المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يكرم القرآن الكريم علماء العلوم الكونية!!



بنت الشهباء
01/10/2006, 01:49 PM
عندما يكرم القرآن الكريم علماء العلوم الكونية!!


بقلم الأستاذ الدكتور:

نظمي خليل أبو العطا موسى
من يطلع على القرآن الكريم ويدرس الحياة العلمية في الحضارة الإسلامية يرى المكانة العالية لعلماء العلوم الكونية لانشغالهم بالعلوم الكونية النافعة والتي أدَّت دراستها إلى بيان عظمة الله في خلقه فقد خص الله سبحانه وتعالى علماء العلوم الكونية من فلك، ومياه، ونبات، وأرؤض، وحيوان، ونيان، وتصنيف، واجتماع وغيرهم، خصهم الله سبحانه وتعالى بشرف الخشية من الله ومعرفة قدره سبحانه وتعالى والمجازة في خلقه ومقدرته على عباده، قال تعالى:
(ألم تر أن الله أنزلَ منَ السماءِ ماءً فأخرجنا به ثمراتٍ مختلفاً ألوانها ومن الجبال جُدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ مُختلفٌ ألوانها وغرابيب سود، ومن الناس والدواب والأنعام مختلفٌ ألوانه كذلك إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ إن الله عزيز غفور)
[فاطر: 28 ـ 29].

قال الشيخ عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله في تيسير الكريم الرحمن:

(والكتاب المنير): أي: المضيء في أخباره الصادقة، وأحكامه العادلة فلم يكن واحده وفيها التفاوت والفرق ما هو مشاهد معروف ليدل العباد، على كمال قدرته، وبديع حكمته فمن ذلك: أن الله تعالى أنزل من السماء ماء، فأخرج به من الثمرات المختلفات، والنباتات المتنوعات، ما هو شاهد للناظرين، والماء واحد والأرض واحدة ومن ذلك: الجبال التي جعلها الله أوتاداً للأرض، تجدها جبالاً مشتبكة، بل جبلاً واحداً، وفيها ألوان متعددة فيها جدد بيض: أي طرائق بيض، وفيها طرائق ومن ذلك: الناس والدواب والأنعام فيها من اختلاف الألوان والأصناف والأصوات والهيئات ما هو مرئي للأبصار مشهود للنظار، والكل من أصل واحد ومادة واحدة، فتفاوتها دليل عقلي على مشيئة الله تعالى. اهـ

ونحن نقول: في هذه الأشياء وتفاوتها أدلة علمية لا يعلمها إلا العالمون تدل على قدرة الله وعظمته وحكمته وإبداعه.

قال الشيخ عبد الرحمن: ولهذا قال: ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ( فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له خشية وأوجبت له خشية الله، الانكفاف عن المعاصي، والاستعداد للقاء من يخشاه وهذا دليل على فضيلة العلم، فإنه داع إلى خشية الله، وأهل خشيته هم أهل كرامته ) رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ( ) إن الله عزيز ( كامل العزة، ومن عزته خلق هذه المخلوقات المتضادات ) غفور ( لذنوب التائبين. اهـ

وقال الدكتور وهبة الزحيلي حفظه الله في التفسير المنير في قوله تعالى: ) إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور ( قال: أي: إنما يخاف الله بالغيب العالمون به، وبما يليق من صفاته الجليلة وأفعاله الجميلة، ومنها عظيم قدرته على صنع ما يشاء، وفعل ما يريد، فمن كان أعلم بالله، كان أخشاهم له، ومن لم يخشى الله فليس بعالم، والمراد به العالم بعلوم الطبيعة والحياة وأسرار الكون. اهـ

وقال: وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ليس العلم عن كثرة الحديث، ولكن العلم عن كثرة الخشية، وقال مالك: إن العلم ليس بكثرة الرواية، وإنما العلم نور يجعله الله في القلب. اهـ

وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في الآيتين السابقتين من سورة فاطر آياته الكونية من إنزاله الماء من السماء وفق القوانين والنواميس الكونية الموزونة والمبدعة والدقيقة الهالة على قدرة الله وإبداعه وعظمته، فأنبت الله بهذا الماء النبات الذي أعطانا الثمار مختلف الألوان والطعوم والأشكال والتركيب والفوائد التي تحتاج إلى علم ودراسة حتى نصل إلى كنهها وإبداعها ودقتها وعظمتها.

