المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من حياة



عبدالله س. عبدالله
31/03/2008, 05:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.

السادة أعضاء منتديات واتا الحضارية.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسرني جداً ويسعدني أن خرجت من ضيق الدنيا إلى سعة منتداكم، وأن صرت من المتفرجين إلى المشاركين، رغم ضعف المحمول، ورقة المعلوم، وإزجاء البضاعة..
وإني "أستغل" هذا المقام المشْرف، حتى أضع أمام أعينكم هذه التجربة الشعرية، مستعيناً بالله أولاً، ثم قابلاً لكل ما في هذا الموضوع (http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=16918) من حقوق والتزامات..

وتجربتي، كما ترون، مجموع أبيات من الشعر العربي العمودي، كتبتها قبل مدة من الزمن في مناسبة خاصة..

==============

قالوا: تَوَقَّ جُروفاً في مَزالِقِها، * ثُمّ ارْقَ مُقْتَبِساً من عَينِ شارِقَةِ!
كيف البُروقُ تَقِيني من غَوَائِلِها؛ * حِينَ الغُيُوبُ لنا كَالرّكْلِ لِلكُرَةِ؟

***

ما لِيْ إذَا غمضَتْ أَرسلْتُ ذاكرَتي؟ * والفِكْرُ في سَهَدِي أسْرَى بِغائبةِ
والشِّعْرُ مِنِّيَ صَلْدٌ قَبْلَ مَنْسِمِها، * وَهْيَ التي أرِجَتْ عَرْفاً لِقافيتي
وهْي النََّدَىْ غَدَقَاني وهي مُحْرِقَتي * وهي السياطُ ووَرْدِي وهْي راويتي
وهي العِمَاد وسَقْفِي وهي هادِمَتِي * وهي الفَوَاقُ وسُكْري وهي ساقيتي
إنْ أعْلُ في حَسَنٍ، أو أهْوِ في سَفَلٍ؛ * فهي التي حَمَلَتْ، بلْ وهي راكبتي
اللهُ يَعلمُ أَني ما أُخالفُها * والخلق يشهدُ أني خَتْم سيدتي
جاءتْ إليَّ صباحاً وهْي مُطْرِقَةٌ * تُغْضِي مِنَ البصرِ المنثورِ في جِهَتِي
لَو ما نظرْتُ إليها قَبل ساعتنا؛ * ما غرّني كَذِبُ الأبصارِ عن سِمَةِ
إنّيْ إذا سدلَتْ شمسٌ براقِعَها * شَفَّتْ إليَّ نُجُومٌ هُنَّ هاديتي
أقبلْتُ في لَهَفٍ علِّيْ أرى قَبَساً * والتَعْتُ في فَرَقٍ من برقِ دامعةِ
وَارْتاعَ من نفَسٍ منها على نَشَجٍ؛ * ما شَبَّني شُعَلاً إذْ أَجَّ وَسْوَسَتِي
أَوَكلما بَرَدَ الإضرام شَفْرَتَهُ * كنتُ الذَّبيحَ بلا ذنبٍ على بَهَتِ؟
والنارُ فيَّ لَظًى تُجْرِي مَسايِلَهَا، * والحُبُّ واجِمَةٌ، يا ويحَ واريتي!
يا أنتِ! يا زُمَرَ الأسرارِ! يا خَلَدي! * رُدِّي الهواءَ على المخنوقِ؛ في صِلَةِ
عُودِي إلى السِّيَرِ الأُولَى من الغَنَجِ * قُودِي الصَّدَى وَاخْتالِي في مُحادَثتي
قُولِي التي طَرِبَتْ من وقْعها أُذُنِيْ: * "لا".. ما قَدِرْتِ مِراراً، كَرّرِي عِظَتي
لن تَسمعِي ضَجَرِي لو زَنّ مَنْطِقُكِ، * "كلاّ" وَ"لَنْ" عَسلِي، يا حُلوَ خاطرتي!
قولي الذي طَعِمَتْ رُوحِي مَذاقَتَها * من مَسِّه، وَشَذَا عِطْراً لِغابِرَةِ:
حَرْفاً؛ يَبُلُّ حياةً بعد لاهِبَةٍ * والحرفُ مِنْكِ إِسَاري، وهْو تخْلِيَتِي
والزّهرُ أجْهَضَ لَمّا ثارَ - من وَتَرٍ * من جَوفها - نَغَمٌ يَحكِي بِلا لُغَةِ
وَارْتَجَّ رعدُ سمائي من مَباهِجِها * إذْ سَكَّ سَمْعَ زماني رِكْزُ صارختي
لَم يُغْنِها جَلَدٌ؛ حتى مَدافِعُها - * هَمْساً - أَمَرْنَ بِقتلي، وَا معذِّبتي!
ناجَتْ: "حبيبَ فؤادِي! مَاتَ طائرُنا، * لا تَرقُبَنْ لَيلِي، إنّي على عِدَةِ!"
