المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسفة الأذى والظلم ...



منذر أبو هواش
27/03/2008, 08:57 AM
ما الأذى ...؟ ومن يسعى إليه ...؟

الأذى في اللغة هو الضرر أو هو إلحاق الضرر بالغير، والإضرار بالغير أمر غير مقبول في المجتمعات، وهو يعد خروجا على القانون العام، فلا يسعى إليه إلا المُلوّثُ النجس من الأفاعي الآدمية.

قال أحد الشعراء في أحد المؤذين:

فلانٌ حية تسعى --- لكل أذى ولا ترعى
إذا صافحتَ راحته --- فغسّل بعدها سبعا

وذلك لأن من يؤذي الناس نجس ملوث ينبغي تجاهله، ويفضل الابتعاد عنه ...

لماذا يُبادر بعض الناس أحيانا إلى إلحاق الأذى بغيرهم من الناس ...؟

الأذى لدى بعض الناس أمر فطري غريزي، وهو جزء من تكوينهم النفسي والمادي، لذلك يظل التعرض إلى الأذى أمرا متوقعا طالما كان هناك من جبلت فطرتهم على الأذى.

ماذا يفعل الإنسان السوي إذا تعرض للأذى ...؟

الدفاع عن النفس في حال التعرض إلى الأذى أمر بديهي، لكن دفع الأذى لا يكون في أحيان كثيرة برده بالطريقة نفسها، إذ إن الإنسان السوي يأبى الظلم، ولا يحبه، ولا يحب أن يمارسه ضد غيره، لذلك فهو يأبى في معظم الأحيان أن يرد على الأذى بالأذى.

هل يعيب الإنسان تعرضه إلى الأذى ...؟

لا تزر وازرة وزر أخرى، ولا يمكن تحميل أحد المسؤولية عن فعل غيره، والفاعل هو وحده دائما من يتحمل المسؤولية كاملة عن أفعاله، ومهما حاول المؤذون أن يبرروا الأذى، وأن يلقوا باللائمة على البريء المظلوم المتعرض إلى الأذى، إلا أن المسؤولية عن الفعل لا يمكن تحميلها إلا إلى الفاعل. لأن هذا هو ما يقتضيه الناموس والعدل، والأذى لذلك لا يعيب إلا فاعله في كافة الأحيان والأحوال والظروف.

هل ينفع الأذى أحدا ...؟

الجواب: لا كبيرة ... لأن الأذى نوع من الظلم والعدوان ... والظلم لا ينفع على المدى الطويل ... وقد توعد الله سبحانه وتعالى الظالمين بمعاقبتهم في الدنيا وفي الآخرة ... والتاريخ مليء بالشواهد على سوء عاقبة الظالمين والمؤذين ... فلينتظر الظالمون نتائج ظلمهم في أموالهم وفي أنفسهم وفي أولادهم ... وإنا معهم لمنتظرون ...

والله أكبر ...

منذر أبو هواش

:emo_m17:

د. محمد اسحق الريفي
27/03/2008, 12:46 PM
أخي الفاضل الأستاذ منذر أبو هواش،

جزاك الله خيرا على هذه النصيحة الطيبة التي تقطع الطريق على أصحاب الأذى للاستخفاف بمن يريدون إيذاءهم أو استفزازهم، وقد أمر الله رسوله محمد صلى الله عليه بسلم ألا يقع في فخ الذين يستخفون الناس حينما قال عز وجل: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ }الروم60

وتفسير الآية الكريمة هو: فاصبر -أيها الرسول- على ما ينالك مِن أذى قومك وتكذيبهم لك، إن ما وعدك الله به من نصر وتمكين وثواب حق لا شك فيه، ولا يستفزَّنَّك عن دينك الذين لا يوقنون بالميعاد، ولا يصدِّقون بالبعث والجزاء.

فالقصد من الأذى غالباً هو الاستخفاف، والاستخفاف يعني الاستفزاز، والاستفزاز الشخص من الشيء يعني إخراج الشخص من هذا الشيء، كما جاء في الآية الكريمة:

{فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً }الإسراء103

لذلك فإن علاج الذين يؤذون الناس ظلماً وعدواناً هو التجاهل وعدم الرد بالإساءة على إساءتهم.

تحية صابرة!

