المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلبية صفة سلبية



د. محمد اسحق الريفي
06/04/2008, 10:08 AM
السلبية صفة سلبية،

السلبية صفة سلبية غير مفضلة لدى الإنسان، لأنها تحول دون تفاعل الشخص الذي يتسم بها مع ما يدور حوله من أحداث قد تؤثر على حياته ومستقبله ومجتمعه سلبياً وما يتعرض له من مشاكل قد تسبب له ولمجتمعه أضراراً بالغة. وعكس السلبية هي الإيجابية، والتي أرى أنها تعني استجابة الشخص للمشاكل التي يتعرض لها وللمؤثرات التي تحيط به بطريقة تدفعه إلى العمل لحل تلك المشاكل وتجنب الأضرار، والإيجابية هي صفة فطرية في الإنسان وتدل على صحته النفسية. فلماذا يكون الإنسان أحياناً سلبياً رغم أن ذلك ليس في مصلحته؟!

وأشعر أحياناً بأن السلبية هي وسيلة دفاعية يلجأ إليها الإنسان لينأى بنفسه عن المشاكل ويجنبها الأخطار، ولذلك فالسلبية ترتبط بالجبن واللامسؤولية، ولكنني أشعر احياناً أخرى أن السلبية هي خليط من اليأس والإحباط والضعف والعجز، وربما تدل السلبية على الأنانية والافتقار إلى القيم الإنسانية المجتمعية كالمواطنة الصالحة والنقد الاجتماعي والتطوع...، إضافة إلى أن الإنسان السلبي يكون مسلوب الإرادة.

فهل السلبية مرض نفسي منتشر في مجتمعاتنا؟ وكيف يمكن أن نتخلص من هذا المرض النفسي الخطير؟

تحية صحية!

د. محمد اسحق الريفي
06/04/2008, 10:08 AM
السلبية صفة سلبية،

السلبية صفة سلبية غير مفضلة لدى الإنسان، لأنها تحول دون تفاعل الشخص الذي يتسم بها مع ما يدور حوله من أحداث قد تؤثر على حياته ومستقبله ومجتمعه سلبياً وما يتعرض له من مشاكل قد تسبب له ولمجتمعه أضراراً بالغة. وعكس السلبية هي الإيجابية، والتي أرى أنها تعني استجابة الشخص للمشاكل التي يتعرض لها وللمؤثرات التي تحيط به بطريقة تدفعه إلى العمل لحل تلك المشاكل وتجنب الأضرار، والإيجابية هي صفة فطرية في الإنسان وتدل على صحته النفسية. فلماذا يكون الإنسان أحياناً سلبياً رغم أن ذلك ليس في مصلحته؟!

وأشعر أحياناً بأن السلبية هي وسيلة دفاعية يلجأ إليها الإنسان لينأى بنفسه عن المشاكل ويجنبها الأخطار، ولذلك فالسلبية ترتبط بالجبن واللامسؤولية، ولكنني أشعر احياناً أخرى أن السلبية هي خليط من اليأس والإحباط والضعف والعجز، وربما تدل السلبية على الأنانية والافتقار إلى القيم الإنسانية المجتمعية كالمواطنة الصالحة والنقد الاجتماعي والتطوع...، إضافة إلى أن الإنسان السلبي يكون مسلوب الإرادة.

فهل السلبية مرض نفسي منتشر في مجتمعاتنا؟ وكيف يمكن أن نتخلص من هذا المرض النفسي الخطير؟

تحية صحية!

د. محمد اسحق الريفي
06/04/2008, 01:33 PM
هل أنت سلبي؟

إذا مررت على هذا الموضوع ولم تشارك فيه فربما تكون سلبياً :)

تحية إيجابية!

د. محمد اسحق الريفي
06/04/2008, 01:33 PM
هل أنت سلبي؟

إذا مررت على هذا الموضوع ولم تشارك فيه فربما تكون سلبياً :)

تحية إيجابية!