وَانْسَحَّتِ العَبَرَاتُ البِيضُ من مُزُنٍ * وَاسْوَدّ من غَرَقٍ صَفْحاتُ مُورِقَةِ
جَفَّتْ عَلَيَّ دَواتي في مَحابرها * إذْ مَاْلَ عن قلمي إلهامُ موحِيَتي
وَاعْتَلّ سَيفُ لساني في منابرهِ * وَاحْتَرْتُ من شَفَةٍ خِيْطَتْ على شَفَتي
والوقتُ أمْسَكَ عنّي مِن عقاربهِ * أوْ أنّها لَدغَتْ مِنْ دُونِ تَشعرَتي!
والكونُ أَسْكَتَ، والأصواتُ مُصْغِيَةٌ، * والكُلّ يُنْصِتُ لِيْ، والرَّجْعُ خافِقَتي!!
ما لِلْغُرُوبِ تُعادِيني جَحافِلُهُ؟ * ما لِي ولِلظُّلُماتِ الصُّمِّ مُلجمتي؟
ما لِلضِّياءِ خَبَتْ أشباحُ صُورَتِهِ؛ * حتى الدُّخَانُ يُغَطِّي كُلّ قاصِيَةِ؟
والنفْسُ هاويةٌ مِن دونما حُجُزٍ * والعقل يُمْسِكُها والروحُ في فَلَتِ
إنيْ إِذاً لِفِراقِ الخِدْر في خَنَقٍ * فَالغَوْثَ يا نفَسِيْ غَوثاً لِسائلةِ
ما آنَ لِلشُّرُفاتِ السَّبْعِ تَرفَعُني؟ * والدمْعُ من شُهُبي كالأَحِّ من رِئَتِي
إني لِمَا سَأَلَتْني قد سَعَيْتُ لَهُ * ناجَيْتُ في سَحَرٍ: يا رَبّ مَسألَتِي!
واخْتَرْتُ قولَكِ، لا أدري عواقِبَهُ * واخترتُ حُكْمَكِ من قبلِ المُحَاكَمَةِ
قالتْ: "وما لكَ تَبكِي؟ أنتَ طالِبُهُ؛ * أنتَ الذي سَألَ المَوْرُودَ في دَعَةِ!
"أَمْ لَسْتَ تَشْجُعُ فيما كنتَ تَسألُهُ * لَمَّا بَصُرْتَ بأنَّ الحَقَّ مُنْصَلِتِ؟
"أمْ بِتَّ تُشْفِقُ من هَوْلٍ بِبَاطِنِهَا؟ * تَخْشَى على شَعَرٍ من شُفْرِ طَارِفَةِ؟
"تَبكِي بَياضَ جُلُودٍ إِذْ لِبَشْرَتِها * حِيناً كُلُوْحَ خُسوفٍ بعْدَ حَارِقَةِ؟
"تَرثِي لِوجهكَ مِن حَسِّ اللهيبِ إذَا الْـ * أسواطُ تَخْدِشُهُ, حِينَ العلانِيَةِ؟
"تَخشَى لِوَاءَكَ في الحَشْرِ الكبيرِ إذِ الْـ * هَامَاتُ خاضعةٌ من فَضْحِ ألوِيَةِ؟
"تَبكي لِنارِكَ أن لَمْ يَكْفِها مَحَشٌ * في أوّلٍ، حتى تُصْلَى بآخِرَةِ؟"
أبْكَيتِنِي زَمَناً ما كنتُ ذاكرهُ * أبكيتني رَعَناً من كُلِّمَا صِفَةِ
شتّانَ، يا وَجَلِي، بين الجحيمِ إذَا * ماجتْ، وبَين رمادٍ إِثْرَ تَنْدِيَةِ
ماذا أقولُ لِرَبّي حينَ يَسألُنِي: * عَبدِي! عَلاَمَ قِحامٌ سُورَ حامِيَتي؟
عبدي! علام جِماحٌ عن عبادتنا؟ * أين السرور عَنِ الأرواحِ عاصيتي؟
يا عَبدُ! ما لك تَأبَى غَيْرَ ضَيِّقِها؟ * ما كنتَ في كَرَمي؟ ما كنتَ في سَعَتي؟
ها أنتَ، يا كَذِباً، ما تُبْتَ مِن زَلَلٍ * حتى رجعْتَ إليها؛ تَرنُو لِحافِرَةِ؟
ماذا أقولُ إذا ما ضقْتُ أجْوِبَةً؟ * إنْ قال: يُسْحَبُ في ذُلٍّ لِكالِحَةِ؟
إنْ قَال: لا كَرَماً لِلعاصِ، بل تَلَفاً * لِلنارِ ذِيْ فَخُذِيها يا ملائكتي؟
قالت: "كُنِ الرجُلَ الماضي لِنيّتِهِ * لا تُثْنَ مِن رَهَبٍ أو أجْلِ خائنَةِ
"بَلْ قُمْ سَلِ الملكَ الرحمنَ في ضَرَعٍ * من عَفْوهِ لَهُوَ المسؤولُ في ثِقَةِ"
يا رَبّ! عفوكَ، إنّ الجِيْدَ ناكسةٌ! * يا رَبّ! غَفْرَكَ ذنباً حَاطَ ناصِيَتي

==============

أتمنى من الأساتذة الكرام ألا يألوا جهداً في "قتل" هذه الأبيات، وإحياء قائلها، بالنقد والملحوظات.
وشكراً لكم جميعاً.

ناهد يوسف حسن
01/07/2008, 08:58 PM
أجارك الله من النار
وبارك بك
ننتظر وصول النقاد الكرام
تحية ودمت بروعة