملفوفة، (دمْعُهُ. دمعَةٌ) ومنها ما يختص بالإدغام، والتشديد، وإعلال الألف، والقلب: (قلب الواو ياءً، والياء واواً). وأخطاء المعتل، والخلط بين الضاد والظاء الخ. لكن الهمزة تبقى أهم مشكلة يعاني منها الكاتب العربي في جميع مراحل تطور كتابته.
ولعل أبرز الأمثلة كتابةُ الفعل المهموز الآخر مع الضمائر:
اِقرأي. اِقرئي.
قرأا، قرءا،
قرؤوا، قرأوا، قرءوا.
يقرؤون، يقرأون، يقرءون.
ويحدث الشيء نفسه مع الأسماء، فتكتب هذه الكلمة على شكلين:
رَؤُف،، رءوف. رؤوف.
رُؤس، رُءوس. رؤوس. الخ.
أهم سبب للخطأ بالهمزة هو وجوه كتاباتها المتعددة كما رأينا، فالمفروض أن لا يكون لكتابة أي كلمة سوى وجه واحد فقط، فتعدد أوجه كتابة الكلمة دليل تخبط وعدم استقرار، يجب علينا أن نصطلح على إنهاء ما يقال في نحونا: يجوز الوجهان، فكتابة اللغة قضية لا تحتمل الوجهين، ككفارة الإفطار في رمضان!
سبب الخطأ:
في حادثة لا أدري إن كانت صحيحة أم لا، وكان المعري بطلها المهزوم، حدثت بعد قوله:
وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل.
استوقفه صبيٌ وقال له: إن الأقدمين جاؤوا بثمانية وعشرين حرفاَ فزدها حرفاً واحداً، فوجم المعري ولم يجب الصبي.
لا أظن أن الحادثة صحيحة، لأن المعري كان مثقفاً، ولابد أنه اطّلع على معجم العين للفراهيدي.
إننا نخطئ بالهمزة لأننا ورثنا خطأ مزمناً وهو أن عدد الحروف العربية ثمانية وعشرون حرفاً، وهي:
ا، ب، ت، ث، ج، ح، خ، 7
د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، 7
ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، 7
ك، ل، م، ن، ه، و، ي. 7
لكن الواقع هو أن الحروف العربية هي تسعة وعشرون حرفاً بالتمام والكمال.
إن كان عدد الحروف تسعة وعشرون كما يؤكد الخليل بن أحمد الفراهيدي، فما هو الحرف المنسي، والملغي الذي لم يحسب حسابه أحد؟
إنه الهمزة.
إننا نقول: ألف، ونقول: همزة، ونخلط بينهما خلطاً مشيناً يسبب أخطاء لا حد لها. وكان علينا أن نفرق بينهما، لأنهما حرفان مختلفان عن بعضهما، مستقلان تمام الاستقلال. نعم ورثنا الخلط بينهما فقادنا هذا إلى أخطاء لا تحصى، انظر إلى الهمزة الموضوعة خطأً، فوق ألف "الله" في العلم العراقي: ألله أكبر.
لنرجع إلى الفرق بين الألف والهمزة، فسنرى أن الأخيرة تكتب في أول الكلمة، وفي وسط الكلمة، وفي آخر الكلمة، وتلفظ بوضوح في هذه الأمكنة كلها.
أما الألف التي تسمى باللينة فلا تأتي إلا في وسط الكلمة وآخر الكلمة فقط. أما إن أتت في أول الكلمة فاختلفوا فيها، فمنهم من لا ينطقها ويسميها همزة وصل، ومنهم من يعترف بها ويسميها همزة قطع. ولو فككنا الارتباط بين الألف اللينة والهمزة لما وقع أي خطأ في كتابة الهمزة، كما لا يقع أي خطأ في كتابة الباء والتاء والثاء والجيم الخ. لأن لكل حرف صورة يكتب بها، ربما تختلف تلك الصورة في موقع الكتابة حسب القواعد، لكن الجميع يدركون ما إن ينتبهوا إلى تلك القواعد يتقنونها لأنها سهلة الإدراك، فعلى سبيل المثال تقل أخطاء الكتاب في كتابة التاء والهاء والجيم والحاء الخ حسب مواقعها المتعددة، بالرغم من اختلاف هيأتها:
تدرك.البنت. البنات. صيحة. حماة،
ويتقن الجميع كتابة الهاء بالرغم من اختلافها حسب الموقع أيضاً:
هذا. بـهذا. له، انتباه.
وينطبق الشيء نفسه على الجيم والحاء وباقي الحروف الأخرى.
وإن كنا ندرك سبب اختلاف كتابة الهاء والتاء والجيم والحاء الخ، ولا نخطئ في كتابتها فسيكون حظنا مع الهمزة مشابهاً، إن تصرفنا معها كما نتصرف مع هذه الأحرف.
لننظر إلى كلمة معينة ترد فيهما الهمزة ولنفكر ما سبب خطئنا:
يقرَءون، يقرؤون، يقرأون.
فالكلمات الثلاث حسب آراء النحاة صحيحة.
لنسأل أنفسنا: إن كانت كتابة الكلمات الثلاث صحيحة فهذا يعني أن كل كلمة منها صحيحة. وإن كان الأولى على سبيل المثال صحيحة، فلماذا نكتب الثنتين الأخريين؟
لماذا تكتب الكلمة بثلاث صيغ؟
لماذا نضع بدائل فنشتت ذهن الدارس والكاتب والقارئ؟
هذا في رأيي يسبب الالتباس. وهو نفسه سبب الخطأ لأنه يصور الهمزة بأكثر من شكل، فيحير الكاتب، في الوقت الذي اعتبرها الخليل حرفاً مستقلاً، يجب أن يقتصر على شكل أو أشكال خاص بها جاء من ألحقها بغيرها. فأفقدها استقلالها.
وفي كتاب العين جاء عن الحروف العربية ما يؤكد ذلك على لسان الليث أبرز تلامذة الخليل بن أحمد الفراهيدي، وجامع تراثه.
الاختلاف:
إذا أدركنا سبب أخطائنا في الهمزة، فنستطيع إيجاد الحل، وقديما قال العرب: ( إن عُرف السبب بطل العجب) إن السبب الرئيس لوقوعنا في خطأ كتابة الهمزة كما مرّ يعود إلى إلغاء استغلالها، وهذا قاد إلى سبب آخر إجازة وجوه أخرى لكتابتها، وأظن أن الهمزة عادت لتنتقم منا لنفسس السبب. وأوقعتنا في أخطاء لا حصر لها، وسببت لنا اختلافات كثيرة، فهي الحرف الوحيد الذي اختلف فيه النقاد والنحويون والكتاب.
أما الحل فبسيط جداً وهو منحها استقلالها. ويتم منح الاستقلال ذاك بكتابتها منفردةً كأي حرف آخر في الكلمات التي يلتبس فيها.
إن منحها استقلالها يعني فك ارتباطها مع الألف وحرفي العلة الآخريْن: الياء والواو، ويعني في الوقت ذاته إزالة الثقل الباهظ المرمي على كتفيها، وتحريرها من الكرسي التي فرض عليها الجلوس فوقها أو تحتها رغماً عنها.
ولكي نرى الشطط في إرث الهمزة الثقيل علينا أن نلقي نظرة على بعض أمثلة الاختلاف في كتابة الهمزة عندنا والذي ورثناه من دون تغيير:
1- كنا نكتب في العراق كلمة "هيئة" في الكتب الرسمية واللافتات الحكومية، ثم صدر في السبعينات، من القرن الفارط، فرمان سلطاني أوجب تغييرها إلى "هيأة"، وهذا يعني أن المختصين باللغة العربية كانوا كلهم مخطئين طيلة عقود. بالرغم من أن العراق كان الحاضنة الكبرى زمن الدولة العباسية للكتابة والأدب والشعر العربي. وكان الدكتور مصطفى جواد يصدع رأسنا كل يوم لعقود طويلة ببرنامج: قل ولا تقل. ألا يعني هذا تخبطاً وسذاجة وتدنياً علمياً؟
2- كتبوا راس وهم يعنون: رأس. وبِير لـ: بئر. سُول لـ: سؤل.
3- أجازوا كتابة ضوْ بدل ضوء. ونبوة بدل نبوءة. وخطية بدل خطيئة. بينما يشمخ بعض الغيورين ويعتبرون كلمات: ضو، وخطية لفظتين عاميتين.
4- أحدثوا قاعدة شاذة فقالوا إن تطرفت بعد متحرك جاز تثبيتها وجاز تخفيفها. وما ذلك سوى تبرير غير عقلاني لتثبيت عامية موجودة في مكان، ومفقودة في مكان آخر، فأجازوا كتابة (قرأ مرة وقرا) مرة أخرى. و(جرؤَ مرة وجرو) مرة أخرى "من الجراءة"
5- اختلفوا في وقوعها في فعل الأمر فأثبتوها مرة في أُاْمر. وحذوفوها مرة وقالوا: مُرّ. و(إسأل وسل) وتعسفوا في إجازتهم لفعل الأمر من أتى أيضاً فقالوا: تِ. لـ "إأْتِ" أي "تعال" و(أجئ مرة وجِيء مرة)
6- لم يجيزوا: بايع. وساير، وقايل. وأصروا أن يقول العرب: بائع، وقائل، وسائر. في الوقت الذي أجازو فيه بير، وضو الخ. لكن جماهير الشعب العربي من المحيط إلى الخليج تقول: بايع وساير وقايل. الخ. مع العلم أن لا سبيل لاستبدال الأحرف الأصلية هنا بالهمزة مطلقا.
ويجري هذا التعسف إلى تغيير الحرف ما قبل الأخير بالهمزة في كلمات كـ قلائد، وعجائز. بينما يجب أن تكون قلايد، وعجايز كما يلفظها العامة.
7- كان وما يزال بعض الكتاب يكتب "المسئلة" ويقصد "المسألة".
مواقع الخطأ في كتابة الهمزة.
الإعلال.
اصطلح القدماء كلمة الإعلال سببا في بعض أخطاء الهمزة، ويظهر فيما يأتي:
ا- يقع الخطأ في كتابة الهمزة حينما تمر في حالة إعلال، فإن اجتمعت همزتان في كلمة، الأولى متحركة والثانية ساكنة ك:
أ أْمن فإنها تنقلب إلى حرف مد فتكتب آمن.
إِئمان: تكتب إيمان.
أأْدم: تكتب آدم.
أ أْخر تكتب آخر.
2- الإبدال.
تغيير حرف محل آخر وهو يشبه الإعلال، لكن الأخير سمي إعلالاً لوجود حرف علة، أما الإبدال فللحروف معتلة وغير معتلة: كاستبدال واو دُعاو إلى دعاء، واستبدال ياء بِناي إلى بناء. وهذا في نظري أمر جيد، لأن دعاء أجمل من دعاو، وبناء أجمل من بناي. وهنا لا توجد أي مشكلة قط، لكن المشكلة تبرز في إضافة هذين المصدرين إلى كلمة أخرى في حالات الإضافة مع الجر والرفع. فمثلاً نقول: لا أحب سماع دعائهما. مررت من قرب بنائهما. أعجبني دعاؤهم وبناؤهم. فف هاتين الحالتين يكثر الخطأ فيهما، بينما إذا بقيت الهمزة في جميع الحالات مستقلة اختفى الخطأ. فنقول عندئذ: لا أحب سماع دعاءِهما. مررت من قرب بناءِهما. أعجبني دعاءُهم وبناءُهم.
إننا نرى كتابة بنائهما على هذا النحو أسهل من كتابتها "بناءِهما" لأننا اعتدنا على ذلك لكن ما بال الأجيال الجديدة هل نتركها تعاني مثلما عانينا؟
وينطبق الشيء نفسه على بائع، وقائل في جميع المواقع. المنحدرتان من "قاول، وباوع"
قاءِل وباءِع.
ويبدو الخطأ واضحاً وكثيراً في تهيؤ. وتواطؤ، تنبؤ. إذا أضيفت الكلمة إلى كلمة أخرى في حالة النصب. فالمنصوب مفتوح في اللغة العربية تلك قاعدة ثابتة لا يأتيها الباطل من بين يديها أو خلفها. وعلى ذلك يجب أن تقول: كرهت تواطأهم على الباطل. لكنك لا تستطيع كتابة تواطأهم هكذا. يجب أن تلغي قاعدة نصب المفعول في الكتابة، وعليك أن تكتب الجملة هكذا: كرهت تواطؤهم. لأنهم يقولون أن الضم أقوى من الفتح ولذا تغير الهمزة إلى واو. فهي هذه النقطة بالذات يخطئ الكثير.
والأفضل أن تكتب هنا منفردة متحركة: كرهت تواطءَهم على الباطل.
وهناك تعسف شديد في كتابة الهمزة الوسطية ككتابتها في أُؤْتُـمِن. وهي ساكنة لكنهم وضعوها فوق الواو لأن همزة ما قبله مرفوعة، ولو كتبت: ءُءْتُمِن لسهلت على الكاتب ولما أخطأ أحد بها.
ومثل هذا ينطبق على الهمزة التي تجيء في آخر الكلمة ويلحقها حرف اتصال أو ضمير مثل: هذان شيئان جيدان، واشتريت شيئين جميلين، هذا نشؤهُ. وتلك خبيئتُه.
تقول القاعدة إن توسطت الهمزة مضمومة بعد فتح كتبت على الواو: لَؤُمَ وضَؤُلَ ورَؤُفَ، ويقرؤه، ويملؤه، هذا خطؤه.
ومضمومة بعد ساكن ك: تساؤل، تلاؤم، جزؤه، ضوؤه الخ.
وإن جاءت مضمومة بعد ياء كتبت على كرسي الياء دائماً: شيئُه. مجيئُه. يسيئون. يجيئُون. وهذا تعسف لا مثيل له.
ولا أدري لماذا استبعدوا كتابتها مستقلة؟ لءُمَ. ضءُل. رءُفَ. يقرءُهُ. يملءُهُ. خطءُه.
والأفضل أن تكتب بقية الكلمات هكذا: تساءُل. تلاءُم، جزءُه، ضوءُه.
إن كانت مضمومة فلماذا تكتب على كرسي الياء، والأفضل كتابتها مستقلة: شيءُه. مجيءه. يسيءون. يجيءون.
ويبدو الخلط على أوجه في قاعدة كتابة الهمزة شبه متوسطة، أي آخرية وتبعها حرف ما أو ضمير فيجيزون فيها ما يأتي:
يقرأون. يقرؤون. يقرَءون.
يبدأون. يبدؤون. يبدَءون.
وفي رأيي إن كتابتها منفصلة أي يقرَءون ويبدِءون. هو الأفضل.
إنني أقترح فك ارتباط الهمزة كلية في هذه الحالة، فستكون الكلمات السابقة ك:
ءَامِن. بدل آمن.
ءِيمان. بدل إيمان.
ءَادَم. بدل آدم.
ءَاخِر بدل آخر.
أما إن جاءت في وسط الكلمة وما قبلها ساكن أدغمت بما قبلها. مثل: سائل. وأرى أن يكتب ساءِل. بدل سائل.
و( يءِنُ بدل يئنُ.)
(يءُمُّ: يؤمُّ.)
وإن كانتا متحركتين ك أِئمة. فالأفضل في نظري أن تكتب ءَءِمة.
وكذلك إن جاءت بالوسط وما قبلها متحرك فتكتب رَءْ س، بِ ءْ ر بدل رأس وبئر. وخطيءْة. بدل خطيئة. هيْءَة، بدل هيأة مرة وهيئة مرة كما يكتبها الجميع ويحتارون أيها الأصح.
هنا أيضاً يستحسن في رأيي أن تكتب منفصلة أيضاً فيقل الخطأ.
وكتابتها تحت كرسي الياء وهي ساكنة من دون مبرر: وإن كتبت شيءان. وشيءْين، ونشءُه. وخبيءَتُه. كان أفضل.
هذا جدول لبعض الكلمات التي ترد فيها الهمزة، وتكثر الأخطاء فيها، وأقترح تعليم الناشئة الجدول الثاني فقط وترك الأول.