أبويزيدأحمدالعزام
06/04/2008, 07:59 PM
بروفيسور الحمدلله اني سأشارك كي لا اكون سلبيا في نظر حضرتكم......
السلبية يا استاذي الفاضل عبارة عن مرض ينبع من العجز كما نحن الان في عالمنا العربي والاسلامي تجاه قضايانا المصيرية سلبيين لأبعد حد ولا نحرك ساكنا لشيء الاف المسلمين يقتلون في كل مكان ونحن عبارة عن متفرجين على شاشات التلفزة ونشرب الشاي ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل قلوبنا معكم!! اريد تفسيرا لكلمة قلوبنا معكم وماذا تفيد!!!فالسلبية مرض وغدة سرطانية بدأت تفتك بمجتمعنا العربي والاسلامي ككل, اما في الحياة الاجتماعية يقال انسان سلبي أي بمعنى عاجز لايتحمل المسؤولية بسبب ضعف شخصيته وعدم مقدرته على فرض نفسه وحضوره في المجتمع فيستسلم للعجز ويسمى بالسلبي فهي مرض اكثر منها صفة.
تقديري استاذي الكبير المرابط

د. محمد اسحق الريفي
06/04/2008, 08:48 PM
أخي العزيز الدكتور أبوهاجر أحمد العزام،

أحييك وأشكرك جزيلاً على مشاركتك الكريمة، وأعبر لك عن احترامي الكبير لشخصكم الكريم.

ما تفضلت به يعبر عن ضعف سببه معروف، وهو القهر والقمع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في بعض الدول العربية، وأعقتد أن هناك وسائل لدعم القضية الفلسطينية يستطيع القيام بها الفلسطينيون الذين يتعرضون إلى القمع والكبت، كالكتابة والوسائل الإعلامية والدعاء والدعم المادي والمشاركة في الحملات الإلكترونية وفضح جرائم العدو الصهيوني وتعرية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وها أنت أخي العزيز تضرب لنا مثالاً في الاهتمام بالقضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني.

تحية إيجابية

هبة اللحام
06/04/2008, 11:03 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أحييك أ. د. محمد اسحق الريفي على الطرح الملامس لواقعنا شئنا أم أبينا !

جميع ما ذكرت يُعد أسباباً للسلبية ..

قد يكون أحدهم مثابرا إيجابيا .. لكن و مع كثرة العثرات و مع عدم التركيز على الاهداف الاكثر نبلا و سموّا يدب اليأس في اوصاله و تبدأ السلبية من هنا ..

لذا هذه دعوة للتركيز على الاهداف الأكثر نبلا في حياتنا؛ لنجد أننا ندافع عنها و نحفر طرقا من الصخر كي نحققها !
و هذه إحدى إشارات المرور الخضراء للإيجابية ..

و طوبى لمن كان همه الدين فلا يعرف للسلبية طريق .. و قد كان السلف يكرهون (الانملة) و هو من يكثر قول ( و انا مالي) ..

دمتم

عامر العظم
06/04/2008, 11:19 PM
هذه ثقافتنا وأمثالنا الشعبية يا دكتور ريفي!

حط راسك بين الرووس وقول يا قطاع الرووس!
(مع رجاء خاص وعاجل لقطاع الرووس للاستعجال واتخاذ ما يلزم:))
ألف/ ميت (حسب الوضع:)) عين تبكي ولا عين أمي!
أبعد عن الشر وغنيلو! (مع أغنية:))
إمشي الحيط الحيط وقول يارب الستر!(حيط وبدون فضيحة:))
لا اسمع لا أرى لا أتكلم!
ميت قلبة ولا غلبة!
الموت مع الجماعة رحمة!
يقولوا جبان ولا يقولوا الله يرحمه!

