المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بكين بين المونديال ودارفور



محمود ريا
20/03/2008, 02:51 AM
افتتاحية العدد الخامس والثلاثين من نشرة "الصين بعيون عربية" الألكترونية الأسبوعية
تقف الصين في موقع المتهم، وهي ترى نفسها ضحية أكثر من أي شيء آخر.
يدعو أكثر من طرف لمقاطعة الأولمبياد على أرضها، وهي التي ترى في هذه المناسبة العالمية فرصة لتأكيد مشروعية مسيرتها التنموية وتعزيز انخراطها في المنظومة العالمية.
يحشد الفريق الداعي لمقاطعة المونديال كل ما لديه من أسلحة سياسية وإعلامية، ومن بروباغندا، ومن شخصيات عامة مشهورة، والهدف تشويه فرحة الصينيين بالحدث العالمي الذي ينعقد للمرة الأولى على أرضهم.
والسبب المبرر لكل هذا الحشد هو الموقف الصيني مما يحدث في إقليم دارفور غرب السودان في أفريقيا.
يبدو الفريق الداعي للمقاطعة حريصاً جداً على المواطنين هناك، ويبذل كل طاقته لمنع الصين من الاستمرار في دعم الحكومة السودانية التي يعتبرها هؤلاء مسؤولة عما يحصل من مذابح مفترضة في تلك المنطقة من العالم.
وفوق ذلك، يقول هؤلاء إن الصين تقدم أسلحة وذخائر إلى الجيش السوداني تستعمل في هذه المذابح ”لذلك لا بد من الضغط على الصين كي تغير موقفها وتتراجع عن دعم النظام السوداني“.
لا تنكر بكين أن لها مصالح كبرى في السودان، هي جزء من مصالحها الاستراتيجية في أفريقيا كلها، سواء لجهة تأمين الطاقة والمواد الأولية الضرورية للصناعة الصينية، أو لتوفير سوق استهلاكية ضخمة لتصريف المنتجات الصينية.
ولكنها تقول إن هذه المصالح لا تنسيها دورها السياسي والإنساني، فهي تقدم النصيحة للحكومة السودانية كي تتفاوض مع المتمردين، وترسل جنوداً ضمن ”القوة الهجينة“ التي تخدم في الإقليم، كما تقدم مساعدات ضخمة للاجئين وللمتضررين من الحرب في دارفور.
وإذ ترفض الصين أن يتم ربط الأولمبياد بأي شأن سياسي، لأن هذا الربط يفقد هذه المناسبة العالمية رونقها ومعناها، فإنها ترد على ما يقوله الغرب حول تقديمها السلاح للحكومة السودانية بإحصائية واضحة وبسيطة تقول ”إن حجم مبيعات الأسلحة الصينية للسودان لا يتجاوز 8 بالمئة من حجم مشتريات الخرطوم من السلاح“، و“إن هناك سبع دول كبرى تبيع السلاح للسودان، وتوقف الصين عن تزويد الخرطوم بالأسلحة لن يحل المشكلة“ كما جاء على لسان المبعوث الصيني إلى دارفور الذي زار الخرطوم مؤخراً.
إنه تحدّ مزدوج تقف أمامه الحكومة الصينية: تحدي القدرة على منع الحملة الأميركية الغربية من إفساد فرحة الشعب الصيني بالألمبياد، وتحدي منع هذه القوى من حرمان بكين من موطئ قدم حيوي واستراتيجي في قلب أفريقيا.
ينبغي على بكين بذل جهود كبيرة للفوز بالتحديين.
محمود ريا

محمود ريا
20/03/2008, 02:51 AM
افتتاحية العدد الخامس والثلاثين من نشرة "الصين بعيون عربية" الألكترونية الأسبوعية
تقف الصين في موقع المتهم، وهي ترى نفسها ضحية أكثر من أي شيء آخر.
يدعو أكثر من طرف لمقاطعة الأولمبياد على أرضها، وهي التي ترى في هذه المناسبة العالمية فرصة لتأكيد مشروعية مسيرتها التنموية وتعزيز انخراطها في المنظومة العالمية.
يحشد الفريق الداعي لمقاطعة المونديال كل ما لديه من أسلحة سياسية وإعلامية، ومن بروباغندا، ومن شخصيات عامة مشهورة، والهدف تشويه فرحة الصينيين بالحدث العالمي الذي ينعقد للمرة الأولى على أرضهم.
والسبب المبرر لكل هذا الحشد هو الموقف الصيني مما يحدث في إقليم دارفور غرب السودان في أفريقيا.
يبدو الفريق الداعي للمقاطعة حريصاً جداً على المواطنين هناك، ويبذل كل طاقته لمنع الصين من الاستمرار في دعم الحكومة السودانية التي يعتبرها هؤلاء مسؤولة عما يحصل من مذابح مفترضة في تلك المنطقة من العالم.
وفوق ذلك، يقول هؤلاء إن الصين تقدم أسلحة وذخائر إلى الجيش السوداني تستعمل في هذه المذابح ”لذلك لا بد من الضغط على الصين كي تغير موقفها وتتراجع عن دعم النظام السوداني“.
لا تنكر بكين أن لها مصالح كبرى في السودان، هي جزء من مصالحها الاستراتيجية في أفريقيا كلها، سواء لجهة تأمين الطاقة والمواد الأولية الضرورية للصناعة الصينية، أو لتوفير سوق استهلاكية ضخمة لتصريف المنتجات الصينية.
ولكنها تقول إن هذه المصالح لا تنسيها دورها السياسي والإنساني، فهي تقدم النصيحة للحكومة السودانية كي تتفاوض مع المتمردين، وترسل جنوداً ضمن ”القوة الهجينة“ التي تخدم في الإقليم، كما تقدم مساعدات ضخمة للاجئين وللمتضررين من الحرب في دارفور.
وإذ ترفض الصين أن يتم ربط الأولمبياد بأي شأن سياسي، لأن هذا الربط يفقد هذه المناسبة العالمية رونقها ومعناها، فإنها ترد على ما يقوله الغرب حول تقديمها السلاح للحكومة السودانية بإحصائية واضحة وبسيطة تقول ”إن حجم مبيعات الأسلحة الصينية للسودان لا يتجاوز 8 بالمئة من حجم مشتريات الخرطوم من السلاح“، و“إن هناك سبع دول كبرى تبيع السلاح للسودان، وتوقف الصين عن تزويد الخرطوم بالأسلحة لن يحل المشكلة“ كما جاء على لسان المبعوث الصيني إلى دارفور الذي زار الخرطوم مؤخراً.
إنه تحدّ مزدوج تقف أمامه الحكومة الصينية: تحدي القدرة على منع الحملة الأميركية الغربية من إفساد فرحة الشعب الصيني بالألمبياد، وتحدي منع هذه القوى من حرمان بكين من موطئ قدم حيوي واستراتيجي في قلب أفريقيا.
ينبغي على بكين بذل جهود كبيرة للفوز بالتحديين.
محمود ريا

حسن السوداني
03/02/2010, 10:20 AM
أشكرك أخي محمود ريا على هذا المقال التحليلي الرائع وإن جاء التعليق متأخرا جدا ، فأنا من المعجبين بجمهورية الصين لصفات كثيرة في الشعب الصيني ، منها حب العمل والالتزام والتطور الدائم وغزارة الإنتاج.
وأنا أثق تماما في قوة الصين ودبلوماسيتها مما يمكنها من تجاوز الأزمات السياسية.