الهمزة حسب القواعد ( غير مستقلة) الهمزة مستقلة
أئمة.
آخر.
آدم.
آمن.
أُأَكد
إيمان.
بئر
بدؤوا
بدأوا
تساؤل.
تلاؤم.
جزؤه.
خبيئته
خطؤه.
خطيئة
خطيئة
رَؤُفَ.
رؤوف.
رأس
شيئان
شيئُه.
شيئين
ضَؤُلَ
ضؤه.
لَؤُمَ
مبدؤه
مبدأه
مبدأان
مبدأين
مجيئه
مجيئُه.
مسئلة
مسألة.
نشؤه
هيئة
هيأة
يؤم. يكون إماماً في الصلاة.
يئنّ
يجيؤون
يجيئُون
يقرؤه،
يملؤه،
يسيؤون
يسيئون.
يقرؤون.
يقرأون. ءَءِمة.
ءاخِر.
ءَادَم
ءَامِن
ءُءَكد
ءِيمان.
بِءْر
بدءُوا
بدءُوا
تساءُل.
تلاءُم،
جزءُه،
خبيءَتُه.
خطءُه.
خطيءَة.
خطيءْة.
رَءْس
رءُوفَ
رءُوفَ.
شيءان
شيءه
شيءْين،
ضءُل.
ضوءُه.
لءُمَ.
مبدءُه
مبدءُه
مبدءْان
مبدءْين.
مجيءه
مجيءه.
مسءلة.
مسءَلة.
نشءُه.
هيءة.
هيءة.
يءُم
يءِنُ
يجيءون
يجيءون.
يقرءُه
يملءُهُ
يسيءون
يسيءون.
يقرءون
يقرءون.
.
الخلاصة:
أقترح:
1- إعلانُ عدد حروف اللغة العربية تسعةٌ وعشرون لا ثمان وعشرون.
2- فكُّ ارتباط الهمزة من أحرف العلة، وكتابتها منفردة في كل كلمة ترد فيها وتثير اللبس ككلمات الجدول الأول، والالتزام بتعريفها تعريفاً يفصلها عن الألف.
3- إعادة تعريف الألف المصطلح عليها باللينة، وإيضاح المواقف التي تأتي بها، وكفها (هي وأخوتها من الأحرف المعتلة) عن التدخل بشؤون الهمزة.
4- إلغاء تبريرات الأخطاء التي اعتاد الأقدمون التعلل بها كـ (يجوز ويجوز، ثبتها فلان لكن فلان خالفه، أجازها فلان وفلان، يجوز الوجهان في كتابة الكلمة، وموقعها هنا يحتمل أوجهاً متعددة) في كتابة الهمزة، على هذا الشكل وهذا الشكل. أي يجب اختيار شكل واحد لكتابة الهمزة، لا يتغير. وإلغاء الأوجه الأخرى. لكن هذا لا يلغي حق المختصين من دارسي اللغة دراسة مناقشة الأوجه المتعددة، والغرق في بحرها حتى التلاشي، فذلك أمر لا يشكك فيه أحد، أما الكاتب والدارس والطالب فعليه أن يتعلم أسساًُ ثابتة لا تقبل التعدد مطلقاً. فعلى سبيل المثال يتعلم دارس اللغة الإنكليزية في أمريكا، وبصرامة وبتٍّ لا يناقش فيه، أن هناك حرفان مختلفا في اللغة هما: (I وJ ). لكن المختص وحده يعلم أن المعاجم الإنكليزية لم تكن تفرق بينهما حتى الثلاثينات من القرن المنصرم، وتكتبهما في خانة واحدة.
5- تعلمنا، وكان ما تعلمناه صحيحاً لا يقبل الخطأ في الماضي، حتى انفتحت اللغة العربية على غيرها من اللغات. تعلمنا أن هناك قاعدة مهمة في اللغة يجب على الجميع مراعاتها، والالتزام بها وهي قاعدة: (لا يجوز الابتداء بساكن، ولا يجوز الانتهاء بمتحرك)، وتظهر هذه القاعدة بينة في مواضع لا حصر لها أهمها هي همزة: إبن- ابنة- اثنان-اثنتان- امرؤ- امرأة- وايْمن- اسم. الخ.
وتطبيق هذه القاعدة يقضي أننا يجب أن ننطق – على سبيل المثال- همزة "إبن" إن جاءت في أول الجملة لكننا يجب أن نلغيها إن أتت بين اسمين علمين. لأنها "همزة قطع"، ولكي ننظر إلى السبب علينا أن نعلم أن الأقدمين فعلوا ذلك قبل التنقيط والشكل، كي يتجنبوا الخطأ، وكان فعلهم صحيحاً مئة بالمئة، أما سريانه بعد ذلك فهو نوع مشين من التعسفٌ، وجمود لا مثيل له. علينا في مثل هذه الحالة أن نثبت طريقة واحدة، أي أن نثبت الهمزة في كل الحالات، أو نحذفها في الحالات كلها، فاللغات الأخرى لا تلتزم بقاعدة: (لا يجوز الابتداء بساكن، ولا يجوز الانتهاء بمتحرك)، وإن أهملنا الالتزام بهذه القاعدة لا نضر اللغة العربية قط، إذ أن الشعب العربي كله من المحيط إلى الخليج، لا يلتزم بها واقعيا الآن في هذا الوقت، فالكل ينطق : بْراهيم. بدل إبراهيم. وينطق: سْماعيل بدل إسماعيل. وكلا الاسمين غير عربيين، فلماذا التمسك بنطق الهمزة هنا؟ في الأقل علينا أن نترك حرية الاختيار لمن يشاء أن ينطق الكلمة على هواه. لكننا في الوقت نفسه علينا أن لا نلزمه بشيء محدد في هذه النقطة بالذات.
6- الاستقرار على تعريف واحد لهمزة الوصل فهي تسبب الكثير من الإرباك للكاتب. فكتب النحو تجمع على تعريف همزة الوصل بـ: همزةٌ زائدة في أوَّل الكلمة، يُؤتى بها للتخلص من الابتداءِ بالساكن، لأنَّ العرب لا تبتدئُ بساكنٍ، كما لا تَقِفُ على متحرّكٍ، وذلك كهمزة: "اسمٍ واكتبْ واستغفِرْ وانطلاقٍ واجتماع الخ".ولكي نوضح الأمر أكثر نحيل القارئ إلى نموذج عن همزة الوصل، مكتوب في جامع الدروس العربية لمصطفى الغلاييني:
حُكمُ همزة الوصل أن تُلفَظ وتُكتب، إن قُرِئتْ ابتداءً، مثلُ: "إسمُ هذا الرجل خالدٌ"، ومثلُ: "إستغفرْ ربكَ"، وأن تُكتَبَ ولا تُلفَظَ، وإن قُرِئتْ بعد كلمة قبلها، مثلُ: "إنَّ إسمُ هذا الرجل خالدٌ"، ومثلُ: "يا خالدُ إستغفرْ ربكَ". فالغلاييني يصر على أن همزة الوصل تكتب وتنطق. بينما يصّر غيره على عدم كتابتها ونطقها، وعدم وضع أي علامة فوق الألف أو تحتها، بينما يكتبها القسم الثالث مع حركة.
وعلى ذلك تكتب همزة الوصل، على ثلاثة أشكال:
إسم. اِسم. اسم.
أَكتبْ. اُكتب. اكتب.
إستغفرْ. اِستغفر. استغفر.
أما أهم الأخطاء فتحدث في اشتقاق الأمر. لأن الموضوع متشعب ومعقد.
إن السؤال الذي يدور حول هذه النقطة هو: إن وجب رسم همزة الوصل في أول الكلمة فلماذا يرسمها البعض ويغفل رسمها آخر، بينما يضع قسم ثالث حركات إعراب فوقها؟
علينا أن نحدد تعريفاً واحداً للهمزة الواردة في أول الكلمة وفي وسطها، وعلينا كذلك أن نضع تطبيقات لها من دون الإشارة إلى القواعد العديدة، ولنترك تدريسها لمن يروم الاختصاص لا أكثر.

ملاحظة-1:
اعتدنا على كتابة هيأة، أو هيئة على سبيل المثال، منذ أن تعلمنا القراءة والكتابة، أي لعشرات العقود، ونرى كتابتهما على هاتين الطريقتين سهلة، لذلك نجد أن كتابة الكلمة، وفق الطريقة المقترحة، بعد استقلال الهمزة " هيءَة" أصعب من كتابتها على الطريقتين السابقتين. وهذه النظرة تبدو صحيحة للناظر غير المتعمق في الأمر، لأن الإنسان حينما يتعلم شيئاً في الصغر، يصِّر على تطبيقه حتى لو كان خطأً ولا يقبل تغييره بسهولة، لكننا لو قدمنا الطريقة الجديدة إلى الطفل وهو في مراحل تعلمه الأولى سنجده يتقبل الصيغة الجديدة لأنها أسهل له في الممارسة. وسندرك "نحن" بعدئذ أنه لا يخطئ فيها.
ملاحظة-2:
إن بعض النسخ من القرآن الكريم مكتوبة بالطريقة التي اقترحتها، وهذا يعطينا فكرة أن الكتاب الأوائل الذين كتبوه اهتدوا إلى الطريقة المثلى، قبل أن يفسدها التفكير المعقد في التدوين والتنظير.

انظر المرفق
مشكلة الهمزة (http://www.arabswata.org/forums/uploaded/1650_1204485393.doc)


Mahmoud Saeed.
Depul University.

855 w aldine.#210
Chicago Il 60657
USA.
773 529 7733.
maltaie@hotmail.com

عبدالوهاب موسى
02/03/2008, 11:20 PM
بحث هام
بحرف سامق
من مثقف خبير بضادنا.
دام بحثك الراقى
ولك ودى.

مالكة عسال
02/03/2008, 11:31 PM
حقيقة الهمزة إشكال مطروح، وكم من كاتب راق
تعاسره مشكلة إتقان الهمزة في الكتابة ..
والدرس الذي بين أيدينا هو درس قيم جدا ،وددت لو قدم في حلقات
مركزة، تتشكل فيها الهمزات حسب حركاتها وحركات ماسبقها
ليستوعبها الكل ..
محبتي

ابراهيم خليل ابراهيم
03/03/2008, 12:00 AM
مشاركة فعالة
لك أطيب تحياتى
وكل عام وانتم بخير

الدكتور أسعد الدندشلي
03/03/2008, 12:47 AM
أعطاك الله كل خير على هذا البحث المثمر والمفيد ودمت عطاءا زميلنا الغالي
ومع وافر المحبة والإحترام والتقدير

محمّد النجار
03/03/2008, 01:02 AM
شكرا أستاذ محمود سعيد على هذا المقال القيّم.

لا أعتقد سيّدي حسب رأيي المتواضع أنّ توحيد رسم الهمزة يدخل في باب تطوير اللغة العربيّة و إلاّ لقلنا أيضا لماذا لا نوحّد إعراب الفاعل و المفعول به بما أنّ هناك من يخطئ فيهما أيضا؟

إنّ من يخطئ عليه أن يتعلّم و أعتقد أنّنا بالتماسنا الأعذار لخطئه ثمّ محاولتنا تغيير قواعد كتابة الهمزة نكون قد بدأنا في تدمير اللغة و ليس تطويرها، فلغتنا كما لا يخفى عليكم يا سيّدي الفاضل غنيّة جدّا فلماذا نحاول إفقارها؟

سآخذ مثالا كلمة "سائل" سيادتكم تقترح تغيير رسمها ب"ساءل" و هذا عجيب رغم أنّ رسمها الصحيح هو "سائل" كما ورد في القرآن أو القرءان قوله تعالى"و في أموالهم حقّ للسائل و المحروم"و الرسم القرآني هو أصحّ الرسوم.

المشكلة الثانية هي أنّنا قد نخلط بين حركات الإعراب و فهمنا للمعنى كقولنا مثلا:

طرحت مساءلة ليس كقولنا طرحت مسائلة فالأولى تعني مسألة و الثانية تعني سائلة.

هناك جداول لبعض الكلمات في اللغات الأوروبية يكون رسمها مختلفا عن الكلمات الأخرى و لا أدري لماذا نحاول تطبيقها على لغتنا و نطلب من الطلبة حفظ الجدول الذي ترسم فيه الهمزة بطريقة مختلفة و الحال أنّ القاعدة يجب تطبيقها مثلها مثل أيّ قاعدة أخرى.

