المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احتفاءً بيوم الشعر العالمي .. زهرات القرنفل على ضريح الأمير الشاعر أبي فراس الحمدانيّ



مروة حلاوة
23/03/2008, 01:34 PM
احتفاءً بالعيد العالمي للشعر

وبالتعاون مع مجلس مدينة " حمص " السوريّة

أقامت جمعيّة الشعر في اتحاد الكتاب العرب

احتفالاً جماهيريّاً جميلاً أمام ضريح الأمير الشاعر

المرحوم

[ أبو فراس الحمداني ]

إلى جوار السفح الغربيّ لقلعة حمص الأثريّة

حيث بدأ الاحتفال بوضع إكليل من الورد على ضريح الشاعر الفارس

ثمّ قدّمت مجموعة من وردات حمص الجميلات أزهار القرنفل للشعراء

ليضعوها بدورهم على الضريح

بعدها افتتحت الاحتفال الدكتورة المهندسة نادية الكسيبي بكلمة عن الشعر ودوره الحضاريّ الرائد

تلاها الأستاذ غسان كامل ونوس عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب

بكلمة حيّى بها الشعر والشاعر الفارس

تلته الشاعرة الدكتورة طلعة الرفاعي بقصيدة شعرية

ثم كلمة الختام للشاعر الدكتور راتب سكر مقرّر جمعيّة الشعر

بعد ذلك انتقل جمهور الشعر إلى قاعة سامي الدروبي في المركز الثقافي العربي بحمص

لمتابعة الاحتفال بيوم الشعر حيث تمّ تكريم الشاعر الكبير الأستاذ ممدوح اسكاف

عضو جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب

ورئيس فرع اتحاد الكتاب في مدينة حمص لعدّة دورات سابقة

وذلك تحت عنوان :

اللقاء الشعريّ النقديّ الثاني لعام 2008

" الشاعر ممدوح اسكاف بين واديين : عبقر والعاصي "

بمشاركة من الشعراء الأساتذة :

1- عبد القادر الحصني

2- د.سعد الدين كليب

3- محمّد حمدان

4- د.نزار بريك هنيدي

إدارة اللقاء : مظهر الحجي ولينا حمدان

استهلال اللقاء : قصيدة للشاعر الراحل "موريس قبق"

ألقاها الشاعر "محمود نقشو"

التقطتُ بعض الصور من الحفل

وسأعود لاحقاً إن شاء الله لنشر ما يتوفر من كلمات المشاركين

مروة حلاوة
23/03/2008, 01:34 PM
احتفاءً بالعيد العالمي للشعر

وبالتعاون مع مجلس مدينة " حمص " السوريّة

أقامت جمعيّة الشعر في اتحاد الكتاب العرب

احتفالاً جماهيريّاً جميلاً أمام ضريح الأمير الشاعر

المرحوم

[ أبو فراس الحمداني ]

إلى جوار السفح الغربيّ لقلعة حمص الأثريّة

حيث بدأ الاحتفال بوضع إكليل من الورد على ضريح الشاعر الفارس

ثمّ قدّمت مجموعة من وردات حمص الجميلات أزهار القرنفل للشعراء

ليضعوها بدورهم على الضريح

بعدها افتتحت الاحتفال الدكتورة المهندسة نادية الكسيبي بكلمة عن الشعر ودوره الحضاريّ الرائد

تلاها الأستاذ غسان كامل ونوس عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب

بكلمة حيّى بها الشعر والشاعر الفارس

تلته الشاعرة الدكتورة طلعة الرفاعي بقصيدة شعرية

ثم كلمة الختام للشاعر الدكتور راتب سكر مقرّر جمعيّة الشعر

بعد ذلك انتقل جمهور الشعر إلى قاعة سامي الدروبي في المركز الثقافي العربي بحمص

لمتابعة الاحتفال بيوم الشعر حيث تمّ تكريم الشاعر الكبير الأستاذ ممدوح اسكاف

عضو جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب

ورئيس فرع اتحاد الكتاب في مدينة حمص لعدّة دورات سابقة

وذلك تحت عنوان :

اللقاء الشعريّ النقديّ الثاني لعام 2008

" الشاعر ممدوح اسكاف بين واديين : عبقر والعاصي "

بمشاركة من الشعراء الأساتذة :

1- عبد القادر الحصني

2- د.سعد الدين كليب

3- محمّد حمدان

4- د.نزار بريك هنيدي

إدارة اللقاء : مظهر الحجي ولينا حمدان

استهلال اللقاء : قصيدة للشاعر الراحل "موريس قبق"

ألقاها الشاعر "محمود نقشو"

التقطتُ بعض الصور من الحفل

وسأعود لاحقاً إن شاء الله لنشر ما يتوفر من كلمات المشاركين

مروة حلاوة
23/03/2008, 01:42 PM
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206267677.jpg



ضريح الشاعر أبي فراس الحمداني قرب السفح الغربي للقلعة القديمة



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206267945.jpg


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206268374.jpg



ويبدو إلى جانبه مسجد الأتاسي ..

خيّل إليّ أنه كان ينتظر ذهابنا ليمضي للصلاة

فقد اقترب موعد صلاة الظهر



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206268441.jpg

مروة حلاوة
23/03/2008, 01:42 PM
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206267677.jpg



ضريح الشاعر أبي فراس الحمداني قرب السفح الغربي للقلعة القديمة



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206267945.jpg


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206268374.jpg



ويبدو إلى جانبه مسجد الأتاسي ..

خيّل إليّ أنه كان ينتظر ذهابنا ليمضي للصلاة

فقد اقترب موعد صلاة الظهر



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206268441.jpg

مروة حلاوة
23/03/2008, 01:46 PM
أبو فراسٍ وحيداً


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206268652.jpg


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206268882.jpg


سيذكرني قومي


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206268995.jpg

مروة حلاوة
23/03/2008, 01:46 PM
أبو فراسٍ وحيداً


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206268652.jpg


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206268882.jpg


سيذكرني قومي


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206268995.jpg

مروة حلاوة
23/03/2008, 01:55 PM
الشاعرة الدكتورة طلعة الرفاعي تلقي قصيدة



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206269197.jpg



الأديب القاصّ الأستاذ غسان كامل ونوس يلقي كلمة



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206269296.jpg



الدكتور راتب سكر

مقرّر جمعيّة الشعر

يلقي كلمة تحيّة للشعر والشعراء



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206269400.jpg

مروة حلاوة
23/03/2008, 01:55 PM
الشاعرة الدكتورة طلعة الرفاعي تلقي قصيدة



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206269197.jpg



الأديب القاصّ الأستاذ غسان كامل ونوس يلقي كلمة



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206269296.jpg



الدكتور راتب سكر

مقرّر جمعيّة الشعر

يلقي كلمة تحيّة للشعر والشعراء



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206269400.jpg

مروة حلاوة
23/03/2008, 02:05 PM
الشاعر الحمويّ الجميل محمّد منذر لطفي

يهدي قرنفلة لأبي فراس



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206269646.jpg



وبالطبع لم يَفتْه أن يقدّم قرنفلة ثانية لشاعرته ;)

نيابةً عن الشاعر الفارس

خطر له أنّ الفارس النائم ربما أراد أن يهديها زهرة ولم تسعفه الحياة

وبدورها أهدت الأمير النائم زهرةً أخرى

وربما تهديه زهرةً لاتذبل أيضاً /قصيدة :)

بينما زرعت زهرة الشاعرين في قلبها وزيّنت بها غرفتها



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206269786.jpg

مروة حلاوة
23/03/2008, 02:05 PM
الشاعر الحمويّ الجميل محمّد منذر لطفي

يهدي قرنفلة لأبي فراس



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206269646.jpg



وبالطبع لم يَفتْه أن يقدّم قرنفلة ثانية لشاعرته ;)

نيابةً عن الشاعر الفارس

خطر له أنّ الفارس النائم ربما أراد أن يهديها زهرة ولم تسعفه الحياة

وبدورها أهدت الأمير النائم زهرةً أخرى

وربما تهديه زهرةً لاتذبل أيضاً /قصيدة :)

بينما زرعت زهرة الشاعرين في قلبها وزيّنت بها غرفتها



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206269786.jpg

مروة حلاوة
23/03/2008, 02:18 PM
الدكتورة المهندسة نادية الكسيبي

رئيس مجلس مدينة حمص

تسلم المكرّم الأستاذ ممدوح السكاف درع التكريم

مع مصافحة باليد اليسرى

بعد أن كَلّت اليمنى

من كتابة الشعر



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206270170.jpg



الشاعر الكتور شاكر مطلق

وشهادة في المكرَّم

رفيق الشعر والعمر



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206270305.jpg


الشاعر الأستاذ عبد الكريم الناعم

وشهادة في صديق 50 سنة من الشعر والمحبّة


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206270395.jpg



الشاعر الأستاذ عبد النبي تلاوي

وشهادة أيضاً



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206270588.jpg


الشاعر المُكرَّم ممدوح السكاف

يشكر المكرمين :

بعد 50 عاماً من الشعر .. كيف تذكرتموني ؟!!!



