المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عام على رحيل الفنان محمد حمام *** بقلم/ سمير الأمير



سمير الأمير
05/03/2008, 02:07 PM
عام على رحيل الفنان محمد حمام
" صوتك على موج البحور لقلوبنا سارى.. زى ابتسامة الطفل ف القلب اليسارى"
بقلم/ سمير الأمير
********
كنت صغيراً عندما غنى محمد حمام أغنيته الشهيرة عن الأم وقتها كانت الأسرة تتحلق حول الراديو لسماع صوته المفعم بالشجو والشجن، لم أكن أفهم بالتأكيد كل معانى الأغنية لكن لحنها وصوته الدافىء كانا يتسللان إلى قلبى الصغير ومن يومها لم أنس أبداً صرخته وهو يقول " يا مه" بنفس اللغة التى ننادى بها الأم فى قريتنا الصغيرة بمحافظة الشرقية بعدها رحت ابحث كلما تقدم بي العمر والوعى عن أغانيه فعشقت أغنيته الرائعة " يا بيوت السويس يا بيوت مدينتى" وأغنية" والله لبكره يطلع النهار يا خال" وكل ما شدا به الفنان الإنسان محمد حمام الذى لم أكن أحلم أننى ذات يوم سأدعوه لأمسية فى حزب التجمع بمدينة المنصورة فى نهاية الثمانينيات تلك المدينة التى لم تتنازل عن استضافته لمرات أخرى فى مسرح أم كلثوم بقصر الثقافة ،
أذكر أيضاً أننى طلبت منه أن يسمعنا أغنية " يا مه" ولكنه اعتذر و عرفت بعدها أن الأغنية ربما كانت تستدعى لديه ألماً خاصاً أو ربما كانت هناك ظروفاً صحية تجعل من الانفعال اللازم لأداء الأغنية أمراً خطيراً، الحقيقة أن كل ما أتذكره أنه أقنعنا بكلمات بسيطة أنه من الأفضل له أن لا يغنيها...
ما يهمنا أن محمد حمام لم يكن مطرباً تقليدياً بمعنى أن الغناء لم يكن مهنته بقدر ما كان أحد تجليات المناضل اليسارى الذى حل ضيفاً على معتقلات تلك الفترة السياسية التى كان يعشقها ويغنى لها، فقد قبض عليه بتهمة الانتماء للشيوعية فى1959 وتعرض للتعذيب والضرب ليس فقط فى داخل المعتقل ولكن الشيء الغريب أن وكيل النيابة عندما سأله ما أسمك ورد عليه قائلاً" حمام" صفعه على وجه وهو يقول له ساخراً" طيب.. طير يا حمام" وعندما صرخ محمد حمام من شدة الألم صائحاً" آه" صفعه مرة أخرى وقال له" لا تقل "آه" قل "أفندم" وقد ذكر حمام هذه الواقعة فى حديثه لجريدة الشرق الأوسط فى عددها الصادر بتاريخ 7 اكتوبر2002.
ومع صدور القوانين الاشتراكية فى الستينيات أفرج عن محمد حمام وزملائه ليمارس موهبته التى عثر عليها وصقلها فى المعتقل فقد كان يغنى أغانى عبد الحليم حافظ فى السجن وشجعه زملاؤه وحتى السجانة الذين عبروا عن فرحهم بصوته بإلقاء السجائر له من شباك الزنزانة وبعد أن خرج محمد حمام للحياة العامة وعاد إلى كلية الهندسة راح يغنى فى الجامعة، ثم قدمته سلوى حجازى فى برنامج " الفن والحياة" وهو من إعداد حسن فؤاد الذى كان زميله فى المعتقل ليغنى " يا عم يا جمال" وبعد النكسة وبالتحديد فى عام 1968 استعانت به الشئون المعنوية فى القوات المسلحة ليغنى لجنودنا أغنيته الأشهر" يا بيوت السويس" وهى من كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودى وألحان إبراهيم رجب
وفى السبعينيات ذهب محمد حمام للعمل فى الجزائر بعد أن منعت أغانيه فى عصر الانفتاح على كل شيء إلا الوطن، ثم سافر إلى باريس وسجل أغنية" بابلو نيرودا" وهى من كلمات الشاعر سمير عبد الباقى وألحان الفنان عدلى فخرى و يقول مطلعها:-
" صوتك على موج البحور لقلوبنا سارى
زى ابتسامة الطفل فى القلب اليسارى
طول عمرى شايفه فى الحوارى
وشايفه تانى بيلم عضم الفلاحين من رملة سينا"
وفى شهر فبراير من العام الماضى2007 رحل عنا محمد حمام مطرب المقاومة الشعبية بعد أن عانى طويلاً من آلام المرض وربما عانى أيضاً من جحودنا حين نسينا أنه كان على قيد الحياة وتذكرناه فقط بعدما أعلنوا موته.

Edward Francis
28/01/2009, 11:47 PM
الأستاذ / سمير الأمير

تحية لك يا أخـي من القلب


إدوارد فرنسيس

Edward Francis

Montréal, Canada
Le Mercredi, 28 / 01 / 2009

معتصم الحارث الضوّي
29/01/2009, 01:46 AM
رحم الله ذلك الفنان المبدع الأصيل الذي أحس بمعاناة الشعب وهمومه وعبّر عنها بأصدق عبارة. ولك يا أخي الكريم الأستاذ سمير الأمير تحية خاصة على هذا الوفاء لذكراه في زمن عزّت فيه المواساة.