المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة حول تحريم الغناء



محمود ريان
13/03/2008, 10:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثناء تصفحي لموقع الشبكة الإسلامية وقعت عيني على هذه الفتوى والتي أعجبتني بحسن استدلال المفتي وبراعته في تقديم الكلمات فأبيت إلا أن أطلع إخواني عليها عسى الله أن ينفعنا وإياكم بها





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قرأنا أحاديث تم تفسيرها بأنها تحرم سماع الموسيقى والأغاني. وقد استمررت في امتناعي عن سماع الموسيقى لفترة طويلة من حياتي... إلا أنني في الأشهر الأخيرة بدأت في الاستماع كنوع من التغيير.

لاحظت أن نفسيتي قد تحسنت ونشاطي الاجتماعي قد زاد وتحسن أدائي في عملي وتحسن نومي وأشياء كثيرة خلاصتها أن الموسيقى أثرت في بشكل إيجابي.

بالطبع لم أكن لأنسب هذا التحسن بالموسيقى على الفور لأنني قمت بعدة أبحاث لتقصي سبب تحسني وكنت أجهل السبب إلى أن صادفت موقفاً دلني على الإجابة التي أبحث عنها.
كان في الطائرة طفل كثير البكاء وحاولت أم الطفل تهدئته بشتى الطرق لكنها فشلت إلى أن نصحتها إحدى الراكبات بالغناء للطفل. وما إن بدأت الأم بالغناء إلا والطفل قد سكت! وارتحنا من بكائه.

في تلك اللحظة قررت البحث عن دراسات تتعلق بتأثير الغناء والموسيقى على الإنسان، وبعد بحث وتقصي في مختلف ملفات بحوث عدة جامعات من عدة دول قام بها طلاب وأكاديميون وكلهم توصلوا إلى تأثير الموسيقى الايجابي على نفسية الإنسان وأثرها في تحسن حياته.. طبعاً ليس كل أنواع الموسيقى، بل أنواع معينة تترك أثراً ايجابياً للمستمع يستمر لفترة طويلة حتى بعد التوقف عن سماع الموسيقى.

نعم الصلاة تبعث بالطمأنينة في نفسي والقرآن أيضاً والذكر أيضاً لكن لا أستطيع نكران أثر الموسيقى أيضاً فهو إيجابي.

بعض الموسيقي مضر مثل موسيقى عبدة الشيطان وما شابههم! لكن هناك ما هو مفيد.

نعم هناك محرمات تبعث بشعور طيب للإنسان مثل الخمور والمخدرات، لكن الكل متفق على ضررها الهائل مع كثرة الاستخدام. ولا ننسى أن شربة ماء حلال شعوره طيب .. ورائحة الورد في صباح ندي شعوره طيب..

الموسيقى لا تضر ولا تسود القلب كما يقول كثير من المشايخ بل إن أكثر الناس حساسية وإرهافاً في المشاعر هم الموسيقيون.. مجمل الأغاني تدعو إلى الحب، وإلى المشاعر. نعم هناك موسيقى تدعو إلى المحرمات، لكن الإنسان عاقل بالفطرة ويعرف طريق الخطأ وطريق الصواب.

سؤالي هو كيف لشيء جميل ورائع مثل الموسيقى يلقى مثل هذا الهجوم الشرس والضاري من بعض المشايخ، وكأن سبب مصائب الناس هو أنهم انتشوا من إحساس رائع تقدمه الموسيقى؟


الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ بدر الشامان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن أول سمة تؤخذ من كلامك الكريم أنك - بحمد الله عز وجل-صاحب مشاعر رقيقة لطيفة، ولك تقدير للأحاسيس الإنسانية كالحب والحنان والعطف، وكذلك نرى - بحمد الله عز وجل - محاولة للالتزام بطاعة الله عز وجل بل وحرصًا على اتباع الحق الذي جاء به هذا النبي الأمين - صلوات الله وسلامه عليه - وقد أشرت إشارة واضحة إلى أن الموسيقى لها تأثير في النفس وهذا قد يقع في كلام بعض الناس إنكاره وليس الأمر بصواب، ولا ريب أن للموسيقى تأثيرًا في النفس بلا ريب، فإنها قد تحرك المشاعر وهنالك من الموسيقى الحزينة التي تنزل الدمعات من عيون كثير من الناس، ومنها من يحمل على شيء من النشاط وإظهار الفرح فيشعر المستمع بنوع من هذا، وكذلك منها ما يؤثر حتى في جلب النعاس والنوم، وقد نُقل عن أبي نصر الفارابي وهو الذي كان يضرب بآلة القانون الموسيقية المعروفة أنه جلس في مجلس بعض الأمراء فأخرج الآلة ونصب أعوادها وهم يستغربون من شأنه لأنهم لا يعرفونها فضرب عليه حتى أبكاهم ونزلت دموعهم تأثرًا لما سمعوا، ثم ضرب عليه حتى أضحكهم، ثم بعد ذلك أخذ يضرب عليه بطريقته حتى نعسوا ونالهم النوم.

والمقصود أن للموسيقى تأثيرًا في النفس - كما هو معلوم – ولهذا التأثير جاءت هذه الشريعة الكاملة بحكمها البيِّن الذي سوف نشير إليه - بإذن الله عز وجل – فثبت بهذا أن إنكار تأثير الموسيقى في النفس هو إنكار غير سليم، بل إن تأثيرها هو الذي تسبب في إيجاد الحكم الشرعي فيها، فليس من شرط الشيء إذا ورد تحريمه أن يكون غير مؤثر وأيضًا فليس من شرطه ألا يكون فيه نفع بوجه من الوجوه بل قد يكون فيه بعض النفع الذي لا يُنكر، ومن ذلك ما أشرت إليه من أن بعض الناس لو سمعوا شيئًا من آلات الطرب فرحوا وابتهجوا وحصل لهم شيء من النشاط الزائد أو الهدوء النفسي الذي يجدونه وغير ذلك من الأمور، فهذا حسب أحوال الناس، والذي يقودك إلى تقرير هذا المعنى أن تعلم أن الأمور على ثلاثة أقسام:

1- القسم الأول: إما أن تكون نفعًا محضًا خالصًا وذلك مثلاً في الطاعات التي أمر الله تعالى بها، كذكر الله جل وعلا بالتسبيح وتحميده وتهليله وقراءة القرآن وكذلك بِر الوالدين ونحو ذلك من الطاعات التي هي خير محض خالص.

2- والقسم الثاني: هو ما كانت مضرته محققة تمامًا فليس فيه نفع بوجه من الوجوه، فمضرته متحققة محضة وذلك كالزنا وكعمل قوم لوط، فإن كل ذلك من الفواحش التي ليس فيها نفع بوجه من الوجوه، بل مضرتها كاملة شاملة، ولذلك قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزنى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}.

3- والقسم الثالث: هو ما كان جامعًا بين المضرة وبين النفع، فمن هذا الخمر مثلاً فإن فيها قدرًا من النفع الذي كان يحصله الناس بالبيع والتجارة وكذلك كان من عوائدهم أنهم إذا شربوا الخمر بذلوا المال وأطعموا الناس فكان هذا من عاداتهم التي يقومون بها، ومن هذا أيضًا الميسر – الذي هو القمار – فإنهم كانوا يلعبون الميسر وما خرج سهمه وفاز نحر الجزور (الجمل) وأطعم المحتاجين، فكان هنالك نفع بوجه من الوجوه في الخمر والميسر، ومع هذا كان فيهما الضرر من جهة أخرى، وهو أن الخمر تحمل على فقدان العقل وعلى ارتكاب الأفعال الطائشة التي لا يفعلها الإنسان المتزن، فضررها أعظم بهذا الاعتبار، وكذلك الميسر فإن فيه إهداراً للمال وأكل أموال الناس بالباطل، عدا أنه قد يؤدي إلى ذهاب المال من أصله فيفتقر الإنسان، ويوجد البغضاء والشحناء، فكانت مضرته محققة، وقد قرر ربك العظيم الحكيم جل وعلا هذا المعنى تمام التقرير فقال: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا}.

فتأمل في هذه الآية العظيمة المحكمة كيف أثبت جلَّ وعلا أن فيهما نفعًا بوجه من الوجوه، ثم بيَّن جل وعلا أن فيهما مضرة كذلك، ثم بيَّن أن الغالب هو المضرة ولذلك حكم جل وعلا بتحريمهما.

فعُلم بهذا أنه ليس من شرط الموسيقى والمعازف أن تكون خالية من أي نفع لكي تكون من المحرمات، بل قد يكون فيها بعض الأمور التي ينتفع بها الناس ولكن لضررها المحقق الغالب حرمت في هذه الشريعة الكاملة كما قررنا أدلة تحريمها في غير هذا الجواب.

فإن قلت: فما هو الضرر المحقق من الموسيقى؟

فالجواب: إن الموسيقى أنواع عديدة ومن الأنواع ما يؤدي إلى إثارة النفس إثارة بالغة حتى إنه ليحمل على ارتكاب الجرائم وتقوية الجانب العدواني في النفس، فكما أنها تؤثر في النفس وفي المشاعر في الجانب الذي تشير إليه فإنها قد تؤثر أشد وأنكى في الجانب الآخر، ولذلك كانت من البحوث الاختصاصية التي يقرر فيها بعض المختصين من الباحثين الأمريكيين - الذين هم ليسوا بمسلمين أصلاً – من بيَّن أن أسباب الجرائم وانتشار الإدمان أنواع من الموسيقى الذي يتعاطاها كثير من الناس وهي (موسيقى الروك)، بل إن بعض الباحثات الأمريكيات قد بيَّنت أنه لا يمكن للشعب الأمريكي أن يكون له نهضة إلا بالقضاء على هذا النوع من الموسيقى وسمته باسمه (روك آند رول Rock and roll)، وذكرت كذلك أموراً أخرى ليس هذا مجال سردها.

إذا عُلم هذا فإنك لو تأملت لوجدت أن كثيرًا من أنواع الموسيقى تحمل على هذه المعاني كما أشرنا في (موسيقى الروك) فإنها تثير النزعة العدوانية في الإنسان وكذلك مثلاً (موسيقى الريجي reggae) فإنها تهيج إلى شرب المسكر لاسيما المخدرات وإدمانها فلا تكاد ترى مدمنًا يسمع (موسيقى الريجي reggae) إلا وهو يقابل مدمناً للمخدرات. أو على أقل تقدير يتعاطاها ويستعملها. وكذلك بعض أنواع الموسيقى الأخرى مثل (البريك دنص) ورقصاتها، فإن هذا النوع من الموسيقى الغالب على أهله أن يكونوا من أهل الدياثة بل من أهل عمل قوم لوط والذي يُعرف في الاصطلاح الحديث بالشذوذ الجنسي مع حركات التثني والتكسر (التخنث) التي لا تكاد ترى من يدمن سماع هذه الموسيقى إلا وقد تأثر بها تأثرًا بالغًا.

فإن قلت: سائر الموسيقى الأخرى كالموسيقى الهادئة (slow)؟

فالجواب: إن جميع أنواع الموسيقى تحمل على تهييج النفس إلى الفواحش وإلى المحرمات، فإنك لا تكاد أن ترى من يستمع إلى الموسيقى وإلى الغناء إلا ووجدت أنها تحرك نفسه إلى طلب الشهوات وإلى إقامة العلاقات، حتى ولو كان خاليًا من الغناء والكلام، فمجرد السماع يحرك الأشجان إلى ذلك، ولذلك كان القطع بتحريمها في هذه الشريعة الكاملة بإشارة كتاب الله وبنص النبي - صلوات الله وسلامه عليه – . وأمر يدعو إلى ارتكاب الفواحش ويهيج النفس له جدير بأن يكون من المحرمات، فتحريم الموسيقى هو من تحريم الوسائل المؤدية إلى الحرام، وهذه هي قاعدة الشرع العظيم وهو أنه يحرم الفواحش ويحرم الوسائل التي تؤدي إليها، فأنت نفسك تُقر بأن هذه الموسيقى تحرك العواطف وتحرك النفس.

فإن قلت: إنها تحركها إلى الزوجة مثلاً؟

فالجواب: كلا..بل تحركها إلى عموم المعاني التي يكون فيها العلاقة بين الرجال والنساء، بل إنك لو تأملت الآن ونظرت وفحصت من هم أهل الغناء وأهل المعازف: هل هم الأبرار الأتقياء أم هم الفجار الأشقياء؟! فانظر في المغنين والمغنيات وانظر في المواقع التي يكونون فيها وانظر كذلك في الحفلات الماجنة التي يكونون فيها، ولذلك كان من عظيم فقه الإمام مالك - رحمه الله رحمة واسعة – فيما يروى عنه أنه جاءه رجل فسأله عن هذا الغناء بالمعازف عن حكمه فقال له الإمام مالك: (إذا فصل الله يوم القيامة بين الحق والباطل، فمع أيها يضعه؟ فقال الرجل: مع الباطل، قال: اذهب فقد أفتيت نفسك). وهذا يُروى عنه من كلامه - رحمه الله رحمة واسعة - فلابد إذن من النظرة الفاحصة في هذا الأمر، فإن الله جل وعلا قد بعث نبيه - صلوات الله وسلامه عليه – بما يعود على الإنسان في دينه بالخير والفائدة على أتم الأمور، فهذا الدين العظيم قائم على جلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتعطيلها، وعلى ارتكاب أخف الضررين، فهذا أمر لابد من الانتباه له، ولابد من النظرة المتزنة فيه، حتى تصل فيه إلى أفضل الأمور وأحسنها، فالمشاعر الإنسانية أمر قد نمته الفطرة على أتم الأمور وأكملها ولذلك فإن الإنسان يؤجر على مجرد بذل الكلام الطيب لزوجه، وهي تؤجر على ذلك، حتى قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها في فيِّ امرأتك) متفق على صحته. وقال - صلى الله عليه وسلم – (وفي بُضع أحدكم صدقة - يعني الجماع - فقالوا: أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر على ذلك؟ فقال: أرأيت إن وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟ فكذلك إن وضعها في حلال يكون له أجر) أخرجه مسلم في صحيحه.

