المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رَفّ الحَمَـــــــام مغــــــرّب !!



هلال الفارع
24/03/2008, 08:43 AM
رَفّ الحَمَـــــــام مغــــــرّب !!
*شعر: هــلال الفــارع
رَفُّ الْحَمَامِ مُغَرِّبٌ،
يَطْوِي الْفَضَاءَ على بِسَاطٍ مِنْ هَدِيلْ
وأَنا وأنتَ مُشَرِّقانِ،
وليسَ في وَجْهِ الْمَدَى
إلا بَقايا مِنْ إِيَابٍ مُسْتَحِيلْ
نَمضي فيشتعِلُ السُّكونُ بِصَمتِنا،
وَيَزُفُّنا رُعبُ الصَّدَى الآتي على وَجَعِ الصَّلِيلْ
لا شَيْءَ في أقدامِنا إلا الرِّمالُ،
تَهُبُّ وَفْقَ لِهَاثِنَا،
لِتَدُسَّنَا في لَحظَةِ الوطنِ الْبَديلْ
يا صَاحبي، قُلْ أَيَّ شَيْءٍ،
صَمْتُكَ الدَّامِي أَرَاهُ يُدِينُنِي،
فَإِلى مَتى سَتَظَلُّ تَرفُضُ أَنْ تُصَدِّقَنِي،
وَأَنتَ معي شَهِدْتَ دَمِي القتيلْ؟!
قُلْ ما يُهَدِّئُ رَوْعَتِي،
أَو ما يُحَرِّضُ لَهْفَتِي،
لِفُتَاتِ حُلْمٍٍ لم يَعُدْ يُصْغِي لَنَا،
وَأَمَامَنَا هذا الْفَراغُ،
فَقُمْ مَعِي...
لِنَبِيعَ قِصَّتَنَا على أَشْلاءِ أَرْصِفَةِ الرَّحِيلْ
قُلْ أَيََ شَيْءٍ أيُّها الْمَشْنُوقُ بِي،
مِلْ إِنْ أَرَدْتَ الْمَيْلَ،
أو إِنْ أَغْرَقَتْكَ خُطَايَ في عَرَقِ السَّبِيلْ
مِلْ أنتَ وَحدَكَ
إِنْ تَخَفْ لَفْحَ الشُّرُوقِ،
وإِنْ تَمُتْ في نَبْضِكَ المَبْتُورِ أَنَّاتُ الأَصِيلْ
لا تَنْتَظِرْ مِنِّي ارتِدادِي عن دَمِي،
فَأَنَا نَشَرْتُ على فَمِي
أَشْلاءَ خَارِطَةِ الْوُصُولِ، وَلَسْتُ أَقْدِرُ أَنْ أَمِيلْ
رَفُّ الْحَمَاِم مُغَرِّبٌ – يا صَاحِبِي - أَبَدًا،
ونحنُ مُشَرِّقانِ، فلا تَقِفْ خَلْفِي،
فَلَنْ يَأْتِي الرَّصَاصُ مِنَ الْوَرَاءْ
نحنُ ابْتَعَدْنَا عَنْ مَدَى "الْعُوزِي" بِمَا يَكْفِي،
فَكُنْ جَارِي وَنَحْنُ نَمُرُّ في هذا الْخَلاءْ
فَلَرُبَّمَا أَعْيَا..
فَتُمْسِكُ بِي، وَتُسْنِدُني،
وَتُلْقِمُنِي مِنَ الْوَهْمِ الْقَلِيلْ
أوْ كُنْ أَمَامِي
قَبْلَ أنْ يَجْتاحَنِي المَنْفَى،
وفي عَيْنِي على الْجُرْمِ الدَّلِيلْ!!

عيسى عدوي
24/03/2008, 08:47 AM
أخي هلال
يسعدني أن أكون أول الواصلين ..لمتابعة مسيرة سرب الحمام
حيث أنني سعدت بمشاهدة إنطلاقته ..قبل اسبوع ..
تحيتي لهذا الإبداع المتدفق ...
وأتمنى أن يدوم الهديل ..

تحيتي لك مع خالص المودة

مقبوله عبد الحليم
24/03/2008, 09:01 AM
ويسعدني أن أكون الثانية

فلا ضير فأنتما الإثنان سيدا الشعر الأصيل والجميل

ما أروع هذا الهديل في هذا الصباح الذي تطل عليَّ شمسه من وراء الأفق ...