ايمان حمد
27/03/2008, 01:06 PM
لا فض فــــوك استاذ

تحية كبيرة لك

ايمان حمد
27/03/2008, 01:09 PM
أخي الفاضل الأستاذ منذر أبو هواش،

جزاك الله خيرا على هذه النصيحة الطيبة التي تقطع الطريق على أصحاب الأذى للاستخفاف بمن يريدون إيذاءهم أو استفزازهم، وقد أمر الله رسوله محمد صلى الله عليه بسلم ألا يقع في فخ الذين يستخفون الناس حينما قال عز وجل: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ }الروم60

وتفسير الآية الكريمة هو: فاصبر -أيها الرسول- على ما ينالك مِن أذى قومك وتكذيبهم لك، إن ما وعدك الله به من نصر وتمكين وثواب حق لا شك فيه، ولا يستفزَّنَّك عن دينك الذين لا يوقنون بالميعاد، ولا يصدِّقون بالبعث والجزاء.

فالقصد من الأذى غالباً هو الاستخفاف، والاستخفاف يعني الاستفزاز، والاستفزاز الشخص من الشيء يعني إخراج الشخص من هذا الشيء، كما جاء في الآية الكريمة:

{فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً }الإسراء103

لذلك فإن علاج الذين يؤذون الناس ظلماً وعدواناً هو التجاهل وعدم الرد بالإساءة على إساءتهم.

تحية صابرة!

شكرا دكتور على النصيحة لأن اهل الضلال كثروا وفجروا وافتروا وعمى قلوبهم الغل والحقد والحسد

ما اعجب له حقا انه لا تكن هناك علاقة بينك وبين المؤذيين من قبل وينهالوا عليك افتراءات وكذب ويحشروا نفسهم فى امور لا تخصهم بالمرة !

الى جانب ما تفضل به الأستاذ منذر هناك الدعاء على الظالم فى جوف الليل وفى بيت الله والله لا يخلف الميعاد
سيرينا الله عجائب قدرته كما فعل بشارون وجنوده

لكم التحية

Dr. Schaker S. Schubaer
27/03/2008, 01:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلا م على رسوله الأمين

لوحة (01): الحب هو أساس الفطرة والحقد هو العارض

عندما خلق الله الكائنات، خلقها على الميل إلى جنسها، فهذه الظبية تميل إلى قطيع الظباء، ولا تذهب مع قطيع الحمير الوحشية. وهذه الضباع تتآلف فيما بينها نتيجة ميل الضيع إلى جنسه. وهكذا الإنسان مفطور على الميل إلى بني جنسه، وهذا هو الأساس في تكوين البشرية. لذا نقول إن الأساس في البشرية هو الحب أو المحبة.

وهذه ليست أفكاراً أو عملية رومانسية، بل إنك لو كنت وحيداً في مكان خال، وبه الحدائق الغناء، ثم سمعت دبيباً لحركة، ونظرت فرأيت إنساناً، فإنك تفرح أن هناك إنسان قريب منك، وهو تعبير عن الحب. والذي يمكننا تعريفه بأنه ميل الإنسان إلى نفسه أي بني جنسه.

الإنسان يملك داخله غل، وهي بذرة تهيج الإنسان ضد شيء خارجي. وهي ليست موجهة ضد أحد. وهي جزء من آلية الدفاع عن النفس.

أهل الجنة لا يحتاجوا إلى عملية الدفاع عن النفس، لذا يصفهم الله تعالى: "ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين"، وطالما ليس لديهم الغل فلا يستطيعوا أن يحقدوا وبالتالي أن يؤذوا ولوا أرادوا ذلك.

كان الرسول عليه الصلاة والسلام جالس بين أصحابه رضوان الله عليهم، فقال لأصحابة سيدخل عليكم من هذا الباب أحد أهل الجنة" فدخل رجل، وفي اليوم التالي، قال الرسول عليه الصلاة والسلام نفس الكلام ودخل تفس الرجل، وحدث نفس الشيء في اليوم الثالث. ففسر ابن عمر رضي الله عنه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الرجل من المبشرين بالجنة.

فذهب إليه وقال له أن يستضيفه، واستضافه الرجل لثلاثة أيام فوجد أن الرجل لا يعمل شيئاً زيادة، يؤدي الصلاة وينام بعد العشاء. لا زيادة في السلوك والعبادات! يعني لا يقوم الليل. فقال للرجل قصته، فقال الرجل: عندما أنام لا يوجد بغض في قلبي لأحد.

وهذا يشير إلى أن ما يعنية الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذا الرجل به مواصفات أهل الجنة، وهي نزع الغل من صدره، فلا يستطيع أن يحقد!

إذن فالغل موجوداً في البشر عامة، وإذا ما حصل عدوان فتتولد شحنة نفسية سلبية نحو المعتدي. في هذه الخطوة توجد آلاف السيناريوهات التي تتحكم في صورة مخرج العملية.

