اختر لها عنوانا يعجبك

[سارة عبد المحسن]

استصبح الناس بالصباح المشؤوم والهتاف مايحدث اجحاف والبؤس شديد
والضنك رياح تحاصرهم وتعصف بهم وهاهم وقد جمعتهم الكارثة وساعة المحشر تصدق فيها المشاعر
اصواتهم الثائرة تقطعها اصوات هادئة وهم يتسالون كيف هذا ؟ ولماذا ؟ واين معالي الوزير ؟
النار اشعلها التجار فويل للبطون من جشع التجار كانت الهوة بينهم وبين الوزيرفوتا ثم فترا ثم شبرا ثم ذراعا واليوم لاحدود لها وغدا اكبر
ويل لهم ان سارت بهم الاحوال نحو ايام التشريق
وهم يتذكرون حال اسلافهم ويبكون حال صغارهم
واصوات تنادي الصبر وتبرر بالدولار
وقد تجلت للعيون الفئة الضالة سبب اتساع الهوة
فالوزير يجهل حالهم وهم قد صادروا اصواتهم.
قال شاهد ادلى بشهادته بينهم انا اشهد ان الدولار سبب الكارثة فسار في الناس حديث الدولار سيرة قبيحة
قالت عجوز شمطاء معمرة قبح الله جمعكم
اقتلوا هذا الدولار سبب الكارثة
قالوا لها انها عملة ورقية عالمية ولو كان رجلا لتسابقنا لقتاله
ابتسمت العجوز خجلة من قولها ثم اردفت قائلة ما اشبه امركم بسوق الاباطيل
فقال شيخ وقور احبسوا انفسكم عن الجزع فقد صرفتم اموالكم من قبل وبالغتم في التبذير والايام دول
فقالت له ارملة اخرس ياهذا والله ماكان الامس كما تدعي واليوم ارواحنا توثق بالقهر حتى تقتل بالفقر .
وهم في جدل وجدال يطاف عليهم بالتحليلات والتصريحات والتبريرات
صموت لا تسمع فيه همسا
ثم صخب لا تفقه فيه حرفا
والمصيبة هاشمة والمضرة جامعة
وفقيرة تجهش بالبكاء وتلعن من يضاهون الحقيقة
مساكين اصابهم القيح وهم يتسالون اين الصحيح واتجهت الانظار لرجل في يده جريدة
فقال الرجل انصتوا لهذا التصريح فاني اراى فيه القول الصريح
فقاطعته ام المساكين اخرس يا صفر اليدين لا ينفعنا الصفير تريد ان تقرأ علينا تسويف الوزير .
ثم ارتفعت اصوات المبشرين بالزيادات والصدقات والخير قادم
فاستبشرت وجوه واسودت وجوه
وهم بين ضحكات واهات
سار نحو الجمع بعير قيل دعوه يسير لعله طالع خير
فقال البعير الان فهمت لماذا قطع عني الشعير وعز علي التبن
فهانت عليهم مصيبتهم وحمدوا الله فلم يعز عليهم التبن بعد
وتصدعوا على امل كبير اشبه ما يكون ان يلج هذا البعير في سم الخياط
وما زلت انتظر الربيع المزعوم حتى اكمل بقية الاحدوثة .


كتبتها سارة ولم تجد ارضا لنشرها