المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتنبي في حضرة حاكم ما



أيمن أحمد رؤوف القادري
08/03/2008, 07:04 PM
المتنبي في حضرة حاكمٍ ما
12- 2- 1987

كفى بكَ داءً أنْ ترى الخُبْزَ غالِياً= وحسْبُ المنايا أنْ يكُـنَّ أمانِيا
تـمنَّيْتُها لـمّا تمـنَّيْتُ أنْ أرى= طعاماً فأعيا أو دواءً مُعافيا
أردْتُ شِراءَ الـبُنِّ أصْنَعُ قهْوةً= وقبْلَ ارتيادِ الـسُّوقِ جهَّزْتُ مالِيا
وأنْـصَتُّ للمِذياعِ أسْمَعُ مُوجَزاً= وأَحْجمْتُ، فالـدُّولارُ حلَّقَ عالِيا
***=***
حبَبْتُكَ قلْبي قبلَ حُبِّكَ من طغى= وقدْ كانَ مُحتالاً فكُنْ أنتَ واعيا
فإنَّ رِجالَ الحُكْمِ خانوا بلادَهم= وصاروا لدى المُسْتعمِرينَ جوارِيا
وألْقَوا بِهَمِّ الـشَّعْبِ خلْفَ ظُهورِهِمْ= وسنُّوا قوانيناً تُزيلُ الـتَّساوِيا
أقِلَّ رُضُوخاً أيـُّها الـشَّعْبُ إنّـني= رأيْتُكَ ترضى حُكْمَ من كانَ قاسِيا
***=***
أردْتُ، وكم جاوزْتُ قَدْري، لِقاءَهُ= فلـمّا أتى يومي مسحْتُ حذائِيا
وغادرْتُ كُوخي قاصِداً قصْرَ سيِّدٍ= بسيّارةٍ لم ترْضَ إلاّ الـتَّراخِيا
فجاءَتْ بنا سُلْطانَ أهلِ زمانِهِ= وخَلَّتْ رُكاماً خلْفَها ومآسِيا
أبا الجُودِ، ذا الوجْهُ الّذي كنتُ تائقاً= إليهِ، وذا اليَومُ الّذي كنتُ راجيا
علمْتُكَ لا تَرْضى لِحُكْمِكَ ثَغْرةً= ورقَّعْتُ أثوابي، وجِئْـتُكَ جارِيا
ومَنَّـيْتُ نفْسي لنْ يَخيبَ رجاؤُها= وهأنذا، لـبَّيْكَ، فاشهدْ وفائيا
فأُلْقِيْتُ خَلْفَ الـسُّورِ بعدَ شتائِمٍ= وأُفْـهِمْتُ أنـِّي لسْتُ شخصاً مؤاتِيا
فلا مِهْنةُ الإجرامِ في الأرْضِ مِهنَتي= ولا حِرْفةُ الـتَّهْريبُ تَـبْدو معاشِيا
***=***
وغَيرُ غريبٍ أنْ يَزورَكَ جائعٌ= وفي رِجْلِهِ نَعْلٌ فيرْجِعَ حافِيا
وقدْ تَهَبُ اللِّصَّ الّذي جاءَ عارِضاً= مزاياهُ ما لمْ يَلْقَ منْ جاءَ عافِيا
توهَّمْتُ أنـِّي واجِدُ العطْفِ عندَكُمْ= ومنْ قصَدَ البحْرَ استقلَّ الـسَّواقِيا
ولكنَّ أوهامي تلاشتْ سريعةً= فعُدْتُ كئيـباً مُوجَعَ القَلْبِ باكِيا
إلى حيثُ أقْواتٌ تُنالُ شريفةً= ولسْتَ فؤادي إنْ رأيتُكَ شاكيا
***=***
ألا أيّها الـطَّاغوتُ إنـّكَ زائلٌ= وحُكْمُكَ لمْ تَشْهَدْ لهُ الأرْضُ ثانِيا
وما كُنْتَ ممَّنْ يقْتُلُ الـنَّاسَ بِالقَنا= ولكنْ بِدولارٍ أشابَ الـنَّواصِيا
تدابيـرُ أوْدَتْ بالبِلادِ وأهْلِها= وأنْتَ تراها في الـسَّماءِ مَعالِيا