هذا مع أنه - بحمد الله عز وجل - يجوز الاستماع للأناشيد الخالية من الموسيقى مما لها معانٍ حسنةٍ أو مباحةٍ وذلك معروف بشروطه في موضع آخر.

وهذا أمر يحتمل البسط بأكثر من هذا الكلام وقد أشرنا لك فيه بما فيه غنى - بإذن الله عز وجل – وواجب المؤمن أنه إذا ثبت لديه أمر قد حرمه الله جل وعلا أن يكون أبعد الناس عنه، كما أنه إن علم أمرًا أوجبه الله جل وعلا أن يكون أول المبادرين إليه، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً}. وقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (لا يؤمن أحدكم حتَّى يكون هواه تبعاً لما جئت به) أخرجه أبو نعيم في الأربعين.

ونسأل الله عز وجل لكم التوفيق والسداد وأن يشرح صدوركم وأن ييسر أموركم وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين، وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه وأن يزيدكم من فضله وأن يفتح عليكم من بركاته ورحماته.

ونود تواصلك مع الشبكة الإسلامية التي ترحب بكل رسالة تصلها منك وأهلاً وسهلاً بك ونسأل الله أن يبصرك ويفقهك في دينك وأن يجعلك من الداعين إلى رضوانه.



المصدر:

http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/details2.php?id=280589

صالح القماري
13/03/2008, 09:46 PM
ولذلك كان من عظيم فقه الإمام مالك - رحمه الله رحمة واسعة – فيما يروى عنه أنه جاءه رجل فسأله عن هذا الغناء بالمعازف عن حكمه فقال له الإمام مالك: (إذا فصل الله يوم القيامة بين الحق والباطل، فمع أيها يضعه؟ فقال الرجل: مع الباطل، قال: اذهب فقد أفتيت نفسك). وهذا يُروى عنه من كلامه - رحمه الله رحمة واسعة -

الأخ الكريم محمود ريان
أدخلنا الله وإياك الجنة من باب الريان ومن كل أبوابها
هدانا الله وإياك لفعل الطاعات وترك المنكرات
ورزقنا الإخلاص في القول والعمل

موضوع جدير بالقراءة وأرجو أن يطالعه كل إخواننا وأخواتنا في واتا لتعم الفائدة

بورك فيك وجزاك الله خيرا كثيرا
:)

منى هلال
15/03/2008, 02:02 PM
أخوتي الكرام
سلام الله عليكم

أرى أن تحريم الموسيقى تحريماً باتاً وبصفة عامة فيه تشديد لا داعي له، وأتفق مع ما ورد في الموضوع أعلاه أن لبعض أنواع الموسيقى فوائد لا يمكن إنكارها.

أحيانا أستمع إلى أنواع من الموسيقى وأتساءل بيني وبين نفسي كيف يحرم بعض العلماء سماع مثل هذا النوع من الموسيقى بالذات فإنها لا تجلب إلى نفسي سوى الخير والاحساس بالهدوء والسكينة، فكيف يحرّموا ذلك؟ فلم يحرم الله سبحانه وتعالى ولا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن يشعر الإنسان بمثل ذلك الإحساس.

أرى أيضاً أن المسلم المؤمن الورع يعرف كيف يفرق بين ما هو نافع وما هو غث في كل أمور حياته بما في ذلك الموسيقى.

التشديد والمغالاة في كثير من الأمور - بدون داعي - تنفـّر النفوس، وديننا سمح، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: خير الأمور الوسط.

وفقنا الله إلى ما يحب ويرضى وهدانا إلى صالح الأعمال وجعلنا وأياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

منى هلال
15/03/2008, 02:02 PM
أخوتي الكرام
سلام الله عليكم

أرى أن تحريم الموسيقى تحريماً باتاً وبصفة عامة فيه تشديد لا داعي له، وأتفق مع ما ورد في الموضوع أعلاه أن لبعض أنواع الموسيقى فوائد لا يمكن إنكارها.

أحيانا أستمع إلى أنواع من الموسيقى وأتساءل بيني وبين نفسي كيف يحرم بعض العلماء سماع مثل هذا النوع من الموسيقى بالذات فإنها لا تجلب إلى نفسي سوى الخير والاحساس بالهدوء والسكينة، فكيف يحرّموا ذلك؟ فلم يحرم الله سبحانه وتعالى ولا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن يشعر الإنسان بمثل ذلك الإحساس.

أرى أيضاً أن المسلم المؤمن الورع يعرف كيف يفرق بين ما هو نافع وما هو غث في كل أمور حياته بما في ذلك الموسيقى.

التشديد والمغالاة في كثير من الأمور - بدون داعي - تنفـّر النفوس، وديننا سمح، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: خير الأمور الوسط.

وفقنا الله إلى ما يحب ويرضى وهدانا إلى صالح الأعمال وجعلنا وأياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

نظام الدين إبراهيم أوغلو
16/03/2008, 06:26 PM
ياسبحان الله الواحد الأحد ...

نتخلص من تطرف وإفراط وغلو لموضوع ما، ولا تفوت أيام إلاّ ونجد أنفسنا في موضوع جديد يحمل نفس طابع الغلو والتطرف... وأقول لنفسي ونحن نعيش في زمن قد وصلت العلوم والحضارات والإكتشافات والتكنولوجية إلى ذروتها، وعقول متحجرة مازالت خلف هذه الفتاوى الخرافية والعادات والتقاليد الجاهلية. إلى متى نبقى كشعب لا نقرأ ولا نتعلم ولا نتفقه "كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا" لماذا نثق بالمتفيقهين ولماذا نثق بعلماء إنقطعت سبل إرتباطهم مع عالم الدّنيا ويعيشون في عصور غابرة. ولهؤلاء لم يؤثر حتى تخرجهم من التعليم العالي. لذا أرجو من أمتنا لمسلمة أن يقرؤا كثيراً ويتعلموا دينهم من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصّحيحة أو من المصادر الموثوقة عند عامة الناس، وأن لا يأخذوا فتاوى المتطرفين والغلاة من العلماء بنظر الإعتبار. وأرى موضوع الغناء من ضمن هذه المواضيع فلماذا الشيء الموهوب والمعطى من الله تعالى أن يكون محرماً فلكل شيء له وجهان أو حقيقتان حقيقة سلبية وحقيقة إيجابية( حرام وحرام) فنحن كمسلمين نأخذ الإيجابية أي الحلال منها: فمثال على ذلك كثيرة "الراديو ـ التلفزيون ـ الإنترنيت ـ المجلات ـ الجرائد ـ الكتب ـ الأفلام ـ المسلسلات ـ والخ .." فهل يمكن لعالم أو فقيه أن يحرم أحد هذه كلياً وهل العقل والمنطق يقبل ذلك؟؟ طبعاً لا. لذا نحن كمسلمين نأخذ أو نسمع أو نقرأ التي هي قريبة إلى الشّرع، والغناء مثل ذلك فهناك أنواع من الغناء: كالنشيد الوطني والموسيقى التصوفية والمقامات والموشحة والقصيدة والدور والطقطوقة والمواليا والغناء الريفي والغناء الشّعبي الخالي من الكلمات المحرمة ونحو ذلك . ثمّ إذا لم يكن مضيعة للوقت لماذا يحرمون كل ذلك هل عندهم دليل من القرآن والسّنة؟ أم عكس ذلك هناك أحاديث للرسول(ص) حول ضرب الدفوف في الزفاف حلال..... وكل ذلك كما قلت نطبقه في إطار الدّين الإسلامي كما أمرنا الله تعالى به. وكما نقرأ ونسمع أنّ علماء النفس يستعملون نغمات الموسيقى في علاج بعض الأمراض النفسية والأمراض الأخرى وحتى يستعمل في زيادة القدرة على العمل وفي الحروب وزيادة حليب الأبقار..

نظام الدين إبراهيم أوغلو
16/03/2008, 06:26 PM
ياسبحان الله الواحد الأحد ...

نتخلص من تطرف وإفراط وغلو لموضوع ما، ولا تفوت أيام إلاّ ونجد أنفسنا في موضوع جديد يحمل نفس طابع الغلو والتطرف... وأقول لنفسي ونحن نعيش في زمن قد وصلت العلوم والحضارات والإكتشافات والتكنولوجية إلى ذروتها، وعقول متحجرة مازالت خلف هذه الفتاوى الخرافية والعادات والتقاليد الجاهلية. إلى متى نبقى كشعب لا نقرأ ولا نتعلم ولا نتفقه "كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا" لماذا نثق بالمتفيقهين ولماذا نثق بعلماء إنقطعت سبل إرتباطهم مع عالم الدّنيا ويعيشون في عصور غابرة. ولهؤلاء لم يؤثر حتى تخرجهم من التعليم العالي. لذا أرجو من أمتنا لمسلمة أن يقرؤا كثيراً ويتعلموا دينهم من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصّحيحة أو من المصادر الموثوقة عند عامة الناس، وأن لا يأخذوا فتاوى المتطرفين والغلاة من العلماء بنظر الإعتبار. وأرى موضوع الغناء من ضمن هذه المواضيع فلماذا الشيء الموهوب والمعطى من الله تعالى أن يكون محرماً فلكل شيء له وجهان أو حقيقتان حقيقة سلبية وحقيقة إيجابية( حرام وحرام) فنحن كمسلمين نأخذ الإيجابية أي الحلال منها: فمثال على ذلك كثيرة "الراديو ـ التلفزيون ـ الإنترنيت ـ المجلات ـ الجرائد ـ الكتب ـ الأفلام ـ المسلسلات ـ والخ .." فهل يمكن لعالم أو فقيه أن يحرم أحد هذه كلياً وهل العقل والمنطق يقبل ذلك؟؟ طبعاً لا. لذا نحن كمسلمين نأخذ أو نسمع أو نقرأ التي هي قريبة إلى الشّرع، والغناء مثل ذلك فهناك أنواع من الغناء: كالنشيد الوطني والموسيقى التصوفية والمقامات والموشحة والقصيدة والدور والطقطوقة والمواليا والغناء الريفي والغناء الشّعبي الخالي من الكلمات المحرمة ونحو ذلك . ثمّ إذا لم يكن مضيعة للوقت لماذا يحرمون كل ذلك هل عندهم دليل من القرآن والسّنة؟ أم عكس ذلك هناك أحاديث للرسول(ص) حول ضرب الدفوف في الزفاف حلال..... وكل ذلك كما قلت نطبقه في إطار الدّين الإسلامي كما أمرنا الله تعالى به. وكما نقرأ ونسمع أنّ علماء النفس يستعملون نغمات الموسيقى في علاج بعض الأمراض النفسية والأمراض الأخرى وحتى يستعمل في زيادة القدرة على العمل وفي الحروب وزيادة حليب الأبقار..

عبدالودود العمراني
16/03/2008, 09:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثناء تصفحي لموقع الشبكة الإسلامية وقعت عيني على هذه الفتوى والتي أعجبتني بحسن استدلال المفتي وبراعته في تقديم الكلمات فأبيت إلا أن أطلع إخواني عليها عسى الله أن ينفعنا وإياكم بها





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قرأنا أحاديث تم تفسيرها بأنها تحرم سماع الموسيقى والأغاني. وقد استمررت في امتناعي عن سماع الموسيقى لفترة طويلة من حياتي... إلا أنني في الأشهر الأخيرة بدأت في الاستماع كنوع من التغيير.

لاحظت أن نفسيتي قد تحسنت ونشاطي الاجتماعي قد زاد وتحسن أدائي في عملي وتحسن نومي وأشياء كثيرة خلاصتها أن الموسيقى أثرت في بشكل إيجابي.

بالطبع لم أكن لأنسب هذا التحسن بالموسيقى على الفور لأنني قمت بعدة أبحاث لتقصي سبب تحسني وكنت أجهل السبب إلى أن صادفت موقفاً دلني على الإجابة التي أبحث عنها.
كان في الطائرة طفل كثير البكاء وحاولت أم الطفل تهدئته بشتى الطرق لكنها فشلت إلى أن نصحتها إحدى الراكبات بالغناء للطفل. وما إن بدأت الأم بالغناء إلا والطفل قد سكت! وارتحنا من بكائه.

