المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين الحـــــلم و اللعــــبة



عادل عبد القادر
18/03/2008, 02:04 AM
كأنّ الليلَ مثلَ الليلِ

في كنعانَ ينتظرُ

ودمعةُ آسفٍ هطلتْ

على أعشاب بريّة

يحرّقها

صريرُ الريح من منفاهُ للشامِ

تشم قميصه المصريَّ تنفجرُ

عناقيدٌ

وأغنيةُ الخزامى

وبعد ربيعه الخمسينَ

عاد وأوّلَ الرؤيا

أظنُّ الحلمَ كان الحلمَ

والأسفارَ واحدةً

كأنّ سريره المحمولَ في النيلِ

على شجن المواويلِ

يداعبه

حداءُ الموجِ

حتى ساحةِ الوادي

إلى عينٍ

وصاحبةٍ

ونارٍ علّها نوراً

وبعد ربيعه الخمسين

عاد وآيةً كبرى

أظنُّ الحلمَ كان الحلمَ

والأسفارَ واحدةً

كأنّ الروحَ فوق الغارِ

منسرحاً

وريش حمامةٍ شبّت

وصاحبه ولا تحزنْ

يشدّ هناك راحلةً

سماويةً

إلى يثربْ

وبعد ربيعه الخمسين

عاد وأزهق العُزّى

أظنُّ الحلمَ كان الحلمَ

والأسفارَ واحدةً

كأنّ البنت مثل العيدِ

في رفحٍ

تورَّدَ خدُّها القمريُّ

في فرحٍ

هنا شجنٌ تفجره

هنا عشقٌ يفجرها

وبعد ربيعها الخمسين

ألمحها

هنا لغمٌ تفجره

هنا لغمٌ يفجرها

ويجعلها

عروسَ المسجدِ الأقصى

أظنُّ الحلمَ كان الحلمَ

والأسفارَ واحدةً

أظنّ دموع هذى الأرضِ

من دمنا

ونحن نقطّعُ الشوط الذي

لابدّ نقطعه

أظنّ هناك أجنحةً

ستحملنا

إلى وادٍ

جديبٍ

غير ذي زرعٍ

فنزرع فيه من ترحالنا الصبحا

أظن الصبح موعدنا

ونحن هناك تعرفنا

عباءةُ

ذلك الترحالِ في الوهنِ

وتهزمنا

جوارحُ فكرنا المسجونِ

من زمنٍ

تسممنا

سنابلُ خبزنا المعجونِ

بالعفنِ

وتقطعنا

دروبٌ مالها عددٌ

هنا خِلٌّ فقدناه

هنا مرٌّ شربناه

هنا أرضٌ تعذبنا

هنا وطنٌ عشقناه

وأعرفُ أنه المخبوءُ

خلف خريطةِ العدمِ

يجئ يجئُ

يخرج من جوى ناري

فلا ترتاح أغنيتي

ولا ترتاح أشعاري

فنزرع فيه من ترحالنا

صبرا

ونغرس بذرةَ الحبِ

وأبياتاً من الشعرِ

ولى في الشعر آنسة

تجوب الليلَ والأوراقَ

والقلما

ولى في الدرب آنسة

تملّك وجهها الخفرُ

تشيّعني

على عتبات آليةٍ

مجنزرةٍ

وتنتظرُ

تسائلُ أمَّها سراً

عن الحبِ

وعن شئٍ

يدبُّ بداخل القلبِ

فهل شجنٌ هو الحب ؟

أمِ القدرُ

أظنُّ الحبَّ كان الحبَّ

والأسفارَ واحدةً

فسجّل ذا

على برديةٍ أخرى

يجئ غداً ويحملنا

على ركبٍ

وأوسمةٍ

على خيلٍ

مسوّمةٍ

إلى حجرٍ

وقنبلةٍ

إلى قمرٍ

وسنبلةٍ

تكون دروبَ رجعتنا

ونحن هناك تفرحنا

تراتيلٌ

من الأمسِ الذي ولّى

وقرآنٌ

تربّع داخل الصدرِِ

ففجَّرَ شعلةَ النورِِ

وكلّ منابعِ الخيرِ

فنقرأُ (سورةَ الفتحِ)