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206270677.jpg



سنتذكرك دائماً ياأستاذ ممدوح ..

وهل يُنسى الشعر .. أو يغيب القمر ؟ !!!

مروة حلاوة
23/03/2008, 02:18 PM
الدكتورة المهندسة نادية الكسيبي

رئيس مجلس مدينة حمص

تسلم المكرّم الأستاذ ممدوح السكاف درع التكريم

مع مصافحة باليد اليسرى

بعد أن كَلّت اليمنى

من كتابة الشعر



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206270170.jpg



الشاعر الكتور شاكر مطلق

وشهادة في المكرَّم

رفيق الشعر والعمر



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206270305.jpg


الشاعر الأستاذ عبد الكريم الناعم

وشهادة في صديق 50 سنة من الشعر والمحبّة


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206270395.jpg



الشاعر الأستاذ عبد النبي تلاوي

وشهادة أيضاً



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206270588.jpg


الشاعر المُكرَّم ممدوح السكاف

يشكر المكرمين :

بعد 50 عاماً من الشعر .. كيف تذكرتموني ؟!!!



http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206270677.jpg



سنتذكرك دائماً ياأستاذ ممدوح ..

وهل يُنسى الشعر .. أو يغيب القمر ؟ !!!

مروة حلاوة
23/03/2008, 02:21 PM
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206270955.jpg





ممدوح السكاف

ولد في حمص عام 1938.

تلقى تعليمه في حمص ثم تابع تحصليه الجامعي

فنال الاجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق.

وعمل في التدريس ، وهو اليوم رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في مدينة حمص،

وسبق له أن عمل مديراً للمركز الثقافي العربي فيها، ونقيباً للمعلمين أيضاً.

عضو جمعية الشعر.- عضو مجلس اتحاد الكتاب العرب

مؤلفاته:

1- مسافة للممكن.. مسافة للمستحيل- شعر- 1977.- دار الأنوار

2- نشيد الصباح- شعر للأطفال- دمشق 1980.- اتحاد الكتاب العرب

3- شواطئ بلادي- شعر للأطفال- دمشق 1981.- اتحاد الكتاب العرب

4- في حضرة الماء- شعر- دمشق 1983.- دار الجليل

5- انهيارات - شعر- دمشق 1985.- اتحاد الكتاب العرب

6- عبد الباسط الصوفي- دراسة - دمشق 1983.- اتحاد الكتاب العرب

7- فصول الجسد - شعر - اتحاد الكتاب العرب-1992.

8- الحزن رفيقي- شعر - دمشق 1995- اتحاد الكتاب العرب.

9- على مذهب الطيف - شعر - دمشق 1996 - اتحاد الكتاب العرب

مروة حلاوة
23/03/2008, 02:21 PM
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/11085_1206270955.jpg





ممدوح السكاف

ولد في حمص عام 1938.

تلقى تعليمه في حمص ثم تابع تحصليه الجامعي

فنال الاجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق.

وعمل في التدريس ، وهو اليوم رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في مدينة حمص،

وسبق له أن عمل مديراً للمركز الثقافي العربي فيها، ونقيباً للمعلمين أيضاً.

عضو جمعية الشعر.- عضو مجلس اتحاد الكتاب العرب

مؤلفاته:

1- مسافة للممكن.. مسافة للمستحيل- شعر- 1977.- دار الأنوار

2- نشيد الصباح- شعر للأطفال- دمشق 1980.- اتحاد الكتاب العرب

3- شواطئ بلادي- شعر للأطفال- دمشق 1981.- اتحاد الكتاب العرب

4- في حضرة الماء- شعر- دمشق 1983.- دار الجليل

5- انهيارات - شعر- دمشق 1985.- اتحاد الكتاب العرب

6- عبد الباسط الصوفي- دراسة - دمشق 1983.- اتحاد الكتاب العرب

7- فصول الجسد - شعر - اتحاد الكتاب العرب-1992.

8- الحزن رفيقي- شعر - دمشق 1995- اتحاد الكتاب العرب.