في تلك اللحظة قررت البحث عن دراسات تتعلق بتأثير الغناء والموسيقى على الإنسان، وبعد بحث وتقصي في مختلف ملفات بحوث عدة جامعات من عدة دول قام بها طلاب وأكاديميون وكلهم توصلوا إلى تأثير الموسيقى الايجابي على نفسية الإنسان وأثرها في تحسن حياته.. طبعاً ليس كل أنواع الموسيقى، بل أنواع معينة تترك أثراً ايجابياً للمستمع يستمر لفترة طويلة حتى بعد التوقف عن سماع الموسيقى.

نعم الصلاة تبعث بالطمأنينة في نفسي والقرآن أيضاً والذكر أيضاً لكن لا أستطيع نكران أثر الموسيقى أيضاً فهو إيجابي.

بعض الموسيقي مضر مثل موسيقى عبدة الشيطان وما شابههم! لكن هناك ما هو مفيد.

نعم هناك محرمات تبعث بشعور طيب للإنسان مثل الخمور والمخدرات، لكن الكل متفق على ضررها الهائل مع كثرة الاستخدام. ولا ننسى أن شربة ماء حلال شعوره طيب .. ورائحة الورد في صباح ندي شعوره طيب..

الموسيقى لا تضر ولا تسود القلب كما يقول كثير من المشايخ بل إن أكثر الناس حساسية وإرهافاً في المشاعر هم الموسيقيون.. مجمل الأغاني تدعو إلى الحب، وإلى المشاعر. نعم هناك موسيقى تدعو إلى المحرمات، لكن الإنسان عاقل بالفطرة ويعرف طريق الخطأ وطريق الصواب.

سؤالي هو كيف لشيء جميل ورائع مثل الموسيقى يلقى مثل هذا الهجوم الشرس والضاري من بعض المشايخ، وكأن سبب مصائب الناس هو أنهم انتشوا من إحساس رائع تقدمه الموسيقى؟


الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ بدر الشامان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن أول سمة تؤخذ من كلامك الكريم أنك - بحمد الله عز وجل-صاحب مشاعر رقيقة لطيفة، ولك تقدير للأحاسيس الإنسانية كالحب والحنان والعطف، وكذلك نرى - بحمد الله عز وجل - محاولة للالتزام بطاعة الله عز وجل بل وحرصًا على اتباع الحق الذي جاء به هذا النبي الأمين - صلوات الله وسلامه عليه - وقد أشرت إشارة واضحة إلى أن الموسيقى لها تأثير في النفس وهذا قد يقع في كلام بعض الناس إنكاره وليس الأمر بصواب، ولا ريب أن للموسيقى تأثيرًا في النفس بلا ريب، فإنها قد تحرك المشاعر وهنالك من الموسيقى الحزينة التي تنزل الدمعات من عيون كثير من الناس، ومنها من يحمل على شيء من النشاط وإظهار الفرح فيشعر المستمع بنوع من هذا، وكذلك منها ما يؤثر حتى في جلب النعاس والنوم، وقد نُقل عن أبي نصر الفارابي وهو الذي كان يضرب بآلة القانون الموسيقية المعروفة أنه جلس في مجلس بعض الأمراء فأخرج الآلة ونصب أعوادها وهم يستغربون من شأنه لأنهم لا يعرفونها فضرب عليه حتى أبكاهم ونزلت دموعهم تأثرًا لما سمعوا، ثم ضرب عليه حتى أضحكهم، ثم بعد ذلك أخذ يضرب عليه بطريقته حتى نعسوا ونالهم النوم.

والمقصود أن للموسيقى تأثيرًا في النفس - كما هو معلوم – ولهذا التأثير جاءت هذه الشريعة الكاملة بحكمها البيِّن الذي سوف نشير إليه - بإذن الله عز وجل – فثبت بهذا أن إنكار تأثير الموسيقى في النفس هو إنكار غير سليم، بل إن تأثيرها هو الذي تسبب في إيجاد الحكم الشرعي فيها، فليس من شرط الشيء إذا ورد تحريمه أن يكون غير مؤثر وأيضًا فليس من شرطه ألا يكون فيه نفع بوجه من الوجوه بل قد يكون فيه بعض النفع الذي لا يُنكر، ومن ذلك ما أشرت إليه من أن بعض الناس لو سمعوا شيئًا من آلات الطرب فرحوا وابتهجوا وحصل لهم شيء من النشاط الزائد أو الهدوء النفسي الذي يجدونه وغير ذلك من الأمور، فهذا حسب أحوال الناس، والذي يقودك إلى تقرير هذا المعنى أن تعلم أن الأمور على ثلاثة أقسام:

1- القسم الأول: إما أن تكون نفعًا محضًا خالصًا وذلك مثلاً في الطاعات التي أمر الله تعالى بها، كذكر الله جل وعلا بالتسبيح وتحميده وتهليله وقراءة القرآن وكذلك بِر الوالدين ونحو ذلك من الطاعات التي هي خير محض خالص.

2- والقسم الثاني: هو ما كانت مضرته محققة تمامًا فليس فيه نفع بوجه من الوجوه، فمضرته متحققة محضة وذلك كالزنا وكعمل قوم لوط، فإن كل ذلك من الفواحش التي ليس فيها نفع بوجه من الوجوه، بل مضرتها كاملة شاملة، ولذلك قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزنى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}.

3- والقسم الثالث: هو ما كان جامعًا بين المضرة وبين النفع، فمن هذا الخمر مثلاً فإن فيها قدرًا من النفع الذي كان يحصله الناس بالبيع والتجارة وكذلك كان من عوائدهم أنهم إذا شربوا الخمر بذلوا المال وأطعموا الناس فكان هذا من عاداتهم التي يقومون بها، ومن هذا أيضًا الميسر – الذي هو القمار – فإنهم كانوا يلعبون الميسر وما خرج سهمه وفاز نحر الجزور (الجمل) وأطعم المحتاجين، فكان هنالك نفع بوجه من الوجوه في الخمر والميسر، ومع هذا كان فيهما الضرر من جهة أخرى، وهو أن الخمر تحمل على فقدان العقل وعلى ارتكاب الأفعال الطائشة التي لا يفعلها الإنسان المتزن، فضررها أعظم بهذا الاعتبار، وكذلك الميسر فإن فيه إهداراً للمال وأكل أموال الناس بالباطل، عدا أنه قد يؤدي إلى ذهاب المال من أصله فيفتقر الإنسان، ويوجد البغضاء والشحناء، فكانت مضرته محققة، وقد قرر ربك العظيم الحكيم جل وعلا هذا المعنى تمام التقرير فقال: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا}.

فتأمل في هذه الآية العظيمة المحكمة كيف أثبت جلَّ وعلا أن فيهما نفعًا بوجه من الوجوه، ثم بيَّن جل وعلا أن فيهما مضرة كذلك، ثم بيَّن أن الغالب هو المضرة ولذلك حكم جل وعلا بتحريمهما.

فعُلم بهذا أنه ليس من شرط الموسيقى والمعازف أن تكون خالية من أي نفع لكي تكون من المحرمات، بل قد يكون فيها بعض الأمور التي ينتفع بها الناس ولكن لضررها المحقق الغالب حرمت في هذه الشريعة الكاملة كما قررنا أدلة تحريمها في غير هذا الجواب.

فإن قلت: فما هو الضرر المحقق من الموسيقى؟

فالجواب: إن الموسيقى أنواع عديدة ومن الأنواع ما يؤدي إلى إثارة النفس إثارة بالغة حتى إنه ليحمل على ارتكاب الجرائم وتقوية الجانب العدواني في النفس، فكما أنها تؤثر في النفس وفي المشاعر في الجانب الذي تشير إليه فإنها قد تؤثر أشد وأنكى في الجانب الآخر، ولذلك كانت من البحوث الاختصاصية التي يقرر فيها بعض المختصين من الباحثين الأمريكيين - الذين هم ليسوا بمسلمين أصلاً – من بيَّن أن أسباب الجرائم وانتشار الإدمان أنواع من الموسيقى الذي يتعاطاها كثير من الناس وهي (موسيقى الروك)، بل إن بعض الباحثات الأمريكيات قد بيَّنت أنه لا يمكن للشعب الأمريكي أن يكون له نهضة إلا بالقضاء على هذا النوع من الموسيقى وسمته باسمه (روك آند رول Rock and roll)، وذكرت كذلك أموراً أخرى ليس هذا مجال سردها.

إذا عُلم هذا فإنك لو تأملت لوجدت أن كثيرًا من أنواع الموسيقى تحمل على هذه المعاني كما أشرنا في (موسيقى الروك) فإنها تثير النزعة العدوانية في الإنسان وكذلك مثلاً (موسيقى الريجي reggae) فإنها تهيج إلى شرب المسكر لاسيما المخدرات وإدمانها فلا تكاد ترى مدمنًا يسمع (موسيقى الريجي reggae) إلا وهو يقابل مدمناً للمخدرات. أو على أقل تقدير يتعاطاها ويستعملها. وكذلك بعض أنواع الموسيقى الأخرى مثل (البريك دنص) ورقصاتها، فإن هذا النوع من الموسيقى الغالب على أهله أن يكونوا من أهل الدياثة بل من أهل عمل قوم لوط والذي يُعرف في الاصطلاح الحديث بالشذوذ الجنسي مع حركات التثني والتكسر (التخنث) التي لا تكاد ترى من يدمن سماع هذه الموسيقى إلا وقد تأثر بها تأثرًا بالغًا.

فإن قلت: سائر الموسيقى الأخرى كالموسيقى الهادئة (slow)؟

فالجواب: إن جميع أنواع الموسيقى تحمل على تهييج النفس إلى الفواحش وإلى المحرمات، فإنك لا تكاد أن ترى من يستمع إلى الموسيقى وإلى الغناء إلا ووجدت أنها تحرك نفسه إلى طلب الشهوات وإلى إقامة العلاقات، حتى ولو كان خاليًا من الغناء والكلام، فمجرد السماع يحرك الأشجان إلى ذلك، ولذلك كان القطع بتحريمها في هذه الشريعة الكاملة بإشارة كتاب الله وبنص النبي - صلوات الله وسلامه عليه – . وأمر يدعو إلى ارتكاب الفواحش ويهيج النفس له جدير بأن يكون من المحرمات، فتحريم الموسيقى هو من تحريم الوسائل المؤدية إلى الحرام، وهذه هي قاعدة الشرع العظيم وهو أنه يحرم الفواحش ويحرم الوسائل التي تؤدي إليها، فأنت نفسك تُقر بأن هذه الموسيقى تحرك العواطف وتحرك النفس.

فإن قلت: إنها تحركها إلى الزوجة مثلاً؟

فالجواب: كلا..بل تحركها إلى عموم المعاني التي يكون فيها العلاقة بين الرجال والنساء، بل إنك لو تأملت الآن ونظرت وفحصت من هم أهل الغناء وأهل المعازف: هل هم الأبرار الأتقياء أم هم الفجار الأشقياء؟! فانظر في المغنين والمغنيات وانظر في المواقع التي يكونون فيها وانظر كذلك في الحفلات الماجنة التي يكونون فيها، ولذلك كان من عظيم فقه الإمام مالك - رحمه الله رحمة واسعة – فيما يروى عنه أنه جاءه رجل فسأله عن هذا الغناء بالمعازف عن حكمه فقال له الإمام مالك: (إذا فصل الله يوم القيامة بين الحق والباطل، فمع أيها يضعه؟ فقال الرجل: مع الباطل، قال: اذهب فقد أفتيت نفسك). وهذا يُروى عنه من كلامه - رحمه الله رحمة واسعة - فلابد إذن من النظرة الفاحصة في هذا الأمر، فإن الله جل وعلا قد بعث نبيه - صلوات الله وسلامه عليه – بما يعود على الإنسان في دينه بالخير والفائدة على أتم الأمور، فهذا الدين العظيم قائم على جلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتعطيلها، وعلى ارتكاب أخف الضررين، فهذا أمر لابد من الانتباه له، ولابد من النظرة المتزنة فيه، حتى تصل فيه إلى أفضل الأمور وأحسنها، فالمشاعر الإنسانية أمر قد نمته الفطرة على أتم الأمور وأكملها ولذلك فإن الإنسان يؤجر على مجرد بذل الكلام الطيب لزوجه، وهي تؤجر على ذلك، حتى قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها في فيِّ امرأتك) متفق على صحته. وقال - صلى الله عليه وسلم – (وفي بُضع أحدكم صدقة - يعني الجماع - فقالوا: أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر على ذلك؟ فقال: أرأيت إن وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟ فكذلك إن وضعها في حلال يكون له أجر) أخرجه مسلم في صحيحه.

هذا مع أنه - بحمد الله عز وجل - يجوز الاستماع للأناشيد الخالية من الموسيقى مما لها معانٍ حسنةٍ أو مباحةٍ وذلك معروف بشروطه في موضع آخر.

