المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين هي الحركة الثقافية في البلدان العربية؟!



عامر العظم
30/03/2008, 12:57 PM
أين هي الحركة الثقافية في البلدان العربية؟!
هل من يدلني عليها؟!

ندوة دولية

لا تشريعات ولا دعم ولا تشجيع ولا موازنة ولا جمعيات ولا اجتماعات ولا حرية ولا استقلالية ولا حركة رأس وقدمين ولا تفرغ من المبدعين الموظفين البسطاء!

ماذا فعلت الجمعيات والروابط والاتحادات القائمة وماذا أنجزت؟
لماذا يحتاج إنشاء جمعية في كثير من البلدان العربية إلى قنبلة فراغية؟!
أين هي حرية حركة الرأس والقدمين في الوطن العربي؟!
أين هو المثقف أو المبدع الذي لديه قوت يومه؟!
من من المثقفين أو المبدعين مات موسرا أو مسرورا؟!
ما قيمة أي دولة بدون حركة ثقافية حرة ومستقلة؟
هل تنهض وتستمر حركة ثقافية في بلد ما مربوطة بحركة شخص ما؟
ألا تستحق حركة الثقافة العربية مليار دولار؟!
أين الذين يدعمون حركة الثقافة لوجه الله في الوطن العربي؟
ماذا يفعل المثقفون العرب ولماذا لا يهبطون على الأرض للنضال؟
أين هي الأقلام التي تدافع عن حرية إنشاء جمعيات ودعم حركة الثقافة؟
هل ينتظرون وزارات الثقافة العربية؟
هل يفكر القائمون على مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتنشيط الحركة الثقافية في البلدان العربية؟
كيف تصف واقع الحركة الثقافية في بلدك؟
ماذا فعلت وزارة الثقافة في بلدك؟

Dr. Schaker S. Schubaer
30/03/2008, 01:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (01): لذا قلت اتركوهم

عندما كان هناك تحرك لجذب المتعلمين والنخب المتعلمة في أوروبا وأمريكا حتى يدفعوا الأمة إلى الأمام، وأنا في الحقيقة لم أكن من المتشجعين، فهذه مصيدة، لأن من نحضرهم هنا نحضرهم للتخليل. أن ينمو هؤلاء هناك خير ممن نخللهم هنا، فالأرض العربية الراهنة ملحية لا تصلح لنمو الثقافات.

لكن سؤالك أخي الكريم عامر هو سؤال ملح، وإن كان يبعث المرارة في نفس الكثيرين الذين وقعوا في هذه المصيدة.

وبالله التوفيق،،،

غالية خوجة
30/03/2008, 01:58 PM
تفريغ المبدعين للثقافة و ليس من الثقافة

غالية خوجة

سابقاً قالوا : "إذا أردت أن تعرف أمة فانظر إلى أطفالها و نسائها" ، و سابقاً ، قال نابليون بونابرت :" إذا صلح العدل و التعليم صلح المجتمع" ، و حالياً أقول : " إذا أردت أن تعرف أمة فانظر إلى مبدعيها لأنهم المرآة الأصدق و الأنقى فيها"!
و مشهدنا العربي الثقافي ليس بحاجة إلى قراءة و تمحيص لتكتشف أنه أميٌّ في كل شيء ابتداء بالثقافة و لا انتهاء بالأخلاق ! فالمشهد مكشوف بكل ألعابه و زئبقياته ، مصالحه و علاقاته ، فساده و مفسداته ، و لكن ، ربّ فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، وهذا عزائي بكلمات الحق ، فالمشهد رغم إعتاماته و ظلاماته و ظلمه لا يخلو من مبدعين جوهريين متشاكلين مع الروح الكونية ، مدركين أن الإبداع رسالة مهما عانوا من ضغوط حياتية تنعكس عليهم ضغوطاً نفسية ، و مهما دفعوا من صحتهم وأعمارهم إلى الحريق لأنهم يعون بأن ذاك اللهب سيتوالد مجرات لا متناهية تعرف الفناء في البقاء مثلما تعرف البقاء في الفناء ، فلا يحضر في الغياب سوى الضوء النابع من أرواحهم حتى لو كانوا في قبورهم ..
لأجل هؤلاء فقط ، أطالب باسمي و باسمهم بقانون عالمي يدعو إلى تفريغ المبدع للكتابة و القراءة و التأليف تفريغاً لائقاً معنوياً و مادياً، بحيث يتفرغون للثقافة لا أن يتم ّ تفريغهم من الثقافة بالضغط المعنوي و المادي والنفسي والحياتي بكل أنواعه المعروفة و غير المعروفة !
هل ننتظر هذا القانون من هيئة الأمم المتحدة حتى نسجل لها السبق ثم نقلدها كعرب؟ أم ننتظر جامعة الدول العربية لتسنّ مثل هذه الشريعة الضرورية جداً ؟ أم ننتظر تكرم سلطة من السلطات علينا ؟ أم نطالب بوزارة للمبدعين و شؤونهم و أعمالهم ؟ أم أن أولي الأمر الذين سيقرؤون هذه المقالة سوف يجيبونني : ليس لدينا جمعيات خيرية ! حتى لو كانت تلك إجابتهم فسأقول : من حق المبدع على وطنه أن يعتني به كما يعتني المبدع بوطنه فيهبه من خلال إبداعه علماً إضافياً و نشيداً وطنياً خالداً ، وليس مهماً من هي الجهة أو الجمعية التي ستقوم بواجبها الإنساني تجاهه ، لأن المبدع وبرؤيا سامية يسلك طريقاً من "طرق العلم التي يسهل الله لـه به طريقاً إلى الجنة " والجنة هنا ، الطمأنينة الروحية في الدنيا و الآخرة .. و لتحصل على هذه الطمأنينة أيضاً أو تشاركه بها ، فليس معيباً أن تساهم الجمعيات الخيرية أو الغرف التجارية والصناعية أو مجلس الشعب أو الوزارات برعاية مبدع حقيقي ، بالضرورة، لن يتكرر على مرّ الأزمنة و الأمكنة ..
فماذا لو يكون هناك صندوق لرعاية المبدعين في العالم ، تنشئه هيئة الأمم المتحدة وتشرف عليه اليونيسيف أو الإيسيسكو أو منظمة حقوق الإنسان ؟ و ماذا لو يكون في كل دولة صندوق مشابه لرعاية مبدعيها ؟ و هذا ، طبعاً أضعف الإيمان !
لماذا نحن أمة لا تحب مبدعيها الأصيلين النابعين من الفطرة ، فتثبط حقهم بينما تعلي من شأن المزيفين المتطفلين المؤدلجين كيف شاء لهم الهوى ! و هؤلاء حتماً يظلون خارج هذه المقالة لأنهم بالأصل بلا ثقافة فكيف سيتم تفريغهم منها أو لها ؟ !! وبالتالي ، هم خارج أية ثقة ! لماذا ؟ لأن وجودهم لا يتحقق إلا بالمصالح المتبادلة أو بمصالحهم الشخصية الجشعة مادياً و نفاقاً ، تلوناً و ارتزاقاً ! إنهم أناس بلا موقف ولا حياء ولا أدب ، ويدّّعون الأدب ، و هم عرضيون في الحياة و الأدب ، لكن الأدب و لأنه ليس عرضياً ، و الوطن َ لأنه ليس عرضياً ، لا يستطيعان ـ (الأدب/ الوطن) ـ الثقة بأمثال هؤلاء ، لأنهما يريدان انتخاب من يضيئهما ، فيبدع في الأدب ليضيف إلى الإنسانية جمرة من رؤيا ، و ليبقي على الوطن في كل قواميس الكرامة و الشرف و الرفعة والشموخ بقاء لا يفنى لأنه لن يدخل في المساومة و الذبذبة والانحرافات والمصالح.
الوطن رسالة ، و الرسالة أمانة ، و الأمانة عرضت "على السموات و الأرض والجبال فأشفقن منها و أبين حملها و حملها الإنسان و كان ظلوماً جهولا ً " ..
فمن غير المبدع يقدّّر هذه الرسالة و يسعى للحفاظ على أمانتها ؟
إذن ، آن الأوان ، لا .. ، لقد تأخرنا كثيراً عن حصحصة الحق ، و صار لا بد من التفكير الحاسم بتفريغ المبدع للثقافة و ليس من الثقافة .. هذا ، فيما إذا كانت لدينا إرادة الإصرار على البقاء في التاريخ و الأرض لا الانقراض من التاريخ والأرض!
و لن يتم ذلك إلا إذا غيرنا نظرة و قناعة البنية الكلية للتفكير العربي في الإنسان المبدع ، فلا يرونه عالة ! أو معاقاً ، أو معتوهاً ، أو الخ ! بل يبصرونه مرآة لأرواحهم و أزمانهم و أوطانهم فلا يتركونه يموت جوعاً ، أو يتلوى بحثاً عن ثمن قلم و ورقة ، أو ينتظر ثمن الدواء من مكافآته الرمزية ! أو يتحسر على كمبيوتر ، أو تستغله دور النشر الحكومية منها والخاصة ! أو يساومه الآخرون على إنتاجه أو جسده !!!
المؤسف أننا نعاني من طفو الأدعياء المتسلطين على الثقافة و الإعلام أيضاً ، فهذا مدير تحرير لإحدى المجلات الثقافية لا يفهم ألف باء الثقافة ، و ذاك مسؤول عن القسم الثقافي في جريدة يومية ما ، و لا علاقة لـه إلا ّ بالبنات و المآدب و المصالح! و ثالث يساوم إحداهن على جسدها و إن لم يتم له ذلك تآمر عليها في كل شيء !!!
و هؤلاء يشكلون مافيا المقاهي باسم المشهد الثقافي فيبتكرون الشائعات و الأوهام والترهات و يتداولونها في كل مكان .. حفنة كثيرة من المزيفين تلوث الصحف والمقاهي و المجلات و دور النشر !
و لذلك ، فعلى من يستن ّ قانون التفريغ أن يضبطه وفق معايير صارمة جداً لا تخترقها فيروسات المتطفلين ، بل تتخذ الإبداع معياراً أساسياً ، و في هذه الحالة ، لن يشمل التفريغ سوى عدد قليل و نادر من مبدعي العالمين العربي و الغربي .
أمـّـا ثانياً،
فإن وزارتنا السورية الممثلة بالمبدع الدكتور رياض نعسان آغا تقدم أعلى ما تستطيعه من أجلنا، خاصة وأن الدكتور رياض صديق مبصر للثقافة والمثقفين.. وكذلك اتحاد كتابنا العرب سواء من خلال رئيسه السابق الدكتور علي عقلة عرسان، أم من خلال رئيسه الحالي الدكتور حسين جمعة..
ثالثاً،
وكما الحداثة هي فعل حضاري شامل، فإن تغيير التعامل مع المبدع الحقيقي يجب أن يكون شاملاً.. بمعنى بعيد عن الجزئية: هذه المسؤولية تقع على الأمة العربية كافة، والعالم الإنساني بأجمعه، ولهذا فهي غير منوطة بوزارة ما، أو اتحاد ما..
ولذلك، لا بد من تضافر كافة البنى لإنجاز واقع يناسب المبدع الإنسان في كل مكان وزمان.. وهي حداثة من نوع ما علينا أن نصقلها فرادى وجماعات..
ولنفعل ذلك لا بد من أرواح عرفانية، متخلصة من أدنى ذرة من الشوائب، رائية للضوء، ماحية للظلام..
دعوا الأرواح تحلق بين البرزخ والبرزخ لنسمو أكثر
***
ghaliauae@yahoo.com