محبتي

علي الجابر
03/03/2008, 10:18 PM
الكريم الفاضل محمود سعيد

بارك الله بك ونفع بعلمك

أوافقك الرأي أننا حين أهملنا حرف الهمزة أهملنا هو الآخر

وليتنا نولي لغتنا الرعاية التي تجنبنا المحظور

سعيداً بك أيها الغيور على لغته

مالكة عسال
04/03/2008, 01:54 AM
شكرا أستاذ محمود سعيد على هذا المقال القيّم.

لا أعتقد سيّدي حسب رأيي المتواضع أنّ توحيد رسم الهمزة يدخل في باب تطوير اللغة العربيّة و إلاّ لقلنا أيضا لماذا لا نوحّد إعراب الفاعل و المفعول به بما أنّ هناك من يخطئ فيهما أيضا؟

إنّ من يخطئ عليه أن يتعلّم و أعتقد أنّنا بالتماسنا الأعذار لخطئه ثمّ محاولتنا تغيير قواعد كتابة الهمزة نكون قد بدأنا في تدمير اللغة و ليس تطويرها، فلغتنا كما لا يخفى عليكم يا سيّدي الفاضل غنيّة جدّا فلماذا نحاول إفقارها؟

سآخذ مثالا كلمة "سائل" سيادتكم تقترح تغيير رسمها ب"ساءل" و هذا عجيب رغم أنّ رسمها الصحيح هو "سائل" كما ورد في القرآن أو القرءان قوله تعالى"و في أموالهم حقّ للسائل و المحروم"و الرسم القرآني هو أصحّ الرسوم.

المشكلة الثانية هي أنّنا قد نخلط بين حركات الإعراب و فهمنا للمعنى كقولنا مثلا:

طرحت مساءلة ليس كقولنا طرحت مسائلة فالأولى تعني مسألة و الثانية تعني سائلة.

هناك جداول لبعض الكلمات في اللغات الأوروبية يكون رسمها مختلفا عن الكلمات الأخرى و لا أدري لماذا نحاول تطبيقها على لغتنا و نطلب من الطلبة حفظ الجدول الذي ترسم فيه الهمزة بطريقة مختلفة و الحال أنّ القاعدة يجب تطبيقها مثلها مثل أيّ قاعدة أخرى.

محبتي

أخي محمد النجار
أحييك على هذا التصويب الجميل
وأتفق معك جملة وتفصيلا

كامل عويد العامري
04/03/2008, 04:48 PM
شكرا لك استاذ محمود سعيد
هذا بحث قيم
متجدد
يحتاج اليه الجميع


كامل

حنان الأغا
04/03/2008, 07:13 PM
الأستاذ محمود سعيد
شكرا للموضوع الذي نحتاجه ومثله كثيرا.
جهد خيّر ، إلا أنه يحتاج حقا إلى وقفة أو موقف من اللغويين لتبنيه .

أ.د. علي علي أحمد شعبان
08/03/2008, 10:31 PM
الأستاذ الفاضل محمود سعي، وفقه الله
إن موضوعات اللغة لا يمكن معالجتها بهذا القدر من السطحية والابتداع المخل، فقد أوردت في "بحثك" هذا ما لم نتوقعه من متعلم مبتدئ أراد أن يتغلب على بعض الصعوبات اللغوية التي تستعصي عليه فألغاها، ووضع ما يستطيعه مكانها. وهذا لعمري ما لا يمكن أن يوافقك عليه أحد من أهل العربية ، بل ولا حتى من المستعربين.
إن ما أتيت به ضرب من التهويمات الخيالية التي لا تستند إلى واقع لغوي، ولا أصل له في علم العربية التي استقر نظامها الكتابي منذ أمد بعيد، ولا نسمع تلكم الشطحات التي أتيت بها إلا كل حين وآن حين يعجز أحدهم عن استيعاب نظام الكتابة في العربية، أو حين ينوء ظهره بهذا الحمل الخفيف. إن الغالب الأعم من لغات البشر فيها تلكم التنوعات التي تعترض عليها من مثل "اسألوا" و "سلوا"، ونسيت أنهما لفظتان قرآنيتان وردتا في مواضع كثيرة من القرآن الكريم كما في قوله تعالى :فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" وفي قوله تعالى " سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة". هذا فضلا عن الأخطاء اللغوية الهائلة التي لم أتوقعها ، والتي تحتاج منك إلى جهد جهيد حتى تتعرفها وتصلحها.
أعانكم الله على ما أنتم فيه، ووفقكم إلى ما فيه صلاح العربية وأهلها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ناهد يوسف حسن
09/03/2008, 02:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهمزة أصعب ما يمكن تدريسه للطلاب
لكن اعتدنا كتابتها كما تعلمنا في المدرسة أي بحسب الحركة قبلها وبحسب حركتها
الموضوع يحتاج لبحث اللغويين المختصين
شكرا لموضوعك المفيد
ناهد حسن

عادل جوده
09/03/2008, 02:44 AM
الأستاذ الدكتور علي علي أحمد شعبان

أحييك
وأحيي مرورك من هنا
وأثمن عالياً كل حرف سطرته
وأقدر حق التقدير وأتفهم حق التفهم مباشرة الرد دون أدنى نوع من التردد

بارك الله فيك قدر ما أوضحت وبينت
وأدعو المارين من هنا الوقوف حيث وقفت
وأجدد التأكيد بإصرار على كل من يقرأ موضوعاً ألا يتعجل وإنما عليه أن يقرأ كافة المداخلات
فمثل مداخلتك يا أخي الرائع تضع الأمور في مكانها الصحيح
وتلفت الانتباه إلى أمر قد يتسرع الكثيرون فيه ومن ثم يقع ما لا تحمد عقباه

لك التحية
ولصاحب الموضوع إعادة النظر
وكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون

أخوكم المحب
عادل جوده

هلال الفارع
09/03/2008, 07:21 PM
التاريخ يعيد نفسه، وكأنني برموز طروحات " مجلة شعر " تعيد نفسها، ولكن بثوب آخر.
لقد قرأت ما تفضل به الأخ محمود سعيد، ولم أقف عند الكثير منه،
لأنني وجدت نفسي أُعاد مُكرهًا إلى عبثية جديدة لن يُكتب لها النجاح،
ليس لأنني ضدها، بل لأن اللغة ضدها، والمنطق اللغوي ضدها،
وفي رأسه الإملاء العربي.
إن الانتساب إلى مدرسة - من جديد - لتعلُّم الإملاء أهون كثيرًا من تقبُّل ما ورد في هذا الطرح،
وإن كان البعض يعاني ضعفًا إملائيًا، فإن ذلك مدعاة له لأن يعود إلى كتب الإملاء،
وإلى ( واجبات النسخ المنزلي ) وسيكون ذلك كافيًا لعودته مرفوع الرأس إملاءً.
الخطأ الإملائي أفضل ألف مرة من أن نكتب:
شءم.... شءم.... شءم
ونحن نقصد بها:
شَأَمَ.... شُئِمَ.... شُؤْم
ولولا رحمة الله بنا،
لكنا صدّقنا قصة الفصل ( المشؤوم ) للهمزة،
وإذّاك سنكون في حاجة ليس إلى قارئةِ فنجان،
ولكن إلى ( فتّاحة ) همزات.
لله الأمر من قبل ومن بعد،
أرجو أن حسن نيّة محمود سعيد كانت وراء هذا كله،
وليست ( هرطقة سلامة موسى.. وزبانيته من الأحياء والأموات )

أ.د. علي علي أحمد شعبان
09/03/2008, 11:38 PM
أخي المحب الأستاذ/ عادل جودة
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد
فحياكم الله وبياكم، وكلل بالنور والحق محياكم
إن هناك أمورا لا تملك إزاءها أن تجامل أو أن تجمل كلماتك، بل تجد نفسك مندفعا نحو الدفاع عن ثوابت الأمة القليلة الباقية، التي إن فرطنا فيها ضعنا وضيعنا ما نراه رابطا من الروابط التي ينعقد عليها الأمل في إحياء ما تبقى لدينا من أمل في غد يجمع شتات الأمة، وإن تأبى علينا هذا الأمل في أحيان كثيرة.
إن اللغة وعاء الدين، وإن انفرط عقدها انفرط معها كثير مما يوحد الأمة ويجمع شتاتها، وهي حصننا الأخير الذي ينبغي أن تستنفر له كل الجهود كي يظل حيا يمد الأمة ببعض الأمل في غد مأمول وعقد موصول. ولكن منغصات الحياة تأبى إلا أن يظهر لك كل حين وآن من يحاول أن يئد هذا الأمل الضئيل تحت شعارات التطوير والتحديث وما شابه ذلك من ألفاظ لا نرى وراءها إلا التخريب والتغريب ونعيق البوم.
ففيم نجامل إذن؟ وفي أية سبيل يكون صمتنا أو مجاملاتنا؟
إن الحق أحق أن يجهر به، والباطل أولى أن يجابه وأن تهوي به الريح في مكان سحيق.
إن لغتنا ليست محل مساومة أو تشكيك، وإن نصرتها ودعمها واجب ودين في رقاب كل من يستطيع أن يزود عنها، وإنه والله لخائن للأمانة كل من يستطيع أن يرفع لها قدرا، أو أن يرابط في ثغر من ثغورها ولا يفعل.
لا زلتم أخي المحب بكلمة الحق ناطقا، وفي رياض لغتنا العربية مغردا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أ.د. علي علي أحمد شعبان
09/03/2008, 11:48 PM
أخي الكريم شاعرنا العظيم البارع الأستاذ هلال الفارع
بورك فيك، وفي صوت الحق الذي لم تشأ له إلا أن يعلو هادرا في برية تسكنها مخلوقات لا يعلم كنهها إلا الله.
أحييكم على غيرتكم وأؤكد لكم أن تلكم الحشرجات المزورّة إنما هي امتداد دعوات سلامة موسى وعزيز فهمي ومن لف لفهما ونهج نهجهما، ولكن الله لا بد أن يقيض للغة كتابه أسودا هصرا على الحق ساهرين ولحدود الله حافظين
لا زلتم أخي الكريم سيفا من سيوف الحق مسلطا على رقاب الباطل، وكلمة تشع نورا في دياجير العبث ومواخير التطوير، وأبقاكم الله ذخرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمّد النجار
10/03/2008, 11:05 AM
ءعود مرّة أخرى ءلى هذه المسءلة لءضيف "كاتبا الهمزة مثلما تقترح!" ءنّ الءجيال القادمة لو كتبت بهذا الشكل فعلى اللغة السلام، و العجيب ءنّ كلّ شعوب العالم تعتزّ بلغتها ءلاّ نحن!و أذكر (عفوا ءذكر) حادثة ءنّ بعض الطلبة الفرنسيين ءَبْدى بعض الشكوى من صعوبة اللغة الفرنسيّة و تشعّبها فءجابه ءستاذه عليك ءن تكون فخورا بلغة كتب بها فولتير و بودلير و مالارميه.

فماذا عن لغة كتب بها النابغة و المتنبّي و ءبو فراس و غيرهم بل و الءهمّ من ذلك نزل بها القرءان؟

ءضمّ صوتي ءلى صوت الءستاذ هلال الفارع قاءلا:ءرجو ءن تكون النيّة حسنة وراء مقالك.

قد يقول قاءل:كلّ جديد يلقى في البداية الرفض و لكنّي ءءكّد على ءنّ هذا ليس تجديدا و ءنّما تدمير.

:emo_m19:

منذر أبو هواش
10/03/2008, 01:32 PM
مشكلة الهمزة.

محمود سعيد.

غريب.
إن طرق تدريسها خطأ، وهذه نقطة يتوجب التوقف عندها لأنها تحتاج إلى دراسة علمية.
لعل أبرز الأمثلة كتابةُ الفعل المهموز الآخر مع الضمائر:
اِقرأي. اِقرئي.
قرأا، قرءا،
قرؤوا، قرأوا، قرءوا.
يقرؤون، يقرأون، يقرءون.
ويحدث الشيء نفسه مع الأسماء، فتكتب هذه الكلمة على شكلين:
رَؤُف،، رءوف. رؤوف.
رُؤس، رُءوس. رؤوس. الخ.
أهم سبب للخطأ بالهمزة هو وجوه كتاباتها المتعددة كما رأينا، فالمفروض أن لا يكون لكتابة أي كلمة سوى وجه واحد فقط، فتعدد أوجه كتابة الكلمة دليل تخبط وعدم استقرار، يجب علينا أن نصطلح على إنهاء ما يقال في نحونا: يجوز الوجهان، فكتابة اللغة قضية لا تحتمل الوجهين

أما الألف التي تسمى باللينة فلا تأتي إلا في وسط الكلمة وآخر الكلمة فقط. أما إن أتت في أول الكلمة فاختلفوا فيها، فمنهم من لا ينطقها ويسميها همزة وصل، ومنهم من يعترف بها ويسميها همزة قطع. ولو فككنا الارتباط بين الألف اللينة والهمزة لما وقع أي خطأ في كتابة الهمزة، كما لا يقع أي خطأ في كتابة الباء والتاء والثاء والجيم الخ. لأن لكل حرف صورة يكتب بها، ربما تختلف تلك الصورة في موقع الكتابة حسب القواعد، لكن الجميع يدركون ما إن ينتبهوا إلى تلك القواعد يتقنونها لأنها سهلة الإدراك، فعلى سبيل المثال تقل أخطاء الكتاب في كتابة التاء والهاء والجيم والحاء الخ حسب مواقعها المتعددة، بالرغم من اختلاف هيأتها:
تدرك.البنت. البنات. صيحة. حماة،
ويتقن الجميع كتابة الهاء بالرغم من اختلافها حسب الموقع أيضاً:
هذا. بـهذا. له، انتباه.
وينطبق الشيء نفسه على الجيم والحاء وباقي الحروف الأخرى.
وإن كنا ندرك سبب اختلاف كتابة الهاء والتاء والجيم
والحاء الخ، ولا نخطئ في كتابتها فسيكون حظنا مع الهمزة مشابهاً، إن تصرفنا معها كما نتصرف مع هذه الأحرف.