وهذا أمر يحتمل البسط بأكثر من هذا الكلام وقد أشرنا لك فيه بما فيه غنى - بإذن الله عز وجل – وواجب المؤمن أنه إذا ثبت لديه أمر قد حرمه الله جل وعلا أن يكون أبعد الناس عنه، كما أنه إن علم أمرًا أوجبه الله جل وعلا أن يكون أول المبادرين إليه، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً}. وقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (لا يؤمن أحدكم حتَّى يكون هواه تبعاً لما جئت به) أخرجه أبو نعيم في الأربعين.

ونسأل الله عز وجل لكم التوفيق والسداد وأن يشرح صدوركم وأن ييسر أموركم وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين، وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه وأن يزيدكم من فضله وأن يفتح عليكم من بركاته ورحماته.

ونود تواصلك مع الشبكة الإسلامية التي ترحب بكل رسالة تصلها منك وأهلاً وسهلاً بك ونسأل الله أن يبصرك ويفقهك في دينك وأن يجعلك من الداعين إلى رضوانه.



المصدر:

http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/details2.php?id=280589

بسم الله الرحمن الرحيم،

هذا إفتاء بالرأي. استخدم الأخ ضرب من القياس لا يقبله عقل سليم. ومع احترامي لشخصه (ولا أعرفه) فإن هذا النوع من التفكير يذكرني بمثل فرنسي يصفه بشيء من الفكاهة ويقول: il saute du coq à l'âne أي أنه يذبّ (أو يقفز) من الديك إلى الحمار. إن العقل الذي وهبه الله لي والثقافة الدينية التي لديّ يقولا لي إنّ رأي هذا الشيخ ردّ عليه، وهو غير مقنع. وأنا أرى مثلما ترى الأخت أعلاه أنّ الموسيقى مثل الشعر أو السينما أو غيرها من الفنون لها نواح سلبية وأخرى إيجابية، والعاقل من يتبع الحسن ويدع القبيح. ولي من العقل والتمحيص ما يسمح لي بأداء العملية التمحيصية بنفسي دون وصاية أحد على عقلي. لأهل الكنيسة ولغيرهم من أحبار اليهود وصاية على عقول أتباعهم، أما الإسلام فجاء ليحرر الإنسان من الإنسان أنت تُفتي وأنا أقبل أو أرفض. وفي هذه الحال: رفض تام
أما أن تعطيني وصفة جاهزة مقرطسة (أو عصبانة كما يُقال في تونس، أو كرشة كما يُقال في فلسطين) وتظن أنّي أقبل لمجرّد أنك دبجت كلامك بآيات من الذكر الحكيم، فهذا لا مجال له وهي الطامة الحقيقية في عصرنا، وهي ما أسميه: الجهل الفكري.
هناك شيء آخر لم يُعجبني وهو تلك اللهجة الحاكمة على عبادة السائل التي انتهجها الشيخ. وكأننا نحتاج إلى أن يبارك عملنا حتى يقبله الله. كان أحرى أن يجيب دون تلك الدبلوماسية التي هي في غير محلها. فهو يقول للسائل أحسنت ويبدو أنك مسلم طيب وووو... ثم يرمي بحجج واهية عندما يتناول لبّ المسألة. وهذا يشبه تصرّف بعض الناس الذين يموتون في السنن، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها وهم في الفرائض متسامحون مع أنفسهم. أو يتحدثون وكأنّ عباداتهم قُبلت من الله وانتهى الأمر. اتقوا الله فينا يا رجال الدين، وانظروا إلى العالم من حولكم، واعلموا أنّ الحكمة موجودة في كلّ مكان من أدغال إفريقيا إلى القطب الشمالي. أذكركم أن مفتي الدولة العثمانية كان يُشترط فيه حذق العديد من اللغات، والمعرفة الجيدة بكمّ هائل من العلوم. أما الكثير من علماء اليوم فتكفيهم ماجستير من الصنف الثالث لينصبوا أنفسهم أوصياء على عقولنا.

إما الكفاءة والسماحة وروح الإسلام في الحب والخير والجمال أو دعوكم. تريدون مثالاً عن شيخ كفء: القرضاوي على سبيل المثال، هو يقنع الملتزم والعاصي...

أعتذر عن النبرات النابية، لكن الموضوع مهمّ

والسلام عليكم،

أخوكم عبدالودود

احمدالرملي
16/03/2008, 09:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الاعزاء جميعا المشاركين في هذا الموضوع بعلم او برأي او بفكر
لنا وقفة ان شاء الله مع هذا الموضوع الشائك الذي هو بين محرم ومجيز له وكل له رأي ودليل يحترم
لذا علينا جميعا ان يكون الخلاف خلافا موصلا الي اقرب حقيقة للموضوع ان لم نصل الي لبها فعلا
لذا
سوف نقف مع هذا الموضوع في لقاء قادم ان شاء الله علنا نصل الي توفيق الله وتدركنا رحمته
اللهم امين
اخوكم
احمد الرملي

محمود ريان
17/03/2008, 12:52 PM
الأخ الكريم محمود ريان
أدخلنا الله وإياك الجنة من باب الريان ومن كل أبوابها
هدانا الله وإياك لفعل الطاعات وترك المنكرات
ورزقنا الإخلاص في القول والعمل

موضوع جدير بالقراءة وأرجو أن يطالعه كل إخواننا وأخواتنا في واتا لتعم الفائدة

بورك فيك وجزاك الله خيرا كثيرا

الأستاذ الفاضل صالح القماري

جزاك الله خيرا وبارك فيك
الإخوة الأفاضل
الأستاذ عبد الودود
الأستاذة منى هلال
الأستاذ نظام الدين أوغلو
الأستاذ أحمد الرملي
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به من آراء وإن شاء الله يكون لي تعقيب على آرائكم
وأسأل الله أن يهدينا جميعا إلى ما فيه الخير والرشاد وأن يجنبنا الخلاف والشقاق

عبدالودود العمراني
19/03/2008, 09:02 PM
الأستاذ الفاضل صالح القماري

...
وأسأل الله أن يهدينا جميعا إلى ما فيه الخير والرشاد وأن يجنبنا الخلاف والشقاق

اللهمّ آمين يا ربّ العالمين

عبدالودود العمراني
19/03/2008, 09:02 PM
الأستاذ الفاضل صالح القماري

...
وأسأل الله أن يهدينا جميعا إلى ما فيه الخير والرشاد وأن يجنبنا الخلاف والشقاق

اللهمّ آمين يا ربّ العالمين

محمد حسين العيسى
19/03/2008, 09:56 PM
الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

إن كان النص الصحيح يثبت الحرمة فهو حرام.
ولا شك أن هذه الحرمة لا تتعدى الى كل ما يدخل تحت هذا المسمى بشكل او باخر...
وإلا فماذا نفعل بـ : طلع البدر علينا
والاحباش الذين يضربون بالدف في مسجد المصطفى وأمنا عائشة رضي الله عنها تستند على جسد الرسول الاكرم لتراقبهم وتطيل المراقبة.
والجارية التي نذرت ان تضرب بين يديه صلوات الله وسلامه عليه وأذن لها.
وثناء سيدنا عمر على احد الحادين في مركب الحج...
ألم يرد الثناء على من تغـنـّـى بالقرآن!!

ولكن خارج هذا الاطار الغناء حرام بنص واضح لا يمكننا أن نتركه جانبا لنتبع عقلنا.
وإن كنت ممن ابتلي بالسماع والطرب الا انني من انصار ((يا صاحب القدر لا تخبرنا عن قدرك)).
والله تعالى أعلم
تقبلوا فائق احترامي وتقديري

محمد حسين العيسى
19/03/2008, 09:56 PM
الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

إن كان النص الصحيح يثبت الحرمة فهو حرام.
ولا شك أن هذه الحرمة لا تتعدى الى كل ما يدخل تحت هذا المسمى بشكل او باخر...
وإلا فماذا نفعل بـ : طلع البدر علينا
والاحباش الذين يضربون بالدف في مسجد المصطفى وأمنا عائشة رضي الله عنها تستند على جسد الرسول الاكرم لتراقبهم وتطيل المراقبة.
والجارية التي نذرت ان تضرب بين يديه صلوات الله وسلامه عليه وأذن لها.
وثناء سيدنا عمر على احد الحادين في مركب الحج...
ألم يرد الثناء على من تغـنـّـى بالقرآن!!

ولكن خارج هذا الاطار الغناء حرام بنص واضح لا يمكننا أن نتركه جانبا لنتبع عقلنا.
وإن كنت ممن ابتلي بالسماع والطرب الا انني من انصار ((يا صاحب القدر لا تخبرنا عن قدرك)).
والله تعالى أعلم
تقبلوا فائق احترامي وتقديري

شيزر منيب علوان
20/03/2008, 12:37 AM
الأخوة والأخوات الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



سيكون كلامي عن الموسيقى, لا الغناء.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيظهر في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ، قالوا: متى يا رسول الله؟ قال: إذا ظهرت القِيان -أي: إذا كثرت المغنيات- والمعازف، وشُرِبَت الخمور . ما ظهرت الفاحشة في قوم قط - حتى يعلنوا بها - الا فشت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم, ولم ينقصوا المكيال والميزان الا أخذوا بالسنين (أي بمنع المطر) وشدة المؤونة وجور السلطان, ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء, ولولا البهائم لم يمطروا, ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم, وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم ).


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) رواه البخاري.



فقوله صلى الله عليه وسلم (يستحلون) دلالة على التحريم.



والحديث الثاني فيه عدة فوائد:

أولاً: تحريم الحر والحرير والخمر والمعازف - أي الموسيقى.

ثانياً: جعل حكم تحريم الخمر, وهو أمرٌ لا خلاف فيه بين الفقهاء في وقتنا الحاضر, كحكم حرمة المعازف - أي الموسيقى - لكي لا يدخل السامع شك في الحكم الشرعي.

ثالثاً: هذا الحديث معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأنه أخبر بمجئء وقت يستحل فيه بعض أمته صلى الله عليه وسلم الموسيقى, وهذا حادث في زماننا هذا.



فالحكم الشرعي في الموسيقى واضح بإذن الله.

فإن كانت هناك شبهة حول سماع الموسيقى بسبب فتوى أحد العلماء المستحلين لسماعها, فيجب على المسلم الفطن الذي يخشى ربه أن يراجع النصوص والأدلة الشرعية, وأن يطلب الهداية من الله تعالى.

وعليه أن يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ مِنَ الناسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشَّبُهاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمىً أَلا وَإنَّ حِمَى الله مَحَارِمُه، أَلا وَإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحً الْجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْب) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).


والله أعلم

وفقنا الله وإياكم والمسلمين جميعاً إلى ما يحب ويرضى.

شيزر منيب علوان
20/03/2008, 12:37 AM
الأخوة والأخوات الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



سيكون كلامي عن الموسيقى, لا الغناء.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيظهر في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ، قالوا: متى يا رسول الله؟ قال: إذا ظهرت القِيان -أي: إذا كثرت المغنيات- والمعازف، وشُرِبَت الخمور . ما ظهرت الفاحشة في قوم قط - حتى يعلنوا بها - الا فشت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم, ولم ينقصوا المكيال والميزان الا أخذوا بالسنين (أي بمنع المطر) وشدة المؤونة وجور السلطان, ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء, ولولا البهائم لم يمطروا, ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم, وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم ).


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) رواه البخاري.



فقوله صلى الله عليه وسلم (يستحلون) دلالة على التحريم.



والحديث الثاني فيه عدة فوائد:

أولاً: تحريم الحر والحرير والخمر والمعازف - أي الموسيقى.

ثانياً: جعل حكم تحريم الخمر, وهو أمرٌ لا خلاف فيه بين الفقهاء في وقتنا الحاضر, كحكم حرمة المعازف - أي الموسيقى - لكي لا يدخل السامع شك في الحكم الشرعي.

ثالثاً: هذا الحديث معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأنه أخبر بمجئء وقت يستحل فيه بعض أمته صلى الله عليه وسلم الموسيقى, وهذا حادث في زماننا هذا.



فالحكم الشرعي في الموسيقى واضح بإذن الله.

فإن كانت هناك شبهة حول سماع الموسيقى بسبب فتوى أحد العلماء المستحلين لسماعها, فيجب على المسلم الفطن الذي يخشى ربه أن يراجع النصوص والأدلة الشرعية, وأن يطلب الهداية من الله تعالى.

وعليه أن يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ مِنَ الناسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشَّبُهاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمىً أَلا وَإنَّ حِمَى الله مَحَارِمُه، أَلا وَإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحً الْجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْب) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).


والله أعلم

وفقنا الله وإياكم والمسلمين جميعاً إلى ما يحب ويرضى.

معين الكلدي
20/03/2008, 12:51 AM
الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

إن كان النص الصحيح يثبت الحرمة فهو حرام.
ولا شك أن هذه الحرمة لا تتعدى الى كل ما يدخل تحت هذا المسمى بشكل او باخر...
وإلا فماذا نفعل بـ : طلع البدر علينا
والاحباش الذين يضربون بالدف في مسجد المصطفى وأمنا عائشة رضي الله عنها تستند على جسد الرسول الاكرم لتراقبهم وتطيل المراقبة.
والجارية التي نذرت ان تضرب بين يديه صلوات الله وسلامه عليه وأذن لها.
وثناء سيدنا عمر على احد الحادين في مركب الحج...
ألم يرد الثناء على من تغـنـّـى بالقرآن!!