عامر العظم
30/03/2008, 02:21 PM
الأديبة غالية خوجة،
اسمحي لي أن أشكر مفكر الجمعية وفيلسوفها الدكتور شاكر وأقول له أن الأرض العربية ليست مالحة فحسب بل جيرية، لكن مع ذلك علينا تجهيز البنية الثقافية التحتية وحرث وتحلية الأرض العربية تمهيدا لإشراك المثقفين الحقيقيين في عملية البناء الثقافي في الوطن العربي ثم عودة العقول العربية من المهجر!

أدرك أنه ليس هناك وعي بأهمية الثقافة ولو كان هناك مثل هذه الوعي، لما تم تجاهل الجمعية، على سبيل المثال، لسنوات، التي تضم آلاف العقول العربية النخبوية!

أؤكد على دعوتك الداعية إلى تفريغ المثقفين والمبدعين ولهذا دعت الجمعية إلى إنشاء مدينة خاصة للعقول العربية للإبداع والترجمة والتأليف والنشر وتسهيل حركة الرأس والقدمين.

يجب تسليم حركة الثقافة لأصحابها ولمن يعرفون معنى الثقافة ويدركون قيمتها وأهميتها في نهضة الإنسان والمجتمعات والشعوب والأمة.

عزيز العرباوي
30/03/2008, 06:40 PM
لقد بدأت الحركة الثقافية العربية تجد لنفسها مكانا اليوم في الساحة الاجتماعية ، وبالتالي فكل هذه الحمية الثقافية التي نراها على الكثير من مثقفينا العرب من المحيط إلى الخليج وجدت نفسها مضطرة لكي تأخذ المشعل من يد الدولة التي فشلت في جعل الثقافة منطلقا للحفاظ على التقدم المجتمعي ...

التعليم العربي أيضا أصبح يعرف بعض المشاكل بل إننا نراه مازال يحافظ على بوادر التخلف فيه ، ولذلك يجب على الدولة العربية أن تشرك المثقف العربي في بلورة استراتيجية تعليمية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ....

تحياتي

//
//

ليلى جوهر
31/03/2008, 09:12 AM
الرئيس والمفكر مترجم الأمزجة العربية /عامر العظم
المفكر المستشار د. / بشير الفاضل
الأديبة القديرة / غاليه خوجة
الأخ عزيز العرباوي أسمحوا لي بأن أضم رأيي لما تناولتموه ..
يحتاج الوطن العربي إلى زلزال وبركان يحرك الضمائر والعقول والنقود ايضا...
لتنفض عنها بطحاء تراكمت بفعل تراكمات السنين الغابرة كي تتفاعل بهمة وتبارح أماكنها وما أستغربه وجود مؤلفات ونتاج المبدعين والمبدعات بأعداد هائلة لا يستهان بهم في الساحات لوطنهم وما يصدرونه وتفرزه عقولهم من علم وفكر وإبداع وترجمة في جميع الميادين المشرفة إلا أنها تظل فوق الأرفف العربية مشتتة فمتى نشاهد ذلك اليوم المشرق بتجمع كبير عظيم على أرض الواقع لأكبر صرح ومركز ينشأ من أجل تلك الكوادر المعطاءة يوثق نتاجهم العلمي والمعرفي في بقعة واحدة وتحت سقف واحد يجمع نتاج أقلامهم ليبرز العلم وتتقدم بهم عجلة الحياة نحو غدا ينتظره جيل صاعد ؟؟؟