ثم ذكر الله سبحانه وتعالى الجبال بألوانها المختلفة الدالة على اختلاف تركيبها ونشأتها وأهميتها الاقتصادية والبيئية والعلمية والذي لا يصل إليها إلا العلماء العالمون بعلوم الأرض والتحليل الصخري والمعدني والكيميائي.

ثم بيّن الله سبحانه وتعالى اختلاف الأجناس البشرية، والأجناس والأنواع الحيوانية، وباقي الكائنات الحية التي تدب على الأرض، وبيّن سبحانه أنّ من يدرك على ذلك وأهميته وعلم أن الله هو الخالق المبدع وخشي الله في أعماله، وأقواله، وكتاباته، وسلوكه كان من العلماء الذين أكرمهم الله وشَهِدَ لهم بالعلم وشهدوا له بالوحدانية وأفردوه بالعبادة.

ـ وهذه الآية شهادة من الله لعلماء العلوم الكونية من طب وفلك وزراعة ونبات وحيوان وجيولوجيا ومياه وغيرها من العلوم الكونية تثبت أن هؤلاء من أجل العلماء.

وعندما علم المسلمون أهمية العلوم الكونية تعلموا تلك العلوم وأتقنوها ونبغوا فيها وعمروا الديار الإسلامية بالعلوم الكونية والتقت ولأول مرّة في تاريخ البشرية العلوم الشرعية في تكامل مع العلوم الكونية تحت مسمى العلوم النافعة التي قال المصطفى صلى الله عليه وسلم عنها: «وعلم نافع ينتفع به» وبذلك نبغ الخوارزمي في الرياضيات ومهد المسلمون لاكتشاف اللوغاريتمات ووضع علماء المسلمين الصفر الذي غير مجرى الحساب، وعدل ابن الهيثم نظريات الضوء الخاطئة، واكتشف ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى وألف مختصراً في علم الحديث والشامل في الطب في ثمانين جزءاً، وألف الدميري عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات، وشيد المسلمون المراصد، والفنارات، وجابوا البحار وعندما اصطدمت الحضارة الغربية بالحضارة الإسلامية انهزمت أمامها فوضعوا مخططاتهم لفصل العلم الشرعي عن العلم الكوني، ولعب دنلوب المعتمد البريطاني الدور الرئيس في ذلك وتأصلت تلك الأفكار تخلفنا التقني والاستمرار في السياسة الدنلوبية لفصل العلوم الكونية عن العلوم الشرعية تلك العلوم التي امتزجت في كتاب الله المعجز امتزاجاً لا فكاك فيه حتى اختلطت آيات العقيدة وارتبطت بآيات الكون وبنى الله العقيدة على تلك المشاهد الكونية.

أتمنى أن يأتي اليوم الذي يصبح الواعظ عندنا عالماً بالعلوم الكونية والعالم في العلوم الكونية أستاذاً في العلوم الشرعية يومها فقط تعود الحياة العلمية الخُلقية للحضارة الإسلامية ومن دون ذلك فلا حياة لمن تنادي.

ومن لم يهتم بالتقدم العلمي للمسلمين فهو لاهٍ ساهٍ لا يعلم شيئاً في هذه الحياة.

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
17/11/2006, 06:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الكلام يجب قراءته لاكثر من مرة