ابراهيم ابويه
06/04/2008, 11:58 PM
اذا كانت السلبية والايجابية مفاهيم تتعلق بعلم النفس ، فانها ترتبط بمجال الشخصية الانسانية في تمظهراتها المتعددة داخل المحيط الذي تتواجد فيه ويؤثر فيها وتؤثر فيه.
وتتحدد الشخصية السلبية من خلال العناصر التالية.
1)النظرة السوداوية للقضايا والظواهر الطارئة.
2)الحمولة السلبية للعدوانية تجاه الغير والحقد والاستهتار وعدم الانتاجية.
3)تقلص فرص النجاح لهذه الشخصية واهتمامها بضرب مشاريع الاخرين وهدم نجاحاتهم.
4)لا تعترف بان في الحياة ادوارا معينة تتدرج من البسيط الى المعقد.
5)عدم الانضباط في السلوك.
6)شخصية مشاغبة ومتنكرة لادوار الاخرين.
7)تحمل افكارا مخادعة ولا تضع الحلول المنطقية ابدا.
8)نقدها غير فعال ومواقفها محبطة.
9)منحازة الى مواقفها ومتعصبة لها دون تبرير.
وهذه الشخصية التي تحمل مفهوم السلبية لا شك تصنف في خانة الامراض غير الظاهرة ،اذ تتجلى في سلوكاتها اليومية في محيطها العام.
اما الشخصية الايجابية فتتميز ب=
1) المردودية والانتاجية.
2)الانفتاح على المحيط والاخر حسب الظروف.
3)التبصر وبعد النظر.
4)عدم اختراق حقوق وحريات الاخرين...
5)احترام الذات واحترام الاخر.
6)الصبر والتروي والهدوء...
7)القدرة على ضبط الذات والتحكم فيها.
8)القدرة على التوفيق بين ما هو مادي وما هو معنوي.
9)الابتعاد عن تمطيط ذوات الاخرين وسلبياتهم.
10)تقديم الاخلاق على كل شيء واحترام المنفعة العامة.
11)التصحيح الذاتي والبحث عن الاستمرارية والتطوير.
12)التفاعل مع الاخر والبحث عن اسباب الفشل .
13)الاعتماد على القيم الاسلامية والتشبث بكتاب الله.
14)حب الخير للناس وللوطن وللمصلحة العامة.
والشخصية الايجابية سليمة ومحبوبة عند الجميع ،اذ تظهر نتائجها بسرعة عند الجميع ،ويرضى عنها الله ورسوله والمسلمين اجمعين.

سمية خروب
07/04/2008, 12:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أ.د. محمد اسحاق الريفي
أحييك أخي الفاضل على هذا الموضوع المهم الذي يحاكي الواقع الذي نعيش به واذا تكلمنا عن الصفات السلبية والصفات الإيجابية للشخصية الإنسانية الشخصية هي المفهوم الشامل للذات الإنسانية ظاهراً وباطنا بكافة ميوله وتصوراته وأفكاره واعتقاداته وقناعاته وصفاته الحركية والذوقية والنفسية. وتتعدد صفات الشخصية في كتب علم النفس و الدراسات النفسية في كافة مجالات الحياة وكذلك تشمل الجوانب الطبيعة الإنسانية.
والشخصية الإيجابية هي الشخصية المنتجة في كافة مجالات الحياة حسب القدرة والإمكانية وهي الشخصية المتوازنة بين الحقوق والواجبات (أي ما لها وما عليها). والخ.....
الصفات السلبية للشخصية هي النظرة التشاؤمية هي الغالبة عليها في كافة تصرفاتها و قناعاتها.
لا يؤمن بمسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة، بل ليس عندها همة الخطوة الأولى، و لهذا لا تتقدم و لا تحرك ساكناَ و إن فعل في مرة يتوقف مئات المرات. والخ........
والشخصية السلبية هي هذه الشخصية مريضة و ضارة في ذاتها و إن لم تظهر فيها أعراض المرض لأن هذه الصفات تنعكس على أساليب حياتها في البيت و المؤسسة أو اي وسط اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي ... الخ
وهناك الشخصية الأزدواجية وهذه أخطر من السلبية
يحتمل أن يتسائل أحد القراء هل الشخصية تنقسم الى شخصية سلبية وأخرى إيجابية و يحسم الأمر وينتهي بالخصال الموجودة في كليهما؟
كلا ليس الامر كذلك! لأن في ميزان كل المقاييس و التصورات و وفق الشريعة الربانية السمحاء، أن هناك شخصيات من نوع آخر أفسد من الشخصية السلبية، ضارة بوجودها منحرفة في أساليبها مريضة في حقيقتها.
و من صفاتها:
1. الإزدواجية في التعامل حسب ذوقها ومصلحتها وحسب المقاصد الخفية في نفسيتها.
2. تتقمص في لباس الحيل و الخدع من وراء ستار البراءة والمصلحة العامة.