محمد جمال نوير
31/03/2008, 12:27 PM
أزمة الثقافة والمثقفين في الوطن العربي
التساؤلات التي يثيرها الأستاذ عامر العظم في الموضوع الذي طرحه تحت عنوان "أين هي حركة الرأس والقدمين في الوطن العربي؟!" إنما تشير إلى وجود أزمة كبيرة بل وخطيرة في بنيان المجتمع العربي المعاصر. وهي بكل تفاصيلها، وبكل تفاصيل طرحها على مجتمع "واتا" إنما تمثل سببا، ونتيجة، لواقع عربي صعب نعيشه منذ أواخر القرن العشرين وتفاقمت مع بدايات القرن الحادي والعشرين.
بداية قد يكون من المناسب تحديد المفاهيم التي نتحرك في إطارها من أجل أن يكون هناك اتفاق حول ما نعنيه في هذه المداخلة.
يفرق المتخصصون بين تعريفين للثقافة: التعريف الأول قدمه عالم الاجتماع "إدوارد تايلور" في أواخر القرن التاسع عشر وهو من أقدم التعريفات وأكثرها شيوعا حتى الآن لقيمته التاريخية، يذهب إلى أن الثقافة هي: " كلٌ مركب يشتمل على المعرفة والمعتقدات، والفنون والأخلاق، والقانون والعرف، وغير ذلك من القدرات أو العادات التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوا في المجتمع".
والتعريف الثاني ينظر إلي الثقافة على أنها سمة تتسم بها نخب ثقافية معينة، ويكاد يقصر رؤيته على ثقافة النخبة.
وتتبنى هذه المداخلة التعريف الأول والذي أصبح معروفا باسم "التعريف السوسيولوجي للثقافة"، وهو ما يكاد يأخذ به مجمل المفكرين السياسيين، فهو أصدق تعبيرا عن الواقع المعاش في أقطارنا العربية المعاصرة.
وأود أن أمهد لطرح المداخلة ببعض المقتبسات، أذكر في سياقها ما يأتي:
1. عدد الأميين حسب التعريف التقليدي للأمية "الجهل بالقراءة والكتابة وإجراء العمليات الحسابية الأساسية التحريرية" يتجاوز 100 مليون عربي".
2. في بحث نوقش مؤخرا في أحد اجتماعات المجلس الأعلى للثقافة في مصر بعنوان "القراءة والأسرة والمجتمع"، استعرضت الباحثة "فردوس أحمد حامد" الصور الحضارية للمجتمعات المتقدمة أو المثقفة من حيث إقبال أفرادها بمختلف مستوياتهم العلمية والفكرية والاجتماعية على القراءة، وذكرت تراجع معدل القراءة عند الإنسان العربي إلى ست دقائق في السنة مقابل ست وثلاثين ساعة عند الإنسان الغربي" تصور!!! ست دقائق مقابل 216 ألف دقيقة.
3. يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه "طبائع الاستبداد" في مبحث "الاستبداد والعلم":
o "لا يخفى على المستبد أن لا استعباد ولا اعتساف ما لم تكن الرعية حمقاء تخبط في ظلامة جهل وتيه".
o “المستبد كما يبغض العلم لنتائجه يبغضه لذاته لأن للعلم سلطانا أقوى من كل سلطان فلابد للمستبد من أن يستحقر نفسه كلما وقعت عينيه على من هو أرقى منه علما. ولذلك لا يحب المستبد أن يرى وجه عالم أذكى فإذا اضطر لمثل الطبيب والمهندس يختار المتصاغر المتسلق. وعلى هذه القاعدة يبني ابن خلدون قوله "فاز المتملقون"، بل هذه طبيعة في كل المتكبرين وعليها مبنى ثنائهم على كل من يكون مسكينا خاملا لا يرجى لخير ولا لشر."
o "والخلاصة أن الاستبداد والعلم ضدان متغالبان فكل إدارة مستبدة تسعى جهدها في إطفاء نور العلم وحصر الرعية في حالك الجهل."
في مقال منشور بجريدة الأهرام القاهرية، بتاريخ 25 مارس 2002، بعنوان "أزمتنا في لغة خطابنا وأسلوب حوارنا"، يقول الدكتور سليمان عبد المنعم:
4. (...) من حيث المضمون فإن الخطاب والحوار العربي يكشفان بدورهما عن محنة تتجلى على صعيد موضوع الخطاب وعلى صعيد جمهور المتلقين.
فمن ناحية أولى يبدو الخطاب العربي خطابا تكراريا طويلا إلى حد الاجترار، (...) هل هي إذن ذهنية التكرار والاجترار فتطول اجتماعاتنا وحواراتنا دونما عائد مناسب؟‏! لعل هذا ما يفسر لنا لماذا تعود الآخرون منا أن نتكلم أكثر مما نفعل‏..‏ فحسبوا ردود أفعالهم ودبروا استراتيجياتهم ومكائدهم علي هذا الأساس‏!!‏ وربما لهذا قيل يوما أن العرب ظاهرة صوتية‏!
وقد يكون ممكنا تفسير هذه الظاهرة بغلبة العامل العاطفي علي العامل المنهجي‏،‏ وسيادة ثقافة الانفعال وهي عارضة في مواجهة ثقافة العقل وهي راسخة دائمة‏،‏ وقد يجوز تفسير ظاهرة التكرار والاجترار في الخطاب العربي بطغيان الاعتبار الشخصي علي العامل الموضوعي.
ومن ناحية أخري فإن أزمة الخطاب العربي تتجلى علي صعيد جمهور المتلقين لهذا الخطاب‏،‏ فإلي من يكتب المفكرون والمبدعون والمثقفون؟ إننا في الواقع‏(‏ وخصوصا واقع الربع الأخير من القرن العشرين‏)‏ نكتب لأنفسنا وليس إلى الناس‏.‏ وتكاد هذه الحقيقة تستقر في روع الكثيرين من المفكرين والمبدعين‏.‏ فالروائيون عندنا يقرأون للروائيين‏،‏ والنقاد للنقاد‏،‏ والشعراء للشعراء‏،‏ والمفكرون يقرأون للمفكرين‏،‏ والباحثون يتابعون الباحثين‏!!‏ وهكذا ضاقت دائرة تأثير الفكر والإبداع والثقافة حتى صارت وقفا علي أهل التخصص وذوي الاهتمام المشترك.
5. في مقال له بعنوان "الثقافة قضية أمن قومي" في جريدة الأهرام القاهرية، بتاريخ 28 مايو سنة 2000، يقول الأستاذ سمير غريب: " إننا نتصور أن الاهتمام بالثقافة يعني الاهتمام بالمباني وبالإنتاج الثقافي فقط‏،‏ فننشغل بطلب التمويل المالي اللازم لهما‏،‏ دون أن نهتم بمن يستفيد من هذه المباني والمنتجات‏،‏ أي بالبشر‏.‏ ونتصور أنه بمجرد توفير هذه المباني والمنتجات تنتشر الثقافة تلقائيا‏.‏ إن هذه المباني والمنتجات مهمة للتنمية الثقافية‏،‏ ولكن الأهم أن نعرف كيف يستفيد البشر منها لأنهم هدف أي نشاط في الحياة‏،‏ وإلا فإننا ننتج أفلاما ومسرحيات لا يراها أحد ولا تؤثر في أحد‏،‏ ونبني مبان لا يعمرها أحد‏،‏ وتتحول المنتجات والمباني إلى أموال مهدرة‏.‏ وفي أحيان كثيرة يكون المسئولون عن هذه المباني والمنتجات من أهم أسباب عدم الاستفادة منها.
ومع هذا وذاك تسيطر نظرة ضيقة أخرى تري أن الثقافة مسئولية وزارة الثقافة وحدها‏.‏ ناسية أن أول وأهم بيئتين تشكلان ثقافة الإنسان هما البيت والمدرسة‏،‏ حيث تؤثر تأثيرا قويا العادات والتقاليد ووسائل الإعلام ومناهج وأساليب التعليم وإعداد المعلمين‏.‏
‏وينظر الكثيرون إلى الثقافة علي أنها من كماليات الحياة‏،‏ وليست من ضرورياتها‏،‏ علي أساس أن ما ينفق عليها لا يأتي بنتائج سريعة‏،‏ غير واعين بأن آليات تأثير الثقافة في الإنسان تختلف عن آليات الطعام والشراب عليه‏،‏ ولكن الأولي أكثر أهمية بكثير‏.‏
إننا نهتم أولا وثانيا ببطون البشر قبل عقولهم‏،‏ فتسيطر مشكلات توفير الطعام والشراب والسكن علي تفكير المخطط والمنفذ‏،‏ إما لاقتناعها الشخصي أو تحت ضغط المشكلات اليومية‏.‏
• ما سبق يدعونا إلى القول بأن إيكولوجية الثقافة العربية غاية في التردي. وأنها –وللأسف- جديرة بأن توصف بكل العبارات المريرة التي سميت بها. فهي "مالحة" كما قال الدكتور شاكر، وهي "جيرية" كما ذكر الأستاذ عامر العظم، وهي معتمة مظلمة كما ورد في سياق ما طرحته الأستاذة عالية خوجة، بل وأضيف أنها تربة مليئة بالأشواك والأحراج الشوكية، تسكنها الهوام والزواحف السامة، والطفيليات المتسلقة، تقضي على إمكانية نشوء أية حياة طبيعية يانعة أو مثمرة.
• ليس كل من يتحدث في الثقافة أو يكتب فيها بمثقف. فالمثقف بحكم مسئوليته إنسان واعٍ يحفزه وعيه الناقد العضوي إلى استقراء مصلحة الناس، عاملا على تعميق وعيهم بقضايا الحاضر والمستقبل، باذلا فكره وقلمه وإبداعاته من أجل كشف ما يواجهه الناس من استبداد وزيف وتمويه واستغلال، سواء على الأصعدة الداخلية أم الخارجية. الأمثلة الحقيقية التي ذكرتها الأستاذة عالية خوجة أمثلة قائمة في كثير من مواقعنا التي تسمى زوراً وبهتاناً بأنها "مواقع ثقافية". هؤلاء هم الهوام والطفيليات التي تلوث بيئة الثقافة وتحجب أية تطورات إيجابية. وللأسف أنهم يمثلون عملة رائجة في زمن الانحطاط الثقافي الذي نعيشه، ونماذج تتوافق مع المعايير المتخلفة السائدة التي تتبناها الزمر المسئولة عن "إدارة" العمل الثقافي الرسمي. هؤلاء ليسوا مثقفين بأي حال، ووفق أي تعريف. آسف إذ أقول بضرورة تسمية الأمور بأسمائها الحقيقية، هؤلاء خدم، وقوادون، وكلاب مسعورة نهمة يطلقها أسيادها للنيل من الشرفاء.
• رغم البيئة الجدباء التي تحيط بالثقافة في بلادنا ظهرت بعض الزهور البرية. وأقصد بـ"الزهور البرية" أولئك الذين أبدعوا في مجالات الفكر والفن والأدب والشعر والرواية والنقد معتمدين على أنفسهم، وخاضوا وواجهوا الصعاب والضنك في مسيرة حياتهم. ألم يمت "أمل دنقل" و"نجيب سرور" و"البياتي" و"الجوهري" وغيرهم كثر فقراء مرضى أو مغتربين عن ديارهم. رغم ذلك كانت هناك إبداعات في جميع الأطياف الثقافية يحضرني في الذاكرة، على سبيل المثال لا الحصر، منها أحمد صدقي الدجاني صاحب مشروع النهضة العربية الحضارية. وأعرق فيلسوف معاصر محمد عابد الجابري الذي اجتهد في تحليل بنية العقل العربي. ونجيب محفوظ حائز جائزة نوبل عن تحليله الاجتماعي البنيوي لفترة تاريخية مصرية. و"يحي حقي" الذي تصدى لمحاولات التجهيل في قنديل أم هاشم. و"يوسف إدريس"، و"برهان غليون" ومحمد أركون"، و"طه حسين"، و"الطيب صالح"، و"لويس عوض"، و..... كثيرون آخرون ممن أسهموا إيجابيا في بناء وعي وتحقيق نهضة.
• هل "الثقافة" مسئولية "الحكومة" تنشئ لها دواوين ووظائف ومراتب ومكاتب؟ هل توظيف المثقفين يحل المشكلة أم يدجنهم؟ هل يمكن أن تنشأ وظائف بعنوان: مثقف ثالث، ...، ومثقف أول، وكبير مثقفين، إلى آخر ذلك من مسميات؟ ثم هل يحال "المثقف" المستوظف إلى "المعاش إذا ما بلغ سن التقاعد؟
الثقافة مثلها مثل التعليم مسئولية مجتمعية. هي مسئولية المجتمع بأسره إذا ما ارتقى وعيه وانتفت منه الجهالة ونشطت فيه أدوات الثقافة، و"أدرك معناها وقيمتها وأهميتها في نهضة الإنسان والمجتمعات والشعوب والأمة" كما ذكر الأستاذ عامر العظم في مداخلته تعليقا على ما ورد في مداخلة الأستاذة عالية خوجة.
• وما المخرج؟
ذلك موضوع آخر، أرجو أن أتناوله في مداخلة تالية
نسأل الله التوفيق
محمد جمال نوير

أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
31/03/2008, 02:39 PM
الأستاذ عامر العظم
الأستاذة المبدعة غالية خوجة
الأستاذ عزيز العرباوي
الأستاذ الدكتور محمد جمال نوير
تحياتي لكم جميعا
الدول السكندنافية وربما بعض الدول الأوربية تهتم بالثقافة والمثقفين فبعد أن يبدع المبدع كتابين أو ثلاث تجري الدولة علية مرتبا شهريا يجعله يتفرغ لإبداعه مما يجعل المبدع في بلادنا أن يخجل ويتوارى أمام هؤلاء المبدعين الغربيين فضلا عن أن الإنسان الأوربي يهتم باقتناء الكتاب . كاتبة تركية تقيم في سويسرا كتبت رواية بالإنجليزية وزعت منها خمسين ألفا رواية في ستة أشهر، ونجيب محفوظ الحاصل على نوبل أكبر طبعة له كانت خمسة آلاف نسخة، والناشر لايعطي إلاّ النذر القليل عن مؤلفات أي مبدع؛ بل يتدخل الناشر في إبداع المبدع بالحذف أوالإ ضافة بعض دور النشر في بيروت تسرق كتب كثير من المبدعين ولا يحصل المبدع من عائدها على مليم واحد .
*جوائز الدولة للمبدعين في كافة فروع الإبداع لا تتعدى النصف مليون جنيه .
* لابد أن تهتم الدولة بالمتلقي وأن ترصد الجوائز لمن تحصيله أكثر إفادة وأشمل في المعارف كلها، من المستوى الأدنى إلى الأعلى : القرية، ثم المدينة، فالمحافظة، ولكل فئات المجتمع، لبث روح التنافس والإبداع في نفوس الناشئة .
* وأن تمنح الفائزين جوائز قيمة . وأن تخفض من سعر الكتاب إلى أدنى مستوى .
* عقد المسابقات على مستوى أجهزة الإعلام والقنوات الفضائية وعدم قصرها على الجوانب الهزلية والرياضية والقشور الدينية ويكون الهدف منها نشر الثقافة لا المتاجرة والربح السريع .
* حركة ثقافية تشمل كل المجتمع . ثورة من أجل المعرفة لرفع كفاءة المبدع ماديا ومعنويا ، وحفزا للمتلقي نحو معرفة أفضل لكي يقدر قيمة الكتاب والكتاب .
* العناية الصحية والاجتماعية للمبدعين والمهتمين بحقل الثقافة .
عادني في مرضي أحد أقاربي من الأغنياء، فنظر إلى مكتبتي التي تشغل حجرة كاملة؛ فقال : جمعت هذه الكتب من كل مكان بآلاف الجنيهات وهي الآن لاتساوي بضع جنيهات وربما لايشتريها أحد . لم أستطع أن أرد عليه لاعتبارات؛ أولهما : أنه مضيفي . ثانيهما : أنه أحضر معه زيارة من الفاكهة المستوردة من كاليفورنيا ، والتي لامثيل لها في مصر في هذا الفصل من السنة، وأطعم الفم تستحي العين . وثالثهما : ولا أريد أن اُقطع الروابط الأسرية . فهو معذور لنشأته التجارية المحضة فهو لا يعرف سوى المكسب والخسارة . من أسف هو صادق في مجتمع لا يقدر الثقافة ولا يعرف قيمة للكتاب ولا للكتاب . كاتب تعني عند العامة ، كاتب حسابات أو من يكتب العراض والشكاوى أمام المحاكم والسجل المدني . ولا يعرفون سوى كتاب المسلسلات التلفزيونية ونجيب محفوظ لأنه حصل على نوبل، وإحسان عبد القدوس .. هذا شأن العامة في القرن الواحد والعشرين . أما المتعلمون فهو عجب ربما لا يعرفون من الكتاب ما لا يتعدى أصابع اليد الواحدة . وربما يرتج عليه فلا يفتح الله عليه بالإجابة . ولكن هيهات فالشعب الجاهل اسلس قيادة من الشعب المتعلم .
أحمد الشافعي