ولكن خارج هذا الاطار الغناء حرام بنص واضح لا يمكننا أن نتركه جانبا لنتبع عقلنا.
وإن كنت ممن ابتلي بالسماع والطرب الا انني من انصار ((يا صاحب القدر لا تخبرنا عن قدرك)).
والله تعالى أعلم
تقبلوا فائق احترامي وتقديري


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الفاضل

محمد العيسى

إقتبست ردك لأن فيه كثير من الصواب لكن فيه خلط أيضاً

(( طلع البدر علينا )) لم ترد فيها أحاديث صحيحه أو حسنة والأمر فيه خلاف بين الفقهاء وحتى لو فرضنا جدلاً ثبوتها فهي ليس غناء وإنما من باب الحداء والحداء ليس غناء

(( الأحباش )) لم يضربوا الدفوف إنما كانوا يتسابقون ويلعبون بالسلاح في المسجد في يوم العيد

http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatwaaTree/tabid/84/Default.aspx?View=Page&NodeID=19879&PageID=6189

والحداء يا سيدي ليس بالغناء يا سيدي كما أسلفت لك إنما هذا كما فعله الرسول الكريم في حفر الخندق حين قال وردد عليه السلام مع الصحابة الكرام(( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة *** فارحم الأنصار والمهاجرة )) والرسول لم يكن يغني!!!! حاشاه بأبي هو وأمي عليه السلام .

والتغني بالقرآن ترتيله وتجويده لا الغناء ((( أعوذ بالله ان يكون غير ذلك )) يقول شيخ الإسلام ابن القيم الجوزية في نونيته الشهيرة

حب القران وحب ألحان الغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان
والله ما سلم الذي هو دأبه *** أبداً من الإشراك بالرحمن
وإذا تعلق بالسماع أصاره *** عبداً لكـل فـلانة وفلان



وأدلة التحريم كثيرة جداً وهذا بعضها لكم

أدلة التحريم من القرآن الكريم:

قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" (سورة لقمان: 6)


قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير). قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث"، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم). وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان). ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقاً على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير مَن بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علماً وعملاً، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".

وقال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (سورة الإسراء:64)

جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه"
.
و قال الله عز وجل: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" (الفرقان: 72).

وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: "والذين لا يشهدون الزور" قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
وفي قوله عز وجل: "و إذا مروا باللغو مروا كراما" قال الإمام الطبري في تفسيره: "وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء".

أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91). وقد أقر بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).

"وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين؛ أولهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم. ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).
وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة" (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).
وقال صلى الله عليه و سلم: "صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة" (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف" (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر" (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).
وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: "سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا" (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116). و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).

أقوال أئمة أهل العلم:

قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)،
ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي.
فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي).
وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..
قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).
قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة،
وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه.
و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.

قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر، وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه، قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره" (إغاثة اللهفان) وروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها فوراً. وقد قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب معلقاً على مذهب الإمام أبو حنيفة: "وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه".
وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة حينما سُئِل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض".

أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سُئِل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي). والفاسق في حكم الإسلام لا تُقبَل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم.

قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: "وصرح أصحابه - أى أصحاب الإمام الشافعى - العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ" (إغاثة اللهفان). وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟ فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).

قال ابن القيم رحمه الله: "وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق" (إغاثة اللهفان). وسئل رضي الله عنه عن رجل مات وخلف ولداً وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية، فقيل له: إنها تساوي ثلاثين ألفاً، ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفاً، فقال: لاتباع إلا أنها ساذجة. قال ابن الجوزي: "وهذا دليل على أن الغناء محظور، إذ لو لم يكن محظوراً ما جاز تفويت المال على اليتيم" (الجامع لأحكام القرآن). ونص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة، وأمكنه كسرها (إغاثة اللهفان).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام...ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان حال من اعتاد سماع الغناء: "ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب" (المجموع).

قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/145).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إنك لا تجد أحداً عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علماً وعملاً، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء". وقال عن الغناء: "فإنه رقية الزنا، وشرك الشيطان، وخمرة العقول، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال رحمه الله:

حب القران وحب ألحان الغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان
والله ما سلم الذي هو دأبه *** أبداً من الإشراك بالرحمن
وإذا تعلق بالسماع أصاره *** عبداً لكـل فـلانة وفلان

و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء واقرارهم على حرمية الغناء والموسيقى والمنع منهما.

الاستثناء:

ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).

الرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف:

قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين)، وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).


مودتي للجميع

معين الكلدي
20/03/2008, 12:51 AM
الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

إن كان النص الصحيح يثبت الحرمة فهو حرام.
ولا شك أن هذه الحرمة لا تتعدى الى كل ما يدخل تحت هذا المسمى بشكل او باخر...
وإلا فماذا نفعل بـ : طلع البدر علينا
والاحباش الذين يضربون بالدف في مسجد المصطفى وأمنا عائشة رضي الله عنها تستند على جسد الرسول الاكرم لتراقبهم وتطيل المراقبة.
والجارية التي نذرت ان تضرب بين يديه صلوات الله وسلامه عليه وأذن لها.
وثناء سيدنا عمر على احد الحادين في مركب الحج...
ألم يرد الثناء على من تغـنـّـى بالقرآن!!

ولكن خارج هذا الاطار الغناء حرام بنص واضح لا يمكننا أن نتركه جانبا لنتبع عقلنا.
وإن كنت ممن ابتلي بالسماع والطرب الا انني من انصار ((يا صاحب القدر لا تخبرنا عن قدرك)).
والله تعالى أعلم
تقبلوا فائق احترامي وتقديري


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الفاضل

محمد العيسى

إقتبست ردك لأن فيه كثير من الصواب لكن فيه خلط أيضاً

(( طلع البدر علينا )) لم ترد فيها أحاديث صحيحه أو حسنة والأمر فيه خلاف بين الفقهاء وحتى لو فرضنا جدلاً ثبوتها فهي ليس غناء وإنما من باب الحداء والحداء ليس غناء

(( الأحباش )) لم يضربوا الدفوف إنما كانوا يتسابقون ويلعبون بالسلاح في المسجد في يوم العيد

http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatwaaTree/tabid/84/Default.aspx?View=Page&NodeID=19879&PageID=6189

والحداء يا سيدي ليس بالغناء يا سيدي كما أسلفت لك إنما هذا كما فعله الرسول الكريم في حفر الخندق حين قال وردد عليه السلام مع الصحابة الكرام(( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة *** فارحم الأنصار والمهاجرة )) والرسول لم يكن يغني!!!! حاشاه بأبي هو وأمي عليه السلام .

والتغني بالقرآن ترتيله وتجويده لا الغناء ((( أعوذ بالله ان يكون غير ذلك )) يقول شيخ الإسلام ابن القيم الجوزية في نونيته الشهيرة

حب القران وحب ألحان الغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان
والله ما سلم الذي هو دأبه *** أبداً من الإشراك بالرحمن
وإذا تعلق بالسماع أصاره *** عبداً لكـل فـلانة وفلان



وأدلة التحريم كثيرة جداً وهذا بعضها لكم

أدلة التحريم من القرآن الكريم:

قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" (سورة لقمان: 6)


قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير). قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث"، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم). وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان). ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقاً على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير مَن بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علماً وعملاً، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".

وقال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (سورة الإسراء:64)

جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه"
.
و قال الله عز وجل: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" (الفرقان: 72).

وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: "والذين لا يشهدون الزور" قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
وفي قوله عز وجل: "و إذا مروا باللغو مروا كراما" قال الإمام الطبري في تفسيره: "وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء".

أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91). وقد أقر بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).

"وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين؛ أولهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم. ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).
وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة" (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).
وقال صلى الله عليه و سلم: "صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة" (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف" (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر" (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).
وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: "سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا" (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116). و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).

أقوال أئمة أهل العلم:

قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)،
ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي.
فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي).
وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..
قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).
قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة،
وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه.
و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.

قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر، وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه، قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره" (إغاثة اللهفان) وروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها فوراً. وقد قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب معلقاً على مذهب الإمام أبو حنيفة: "وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه".
وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة حينما سُئِل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض".

أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سُئِل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي). والفاسق في حكم الإسلام لا تُقبَل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم.

قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: "وصرح أصحابه - أى أصحاب الإمام الشافعى - العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ" (إغاثة اللهفان). وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟ فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).

قال ابن القيم رحمه الله: "وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق" (إغاثة اللهفان). وسئل رضي الله عنه عن رجل مات وخلف ولداً وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية، فقيل له: إنها تساوي ثلاثين ألفاً، ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفاً، فقال: لاتباع إلا أنها ساذجة. قال ابن الجوزي: "وهذا دليل على أن الغناء محظور، إذ لو لم يكن محظوراً ما جاز تفويت المال على اليتيم" (الجامع لأحكام القرآن). ونص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة، وأمكنه كسرها (إغاثة اللهفان).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام...ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان حال من اعتاد سماع الغناء: "ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب" (المجموع).

قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/145).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إنك لا تجد أحداً عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علماً وعملاً، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء". وقال عن الغناء: "فإنه رقية الزنا، وشرك الشيطان، وخمرة العقول، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال رحمه الله:

حب القران وحب ألحان الغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان
والله ما سلم الذي هو دأبه *** أبداً من الإشراك بالرحمن
وإذا تعلق بالسماع أصاره *** عبداً لكـل فـلانة وفلان

و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء واقرارهم على حرمية الغناء والموسيقى والمنع منهما.

الاستثناء:

ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).

الرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف:

قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين)، وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).


مودتي للجميع

صالح القماري
20/03/2008, 02:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نظرا لغيابي في الأيام القلائل الماضية لم أتابع كل هذه الردود
فجزى الله الجميع خيرا لحرصهم على الإلتزام بدينهم ونبذ الهوى
وهناك أمر هام يجب أن نضعه جميعا في أذهاننا ألا وهو ما معيار
الغلو والتطرف؟ هل هو وضعنا الحالي؟! العقل والفكر؟! أم ماذا؟!
بما أن الغلو هذا مصطلح ديني فينبغي أن يفهم من مصدري الدين: القرآن والسنة
فليس كل أمر لا يعجبنا نلصق به هاتين الكلمتين ناسيين أن شرع الله من قرآن كريم
وسنة شريفة هما الفيصل في ذلك الأمر

والحمد لله لقد بين ونقل لنا بعض الزملاء حكم الشرع في ذلك الأمر

ويجب أن نضع في حسباننا أيضا أن الكلام
على الغناء يقتضي الكلام عن أمرين: الكلمات والموسيقى
وكثيرا ما يحدث خلط في النقاش بين هذين الأمرين
فالكلام (وليس الموسيقى) حسنه حسن وقبيحه قبيح كما يردد الكثير ويخضع لأحكام الشرع فإما يكون: واجب أو مستحب أو مباح أو مكروه أو حرام
أما الموسيقى فقد بين الزملاء حكم الشرع فيها

وبالنسبة لما يرد في أذهان البعض أن الموسيقى قد تكون دواء فحتى وإن كانت كذلك فما جعل الله دواءا في محرم
بل إن المنصفين من الغرب يحسدوننا على القرآن حيث يقول رئيس الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية الدكتور وايت ود سمول في الاقتباس التالي


وكان د."وايت" قد سمع القران الكريم فأعجب به أيما إعجاب .. وكأن القران سحره أو سلبه لبه .. لقد تكلم لنا عن استخدام المدرب للموسيقى في دوراته .. ثم عقب قائلا: طبعا أعلم أن كلامي هذا لا يهمكم لأنكم لستم بحاجة لأي موسيقى .. أنتم تملكون القرآن .. أعظم موسيقى بشرية سمعتها من قبل .. لها تأثير غير عادي على أعصاب الإنسان وراحته.

http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1398&select_page=14



فأرى أن نلتمس السكينة والهدوء وتهدئة الأعصاب والنور في الدنيا والآخرة من القرآن الكريم الكتاب الخالد "الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" (فصلت 42) وهو الكتاب الذي يقول عنه الله عز وجل: "وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ " (الزخرف 44) ويقول أيضا تبارك وتعالى: "لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " (الأنبياء 21) ويقو ل سبحانه وتعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا" (الإسراء 82) فاللهم اجعلنا ممن يستشفون من أمراضهم القلبية والبدنية بالقرءان واجعلنا من عبادك المسلمين لأوامرك نواهيك والمؤمنين بك وبحكمك الحكيم وممن يتعلقون بقرآن الرحمن ويبتعدون عن صوت الشيطان

وأخيرا وليس آخرا أدعو الله أن يلهمنا رشدنا ويرشدنا إلى طريق الحق ويجنبنا الهوى والزلل

أسمى تحياتي للجميع

:fl::fl:
:fl:

صالح القماري
20/03/2008, 02:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نظرا لغيابي في الأيام القلائل الماضية لم أتابع كل هذه الردود
فجزى الله الجميع خيرا لحرصهم على الإلتزام بدينهم ونبذ الهوى
وهناك أمر هام يجب أن نضعه جميعا في أذهاننا ألا وهو ما معيار
الغلو والتطرف؟ هل هو وضعنا الحالي؟! العقل والفكر؟! أم ماذا؟!
بما أن الغلو هذا مصطلح ديني فينبغي أن يفهم من مصدري الدين: القرآن والسنة
فليس كل أمر لا يعجبنا نلصق به هاتين الكلمتين ناسيين أن شرع الله من قرآن كريم
وسنة شريفة هما الفيصل في ذلك الأمر

والحمد لله لقد بين ونقل لنا بعض الزملاء حكم الشرع في ذلك الأمر

ويجب أن نضع في حسباننا أيضا أن الكلام
على الغناء يقتضي الكلام عن أمرين: الكلمات والموسيقى
وكثيرا ما يحدث خلط في النقاش بين هذين الأمرين
فالكلام (وليس الموسيقى) حسنه حسن وقبيحه قبيح كما يردد الكثير ويخضع لأحكام الشرع فإما يكون: واجب أو مستحب أو مباح أو مكروه أو حرام
أما الموسيقى فقد بين الزملاء حكم الشرع فيها

وبالنسبة لما يرد في أذهان البعض أن الموسيقى قد تكون دواء فحتى وإن كانت كذلك فما جعل الله دواءا في محرم
بل إن المنصفين من الغرب يحسدوننا على القرآن حيث يقول رئيس الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية الدكتور وايت ود سمول في الاقتباس التالي


وكان د."وايت" قد سمع القران الكريم فأعجب به أيما إعجاب .. وكأن القران سحره أو سلبه لبه .. لقد تكلم لنا عن استخدام المدرب للموسيقى في دوراته .. ثم عقب قائلا: طبعا أعلم أن كلامي هذا لا يهمكم لأنكم لستم بحاجة لأي موسيقى .. أنتم تملكون القرآن .. أعظم موسيقى بشرية سمعتها من قبل .. لها تأثير غير عادي على أعصاب الإنسان وراحته.

http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1398&select_page=14



فأرى أن نلتمس السكينة والهدوء وتهدئة الأعصاب والنور في الدنيا والآخرة من القرآن الكريم الكتاب الخالد "الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" (فصلت 42) وهو الكتاب الذي يقول عنه الله عز وجل: "وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ " (الزخرف 44) ويقول أيضا تبارك وتعالى: "لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " (الأنبياء 21) ويقو ل سبحانه وتعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا" (الإسراء 82) فاللهم اجعلنا ممن يستشفون من أمراضهم القلبية والبدنية بالقرءان واجعلنا من عبادك المسلمين لأوامرك نواهيك والمؤمنين بك وبحكمك الحكيم وممن يتعلقون بقرآن الرحمن ويبتعدون عن صوت الشيطان

وأخيرا وليس آخرا أدعو الله أن يلهمنا رشدنا ويرشدنا إلى طريق الحق ويجنبنا الهوى والزلل

أسمى تحياتي للجميع

:fl::fl:
:fl:

محمد حسين العيسى
20/03/2008, 10:35 AM
[size=4]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل
[font=Tahoma]محمد العيسى
إقتبست ردك لأن فيه كثير من الصواب لكن فيه خلط أيضاً


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الفاضل معين الكلدي:
أشكر لك التصويب وتبيان مواضع الخلط.
فجزاك الله خيرا

تقبل فائق الاحترام والتقدير

محمد حسين العيسى
20/03/2008, 10:35 AM
[size=4]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل
[font=Tahoma]محمد العيسى
إقتبست ردك لأن فيه كثير من الصواب لكن فيه خلط أيضاً


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الفاضل معين الكلدي:
أشكر لك التصويب وتبيان مواضع الخلط.
فجزاك الله خيرا

تقبل فائق الاحترام والتقدير

عبدالودود العمراني
22/03/2008, 06:47 PM
السلام عليكم،

قرأت مداخلات الإخوان، ولم أجد نصًّا قرآنيًا صريحًا يحرّم الغناء والموسيقى. أما اعتبار لغو الحديث غناء أو موسيقى فهذا أمر يحمل على الريبة. وقد تعلمنا أن لغو الحديث هو ما لا فائدة منه ولا نفع فيه. أما الموسيقى والغناء ففيهما منافع كثيرة منها: الترويح عن النفس، المساعدة على التركيز، حفظ جميل الشعر والنظم (بمختلف اللغات) الخ...

والحقيقة أني لم أعتبر هذا المنتدى ورشة فقهية، بل ذهبت إلى غير ذلك منذ مداخلتي الأولى، ولم أورد أحاديث ولا سنن... اعتبرت الموضوع إفتاء بالرأي كما قدمه لنا الشيخ المذكور في المداخلة الأولى.

وإذا تناولنا الموضوع من وجهة نظر أخرى، فإني أسأل ما يلي:

لنتصوّر أن الإخوان المسلمين أو غيرهم من الأحزاب ذات المرجعية الدينية وصلوا إلى الحكم في بلد ما، فهل سيحرّمون الغناء والموسيقى استنادًا إلى ما ذكر أعلاه ؟ وإن فعلوا ذلك فسوف يطبقون أحكامًا كثيرة أخرى كانت سارية أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنهم يلتزمون حرفيًا بما فعله السلف الصالح. ولعلّنا سنتخلى لا عن الموسيقى وحسب، بل كذلك عن السراويل، وحلق اللحي، والحديث مع النساء، والمحرمات كثيرة.

ألا يليق بنا أن نلتفت إلى مقاصد الشرع في الرحمة والتيسير وحبّ البشرية، بدل الالتفات الصارم والاقتداء الحرفي بالسلف ؟

هل يحرّم عليّ أن أضع رأسي على ركبة أمّي الموقّرة، وأغنّي لها بصوتي الأجش:

ستّ الحبايب يا حبيبة، يا حبيبة،
يا أغلى من روحي ودمي،
يا حنينة وكلك إيثار، يا ربّي يخليك يا أمي...

ملاحظة عابرة: الإيثار خاصية من خاصيات أمة محمد صلى الله عليه وسلم تتميز بها عن باقي الأمم، والله أعلم

والسلام عليكم،

أخوكم عبدالودود الذي يعشق الغناء والموسيقى الراقية.

عبدالودود العمراني
22/03/2008, 06:47 PM
السلام عليكم،

قرأت مداخلات الإخوان، ولم أجد نصًّا قرآنيًا صريحًا يحرّم الغناء والموسيقى. أما اعتبار لغو الحديث غناء أو موسيقى فهذا أمر يحمل على الريبة. وقد تعلمنا أن لغو الحديث هو ما لا فائدة منه ولا نفع فيه. أما الموسيقى والغناء ففيهما منافع كثيرة منها: الترويح عن النفس، المساعدة على التركيز، حفظ جميل الشعر والنظم (بمختلف اللغات) الخ...

والحقيقة أني لم أعتبر هذا المنتدى ورشة فقهية، بل ذهبت إلى غير ذلك منذ مداخلتي الأولى، ولم أورد أحاديث ولا سنن... اعتبرت الموضوع إفتاء بالرأي كما قدمه لنا الشيخ المذكور في المداخلة الأولى.

وإذا تناولنا الموضوع من وجهة نظر أخرى، فإني أسأل ما يلي:

لنتصوّر أن الإخوان المسلمين أو غيرهم من الأحزاب ذات المرجعية الدينية وصلوا إلى الحكم في بلد ما، فهل سيحرّمون الغناء والموسيقى استنادًا إلى ما ذكر أعلاه ؟ وإن فعلوا ذلك فسوف يطبقون أحكامًا كثيرة أخرى كانت سارية أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنهم يلتزمون حرفيًا بما فعله السلف الصالح. ولعلّنا سنتخلى لا عن الموسيقى وحسب، بل كذلك عن السراويل، وحلق اللحي، والحديث مع النساء، والمحرمات كثيرة.

ألا يليق بنا أن نلتفت إلى مقاصد الشرع في الرحمة والتيسير وحبّ البشرية، بدل الالتفات الصارم والاقتداء الحرفي بالسلف ؟

هل يحرّم عليّ أن أضع رأسي على ركبة أمّي الموقّرة، وأغنّي لها بصوتي الأجش:

ستّ الحبايب يا حبيبة، يا حبيبة،
يا أغلى من روحي ودمي،
يا حنينة وكلك إيثار، يا ربّي يخليك يا أمي...

ملاحظة عابرة: الإيثار خاصية من خاصيات أمة محمد صلى الله عليه وسلم تتميز بها عن باقي الأمم، والله أعلم

والسلام عليكم،

أخوكم عبدالودود الذي يعشق الغناء والموسيقى الراقية.

شيزر منيب علوان
22/03/2008, 10:03 PM
الأخ الكريم والاستاذ الفاضل عبدالودود العمراني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أشكرك على ردك الراقي ومقارباتك الموضوعية الدقيقة, واسمح لي أن أُجيب على قدر علمي.




ولم أجد نصًّا قرآنيًا صريحًا يحرّم الغناء والموسيقى


نكاد لا نجد موضعاً - على حد علمي - في القرآن الكريم يأمر فيه الله تعالى عباده بطاعته إلا قرنها بأمرهم بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.



قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }آل عمران32.

قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }آل عمران132.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59.

قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ }المائدة92.

قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }الأنفال1.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ }الأنفال20.

قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46.

قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }النور54.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }محمد33.

قال تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المجادلة13.

قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }التغابن12.

قال تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }النساء13.

قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69.

قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }النور52.

قال تعالى: {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }الأحزاب71.

قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً }الفتح17.


تدل كل هذه الأدلة القرآنية على أن الله تعالى أمر باتباع أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم, وجعل اتباع أوامره طاعة لله تعالى, ومخالفتها تؤدي إلى غضب الله تعالى.

لذلك كان منهج أهل السنة والجماعة اتباع كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, وعدم الفصل بينهما.

ولو قُلنا - على سبيل الجدال - أنه لم يرد نص قرآني صريح يحرّم الموسيقى, فنقول بأنه لم يرد نص قرآني صريح بأن صلاة الفجر ركعتان, وصلاة الظهر والعصر والعشاء أربع ركع, وصلاة المغرب ثلاث ركع, ولم يرد نص قرآني صريح بكيفية الركوع والسجود, وماذا نقرأ من قرآن أو دعاء في كل موضع من مواضع الصلاة. لكن السنة النبوية هي التي بينت هذه التفاصيل.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) رواه البخاري.


فقوله صلى الله عليه وسلم (يستحلون) دلالة على التحريم.


وكيف يستحلون المعازف؟؟

أهم طرق استحلال المعازف هي:

1- مواكبة العصر وعدم الجمود.
2- تجدد مقاصد الشريعة.
3- للموسيقى فوائد كثيرة.

فنقول:

1- قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً }المائدة3.

ما حرمه الله من قبل في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصير حلالاً في أي عصرٍ آخر.

2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) رواه البخاري.

جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم تحريم الخمر, وهو أمرٌ لا خلاف فيه بين الفقهاء في وقتنا الحاضر, كحكم حرمة المعازف - أي الموسيقى - لكي لا يدخل السامع شك في الحكم الشرعي.

والتحريم قطعي للخمر, فكان قطعياً للموسيقى, ولا مدخل لمقاصد الشريعة في ذلك.

3- قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }البقرة219.

ذكر الله تعالى أن للناس فوائد في الخمر والميسر. جاء في تفسير الجلالين: (ومنافع للناس) باللذة والفرح في الخمر وإصابة المال بلا كد في الميسر. لكنه تعالى قال: (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا).

ينطبق هذا على الموسيقى, فضررها أكثر من نفعها.




ولعلّنا سنتخلى لا عن الموسيقى وحسب، بل كذلك عن السراويل، وحلق اللحي، والحديث مع النساء، والمحرمات كثيرة.



لما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإسلام, تخلى المسلمون عما كانوا عليه في الجاهلية, واتبعوا أمر الله ورسوله, وكان هذا ديدن كل قومٍ دخلوا الإسلام, سواءاً أكانوا عرباً أم عجماً.

ألم يقل الله تعالى في حق الصحابة والمهاجرين: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }البقرة285.

ألم يقل الله تعالى في حق المؤمنين: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65.

جاء في التفسير: {فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم}، أي حتى يجعلوك يا محمد، في ما بلغتهم من شريعة، الحكم، في كلِّ الخلافات التي تحدث بينهم، سواء كانت هذه الخلافات خلافات في الجانب العقائدي أو في الجانب الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي. {فلا وربك}، وهذا يدل على التشديد والتأكيد، لأن اليمين إنما يأتي في مقام رفض ما ينكره الآخر أو ما يشك به {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم}، والشجار وهو كناية عن الخلاف، {ثم} إذا حكمت بينهم في ما شجر بينهم {لا يجدوا في أنفسهم حرجا}ً ضيقاً {مما قضيت ويسلموا تسليماً} (النساء/65)، وهذا هو الإسلام.

فأمر الله فيه الخير, ومخالفة أمره فيه كل الشر.




