محمّد الدرّة

[د.سعد كموني]

محمّد الدّرّة

هكذا،
منذ جاء التتارْ
نواجه خيلَ الجحيمِ بعشب الحدائقْ
وكلَّ صباحْ
تبوحُ الجفونُ بدمعٍ جديدْ
يضيءُ ويبلغُ عمْقَ "حراءْ".
وحتّى يجيءَ "البُراقْ"؛
نُعِدُّ الضّياءَ لدرْبِ السّماءْ
طفالى يساوون بين الدّمى والحجارْ
ويمضون في الشيطناتِ بعيداً بعيداً
ليُمسوا كباراً كما الأنبياءْ.
وفي الترغلات وعودُ الرّبيعْ
ووردٌ وعطرٌ وأنسامُ حقلٍ فسيحْ
وحلمٌ بحجمِ الطفولةِ والأغنياتْ
ويأتي محمّد
يواعدُ كلّ الدروبِ وكلّ البيادرْ
يراقبُ عبرَ الهتافِ ابتسامَ الأعالي
فيلقى حوارَ النجومِ قريباً
وصوتَ بلالْ
وأنغامَ نهرٍ يعاندُ كلَّ اتِّجاهٍ مجهَّزْ
ورقصَ الغصونْ
وبينَ السّماءِ وقلبِ محمّد
رصاصُ اليهودْ
وطقسُ ارتجافٍ رهيبْ
رعاةُ البقرْ
وأنذالُ عصرٍ جديد
هكذا؛
منذ جاء التتارْ.
***
منذ جاء التتار
وفي كلِّ يومٍ يموتُ محمّد.
ويرضى الترابُ دماه،
لعلّ العيونَ ترى في الترابِ جذورَ السماءْ
ولكنَّ نفطاً تلبّدَ فوقَ العيونْ
يعيقُ اندفاعَ الغمامِ وراء الثلوم
وشمسَ النهارْ
وفي كلّ يومٍ يموتُ محمّد
يعيشُ محمّد
وبينَ احتدامِ الدموعِ بعيني
وشوكِ الفؤادْ
أراني وراءَ عروقي وفي دغلِ روحي
أهيمُ وراء محمّد
ولكنّ نفطاً يحيطُ بنبضي
يحصِّنُ دمعي وموتَ محمّد
هكذا؛
منذ جاء التتارْ.

[الحاج قدور السؤالي]

أيها ألأخ الكريم كلنا محمد..انها الكلمات النابعة من صميم كل حر في هذه البلاد الكبيرة..احييك بكل حرارة

[عبد الرحمن الكرد]

العزيز د سعد
كلمات صادقه تصافح القلوب
تقديري لقلمك الملتزم
تحياتي

[أحمد المدهون]

قصيدة غاضبة، وصرخة في وجه التتار وأشباه التتار في همجيتهم، ووحشيتهم.
أرفعها لمناسبة مرور 12 عاماً على استشهاد الفتى الفلسطيني محمد الدرّة يوم 30/ 9/ 2000 برصاص العدو الصهيوني في الإنتفاضة الفلسطينية المباركة.

طيب الله أنفاسك يا د.سعد كموني،
وتقبل فائق تقديري.