وقد لا يكون اعتداء بالمعنى المتعارف عليه، بل مجرد أن يكسر اعتزازه بنفسه، كما حصل مع إبن آدم عليه السلام. حين سأل كيف أنت تفوز بهذا؟ هذا الأمر اعتبره كسر لاعتزازه بنفسه، فتولدت شحنة سلبية تجاهه، وأراد أن يعتدي عليه، فقال له أخوه: "لئن بسطت إلى يدك لتقتلني، ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك"، "فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله" فبقيامه بالعمل، تم تفريغ الشحنة النفسية، فقال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين".

تهييج الغل إذا لم يتم تلبيته لضعف، فإنه يولد الحقد. فالحقد هي الشحنة النفسية السالبة المتولدة تحت تأثير تهييج الغل المتجهة إلى موضوع ما، دون التمكن من تفريغها. وكان هذا وضع اليهود عندما ذاقوا الذل في الأسر البابلي، لذا حولوا العهد القديم إلى كتلة من الأحقاد لا يمكن أن تكون صادرة عن الله عز وجل، فاليهودية هي دين الحقد. وهو ما قاله الفيلسوف الألماني هيجل عنها. لذا عندما نتناول القضية الفلسطينية، فلا يمكن أن تنجح إلا إذا تم معالجة اليهود نفسياً من ضخ ما يسموه زوراً الحقد المقدس، يعني هم بحاجة إلى علاج نفسي قبل المفاوضات.

لذا يوجهنا الله تعالى توجيهه الكريم: "ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً، فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا".

فالأساس في الطبيعة البشرية هو الحب أو المحبة، والعارض أو الطارئ هو العدوانية التي تتولد نتيجة تهييج الغل، والتي تتحول إلى أحقاد إن ارتبطت بعدم تفريغ نتيجة ضعف. لذا فالحقد يدل على الضعف وليس على القوة. لذا يقول الله تعالى: إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" فاسمح لي أخي الكريم منذر أنه لاتوجد أفاعي إنسانية، فقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، والنجس ياتي من سلوكهم والبيئة التي تساعد على تنمية مثل هذا السلوك، وليس من فطرتهم أو طبيعتهم. لذا اقترح العالم الجليل على مرتكب الخطايا أن يغير بيئة وناسه.

وبالله التوفيق،،،

عامر العظم
27/03/2008, 01:46 PM
ظلم شديد على الأرض وفي القارة السابعة أشد!

• الإنسان هو الإنسان، على الأرض أو في القارة السابعة!
• سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام تعرض للأذى والظلم وتحمل وصبر وهو مرجعية إنسانية وتجربة حية يجب الرجوع إليها في مواجهة مختلف أشكال الظلم والأمراض الاجتماعية.
• في الاتجاه الآخر، يجب أن تلعب الإنترنت والكيانات الرقمية دورا في مواجهة وتخفيف منسوب الظلم والقهر المستشري على الأرض، والجمعية مثال ساطع.

ايمان حمد
27/03/2008, 03:23 PM
هذه الصفحة اصبحت احب الى نفسى بما فيها من مداخلات قيمة لناس احبهم واحترمهم مهما اختلفنا معهم
فعلى الرغم على وجود سوء تفاهم بينى وبين كل المتداخلين معى فى هذه الصفحة الا انى لم اخطىء او اشنع او افترى على احد كذبا
ولم اكرههم او احمل حقد او غل لهم

هذا هو الفرق بين السوى والمريض
الحقود والخير
المؤمن والكافر

تحية للجميع

محمد إسماعيل بطرش
27/03/2008, 03:42 PM
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم, و كلما أنبت الزمان قناة ركّب المرء في القناة سنانا, و لكن إذا مكنتك قدرتك على ظلم الناس فتذكّر قدرة الله عليك. هكذا يكون الظلم قوة سلبية في المجتمع و الحياة, أساسه سوء استعمال ما وهب الله الإنسان من قدرة. و في التدمير يتساوى النبيه و الخامل و لا يتساويان في التعمير.
على المرء تجنب الظالم ليفوِّت عليه فرصة تفريغ حقده و مكره و لعل هذه أنجع طريقة لرده إلى الصواب.

سيد يوسف
27/03/2008, 03:43 PM
خبرت من الحياة وعاينت ذلك مجسدا فيما حولى ما يلى :
" ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله"
" إن الله يدافع عن الذين آمنوا"
" وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين"

خبرت ذلك فى أناس ظلموا فاقتص الله منهم، وخبرت ذلك فى أناس مكروا بإذا مكرهم وبال عليهم، وخبرت ذلك فى أناس أذوا آخرين فإذا الأذى هباء منثورا وإذا بالمظلومين وقد رفعهم الله قدرا فوق قدر الظالمين...إنما هى مسألة وقت.

