المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توبة العبد الأمين وفضائح المفاهيم



إسماعيل حمادة
03/03/2008, 12:45 PM
توبة العبد الأمين وفضائح المفاهيم


نقلت وسائل الإعلام تصريحاً "لعنتر عبس العصر" رئيس ما يسمى بالسلطة الفلسطينية يقول فيه أن ما يجري في غزة هو "محرقة حقيقية" إشارة منه إلى المحرقة المزعومة التي يدعي اليهود أنها نزلت بهم على يد النازية، البنت الصغرى لليهودية.

وقد فرح الكثيرون من الأغبياء لهذا التصريح، واعتبروه في أدنى احتمالاته، دونكيشوتياً يدل على بقية من الخجل أو بوادر توبة عند صاحبه الذي كان قبل يومين يعربد ويتهدد الإرهابيين بالويل والثبور وعظائم الأمور.

ومما يؤكد خيبة هذا الظن وصحة رأينا أن عنتر أفندي تلقى في اليوم نفسه منحة من "فلقة التوأم" العدو في واشنطن. وأن وفاءه لأسياده غير قابل للشك وأن الدم الفلسطيني بالنسبة إليه أرخص بكثير من المبلغ الذي وصله من عمه سام ومن كؤوس الويسكي التي ترن في جلسات المفاوضات الصراعية مع أولمرت رضي الله عنه.

والذي يزيد في صحة رأينا تذكيره "بالمحرقة" وكأنها حقيقة واقعة متجاهلاً أبحاث أكثر من أربعين من الاختصاصيين في أوروبا أكدوا كذب حصولها. وهذا ما يقودنا إلى تلبس الكثيرين من أمثال هذا العنتر وغيرهم من "المثقفين" الفلسطينيين وتقمصهم المفاهيم اليهودية وهم يدرون أو لا يدرون أية خدمة يؤدون في ذلك لليهودية العالمية، بتذكير العالم بمحرقتهم الخيالية. كما روّج سلفه الأول عبارة "الشتات" اليهودية للدلالة على أماكن تواجد اللاجئين المقتلعين من فلسطين ... وبذلك يساوي في وضع من هم بين أهلهم في دمشق وبيروت وغيرها ومن هم في السويد .. أو في البرازيل التي دفعتهم إليها صفقة عليها بصمة أبو العبس. فقد فضحته مفاهيمه الراسخة وهذا ما يؤكد أن احتمال توبة عنتر العصر وخجله هو كذبة أكبر من كذبة الهيلوكوست. وأن تصريحه هو محاولة وقحة لامتصاص نقمة أهالي الذبائح وربعهم الذين لم ينسوا خناجره في ظهورهم وجباههم وعيونهم.

فالعبد لا يتوب لأن عصمة اعتاقه ليست في يده، وقد يندم لحظة نفوقه فقط عندما يصل خنجر سيده إلى رقبته بعد أن يؤدي دوره كاملاً في تنفيذ أوامر السيد.
كنعان الزمان
2 /3/2008