9- على مذهب الطيف - شعر - دمشق 1996 - اتحاد الكتاب العرب

مروة حلاوة
23/03/2008, 02:26 PM
أحـلام أميـر الرَّمـاد


للشاعر ممدوح السكاف




1- زوبعة

لرياح

السَّمُوم‏


عَلَى الأَعَالي الشَّاهِقَة ،‏

بُرْجٌ مُشَيَّدٌ مِنْ صَوَّان‏

نَوَافِذُه الصَّخريَّةُ مُوْصَدَة‏

يَلُوْبُ عَلَى نَسْمَةِ هَوَاءٍ يَسْتَنْشِقُها‏

تَهُبُّ عليه زَوَابعُ من رِيَاحِ السَّمُوْم‏

يَتَسلَّلُ الموتُ من دَاخِلِ الشُّقُوْقِ الضَّيِّقةِ إليه‏

يَخْتَنِقُ المُشْتَهِيْ بِشَهْوَتِه‏

/‏

النَّار تَنْدَلِعُ‏

على عَاصِفَةٍ خَامِدَة‏

تُخَلِّفُ وَرَاءها الرَّماد‏

الرَّمادُ‏

يَعْتَكِفُ في زَاويةٍ باردة‏

من الرُّوح ،‏

الرُّوحُ‏

تَهْطُلُ من سَماءِ المجهول‏

كالثلج‏

المجهولُ‏

يَطْرَحُ أسئلةَ مَاهِيِّتِه على العَدَم‏

العَدَمُ‏

يَصْمتُ‏

الصَّمْتُ‏

يَبْوُحُ بالحقيقة العارية :‏

اعلمْ أيها الخَائِضُ في بَحْرِ التأمُّل الدُنْيَويِّ‏

الموت هو أحدُ أدواتِ استمرارِ الحياة في حياتها .‏

/‏

مَعِي تَنْحَلُّ المادَّةُ في الأَثير‏

مَعَهَا تَهُبُّ زَوْبَعَةٌ‏

من أَجِنَّةِ الرِّيح‏

الأرضُ إلى السَّماء تنهضُ عالياً لِلْعِناق‏

الجسدُ في الجسد يَدْخُلُ‏

يُنْشِدَان نشيداً لموْعِدِ الخُصوبة‏

معي‏

معها‏

السَّمَنْدَرُ يُعيدُ تَشْكِيْلَ هَيُوْلاه‏

يقذفُ نُطْفَةً في نُوَاةِ الوردة

العَنْقَاءُ تَنْفُخُ في رَمَادِهَا التُّرابَ‏

على هَيْئَةِ امرأةٍ تَقُوْمُ من مَوْتِها خَضْرَاءَ ،‏

بالنَّدى يُرطِّبُ بُرْعُمَها‏

الفِيْنِيْقُ‏

يَطيـر‏



2- أحوال حال الجسد‏




مَنْ كانَ يُصَاحِبُني في جَنَازِة موتي‏

الآسُ والنخيل‏

المشيِّعُون‏

السُّرادِقُ والكراسي‏

المعَزُّون‏

أم دهنُ الرُّعْبِ من العَودة إلى الحياة‏

/‏

أَغْتَسِلُ بالسَّائِلِ الشَّمْعِيِّ يَتَلأْلأُ في رُؤْيَايَ‏

أَسْقُطُ في دَيَاجي الغَيَاهِب‏

/‏

يَنْهَضُ الحَديدُ على قوائمَ من قِمَاشٍ مُتَهَدِّل‏

يَهْوِيْ إلى الصَّدَأ‏

/‏

أيَّتُها المَناخَات‏

أسْعِفِيْنِي بِعَزْيفِ الرِّيح‏

فَصْلُ الوَداع أَزِفَ‏

انْسِدَالُ السِّتارةِ مُوْشِكٌ على الإقلاع‏

صَعْلَكَةٌ في شَوَارِعِ الذِّكريات‏

خُطُوَاتٌ مُتْعَبَة‏

تَبْغٌ أمجُّ دُخانَه على مَطَر اللَّيل‏

طَيْفُها بجانبي‏

يُكلِّمُني‏

أَسْمَعُه‏

أقْتَعِدُ الرَّصيف‏

تَحْتَ الصَّوَاعِقِ الرَّعْدِيَّة‏

بانتظار قُدُوْمِها يَنْسَكِبُ على جَسَدي‏

دَمَي يَسْتَحِيْلُ إلى رَماد‏

/‏

مَا أَجْمَلَ الصُّعُوْدَ إلى الجُلْجُلَة‏

خشبةُ‏

الخَلاصِ‏

أنْ نَتَسَمَّرَ على صَلِيْبها ،‏

في غِبْطَةِ الفَادِيْن‏

نُحِسُّ بِرِعْشَةِ الموتِ حُبَّاً‏

/‏

الضَّوْءُ في الخارج يَنْتَظِرُ‏

أدْخُلْ‏

أيُّها‏

الزَّائرُ‏

لقد فَرغْتُ الآن من تَشْييع جَنَازةِ الظَّلام‏

/‏

أنا‏

أحدُ عُشَّاقِ الظِّلِّ‏

أُحِبُّ الجلوسَ في المقَاعِدِ الأخيرة‏

/‏

شجرةُ اللَّيمون‏

على أغصانها‏

تَعْبُقُ‏

بالمَطر‏

القَطَراتُ‏

بَعْدَ انقشاعِ السُّحُب‏

تَتَساقَطُ على أرضِ الحَديقة‏

مثلما‏

تَتَسَاقَطُ رُوْحي تَحْتَ أطلالِ جَسَدي‏

/‏

في هَدِيْلِ الانطفاء‏

ارْتَعَشَ شُعاعُ القِنديل‏

قلبٌ من بَنَفْسِج الحُزن‏

يَذْوِيْ مِن وَحْشَتِه‏

وحيداً في غرفة الذكريات المعتمة‏

يُصَلِّي صلاةَ الخلاص‏

/‏

الهواجسُ‏

تَتَنَاسَلُ كالهَواءِ الأَصْفَر‏

تَدْفَعُ بالجَسَدِ إلى غَرْغَرةِ البُكاء‏

/‏

قِطَارُ العَاشِقِ خَرَجَ عن السِّكَّة‏

وانقلبَ‏

تناثرتْ أشلاؤه في أَوْدِيَةِ الضَّياع‏

اسْتَحَالَ إلى رُكامٍ من الماضي‏

/‏

ليس وراءَ الموتِ‏

سِرٌّ في سِرِّيَّته‏




3- شرانق بلا حرير‏


غِناءُ الدَّم يَتَرَنَّحُ على ظِلالِ العَوَاصِف‏

بانتظار قُدومها‏

لا دَمْعَ في قَارُوْرَةِ الدَّوَاء‏

أَجْرَعُه‏

إنْ لم تَجِئْ‏

/‏

أكلَّمْتِني أنتِ‏

أم المرَايا‏

أم يَنَابِيْعُ الذِّكريات حِيْنَ تُغرِّدُ على ضِفَاف السَّاقية‏

أم وَهْمِي يَنْدَاحُ في أوهامه‏

/‏

صباحُ الجَسَد يَتَمَطَّى‏

يَرْنُوْ إلى لَحْظَةِ الوُضوءِ بشُعَاعِ الأُنثى‏

بالوليمةِ يحلمُ‏

بالظلامِ يَتَيَمَّمُ‏

/‏

حاسَّةُ السَّمْع تَقْوَى لديكَ كثيراً‏

عندما تَهْمِسُ امرأةٌ في أُذُنِكَ :‏

- أُحِبُّكَ‏

/‏

أَرَى مالا يُعْقَلُ من حَدائِق جسدكِ ،‏

أَسْتَمِرُّ في الحُلم‏

/‏

تأكّدْتُ أنّني بلا اشتعال‏

فَوَاسَيْتُ شمعتي المنْطَفِئة‏

/‏

مُوْغِلٌ في بُرودته ،‏

حَزين‏

يَنْتَظِرُ النَّارَ تُوِقِدُه ،‏

لِتَتَكَلَّم تُوَيْجَاتُه بِلُغةِ العَاصِفَة‏

تَتَهَدَّجُ بالرَّحيق‏

/‏

يَحِنُّ الطَّلَل إلى ذِكْرَيَاتِه‏

أُعِيْرُهُ جَسَدِي‏

/‏

في غُرْفَةِ جَسَدِها‏

كانت‏

تَحْلمُ‏

بي‏

وتنامُ مع غَريمي في سَرِيْرٍ وَاحِد‏

/‏

الظَّلامُ مُدْلَهِمٌّ بالنُّور‏

مَصْلُ الشَّرايين‏

يَنْتَظِرُ‏

أُرْجَوَانَ الحُبّ‏

/‏

تَسْرِيْ في رُوْحِي وَمْضَةٌ ثَلْجِيَّة‏

جَسَدي يَنْتَحِبُ بِصَقِيْعِ النَّارِ‏

كَجَمْرِ الرَّمَاد‏

أحْبُوْ إلى عَاصِفةِ الحَرَائِق‏

/‏

أَسْمَعُ عِطْرَكِ من ظَلامٍ بَعيد‏

أَشُمُّ نُوْرَه‏

تَسْتَيْقِظُ حَاسَّتي الحَزينة‏

إلى سَريري الباردِ الموحشِ آوِيْ‏

بالدِّفءِ أَحْلُمُ‏

أنتِ تَعْبُقِيْنَ بِلَهَبِ الرِّعشةِ الفَاغِم‏

/‏

أَخْتَزِلُ طُيُوْفَهُنَّ‏

بِطَيْفِ جَسَدِكِ‏

عَارِيَاً كالماءِ يَسْطَعُ في كَفَاف حُلْمي‏

يَرْوِيني بالسَّراب‏

/‏

فَتيلُ القِنْدِيْل‏

يَدْخلُ وَرْدَة الجَسَد‏

يُضيءُ كَهْفَ الموت‏

/‏

آنستُ عِنْدَكِ ناراً‏

فجئتُ أُدْفِئُ قَلبي‏

/‏

فِراشُ الموتِ وَسِيْع‏

وأنا بَرْدَان‏

تَمَدَّدِي بِجَانبي‏

آه ..‏

نحن في قبرٍ واحدٍ ،‏

نحيا ..‏

* * *

من ديوان الصومعة والعنقاء
الصادر عن اتحاد الكتاب العرب
2003

مروة حلاوة
23/03/2008, 02:26 PM
أحـلام أميـر الرَّمـاد


للشاعر ممدوح السكاف




1- زوبعة

لرياح

السَّمُوم‏


عَلَى الأَعَالي الشَّاهِقَة ،‏

بُرْجٌ مُشَيَّدٌ مِنْ صَوَّان‏

نَوَافِذُه الصَّخريَّةُ مُوْصَدَة‏

يَلُوْبُ عَلَى نَسْمَةِ هَوَاءٍ يَسْتَنْشِقُها‏

تَهُبُّ عليه زَوَابعُ من رِيَاحِ السَّمُوْم‏

يَتَسلَّلُ الموتُ من دَاخِلِ الشُّقُوْقِ الضَّيِّقةِ إليه‏

يَخْتَنِقُ المُشْتَهِيْ بِشَهْوَتِه‏

/‏

النَّار تَنْدَلِعُ‏

على عَاصِفَةٍ خَامِدَة‏

تُخَلِّفُ وَرَاءها الرَّماد‏

الرَّمادُ‏

يَعْتَكِفُ في زَاويةٍ باردة‏

من الرُّوح ،‏

الرُّوحُ‏

تَهْطُلُ من سَماءِ المجهول‏

كالثلج‏

المجهولُ‏

يَطْرَحُ أسئلةَ مَاهِيِّتِه على العَدَم‏

العَدَمُ‏

يَصْمتُ‏

الصَّمْتُ‏

يَبْوُحُ بالحقيقة العارية :‏

اعلمْ أيها الخَائِضُ في بَحْرِ التأمُّل الدُنْيَويِّ‏

الموت هو أحدُ أدواتِ استمرارِ الحياة في حياتها .‏

/‏

مَعِي تَنْحَلُّ المادَّةُ في الأَثير‏

مَعَهَا تَهُبُّ زَوْبَعَةٌ‏

من أَجِنَّةِ الرِّيح‏

الأرضُ إلى السَّماء تنهضُ عالياً لِلْعِناق‏

الجسدُ في الجسد يَدْخُلُ‏

يُنْشِدَان نشيداً لموْعِدِ الخُصوبة‏

معي‏

معها‏

السَّمَنْدَرُ يُعيدُ تَشْكِيْلَ هَيُوْلاه‏

يقذفُ نُطْفَةً في نُوَاةِ الوردة

العَنْقَاءُ تَنْفُخُ في رَمَادِهَا التُّرابَ‏

على هَيْئَةِ امرأةٍ تَقُوْمُ من مَوْتِها خَضْرَاءَ ،‏

بالنَّدى يُرطِّبُ بُرْعُمَها‏

الفِيْنِيْقُ‏

يَطيـر‏



2- أحوال حال الجسد‏




مَنْ كانَ يُصَاحِبُني في جَنَازِة موتي‏

الآسُ والنخيل‏

المشيِّعُون‏

السُّرادِقُ والكراسي‏

المعَزُّون‏

أم دهنُ الرُّعْبِ من العَودة إلى الحياة‏

/‏

أَغْتَسِلُ بالسَّائِلِ الشَّمْعِيِّ يَتَلأْلأُ في رُؤْيَايَ‏

أَسْقُطُ في دَيَاجي الغَيَاهِب‏

/‏

يَنْهَضُ الحَديدُ على قوائمَ من قِمَاشٍ مُتَهَدِّل‏

يَهْوِيْ إلى الصَّدَأ‏

/‏

أيَّتُها المَناخَات‏

أسْعِفِيْنِي بِعَزْيفِ الرِّيح‏

فَصْلُ الوَداع أَزِفَ‏

انْسِدَالُ السِّتارةِ مُوْشِكٌ على الإقلاع‏

صَعْلَكَةٌ في شَوَارِعِ الذِّكريات‏

خُطُوَاتٌ مُتْعَبَة‏

تَبْغٌ أمجُّ دُخانَه على مَطَر اللَّيل‏

طَيْفُها بجانبي‏

يُكلِّمُني‏

أَسْمَعُه‏

أقْتَعِدُ الرَّصيف‏

تَحْتَ الصَّوَاعِقِ الرَّعْدِيَّة‏

بانتظار قُدُوْمِها يَنْسَكِبُ على جَسَدي‏

دَمَي يَسْتَحِيْلُ إلى رَماد‏

/‏

مَا أَجْمَلَ الصُّعُوْدَ إلى الجُلْجُلَة‏

خشبةُ‏

الخَلاصِ‏

أنْ نَتَسَمَّرَ على صَلِيْبها ،‏

في غِبْطَةِ الفَادِيْن‏

نُحِسُّ بِرِعْشَةِ الموتِ حُبَّاً‏

/‏

الضَّوْءُ في الخارج يَنْتَظِرُ‏

أدْخُلْ‏

أيُّها‏

الزَّائرُ‏

لقد فَرغْتُ الآن من تَشْييع جَنَازةِ الظَّلام‏

/‏

أنا‏

أحدُ عُشَّاقِ الظِّلِّ‏

أُحِبُّ الجلوسَ في المقَاعِدِ الأخيرة‏

/‏

شجرةُ اللَّيمون‏

على أغصانها‏

تَعْبُقُ‏

بالمَطر‏

القَطَراتُ‏

بَعْدَ انقشاعِ السُّحُب‏

تَتَساقَطُ على أرضِ الحَديقة‏

مثلما‏

تَتَسَاقَطُ رُوْحي تَحْتَ أطلالِ جَسَدي‏

/‏

في هَدِيْلِ الانطفاء‏

ارْتَعَشَ شُعاعُ القِنديل‏

قلبٌ من بَنَفْسِج الحُزن‏

يَذْوِيْ مِن وَحْشَتِه‏

وحيداً في غرفة الذكريات المعتمة‏