(وسبحان الذي أسرى)

يجئُ غداً

وبعد ربيعه الخمسين ينتفضُ

ويفضحنا

يهيّج عجزنا المستورَ

في أحناءِ أضلعنا

يحرّك عقدةَ الذنبِ

ويبصق فوق مخدعنا

لأنّا نجهل اللعبةْ

ونحن هناك

بعد تغيّرِ الأزياءِ

والعطرِ

وبعد حداثةِ الشعرِ

وبعد تأمركِ الأقطابِ

تحت جهنمِ النفطِ

أبو لهبٍ يصاحبنا

يعلمنا

زكاة المالِ والخلعا

-سيخرج من أغانينا

ويمرح في قوافينا –

ويذبحنا

غداة النفرِ

من عرفاتِ للقدسِ

ونبقى نجهل اللعبةْ

تجئُ القدسُ بعد الركعةِ الأولى

تحوم القدس حول مواقدِ الطهوِ

تنام القدس في أحضانِ أطفالي

تشبُّ القدسُ

فوق نوافذ السهرِ

فأسألها

أعْودٌ أم قضى أمراً؟

فتضحك لي وتنصرفُ

فأتبعها وأسألها

أيا قدسُ

أعْودٌ أم قضى أمراً

تقول القدس بل صبراً

وتنصرف

فأتبعها

تعذبني

رؤى الأشواقِ في عينينِ

تبتعدانِ

مثل حقائبِ السفرِ

أناديها وأصرخُ

يا لظى عمري

أريحيني

فلا سيفٌ له نسبُ

ولا ذكرى ولا عتبُ

ولا قممٌ ولا شجبُ

تعبت تعبتُ يا قدسُ

فهل لحبيبك السكنُ ؟

أجيبيني

أبعد ربيعنا الخمسين

نرجع تارةً أخرى

أريحيني

أظن الحلم كان الحلم

والأسفار واحدةً

ولكنّى

رأيت الله حين تنفس الصبحُ

وغرّد طائرٌ مرَّا :

سنجتمعُ

لأنّ الحلمَ مثل الحلمِ

والأيامُ شاهدةٌ

مروة حلاوة
18/03/2008, 07:30 PM
نصٌ كبير من شاعر كبير
بحاجة للقراءة والقراءة والقراءة
المبدع الرائع د. عادل عبد القادر
تحيّتي لهذا الألق
والعبق

إياد عاطف حياتله
20/03/2008, 04:49 AM
إبداع ليس بعد إبداع

التحيّة والحب للشاعر الحبيب

إياد عاطف حياتله
20/03/2008, 04:49 AM
إبداع ليس بعد إبداع

التحيّة والحب للشاعر الحبيب

هلال الفارع
20/03/2008, 02:35 PM
وبعد ربيعه الخمسينَ

عاد وأوّلَ الرؤيا

أظنُّ الحلمَ كان الحلمَ

والأسفارَ واحدةً

كأنّ سريره المحمولَ في النيلِ

على شجن المواويلِ

يداعبه

حداءُ الموجِ

حتى ساحةِ الوادي

إلى عينٍ

وصاحبةٍ

ونارٍ علّها نوراً
ـــــــــــــــــــــــــ
أخي عادل.
تحية لك.
يظن البعض أن التطويل في النص ميزة، ربما تكسبه نقاطًا،
لكن ذلك ليس قاعدة، إذ غالبًا ما يأتي التطويل على حساب النص، فيضعفه، وربما يسوء الأمر فيهلكه.

أنت هنا تثبت أن التطويل قد يغني النص، ويطيل تورد الإبداع،
وهذا ما وجدته في ثنايا هذه هذه المطوّلة الرائعة.
اسمح لي أن أحييك على إبداع واثق،
وعلى نص فاخر.
لك تحيتي واحترامي.