أما ما نعانيه من سلبية كبيرة و مايحدث في بعالمنا العربي والإسلامي هو في منتهى السلبية
نحن في منتهى السلبية أن تصم أذنيك عم الواجب والحق الذي يناديك وتسمل عينيك عن المشهد لكي لاترى الأطفال وهم يقتلون لافرق بينك وبين من المجرمين القتلى
أن الشاهد على قتل الأوطان والذي يقف مكتوف الأيدي وهو يتفرج على الصهاينة المجرمين التي تحرق وتدمر وتقتل وتذبح هو أسوءالمجرمين لأنه يقف موقف المتخاذل السلبي المشارك بالجريمة و لأنه بلا موقف وبلا هوية وبلا جبين يكتب عليه تاريخه . يضع نفسة في رخاوة التنصل و كأن لاشيء يعنيه ... يأكل ويشرب ويسمن مثل ديدان الجيف ويدعي البراءة والعجز والمسكنة والخوف في الوقت الذي تصرخ في حتى الأحجار والجمادات من الأهوال التي نعيشها وهو مهما فعل ومهما تجاهل وتنصل ليس بمنأى من شر الصهيونية المجرمين سيكون ضحيته القادمة ولعبته التي يتسلى بها .
كم يعذبنا هذا الجبنَّ وهذا السكوت المذل حيال مايحدث بغزة هذا الصمت المطبق على الوجوه الشاحبة الذي يفتت عاره الصخر ويهد ثقله الجبال .
الأننا فقدنا تلك الأحاسيس الفطرية الأصيلة التي تعبر عن ماضي أمة مجيدة النادرة التي تصنع الفرسان ونتفرج في الوقت الذي يجب أن نهدر فيه بحرآ من الأوجاع والنقمة وبحرآ من الغضب
مابالكم يايعربنا ويا أمتنا الإسلامية لما هذا الخنوع السكوت المذل الذي وصلتم إليه
انه زمن القتل الجماعي والأستباحات ولانصرخ ولانغضب ولانثور مابالكم يا أمة العرب .
يطول نومنا بلا موت أو شهادة , لو نتذكر الحصان العربي الأصيل في احتضاره ونطل على عينيه اللتين ترعفان دمآ , لأطلقنا صهيلآ مرعدا زلزل أركان المعمورة الغارقة في الدم من جراء مفهوم العدالة السائد .
في القديم كانت المالكة الأشورية التي عاصمتها نينوى هذه الملكة الأشورية "سميراميس"هذه الملكة اخصت رجالها المقصرين في حب الوطن ......
لوتعود هذه الملكة "سميراميس" وتخصي العربان الغارقين في الترف الذين يتفرجون على ذبح غزة الأبية وقتل أطفالها وشيوخها وتجويع وتركيع أهلها .
واليوم,فبدل المرأة الواحدة فإن آلاف النساء المسلمات يستغثن بالعرب والمسلمين قادة وشعوبًا, ونداء الإستغاثة يكاد يصم الآذان ويقطع أوصال القلوب, والعالم كله يسمع صرخات النساء المسلمات وبالبث الحي والمباشر, فما تحركت نخوة, وما هاجت استجابة ولا حتى لفتة.
فكم من (وامعتصماه) تنطلق يوميًا من العراق وفلسطين وجنوب لبنان والسودان وأفغانستان ومن كل قطر تسري في أبنائه دماء إسلامية
ولاحياة لمن تنادي ينزف الصوت أوجاعه المديدة في الصحراء ويخترق صداه
وحسنا الله ونعم الوكيل على متخاذل
أختكم بالله سمية عبدالله خروب

محمود ريا
07/04/2008, 01:06 AM
أستاذي الكبير د. محمد

عندي سؤال أرجو الحصول على إجابة عليه:

هل السلبية هي صفة قائمة بذاتها، لها ميزاتها وخصائصها، أي أنها (صفة طبيعية) أم أن السلبية هي تعبير عن عدم وجود الإيجابية، التي هي الأمر الطبيعي في الإنسان، بحيث يكون مبادراً ومتفاعلاً ومتفائلاً، أي أن السلبية تكون بذلك أمراً غير طبيعي يخالف المنطق ويعارض طبيعة الأشياء؟

