المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاخ الزمان



محمد حسام الدين دويدري
24/03/2008, 01:28 PM
:fl:
شاخ الزمان
محمد حسام الدين دويدري
ما خطب قلبي في المسالك لاهيا
شاخ الزمان ولم يزل متجافيا

أجري وراء سرابه في غفلةٍ
وأُريق عمراً يستجير مناجيا

ضيعته في زيف كسبٍ زائلٍ
وجلست أندبه زماناً باقيا

ومضيت ألهث في رمال رغائبي
طوراً و طوراً أستغيث الساريا

وأجيل طرفي بين خلقك سائلاً:
فيمَ التعالي نَصْلُهُ بلهاتيا

وا غفلتي ...والعمر ينفد مسرعاً
والقلب لاهٍ في الصدى أو غافيا

يقتات من عَرَضٍ تناثر عصفه
ويتوه في السيل المسافر عاصيا

فكأنما الأوهام بات شواظها
سيلاً طغى يجتاحنا متباهيا

حتى غدونا كالفراش إذا مضى
فوق اللهيب مرمّداً أو زاهيا

إنْ أخطأته النار طار محلّقاً
أو راح يهوي في المهالك فانيا

واخجلتاه من السؤال إذا انتأى

كفي عن الأفعال أين حصاديا


إذ ليت لي عَودٌ لأعمل صالحاً
هيهات ... ما عاد الورى من آليا

لا شيء في تيك المواضي غير ما
قدّمته في العمر إنْ أنجانيا

فالكنز ضحلٌ والجنى فيه القذى
لولا الغفور فما لقلبي شافيا

أسقي الثرى صمتي وأمضي صابراً
ما حيلتي والكلّ حولي نائيا

وأنا مسجّىً في رماد أصابعي

وجميل عفوك مطلبي ودوائيا


رباه إني ما عصيتك لابساً
ثوب التحدّي أو عصيت معاديا

وأنا الضعيف وباب عفوك واسعٌ
فامنن عليّ بنظرةٍ ترقى بيا

واجعل يدي في الخير منجل رحمةٍ
واجعل فؤادي من عطائك صافيا

إني أنا العبد الفقير ...ومن أنا ...؟
إن لم أكن في درب نصرك ماضيا

أبدعتَ خَلْقي فاهدني كسب الرضا
واجعل خطابي بين خلقك زاكيا

مترفّعاً عن كلّ حقدٍ ؛ رافضاً
قيد التراخي مُسعَداً ومُعانيا

كم من زمانٍ في الضياع تحطّمت
مرساته فغدا طويّاً خاويا

في سلّة الأحزان غاص مضرّجاً
بلهاث جهلٍ صار نسياً باليا
ً
يا رب إنّي قد أتيتك حاملاً
قلباً يناجي في الليالي خاليا

يحسو دموع رجائه في حسرةٍ
متذللاً ...متضرّعاً ... متباكيا

علّي أفوز بنيل عفوك شاكراً
وأنال من نعماك قدراً ساميا

يثري اصطباري في الحياة تيقّني أن التقى في المشتكى أولى ليا

هلال الفارع
24/03/2008, 10:50 PM
:fl:
شاخ الزمان
محمد حسام الدين دويدري



إذ ليت لي عودًا لأعمل صالحاً
هيهات ... ما عاد الورى من آليا

لا شيء في تيك المواضي غير ما
قدّمته في العمر إنْ أنجانيا

فالكنز ضحلٌ والجنى فيه القذى
لولا الغفور فما لقلبي شافيا

أسقي الثرى صمتي وأمضي صابراً
ما حيلتي والكلّ حولي نائيا

وأنا مسجّىً في رماد أصابعي

وجميل عفوك مطلبي ودوائيا


رباه إني ما عصيتك لابساً
ثوب التحدّي أو عصيت معاديا

وأنا الضعيف وباب عفوك واسعٌ
فامنن عليّ بنظرةٍ ترقى بيا

واجعل يدي في الخير منجل رحمةٍ
واجعل فؤادي من عطائك صافيا

إني أنا العبد الفقير ...ومن أنا ...؟
إن لم أكن في درب نصرك ماضيا

أبدعتَ خَلْقي فاهدني كسب الرضا
واجعل خطابي بين خلقك زاكيا

مترفّعاً عن كلّ حقدٍ ؛ رافضاً
قيد التراخي مُسعَداً ومُعانيا

كم من زمانٍ في الضياع تحطّمت
مرساته فغدا طويّاً خاويا


ــــــــــــــــــــ
ما أجمل لحظات الصدق مع الذات!
ما أروع حساب النفس نفسها!
أخي محمد.
تحية لك.
هذا نص مقاييسه جميلة،
وألفاظه منسجمة مع معانيه،
وهدفه سامٍ،
وشاعره واثق من حرفه، ونزفه!
لك التحية أيها الشاعر المبدع.

محمد حسام الدين دويدري
25/03/2008, 07:34 PM
ــــــــــــــــــــ
ما أجمل لحظات الصدق مع الذات!
ما أروع حساب النفس نفسها!
أخي محمد.
تحية لك.
هذا نص مقاييسه جميلة،
وألفاظه منسجمة مع معانيه،
وهدفه سامٍ،
وشاعره واثق من حرفه، ونزفه!
لك التحية أيها الشاعر المبدع.

الأخ الأستاذ هلال
شكراً على إطلالتك الشذية وتعليقك وثنائك
لك مودتي