عبده حقي
31/03/2008, 09:55 PM
هل باستطاعتنا أن نلملم كل خيوط هذا السؤال الإستشكالي (( اين هي الحركة الثقافية في الوطن العربي ؟ )) وبصيغة ثانية أن ما نعيشه من حركية ثقافية في الوطن العربي لاتليق بحجم هذه الأمة وتاريخها وثرائها وجغرافيتها المتنوعة وديموغرافيتها الهجينة فلو دققنا السؤال من وجهة النظر هذه فلا محالة أن مايطفح به الشهد العربي من مظاهر ثقافية يعتبر زبدا وصورا مفبركة تصبغها جهات ما من أجل الظهور بمظهر الثقافة المحايثة لتطور المجتمع . إن السؤال الثقافي لهو من أشرس الأسئلة فعن أية ثقافة نتحدث هل عن الثقافة التي ترسم خطوطها في مكاتب وزارات الثقافة في الوطن العربي أم عن الثقافة البديلة التي تؤسس لها الجمعيات والنوادي والهيئات الثقافية على إختلاف توجهاتها ومرجعياتها ... إن السؤال يضمر في تلافيفه جوابا إنكاريا لوجود حركة ثقافية في الوطن العربي وهذا ما لانتفق عليه إطلاقا فالوطن العربي يغلي كل يوم بالأنشة الثقافية المختلفة منها على سبيل الذكر بعض الأنشطة التي تقام بصفر دولار يعني مثلا في المغرب هناك دور ونوادي للشباب تنجز بها العديد من العروض المسرحية المجانية ولكن على كل حال إننا نتفق على أن أي فعل ثقافي لابد له من دعم مادي كي يحقق التواجد والتواصل مع المتلقين





http://www.pandorascollective.com/theatre.jpg

اميرة الحريري
05/04/2008, 08:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحولي ان ابدي رايي في هذا الموضوع......
وبما انني اعيش بين مجتمع استطعت ان اكتشف حقائق مؤلمة
ان الذي يكمل دراسته الاكاديمية لا يكملها الا لكي يعمل وليس من اجل الثقافة ونمساعدة الاخرين وتطير المجتمع
وليس هذا فحسب بل قلة من الاهالي من يهتمون بالثقافة فعندهم مشاهدة التلفاز اهم من قراءة الكتب والمطالعة وبذلك يتربى الاطفال على تجنب المطالعة وعدم ممارستها بشكل يومي

وحتى النساء العربيات. والمفروض عليهن تربية ابنائهن على العادات الصحيحة وعدم تضيعة الوقت. تراهم وبكل اسف يفضلن الاهتمام بالموضة والتجميل والذهاب الى السهرات والاعراس., ولا يفكرن بمطالعة الكتب او المجات العلمية المفيدة . والله لقد زرت الكثير من البيوت وجدتها خالية من مكتبة تحتوي على كتب مفيدة تستفيد منها كل العائلة........... والثقافة تبدأ بالمطالعة بمطالعة الكتب المفيدة الدينية والاجتماعية وغيرها.

ذو العقل يشقى في النعيم عقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
هذه هي حال المثقفين وتلك هي حال الناس العاديين

وداد العزاوي
08/05/2008, 02:44 PM
[QUOTE=عامر العظم;196416]أين هي الحركة الثقافية في البلدان العربية؟!
هل من يدلني عليها؟!

ندوة دولية

لا تشريعات ولا دعم ولا تشجيع ولا موازنة ولا جمعيات ولا اجتماعات ولا حرية ولا استقلالية ولا حركة رأس وقدمين ولا تفرغ من المبدعين الموظفين البسطاء!

ماذا فعلت الجمعيات والروابط والاتحادات القائمة وماذا أنجزت؟
لماذا يحتاج إنشاء جمعية في كثير من البلدان العربية إلى قنبلة فراغية؟!
أين هي حرية حركة الرأس والقدمين في الوطن العربي؟!
أين هو المثقف أو المبدع الذي لديه قوت يومه؟!
من من المثقفين أو المبدعين مات موسرا أو مسرورا؟!
ما قيمة أي دولة بدون حركة ثقافية حرة ومستقلة؟
هل تنهض وتستمر حركة ثقافية في بلد ما مربوطة بحركة شخص ما؟
ألا تستحق حركة الثقافة العربية مليار دولار؟!
أين الذين يدعمون حركة الثقافة لوجه الله في الوطن العربي؟
ماذا يفعل المثقفون العرب ولماذا لا يهبطون على الأرض للنضال؟
أين هي الأقلام التي تدافع عن حرية إنشاء جمعيات ودعم حركة الثقافة؟
هل ينتظرون وزارات الثقافة العربية؟
هل يفكر القائمون على مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتنشيط الحركة الثقافية في البلدان العربية؟
كيف تصف واقع الحركة الثقافية في بلدك؟
ماذا فعلت وزارة الثقافة في بلدك؟[/QUOTE


الأخ الكريم عامر

سؤالاتك أرعبتني..؟؟؟

مع كل المودة
ومعزتي
للمواطنة قاتلتي..؟؟؟

وداد العزاوي

وداد العزاوي
08/05/2008, 02:44 PM
[QUOTE=عامر العظم;196416]أين هي الحركة الثقافية في البلدان العربية؟!
هل من يدلني عليها؟!

ندوة دولية

لا تشريعات ولا دعم ولا تشجيع ولا موازنة ولا جمعيات ولا اجتماعات ولا حرية ولا استقلالية ولا حركة رأس وقدمين ولا تفرغ من المبدعين الموظفين البسطاء!

ماذا فعلت الجمعيات والروابط والاتحادات القائمة وماذا أنجزت؟
لماذا يحتاج إنشاء جمعية في كثير من البلدان العربية إلى قنبلة فراغية؟!
أين هي حرية حركة الرأس والقدمين في الوطن العربي؟!
أين هو المثقف أو المبدع الذي لديه قوت يومه؟!
من من المثقفين أو المبدعين مات موسرا أو مسرورا؟!
ما قيمة أي دولة بدون حركة ثقافية حرة ومستقلة؟
هل تنهض وتستمر حركة ثقافية في بلد ما مربوطة بحركة شخص ما؟
ألا تستحق حركة الثقافة العربية مليار دولار؟!
أين الذين يدعمون حركة الثقافة لوجه الله في الوطن العربي؟
ماذا يفعل المثقفون العرب ولماذا لا يهبطون على الأرض للنضال؟
أين هي الأقلام التي تدافع عن حرية إنشاء جمعيات ودعم حركة الثقافة؟
هل ينتظرون وزارات الثقافة العربية؟
هل يفكر القائمون على مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتنشيط الحركة الثقافية في البلدان العربية؟
كيف تصف واقع الحركة الثقافية في بلدك؟
ماذا فعلت وزارة الثقافة في بلدك؟[/QUOTE


الأخ الكريم عامر

سؤالاتك أرعبتني..؟؟؟

مع كل المودة
ومعزتي
للمواطنة قاتلتي..؟؟؟

وداد العزاوي

عامر العظم
08/05/2008, 03:26 PM
الأستاذة وداد العزاوي،
أولا، أرحب بك عزيزة في وطنك العزيز.
ثانيا، إذا أصيبت رئيسة تحرير مجلة بالرعب، فكيف سيكون حال الأخرين؟!

في هذه الأثناء، أنا سعيد أنك أصبت بالرعب وأتمنى أن يكون شديدا!

تحية مرعبة

عامر العظم
08/05/2008, 03:26 PM
الأستاذة وداد العزاوي،
أولا، أرحب بك عزيزة في وطنك العزيز.
ثانيا، إذا أصيبت رئيسة تحرير مجلة بالرعب، فكيف سيكون حال الأخرين؟!

في هذه الأثناء، أنا سعيد أنك أصبت بالرعب وأتمنى أن يكون شديدا!