ومن الألم تصفو النفوس كما الذهب ينقى بالنار...

تقدير شديد الخصوصية لأخونا الكريم د. منذر وللأحبة الفضلاء أصحاب المداخلات السابقة

ايمان حمد
27/03/2008, 04:04 PM
كما قال الاستاذ عامر سابقا

هذا المنتدى للطيبين وليس للأشرار

تحية استاذ سيد يوسف الرائع دائما

منذر أبو هواش
27/03/2008, 04:07 PM
الشكر موصول لأخوتي الأحباء المداخلين كافة ...
ولأخي الدكتور شاكر أقول:

بسم الله الرحمن الرحيم
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (3)
لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)
إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6).
صدق الله العظيم
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) فقال بعضهم: معناه: في أعدل خلق، وأحسن صورة. وقال آخرون: بل معنى ذلك: لقد خلقنا الإنسان، فبلغنا به استواء شبابه وجلده وقوّته، وهو أحسن ما يكون، وأعدل ما يكون. ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) قال: شبابه أوّل ما نشأ. وقوله: ( ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: ثم رددناه إلى أرذل العمر.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: ثم رددناه إلى النار في أقبح صورة. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن أبي جعفر الرازيّ، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية ( ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ) قال: في شرّ صورة في صورة خنـزير.

( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ): إلا من آمن.

http://www.arabswata.org/forums/uploaded/445_1206622432.jpg
الأفعى الجميلة أناكوندا ليزا رايس
مُطرِقٌ يَرشَحُ مَوتاً كَما أَطرَقَ --- أَفعى يَنفُثُ السَمَّ صِلُّ
:emo_m6:

ابراهيم ابويه
27/03/2008, 04:24 PM
اشكر الاستاذ القدير منذر على طرحه مفهوم (الاذى) للنقاش.ولا اشك ان الاستاذ يبحث من خلال المدلولات المتعددة لهذا المفهوم الاخلاقي على تحديد معين ،او تصنيف يمكن بواسطته ادراج عينات سلوكية تكون مؤشرا او براميترا لهذا المفهوم.
الاذى هو سلوك عدواني ينطلق من فرد ما تجاه فرد اخر او جماعة من الافراد سواء بالخطاب الشفهي او الكتابي او الايمائي ...وقد ياخذ هذا السلوك طابعا ماديا حين يكون الهدف منه التخريب او الهدم .كمثال على الاذى المادي ،ما وقع لموقع الدكتور اسليم حين تم اختراقه من اشخاص معينين هدفهم هو الحاق الاذى بالشخص بوسيلة تخريب موقعه.
والاذى النفسي ،من اشد السلوكات عدوانية ،لانه يروم تخريب النفس البشرية وهدم عناصرها التي تتألف منها.وهو غالبا ما يكون مقصودا ،كالاذى الاسري او الاذى في مجال العمل او الاذى في مجال العلاقات العامة القائمة على التنافسية...
ولا ينحصر مفهوم الاذى على طبقة اجتماعية دون اخرى او على مستوى ادراكي ومعرفي دون اخر ،وانما يمكنه ان يتقمص اساليب وادوارا تختلف باختلاف مستوى العلاقات القائمة.كما ان الاذى لا يميز بين القرابة او الصداقة او الجوار او غيرها من المفاهيم الاخلاقية التي حددها الشرع الديني او القيم الاجتماعية المتعارف عليها،وانما قد يصاب الانسان بالاذى من اقرب المقربين اليه ،او من الذين كان يثق فيهم ويناقش معهم مشاكله او اتجاهاته او مشاريعه ،وهذا النوع من الاذى يهدف بالاساس الى ضرب الشخص وتقليص فرص نجاحه او اغماسه في مستنقع المشاكل ،لتحقيق غايات نفسية ذاتية تتسم بالعدوانية والحقد الدفين.
والملاحظ ان تعقد الحياة الاجتماعية ،وتطور مظاهر العيش سواء في العمران او فرص النجاح او الرفاهية ،قد جعل مفهوم الاذى النفسي والمادي مستشريا بين الناس بشكل جعل معظم الناس في المدن او القرى ،ينكمشون على ذواتهم ،وينغلقون على المحيط ،درءا للمشاكل وتجنبا للاذى المتربص بهم في كل مكان.
وفي المجتمعات المسماة رقمية ،ظهر نوع جديد من الاذى الذي يعتمد على ادوات اللغة بالدرجة الاولى ،ويتخذ من التقنية وسيلة لتحقيق اغراضه الدنيئة.والهدف من هذا النوع الجديد من الاذى هو ضرب مصداقية شخص ناجح ،او المس بعرض انسان(ة)شريف.
وكمثال على ذلك ما يقع في المنتديات المتعددة التي تعمل لصالح مكتسباتها الذاتية ،او تكون مدفوعة من جهات معينة قصد هدم صرح معين ،او تقليل فرص نجاحه وتألقه ،كما يقع مثلا للجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب التي ما فتئت تدفع الاذى بكل طاقتها ،خدمة لمصالح الجماعة-النخبة التي تسخر امكاناتها لفائدة تكوين العقل العربي رغم ما يشوب ذلك من هزات وانفلاتات ،وهذا متنبأ به في ظل الصراعات المتعددة التي تعرفها الساحة العربية والدولية على جميع الميادين ،وفي مختلف القطاعات.
والله نسأل ان يقينا شر الاذى ويحمي عباده الصالحين من كل مكروه.