هلال الفارع
08/03/2008, 07:19 PM
المتنبي في حضرة حاكمٍ ما
12- 2- 1987

أردْتُ، وكم جاوزْتُ قَدْري، لِقاءَهُ= فلـمّا أتى يومي مسحْتُ حذائِيا
وغادرْتُ كُوخي قاصِداً قصْرَ سيِّدٍ= بسيّارةٍ لم ترْضَ إلاّ الـتَّراخِيا
فجاءَتْ بنا سُلْطانَ أهلِ زمانِهِ= وخَلَّتْ رُكاماً خلْفَها ومآسِيا
أبا الجُودِ، ذا الوجْهُ الّذي كنتُ تائقاً= إليهِ، وذا اليَومُ الّذي كنتُ راجيا
علمْتُكَ لا تَرْضى لِحُكْمِكَ ثَغْرةً= ورقَّعْتُ أثوابي، وجِئْـتُكَ جارِيا
ومَنَّـيْتُ نفْسي لنْ يَخيبَ رجاؤُها= وهأنذا، لـبَّيْكَ، فاشهدْ وفائيا
فأُلْقِيْتُ خَلْفَ الـسُّورِ بعدَ شتائِمٍ= وأُفْـهِمْتُ أنـِّي لسْتُ شخصاً مؤاتِيا
فلا مِهْنةُ الإجرامِ في الأرْضِ مِهنَتي= ولا حِرْفةُ الـتَّهْريبُ تَـبْدو معاشِيا
***=***
وغَيرُ غريبٍ أنْ يَزورَكَ جائعٌ= وفي رِجْلِهِ نَعْلٌ فيرْجِعَ حافِيا
وقدْ تَهَبُ اللِّصَّ الّذي جاءَ عارِضاً= مزاياهُ ما لمْ يَلْقَ منْ جاءَ عافِيا
توهَّمْتُ أنـِّي واجِدُ العطْفِ عندَكُمْ= ومنْ قصَدَ البحْرَ استقلَّ الـسَّواقِيا
ولكنَّ أوهامي تلاشتْ سريعةً= فعُدْتُ كئيـباً مُوجَعَ القَلْبِ باكِيا
إلى حيثُ أقْواتٌ تُنالُ شريفةً= ولسْتَ فؤادي إنْ رأيتُكَ شاكيا
***=***
ألا أيّها الـطَّاغوتُ إنـّكَ زائلٌ= وحُكْمُكَ لمْ تَشْهَدْ لهُ الأرْضُ ثانِيا
وما كُنْتَ ممَّنْ يقْتُلُ الـنَّاسَ بِالقَنا= ولكنْ بِدولارٍ أشابَ الـنَّواصِيا
تدابيـرُ أوْدَتْ بالبِلادِ وأهْلِها= وأنْتَ تراها في الـسَّماءِ مَعالِيا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كذا.. فليجلَّ الحرفُ وليكفرِ الشِّعرُ=فليس كهذا الأمر يا شاعري أمرُ

- مع الاعتذار لأبي تمام -

منتهى الصدق مع القهر!
منتهى الصدق مع واقع الأمر!
ليت الشعر خبز، فتطعمه الفقراء!
تحيتي إليك أيها المبدع.
تحيتي إليك يا أيمن.

أيمن أحمد رؤوف القادري
08/03/2008, 09:49 PM
الأستاذ هلال الفارع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلقيت مشاركتك بقبول حسن
ففيها ألق الأخوة
ونَفَسُ الأستاذ
أشكر حضورك الدائم