مزهوة في ذا الهلال الذي لا يغيب

يرافقها في مسيرة العطاء وفي درب الضياء

يجوبان السماء فيزرعا في النفس أملا وحبا وكبرياء

عزف شجي أسعدني

رائع أنت سيدي الشاعر

حسن سلامة
24/03/2008, 09:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

رف الحمام مغرب
مجوز ولا فرداوي ..؟!!

أخي هلال ،

حين يغرب الحمام الحزين
فإنه يصعد الريح
يسير بعكسها ،
ويطويها كما قلتَ ،
كبساط من هديل ..
..
أنا وأنت ، حين نُـشرقُ
تأخذنا بقايا الريح ،
مع بقايا الإياب ،
ونبتعد كثيراً عن حمائمنا التي
ربما تأتي غداً
بعرق زيتون
أو بنبأ من سبأ
أو بكارثة جديدة ..!

دعني آخذ المدهش في القصيد ،
( حين يشتعل السكون )
( الرمال والوطن البديل )
( أشلاء أرصفة الرحيل )
قاتلة كل التفاصيل
قاتل يا صاحبى وجع الرحيل ،
نعم ،
لا يأتي الرصاص من الخلف ،
نحبه من الأمام
نحب موتنا المنظور
لأن ما يأتي من الوراء
يسلب متعة المواجهة ..

كم هي ناعمة تلك الحمائم
وجارحة حين تنظـُرنا
وحين تحكي عيونها
وحين نصمت دونها

يا سيدي
نتوق إلى من يجاورنا
يجارينا
يضمد جرحنا
وينتظر معنا الحمام الذي غرب ،
علـّه يعود إلى برجه
..
فالزغاليل ما زالت
تحت الزغب ..

**
دمت أيها الفارع

وإليك هذا الرابط / بعض ألم / بعض أمل ..



http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=11230

عبدالودود العمراني
24/03/2008, 12:02 PM
تكاد تسمع هديل الحمام وأنت تقرأ القصيدة، أو قل وأنت تسمع وقعها وإيقاعها.

شكرًا يا هلال، فالجمال يغذي الوجدان والقلب.

بارك الله فيك يا رجل

دمت لنا مذكرًا بالأصول وحارسًا للقيم العليا.

أخوك عبدالودود

جميلة الرجوي
25/03/2008, 08:25 AM
يا حمام القدس طوف في إباء
عانق الأقصى بأشواق سبــأ

كريمٌ أنت في وطنك وفي منفاك
فمثلك لا يذل ولا يعود إلى الوراء ..

في شممٍ وكبرياء..
اتحفتنا بهذا العبير الممزوج بحب الأرض
وإرادة الصمود
دمت ثائرا ومناضلا ..
ودام لنا إبداعك.. جمالا وتجدد وإنتماء،،،

هلال الفارع
25/03/2008, 11:38 AM
أخي هلال
يسعدني أن أكون أول الواصلين ..لمتابعة مسيرة سرب الحمام
حيث أنني سعدت بمشاهدة إنطلاقته ..قبل اسبوع ..
تحيتي لهذا الإبداع المتدفق ...
وأتمنى أن يدوم الهديل ..

تحيتي لك مع خالص المودة
ـــــــــــــــــــــ
كم أسعدني وصولك!
كم فرح الحمام بك!
لك التحية يا أخي مصافحًا ومحبًّا،
ولي سيل هذه المودة التي أذخرها للحياة.
تحيتي لك أيها الأخ الصديق عيسى عدوي.
شكرًا لوقوفك الصادق.

نادين عبد الله
25/03/2008, 12:31 PM
سيدي الفاضل
نحن فعلا ابتعدنا عن منهج الحق،
عن النور الذي رف في سماءنا يوما مضى،
عن كل ما يؤدي إلى سواء السبيل
سيدي
دمت مبدعا ، يتدفق الإبداع بين كلماتك يرسم الظمأ الذي بدواخلنا
بهذه البساطة التي تدخل في أعماقنا
بشعرية فائقة
دمت مبدعا، تتجول بحضارة في كنه المعاني المشرقة بقوة
في وجه الخمول
دمت مبدعا، يأخذ بيد المبدعين وسط الشتات
إلى المنهج السليم الذي يعلمهم ماهية الإبداع
... ...
وهذا ليس إطراء
مودتي الشعرية