ريـم حميـد ذياب
31/03/2008, 10:20 PM
وبشر الصابرين

لا للحقد! تذكروا أن الجزاء من جنس العمل, فالفعل السئ دائماً يلاقيه رد سئ

جرب .. جرب أن تُعلم الحاقد دَرس الحُب, بالتعامل معه بإخلاق عالية, تترفع عنه وتعامله كالصديق العزيز

النتيجة: بإستقامتك ستصوب خطأ غيرك

إملئ قلبك بالحب

غماري أحمد
21/06/2008, 05:48 PM
أخي الدكتور
الظلم ظلمات يوم القيامة
شكرا على الموضوع

سميرة رعبوب
19/04/2012, 05:17 PM
موضوع قمة في الروعة
خاصة أن سلوك الانسان المؤذي يتسم بعلامات معينة
من خلال تجربتي البسيطة في الحياة أحب أن أوردها

- يشكك في قدراتك ودائما يستخدم أساليب التثبيط وتحطيم عزيمتك ..
- يسقط عيوبه على الآخرين ، ويجعلهم شماعة أخطاءه ..
-دائما تجده منتقد نقدا لاذعا جارحا ..
- يتعمد الإساءة لك في الألفاظ والتصرفات وجرح مشاعرك ثم يتفنن بإرتداء قناع البراءة قائلا : عذرا لم أقصد ذلك !!
أو قد أساءت الظن فيني .. أو غيرها من العبارات التي لا تبرر جرم أفعاله وخطأ سلوكه ..
- يوهم الآخرين بأنه ضعيف وغبي وأنه بحاجة لتعزيز والدعم ومزيد من الشفقة حتى يكون ذلك تبريرا بأن تصرفاته التي صدرت منه نتيجة ضعفه وغباءه - حيلة قديمة تنطلي على عديمي الخبرة -
- متلصص يسعى في تتبع العورات والعثرات وتكبير حجمها أو تأويلها كما يشاء ..
- لا يتقبل اختلاف وجهات النظر ولا يحترمها متعصب متزمت في الرأي والتوجه ..

هذه بعض الأمور التي لمستها من سلوك الانسان المؤذي ..
تقديري البالغ لك أستاذ منذر أبو هواش

غماري أحمد
19/12/2012, 11:59 PM
ماذا لو ظلمت هل تيأس تفقد صبرك تجن....وفوق الفادر قدير ارفع يدك بكل بساطة نحو القادر...لأن الشهود ملائكة ...و الكتاب حفظة و الحاكم أحكم الحاكمين
استمع...عادت عصفورة من الغربة و كانت تألف الناس بطبعها فاتخذت عشها في جدار محكمة و باضت في العش و فرخت و انساب ثعبان أرقط من جحر بالجدار فسط على العش و أكل الفراخ
فلما رجعت أمهن و جدت عشها خاليا فصاحت باكية ...يالي من بائسة ضعيفة أو في هذا المكان الذي تصان فيه حقوق الناس جميعا أظلم أنا وحدي
رفع الله عنكم المظالم أمين
ألاخ الدكتور منذر أبو هواش شكرا لك على كل ما تكتبه على المقالات الرائعة كنت أود دائما أن أتحاور معك لكن مع ألأسف لم أستطع التواصل بالمنتدى لماذا و كيف ..لست أدري كلمة المرور لم تعد تعمل أنا جد سعيد بالعودة بين اخوتنا و أخواتنا الكرام ألى الملتقى
............أخوكم الاستاذ أحمد غماري من الجزائر .............