تحية مرعبة

أحمد محمد إمام
08/05/2008, 07:52 PM
أما كفاك إيلاما يا عامرُ

بعقل أمة رقصا يستثمرُ

ومثقف لنيل الرفعة وعزهُ

ساقوا إليه جوع النفس ، يقهر ُ

يا عامرُ هذا زمان الغناء ، فارقص للشعب تحمدُ !! :(

أحمد محمد إمام
08/05/2008, 07:52 PM
أما كفاك إيلاما يا عامرُ

بعقل أمة رقصا يستثمرُ

ومثقف لنيل الرفعة وعزهُ

ساقوا إليه جوع النفس ، يقهر ُ

يا عامرُ هذا زمان الغناء ، فارقص للشعب تحمدُ !! :(

د.عبدالرحمن محمود المحمود
08/05/2008, 08:34 PM
لقد قالها الضفدع قديما : ان في فمي ماء فكيف ينطق من كان في فيه ماء ؟! هل وصلت الرسالة ؟!

د.عبدالرحمن محمود المحمود
08/05/2008, 08:34 PM
لقد قالها الضفدع قديما : ان في فمي ماء فكيف ينطق من كان في فيه ماء ؟! هل وصلت الرسالة ؟!

بلال بلحسين
08/05/2008, 09:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي عامر
وزارات الثقافة لا ذنب عليها
ففي المغرب مثلا هذه الوزارة رغم قلة إمكانياتها المادية فهي تقوم بالمستحيل من أجل إيجاد الدعم والمستشهرين لتنظيم مهرجانات الغناء والطرب وهنا يمكن أن تبحثوا عن حصيلة الوزير السابق 2002-2007 قد لا أبالغ إن قلت أنه نظم أزيد من 500 مهرجان للرقص والغناء زاره مختلف المطربون في العالم حتى أصحاب الجنسية الإسرائيلية ، وأنا سأبحث عن هذه الحصيلة بالتدقيق وأوافيكم بها في أقرب وقت لنتأكد أن وزارات الثقافة في بلداننا لا زالت بخير وترقص على واحدة ونصف ...

