المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما وراء حقيقة تفجير فندق محافظة السليمانية ( سليماني بالاس )



صباح البغدادي
13/03/2008, 01:47 AM
هناك حرب إرهابية مسعورة خفية وصامتة وتفجيرات مفتعلة متبادلة تجري الآن في العراق المحتل بين جهاز المخابرات الإيراني ( إطلاعات ) من جهة ومن جهة أخرى جهاز الموساد الإسرائيلي وبدعم وتنسيق مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هدفه الأول والأخير السيطرة المخابراتية المطلقة على أرض العراق ... ولكن الثمن من كل هذا الصراع الإرهابي الدموي يدفعه المواطن العراقي .

الانفجار الضخم الذي وقع مساء يوم الاثنين 10 آذار 2008 والذي ضرب أمام البوابة الرئيسية لفندق قصر السليمانية بالأس والمعروف بـ (سليماني بالأس) الواقع في شارع سالم الرئيسي وسط المحافظة بواسطة سيارة مفخخة كانت واقفة بالقرب من البوابة الرئيسية للفندق والذي تناقلته وسائل الإعلام المختلفة نسبة للتصريح الذي أدلى به بعض المسؤولين الأمنيين في جهاز أمن ميليشيات البيشمركة الطالبانية المعروفة ب ( الأسايش ) على أن (( سيارة مفخخة يقودها انتحاري أستطاع الوصول إلى البوابة الرئيسية للفندق ليتم تفجيرها بعد ذلك )) وهذا التصريح هو نوع من الكذب والتدليس الصحفي (الإعلامي الميليشياوي ) عن الحقيقة المغيبة للرأي العام , وحالة الصراع القائمة بين أجهزة مخابرات دول الجوار العراقي المستباح , فعملية الوصول إلى البوابة الرئيسية للفندق لا تتم بهذه السهولة المطلقة مع وجود الحواجز المانعة و التفتيش الدقيق للسيارات الداخلة والخارجة من قبل الأجهزة الأمنية الخاصة بجهاز ( الأسايش ) وهي ليست عملية إنتحارية كما تم الترويج لها لغرض التعتيم الإعلامي الصحفي ولكن السيارة المفخخة كانت متوقفة بالقرب من البوابة الرئيسية وليس كما روج له (( بأن شخص إنتحاري يقودها )) حسب المعلومات والتسريبات الصحفية التي استطعنا الحصول عليها من خلال المتابعة لحادث الإنفجار ومن بعض العاملين بداخل الفندق وما يدور خلف الكواليس المغلقة من أحاديث تشير إلى أن المستهدف الرئيسي من هذه العملية كانت أحدى شبكات ( محطات الرصد ) الموساد الإسرائيلي المنتشرة الآن بعد إحتلال العراق في محافظات شمال العراق المحتلة ( السليمانية أربيل ودهوك ) أثناء أحدى الإجتماعات المهمة التي كانت يحضرها عناصر وشخصيات مهمة لجهاز الإستخبارات الإسرائيلي ( الموساد ) ... نحن نعتقد أن التفجير هذا أتى نتيجة رد سابق على قيام أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية بعملية المتابعة والرصد الميداني لعناصر وأفراد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني داخل العراق والذي أستهدف قبل فترة أعتقال مدير شؤون التجارة عبر الحدود في محافظة كرمنشاه الإيرانية الغربية والوفد المرافق له والتي تمت عملية الاعتقال في نفس الفندق ( السليمانية بالاس ) على خلفية قيام قوات الإحتلال الأمريكية في حينها باتهام هؤلاء بأنهم ليسوا وفد تجاري زائر وإنما هم في حقيقة الأمر مجرد عناصر تابعين لفيلق القدس ويقومون بالأشراف والتنسيق على تهريب المواد المتفجرة والأسلحة وتجنيد العملاء لصالح القيام بعمليات تخريبية داخل العراق , أذا عرفنا أن محافظات شمال العراق الثلاث المحتلة من قبل ميليشيات البيشمركة الطالباني والبرزاني هي في حقيقة الأمر ساحة مفتوحة ومباحة للعمل ألمخابراتي ألتجسسي الميداني وعمل هذه الأجهزة في داخل تلك الأراضي الخصبة المخابراتية وما يحيط بها من مدن ومناطق إستراتيجية تشرف على بعض المناطق الحدودية الإيرانية إضافة إلى سهولة اختراق وتجنيد العملاء أنفسهم من داخل أجهزة أمن المليشيات الكردية وإختراقهم السهل وتجنيدهم لصالح تلك أو هذه الجهة ... وهناك كلام أخر نقل لنا بأن البعض يشير إلى حركة أنصار الإسلام الأصولية الكردية المتشددة قد يكون تم أختراق بعض عناصرها من جهات مخابراتية عديدة وتعمل الآن لحسابهم والتي كانت هذه الحركة في السابق تسيطر على مجموعة من المدن والقرى الشمالية المتاخمة للحدود العراقية ـ الإيرانية وكانت هذه الحركة في خلاف عقائدي وصراعات مسلحة دائمة مع زمرة الإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني والتي تم إستهداف معاقل الحركة من قبل الطيران الأمريكي مع بدايات غزو العراق سنة 2003 . يعتبر فندق حسيب صالح سابقآ أو ما يعرف الآن بـ ( سليماني بالاس ) والذي تم بنائه من قبل المقاول الكردي المشهور السيد (( حسيب صالح ـ وهو من أصل مدينة كركوك )) منتصف سبعينات القرن الماضي والذي كان مقرب جدآ من الرئيس الراحل صدام حسين يتم استخدامه الآن بعد تجديده وصيانته لغرض استقبال معظم الوفود الأجنبية الزائرة والشخصيات السياسية المهمة والسياح الأجانب ومدراء ورؤساء الشركات الأجنبية وتعتبر مثل تلك الأماكن مكان مثالي للعمل ألمخابراتي والقيام بنشاطات التجسس داخل شمال العراق.

باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني
sabahalbaghdadi@maktoob.com

* في حالة الاقتباس كليآ أو جزئيآ نرجو التفضل بالإشارة للمصدر