إن نظرنا إلى قواعد كتابة الهمزة فسنراها بالرغم من أن قواعدها فيما يسمى بالإعلال محدودة، إلا أن التطبيقات بحر واسع لا نهاية له:
1- إذا اجتمعت همزتان في كلمة واحدة الأولى متحركة والثانية ساكنة. إءمان، إيمان.
2- إذا سكنت الأولى وتحركت الثانية. مثل ساءل.
3- إذا تحركت الهمزتان بالفتح: أون. أي أكثر أنيناً. أئمة. والأصح أيمة.
4- ساكنة بعد حرف صحيح غير الهمزة: رأس. وراس.
5- إذا جاءت بعد ياء أو زائدة ساكنة مثل ضوء. ضو.
6- إذا جاءت بعد ياء أو أصلية ساكنة. سوء. شيء.
7-إذا جاءت في جمع تكسير (حشو، زائدة) ذئاب. ذياب.
8-إذا تطرفت بعد متحرك قرأ. قرا.

لننظر إلى كلمة معينة ترد فيهما الهمزة ولنفكر ما سبب خطئنا:
يقرَءون، يقرؤون، يقرأون.
فالكلمات الثلاث حسب آراء النحاة صحيحة.
لنسأل أنفسنا: إن كانت كتابة الكلمات الثلاث صحيحة فهذا يعني أن كل كلمة منها صحيحة. وإن كان الأولى على سبيل المثال صحيحة، فلماذا نكتب الثنتين الأخريين؟
لماذا تكتب الكلمة بثلاث صيغ؟
لماذا نضع بدائل فنشتت ذهن الدارس والكاتب والقارئ؟
هذا في رأيي يسبب الالتباس. وهو نفسه سبب الخطأ لأنه يصور الهمزة بأكثر من شكل، فيحير الكاتب، في الوقت الذي اعتبرها الخليل حرفاً مستقلاً، يجب أن يقتصر على شكل أو أشكال خاص بها جاء من ألحقها بغيرها. فأفقدها استقلالها.
وفي كتاب العين جاء عن الحروف العربية ما يؤكد ذلك 1 على لسان الليث أبرز تلامذة الخليل بن أحمد الفراهيدي، وجامع تراثه.

إذا أدركنا سبب أخطائنا في الهمزة، فنستطيع إيجاد الحل، وقديما قال العرب: ( إن عُرف السبب بطل العجب) إن السبب الرئيس لوقوعنا في خطأ كتابة الهمزة كما مرّ يعود إلى إلغاء استغلالها، وهذا قاد إلى سبب آخر إجازة وجوه أخرى لكتابتها، وأظن أن الهمزة عادت لتنتقم منا لنفسس السبب. وأوقعتنا في أخطاء لا حصر لها، وسببت لنا اختلافات كثيرة، فهي الحرف الوحيد الذي اختلف فيه النقاد والنحويون والكتاب.
أما الحل فبسيط جداً وهو منحها استقلالها. ويتم منح الاستقلال ذاك بكتابتها منفردةً كأي حرف آخر في الكلمات التي يلتبس فيها.
إن منحها استقلالها يعني فك ارتباطها مع الألف وحرفي العلة الآخريْن: الياء والواو، ويعني في الوقت ذاته إزالة الثقل الباهظ المرمي على كتفيها، وتحريرها من الكرسي التي فرض عليها الجلوس فوقها أو تحتها رغماً عنها.
ولكي نرى الشطط في إرث الهمزة الثقيل علينا أن نلقي نظرة على بعض أمثلة الاختلاف في كتابة الهمزة عندنا
والذي ورثناه من دون تغيير:

1- كنا نكتب في العراق كلمة "هيئة" في الكتب الرسمية واللافتات الحكومية، ثم صدر في السبعينات، من القرن الفارط، فرمان سلطاني أوجب تغييرها إلى "هيأة"، وهذا يعني أن المختصين باللغة العربية كانوا كلهم مخطئين طيلة عقود. بالرغم من أن العراق كان الحاضنة

(لأنها تَخْرُجُ من الجوف فلا تَقَعُ في مدرجة من مدارِج الَّلسان، ولا من مدارِج الحَلْق، ولا من مدرِج اللهاة، إنَّما هي هاوية في الهواء فلم يكن لها حَيز تُنسب إليه إلا الجَوْفَ. وكان يقول كثيرا: الألِفُ اللَّينَةُ والواو والياءُ هوائية أي أنها في الهواء.
وحسب رأي الخليل (الحُرُوف التي أُلِّفَتْ منها العربية على الولاء، وهي تسعة وعشرون حرفاً: ع ح ه خ غ، ق ك، ج ش ض، ص س ز، ط د ت، ظ ذ ث، ر ل ن، ف ب م، فهذه الحروف الصحاح، و ا ي ء فهذه تِسعة وعشرون حرفا منها أبنيةِ كلامِ العربِ.
والحروف الثلاثة الجُوفُ لا صوتَ لها ولا جَرسَ، وهي الواو والياء والألف اللَّينة، وسائر الحروف مَجرُوسةٌ.
ويفسر الليث استناداً للخليل: النَّحلُ تجرسُ العَسَلَ جَرساً، وهو لحَسُها إيّاه ثم لعسُها إيّاه، ثم تعسيلُه في شَورتها.
ثم يعود إلى الشرح: الألف الليّنةُ: هافيةٌ في الهواء. -أي خفيفة(

الكبرى زمن الدولة العباسية للكتابة والأدب والشعر العربي. وكان الدكتور مصطفى جواد يصدع رأسنا كل يوم لعقود طويلة ببرنامج: قل ولا تقل. ألا يعني هذا تخبطاً
وسذاجة وتدنياً علمياً؟
2- كتبوا راس وهم يعنون: رأس. وبِير لـ: بئر. سُول لـ: سؤل.
3- أجازوا كتابة ضوْ بدل ضوء. ونبوة بدل نبوءة. وخطية بدل خطيئة. بينما يشمخ بعض الغيورين ويعتبرون كلمات: ضو، وخطية لفظتين عاميتين.
4- أحدثوا قاعدة شاذة فقالوا إن تطرفت بعد متحرك جاز تثبيتها وجاز تخفيفها. وما ذلك سوى تبرير غير عقلاني لتثبيت عامية موجودة في مكان، ومفقودة في مكان آخر، فأجازوا كتابة (قرأ مرة وقرا) مرة أخرى. و(جرؤَ مرة وجرو) مرة أخرى "من الجراءة"
5- اختلفوا في وقوعها في فعل الأمر فأثبتوها مرة في أُاْمر. وحذوفوها مرة وقالوا: مُرّ. و(إسأل وسل) وتعسفوا في إجازتهم لفعل الأمر من أتى أيضاً فقالوا: تِ. لـ "إأْتِ" أي "تعال" و(أجئ مرة وجِيء مرة)
6- لم يجيزوا: بايع. وساير، وقايل. وأصروا أن يقول العرب: بائع، وقائل، وسائر. في الوقت الذي أجازو فيه بير، وضو الخ. لكن جماهير الشعب العربي من المحيط إلى الخليج تقول: بايع وساير وقايل. الخ. مع العلم أن لا سبيل لاستبدال الأحرف الأصلية هنا بالهمزة مطلقا.
ويجري هذا التعسف إلى تغيير الحرف ما قبل الأخير بالهمزة في كلمات كـ قلائد، وعجائز. بينما يجب أن تكون قلايد، وعجايز كما يلفظها العامة.
7- كان وما يزال بعض الكتاب يكتب "المسئلة" ويقصد "المسألة".

مواقع الخطأ في كتابة الهمزة.
الإعلال.
اصطلح القدماء كلمة الإعلال سببا في بعض أخطاء الهمزة، ويظهر فيما يأتي:
ا- يقع الخطأ في كتابة الهمزة حينما تمر في حالة إعلال، فإن اجتمعت همزتان في كلمة، الأولى متحركة والثانية
ساكنة ك:
أ أْمن فإنها تنقلب إلى حرف مد فتكتب آمن.
إِئمان: تكتب إيمان.
أأْدم: تكتب آدم.
أ أْخر تكتب آخر.

2- الإبدال.
تغيير حرف محل آخر وهو يشبه الإعلال، لكن الأخير سمي إعلالاً لوجود حرف علة، أما الإبدال فللحروف معتلة وغير معتلة: كاستبدال واو دُعاو إلى دعاء، واستبدال ياء بِناي إلى بناء. وهذا في نظري أمر جيد، لأن دعاء أجمل من دعاو، وبناء أجمل من بناي. وهنا لا توجد أي مشكلة قط، لكن المشكلة تبرز في إضافة هذين المصدرين إلى كلمة أخرى في حالات الإضافة مع الجر والرفع. فمثلاً نقول: لا أحب سماع دعائهما. مررت من قرب بنائهما. أعجبني دعاؤهم وبناؤهم. فف هاتين الحالتين يكثر الخطأ فيهما، بينما إذا بقيت الهمزة في جميع الحالات مستقلة اختفى الخطأ. فنقول عندئذ: لا أحب سماع دعاءِهما. مررت من قرب بناءِهما. أعجبني دعاءُهم وبناءُهم.
إننا نرى كتابة بنائهما على هذا النحو أسهل من كتابتها "بناءِهما" لأننا اعتدنا على ذلك لكن ما بال الأجيال الجديدة هل نتركها تعاني مثلما عانينا؟
وينطبق الشيء نفسه على بائع، وقائل في جميع المواقع. المنحدرتان من "قاول، وباوع"
قاءِل وباءِع.
ويبدو الخطأ واضحاً وكثيراً في تهيؤ. وتواطؤ، تنبؤ. إذا أضيفت الكلمة إلى كلمة أخرى في حالة النصب. فالمنصوب مفتوح في اللغة العربية تلك قاعدة ثابتة لا يأتيها الباطل من بين يديها أو خلفها. وعلى ذلك يجب أن تقول: كرهت تواطأهم على الباطل. لكنك لا تستطيع كتابة تواطأهم هكذا. يجب أن تلغي قاعدة نصب المفعول في الكتابة، وعليك أن تكتب الجملة هكذا: كرهت تواطؤهم. لأنهم يقولون أن الضم أقوى من الفتح ولذا تغير الهمزة إلى واو. فهي هذه النقطة بالذات يخطئ الكثير.
والأفضل أن تكتب هنا منفردة متحركة: كرهت تواطءَهم على الباطل.
وهناك تعسف شديد في كتابة الهمزة الوسطية ككتابتها في أُؤْتُـمِن. وهي ساكنة لكنهم وضعوها فوق الواو لأن همزة ما قبله مرفوعة، ولو كتبت: ءُءْتُمِن لسهلت على الكاتب ولما أخطأ أحد بها.
ومثل هذا ينطبق على الهمزة التي تجيء في آخر الكلمة ويلحقها حرف اتصال أو ضمير مثل: هذان شيئان جيدان، واشتريت شيئين جميلين، هذا نشؤهُ. وتلك خبيئتُه.
تقول القاعدة إن توسطت الهمزة مضمومة بعد فتح كتبت على الواو: لَؤُمَ وضَؤُلَ ورَؤُفَ، ويقرؤه، ويملؤه، هذا خطؤه.
ومضمومة بعد ساكن ك: تساؤل، تلاؤم، جزؤه، ضوؤه الخ.
وإن جاءت مضمومة بعد ياء كتبت على كرسي الياء دائماً: شيئُه. مجيئُه. يسيئون. يجيئُون. وهذا تعسف لا مثيل له.
ولا أدري لماذا استبعدوا كتابتها مستقلة؟ لءُمَ. ضءُل. رءُفَ. يقرءُهُ. يملءُهُ. خطءُه.
والأفضل أن تكتب بقية الكلمات هكذا: تساءُل. تلاءُم، جزءُه، ضوءُه.
إن كانت مضمومة فلماذا تكتب على كرسي الياء، والأفضل كتابتها مستقلة: شيءُه. مجيءه. يسيءون. يجيءون.
ويبدو الخلط على أوجه في قاعدة كتابة الهمزة شبه
متوسطة، أي آخرية وتبعها حرف ما أو ضمير فيجيزون فيها ما يأتي:
يقرأون. يقرؤون. يقرَءون.
يبدأون. يبدؤون. يبدَءون.
وفي رأيي إن كتابتها منفصلة أي يقرَءون ويبدِءون. هو الأفضل.
إنني أقترح فك ارتباط الهمزة كلية في هذه الحالة، فستكون الكلمات السابقة ك:
ءَامِن. بدل آمن.
ءِيمان. بدل إيمان.
ءَادَم. بدل آدم.
ءَاخِر بدل آخر.
أما إن جاءت في وسط الكلمة وما قبلها ساكن أدغمت بما قبلها. مثل: سائل. وأرى أن يكتب ساءِل. بدل سائل.
و( يءِنُ بدل يئنُ.)
(يءُمُّ: يؤمُّ.)
وإن كانتا متحركتين ك أِئمة. فالأفضل في نظري أن تكتب ءَءِمة.
وكذلك إن جاءت بالوسط وما قبلها متحرك فتكتب رَءْ س،
بِ ءْ ر بدل رأس وبئر. وخطيءْة. بدل خطيئة. هيْءَة، بدل هيأة مرة وهيئة مرة كما يكتبها الجميع ويحتارون أيها الأصح.
هنا أيضاً يستحسن في رأيي أن تكتب منفصلة أيضاً فيقل الخطأ.
وكتابتها تحت كرسي الياء وهي ساكنة من دون مبرر: وإن كتبت شيءان. وشيءْين، ونشءُه. وخبيءَتُه. كان أفضل.
هذا جدول لبعض الكلمات التي ترد فيها الهمزة، وتكثر الأخطاء فيها، وأقترح تعليم الناشئة الجدول الثاني فقط وترك الأول.

الهمزة حسب القواعد (غير مستقلة)
أئمة.
آخر.
آدم.
آمن.
أُأَكد
إيمان.
بئر
بدؤوا
بدأوا
تساؤل.
تلاؤم.
جزؤه.
خبيئته
خطؤه.
خطيئة
رَؤُفَ.
رؤوف.
رأس
شيئان
اشتريت شيئين.
شيئُه
ضَؤُلَ، ضئيل
ضؤه.
لَؤُمَ، لئما.
مبدؤه
مبدأه
مبدأان
مبدأين
مجيئه
مجيئُه.
مسئلة
مسألة.
نشؤه
هيئة
هيأة
يؤم. يكون إماماً في الصلاة.
يئنّ
يجيؤون
يجيئُون
يقرؤه،
يملؤه،
يسيؤون
يسيئون.
يقرؤون.
يقرأون.