محمد العباسي
26/03/2008, 10:54 PM
((( هلال الفارع )))
سيد الشعر
لله درك
و الله يعطيك العافية

عـائشة السهلاوي
27/03/2008, 11:15 AM
حينَ تُهَروِلُ الحَمائمُ في ولهٍ..
..بينَ أنيابِ النّوارِس
[فأمعِن ألفَ كرّةٍ]
قَبلَ أنـْ تُصافِحَ هاتيكـَ الحُروف


شَرفٌ أن كُنتُ مِن زُمرِ العابِرين
’’فسَلِمتَ أيّها الفاضِل’’

عمر طرافي البوسعادي
27/03/2008, 06:40 PM
شجون ألم بخافقي كلما قرأت روائع الشعر من ملك القريض وهو يذكر الإياب المستحيل
تأكد يا شاعرنا الجليل وأستاذنا القدير أننا نعيش معك في كل خفقة وفي كل نفس يلج صدرك مما تشعر به من أوجاع المنفى
والشعر نفثة وتنفيس ...
معك بروحي وقلبي
المحب لأستاذه الحبيب : البوسعادي

اشرف الخضرى
31/03/2008, 04:39 AM
فلا تَقِفْ خَلْفِي،
فَلَنْ يَأْتِي الرَّصَاصُ مِنَ الْوَرَاءْ
..................

يا ليت انى استطيع ان اجعل كل الناس يعرفون كيف يدخلون الى الشعر وكيف يكون عناق القصيدة

وكيف يشعر العاشق للحرف بدغدغة الاحرف لاعصاب عينيه وهو يتيه مع الشعر حتى تفقد قدماه اتصالهما بالارض

............................

جلس يقرأ له شعرا وهو على فراشه من شدة المرض يائس يائس بلا نهاية


وظل الاخر يقرا ويقرأ ثم قاطعه العجوز المتهالك وقال له

(ان الشعر الحقيقى هو الذى ينقلك الى مكان آخر.. وأنا ما زلت هنا)

الشاعر الكبير هلال الفارع..كم احبك

محمد ملوك
31/03/2008, 03:31 PM
هديل من الروح إلى الروح
وتغريد من شاعر يجعلك بحرفه تقر من غير مجاملة
أنه يستحق منك وقفات تأمل فيما تخطه يده ووقفات دراسية لكل ماينظمه
أعتز بأنني واحد من قرائك
تحيتي ومودتي

زاهية بنت البحر
24/07/2008, 11:02 PM
لاأدري لماذا لم أر هذه الرائعة قبل الآن، ماشاء الله ماأبدع ماتتحفنا به شاعرنا الفذ هلال الفارع . لاحرمنا الله من حروفك الدرية المشعة في دروب النضال والثورة حتى التحرير.
أختك
بنت البحر

علا بدوي
25/07/2008, 12:43 AM
الشاعر الرائع هلال الفارع

إن أخذتنا أجنحة الحمام
فلتسكن الطير الغمام
ولتبلل أجنحتها
وتعود ثانية
لن تفيضَ بالجديد
لأنـَّا سنروي العالم
بحرف لا يبيد
كحرفك شاعرنا السديد
هلال الفارع
تحياتي

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
16/08/2008, 12:09 PM
الشاعر المبدع هلال الفارع
مع كل رفة جناح للحمام اقف لاصفق لك بقوة
ادعو الله ان يديم علينا هذا الفيض
تحية

أيمن أحمد رؤوف القادري
20/08/2008, 11:29 PM
تحية إلى شاعر الحرف الناري
وصاحب الكلمة الملتزمة..
تحية إلى الأستاذ هلال الفارع،
ومعاني الإباء في ثنايا قصيدته هذه.

حسين الصّدّيقي
22/08/2008, 11:01 PM
قُم ياهلالُ ونادِ أسرابَ الحمام




وارفع هِلالكَ شامخاً فوق أسنان القِباب




واصرخ عليها ضامناً سِلمَ الحمامِ على الحِرابْ




أخبر حَمامَكَ .. فارجعي .. إنّا نرُدُّ لكِ السِّلاب




وارفع يديكَ تحيّة




حَلِّقْ معَ طيرِ العُقابِ المُستعدّ للإنقضاضْ




آنَ الأوانُ لجولةٍ يهوي العُقابُ على الغُرابً




يومٌ قريبٌ قادمٌ ما من محال




دُمْ ياهلالُ على المآذنِ عالياً فوق السّراب



وارفعْ هلالَكَ ماخِراً فوقَ أكداسِ العُبابْ


=========================



حيّاكَ اللهُ يا شاعراً يهزّ الوجدان ويخاطبُ الغيرة ويُحاكي القلوب..