يُصَلِّي صلاةَ الخلاص‏

/‏

الهواجسُ‏

تَتَنَاسَلُ كالهَواءِ الأَصْفَر‏

تَدْفَعُ بالجَسَدِ إلى غَرْغَرةِ البُكاء‏

/‏

قِطَارُ العَاشِقِ خَرَجَ عن السِّكَّة‏

وانقلبَ‏

تناثرتْ أشلاؤه في أَوْدِيَةِ الضَّياع‏

اسْتَحَالَ إلى رُكامٍ من الماضي‏

/‏

ليس وراءَ الموتِ‏

سِرٌّ في سِرِّيَّته‏




3- شرانق بلا حرير‏


غِناءُ الدَّم يَتَرَنَّحُ على ظِلالِ العَوَاصِف‏

بانتظار قُدومها‏

لا دَمْعَ في قَارُوْرَةِ الدَّوَاء‏

أَجْرَعُه‏

إنْ لم تَجِئْ‏

/‏

أكلَّمْتِني أنتِ‏

أم المرَايا‏

أم يَنَابِيْعُ الذِّكريات حِيْنَ تُغرِّدُ على ضِفَاف السَّاقية‏

أم وَهْمِي يَنْدَاحُ في أوهامه‏

/‏

صباحُ الجَسَد يَتَمَطَّى‏

يَرْنُوْ إلى لَحْظَةِ الوُضوءِ بشُعَاعِ الأُنثى‏

بالوليمةِ يحلمُ‏

بالظلامِ يَتَيَمَّمُ‏

/‏

حاسَّةُ السَّمْع تَقْوَى لديكَ كثيراً‏

عندما تَهْمِسُ امرأةٌ في أُذُنِكَ :‏

- أُحِبُّكَ‏

/‏

أَرَى مالا يُعْقَلُ من حَدائِق جسدكِ ،‏

أَسْتَمِرُّ في الحُلم‏

/‏

تأكّدْتُ أنّني بلا اشتعال‏

فَوَاسَيْتُ شمعتي المنْطَفِئة‏

/‏

مُوْغِلٌ في بُرودته ،‏

حَزين‏

يَنْتَظِرُ النَّارَ تُوِقِدُه ،‏

لِتَتَكَلَّم تُوَيْجَاتُه بِلُغةِ العَاصِفَة‏

تَتَهَدَّجُ بالرَّحيق‏

/‏

يَحِنُّ الطَّلَل إلى ذِكْرَيَاتِه‏

أُعِيْرُهُ جَسَدِي‏

/‏

في غُرْفَةِ جَسَدِها‏

كانت‏

تَحْلمُ‏

بي‏

وتنامُ مع غَريمي في سَرِيْرٍ وَاحِد‏

/‏

الظَّلامُ مُدْلَهِمٌّ بالنُّور‏

مَصْلُ الشَّرايين‏

يَنْتَظِرُ‏

أُرْجَوَانَ الحُبّ‏

/‏

تَسْرِيْ في رُوْحِي وَمْضَةٌ ثَلْجِيَّة‏

جَسَدي يَنْتَحِبُ بِصَقِيْعِ النَّارِ‏

كَجَمْرِ الرَّمَاد‏

أحْبُوْ إلى عَاصِفةِ الحَرَائِق‏

/‏

أَسْمَعُ عِطْرَكِ من ظَلامٍ بَعيد‏

أَشُمُّ نُوْرَه‏

تَسْتَيْقِظُ حَاسَّتي الحَزينة‏

إلى سَريري الباردِ الموحشِ آوِيْ‏

بالدِّفءِ أَحْلُمُ‏

أنتِ تَعْبُقِيْنَ بِلَهَبِ الرِّعشةِ الفَاغِم‏

/‏

أَخْتَزِلُ طُيُوْفَهُنَّ‏

بِطَيْفِ جَسَدِكِ‏

عَارِيَاً كالماءِ يَسْطَعُ في كَفَاف حُلْمي‏

يَرْوِيني بالسَّراب‏

/‏

فَتيلُ القِنْدِيْل‏

يَدْخلُ وَرْدَة الجَسَد‏

يُضيءُ كَهْفَ الموت‏

/‏

آنستُ عِنْدَكِ ناراً‏

فجئتُ أُدْفِئُ قَلبي‏

/‏

فِراشُ الموتِ وَسِيْع‏

وأنا بَرْدَان‏

تَمَدَّدِي بِجَانبي‏

آه ..‏

نحن في قبرٍ واحدٍ ،‏

نحيا ..‏

* * *

من ديوان الصومعة والعنقاء
الصادر عن اتحاد الكتاب العرب
2003

مروة حلاوة
23/03/2008, 02:46 PM
بقعة ضوء على جبين الأمير الشاعر الفارس

أبو فِراس الحَمَداني


320 - 357 هـ / 932 - 967 م

الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.

شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة. له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة،

وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه،

وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.

جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً،

ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.

قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر،

وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)،

قتله رجال خاله سعد الدولة.

منقولا عن موسوعة الشعر العربي


ولعلّ أجمل قصائده :


أراك عصيّ الدّمع




أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ، = أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ ، = ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى = وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي =إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ=إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!
حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا = و أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ ، العذرُ
و ما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ = لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً =هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لي = لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقرُ
بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ، لأنني =أرى أنَّ داراً ،لست من أهلها ، قفرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ = وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُ والخمرُ
فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُ ولمْ يكنْ = فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُفرُ
وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ = لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها،=فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُ المهرُ
تسائلني: " منْ أنتَ ؟ " ، وهي عليمة ٌ =وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟
فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لها الهوى = قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ
فقلتُ لها: " لو شئتِ لمْ تتعنتي =وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ!
فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا! = فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ،
وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ=إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسرُ
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة ٌ = إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُ
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي ، لعاشقٍ ؛ = وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ
وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً ، ... إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ
فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها، = لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ
كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة ً = على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ
تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنو كأنما = تنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُ الحضرُ
فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ، إنهُ = ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ
ولا تنكريني ، إنني غيرُ منكرٍ = إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَ النضرُ
وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبة ٍ = معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصرُ
و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍ = كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ
فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا = وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ
وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة ٍ، = وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ
وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍ = طلعتُ عليها بالردى ، أنا والفجرُ
و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتى ملكتهُ = هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ
وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَا = فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولا وعرُ
وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ = و رحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابها سترُ
و لا راحَ يطغيني بأثوابهِ الغنى = و لا باتَ يثنيني عن الكرمِ
و ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ ؟ = إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْرُ
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدى الوغى ،= ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ !
و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ = فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ !
وقالَ أصيحابي: " الفرارُ أوالردى ؟ " = فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُرّ
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني، = وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ
يقولونَ لي: " بعتَ السلامة َ بالردى " = فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَا نَالَني خُسْرُ
و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً ، = إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟
هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه، = فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكرُ
و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ =كما ردها ، يوماً بسوءتهِ " عمرو"
يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ، وإنما = عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ
و قائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّ نصلهُ = وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّدرُ
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ،= " وفي الليلة ِ الظلماءِ ، يفتقدُ البدرُ "
فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه = و تلكَ القنا ، والبيضُ والضمرُ الشقرُ
وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ = وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ، وَانْفَسَحَ العمرُ
ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ ، اكتفوا بهِ؛ = وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَ الصفرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا، = لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا، = و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ
أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذوي العلا ، = وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ

مروة حلاوة
23/03/2008, 02:46 PM
بقعة ضوء على جبين الأمير الشاعر الفارس

أبو فِراس الحَمَداني


320 - 357 هـ / 932 - 967 م

الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.

شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة. له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة،

وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه،

وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.

جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً،

ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.

قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر،

وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)،

قتله رجال خاله سعد الدولة.

منقولا عن موسوعة الشعر العربي


ولعلّ أجمل قصائده :


أراك عصيّ الدّمع




أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ، = أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ ، = ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى = وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي =إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ=إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!
حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا = و أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ ، العذرُ
و ما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ = لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً =هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لي = لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقرُ
بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ، لأنني =أرى أنَّ داراً ،لست من أهلها ، قفرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ = وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُ والخمرُ
فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُ ولمْ يكنْ = فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُفرُ
وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ = لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها،=فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُ المهرُ
تسائلني: " منْ أنتَ ؟ " ، وهي عليمة ٌ =وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟
فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لها الهوى = قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ
فقلتُ لها: " لو شئتِ لمْ تتعنتي =وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ!
فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا! = فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ،
وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ=إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسرُ
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة ٌ = إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُ
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي ، لعاشقٍ ؛ = وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ
وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً ، ... إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ
فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها، = لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ
كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة ً = على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ
تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنو كأنما = تنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُ الحضرُ
فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ، إنهُ = ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ
ولا تنكريني ، إنني غيرُ منكرٍ = إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَ النضرُ
وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبة ٍ = معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصرُ
و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍ = كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ
فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا = وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ
وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة ٍ، = وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ
وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍ = طلعتُ عليها بالردى ، أنا والفجرُ
و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتى ملكتهُ = هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ
وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَا = فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولا وعرُ
وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ = و رحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابها سترُ
و لا راحَ يطغيني بأثوابهِ الغنى = و لا باتَ يثنيني عن الكرمِ
و ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ ؟ = إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْرُ
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدى الوغى ،= ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ !
و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ = فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ !
وقالَ أصيحابي: " الفرارُ أوالردى ؟ " = فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُرّ
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني، = وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ
يقولونَ لي: " بعتَ السلامة َ بالردى " = فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَا نَالَني خُسْرُ
و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً ، = إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟
هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه، = فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكرُ
و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ =كما ردها ، يوماً بسوءتهِ " عمرو"
يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ، وإنما = عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ
و قائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّ نصلهُ = وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّدرُ
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ،= " وفي الليلة ِ الظلماءِ ، يفتقدُ البدرُ "
فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه = و تلكَ القنا ، والبيضُ والضمرُ الشقرُ
وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ = وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ، وَانْفَسَحَ العمرُ
ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ ، اكتفوا بهِ؛ = وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَ الصفرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا، = لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا، = و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ
أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذوي العلا ، = وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ

مروة حلاوة
23/03/2008, 02:49 PM
مع أبي فراس
في مطلع القرن الحادي والعشرين


تحيّة إلى الشاعر العربيّ الخالد "أبو فراس الحمداني"