إذا كانت السلبية هي تعبير عن فقدان الإيجابية، فهذا يعني أن وضعنا العربي كله غير طبيعي، وأننا نحن في الواقع غيرنا نحن في المثال، وغير ما يجب أن نكون كأمة هي خير أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

كلما زادت السلبية في حياتنا، كنا أبعد عن الإيجابية، أي أننا على مسافة بعيدة عما يريده الله لنا، ويا ويلنا إذا بقينا في هذا الموقع.

ودمتم.

محمد بنعلي أبو ياسين
07/04/2008, 01:41 AM
مساهمة مني في موضوع السلبي والإيجابي ومن شعر الملحون هذه بعض الأبيات من قصيدة "القلب" للشاعر المغربي المتصوف، سيدي عبد القادر العالمي( دفين مدينة مكناس ـ عاش في القرن 18 ـ)
قلبي يا قلبي ، تـُـبْ و انتهى من لهوك والغيه
اعلم ما باقي من تعاشره
تنصحه وتنبهه وتنهيه على المعيوبة
وكلامك يبغيه

وليتي يالقلب الغافل تخطي الصواب
الصمت تيقولو العرب حكمة
مجدوه الناس القدماء
سكات عام احسن من كلمة، بغير ندم
اللي تبغي تعاشروا ، زين لو فيما يدير
لا تصلح ليه معيوبة
حاله يبقى ليه
ياك وصاو اللاولين على المصانعة
عاد الصدق عجوبة والخدعة تنبيه...
......
لا تشكر لا تدم
خذ حدرك وقرأ لعقوبة
وسرك لا تفشيه
واللي شفتيه فوق جابة يتحرب
قل ليه هذي فرسة مدوبة
عظم واشكر ليه....
....

سعيد صلاح النشائى
07/04/2008, 05:38 AM
السلبيه والإيجابيه معتمدتان على الوعى والتنظيم وكلاهما مرتبطان. شعوب فقيره وصغيره إستطاعت أن تتحكم فى مصيرها وتصمد فى مواجهة الظلم والعدوان, وشعوب أكبر وأغنى لم تصمد لغياب الوعى والتنظيم مما يسبب السلبيه. الأمثله الحديثه فى عالمنا العربى أوضح من أن تذكر.
وفقكم الله,
ا.د.سعيد صلاح النشائى

د. محمد اسحق الريفي
07/04/2008, 11:20 AM
الأخت الفاضلة هبة اللحمام،

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لقد لفت أنظارنا إلى أمر بالغ الأهمية، وهو الأهداف النبيلة للإنسان، التي تحدد مستوى الطموح لدى هذا الإنسان، ومن ثم تحدد مستوى الإيجابية التي يبديها، فكلما عظمت أهداف الإنسان، كلما ازدادت إيجابيته... ولكن ما الذي يجعل الإنسان يختار أهدافاً نبيلة؟ هل هو الوعي والإيمان؟

تحية إيمانية

د. محمد اسحق الريفي
07/04/2008, 11:28 AM
أستاذنا الفاضل عامر العظم،

فعلاً، السلبية لها مخزون ثقافي كبير لدى الناس في مجتمعاتنا، وهذا شيء مؤسف حقاً ويندى له جبين الأحرار. ورغم أن الأمثال التي ذكرتها في مشاركتك القيمة مضحكة حقاً، غير أنها مبكية في ذات الوقت، وشر البلية ما يضحك :)

ومن المؤكد أن هذه الأمثال تحمل في طياتها ومضامينها إجابة على أسئلتي حول السلبية.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا عزيزي الأستاذ العظم هو: كيف تسربت ثقافة اليأس والسلبية إلى عقول الناس في مجتمعاتنا؟ فديننا يدعونا إلى الإيجابية ويرفض مضمون الأمثال الشعبية التي تدعو إلى اليأس والسلبية القاتلة.