محمد جمال نوير
09/05/2008, 01:47 AM
تفعيل الثقافة، الثقافة والتنمية

منذ مؤتمر فينيسيا سنة 1970، ظهرت العلاقة جلية بين الثقافة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعززت العشرية العالمية للتنمية الثقافية (1988-1997) هذا التوجه وخصص يوم (31 مايو) يوما للتنمية الثقافية. وطرح موضوع "الثقافة والإبداع في مواجهة العولمة" بإلحاح في المائدة المستديرة لوزراء الثقافة (55 وزيرا) والتي نظمت أثناء الدورة 30 للمؤتمر العام لليونسكو (2 نوفمبر 1999، باريس).
وقد أعدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم خطة شاملة للثقافة العربية أوضحت فيها أن إقصاء الثقافة من العملية التنموية غير وارد، وأنه من غير المقبول أن توضع القضية الثقافية في المركز الأخير من الاهتمام سواء في التخطيط أو التمويل أو التنفيذ، أو توضع التنمية الثقافية في معزل عن خطط التنمية الأخرى. (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إدارة الثقافة، الخطة الشاملة للثقافة العربية، الطبعة الثانية، تونس، 1966، صفحة 46.) وانه لابد من نقل الثقافة من مراكز الاهتمام الثانوية إلى المراكز الأولى، لأن الثقافة هي الاقتصاد الآخر لكل أمة لكل شعب، ولأن القوة الثقافية عديلة القوة الاقتصادية ومكملتها في القوة والأثر والإنتاج، وأن تنمية الخبرات الإنسانية هي الأصل في كل عمل تنموي، وفي كل مردود للتنمية"
القضية الثقافية أساس العملية التنموية الشاملة، وكلما تأخر وضع الثقافة في محور عملية التنمية كلما تأخرت التنمية عموما. فما دامت التنمية تعتمد على الإنسان الذي يمثل هدفها ومحورها، فإن إعداد الموارد البشرية وتنميتها عن طريق التأهيل واكتساب المهارات هو الضمان الوحيد لانطلاق عملية التنمية وديمومة ثمارها.
تهدف التنمية الثقافية قبل كل شيء إلى بناء الإنسان معنويا، ومن هذا الهدف تتبلور الأهداف الثانوية. غير أن الإعداد المعنوي هو إعداد شامل يغطي كل الجوانب التي تشملها الثقافة. ولا يتم تطوير البنى الاقتصادية والاجتماعية إلا بالاستناد إلى تخطيط ثقافي جذري يحدد طرق العمل ووسائله، كما يحدد الأهداف المستقبلية للأمة. (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إدارة الثقافة، الخطة الشاملة للثقافة العربية، الطبعة الثانية، تونس 1996، صفحة 50.)
يتبلور البعد التنموي للثقافة في ضوء اعتبار أن التنمية عملية متكاملة وأن الثقافة هي غاية هذه التنمية المتكاملة. ولعل ما يجعلنا نتمسك بالثقافة داخل التنمية هو أننا عندما نتناول الدور الحاسم للبيئة والوسط الطبيعي في تحديد مستوى التنمية واستدامته، فإن الثقافة تفرض نفسها وتحدد بالتالي ما إذا كان تعامل الفرد مع هذه البيئة سيكون تعاملا مدمرا أم تعامل محافظة وصيانة. كما أن الخصوصيات الثقافية لأي بلد أو مجموعة أقطار متشابهة تترجم بشكل كبير خصوصيتها التنموية، وعليه فلا مناص من التعامل مع الثقافة في مسار تنميتنا، ومن الأهمية بمكان أن نعرف أن تنمية أي مجتمع لا تكمن في أسلوب تحديثه عندما يفقد خصوصيته الثقافية، ولكنها على العكس من ذلك طريقة للثقافة تحقق بصورة أفضل مستوى ماديا أرفع كافيا للاستجابة للحاجات الإنسانية دون أن يمس ذلك من نمط قيمه وعلاقاته الاجتماعية وحسه الجمالي والأخلاقي.
الخشية كل الخشية مما نعيشه في الوقت الراهن من اجتثاث يعانيه كثير من الناس لجذور حضارتهم وثقافتهم حتى أصبح العالم ذا قطب واحد تصدر فيه قلة سلعها وقيمها لتستهلك من قبل أكثرية ساحقة سلبت الإرادة، وهو ما يعبر عنه أحيانا بالأمركة أو الصهر داخل الفرن الأمريكي.
التبعية هي أبرز عوائق التنمية في الدول النامية، وعلى ذلك الأساس فإن تحقيق التنمية الجادة يقتضي التخلص من التبعية، وهي التبعية الحضارية التي نجد مظاهرها بادية للعيان في ما نراه من انغماس في المعطيات القيمية والثقافية للمشاريع التنموية المستوردة التي لا تعير للواقع المحلي أي اهتمام.
إن نمو الحضارة بأكملها إنما يتوقف على النمو الثقافي فبقدر ما ينمو الإنسان ثقافيا وبقدر ما تنتشر الثقافة في المجتمع عامة تزداد مقدرة أولئك الأفراد والمجتمعات على النمو الحضاري. وحتى إذا نظرنا إلى التنمية البشرية التي أصبحت مفهوما أكثر إنصافا في هذا الخصوص نجد أن البعض يعتبر أنها ما زالت مقصرة في هذا الشأن فمن الملفت للنظر أن تكون الجوانب الثقافية والحضارية قد بقيت شبه مغفلة عند مراجعة مسيرة التنمية البشرية. لقد كان هناك غياب لهذه الجوانب على الرغم من أهميتها الحاسمة في مجال توفير الحوافز المعنوية الضرورية لتحفيز المشاركة الشعبية الفعال في عملية التنمية.
من الواضح اليوم من وجهة النظر الاقتصادية المحض أن تعزيز المستوى الثقافي لأمة من الأمم يمثل أحد الشروط الأساسية لإيجاد وسط ملائم يتيح تطوير إنتاجية الموارد المختلفة لتلك الأمة. وقد علل يوسف صائغ (يوسف صائغ، التنمية العصية من التبعية إلى الاعتماد على النفس في الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الأولى، بيروت، يونيو 1992، صفحة 61) في معرض حديثه عن التنمية بالاعتماد على النفس أو التنمية الأخرى هذا الاندماج بقوله "ذلك أن التنمية المعنية ينظر إليها كعملية ثقافية كلية ومندمجة بما تعني تنمية كل رجل وامرأة". (سيدي عبد الله المحبوبي، وضع الثقافة في محور عملية التنمية في الوطن العربية، صفحات 118-127، في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، السياسات الثقافية من أجل التنمية في الوطن العربي، المؤتمر الثالث عشر للوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، عمان، الأردن، 23-24 أكتوبر 2002. صفحات 91-128.)
لقد ظلت قضية التنمية والتخلف منحصرة في مجال الاقتصاد الذي كان نموه يمثل المعادلة السحرية، وزاد التنافر بين الاقتصاد والثقافة نتيجة لذلك، وأصبحت التنمية في نظر الكثيرين مرادفة للحداثة ومحاكاة الأنماط القيمية والسلوكية السائدة.
وفي هذا الصدد فإن الخطة الشاملة للتنمية الثقافية العربية تضع في مقدمة معوقات التنمية الثقافية السياسات الثقافية المتبعة، "وأهم من ذلك كله تطبيق السياسات الثقافية دون وصلها وصلا عضويا بمشاريع التنمية، أي الاهتمام بالجانب الثقافي فقط وكأنه مستقل عن جوانب التنمية الأخرى" (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الخطة الشاملة للثقافة العربية، المجلد الأول، الكويت، 1407 هجرية-1986 ميلادية. صفحة 423)
وإذا رجعنا إلى نماذج القائمة الطويلة التي تشملها معوقات التنمية الثقافية نجد أن لكل منها وزنا نعتقد أنه هو الحاسم، فمشكلة انتشار الأمية بين أعداد كبيرة من جماهيرنا العربية تجعل النمو الثقافي أمام تحد صعب إذ لا يمكن أن نواجه عصر انفجار المعرفة بالأمية وتهميش الثقافة، والشيء نفسه يمكن أن يقال عن غياب الحريات العامة التي تعني في النهاية كبت الإبداع وسهولة تقبل الثقافة الوافدة بديلا. كما أن هذا الواقع يعززه الفقر والفاقة، ولنا أن نتصور الآثار السلبية لكل عنصر من هذه العناصر بمفرده، فكيف وقد اجتمعت لتشكل الثلاثي الحرج أمام التنمية الثقافية بصورة خاصة والتنمية الشاملة بصورة أعم.
يضاف إلى ما سبق أن طغيان الثقافة المواكبة للعولمة أصبح عقبة في سبيل تنمية الثقافات القطرية والقومية، ويكفي ما نبه إليه مؤتمر استوكهولم (1998) بهذا الخصوص، فقد أصبح المنتوج الثقافي اليوم محل صراع اقتصادي وتجاري ضار لا تصمد فيه سوى الصناعات الثقافية المتطورة المعتمدة على سوق داخلي يضمن لها الاستمرار والتطور.
ومن بين العقبات كذلك أن الثقافة في نظر البعض هي شيئ آخر يقابل العلم، ولذا، فإن بقاء الثقافة في العدوة الدنيا والعلم بالعدوة القصوى سيجعل من الصعوبة بمكان الوصول إلى الهدف المنشود، "فالتحدي الذي يواجه العرب هو كيفية وضع العلم والتقانة في مركز أنساقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية". (أنطوان زحلان، العرب والعلم والتقانة، مركز دراسات الوحدة العربية، سلسلة الثقافة القومية (19)، بيروت 1988، صفحة 99). لذا يبدو ضروريا أن يكون هناك توفيق وانسجام بين العلم والثقافة لتتم عملية التنمية المتبصرة، إن هذا التوفيق بين العلم والثقافة شرط التنمية، الذي كان أفضل تعريف له، حسب ما يراه مهدي المنجرة العالم الاقتصادي المغربي إن التنمية هي العلم عندما يصبح ثقافة، فالتنمية نتيجة لاندماج العلم والثقافة.
هناك كذلك بعض المشكلات التي أثرت سلبا على الثقافة داخل البلدان العربية، وشكلت بالتالي مجموعة من العقبات، وتشمل هذه المجموعة زحف التمدن، والاستقرار العشوائي وضعف الدعامات المادية المخصصة للمجهود الثقافي، وهي أمور لا تخرج عن دائرة مشكلات التنمية عموما. (سيدي عبد الله المحبوبي، وضع الثقافة في محور عملية التنمية في الوطن العربية، صفحات 118-127، في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، السياسات الثقافية من أجل التنمية في الوطن العربي، المؤتمر الثالث عشر للوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، عمان، الأردن، 23-24 أكتوبر 2002. صفحات 91-128.)
كيف تكون الثقافة هي محور التنمية؟
إن الخطوة الأولى هي العمل من داخل بنيتنا الثقافية وفهمها فهما دقيقا وإعادة ترتيب أجزاء مكوناتها وتجديدها حتى تصبح أداة ربط بين أجزاء الوطن العربي ووسيلة لفهم ما يجري في العالم والتأثير فيه. وفي الوقت نفسه ينبغي أن نتخلى عن فهمنا السابق للثقافة على أنها كيان مستقل يمكن أن ينمو بمفرده وتعيش التنمية بمعزل عنه أو هو في معزل عنها، وبالتالي، فإن علينا في الواقع أن نبتعد عن الفصل بين ما هو اقتصادي في عملية التنمية وما هو غير اقتصادي لننطلق من إطار مفاهيمي يعتبر الاقتصاد مجرد عنصر من نظام اجتماعي معقد لا يمكن أن تفصل فيه المسارات الاقتصادية عن المسارات الثقافية أو الاجتماعية.
إن التركيز على النمو الثقافي أو التنمية الثقافية ما يزال يشق طريقه للحاق بركب مصطلح التنمية الاقتصادية، ولا يقودنا إلى الهدف المنشود، بل المطلوب هو صياغة تنموية شاملة تتبوأ فيها الثقافة المكانة الملائمة لها كبقية العناصر الأحرى، فالثقافة ليست كيانا مغلقا على ذاته، بل هي في تفاعل دائم مع ما يحيط بها، وتقتضي هذه النظرة الاندماجية تطوير البنى الاجتماعية والاقتصادية والفكرية في الوطن العربي كشرط لا غنى عنه في البناء الحضارة للأمة. كما تتطلب تنسيقا مستمرا بين مكونات الخطط التنموية (الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والسياسية)
ويذهب البعض إلى معالجة الإشكال الثقافي في التنمية من مفهوم أوسع وأقوى دلالة هو مفهوم الأمن الثقافي الذي لا مناص من وضعه نصب الأعين ما دمنا نفكر بجد قي وضع الثقافة في محور عملية التنمية. وهنا تظهر مجموعة من التحديات العلمية والتقنية ومشكلات التعليم والأمية والبحث العلمي.
فالبرامج التربوية والتعليمية لا تتلاءم في كثير من الحالات مع حاجات المجتمع العربي ولا مع تطورات العصر، فالشأن الثقافي لا يعني سوى القلة، أما الجماهير العريضة فإن مشاركتها لا تكاد تذكر في هذا المنحى، ويتطلب هذا الأمر مراجعة شاملة لمضامين الثقافة وأساليبها وأهدافها.
ومن أجل الخروج عن دائرة النظريات، فإن الوطن العربي بحاجة إلى جهد إعلامي صبور وصادق يستخدم كافة وسائل الأعلام الجماهيري وأساليب التوعية الحكيمة من أجل إيصال فكرة محورية الثقافة في العملية التنموية، ويؤازر هذا الجهد توفر الكتب والدوريات والصحافة السيارة وغير ذلك من أدوات الثقافة.
ونحن ندرك تماما درجة الارتباك التي يتعرض لها المواطن العربي وهو يقف أمام سيل عارم من التدفقات الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة في الوقت الذي لا يجد في الإعلام المحلي ما يشد انتباهه، ولذا فإن من أكثر الأمور إلحاحا في مجال الدمج الثقافي التنموي هي خلق قاعدة إعلامية منتقاة تستطيع مراجعة الأطروحات المواكبة لحركة العولمة حتى نستطيع تسليط الضوء الكاشف على ما لا نرغب فيه وما نرغب فيه وما ينسجم مع ثقافتنا التنموية وما لا ينسجم معها.
إن الأمر يقتضي أن تبذل التنمية الشاملة جهودا مستمرة ورقابة دائمة ومتابعة وتصويبا لأنماط الخلل ومعالجة الفجوات داخل النظام التعليمي، وبين الموارد البشرية المدربة في النظام التعليمي والموارد البشرية اللازمة للتنمية. وهذا يقودنا إلى القول بأننا بحاجة إلى توضيح دور العوامل الثقافية في شكل مؤشرات مقنعة، وذلك بالنسبة للمشروعات التنموية. مع إبراز تأثير التنمية كذلك على القيم وعلى كافة العمليات الاجتماعية الثقافية. وهذا يقتضي تشجيع أسلوب مشترك للتفاهم بين المعنيين بالشأن الثقافي وبين نظرائهم من المخططين الاقتصاديين حتى تتسنى آثار ونتائج المشروعات الثقافية بطريقة ملموسة وعملية يسهل استخدامها على المخططين.
وما تزال نقطة البداية حاضرة في أذهاننا عندما نتحدث عن التنمية الشاملة، ألا وهي أن الإنسان مصب الأهداف التنموية ووسيلة تحقيقها، ولذا فإننا نوافق ذلك الطرح الذي يقول: "إن فعل الثقافة في التنمية الشاملة يبدأ من خلال إعداد المواطن ليمارس حقوقه السياسية في أجواء الديموقراطية والحرية واللامركزية الإدارية" (كميل حبيب، الثقافة عامل أساسي في التنمية الشاملة، ضمن أبحاث "الثقافة ودورها في التنمية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، في قضايا الثقافة والتنمية، الدورة العاشرة لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، "الثقافة ودورها في التنمية، تونس 1996. صفحة 29)
والثقافة في الواقع تمثل موردا اقتصاديا لم ينل حظه حتى الآن في وطننا العربي، وأبسط نموذج يحرضنا في هذا الشأن ويمكن للجمهور أن يفهمه هو قضية السياحة الثقافية، فالوطن العربي زاخر بمقوماته المادية والبشرية، ومن المفارقات أن يكون هذا المورد حيويا في بلدان نستطيع أن نرى بداية تاريخها بالعين لمجردة ولا يزدهر في بلدان كان لها آية جنتان عن يمين وشمال. (سيدي عبد الله المحبوبي، وضع الثقافة في محور عملية التنمية في الوطن العربية، صفحات 118-127، في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، السياسات الثقافية من أجل التنمية في الوطن العربي، المؤتمر الثالث عشر للوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، عمان، الأردن، 23-24 أكتوبر 2002. صفحات 91-128.)
إن الصلة بين الثقافة والتنمية على المستويين الوطني والعربي هي السبيل الأفضل لمواجهة تحديات عصر العولمة، وعصر التجمعات الإقليمية الكبرى. وهذا الواقع يستوجب مراجعة مفاهيمية للثقافة دلالة وأبعادا وحدودا وأدوارا، خصوصا وأنها أصبحت في وقتنا الحاضر مجالا مركبا يتداخل فيه ما هو تكنولوجي تواصلي مع ما هو تعليمية وإعلامي.
ولما كانت السياسات الثقافية تمثل إحدى المكونات الرئيسية لسياسات إنمائية ذاتية ومستديمة، فينبغي تنفيذها بالتنسيق مع مجالات اجتماعية أخرى في إطار منهج ومتكامل، ويتعين على كل سياسة من أجل التنمية أن تراعي بقدر كبير مقومات الثقافة ذاتها.
إن إدراك المقاربة الجديدة في فهم قضايا التنمية، حدا بالمشاركين في مؤتمر مكسيكو حول السياسات الثقافية إلى التركيز على فكرة رئيسية تجعل الثقافة عنصرا أساسيا في حياة كل فرد وكل مجتمع، وأن التنمية تنطوي على بعد ثقافي جوهري ما دامت تستهدف في غايتها خير الإنسان. (الإعلان الختامي للمؤتمر العالمي حول السياسات الثقافية، مكسيكو، 6 أغسطس 1982)
وأدى التعمق في موضوع التنمية الثقافية خلال مؤتمر مكسيكو إلى تبني تعريف جديد للثقافة يجعلها تلعب دورها لتصبح شاملة للأنماط السلوكية، وتحديد وجهة نظر الفرد لنفسه وللعالم الخارجي، وتأكيد أهميتها في عملية التنمية. ومن هذا المنطلق تكون الثقافة جامعا مشتركا بين جميع القطاعات، وليست قطاعا مستقلا بذاته. فالثقافة لم تعد ضربا من ضروب الترف والتبهرج بل سندا للتنمية وأداة تحريك الوعي العام لمواجهة التحديات في هذا العالم المتجه نحو التوحيد والنمطية والذي تهيم عليه نظرية الرؤية الواحدة، فنجاح الشعوب أصبح يمر حتما عبر إشعاع ثقافاتها. فكل مشروع تنموي لا يأخذ بعين الاعتبار البنية الثقافية والطبيعية للمجتمع والقيم الإنسانية النبيلة في ثرائها وتنوعها وخصوصيتها مآله الفشل. وفي هذا السياق تكمن أسس الاستراتيجية التي وضعها المشاركون في مؤتمر مكسيكو في إطار "عقد عالمي للتنمية الشاملة" (قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 41/187 "الجلسة العامة 100"، نيويورك، 8 ديسمبر 1986)، يكون بمثابة العقد الأخلاقي والاجتماعي الذي يمكن من شق طريق للمستقبل في عالم ستحول فيه التكنولوجيا الرقمية ظروف العيش بأكملها.
محمد جمال نوير[/B]

