المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل من الحكمة مقارنة معاناة الفلسطينيين بالمحرقة اليهودية؟



غالب ياسين
05/03/2008, 12:33 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

هل من الحكمة مقارنة معاناة الفلسطينيين بالمحرقة اليهودية؟

شبكة البصرة

د. إبراهيم علوش

كلما مرت الذكرى السنوية للمحرقة اليهودية (27 نيسان في التقويم اليهودي) يحتفل بها اليهود كثيراً ليذكروا العالم بالفظائع المزعومة التي ارتكبتها النازية الألمانية ضدهم، وهي فظائع مختلقة ليس لها أساس علمي، كما أظهر العلماء والمؤرخون المراجعون في الغرب الذين يتعرضون لاضطهاد لا مثيل له بسبب أبحاثهم، مما يبقى هذه المخرقة (بالخاء) فوق النقد نظراً لما تفيده منها الحركة الصهيونية سياسياًٍ وإعلامياً ومالياً. وللمزيد عن النقد العلمي لأساطير المخرقة اليهودية وفوائد الحركة الصهيونية منها يمكنكم الذهاب إلى العنوان التالي على الإنترنت:

http://www.freearab voice.org/ arabi/kuttab/ alMuarakhuna/ index.htm



وقد برزت خلال السنوات الماضية ثلاثة اتجاهات عربية في التعامل مع المحرقة، أولها يعترف بالمحرقة ويروج لها وهو اتجاه إدوارد سعيد والليبراليين العرب، والثاني يدعو إلى تجاهلها باعتبارها مسألة لا علاقة لنا بها وهو اتجاه معظم أنصار القضية الفلسطينية في الغرب، أما الاتجاه الثالث فقد دعا إلى تفنيدها باعتبارها مجموعة من الأساطير المفبركة لأسباب سياسية وأيديولوجية تتصل مباشرة ً بالصراع العربي-الصهيوني وقوة اللوبي اليهودي العالمي.



ولكن المشكلة في الاتجاه الذي يعترف بالمخرقة، سواء روج لها بعد ذلك أو تجنبها، هي أن أساطير المحرقة خارقة إلى درجة تتفه كل معاناة سواها، فهي تدور حول فرادة المعاناة اليهودية، مما يجعل القضية الفلسطينية بعد القبول بها مجرد حادث عابر لا قيمة له أمام أهوال المحرقة التي لا مثيل لها والتي يتحمل كل العالم مسئوليتها بسبب "لا ساميته" المزعومة. فالاعتراف بالمحرقة هو جوهر الاعتراف الثقافي بحق دولة العدو بالوجود كملجأ لليهود من لا سامية هذا العالم، ولذلك سيدخلها الأمريكان في مناهجنا الدراسية إذا تم لهم ما أرادواً.



على كل حال، تذكرون المؤرخين الجدد "الإسرائيليين" الذين وثّقوا الفظائع التي ارتكبت ضد الفلسطينيين عام 1948 وما تلاه مباشرة، وتذكرون أن أحد أهم هؤلاء المؤرخين الجدد واسمه بني موريس قال بعد كل ما وثقه علمياً من فظائع أن "جيش الدفاع الإسرائيلي" لم يكن لديه خيار إلا أن يفعل ما فعله، وأنه يؤيد خيار الترانسفير حالياً. وقد رد مؤرخ "إسرائيلي" جديد أخر اسمه إيلان بابي على بني موريس مستنكراً، ولكن رده تضمن الفقرات التالية، أترجمها فقط لعيون المصرين على فصل المحرقة عن الصراع العربي-الصهيوني:

"بسبب المحرقة، كان من الأسهل على إسرائيل أن تقوم بما قامت به (من فظائع) من أية أمة أخرى، وقد نجحت"!



ولكن مهلاً، هل يعني ذلك أن بابي التقدمي جداً يسمح لأي إنسان أن يقارن المحرقة بالنكبة الفلسطينية؟ فشر! المحرقة عنده تبقى فوق أي شيء أخر. مثلاً:

"إن المرء لا يجب، ولا يستطيع، ولا يجوز أن يساوي ما بين الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. فكلاهما شيءٌ رهيب، ولكن الإبادة الجماعية جريمة أسوأ بالتأكيد من التطهير العرقي، ولذا لا يجوز أن يساوي المرء ما بين المحرقة والنكبة"! أهلاً! الخلاصة هي أن المحرقة أهم من النكبة، وبالتالي، معاناة اليهود أهم من معاناة الفلسطينيين، وهذا ممن وثق الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين، أفلا يعطي هذا التأكيد منه المحرقة وزناً أكبر بكثير من النكبة؟!

ولكن، لماذا يعطيها وزناً أكبر؟ يضيف بابي، وهو كغيره من الكتاب الصهاينة والغربيين في هذا، سوى أنه مؤرخ جديد يحبه بعض العرب، "أن الفلسطينيين هم ضحايا ضحايا المحرقة اليهود، الذين كان يمكن أن نتوقع أن لا يرتكبوا بدورهم جرائم ضد الإنسانية. فعندما تبدأ بالنظر لما جرى مع الفلسطينيين، وما أرتكب ضدهم، تجد الكثير من الأشياء المتشابهة مع المحرقة، ليس في مرحلة الإبادة الجماعية، فلا مجال لعقد المقارنة هنا، بل أنك في مرحلة ما قبل الإبادة تجد الكثير من الأشياء المتشابهة، لأن التطهير العرقي والتمييز وقعا في ألمانيا النازية في المرحلة السابقة لمرحلة الإبادة الرهيبة"! ويختم إيلان بابي بدعوة الفلسطينيين للاعتراف بالمحرقة كما علمهم إدوارد سعيد...



وهكذا نكتشف أن اليهود رسخوا مفهوماً في الغرب مفاده أن التمييز والتطهير العرقي ليسا شيئاً أمام المحرقة، فهل يترك لنا هذا التأكيد خياراً سوى تفنيد أكاذيب المحرقة؟!... وعلى كل حال، مبروك لكل من يقارن معاناة الفلسطينيين بمعاناة اليهود، ومن يقارن اليهود بالنازيين، معتقداً أنه يكسب الغرب بذلك. فهذه المقارنة الخرقاء توصلنا بالضبط إلى أولوية معاناة اليهود في ظل النازية على معاناتنا، وكل مرة نستخدم فيها كلمة نازية بصدد اليهود نؤكد خرافة فرادة المعاناة اليهودية "التي تصغر معاناتنا أمامها"، فنعترف بذلك بمشروعية وجود "إسرائيل" وقوة اللوبي اليهودي في الغرب وحق الحركة الصهيونية بالبقاء فوق أي قانون. فهل هذا ما نريد أن نفعله فعلاً؟!

شبكة البصرة

الثلاثاء 26 صفر 1429 / 4 آذار 200

منذر أبو هواش
05/03/2008, 03:07 PM
هل تعرف ما "حق القوة" ؟

"حق القوة" هو اسم السياسة التي تم تطبيقها من قبل هتلر والنازيين الألمان خلال الحرب العالمية الثانية. واستنادا إلى هذه السياسة قام النازيون باجتياح واحتلال أوروبا وأجزاء أخرى من العالم. لكن في النهاية تم إجبار النازيين على التراجع والانسحاب والاستسلام. ورغم معاناة الإسرائيليين من النازيين فإنهم الآن يطبقون السياسة نفسها ويمارسون الأفعال نفسها ضد العرب. ويظهر أن "الإسرائيليين" لم يتعلموا شيئا من التاريخ.
.