هل يحرّم عليّ أن أضع رأسي على ركبة أمّي الموقّرة، وأغنّي لها بصوتي الأجش:

ستّ الحبايب يا حبيبة، يا حبيبة،
يا أغلى من روحي ودمي،
يا حنينة وكلك إيثار، يا ربّي يخليك يا أمي...



هذا الحداء الرائع هو الحلال.

قال تعالى : {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ }الشعراء224. جاء في تفسير الجلالين: والشعراء يقوم شعرهم على الباطل والكذب, ويجاريهم الضالون الزائغون مِن أمثالهم.

فهل الشعر حرام؟ لا, فحسان بن ثابت الأنصاري كان شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأشعار أئمة المسلمين كالشافعي معروفة عند الجميع.

أما تفسير الصحابة لـ(لهو الحديث) بالغناء, فنسأل: من علم الصحابة تفسير القرآن؟ ألم يتعلموا القرآن ويفهموه على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.


لكن الأمر كماقال أخونا صالح القماري:


فالكلام (وليس الموسيقى) حسنه حسن وقبيحه قبيح كما يردد الكثير ويخضع لأحكام الشرع فإما يكون: واجب أو مستحب أو مباح أو مكروه أو حرام


فالغناء (أو الحداء) لترويح النفس بكلمات حسنة المعنى لا مشكلة فيه, لكن الانشغال بسماع الغناء, وجعله لهواً خالصاً, وتضيع الوقت في ملاحقة الألبومات والحفلات الغنائية, والقنوات والإذاعات الغنائية أو قنوات وإذاعات المنوعات, وملاحقة ذاك المغني أو المطرب, والطرب لصوتهم, فذلك يدخل - والله أعلم - في لهو الحديث, فضلاً عن أن سماع غناء المغنيات حرام.




أخوكم عبدالودود الذي يعشق الغناء والموسيقى الراقية.


كم من عاشق للغناء والموسيقى, صار بفضل الله كارهاً لهما, محباً لذكر الله وقراءة القرآن.

وإني لأرجو الله تعالى أن نكون أنا وإياك وسائر المسلمين منهم



إن أصبت فمن الله, وإن أخطأت فمني ومن الشيطان.


اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه

اللهم أرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه


اللهم آمين


وفقنا الله وإياكم والمسلمين جميعاً لما يُحب ويرضى.

شيزر منيب علوان
22/03/2008, 10:03 PM
الأخ الكريم والاستاذ الفاضل عبدالودود العمراني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أشكرك على ردك الراقي ومقارباتك الموضوعية الدقيقة, واسمح لي أن أُجيب على قدر علمي.




ولم أجد نصًّا قرآنيًا صريحًا يحرّم الغناء والموسيقى


نكاد لا نجد موضعاً - على حد علمي - في القرآن الكريم يأمر فيه الله تعالى عباده بطاعته إلا قرنها بأمرهم بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.



قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }آل عمران32.

قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }آل عمران132.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59.

قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ }المائدة92.

قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }الأنفال1.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ }الأنفال20.

قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46.

قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }النور54.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }محمد33.

قال تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المجادلة13.

قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }التغابن12.

قال تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }النساء13.

قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69.

قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }النور52.

قال تعالى: {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }الأحزاب71.

قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً }الفتح17.


تدل كل هذه الأدلة القرآنية على أن الله تعالى أمر باتباع أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم, وجعل اتباع أوامره طاعة لله تعالى, ومخالفتها تؤدي إلى غضب الله تعالى.

لذلك كان منهج أهل السنة والجماعة اتباع كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, وعدم الفصل بينهما.

ولو قُلنا - على سبيل الجدال - أنه لم يرد نص قرآني صريح يحرّم الموسيقى, فنقول بأنه لم يرد نص قرآني صريح بأن صلاة الفجر ركعتان, وصلاة الظهر والعصر والعشاء أربع ركع, وصلاة المغرب ثلاث ركع, ولم يرد نص قرآني صريح بكيفية الركوع والسجود, وماذا نقرأ من قرآن أو دعاء في كل موضع من مواضع الصلاة. لكن السنة النبوية هي التي بينت هذه التفاصيل.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) رواه البخاري.


فقوله صلى الله عليه وسلم (يستحلون) دلالة على التحريم.


وكيف يستحلون المعازف؟؟

أهم طرق استحلال المعازف هي:

1- مواكبة العصر وعدم الجمود.
2- تجدد مقاصد الشريعة.
3- للموسيقى فوائد كثيرة.

فنقول:

1- قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً }المائدة3.

ما حرمه الله من قبل في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصير حلالاً في أي عصرٍ آخر.

2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) رواه البخاري.

جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم تحريم الخمر, وهو أمرٌ لا خلاف فيه بين الفقهاء في وقتنا الحاضر, كحكم حرمة المعازف - أي الموسيقى - لكي لا يدخل السامع شك في الحكم الشرعي.

والتحريم قطعي للخمر, فكان قطعياً للموسيقى, ولا مدخل لمقاصد الشريعة في ذلك.

3- قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }البقرة219.

ذكر الله تعالى أن للناس فوائد في الخمر والميسر. جاء في تفسير الجلالين: (ومنافع للناس) باللذة والفرح في الخمر وإصابة المال بلا كد في الميسر. لكنه تعالى قال: (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا).

ينطبق هذا على الموسيقى, فضررها أكثر من نفعها.




ولعلّنا سنتخلى لا عن الموسيقى وحسب، بل كذلك عن السراويل، وحلق اللحي، والحديث مع النساء، والمحرمات كثيرة.



لما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإسلام, تخلى المسلمون عما كانوا عليه في الجاهلية, واتبعوا أمر الله ورسوله, وكان هذا ديدن كل قومٍ دخلوا الإسلام, سواءاً أكانوا عرباً أم عجماً.

ألم يقل الله تعالى في حق الصحابة والمهاجرين: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }البقرة285.

ألم يقل الله تعالى في حق المؤمنين: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65.

جاء في التفسير: {فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم}، أي حتى يجعلوك يا محمد، في ما بلغتهم من شريعة، الحكم، في كلِّ الخلافات التي تحدث بينهم، سواء كانت هذه الخلافات خلافات في الجانب العقائدي أو في الجانب الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي. {فلا وربك}، وهذا يدل على التشديد والتأكيد، لأن اليمين إنما يأتي في مقام رفض ما ينكره الآخر أو ما يشك به {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم}، والشجار وهو كناية عن الخلاف، {ثم} إذا حكمت بينهم في ما شجر بينهم {لا يجدوا في أنفسهم حرجا}ً ضيقاً {مما قضيت ويسلموا تسليماً} (النساء/65)، وهذا هو الإسلام.

فأمر الله فيه الخير, ومخالفة أمره فيه كل الشر.




هل يحرّم عليّ أن أضع رأسي على ركبة أمّي الموقّرة، وأغنّي لها بصوتي الأجش:

ستّ الحبايب يا حبيبة، يا حبيبة،
يا أغلى من روحي ودمي،
يا حنينة وكلك إيثار، يا ربّي يخليك يا أمي...



هذا الحداء الرائع هو الحلال.

قال تعالى : {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ }الشعراء224. جاء في تفسير الجلالين: والشعراء يقوم شعرهم على الباطل والكذب, ويجاريهم الضالون الزائغون مِن أمثالهم.

فهل الشعر حرام؟ لا, فحسان بن ثابت الأنصاري كان شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأشعار أئمة المسلمين كالشافعي معروفة عند الجميع.

أما تفسير الصحابة لـ(لهو الحديث) بالغناء, فنسأل: من علم الصحابة تفسير القرآن؟ ألم يتعلموا القرآن ويفهموه على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.


لكن الأمر كماقال أخونا صالح القماري:


فالكلام (وليس الموسيقى) حسنه حسن وقبيحه قبيح كما يردد الكثير ويخضع لأحكام الشرع فإما يكون: واجب أو مستحب أو مباح أو مكروه أو حرام


فالغناء (أو الحداء) لترويح النفس بكلمات حسنة المعنى لا مشكلة فيه, لكن الانشغال بسماع الغناء, وجعله لهواً خالصاً, وتضيع الوقت في ملاحقة الألبومات والحفلات الغنائية, والقنوات والإذاعات الغنائية أو قنوات وإذاعات المنوعات, وملاحقة ذاك المغني أو المطرب, والطرب لصوتهم, فذلك يدخل - والله أعلم - في لهو الحديث, فضلاً عن أن سماع غناء المغنيات حرام.




أخوكم عبدالودود الذي يعشق الغناء والموسيقى الراقية.


كم من عاشق للغناء والموسيقى, صار بفضل الله كارهاً لهما, محباً لذكر الله وقراءة القرآن.

وإني لأرجو الله تعالى أن نكون أنا وإياك وسائر المسلمين منهم



إن أصبت فمن الله, وإن أخطأت فمني ومن الشيطان.


اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه

اللهم أرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه


اللهم آمين


وفقنا الله وإياكم والمسلمين جميعاً لما يُحب ويرضى.

عبدالودود العمراني
24/03/2008, 08:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحقيقة أني كنت أرمي الأفكار في معمعة هذا المنتدى، دون التوجه إلى شخص بعينه، وقد ناقشت أفكار الشيخ الأول، وقلت إني لا أعرفه.

الأخ الكريم والاستاذ الفاضل عبدالودود العمراني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أشكرك على ردك الراقي ومقارباتك الموضوعية الدقيقة, واسمح لي أن أُجيب على قدر علمي.

.[/align][/size][/color]

أما وقد توجهت لي بخطابك، فأقول لك أولا أيها الأخ في الله العزيز والأستاذ الكريم شيزر محمد منيب علوان إني اشكرك على كلماتك اللطيفة السمحة، وأوضح ما يلي: كلما أتناقش مع أخ أو أخت، فإني أشعر نحوه بالحميمية والصداقة والمشاعر الطيبة، وهي رأس مال العلاقة. هذا لا يعني أني لا أصارح برأيي وإن كان مخالفًا. مع العلم أنّ هذه المشاعر تتغير عندما أجادل الملحدين والكافرين والمنافقين والصهاينة ومن لفّ لفهم، رغم وجود رأس مال من الحب للبشرية جمعاء، أحاول الحفاظ عليه في هذا العصر الذي يكيل فيه الجميع الظلم والهمجية للمسلمين.

أما بعد،

مع الحترامي الشديد للمجهود الذي قمت به لجمع الآيات القرآنية التي تقرن بين طاعة الله بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فكان بالإمكان الاكتفاء ببعضها، لأني مقتنع ولا نحتاج في مثل هذا الحوار إلى التكرار، على الرغم من حلاوة الآيات القرآنية. وأقصد أنّ البيان كان يتطلب ثلاث آيات وحسب على سبيل المثال:



فقوله صلى الله عليه وسلم (يستحلون) دلالة على التحريم.
وكيف يستحلون المعازف؟؟
أهم طرق استحلال المعازف هي:
1- مواكبة العصر وعدم الجمود.
2- تجدد مقاصد الشريعة.
3- للموسيقى فوائد كثيرة.
.

لا يا أخي شيزر، أنت تلمّح هنا إلى مداخلتي السابقة عندما تحدثت أنا عن مقاصد الشريعة. وهو تلميح غير لطيف لأنك حكمت، وهذا هو حكمك الذي قلته بصورة غير مباشرة وملتوية: أنت يا عبدالودود تستحلّ المعازف بدعوى تجدد مقاصد الشريعة، وبادعائك أن للموسيقى فوائد كثيرة. انتهى الحكم وانفضت المحكمة. أنا أقول لك أنّ هذا خطير جدًا من الناحية الشرعية، لأن الحكم يعرّضك للظلم (شخص بعينه) والظلم هو من أكير الموبقات، حرمه الله تعالى على نفسه. وعليه: رويدك يا أخي، أسمع افكارك بكل رحابة صدر، لكن لست مؤهلاً لتحكم عليّ.





قال تعالى : {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ }الشعراء224. جاء في تفسير الجلالين: والشعراء يقوم شعرهم على الباطل والكذب, ويجاريهم الضالون الزائغون مِن أمثالهم.

فهل الشعر حرام؟ لا, فحسان بن ثابت الأنصاري كان شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأشعار أئمة المسلمين كالشافعي معروفة عند الجميع.

أما تفسير الصحابة لـ(لهو الحديث) بالغناء, فنسأل: من علم الصحابة تفسير القرآن؟ ألم يتعلموا القرآن ويفهموه على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

.

هذا الشعر محرم بصريح النص، لكن الممارسة الفعلية جعلت الحسن منه حلال.

والموسيقى غير محرمة بصريح النص (القرآني) لكن الممارسة الفعلية جعلت حتى الحسن منها حرام.