الهمزة مستقلة
ءَءِمة.
ءاخِر.
ءَادَم
ءَامِن
ءُءَكد
ءِيمان.
بِءْر
بدءُوا
بدءُوا
تساءُل.
تلاءُم،
جزءُه،
خبيءَتُه.
خطءُه.
خطيءَة.
رءُوفَ.
رَءْس
شيءان
اشتريت شيءْين،
شيءه
ضءُل. ضءِيل
ضوءُه.
لءُمَ. لوءماً
مبدءُه
مبدءُه
مبدءْان
مبدءْين.
مجيءه
مجيءه.
مسءلة.
مسءَلة.
نشءُه.
هيءة.
هيءة.
يءُم
يءِنُ
يجيءون
يجيءون.
يقرءُه
يملءُهُ
يسيءون
يسيءون.
يقرءون
يقرءون.

الخلاصة:
أقترح:
1- إعلانُ عدد حروف اللغة العربية تسعةٌ وعشرون لا ثمان وعشرون.
2- فكُّ ارتباط الهمزة من أحرف العلة، وكتابتها منفردة في كل كلمة ترد فيها وتثير اللبس ككلمات الجدول الأول، والالتزام بتعريفها تعريفاً يفصلها عن الألف.
3- إعادة تعريف الألف المصطلح عليها باللينة، وإيضاح المواقف التي تأتي بها، وكفها (هي وأخوتها من الأحرف المعتلة) عن التدخل بشؤون الهمزة.
4- إلغاء تبريرات الأخطاء التي اعتاد الأقدمون التعلل بها كـ (يجوز ويجوز، ثبتها فلان لكن فلان خالفه، أجازها فلان وفلان، يجوز الوجهان في كتابة الكلمة، وموقعها هنا يحتمل أوجهاً متعددة) في كتابة الهمزة، على هذا الشكل وهذا الشكل. أي يجب اختيار شكل واحد لكتابة الهمزة، لا يتغير. وإلغاء الأوجه الأخرى. لكن هذا لا يلغي حق المختصين من دارسي اللغة دراسة مناقشة الأوجه المتعددة، والغرق في بحرها حتى التلاشي، فذلك أمر لا يشكك فيه أحد، أما الكاتب والدارس والطالب فعليه أن يتعلم أسساًُ ثابتة لا تقبل التعدد مطلقاً. فعلى سبيل المثال يتعلم دارس اللغة الإنكليزية في أمريكا، وبصرامة وبتٍّ لا يناقش فيه، أن هناك حرفان مختلفا في اللغة هما: (I وJ ). لكن المختص وحده يعلم أن المعاجم الإنكليزية لم تكن تفرق بينهما حتى الثلاثينات من
القرن المنصرم، وتكتبهما في خانة واحدة.
5- تعلمنا، وكان ما تعلمناه صحيحاً لا يقبل الخطأ في الماضي، حتى انفتحت اللغة العربية على غيرها من اللغات. تعلمنا أن هناك قاعدة مهمة في اللغة يجب على الجميع مراعاتها، والالتزام بها وهي قاعدة: (لا يجوز الابتداء بساكن، ولا يجوز الانتهاء بمتحرك)، وتظهر هذه القاعدة بينة في مواضع لا حصر لها أهمها هي همزة: إبن- ابنة- اثنان-اثنتان- امرؤ- امرأة- وايْمن- اسم. الخ.
وتطبيق هذه القاعدة يقضي أننا يجب أن ننطق – على سبيل المثال- همزة "إبن" إن جاءت في أول الجملة لكننا يجب أن نلغيها إن أتت بين اسمين علمين. لأنها "همزة قطع"، ولكي ننظر إلى السبب علينا أن نعلم أن الأقدمين فعلوا ذلك قبل التنقيط والشكل، كي يتجنبوا الخطأ، وكان فعلهم صحيحاً مئة بالمئة، أما سريانه بعد ذلك فهو نوع مشين من التعسفٌ، وجمود لا مثيل له. علينا في مثل هذه الحالة أن نثبت طريقة واحدة، أي أن نثبت الهمزة في كل الحالات، أو نحذفها في الحالات كلها، فاللغات الأخرى لا تلتزم بقاعدة: (لا يجوز الابتداء بساكن، ولا يجوز الانتهاء بمتحرك)، وإن أهملنا الالتزام بهذه القاعدة لا نضر اللغة العربية قط، إذ أن الشعب العربي كله من المحيط إلى الخليج، لا يلتزم بها واقعيا الآن في هذا الوقت، فالكل ينطق : بْراهيم. بدل إبراهيم. وينطق: سْماعيل بدل إسماعيل. وكلا الاسمين غير عربيين، فلماذا التمسك بنطق الهمزة هنا؟ في الأقل علينا أن نترك حرية الاختيار لمن يشاء أن ينطق الكلمة على هواه. لكننا في الوقت نفسه علينا أن لا نلزمه بشيء محدد في هذه النقطة بالذات.
6- الاستقرار على تعريف واحد لهمزة الوصل فهي تسبب الكثير من الإرباك للكاتب. فكتب النحو تجمع على تعريف همزة الوصل بـ: همزةٌ زائدة في أوَّل الكلمة، يُؤتى بها للتخلص من الابتداءِ بالساكن، لأنَّ العرب لا تبتدئُ بساكنٍ، كما لا تَقِفُ على متحرّكٍ، وذلك كهمزة: "اسمٍ واكتبْ واستغفِرْ وانطلاقٍ واجتماع الخ".ولكي نوضح الأمر أكثر نحيل القارئ إلى نموذج عن همزة الوصل، مكتوب في جامع الدروس العربية لمصطفى الغلاييني:
حُكمُ همزة الوصل أن تُلفَظ وتُكتب، إن قُرِئتْ ابتداءً، مثلُ: "إسمُ هذا الرجل خالدٌ"، ومثلُ: "إستغفرْ ربكَ"، وأن تُكتَبَ ولا تُلفَظَ، وإن قُرِئتْ بعد كلمة قبلها، مثلُ: "إنَّ إسمُ هذا الرجل خالدٌ"، ومثلُ: "يا خالدُ إستغفرْ ربكَ". فالغلاييني يصر على أن همزة الوصل تكتب وتنطق. بينما يصّر غيره على عدم كتابتها ونطقها، وعدم وضع أي علامة فوق الألف أو تحتها، بينما يكتبها القسم الثالث مع حركة.
وعلى ذلك تكتب همزة الوصل، على ثلاثة أشكال:
إسم. اِسم. اسم.
أَكتبْ. اُكتب. اكتب.
إستغفرْ. اِستغفر. استغفر.
أما أهم الأخطاء فتحدث في اشتقاق الأمر. لأن الموضوع متشعب ومعقد.
إن السؤال الذي يدور حول هذه النقطة هو: إن وجب رسم همزة الوصل في أول الكلمة فلماذا يرسمها البعض ويغفل رسمها آخر، بينما يضع قسم ثالث حركات إعراب فوقها؟
علينا أن نحدد تعريفاً واحداً للهمزة الواردة في أول الكلمة وفي وسطها، وعلينا كذلك أن نضع تطبيقات لها من دون الإشارة إلى القواعد العديدة، ولنترك تدريسها لمن يروم الاختصاص لا أكثر.

ملاحظة-1:
اعتدنا على كتابة هيأة، أو هيئة على سبيل المثال، منذ أن تعلمنا القراءة والكتابة، أي لعشرات العقود، ونرى كتابتهما على هاتين الطريقتين سهلة، لذلك نجد أن كتابة الكلمة، وفق الطريقة المقترحة، بعد استقلال الهمزة " هيءَة" أصعب
من كتابتها على الطريقتين السابقتين. وهذه النظرة تبدو صحيحة للناظر غير المتعمق في الأمر، لأن الإنسان حينما يتعلم شيئاً في الصغر، يصِّر على تطبيقه حتى لو كان خطأً ولا يقبل تغييره بسهولة، لكننا لو قدمنا الطريقة الجديدة إلى الطفل وهو في مراحل تعلمه الأولى سنجده يتقبل الصيغة الجديدة لأنها أسهل له في الممارسة. وسندرك "نحن" بعدئذ أنه لا يخطئ فيها.

ملاحظة-2:
إن بعض النسخ القديمة من القرآن الكريم مكتوبة بالطريقة التي اقترحتها،

أما بعضها الآخر التي كتبت بعدئذ فقد عقدت الأمور، أما القسم الثالث فقد كتبت بعد وضع قواعد الهمزة الملبسة التي عرضناها، وهذا يعطينا فكرة أن الكتاب الأوائل الذين كتبوا القرآن اهتدوا إلى الطريقة المثلى، قبل أن يفسدها التفكير المعقد في التدوين والتنظير.
وهذه هي بعض الأمثلة التي وردت فيه مع ذكر السورة ورقم الآية.
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ. (الزخرف. )30
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) يونس
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) الحاقة
عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ (20) المزمل.
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) البقرة
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) البقرة
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) آل عمران.
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) التوبة.
وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) التوبة.
فَيَقُولُ ءَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) الفرقان.
فَلَمَّا رَءَا الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) الأنعام.
فَلَمَّا رَءَا الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) الأنعام.
أُولَئِكَ الَّذِينَ ءَاَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (89) الأنعام.
وَإِذَا جَاءَتْهُمْ ءاية قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ (124) الأنعام.
وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ ءَاَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءاَمِنُونَ (37) سبأ.
وَجَزَاؤاُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. (40) الشورى
يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71) الإسراء

---
1-قال اللّيث: قال الخليل: في العربية تسعة وعشرونَ حَرْفا: منها خمسة وعشرونَ حَرْفاً صِحَاحا لها أحياناً ومدارج، وأربعة أحرف جُوْف وهي: الواو والياء والألف اللَّينَة والهمزة، وسُمِّيَتْ جوفاً

---
محمود سعيد كاتب عراقي مقيم في أمريكا
Mahmoud Saeed.
Depul University.

855 w aldine.#210
Chicago Il 60657
USA.
773 529 7733.
maltaie@hotmail.com

الأساتذة الأفاضل،

قرأت مقال الأستاذ محمود سعيد هنا، وقرأته بشكله الأصلي والأكثر تفصيلا في موقع مؤسسة جذور الثقافية على الرابط:

http://www.jozoor.net/main/modules.php?name=News&file=article&sid=961

ربما لا أتفق أنا ولا يتفق غيري مع هذه الدعوة الثورية لاستقلال الهمزة، إذ لا يبدو أن استقلال الهمزة التام على طريقة الأستاذ محمود سعيد هو الحل الأمثل لهذه المشكلة المستعصية كما فهمنا من مداخلة الأستاذ هلال الفارع ومن المثال الذي أورده فيها، ويبدو للمدقق أن هذا الاقتراح (بعيدا عن هذا الطرح العلمي الجميل لمشكلة الهمزة) لا يصلح لأن يكون الحل المثالي والنهائي للمشكلة.

أعتقد أن هذا الموضوع موضوع إملائي أكثر منه موضوعا لغويا، وأرى لذلك أن بعض المعلقين الغيورين هنا قد خلطوا بشكل ما بين القواعد اللغوية وتكوينها من جهة وقواعد الإملاء والكتابة من جهة أخرى، إذ إن الأمر في قواعد اللغة مستقر ثابت على العكس مما هو الأمر في قواعد الإملاء والكتابة.

إن مشكلة كتابة الهمزة مشكلة قائمة ولا يمكن إنكارها، وأعتقد أن اقتراح الحلول من أجل حل هذه المشكلة لا يدخل في باب تطوير اللغة العربية أو محاولة التلاعب بها أو ايجاد خلاف لم يقل به الأوائل لا قدر الله.

إن الاختلاف في كتابة الهمزة أمر وارد مؤكد بدليل وجود طريقتين أو مدرستين مختلفتين لكتابتها هما المدرسة الشامية والمدرسة المصرية. ناهيك عما يحدث خارج هاتين الطريقتين من أخطاء لا تحصى ولا تعد بسبب غياب قاعدة موحدة واحدة لكتابة الهمزة.

إننا بحاجة إلى قاعدة توحدنا على كتابة الهمزة وتخفف من الخلافات الموجودة أصلا في كتابتها ولا يمكن إنكارها. وأما الرسم القرآني الشريف فلا يحتذى في قواعد الإملاء لأنه روعي فيه طرائق الأداء في القراءات القرآنية، لا القواعد الأساسية في الإملاء العربي، وينبغي علينا أن لا نتجاهل حقيقة كون كتابة الهمزة ما زالت بحاجة إلى تقعيد موحد جديد يضبط الكتابة الإملائية ويوحدها بشكل مستقل عن رسم المصحف الشريف المحكوم لقواعده الخاصة.

أشكر الكاتب الكريم على بحثه الراقي الذي سلط أضواء كثيرة على هذه المشكلة الهامة رغم تحفظي على النتيجة التي توصل إليها لعدم مثاليتها، وأنبه الأساتذة الغيورين إلى أن الكاتب لم يتطرق إلى قواعد اللغة العربية الثابتة من قريب أو من بعيد، لذلك فأنا لا أشك في نواياه، ولا أظن أنه قد ارتكب جريمة أو اثما يبرر اتهامه بالسطحية أو الابتداع أو التهويم أو الهرطقة أو السير على خطى سلامة موسى ومن لف لفه.

شكرا للكاتب الكريم ولكافة الأساتذة المداخلين، والله من وراء القصد.

وبالله التوفيق،

منذر أبو هواش

ملاحظة: ما ورد بالخط الأحمر هي الفقرات المحذوفة من أصل المقال المنشور في موقع مؤسسة جذور الثقافية.

هلال الفارع
10/03/2008, 08:48 PM
الأساتذة الأفاضل،

قرأت مقال الأستاذ محمود سعيد هنا، وقرأته بشكله الأصلي والأكثر تفصيلا في موقع مؤسسة جذور الثقافية على الرابط:

http://www.jozoor.net/main/modules.php?name=News&file=article&sid=961

أشكر الكاتب الكريم على بحثه الراقي الذي سلط أضواء كثيرة على هذه المشكلة الهامة رغم تحفظي على النتيجة التي توصل إليها لعدم مثاليتها، وأنبه الأساتذة الغيورين إلى أن الكاتب لم يتطرق إلى قواعد اللغة العربية الثابتة من قريب أو من بعيد، لذلك فأنا لا أشك في نواياه، ولا أظن أنه قد ارتكب جريمة أو اثما يبرر اتهامه بالسطحية أو الابتداع أو التهويم أو الهرطقة أو السير على خطى سلامة موسى ومن لف لفه.