شعر : محمّد منذر لطفي



-1-

أكبرتُ شعرَكَ والبيانْ= ياشاعرَ الغُرَرِ الحِسانْ
ياشاعراً .. خلُدَتْ فرا=ئدُ شعرِهِ .. عبر الزمانْ
قد عِشتُ مثلَكَ فارساً= في الشعر.. في ساح الطعانْ
وعشقتُ أجملَ وردةٍ= تشدو .. ولمْ أخشَ الرِّهانْ
أبهى من الرّوضِ المُعَطَّ= ــرِ خدُّها .. والمقلتانْ
أبدعتُ في واحاتِها= أغلى الفرائد .. والمَعانْ
أنا من رياضِ "حماةَ" عطّ=ــرتُ القصائدَ .. والكمانْ
فَزَهَتْ مواسمُهما وضا=ءت بالكريمات اللِّدانْ
أهديتُها "حلبَ العُرو=بةَ .. حيث غنّى الشاعرانْ
ملكُ القوافي "أحمدٌ" = و"أبو فراسٍ" توأمانْ
كانا .. مازالا نجو=ماً في الوغى .. وسيبقيانْ
كانا .. ومازالا بعر=س الشّعرِ أغلى مهرجانْ
-2-
ياشاعرَ "الآلِ" الكرا=مِ .. وفارسَ الحربِ العَوَانْ
لكَ سيرةٌ بيضاءُ لا=أنقى .. يُعطّرُها اللسانْ
ماذا أقول .. ؟ .. وأنتَ في = ساحِ الوغى .. السّيفُ اليَمانْ
هذي قلاعُ الرُّومِ تش=هدُ .. والمُهنَّدُ والحصانْ
أبليتَ في الميدان حتّ=ى كَلَّ منكَ السّاعدانْ
حتّى إذا حُمّ القَضا=ءُ .. ولم يَعُدْ في الأمرِ شانْ
والرومُ حولَكَ حُوَّمٌ = والسّيفُ يلمعُ والسِّنانْ
لكنَّ مثلَكَ لايفرُّ..= وإنْ أوانُ الموتِ آنْ
ماكنتَ - رغمَ الهولِ - ذيّ=ــاكَ المُهرولَ .. والجبانْ
لم تخفِضِ الهامَ النّبيــ=لَ .. ولا جبينُ العِزِّ هانْ
فوقعتَ في الأسرِ البغيــ=ضِ .. وفي غَياباتِ الهَوانْ
وأخو الوغى .. أدرى بسا=حِ الحربِ من ساحِ الغوانْ
-3-
أينَ التي قد علّلَتْ=كَ بوصلِها .. بعدَ الحِرانْ
حسناءُ .. باكرَها الصِّبا الزَّ=اهي .. فغار النيِّرانْ
مُهرٌ .. إذا جَمَحَتْ مفا=تِنُها .. وأطلقتِ العنانْ
هيَ لمْ تَزَلْ تصبو إلى= حبٍّ تأصَّلَ في الجَنانْ
فَأَدِرْ عليها كأس حبّــ=ــكَ .. والقصائدَ .. والدِّنانْ
فالصّدُّ يا "أبتاهُ" من =شِيمِ المعاطيرِ الحِسانْ
خَفَرٌ .. تَوَشَّحَ بالدّلا=لِ .. جلاهُ غُنْجٌ .. وافتِتانْ
فاغنَمْ .. فبعدَ اليومِ لن= تظما .. وإنْ عزَّ القِرانْ
-4-
ياكوكباً .. زَحَمَ النّجو=مَ .. وحيثُ كانَ المجدُ .. كانْ
ساحُ الوغى .. والشعرِ يا= زينَ الفوارسِ شاهدانْ
خذْ كُلَّ ما ملكتْ يدا=يَ .. وأَعطِني ذاكَ البَنانْ
حتّى أكونَ مع الشُّمو=سِ مُخَلَّداً .. في كلِّ آنْ
-5-
ياشاعري .. أيُّها السّي=فُ المُحلَّى .. بالجُمانْ
إنّي ذكرتُكَ .. حين غا=بَ البدرُ .. وانطفأتْ ثمانْ
حين استباح "القدس" "را=بينٌ " وأشبَعَها هَوَانْ
دافعتَ عن حقٍّ مُضا=عٍ .. حينَ وجهُ الحقِّ بانْ
واليومَ لا أحدٌ يُدا=فعُ عن حقوقٍ .. أو مكانْ
نامتْ نواطيرُ العرو=بةِ .. واستُبيحَ المسجدانْ
ذكراكَ توقظُ أمّةً= نامتْ فنامَ العنفوانْ
علّمتَها أنّ الحيا=ةَ مواقفٌ .. تأبى الهوانْ
لايسلمُ الوظنُ الكريــ=ــمُ .. إذا خَلَتْ ساحُ الطِّعانْ
-6-
ياشاعري .. ياصاحب الــ=ــكرمِ الذي أغنى الدِّنانْ
هذي إمارتُكمْ تَوا=رى سيفُها .. والكوكبانْ
فمضتْ تَقاذَفُها الرّيا=حُ .. وحانَ وقتُ الخُلفِ .. حانْ
والحربُ عادتْ للحِمى = بين الأقارب في المَغانْ
و"أبو فراسٍ" في ميــ=ــادينِ الوغى .. ثَبتُ الجَنانْ
خاضَ المعاركَ في مغا=ني "حمصَ" أدهشَها عَيانْ
لكنَّما حظُّ الأبيِّ= كبا .. فضاعَ الصّولجانْ
فبكَتْهُ في "حلبَ" العجو=زُ .. بكتْ بُنيَّتُهُ الرّزانْ
واحسرتا .. زين الشّبا=بِ اليومَ قد خسرَ الرِّهانْ
"زَيْنُ الشّبابِ أبو فرا=سٍ " .. قد مضى قبلَ الأوانْ
يا أنتَ يا زينَ الشَّبا=بِ .. اهنأ .. وإنْ عَصَفَ الزّمانْ
فالشعرُ عندَكَ خالدٌ= يزهو به قاصٍ .. ودانْ
من كانَ مثلَكَ خلّدتْــ=ـهُ .. مع الشموسِ قصيدتانْ

مروة حلاوة
23/03/2008, 02:49 PM
مع أبي فراس
في مطلع القرن الحادي والعشرين


تحيّة إلى الشاعر العربيّ الخالد "أبو فراس الحمداني"