سمعتُ عنكَ وقرأتُ اسمكَ كثيراً ..


واليومَ أُحيّيكَ وأكونُ لكَ أخاً


يا رعاك الله


أخوك حسين الصّدّيقي

شاهر ذيب
17/10/2008, 07:27 PM
أخي الشاعر المبدع هلال
أعجبتني جدا هذه القصيدة الرائعة. قرأتها عدة مرات، ولا أخفيك فمنذ القراءة الأولى شعرت أنني جزء من الحالة الشعرية بتفاصيلها.
لك مني أجمل تحية

ناهد يوسف حسن
17/10/2008, 08:18 PM
تحية وطنية للمبدع الراقي
هلال الفارع
دام عطاؤك

م . رفعت زيتون
18/10/2008, 12:40 AM
قراءة متواضعة في قصيدة حملتها أجنحة الحمام
.................................................. ............................................

الحمام وهو ما أراه هنا إلا الخير والرخاء يختار أن يسير بعكس إتجاهنا
وكأننا لا نستحق أن نعيش مثل باقي الأنام وليس لنا إلا الطريق الذي تنتظرنا به الصقور

رَفُّ الْحَمَامِ مُغَرِّبٌ،
يَطْوِي الْفَضَاءَ على بِسَاطٍ مِنْ هَدِيلْ
وأَنا وأنتَ مُشَرِّقانِ،
وليسَ في وَجْهِ الْمَدَى
إلا بَقايا مِنْ إِيَابٍ مُسْتَحِيلْ

هنا جاء جواب سؤال لم يسأل بعد
جاء كمقدمة تمهيديه لما سيكون بعد هذه الطريق
التي لا يوجد فيها الا مسلك واحد خطـّه مهندس القصيدة
طريق باتجاه واحد لا عودة لداخليه سالكه مفقود مفقود

نَمضي فيشتعِلُ السُّكونُ بِصَمتِنا،
وَيَزُفُّنا رُعبُ الصَّدَى الآتي على وَجَعِ الصَّلِيلْ
لا شَيْءَ في أقدامِنا إلا الرِّمالُ،
تَهُبُّ وَفْقَ لِهَاثِنَا،

صورة من الإبداع جعلت بضع كلمات تصور حالة إنسانية
في لحظة ما وتلخص تجربة لملايين البشر وليست حكرا على مكان واحد
فهي لكل من اشتعل الصمت تحت قدميه خوفا من المجهول وربما مواجهة لحقيقة مؤلمه
وربما ربما محاولة لفهم ما لا يفهم
فيها تصوير وأسمع الخلفية الموسيقية تتخلل الصمت قادمة يحملها رعبُ الصدى
فليس في هذا المكان إلا بعض الأنفاس اللاهثة تخرج من فيه الشاعر وصاحبه
فيرتد إليها صداها يحمل الوحشة والغربة واحتمالات المجهول


لِتَدُسَّنَا في لَحظَةِ الوطنِ الْبَديلْ
هنا فهم للحقيقة أدخلنا إليها الشاعر بيسر وكما صورها بلحظه

يا صَاحبي، قُلْ أَيَّ شَيْءٍ،
صَمْتُكَ الدَّامِي أَرَاهُ يُدِينُنِي،
فَإِلى مَتى سَتَظَلُّ تَرفُضُ أَنْ تُصَدِّقَنِي،

وهنا جعلني الشاعر أفكر بشيئ آخر وهو أنه كان وحده في سفره
وأنه كان يخاطب نفسه لا صاحبه لأنه لوكان صاحبه معه لفهم ما فهم الشاعر من حقائق
ولرأى بأم عينه مثلما رأى الشاعر ولكنه يتحدث عن شيئ آخر لا يريد أن يصدقه
وهذا ربما لا يكون الا نفس الشاعروعقله الباطن التي يرفض ما يرى
والذي سيطرت عليه الدهشة فأصبح بين مصدق للخبر ( وهو الشاعر )
ومكذب للخبر ( وهو عقله الباطن) وربما أكون هنا مخطئا لكنني أعيش لحظة الحكاية الآن