ألا يتبادر إلى ذهنك السؤال التالي:

ألا يجوز أنّ الشعر اعتُمد عند العرب لأنهم كانوا معتادين عليه ويجري في عروقهم، وهو ديوان العرب. بينما الموسيقى لم تكن كذلك وقتها. لكن أليست الموسيقى للعديد من شعوب اليوم وسيلة إبداع وإنتاج فكري وفني لا تستغني عنه الشعوب الإسلامية المختلفة (لا العربية فقط ) ؟

ألسنا نضيّق شيئًا ما ما جعله الله رحبًا ؟ ألم ندخل العديد من العادات العربية القحة إلى ممارسات الإسلام، ونريدها أن تكون الإسلام بعينه، مثلما نعمل في معاملاتنا مع النساء ؟

تساؤلات فكرية يا أخي.



[color=#00008B][size=5][align=right]كم من عاشق للغناء والموسيقى, صار بفضل الله كارهاً لهما, محباً لذكر الله وقراءة القرآن.
وإني لأرجو الله تعالى أن نكون أنا وإياك وسائر المسلمين منهم
.
هي دعوة طيبة، والهدية الطيبة تٌقبل. لكن اسمح لي بالتوضيح التالي ما دمنا في الساحة الفكرية. أنت تُقارن ما لا وجه مقارنة بينه. وما علاقة الموسيقى والقرآن. يا أخي أنا أحبّ الموسيقى ولا أكره منها إلا الساقطة النشاز المدوية. لكني أعشق وأحب كل الحب ذكر الله وقراءة القرآن. كما أنّ القرآن يبكيني ويهز كياني وقد ترتعد فرائصي، لكن الموسيقى تحرّك وجداني وتطربني لا غير، وهي أشياء مختلفة تمامًا يا أخي. شتان بين صنع الله وصنع العباد.

وفي الختام أتذكر أن الشيخ كشك رحمه الله، يقول في بعض خطبه النارية رادًّا على أغنية أم كلثوم رحمها الله* : أروح لمين ؟ يقول لها بسخرية: يا ستّ روحي في ستين داهية. وهذا عيب،

وأفضّل حسن البنا عندما يتحدث عن أمريكا والغرب قائلا ما معناه: إن غتاءهم يخاطب النصف السفلي من الإنسان، أما غناؤنا فيخاطب الوجدان وأرقى ما في الإنسان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم عبدالودود

1 :
تقول أم كلثوم رحمها الله في إحدى أغنياتها: "إن لم أكن أخلصت في طاعتك، فإنني أطمع في رحمتك.
وممّا يشفع لي أنني قد عشت لا أشرك في وحدتك.
عبادة راقية لربّ واسع عظيم.

2: شكرًا لقراءتك مقالي المنشور اليوم على صحيفة الوطن القطرية (http://www.al-watan.com/data/20080324/innercontent.asp?val=culture1_3)

عبدالهادي بخاري
02/04/2009, 02:54 AM
إلى الأخ محمود ريان و شيزر محمد منيب علوان و معين الكلدي و صالح القماري جزاكم الله خيرا على ما تقدمتم به من كلام حول الموسيقى والغناء فقد بينتم وأوضحتم وأوجزتم ولمن أراد التفصيل فعليه بكتب العلماء الكبار المقتفين لآثار النبي الأمي، بدءاً بالصحابة الكرام ومروراً بالتابعين والأئمة الأربعة العظام وغيرهم من علماء الأمة الثقات المشهود لهم بالعلم والمعرفة في دين الله وصلاح وسلامة العقيدة والمنهج .. كلهم على قول واحد في مسألة الموسيقى والغناء ولم يخالفهم في ذلك إلا أصحاب البدع وأشباه العلماء أهل التمييع والهرطقة الذين يحبهم أمثال منى هلال و نظام الدين إبراهيم أوغلو و عبدالودود العمراني المنغمسين في بحور الشهوات والشبهات المتبعين لما تمليه عليهم أنفسهم الأمارة بالسوء وعقولهم الضعيفة التي لم تشم رائحة العلم واتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما أُمرنا أن نكون ..

أسال الله أن يُصلحكم ويشرح قلوبكم لاتباع أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم إن كنتم تريدون ذلك فعلا وإلا فكم من محب للغناء والموسيقى رأينا بأم أعيننا كيف كانت خاتمته سيئة والعياذ بالله ومنهم معشوقتكم أم كلثوم و قرينها عبد الحليم حافظ وهلم جرا .. الحمد لله الذي عافانى مما ابتلاهم به .. وأتذكر يوما سُئل فيه أحد الفُساق المطربين (لأن كل مغني أو مطرب هو فاسق رغم أنف من اعترض) سُئل عن أكبر أمنياته فقال بأن له أمنيات كثيرة لكن أكبرها هو أنه يتمنى أن يدفنوا معه الكمان الذي يعزف عليه في قبره يوم وفاته .. عافانا الله وإياكم من الضلال والجهل واتباع الشهوات وسبل الشيطان .. "واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم"

هذا لمن به جهل ويريد فعلا أن يتعلم أمور دينه ثم يلتزم بها سواء قبلتها نفسه أم رفضتها .. أما من يأبى إلا أن يتبع ما يمليه عليه عقله الغوغائي وفكره النتن الملطخ بالمفاهيم الغربية والشهوات النفسية فسحقاً له ما طلعت الشمس وغربت ..

فاللهم اجعلنا من المسلمين لك حقا لأن معنى الإسلام هو الاستسلام لله تعالى وقد تجسد هذا المعنى بوضوح في صحابة رسول الله الذين كانوا يتَبِعونه حتى فيما لن يُحاسبوا على تركه من شدة حبهم له وذلك لأن الله تعالى شرح قلوبهم للإيمان لما عرف فيهم من الخير ..

أما في أيامنا نحن فذلك النوع البشري يجب أن تبحث عنه وأنت تلبس نظارات الأشعة ما تحت الحمراء نظراً لندرته .. ففي وقت غير بعيد وقبل استعمار أراضينا من طرف الإرهابيين القدامى كان عدم الاستنان بسنة النبي صلى الله عليه وسلم -الظاهرة والباطنة- يُعد من القوادح في عدالة الشخص، أما اليوم وقد شرب معظمنا من كأس "التحرر الفكري" و "الفكر التنويري" -كما يزعمون، فما هو إلا انسلاخ من الدين وفكر تخويري وليس بتنويري ولا شيء- فأصبحنا نرى العصاة المجاهرين بالمعاصي يدلون بدلوهم في أمور الدين التي يفتقرون لأدنى شروط الخوض فيها .. فلا تقوى ولا علم ولا فهم ولا خوف من لقاء الله عز وجل وإنما هو الجهل والضلال وإعمال العقل في دين الله والغفلة عن محاسبة النفس وتطويعها لتَقَبُل شرع الله كما هو .. قال ابن مسعود رضي الله عنه : "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا ، ـ قال أبوشهاب: بيده فوق أنفه "! .. فاللهم أصلحنا واهدنا إلى ما تحبه وترضاه ولا تقبضنا إليك فجاراً يا رب ..

قاسم عزيز
02/04/2009, 04:00 AM
كانت المناقشة هادئة ورصينة ومحترمة .
للأسف جئت انت يا / عبد الهادى فأهلت عليها من الطين ما هدم بناءها , فمن تظن نفسك يا صديقى العزيز وأخونا الفاضل حتى تلقى بهكذا كلام مشين فى ثلاثة يناقشونك بالمنطق والعقل ؟ لديك ولديهم عقل حبانا الله اياه وأمرنا باعماله فى أمورنا .

(.. كلهم على قول واحد في مسألة الموسيقى والغناء ولم يخالفهم في ذلك إلا أصحاب البدع وأشباه العلماء أهل التمييع والهرطقة الذين يحبهم أمثال منى هلال و نظام الدين إبراهيم أوغلو و عبدالودود العمراني المنغمسين في بحور الشهوات والشبهات المتبعين لما تمليه عليهم أنفسهم الأمارة بالسوء وعقولهم الضعيفة التي لم تشم رائحة العلم واتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما أُمرنا أن نكون .. )

الحقيقة يدفعنى الشيطان دفعا لأن أخبرك بما فيك , لكننى أغالبه , وأجدنى فى هذا أقوى منك ايمانا لو تعلم .
كنت اتابع النقاش واستمتع به رغم ما فيه من مغالاة البعض فى تقديس آراء السابقين وكانها قرآن جديد ., لكنك سامحك الله افسدت على متعتى وربما افتضت الحلقة الرصينة على يديك فسامحك الله .
لم يكن من الصحابة والتابعين والعلماء الذين تستشهد بهم بهذه الفظاظة والجهامة . عمدتنا فى النقاش اذا قدمت اعتذارك للسادة الذين اسأت اليهم , فقط القرآن الكريم " كلام الله المقدس " وما صح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
أؤكد لتفهم انت ومن يساير هذا النهج الاستعلائى فى الخطاب الدينى : " ماصح عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه "
وليس فقط الموسيقى والمعازف المطروحة لاعادة الفهم والتفقه لكن ايضا : موقف الاسلام من المرأة وحجابها واحتجابها
, لان المجتمع المسلم يعرج بساق واحدة منذ ان اعتمدنا فقه السلف منذ القرن الرابع ولم نقدم فقهنا المتتابع منذ الف عام
وكأننا بلا عقل منذ هذا التاريخ , فهكذا تأخر بنا الركب عن كل الأمم ولم يعد حالنا " خير امة " , بل صرنا اسوأ الامم فى هذا العصر وأضعفها وأهونها على العباد ورب العباد .
لعلك لم تقرأ الآية الكلايمة الموجهه الى الرسول الكريم " فبما رحمة من الله لنت لهم , ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك , فاعفو عنهم , واستغفر لهم , وشاورهم فى الامر "

ولهاصي عزيز
02/04/2009, 04:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

{ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً}

{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }.

أهل العلم ثلاث أقسام:
القسم الأوّل: الكاملون الطالبون للمعارف الحقيقية والعلوم اليقينية، والمكالمة مع هؤلاء لا تمكن إلا بالدلائل القطعية اليقينية وهي الحكمة.

والقسم الثاني الذي تغلب على طباعهم المشاغبة والمخاصمة لا طلب المعرفة الحقيقية والعلوم اليقينية، والمكالمة اللائقة بهؤلاء المجادلة التي تفيد الإفحام والإلزام، وهذان القسمان هما الطرفان. فالأول: هو طرف الكمال، والثاني: طرف النقصان.

وأما القسم الثالث: فهو الواسطة، وهم الذين ما بلغوا في الكمال إلى حد الحكماء المحققين، وفي النقصان والرذالة إلى حد المشاغبين المخاصمين، بل هم أقوام بقوا على الفطرة الأصلية والسلامة الخلقية، وما بلغوا إلى درجة الاستعداد لفهم الدلائل اليقينية والمعارف الحكمية، والمكالمة مع هؤلاء لا تمكن إلا بالموعظة الحسنة، وأدناها المجادلة، وأعلى مراتب الخلائق الحكماء المحققون، وأوسطهم عامة الخلق وهم أرباب السلامة، وفيهم الكثرة والغلبة، وأدنى المراتب الذين جبلوا على طبيعة المنازعة والمخاصمة.

هناك قاعدة فقهية تقول: الأصل في الأشياء الإباحة.
الخمر في الأصل حلال ،وحرمته أنّه يخامر العقل ويفقد التبصر و الوعي.
الموسيقى في الأصل حلال،وحرمتها حين تلهيك عن عملك و أهلك و عبادتك.
الغناء و الكلام في الأصل حلال،وحرمتهما حين يصبحا ماجنين ،أو إخلال بالآداب العامة،أو سبّ أو شتم...
الأكل في الأصل حلال،وحرمته التخمة،والتطفيف،والسرقة،والتحايل،وفساد أصل المال.
الصوم في الأصل حلال،و حرمته في هلاك الصائم.
قراءة القرآن في الأصل حلال،وحرمته في نجاسة القارئ،ونجاسة المكان.

الحلال بيّن و الحرام بيّن وبينهما شبهات،فاتّقوا الشبهات.صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

إنتق ما تسمع من الموسيقى و الغناء و لا تدمن.

شعارنا : الرفق و اللطف،والعزّة و التفاخر على الأعداء-أعداء الله و أعداؤنا.

عبدالهادي بخاري
03/04/2009, 04:27 AM
إلى قاسم عزيز و ولهاصي عزيز .. لا يسعني إلا أن أقول "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به" والله إنكم لتخبطون خبط عشواء وتضربون أخماسا في أسداس وما هذا إلا بسبب الجهل المركب الذي تشتكيان منه .. أتمنى أن ألقى الله عز وجل وأنا على غير فهمكم وفكركم ولو دفعت مالي كله في سبيل ذلك ..

لو كنتما ممن يُناقش بالدليل ويأخذ من نبع الكتاب والسنة ويعرف قدر علماء الأمة لناقشتكما .. لكنكما وللأسف من طينة أخرى تعيش بين أظهرنا .. أسأل الله أن يُصلح هذه الطينة أو يريحنا منها ..

نصيحة: حاربوا جهلكم بالدين بالتعلم فأول آية نزلت هي "اقرأ" .. ولا تستعملا عقلكما الضعيف في أمور الدين دون توفركم على أدنى الشروط ولتتذكرا دوماً حديث علي -رضي الله عنه-: (لو كان العمل فى هذا الدين بالعقل فقط لكان مسح باطن الخف أولى من ظهره) .. يا أصحاب العقول ..