شعر : محمّد منذر لطفي



-1-

أكبرتُ شعرَكَ والبيانْ= ياشاعرَ الغُرَرِ الحِسانْ
ياشاعراً .. خلُدَتْ فرا=ئدُ شعرِهِ .. عبر الزمانْ
قد عِشتُ مثلَكَ فارساً= في الشعر.. في ساح الطعانْ
وعشقتُ أجملَ وردةٍ= تشدو .. ولمْ أخشَ الرِّهانْ
أبهى من الرّوضِ المُعَطَّ= ــرِ خدُّها .. والمقلتانْ
أبدعتُ في واحاتِها= أغلى الفرائد .. والمَعانْ
أنا من رياضِ "حماةَ" عطّ=ــرتُ القصائدَ .. والكمانْ
فَزَهَتْ مواسمُهما وضا=ءت بالكريمات اللِّدانْ
أهديتُها "حلبَ العُرو=بةَ .. حيث غنّى الشاعرانْ
ملكُ القوافي "أحمدٌ" = و"أبو فراسٍ" توأمانْ
كانا .. مازالا نجو=ماً في الوغى .. وسيبقيانْ
كانا .. ومازالا بعر=س الشّعرِ أغلى مهرجانْ
-2-
ياشاعرَ "الآلِ" الكرا=مِ .. وفارسَ الحربِ العَوَانْ
لكَ سيرةٌ بيضاءُ لا=أنقى .. يُعطّرُها اللسانْ
ماذا أقول .. ؟ .. وأنتَ في = ساحِ الوغى .. السّيفُ اليَمانْ
هذي قلاعُ الرُّومِ تش=هدُ .. والمُهنَّدُ والحصانْ
أبليتَ في الميدان حتّ=ى كَلَّ منكَ السّاعدانْ
حتّى إذا حُمّ القَضا=ءُ .. ولم يَعُدْ في الأمرِ شانْ
والرومُ حولَكَ حُوَّمٌ = والسّيفُ يلمعُ والسِّنانْ
لكنَّ مثلَكَ لايفرُّ..= وإنْ أوانُ الموتِ آنْ
ماكنتَ - رغمَ الهولِ - ذيّ=ــاكَ المُهرولَ .. والجبانْ
لم تخفِضِ الهامَ النّبيــ=لَ .. ولا جبينُ العِزِّ هانْ
فوقعتَ في الأسرِ البغيــ=ضِ .. وفي غَياباتِ الهَوانْ
وأخو الوغى .. أدرى بسا=حِ الحربِ من ساحِ الغوانْ
-3-
أينَ التي قد علّلَتْ=كَ بوصلِها .. بعدَ الحِرانْ
حسناءُ .. باكرَها الصِّبا الزَّ=اهي .. فغار النيِّرانْ
مُهرٌ .. إذا جَمَحَتْ مفا=تِنُها .. وأطلقتِ العنانْ
هيَ لمْ تَزَلْ تصبو إلى= حبٍّ تأصَّلَ في الجَنانْ
فَأَدِرْ عليها كأس حبّــ=ــكَ .. والقصائدَ .. والدِّنانْ
فالصّدُّ يا "أبتاهُ" من =شِيمِ المعاطيرِ الحِسانْ
خَفَرٌ .. تَوَشَّحَ بالدّلا=لِ .. جلاهُ غُنْجٌ .. وافتِتانْ
فاغنَمْ .. فبعدَ اليومِ لن= تظما .. وإنْ عزَّ القِرانْ
-4-
ياكوكباً .. زَحَمَ النّجو=مَ .. وحيثُ كانَ المجدُ .. كانْ
ساحُ الوغى .. والشعرِ يا= زينَ الفوارسِ شاهدانْ
خذْ كُلَّ ما ملكتْ يدا=يَ .. وأَعطِني ذاكَ البَنانْ
حتّى أكونَ مع الشُّمو=سِ مُخَلَّداً .. في كلِّ آنْ
-5-
ياشاعري .. أيُّها السّي=فُ المُحلَّى .. بالجُمانْ
إنّي ذكرتُكَ .. حين غا=بَ البدرُ .. وانطفأتْ ثمانْ
حين استباح "القدس" "را=بينٌ " وأشبَعَها هَوَانْ
دافعتَ عن حقٍّ مُضا=عٍ .. حينَ وجهُ الحقِّ بانْ
واليومَ لا أحدٌ يُدا=فعُ عن حقوقٍ .. أو مكانْ
نامتْ نواطيرُ العرو=بةِ .. واستُبيحَ المسجدانْ
ذكراكَ توقظُ أمّةً= نامتْ فنامَ العنفوانْ
علّمتَها أنّ الحيا=ةَ مواقفٌ .. تأبى الهوانْ
لايسلمُ الوظنُ الكريــ=ــمُ .. إذا خَلَتْ ساحُ الطِّعانْ
-6-
ياشاعري .. ياصاحب الــ=ــكرمِ الذي أغنى الدِّنانْ
هذي إمارتُكمْ تَوا=رى سيفُها .. والكوكبانْ
فمضتْ تَقاذَفُها الرّيا=حُ .. وحانَ وقتُ الخُلفِ .. حانْ
والحربُ عادتْ للحِمى = بين الأقارب في المَغانْ
و"أبو فراسٍ" في ميــ=ــادينِ الوغى .. ثَبتُ الجَنانْ
خاضَ المعاركَ في مغا=ني "حمصَ" أدهشَها عَيانْ
لكنَّما حظُّ الأبيِّ= كبا .. فضاعَ الصّولجانْ
فبكَتْهُ في "حلبَ" العجو=زُ .. بكتْ بُنيَّتُهُ الرّزانْ
واحسرتا .. زين الشّبا=بِ اليومَ قد خسرَ الرِّهانْ
"زَيْنُ الشّبابِ أبو فرا=سٍ " .. قد مضى قبلَ الأوانْ
يا أنتَ يا زينَ الشَّبا=بِ .. اهنأ .. وإنْ عَصَفَ الزّمانْ
فالشعرُ عندَكَ خالدٌ= يزهو به قاصٍ .. ودانْ
من كانَ مثلَكَ خلّدتْــ=ـهُ .. مع الشموسِ قصيدتانْ

مروة حلاوة
23/03/2008, 03:44 PM
تكذيب سريع لأقوالهم..

(بمناسبة العيد العالمي للشعر 21-3)

الشاعر الدكتور راتب سكر

مقرّر جمعيّة الشعر

في اتحاد الكتاب العرب





يقترن كل حضور إبداعي بنوع من الازدواج في الدلالة، إذ يزدوج الإبداع في إشارته إلى نفسه في الوقت الذي يشير فيه إلى غيره. وإذا كان الشعر يرسل جداوله بين أوديته وروابيه ريانة بالمواعيد في حدائق الروح والوجدان، فإن الشاعر لا يكون إلا محباً للجمال متنقلاً بين دروب الأدب مبتعداً عن صخب الحياة وضجيجها، مهما بدت أضواؤه مغرية بالمكاسب: صغيرها ومتوسطها وكبيرها.
على ضفاف تلك الجداول، تميل الأقلام الأدبية والإبداعية، يرنحها عشق خاص، كي تسهم في رفد الحركة الثقافية ـ محلياً وعربياًـ، بنتاجها الفكري والأدبي لتؤكد حضوراً متميزاً في المنتديات الفكرية والأكاديمية وتسهم في المنابر الأدبية والشعرية .
يحلق الشعر بعيـداً عن غربــة الواقـع المغلول بالقهر والتخلف، يحلق بخياله وإنسانيتـه ليرسو على مرافئ الجمـال ودروب الأدب وضفـاف القصيـدة، يلون الحياة بورود شفيفة الملامح فواحة الرؤى.
انهدامات وتعسف في الصلات الناظمة لعلاقة الشاعر بالمجتمع ومؤسساته المختلفة ، وقد غدت قضية الغربة والخيبة والألم في طليعة القضايا التي تشغل الأدباء والمثقفين وتلون الواقع العربي المثقل بأحماله !! ، مما يولد أسئلة عن فرادة الأديب في مواجهة العالم، مثل: " متى يحس الشاعر بالغربة ويرغب في الوحدة " ؟!.
من الراجح أن صياغة السؤال بهذه الطريقة لا تخلو من "تعسف"، لأنها تفترض مسبقاً وجود زمن لا يحس الشاعر فيه بالغربة، وهذا افتراض قابل للمناقشة عميقاً، لأن الشاعر يحس بالغربة أكثر من أربع وعشرين ساعة في اليوم، ومهما امتدت ساعات اليوم لن تفي بحاجة الشاعر إلى تحقيق غربته في الزمن، لأن تلك الغربة ناجمة عن المفارقة الأصيلة بين جمال ونقاء إنسانيين منشودين، وبين واقع يجر خذلانه من حفرة إلى حفرة في عالم مكسور بانهدامات هائلة ومرعبة. أما الرغبة في الوحدة فلا تقع على الحيز نفسه، لأن الاختلاط بآخرين لا يتناقض مع الشعور بالغربة، وخاصة عندما يكون هؤلاء الآخرون شركاءنا في الرحيل على دروبها، فاللقاء بالأصدقاء يقهر كل مغريات الرغبة في الوحدة، وإن كان يعزز الشعور بالغربة، لأن الأصدقاء في مثل هذه الحالة يمنحونك بذلك الشعور وساماً عظيماً.
إنه الشعر يمسح الألم بعطر اللغة وصورها الفياضة بالحنان والألوان، يشير إلى وجود انهدامات مرعبة على خارطة العالم المكسور المليء بالمتغيرات السياسية والأيديولوجية، ولكنه لا يكتفي بالإشارة، إذ يستطيع الشعر أن يمجد الصفاء الإنساني ويمسح الألم عن جباه البشر في ذلك الضجيج الفجائعي للحياة الاستهلاكية، إنه إذ يفعل ذلك بخيال الفن الوثاب يبني عوالم قادرة على الانبعاث من رمادها مرة بعد مرة كعوالم طائر الفينيق باعثة الأمل والرجاء في المجتمع البشري كلما تعرض لكوابيس تهدد صفاء منجزه الحضاري وجمال بهجته الإنسانية كما يحدث في عالمنا المعاصر.
إننا في امتحـان صعب وخطير، إذ يبـدو أن العـالم يسير إلى نهاية التاريخ ممجداً القسوة الفظيعـة، والاستهلاك المبتـذل، والتصحر الذي يقتل في الأرض والإنسان أغنيات الخضرة والربيع. والشعر مازال هو النافذة الممكنة لإعادة تعميد العالم الطامح بالرجاء، في انتظار أن يعيد البشر حساباتهم بحثاً عن العقل والعلاقات الإنسانية النظيفة والجمال الإنساني القادر على الاحتماء في تويجات فنه من عواصف الطغاة والجبابرة مهما عتوا واستكبروا.
إن عالم البشر في معمورتنا الملونة بالكيمياء ونفايات الشركات الكبرى، يحتاج إلى الشعر وقصائده أكثر من أي وقت مضى، يحتاج إلى الشعر لينظف روحه من السموم، ومسامات جلده من الأدران.
يقولون إن زمن الشعر ولّى وراح، وعلينا أن نصدر تكذيباً سريعاً لأقوالهم .
التقى أعضاء جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب، بتعاون طيب وكريم مع مجلس مدينة حمص، قادمين من المحافظات المختلفة، قبل ظهر يوم السبت 22-3-2008 عند ضريح جدهم أبي فراس الحمداني، في السفح الغربي لقلعة مدينة حمص، ليحيوا ذكراه، في العيد العالمي للشعر، بالزهور، قبل أن ينتقلوا إلى قاعة سامي الدروبي، في المركز الثقافي القريب، لعقد اجتماعهم الشهري، ولقائهم ذي الطبيعة الاحتفالية بعنوان: "الشاعر ممدوح السكاف بين واديين: عبقر والعاصي"، وقد كان هذا اللقاء شكلا من أشكال التكذيب المطلوب .