تحية واعية

د. محمد اسحق الريفي
07/04/2008, 11:35 AM
أخي الفاضل ابراهيم ابويه،

مشاركتك القيمة ذاخرة بالمعاني الرائعة التي تؤسس لوعي حقيقي نحو التخلص من السلبية. في الحقيقة تحتاج مشاركتك إلى دورة أو ورشة عمل يشارك فيها جميع المهتمين في موضوع التنمية البشرية، فنحن بحاجة ماسة لتعلم هذه المعاني المجتمعية والإنسانية القيمة، ونحن بحاجة أمس لتعليمها للجيل الجديد من أبناء أمتنا، فقد تحطمت أو كادت تتحطم ثقافة الإيجابية والمبادرة على عمل الخير في مجتمعاتنا بسبب القمع والاستبداد والفهم القاصر للدين.

تحية تنموية!

د. محمد اسحق الريفي
07/04/2008, 11:47 AM
الأخت الفاضلة سمية خروب،

أحينت تشخيص داء السلبية وتسليط الضوء على نتائجها السيئة الخطيرة، فالسلبية تضر بالإنسان في الدنيا والآخر، وتضر بمجتمعه وأبنائه وأمته. السلبية داء خطير ينشأ في المجتمعات التي تعاني من القمع والاستبداد، حيث يفقد الإنسان احترامه لذاته وللآخرين، ويصبح لا يهمه سوى تدبير أمور حياته اليومية، وفقد عنصر المواطنة الصالحة، وينعزل ويتقوقع ويتمركز حول ذاته.

تحية شامية!

محمد ملوك
07/04/2008, 01:01 PM
من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم
لا يومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
....................
تحية تكره السلبية

د. محمد اسحق الريفي
07/04/2008, 01:32 PM
أخي الفاضل الأستاذ محمود ريا،

أرى أخي العزيز أن السلبية ليست صفة طبيعية وإنما هي مرض نفسي يصيب الإنسان بدرجات متفاوتة تعتمد على وعي الإنسان وإيمانه والبيئة التي يعيش فيها. ويمكن تشبيه السلبية بالعدم، حيث الظلام والسكون والصمت والفراغ، الذي يتنافى مع طبيعة حياة الإنسان وطبيعة العالم الذي نعيش فيه والغاية التي من أجلها خلقه الله عز وجل. والسلبية درجات، فهناك سلبية تامة تجعل من يتسم بها في عداد الموتى، وهناك سلبية خفيفة قد يتخلص منها الإنسان عندما يشعر بالخطر الشديد، فالعرب ينتفضون عادة عندما يهددهم الجوع وتقتر عليهم حكوماتهم الأرزاق، أو عندما يشح رغيف الخبز ويصبح الحصول عليه أمراً عسيراً.

ولذلك فإن وضعنا العربي غير طبيعي، فالسلبية منتشرة بين الناس في بلادنا بشكل كبير، فأمتنا تتعرض لهجمة صهيوصليبية شاملة، وبلادنا محتلة إما عسكرياً وإما اقتصادياً وإما سياسياً وإما ثقافياً، تعددت أشكال الاحتلال والنتيجة واحدة. والمسجد الأقصى المبارك يدنسه الصهاينة ويقوضون أسسه وأركانه، والشعوب العربية تتعرض لمذابح على أيدي الصهاينة والصليبيين في فلسطين والعراق ولبنان والصومال...، ورغم كل تلك المآسي لا تجد في العالم العربي ردة فعل مناسبة، فالسلبية تسيطر في عالمنا العربي.

والله أعلم

امال عابدين حيدر
07/04/2008, 04:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلبية قيمة كغيرها من القيم؛ إن تبناها الإنسان صارت تصرفاته كلها متأثرة بتلك القيمة.
فالقيم هي كمقود السيارة الذي يتحكم في الإتجاه السائرة فيه.

ولأنها قيمة، فهي لا تتجزأ.
القيم والأخلاق لا تتجزأ.
فالإنسان الصادق لايمكن إلا أن يكون صادقاً، فإن كان يصدق مرة ويكذب مرة لا نسميه صادقاً.
كذلك الإنسان العزيز لايمكن إلا أن يتصرف بعزة دائماً؛ فإن تعزز مرة، وذل مرة لايمكن أن نسميه عزيزاً.
والكاذب هكذا، والبخيل، المنافق.