وَأَنتَ معي شَهِدْتَ دَمِي القتيلْ؟!
قُلْ ما يُهَدِّئُ رَوْعَتِي،
أَو ما يُحَرِّضُ لَهْفَتِي،
لِفُتَاتِ حُلْمٍٍ لم يَعُدْ يُصْغِي لَنَا،
وَأَمَامَنَا هذا الْفَراغُ،
الشاعر هنا يحاول إقناع ذاته أكثر فكلما ابتعد في مسافة الغربة كلما زادت قناعته بأن
القيامة قد قامت وأن الروح قد بلغت التراقي والعودة أصبحت ضربا من الخيال

فَقُمْ مَعِي...
لِنَبِيعَ قِصَّتَنَا على أَشْلاءِ أَرْصِفَةِ الرَّحِيلْ
قُلْ أَيََ شَيْءٍ أيُّها الْمَشْنُوقُ بِي،
كان لا بدّ من صرخة وهذا أقصى ما قد يفعله المفجوع في لحظة الدخول الى عالم آخر
فكانت في هذه الكلمات

مِلْ إِنْ أَرَدْتَ الْمَيْلَ،
أو إِنْ أَغْرَقَتْكَ خُطَايَ في عَرَقِ السَّبِيلْ

توظيف رائع لكلمة العرق التي يجب أن تصاحب الموقف فالمشي والهروب والخوف
والصراع مع النفس والرفض والغيظ وكتم الغيظ كلها تكون نتيجتها الأولى وردة فعلها تصبب العرق

مِلْ أنتَ وَحدَكَ
إِنْ تَخَفْ لَفْحَ الشُّرُوقِ،
وإِنْ تَمُتْ في نَبْضِكَ المَبْتُورِ أَنَّاتُ الأَصِيلْ
لا تَنْتَظِرْ مِنِّي ارتِدادِي عن دَمِي،
فَأَنَا نَشَرْتُ على فَمِي
أَشْلاءَ خَارِطَةِ الْوُصُولِ، وَلَسْتُ أَقْدِرُ أَنْ أَمِيلْ
هنا الصحوة والعودة الى الذات والتفاعل مع الألم الذي زرعته المأساة ولكنه ارتوى من العرق
الذي سال على الأرض مخلوطا بالدم والدموع فامتزج الجميع مع التراب فتغييرت هناك الحروف
لتخرج بدل الألم أملا جديدا يرسم عيونا أخرى غير خائفة تنظر الى الماضي والى الوطن البعيد
فتراه قريبا لا يمكن أن تحيد عنه العيون

رَفُّ الْحَمَاِم مُغَرِّبٌ – يا صَاحِبِي - أَبَدًا،
ونحنُ مُشَرِّقانِ، فلا تَقِفْ خَلْفِي،
فَلَنْ يَأْتِي الرَّصَاصُ مِنَ الْوَرَاءْ
نحنُ ابْتَعَدْنَا عَنْ مَدَى "الْعُوزِي" بِمَا يَكْفِي،

( العوزي) جلاد تلك اللحظه وهو رمز للوسيلة التي بها كانت المأساة
لأنها لم تجد أمامها هذه الوسيلة إلا التخاذل والخيانة والأسلحة الفارغة
فكان العوزي حقيقيا ويجب أن يبقى في أذهاننا كي لا ننسى

فَكُنْ جَارِي وَنَحْنُ نَمُرُّ في هذا الْخَلاءْ
فَلَرُبَّمَا أَعْيَا..
فَتُمْسِكُ بِي، وَتُسْنِدُني،
وَتُلْقِمُنِي مِنَ الْوَهْمِ الْقَلِيلْ
أوْ كُنْ أَمَامِي
قَبْلَ أنْ يَجْتاحَنِي المَنْفَى،
وفي عَيْنِي على الْجُرْمِ الدَّلِيلْ!!


أستاذي الكريم
هي محاولة فهم ليس إلا
وهي أقرب الى الدراسة لنتعلم منك
دمتَ معلما وسحقا لمنفاك فالوطن
يسكنك قبل أن تسكنه ولا بد يوما
أن نسير مع أسراب الحمام

..
.

عبدالمنعم جاسم
22/02/2009, 11:11 PM
سررت بالقراءة لك أيها الشاعر الشاعر
لك كل التقدير