مروة حلاوة
23/03/2008, 03:44 PM
تكذيب سريع لأقوالهم..

(بمناسبة العيد العالمي للشعر 21-3)

الشاعر الدكتور راتب سكر

مقرّر جمعيّة الشعر

في اتحاد الكتاب العرب





يقترن كل حضور إبداعي بنوع من الازدواج في الدلالة، إذ يزدوج الإبداع في إشارته إلى نفسه في الوقت الذي يشير فيه إلى غيره. وإذا كان الشعر يرسل جداوله بين أوديته وروابيه ريانة بالمواعيد في حدائق الروح والوجدان، فإن الشاعر لا يكون إلا محباً للجمال متنقلاً بين دروب الأدب مبتعداً عن صخب الحياة وضجيجها، مهما بدت أضواؤه مغرية بالمكاسب: صغيرها ومتوسطها وكبيرها.
على ضفاف تلك الجداول، تميل الأقلام الأدبية والإبداعية، يرنحها عشق خاص، كي تسهم في رفد الحركة الثقافية ـ محلياً وعربياًـ، بنتاجها الفكري والأدبي لتؤكد حضوراً متميزاً في المنتديات الفكرية والأكاديمية وتسهم في المنابر الأدبية والشعرية .
يحلق الشعر بعيـداً عن غربــة الواقـع المغلول بالقهر والتخلف، يحلق بخياله وإنسانيتـه ليرسو على مرافئ الجمـال ودروب الأدب وضفـاف القصيـدة، يلون الحياة بورود شفيفة الملامح فواحة الرؤى.
انهدامات وتعسف في الصلات الناظمة لعلاقة الشاعر بالمجتمع ومؤسساته المختلفة ، وقد غدت قضية الغربة والخيبة والألم في طليعة القضايا التي تشغل الأدباء والمثقفين وتلون الواقع العربي المثقل بأحماله !! ، مما يولد أسئلة عن فرادة الأديب في مواجهة العالم، مثل: " متى يحس الشاعر بالغربة ويرغب في الوحدة " ؟!.
من الراجح أن صياغة السؤال بهذه الطريقة لا تخلو من "تعسف"، لأنها تفترض مسبقاً وجود زمن لا يحس الشاعر فيه بالغربة، وهذا افتراض قابل للمناقشة عميقاً، لأن الشاعر يحس بالغربة أكثر من أربع وعشرين ساعة في اليوم، ومهما امتدت ساعات اليوم لن تفي بحاجة الشاعر إلى تحقيق غربته في الزمن، لأن تلك الغربة ناجمة عن المفارقة الأصيلة بين جمال ونقاء إنسانيين منشودين، وبين واقع يجر خذلانه من حفرة إلى حفرة في عالم مكسور بانهدامات هائلة ومرعبة. أما الرغبة في الوحدة فلا تقع على الحيز نفسه، لأن الاختلاط بآخرين لا يتناقض مع الشعور بالغربة، وخاصة عندما يكون هؤلاء الآخرون شركاءنا في الرحيل على دروبها، فاللقاء بالأصدقاء يقهر كل مغريات الرغبة في الوحدة، وإن كان يعزز الشعور بالغربة، لأن الأصدقاء في مثل هذه الحالة يمنحونك بذلك الشعور وساماً عظيماً.
إنه الشعر يمسح الألم بعطر اللغة وصورها الفياضة بالحنان والألوان، يشير إلى وجود انهدامات مرعبة على خارطة العالم المكسور المليء بالمتغيرات السياسية والأيديولوجية، ولكنه لا يكتفي بالإشارة، إذ يستطيع الشعر أن يمجد الصفاء الإنساني ويمسح الألم عن جباه البشر في ذلك الضجيج الفجائعي للحياة الاستهلاكية، إنه إذ يفعل ذلك بخيال الفن الوثاب يبني عوالم قادرة على الانبعاث من رمادها مرة بعد مرة كعوالم طائر الفينيق باعثة الأمل والرجاء في المجتمع البشري كلما تعرض لكوابيس تهدد صفاء منجزه الحضاري وجمال بهجته الإنسانية كما يحدث في عالمنا المعاصر.
إننا في امتحـان صعب وخطير، إذ يبـدو أن العـالم يسير إلى نهاية التاريخ ممجداً القسوة الفظيعـة، والاستهلاك المبتـذل، والتصحر الذي يقتل في الأرض والإنسان أغنيات الخضرة والربيع. والشعر مازال هو النافذة الممكنة لإعادة تعميد العالم الطامح بالرجاء، في انتظار أن يعيد البشر حساباتهم بحثاً عن العقل والعلاقات الإنسانية النظيفة والجمال الإنساني القادر على الاحتماء في تويجات فنه من عواصف الطغاة والجبابرة مهما عتوا واستكبروا.
إن عالم البشر في معمورتنا الملونة بالكيمياء ونفايات الشركات الكبرى، يحتاج إلى الشعر وقصائده أكثر من أي وقت مضى، يحتاج إلى الشعر لينظف روحه من السموم، ومسامات جلده من الأدران.
يقولون إن زمن الشعر ولّى وراح، وعلينا أن نصدر تكذيباً سريعاً لأقوالهم .
التقى أعضاء جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب، بتعاون طيب وكريم مع مجلس مدينة حمص، قادمين من المحافظات المختلفة، قبل ظهر يوم السبت 22-3-2008 عند ضريح جدهم أبي فراس الحمداني، في السفح الغربي لقلعة مدينة حمص، ليحيوا ذكراه، في العيد العالمي للشعر، بالزهور، قبل أن ينتقلوا إلى قاعة سامي الدروبي، في المركز الثقافي القريب، لعقد اجتماعهم الشهري، ولقائهم ذي الطبيعة الاحتفالية بعنوان: "الشاعر ممدوح السكاف بين واديين: عبقر والعاصي"، وقد كان هذا اللقاء شكلا من أشكال التكذيب المطلوب .