اختيار موفق
الحمدلله الذى جعلنا من المسلمين
تحية

محمد أسليم
17/11/2006, 11:14 PM
جميل أن يُنظر إلى صلة القرآن الكريم بالعلوم من هذه الزاوية العامة المتمثلة في حث الإنسان على إعمال العقل وتأمل الكون وسبر أغواره، بل أظن وُجوبَ الوقوف عند هذه النظرة وعدم تجاوزها إلى هذا النوع من النظرات الشائعة التي تنتظر أن يُحقق العلم الوضعي إنجازا (أو إنجازات ما)، ثم يُأتى إلينا، آنذاك فقط، لتأكيد: «هذا موجود في القرآن الكريم، وقد ورد في الآية وكذا»، الخ. بما يجعل العلوم العصرية لا تعدو مجرد تجسيدات للاكتشافات الموجودة سلفا في القرآن..
في التعامل مع القرآن من هذا المنظور تجن كبير على كتابنا المقدس ومجازفة بالإساءة إليه، لأن:
- العلوم الوضعية أنشطة عقلية وفكرية حديثة النشأة، سلطتها لا تتجاوز خمسة إلى ستة قرون الأخيرة، ولا شيء يمكن أن ينفي فرضية كون المكانة التي تحتلها الآن لا تعدو مجرد مرحلة في تاريخ العلم...
- العلم يُراجع اكتشافاته باستمرار ويخضعها للنقد والدحض (فكم نظرية تعمر قرونا، ثم يهوى صرحها على إثر ظهور نظرية جديدة)
- الحقائق العلمية حقائق نسبية بينما الحقيقة الدينية حقيقة مُطلقة تقدم نفسها باعتبارها صالحة لكل زمان ومكان..
محبتي

بنت الشهباء
19/11/2006, 02:26 AM
أخي الكريم
صلاح الدين محمد أبو الرب
وأخي الفاضل
محمد أسليم

يكفينا فخرًا نحن أمة العلم والإيمان , أمة الحق والعدل
أنّ الله أنزل على نبينا الأميّ القرآن بلسان عربي مبين ..
لنتدبّر ما أنزل على رسولنا الحبيب , ويجعله منهجًا لنا في كل مكان , وزمان ...
ويكفينا فخرًا أن قرآننا الكريم يحثنا على إعمال العقل , وتأمل هذا الكون العجيب الذي سخرّه الله لخدمة البشرية جمعاء ...
يكفينا فخرًا أن علماء الكون مهما حاولوا أن يضعوا لنا من نظريات وحقائق علمية فلن يجدوا ضالتهم المنشودة إلا بالرجوع إلى كتاب الله , وسنّة رسوله الحبيب ...
يكفينا فخرًا أنّ حقائق كتابنا هي حقائق مطلقة لا تخضع للتغيير لأنها حقائق ثابتة في كل زمان ومكان ...
آية من آيات الله الكونية أقف عندها وقفة إجلال وخشوع
في سورة الرعد (آية 2)
(اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ).

{ والسماوات أياً كان مدلولها وأياً كان ما يدركه الناس من لفظها في شتى العصور معروضة على الأنظار ، هائلة ولا شك حين يخلو الناس إلى تأملها لحظة . وهي هكذا لا تستند إلى شيء . مرفوعة
{ بغير عمد } مكشوفة { ترونها } . .
هذه هي اللمسة الأولى في مجالي الكون الهائلة وهي بذاتها اللمسة الأولى للوجدان الإنساني ، وهو يقف أمام هذا المشهد الهائل يتملاه؛ ويدرك أنه ما من أحد يقدر على رفعها بلا عمد أو حتى بعمد إلا الله؛ وقصارى ما يرفعه الناس بعمد أو بغير عمد تلك البنيان الصغيرة الهزيلة القابعة في ركن ضيق من الأرض لا تتعداه . ثم يتحدث الناس عما في تلك البنيان من عظمة ومن قدرة و من إتقان ، غافلين عما يشملهم ويعلوهم من سماوات مرفوعة بغير عمد؛ وعما وراءها من القدرة الحقة والعظمة الحقة ، والإتقان الذي لا يتطاول إليه خيال إنسان!}
في ظلال القرآن

وقد سمعت عن تفسير : بغير عمد ترونها
أي أن الجاذبية الأرضية هي التي تمسك السموات , وهل من الممكن أن نرى الجاذبية !!!؟؟؟......
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53

وأردد مع الشيخ عبد الرحمن قولته الرائعة :

ومن لم يهتم بالتقدم العلمي للمسلمين فهو لاهٍ ساهٍ لا يعلم شيئاً في هذه الحياة