باهر هاشم الرجب
09/05/2008, 02:00 AM
الأساتذة الأكارم
تحية وزارية مأساوية...


الأخوة الأساتذة
احمد محمد امام
كلامك سليم جدا للأسف. نحن نحارب ما تفضلت به منذ سنوات بعملنا الثقافي الذي يتنافى وعمل الوزارات المقصودة ه و لكن ؟؟؟ نحن قلة وزمننا اليوم زمن الهشك بشك ولو كان زمن طرب كالسابق لما عبنا عليه ولقد يئسنا لأن الوزارات اللاثقافية العربية والمؤسسات التابعة لها همّها ابعد من الثقافة!!! عجبي

عبد الرحمن المحمود
خير الكلام ما قل ودل واختيارك للمثل خير شاهد على ما نعانيه من وزارات الجهل العربية
أبعدكم الله أحبتي عن وزارات الجهل العربية!

امجد ابوعوض
03/09/2009, 03:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما قرأت ما قراته هنا شعرت بالصدمه لأني لأول مره أدركت ان الثقافه ما هي الا بضاعه مثل باقي السلع تتحكم برواجها أو كسادها الية العرض والطلب .
المثقفون يقدمون ما يملكون من ابداع ونور ويستكينون الى أحلامهم التي تبدو فيها الأمه وقد تحولت الى مستهلك لا يشبع من العلم والثقافه وبعد ان تأن احوال هؤلاء المثقفون من شدة الألم الذي يسببه الواقع والذي يتجلى ليس فقط بعدم تقدير ما يقومون به وانما ايضا بمحاربته والتقليل من دوره في بناء أمة متقدمه , بعد الألم لا بد من الاستيقاظ على الحقيقه التي تقول ان الميول الاستهلاكيه لهذه الامه لا تتسع لسلعة الثقافه مما يؤدي الى انعدام الطلب على التقدم والرقي . وهذا يؤدي الى ابتعاد الاقتناع عن الاستثمار في الثقافه والترويج لها .
مزيدا من الصبر فليست اروبا هي التي صنعت علمائها ومثقفيها وانما علمائها ومثقفيها هم الذين صنعوها وكونوها على هذا الشكل الذي اصبح نموذجا لا يمكن لنا مهما ادعينا الخصوصيه ان ننكر انه وصل بالانسان الى مراحل لم يصلها من قبل في العداله الاجتماعيه والرقي والحداثه .