كذلك الشخص الإيجابي والسلبي.
السلبي هو دائماً كذلك، بمعنى أنه إنسان سلبي حتى في معالجة مشاكله، وحتى في رفع الظلم عن نفسه.
فلا تتوقع ممن لايحرك ساكناً لرفع الظلم عن نفسه، إذا ماأخذ الترفيع في الوظيفة شخص سواه؛ لالشئ إلا لأنه قريب المدير، فإن لزم الصمت لنفسه، فكيف تتوقع منه أن ينصرك؟!
والمرأة التي ترضى بظلم زوجها، أو أخيها، أو حتى أبيها دون أن تحرك ساكنا ً وتنتصر لنفسها فكيف تتوقع منها أن تنتصر لك أو للأقصى المبارك؟!!

والذي يرى القمامة في الشارع فلا يميطها عن الطريق؛ فكيف يميط الآذى في طرقات العراق.

لذا فعلينا أن نحارب السلبية على الصعيد الشخصي، قبل أن نذهب للذي لايرفع الظلم عن نفسه ونطلب منه أن يساهم في رفع الآذى عنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طارق فؤاد
07/04/2008, 05:27 PM
من المحتمل ايضا ان تكون سلبيا لو ممرت على الموضوع وادليت بدلوك .ان من الادهى ان يعانى الانسان من مرض نفسى ولكن الادهى والامر ألا يكتشف او يعترف بوجود ذلك المرض . فربما قرأ الموضوع انسان سلبى ولان الموضوع يمسه فى نفسه فيدفعه ذلك ويستفزه للرد او الدفاع عن نفسه بطريقه او بأخرى. فالانسان السلبى لايضر نفسه فحسب بل يضر المجتمع ككل ويحسب عدد اضافى خامل على الامه والمجتمع فهو لا يرجى منه الكثير ويعتبر شرخ فى النسيج الاجتماعى المتكامل

هبة اللحام
07/04/2008, 05:42 PM
السلام عليكم

الأخ الكريم/ أ. د . محمد الريفي ..

تسأل: "ولكن ما الذي يجعل الإنسان يختار أهدافاً نبيلة؟ هل هو الوعي والإيمان؟"

أجيب السؤال بالأسئلة التالية:

- " هل كانت الأم تريزا تملك الوعي و الإيمان الذي نعنيه؟! "
- " هل كانت الأميرة ديانا تملكهما أيضا ؟! "

فأمثال هؤلاء قد انتهجوا الاهداف النبيلة و كم من عمل خيري قمن به؛ و هنّ على سبيل المثال لا الحصر !

إذن الوعي و الإيمان ليسا الدافعين الوحيدين لانتهاج الاهداف النبيلة، فهناك عوامل أخرى منها الظروف التي مر بها الإنسان؛ و ما الإيجابية هنا إلا ترجمة لسخطه على ما كان فيه من سوء أو ضعف !

و لأبدأ باستخدام تحيّاتكم - أخشى من الجمارك:)-

تحيّـــة مترجمة !

د. محمد اسحق الريفي
07/04/2008, 08:02 PM
الأخت الفاضلة امال عابدين حيدر،

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أحييك على مشاركتك القيمة، التي أثارت لدي بعض التساؤلات حول السلبية كقيمة "سلبية"، فمن الملاحظ أن بعض الناس لهم مواقف سلبية تجاه مواضيع محددة، ولكنهم يكونون إيجابيين تجاه مواضيع أخرى. فمثلاً، قد يتقوقع الإنسان على نفسه ويرفض التفاعل مع الآخرين في محيط تواجده وعمله، ولكنه قد يساهم بشكل فاعل في مساعدة الآخرين بالتبرع بماله، أو قد يساعد في توعية الناس بكتاباته، أو قد ينشط كثيراً على الإنترنت ويحاور الناس... وهكذا.

لذلك أرى أن السلبية كقيمة "سلبية" قابلة للتجزيء وفقاً لطبيعة الإنسان وقيمه ومواقفه من المواضيع والأشياء والأحداث، فالإنسان الإيجابي لا يكون إيجابياً في كل أفعاله ومواقفه، فما تفسيرك لهذا الأمر؟

تحية مفتوحة!