شكرا للكاتب الكريم ولكافة الأساتذة المداخلين، والله من وراء القصد.

وبالله التوفيق،

منذر أبو هواش

ملاحظة: ما ورد بالخط الأحمر هي الفقرات المحذوفة من أصل المقال المنشور في موقع مؤسسة جذور الثقافية.
ــــــــــــــــــــــ

ءخي الءستاذ ءبو هواش.
وءنا ءشكرك، وءشكر الءخ محمود سعيد ءيضًا..
وءحيي الءخ محمد النجار ءنه، ءو قل ءنه، ءتى بءفضل،ءو بءقرب بيان لهيءة الهمزات الـ ( المحمودية ).
وءظنك تءبى الخلط، ولن تءلو جهدًا في ءعلاء شءن الءملاء، ءم ءنني ءرى غير ما ترى؟!( مع الاعتذار من الأخ محمد النجار، كوني استعرت منه - مستلطفًا - أسلوبه، ومثنيًا على ذكاء مداخلته )

منذر أبو هواش
10/03/2008, 09:14 PM
أخي الأستاذ هلال،

لدينا ولا شك قواعد علمية رائعة للإملاء ولكتابة الهمزة، وأنا لست ضدها بل معها ومع توحيدها وإزالة بعض ما يعتريها من ازدواجية وتضارب، وأنا في الوقت نفسه مع تحسين وتطوير مناهج تعليمها حتى تكون أكثر تأثيرا وفاعلية.

لست مع الحل بإعلان الاستقلال التام للهمزة على الطريقة الثورية للأستاذ محمود سعيد، وقد أبديت اعتراضي عليها بشكل واضح، لكنني أحببت أن أبدي اعتراضي أيضا على ردة الفعل العنيفة التي واجهتم بها هذا الطرح والرأي الحر.

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير ...

وبالله التوفيق،

منذر أبو هواش
:emo_m6:

هلال الفارع
10/03/2008, 09:39 PM
أخي الأستاذ هلال،

لدينا ولا شك قواعد علمية رائعة للإملاء ولكتابة الهمزة، وأنا لست ضدها بل معها ومع توحيدها وإزالة بعض ما يعتريها من ازدواجية وتضارب، وأنا في الوقت نفسه مع تحسين وتطوير مناهج تعليمها حتى تكون أكثر تأثيرا وفاعلية.

لست مع الحل بإعلان الاستقلال التام للهمزة على الطريقة الثورية للأستاذ محمود سعيد، وقد أبديت اعتراضي عليها بشكل واضح، لكنني أحببت أن أبدي اعتراضي أيضا على ردة الفعل العنيفة التي واجهتم بها هذا الطرح والرأي الحر.

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير ...

وبالله التوفيق،

منذر أبو هواش
:emo_m6:
ــــــــــــــــــــ
أخي الأستاذ منذر.
تحية لك.
أعرف أنك لم تؤيد الفصل ( العنصري ) للهمزة في الكتابة، لأن فصلها ضرب من العبث.
ولأن البحث الذي قدمه الأستاذ محمود سعيد - وأنا هنا أشكر جهده المجرد - يدعو صراحة إلى مثل هذا الفصل،
دون النظر إلى عواقبه، فقد جاءت بعض الردود - وردي منها- حادة، ربما لهول الطرح، الذي يعني ضرب القواعد الإملائية في الصميم.
أنا أدرك أن الهمزة حرف صحيح، لكنني أسميه ( الحرف المتسلق )، وهي تسمية لم يقل بها أحد من قبل، لأن هذا الحرف لا يستقل في وجوده،
إلا في بعض مواقعه التي تفرضها حركات الحروف قبله، وحركته هو، وغالبًا ما يتّكئ على حروف العلة؛ فوقها، أو تحتها، ليكون حرفًا منطوقًا ومكتوبًا.
أما عن أمر توحيد كتابة الهمزة، فأنا لست معه، لأنه يضيّق هامشالمرونة الإملائية، ويزيد من احتمالات الخطأ الإملائي أيضًا في كتابة الهمزة:
نعم حسب القواعد الإملائية المحددة لكتابة الهمزة - وسطًا على الأقل - لا يجوز كتابة ( يقرؤون ) مثلاً إلا على هذا النحو، ولكن صحّت كتابتها ( يقرأون ) و ( يقرءون ) ولا أرى في ذلك عيبًا إملائيًا.
لست من أنصار فرض قاعدة - لا يأتيها الباطل من بين يديها، ولا من خلفها - لكتابة الهمزة،
ولكنني مع تعليم الإملاء للصغار - في المرحلة الابتدائية - بطريقة سهلة عملية،
لأن السابقين يا أستاذ منذر تعلّموا، وكتبوا، وما أخطأوا ( وما أخطؤوا أيضًا )!
نحن في حاجة إلى معلمين يتقنون الإملاء، قبل أن ندّعي أننا نواجه معضلة إملائية عند كتابة الهمزة.
لك التحية.

محمود سعيد
13/03/2008, 01:46 AM
عزيزي د عامر المحترم
هذا هو الرد على الإخوة.
تحياتي
*************
مشكلة مقالة (مشكلة الهمزة):
محمود سعيد
بدو أن أي مشكلة كبرت، أو صغرت تسبب مشاكل أخرى.
تلك سنة الحياة، وهذا ما اصطلح عليه القدماء كابن خلدون بقولهم: طبائع الأشياء. وما ندعوه الآن بقوانين الطبيعة. ولم أتوقع أن تثير مقالتي هذا الكم الكبير من اللغط قط، ظننت انها ستثير التفكير عند من يقرأها. لكني لم أتوقع ذلك التأييد القوي أو التهجم القاسي. أشكر الإخوة الذين تفضلوا بالتعليق على مقالتي "مشكلة الهمزة" وبخاصة الأدباء والأديبات:
الشاعر الناقد الباحث القانوني عبد الوهاب موسى
الأديب إبراهيم خليل إبراهيم
الدكتور الكاتب الصحفي اسعد الدندشلي
الأستاذ علي الجابر
الشاعرة حنان الأغا
كامل عويد العامري
خالد جبار
عادل جودة
وكما أوجه شكري الجزيل إلى الأستاذ منذر أبو هواش، لأنه دافع عن المقالة بقوة رغم اختلافه معي، وأشكر أيضاً من هاجمني بعنف غير مبرر وغير قائم على أسس علمية، وبتسرع وهم الإخوة والأخوات:
علي أحمد شعبان، وحسن ناهد، والفارع هلال، ومحمد النجار،

وكما أوجه شكري الجزيل إلى الأستاذ منذر أبو هواش، لأنه بالإضافة إلى دفاعه المنطقي عن المقالة أولاً، وثانياً لأنه ااكتشف نقصها مقارنة مع نسختها المنشورة في موقع جذور بالرغم من أنني أرسلت المقالة لهما كليهما كما هي.
إنني أحيي غيرة من هاجمني على اللغة العربية، وعلى كتابة القرآن، وهذا ما يحمدون عليه بحق. لكني أنتقدهم لأنهم أهملوا العمل بقاعدة التأني قبل الرد، لأن هناك تهماً صِيغت بروح اتسمت بالتشنّج والتهجّم بعيداً عن روح النقاش العلمي، الأخوي الذي يراد به التوصل إلى الحقيقة، وكان أسلافنا عظماء بحق، ويستحقون التعظيم لأنهم كانوا يراعون أساليب النقاش المتحضر، العلمي المؤدب، فمما يؤثر عن أبي حنيفة أنه كان يقول، أتمنى أن يقنعني خصمي بحججه. ذلك أن رائد هذا الإنسان العظيم الوصول إلى الحقيقة.
فبالنسبة للأخ محمد النجار يتساءل لماذا لا نوحد (إعراب الفاعل و المفعول به بما أنّ هناك من يخطئ فيهما أيضا؟)
نعم هناك من يخطئ بهما، وبكثير من قواعد اللغة، وهذا أمر طبيعي، لأنه خطأ في التمرن على اللغة وليس في صميم اللغة، والتعلم كفيل بالقضاء على أخطاء التمرن، لكن لا سبيل للقضاء على أخطاء تتعلق بطبيعة الحرف. ويبدو أن من تشنّج في ردّه لم يقرأ أن الخليل بن أحمد الفراهيدي أقرّ في كتابه العين أن الهمزة حرف مستقل، ولست أدري من هتك استقلالها فأوقعنا في الأخطاء، فمن شوّه الهمزة دفعنا في الوقوع في أخطائها، وكما ذكرت أنها عادت لتنتقم منا.
والغريب أن السيد النجار اعتبر أن بمحاولة (تغيير قواعد كتابة الهمزة، نكون قد بدأنا في تدمير اللغة و ليس تطويرها، فلغتنا كما لا يخفى عليكم يا سيّدي الفاضل غنيّة جدّا فلماذا نحاول إفقارها؟) فهل الدعوة إلى تجنب الخطأ تدمير للغة؟ وإفقار لها؟
ويأخذ السيد النجار كلمة سائل مثلاً: ثم ينتهي بحقيقة هي: " و الرسم القرآني هو أصحّ الرسوم." وتعليقي على كلامه أقول: إن كتبة القرآن اختلفوا في كتابته، وبخاصة في كتابة الهمزة، ولم يتفقوا على وجه من الوجوه قط، لكن الكتاب الأوائل كتبوها صحيحة لأنهم اعطوها استقلالها كما أرى أنا في كثير من الكلمات منفردة ومحركة وكما اقترحت.
وقلت في مقالتي: إن بعض النسخ القديمة من القرآن الكريم مكتوبة بالطريقة التي اقترحتها، أما بعضها الآخر التي كتبت بعدئذ فقد عقدت الأمور، أما القسم الثالث فقد كتبت بعد وضع قواعد الهمزة الملبسة التي عرضناها، وهذا يعطينا فكرة أن الكتاب الأوائل الذين كتبوا القرآن اهتدوا إلى الطريقة المثلى، قبل أن يفسدها التفكير المعقد في التدوين والتنظير.
إنني أدعو إخوتي المتشنجين والمتسرعين والمتهجمين إلى التريث في إطلاق الأحكام، فقد نصل بالهدوء والتفكير إلى شيء ما يفيد لغتنا، وليعلموا بأني أشكرهم ولست بغاضب منهم، فكلانا نريد خير لغتنا، لغة الضاد.
أمامي الآن مصحف شريف مطبوع في مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد (ص ب: 3561- المدينة المنورة. والمصحف مطبوع سنة 1413 هجرية)، وبخط خطاط مشهور: عثمان طه، ولنر العجب، في أمثلة أخذت لا على التعيين، وهي غيض من فيض، ويرى القارئ الكريم رقم السورة، ورقم الآية:
1- وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ. (الزخرف. )30
وهي الطريقة التي اقترحتُها، مع العلم أن جميع المدارس في البلدان العربية تعلّم وتقضي أن تكون كتابة الكلمة هكذا: القرآن.
2- فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) يونس
3- فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) الحاقة
4-عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ (20) المزمل.
5- وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) البقرة
6- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) البقرة
7- وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) آل عمران.
8- وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) التوبة.
9- وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) التوبة.
ما رأي السادة الأفاضل بكتابة بَدَءُوكُمْ؟ وهناك كم كبير من الأساتذة يكتبونها بدؤوكم. وبدأوكم؟
10- فَيَقُولُ ءَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) الفرقان.
ما رأي من اتهمني بأني من المتاثرين بسلامة موسى؟ أليس هذا ما اقترحته أنا؟ من منا يكتب ءَأَنْتُمْ هكذا وقواعد كتابة الهمزة تصر على كتابتها أ أنتم؟ هل من كتب القرءان متأثر بسلامة موسى أيضاً؟
11- فَلَمَّا رَءَا الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) الأنعام.
كلنا نكتب رَءَا هكذا: رأى؟ وسيرسب أي طالب في أي مدرسة عربية لو كتب رأى كما هي مكتوبة بالمصحف. فمن منا على حق؟
12- فَلَمَّا رَءَا الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) الأنعام.
13- أُولَئِكَ الَّذِينَ ءَاَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (89) الأنعام.
14- وَإِذَا جَاءَتْهُمْ ءاية قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ (124) الأنعام.
هذه كلمة أخرى تجاوز كتابتها كتاب القواعد، فلا أحد قط يكتبها صحيحة كما كتبها الحرف القرآني. فالجميع يكتبونها: آية.
15- وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ ءَاَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءاَمِنُونَ (37) سبأ.
16- وَجَزَاؤاُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. (40) الشورى
إن كتابة َجَزَاؤاُ هكذا تحدٍ لكل قواعد الهمزة، جملة وتفصيلاً. وكتابتها كما اقترحته أنا جزاء صحيح ولا يستطيع أحد أن يشكك فيه. وهناك من يدعي أن قواعد الهمزة التي نتعلمها ونعلمها تقضي بكتابتها على هذه الطريقة، فلماذا الاختلاف. هنا، تنصب إجابتي على نقطة واحدة، وهي التقيد بكتابة الهمزة في مناطق اللبس في شكل واحد، وحذف ما يسمى يجوز الوجهين، أو الأوجه. لما تسبّبه من إرباك للصغير والكبير، والمتعلّم والمطّلع على السّواء.
17- يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71) الإسراء
ولو تتبعنا الكتابات المختلفة في المصحف الشريف لوجدنا الكثير، لوجدنا ما يثبت ما ذهبت إليه، ولم ابتدع أي شيء جديد مخل باللغة أو الدين قط، بل إن ما حفّزني إلى كتابة الهمزة على هذه الطريقة عثوري على معجم العين للفراهيدي قبل نحو 40 سنة، ثم أخذت أتتبع كتابة الهمزة حتى كتبت مقالتي هذه.
الاستنتاج:
1- لا داعي مطلقاً لاتهامي بتدمير اللغة. لأني أتفق مع ما جاء بكتابة الكثير مما جاء بالمصحف، ولا يعقل في أي منطق أن من كتب المصحف الشريف يريد باللغة ضراً.
2- إن الاختلاف في كتابة المصاحف لا يعني خروج عن اللغة مطلقاً، ولا يعني الخروج عن الدين أيضاً، ولا يعني تحطيم اللغة.
3- تيسير تعليم كتابة اللغة بشكل صحيح، وبخاصة حلّ مشكلة الهمزة يفيد الأجيال القادمة، ويعينها على الفهم السليم للغتنا الجميلة، لا لمئة سنة أو ألف سنة، بل ربما ملايين السنين، فالله وحده عنده علم الساعة.
4- إن أعظم اللغويين العرب من دون منازعة هو العبقري الفريد المتفرد الخليل بن أحمد الفراهيدي، وكل اللغويين عيال عليه، وهو رائد، مبدع، لا مقلّد مبتدع، فهو مؤلف أول معجم عربي، وهو مكتشف علم العروض ( بحور الشعر) وهو أول من فصّل بمنطق وشواهد لا يطالها الشكّ قواعد اللغة، ويكفيه فخراً أن سيبويه تلميذه النجيب، فثلثا كتاب "الكتاب" يسنده سبيويه إلى الخليل، بأمانة يحسد عليها. ويقول الخليل نفسه لا غيره: إن حروف اللغة العربية 29 بينما تقول كتبنا التعليمة البائسة: إنها 28 حرفاًَ ، فلماذا نمسخ الصحيح؟ ونتمسك بالخطأ ثم نتهم من يطالبنا بالتصحيح بأنه خائن، عدو اللغة وووالخ.
5- لنتعلم الصدق في النقاش، والصدق في النقاش يحملنا على ذكر ما ورد فيما نظنه خطأ كما هو لا تزييفه. فهناك من كتب ساءل زاعماً أني كتبتها. أنا لم أكتب ساءل من دون حركة للهمزة قط، كتبت الهمزة دائما بحركة، كما هي مكتوبة بالمصحف الشريف، وكتابة ساءِل هكذا أسهل للمتعلم الجديد من سائل. وعدم ذكر الحركة من قبل من نقدني يعني أنه لا يهمّه ذكر الحقائق مطلقاً.
إنني أشكر الأخ عامر العظم على إفساح الفرصة لي في نشر المقالة، اشكره غاية الشكر، ومما يدعوني إلى الامتنان منه ما لقيت المقالة من صدىً، سواء من المؤيدين أم من المعارضين لي. فالاختلاف أمر مقبول، ومرحب به، لكن من غير المقبول مطلقاً الاتهامات الجزافية غير المدروسة. وهي ما اتهمني به أستاذ، دكتور، ذو منصب راقٍ مرموق، في مؤسسة شريفة، محترمة، ذات تاريخ لعب دوراً لا يبارى في تثقيف العرب، وعندما لا أذكر اسم المؤسسة فلأني أحترمها وأصونها من التلوث بسبب خطأ أحد منتسبيها.
لم يكتفِ ذلك (الأستاذ الدكتور) باتهامي حسب، بل اتهم من لم يقف موقفاً محايداً مني بالخيانة! أليس ذلك بغريب؟ وعجيب؟ ومؤسف؟ ونشاز؟ فمن كان في موقفه عليه أن ينظر إلى الوقائع بتروٍ، وبعد نظرٍ، وتعقل، كأي حاكم نزيه عادل، فالحكم العادل لا يفيد المحكوم حسب بل يزكّي الحاكم، أما إن كان الحاكم متسرعاً فحكمه يسيء إليه قبل أن يسيء إلى المتهم، لسبب بسيط جداً، يفضح سطحيته، ويقضي على سمعته، ذلك أن أهم ما يجب أن يتمتع به القاضي هو العدالة. ولا عدالة من دون تروٍ، ولا عدالة بتسرع تخلو من التفكير.
اتهمني الدكتور بـ {بالسطحية والابتداع المخل، {فقد أوردت في "بحثك" هذا ما لم نتوقعه من متعلم مبتدئ أراد أن يتغلب على بعض الصعوبات اللغوية التي تستعصي عليه فألغاها، ووضع ما يستطيعه مكانها. وهذا لعمري ما لا يمكن أن يوافقك عليه أحد من أهل العربية، بل ولا حتى من المستعربين. ( ينسى أو يتناسى الدكتور المحترم أن من أيدني ثلاثة أضعاف من هاجمني فهل هؤلاء لا ينتسبون إلى العربية؟) إن ما أتيت به ضرب من التهويمات الخيالية التي لا تستند إلى واقع لغوي، ويتهمني بأني: إن الغالب الأعم من لغات البشر فيها تلكم التنوعات التي تعترض عليها من مثل التي تعترض عليها من مثل "اسألوا" و "سلوا"، ونسيت أنهما لفظتان قرآنيتان وردتا في مواضع كثيرة من القرآن الكريم كما في قوله تعالى :فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" وفي قوله تعالى..الخ.، و لغتنا ليست محل مساومة أو تشكيك، وإن نصرتها ودعمها واجب وديْن في رقاب كل من يستطيع أن يزود عنها، وإنه والله لخائن للأمانة كل من يستطيع أن يرفع لها قدرا، أو أن يرابط في ثغر من ثغورها ولا يفعل. }
من المؤسف أن يكيل مثل هذا الشخص المحترم كل تلك الاتهامات ويبنيها على فراغ، فأنا لم أُثر أيّ اتهام للتنوعات كم ادّعى الدكتور المحترم من قبيل: التنوعات التي تعترض عليها من مثل تعترض عليها من مثل "اسألوا" و "سلوا"، ونسيت أنهما لفظتان قرآنيتان.{ لم أتطرق قط إلى سلوا واسألوا؟ ولم ترد في مقالتي قط. فكيف وأين اختلق علي هذا؟ ومن منا السطحي؟ هل هو من يتهم من دون أساس أم من يستند إلى مراجع تاريخية وإلى رسم القرآن؟ هل الاقتصار إلى كتابة حرف بشكل واحد، هو تهويمات خيالية؟ ثم لماذا يتهمني بالخيانة دفعة واحدة؟ هل هاجمت اللغة؟ بأي عبارة هاجمتها؟
ليعلم الدكتور المحترم إن كتابة القرءان الكريم لا غرض لها إلا نطقه كما نزل. أما الاختلاف في كتابته أو كتابة اللغة بحروفها العربية كما هي لا يسيء إلى الدين مطلقاً، والاختلاف لا يدعو إلى التخوين مطلقاً. وإن إطلاق التهجمات غير المدروسة تسيء إلى صاحبها، ولا تسيء إلى من يبدي وجهة نظر أخرى لغرض نبيل، ولقد أُمرنا بمجادلة الآخرين بالتي هي أحسن، وأحسنُ الناس أحسنهم أدباً.

محمّد النجار
13/03/2008, 05:51 PM
الأخ محمود سعيد

لي من الجرأة و الشجاعة ما يدعوني إلى أن أقدّم لك اعتذاري إن رأيت منّي تهجّما على شخصك و ما اشتعال ذروة النقاش إلاّ لجيّد الإختلاف دون الخلاف.

أمّا عن قولك بأنّي خلصت إلى حقيقة مفادها أنّ الرسم القرءاني هو أصحّ الرسوم فهذا صحيح لأنّ جمهور العلماء يقولون بأنّ الرسم العثماني هو رسم توقيفي بوحي من الله فأيّهما أصحّ:قواعدنا الإملائيّة أم قواعد القرآن الموحى بها؟

و حتى لو سلّمنا جدلا بأنّ الرسم العثماني راعى ما عهدوه الصحابة من إملاء عصرهم و لم يتركوا إملاءهم لآخر خاصّ بالقرءان لرأينا أنّ هذا الرسم هو الأصل و الأصحّ و أنّه تطوّر عبر العصور.

طبعا إذا رجعنا إلى القرآن نجد اختلافا بين إملائنا و إملائهم و ليس في الهمزة فقط كقوله تعالى:"نجي" في سورة الأنبياء و هي ننجّي أو "سأوريكم" في الأعراف و هي سأريكم أو "بأييد" في الذاريات و هي بأيد أو "يبدؤا" في يونس و هي يبدأ..إلخ

لقد قال الخليل بأنّ الحروف 29 حرفا و كذلك قول الأزهري في تهذيب اللغة و غيرهما و هذا صحيح إذا فرقنا بين الأبجديّة و الهجاء.

فالأبجديّة تتكوّن من ثمانية و عشرين حرفا و الألف و الهمزة يحسبان حرفا واحدا حتي في حساب الجمّل أمّا حروف الهجاء فتتكوّن من تسعة و عشرين حرفا و من بينها الهمزة.

تقول يا سيّدي :

"وَجَزَاؤاُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. (40) الشورى
إن كتابة َجَزَاؤاُ هكذا تحدٍ لكل قواعد الهمزة، جملة وتفصيلاً. وكتابتها كما اقترحته أنا جزاء صحيح ولا يستطيع أحد أن يشكك فيه."

فماذا عن "مسؤولا" و قد وردت في القرءان "مسئولا"؟رغم علمي بأنّ بعض المدارس تجيزها في الإملاء المعاصر فتكتب على نبرة إذا أمكن وصل ما قبلها بما بعدها.

لكن ،و هنا تحفّظي، أخالفك فيما ذهبت إليه في اقتراحك و حتّى لا أتّهم بالزيادة أو بتقويلك ما لم تقله سأقتبس من كلامك:

1- إعلانُ عدد حروف اللغة العربية تسعةٌ وعشرون لا ثمان وعشرون"

الأبجديّة العربيّة تتكوّن من ثمانية و عشرين حرفا كما أوضحت أعلاه

"2- فكُّ ارتباط الهمزة من أحرف العلة، وكتابتها منفردة في كل كلمة ترد فيها وتثير اللبس ككلمات الجدول الأول، والالتزام بتعريفها تعريفاً يفصلها عن الألف"

و من إحدى هذه الكلمات:"يملءه" و لا أدري أين اللبس هنا و الحال أنّها مضومة و تكتب يملؤه هكذا بكلّ بساطة! كما لا يعقل فكّ ارتباط الهمزة و ذلك لما يلحقها من التليين و الحذف و الإبدال و التخفيف كما يقول الأزهري و تلك لغتنا لغة العرب.

"4- إلغاء تبريرات الأخطاء التي اعتاد الأقدمون التعلل بها كـ (يجوز ويجوز، ثبتها فلان لكن فلان خالفه، أجازها فلان وفلان، يجوز الوجهان في كتابة الكلمة، وموقعها هنا يحتمل أوجهاً متعددة) في كتابة الهمزة، على هذا الشكل وهذا الشكل. أي يجب اختيار شكل واحد لكتابة الهمزة، لا يتغير. وإلغاء الأوجه الأخرى. لكن هذا لا يلغي حق المختصين من دارسي اللغة دراسة مناقشة الأوجه المتعددة، والغرق في بحرها حتى التلاشي، فذلك أمر لا يشكك فيه أحد، أما الكاتب والدارس والطالب فعليه أن يتعلم أسساًُ ثابتة لا تقبل التعدد مطلقاً. فعلى سبيل المثال يتعلم دارس اللغة الإنكليزية في أمريكا، وبصرامة وبتٍّ لا يناقش فيه، أن هناك حرفان مختلفا في اللغة هما: (I وJ ). لكن المختص وحده يعلم أن المعاجم الإنكليزية لم تكن تفرق بينهما حتى الثلاثينات من القرن المنصرم، وتكتبهما في خانة واحدة. "

أتفق معك سيّدي في هذا الإقتراح.



هذا ما سمح به الوقت فإن أخطأت فمن جهلي.

محبتي :emo_m17:

منذر أبو هواش
13/03/2008, 08:10 PM
في الرسم القرآني
كانت الألف وكانت الواو وكانت الياء
ولم تكن الهمزة

http://www.arabswata.org/forums/uploaded/445_1205427107.jpg
صفحة من القرآن الكريم من سورة النساء
... فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (21) وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ ... (23)

محمود سعيد
15/03/2008, 07:29 AM
أشكر الاستاذين محمد النجار وأبا هواش شكراً جزيلاً، وقبل أن أعلق عليهما أود أن ابين أن أي حقيقة مختلف عليها يمكن بوساطة النقاش الهادئ أن ترسو على شكل ما. فبالنسبة للاستاذ محمد النجار أختلف معه في كون الأبجديّة تختلف عن حروف الهجاء يجب أن يكونا سواء، درّست اللغة العربية في العراق مدة طويلة، واكتشفت حيرة الطلاب الأبرياء بكتابة الهمزة، وهذه المقالة نتيجة عقود من الدراسة والتفكير، علينا أن ننظر إلى الأجيال القادمة، ونسهّل لها لغتنا، فلغتنا أجمل لغات الأرض، أقولها بعد ان جئت إلى الولايات المتحدة وأخذت ادرسُها وأقارنُها بالانكليزية وبما تيسر لي من تصريحات مدرسين بالفرنسية والاسبانية والألمانية واللغات الشرقية، إنني أرى أن تسهيل تعليم لغتنا بما لاينقص من قيمتها وقيمة تراثنا غاية سامية، عملت في سبيلها طيلة حياتي. فلغتنا تتكوّن من تسعة و عشرين حرفا أحدها الهمزة أولاً. أما ثانيا فيما ذكره الآخ النجار (يملءه) فانا ذكرت يملءُه ووضعت ضمة فوق الهمزة، وهذا ما كُتب به القرءان زمن الخليل، أما كتابة الكلمة بدون ضمة، فخطأ كبير. يجب أن نكتب ا لهمزة مع حركتها. وإلا فنحن مخطئون. ثم من قال أنني أردت كتابتها منفردة فجأة؟ لا. أردت أن نكتبها أولاً منفردة في مناطق اللبس فقط، لكن علينا أن نعلم المتبدئين كتابتها منفردة منذ المراحل الأولى. وأشيد بالسيد النجار لاتفاقه معي وللغته المهذبة الرائعة التي لم يشاركه بعض إخوتي معذورين. وهذا يدّل كما يقول الأقدمون على سمو في السريرة عبروا عنه بقولهم الاختلاف لا يفسد في الود قضية.
أما أخي أبو هواش فقد شكرته بقوة لا مزيد لها، لكني احترت حينما نشر اللوحة الجميلة عن مصحف عثمان. نشرها من دون تعليق، كأنه يقول لي: انظر مصحف عثمان لم يذكر الهمزة فلماذا تثير ضجة؟ نعم مصحف عثمان عظيم كعظمة شخصه المتسامح الرقيق العميق، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نتحجر على عدم كتابته لها، فمن سبقنا من العباقرة كالخليل وأبي الأسود وسبويه نظروا، وهيؤوا، ورسموا لغتنا. ووضعوا عليها الحركات.
لكن هناك نقطة فاتني وانا آسف لعدم ذكرها وهي: إن العبرة والمهمة الرئيسة في كتابة القرآن بشكل خاص، واللغة بشكل عام هي لا الرسم بل النطق. وما الرسم إلا الشكل. والاختلاف في الشكل لا يسيء إلى اللغة لكن الاختلاف في النطق هو المسيء. ومن هنا جاء تركيز الرسول على النطق عندما قال: من لم يغنِ القرءان ليس منا.
تحياتي لجميع الأخوة ومعذرة

محمّد النجار
15/03/2008, 07:31 PM
شكرا أستاذ محمود سعيد على الردّ

يبدو أنّك تصرّ و هذا من حقّك أن العربيّة تتكوّن من 29 حرفا و رغم أنّي أوضحت أعلاه الفرق بين الأبجديّة و الهجاء فسأوضّح أكثر:

الأبجديّة هي اللغة المكتوبة أي الحروف التي تتكوّن منها الكلمات بينما الهجاء هي اللغة المنطوقة أي التي نتهجّاها.

و في مثال الأستاذ أبي هواش أعلاه نرى 28 حرفا مكتوبا و تلك هي الأبجديّة العربيّة بينما الهمزة هي من حروف الهجاء فمثلا كلمة "جَزَاؤاُ" كما أوردتها أنت تكتب قديما "جزاوا" و نتهجّاها "جزاؤا".فهي لا توجد في حروف الأبجديّة و إنّما في حروف الهجاء.

مع الشكر

ريمه الخاني
19/03/2008, 09:30 PM
مرور وتحيه
موضوع مهم جدا خاصة لما نجده من اختلاف اراء المدارس المصريه والشاميه
فعندنا يقولون مثلا شؤون وشئون
مصر: شؤن
ورغم هذا احترم راي استاذنا هواش في توحيد وجهة النظر لتكون الاخيرة
تقديري

ريـم حميـد ذياب
19/03/2008, 09:59 PM
الإستاذ العزيز محمود سعيد, أشكرك من كل قلبي على طرحك لهذه المشكلة, التي أرقتني منذ زمن بعيد مع إيماني بوجود خطأ في أصل هذه المشكلة

فأنا إن قلت لك ربما لن تصدق, بأنني تخرجة من الثانوية العامة وأنا لا أفقه شئ بقواعد اللغة العربية ( مع إني تعلمة بمدرسة عربية), وليس ذلك لتقصير مني على حد علمي, لأني كنت أتابع كل ما أتلقى
وأنا أعمل ألآن وأخجل بأن أقول بأنني مازلت أواجه مشكلة باللغة العربية, مع إننى لم أواجه أية مشكلة في تعلمي للغات الأخرى, ولم أنتبه لسوء مستواي في اللغة إلاا بعد أن نصحني بعض الأصدقاء بأن أهتم أكثر بتحسينها
ويحزنني حقيقةً بأن أشعر بالسهولة والطلاقة في اللغات الأجنبية و الصعوبة بلغتي الأم

وكنت دائماً اسأل: لماذا كل هذا التعقيد بتعليم اللغة العربية (خاصة أن لبعض الكلمات أكثر من وجهه), ألم يتوصل علماء اللغة الى طريقة في تعليم اللغة تجذب الطالب, لماذا لايكون هناك قاعدة واحدة لكل شئ؟
أشكو مستوا التعليم في الكويت الى الله ... مستوى سئ .. ما الذي ينقص دولة مثل الكويت لكي تقوم بتقوية هذه المناهج (الركيكه)؟

تحياتي لك
والسلام

محمود سعيد
21/03/2008, 01:16 PM
تحيتي القلبية للسيدة ريمة فبالنسبة لريمة هي محقة وليست شؤن وشؤون وو فقط. ارجو أن تعيد قراءة مقالتي فسترى الحل. أما بالنسبة للأخت العزيزة ريم، فأقول: أنت محقة مئة بالمئة، وأقدر لك جرأتك وصراحتك الشديدة، إن اعترافك بالصعوبات التي تلاقيك بمشاكل تعلم اللغة العربية شيء جيد، وينبئ عن رغبة عميقة بالتعلم. ولقد وضع الأقدمون (الخليل مثلاً) لنا طرقاً سهلة، لكن المنظرين الذين جاؤوا بعدهم خلطوا الأخضر باليابس فاستوت قواعد تعليمنا على ما ترين من تناقض هذا أولاً، أما ثانياً، فإن طرق تدريس اللغة العربية تختلف بين قطر وقطر، لقد قضيت نحو 40 سنة في تدريس ووضع المناهج لتعليم اللغة العربية، واطلعت على مناهج معظم الدول العربية فرأيت فرقاً كبيراً بين دولة ودولة، وكنت أرسل اقتراحاتي سنة بعد سنة لتوحيد المناهج لكن (لا من يقرأ ولا من يسمع) وإن كنا نريد توحيد الأمة العربية فلا بد من توحيد عقل الإنسان العربي، ولا يمكن توحيد العقل العربي إلا بعد توحيد مناهج تدريس اللغة العربية، وهذا يقتل الحكام العرب، فهم كالديدان يعيشون على أشلاء جثث شعوبهم المتفرقة. ويؤيدون ويعملون على إبقاء الاختلافات، لذا فإنهم يرفضون توحيد مناهج تدريس اللغة العربية. ويأتي بعدهم أنصاف المتعلمين والمثقفين والذين ترين أمثالهم من القليل الذي ساهم بالرد على مقالة تقترح حلاً لمشكلة أصبحت مرضاً مزمناً لكتابنا وكاتباتنا بالرغم من أنوفهم. تحياتي القلبية لكما.

أحمد الحاج محمود الحياري
24/11/2008, 10:01 PM
"ويأتي بعدهم أنصاف المتعلمين والمثقفين والذين ترين أمثالهم من القليل الذي ساهم بالرد على مقالة تقترح حلاً "

السلام على كل من يقرأ كل ما ورد في هذا الطرح الجريء والغريب في آن معا .. وكل الاحترام لذات صاحبه الموقرة ..

ما نسخته أعلاه من آخر تعليق وصلت إليه أوقفني قبل أن أختصر تعليقي ما أمكن فأقول ابتداء : آخر رد من الكاتب الكريم يناقض فيه ما اعترضه في أسلوب وطريقة من ردوا عليه ، فانتهى يتهمهم بأنصاف المتعلمين والمثقفين ،

أرى ما يراه العالمون هنا في هذا الطرح مع قولي بأن طرح الحل ناقض نفسه في كثير من المواطن بل وظهر بعد الحوار الأولي خال من وجاهة التطبيق.

مع ملاحظة وجيهة استغربتها ، أن علما في العربية يكتب " يزود عن " وحرف الزين-الزاي في أيمن لوحة المفاتيح بالصف الأسفل ، بينما هي لا تصح إملاء إلا أن تكون " يذود عن " وحرف الذال في أعلى لوحة المفاتيح في الزاوية العليا اليسرى.


يكفي بسطور مجملة أن أعرض خلاصة رأيي المتواضع في هذا الطرح ، وأتمنى الكاتب حاضرا لأحاورة في ضلوع ما طرح من خلال عدة أسئلة أوجهها إليه متمنيا تعليقه الكريم ، يكفيني هنا أن أخلص بالمجمل فأقول إن طريقة استخدام الهمزة في الإملاء الحديث على ما هو عليه ، تمنح القاريء صحة القراءة دون الحاجة لشكل الحروف ، قلت القراءة لم أقل "القرائة" ولا "القراؤه" ما يعني أن كل رسم منها له نطق قراءة منفصلة ، وهي إبداعية وصلت إليها اللغة بسبب تطور الإملاء الحديث إلى ما ثبت عليه وما تضمنته برمجة لوحات مفاتيح مئات ملايين الكتاب الحاسوبيين ،وما مشاكل المتعلمين إلا من قلة الاهتمام وضعف المناهج والمدرسين لا ضعف اللغة التي خرّجت ملايين الكتاب من صحيحي الإملاء.

إن الطرح عار من ثبوت الأدلة كما أرى وبعيد عن النظر التطبيقي الواقعي لحل خيالي ،بل وخال من وجاهة النظر للمشكلة مع الاحترام الكبير لتاريخ وخبرات الكاتب الكريم.

فحين يطرح أحد حلا ما ويستند إلى دليل على حله الشامل ، يجب أخذ الحيطة في أن الدليل يحمل ما ينقض حجته في حله المقترح ، فما طرحه الكاتب من دلالات استخدام الرسم القرآني أتى في مواضع محددة لا شاملة وفيها مع الأمثلة المحددة أضعافها مما يناقضها في طريقة رسم الهمزة في ذات النصوص القرآنية التي أورد ،فالأدلة كانت حجة على الكاتب لا له, ولو أنه اكتفى بالدعوة إلى تقليد الرسم القرآني في فصل الهمزة في الحالات التي وردت فيها كقاعدة ، فكان عليه أن يبين القاعدة المستنبطة من الرسم ، رغم أن الرسم في المصحف وقف على شمولية القراءات المختلفة لحرف قريش بعد أن تم نسخ الحروف الأخرى.

يكفي أن الكاتب الكريم استدرك بقوله الفاضل " لكن هناك نقطة فاتني وانا آسف لعدم ذكرها وهي: إن العبرة والمهمة الرئيسة في كتابة القرآن بشكل خاص، واللغة بشكل عام هي لا الرسم بل النطق. وما الرسم إلا الشكل. والاختلاف في الشكل لا يسيء إلى اللغة لكن الاختلاف في النطق هو المسيء. ومن هنا جاء تركيز الرسول على النطق عندما قال: من لم يغنِ القرءان ليس منا.
تحياتي لجميع الأخوة ومعذرة "

فإن كان الاهتمام بالمنطوق ، فكيف نقرأ الكلمة التالية : سءم ؟

هل هي سئم ؟
أم هي سأم؟
أم هي سؤم؟
أم غير ذلك ؟

إذا فأي الطرائق أحق بمنطق وسهولة القراءة ؟

فإن قيل إن سياقها في الجملة يؤتي ثمرة نطقها ، أتيت بها بجملة فقلت :

عرفت من سءل؟

فهل هي عرفت من سئل ، أي عرفت المسئول-المسؤول عن شيء ما.
أم هي عرفت من سأل ، أي السائل عن شيء ما؟
أم هي عرفت من سؤل ، أي عرفت من خلال السؤال ؟

-------

فإن قيل إن الشكل يوضح المراد ، قلنا ألم تكن تتضح على حالها كما نكتبها عادة بلا حاجة للشكل؟ فلم تعطينا حلولا ثم تقول لنا .. هذا الحل فاشكلوه لتحسنوا ما تقرأون-تقرؤون ؟

أظن أن المشكلة الأم ليست محصورة في حالات قليلة جدا من استخدام الهمزات بل في ضعف الأمة عامة وأن التواصل والإملاء والفهم والتصويب أصاب مستخدمي اللغة في كل الأحرف ، فالمشكلة الأم أتت من ضعف المناهج في جانب محدد فيما يتعلق بالعربية وهو طرق التدريس عامة لا في الحروف ولا في طريقة إملائها ولا في كتبها ولا مراجعها.

وللجميع بعد 8 شهور من هذا الموضوع كل تحية وحب وتقدير.

صلاح الدين سعد الله
06/08/2009, 01:59 PM
أستاذنا الفاضل محمود سعيد، أنبأ مقالك بغيرة على العربيّة وتفكير جادّ في تطوير طرق تعليمها وتعلّمها بل في المحتوى التعليميّ ذاته. وأعتقد أنّ هذا الأمر يحتاج المزيد من التدبّر والتمحيص ذلك أنّ الإشكال ليس موقوفا على رسم الهمزة بل يتعدّاه إلى أبواب عديدة من اللغة، نحو تصريف الأفعال وتركيب الجمل...
وأعتقد بعد ممارستي درس العربيّة في المرحلتين الإعداديّة والثانويّة في تونس والخليج العربيّ وملاحظتي عددا كبيرا من دروس اللغة بصفتي متفقّدا بيداغوجيّا (موجّه) أنّ المشكل الحقيقيّ ليس كامنا في اعتياص اللّغة العربيّة، بل في مقارباتنا التعليميّة ومداخلنا إلى درس اللّغة. فنحن -رعاك اللّه- ندرّس طلاّبنا اللّغة الواصفة (النحو الصريح) ولا نكاد ندرّسهم اللغة ذاتها أي كيفيّة استعمال اللغة في السياقات التواصليّة المناسبة سواء أكانت شفويّة أم كتابيّة. ولمّا كان ذلك كذلك، فإنّ الطالب لن يحتفظ بالكمّ الهائل من المعلومات والقواعد الصريحة لأنّه لم يدرك وجه الحاجة إليها. ولذا يستوجب الأمر في نظري جرأة كبيرة على تغيير المناهج والمقاربات والمداخل حتّى يصبح درس اللغة درسا في اللغة لا في وصفها.
مع خالص تحيّاتي.

الودغيري محمد
21/03/2012, 11:16 PM
في الرسم القرآني
كانت الألف وكانت الواو وكانت الياء
ولم تكن الهمزة

http://www.arabswata.org/forums/uploaded/445_1205427107.jpg
صفحة من القرآن الكريم من سورة النساء
... فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (21) وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ ... (23)


بلى كانت الهمزة , وكانت تكتب على شكل نقطة بلون اصفر , كما كانت نقط الاعجام الاخرى تكتب بلون مغاير( الاحمر) تحت وفوق الحروف . ومن هنا وجب اذادة النظر في البحث عن همزتنا الضائعة ؟؟؟؟

ما هي قصة الهمزة الحقيقة عند العرب ؟؟

صباح سامي
29/03/2014, 09:38 PM
بحث متميز و رائع
شكرا لهذا المجهود فقد أفدتني و إستمتعت جدا بدرس
لا أنكر أني أقع بمثل هذه الأخطاء و أعترف... لكني أيضا أصحح .. أتعلم ..أجتهد ..لتقديم الأفضل
فقد تعمقت جدا بدرس و تأكد أستاذي الفاضل أن جهدك لم يضع سدا بل قدمت لنا ما قد ينير طريقنا للأفضل ...شكرا لجهدك الذي يستحق منا كل التقدير و الإمتنان