د. محمد اسحق الريفي
07/04/2008, 08:20 PM
أختي الفاضلة هبة اللحام،

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أعتقد أختي الكريمة أن الأمثلة التي سقِتها في مشاركتك تدل على أن الوعي والإيمان يدفعان الإنسان إلى الإيجابية وتجنب السلبية، فالوعي هو ثقافة إيجابية تساعد الإنسان على إدراك أهمية القيم الإنسانية، وتساعده على الشعور بالمسؤولية تجاه مجتمعه والبيئة التي يعيش فيها وأمته، بل تساعده على معرفة دوره في الحضارة الإنسانية بشكل عام. كما أن الإيمان بالقيم الإنسانية وأهمية الإيجابية في تحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات تدفع الإنسان للإيجابية، ولا يقتصر الإيمان على المفهوم الإسلامي له، فهناك من يؤمن بعمل الخير ومساعدة المرضى والمحتاجين، وهذا الإيمان ينبع من الفطرة الإنسانية السليمة في معظم الأحيان.

أغنى رجل في العالم بيل غيتس اعتاد على التبرع لمرضى الإيدز وللفقراء والمحتاجين بعشرات ملايين الدولارات، وقد يكون الدافع وراء هذا التبرع الحد من انتشار مرض الإيدز في المجتمع الذي يعيشه فيه غيتس، أو قد يكون الدافع اقتصادياً، فالإنسان مفطور على حب الكرم وتقدير المتبرعين والكرماء، وهذا يعود بالنفع الاقتصادي على الشخص المبترع.

بالنسبة لنظام التحايا في واتا، تعلمت من رئيس جمعية واتا الأستاذ الكريم عامر العظم فن اختيار التحية وفقاً لسياق الحوار ومضمون موضوع النقاش، فالتحية عادة تتضمن إضافة مهمة للموضوع وتحمل رسالة وإيحاء معين.

تحية إيحائية! :)

مصطفى عودة
07/04/2008, 09:02 PM
بعد السلام والتحية
اود ان انقل اخر كلماتك في بعض الردود من ان السلبية سببها "فقد تحطمت أو كادت تتحطم ثقافة الإيجابية والمبادرة على عمل الخير في مجتمعاتنا بسبب القمع والاستبداد والفهم القاصر للدين."اذكر مذ كنت يافعا ـ في السبعينيات ــ انني كنت وزملائي نهب للعونة في عقد البيوت ورصف الشوارع وكنسها والعمل الثقافي والرياضي في مراكز الشباب وما الى ذلك"العمل التطوعي" بمتعة واندفاع ورغبة من الداخل غير مدفوعة من الاخرين لان من كان ينظَّر علينا يسبقنا الى العمل ولم يكن مستغلا او لصا او انانيا لذلك نندفع بالرغبة والاحترام وكسب ود هذا الذي كنا نعتبره مثاليا "القدوة". كان الحرص على بعضنا بعضا هو السمة الغالبة على اعضاء الفريق .وما ان تبدلت مفاهيم المجتمع نحو الانانية والحرص على الذات اولا واستخسار مساعدة الاخرين لانهم لا يستحقون كما يعتقد بسبب التوجه والتغيير للاسوأ الذي جلبته لنا مفاهيم وثقافة المسلسلات والافلام والقيادات الغارقة في الم وحسرة اللذة والمنفعة الراسمالية والجنس والجريمة والتمرد على القيم والاخلاق ،هذه القدوة التي تتمتع بهذه الخصائص هي السبب الرئيس في انحسار الايجابية والمبادرة ،اضافة الى من يوزعون الدين والايمان والاخلاص والصدق على الناس في نظام" الصرَّة " محددين ايمان هذا او ذاك لانهم اهل سبق ومسئولية ولديهم ميزان العدل والمقاييس والاحكام الجاهزة.
هذه السلبية المغايرة للانزواء الذاتي ابعد اثرا وابلغ في الهدم والتدمير من الانانية الفردية لانها تدمر بشكل منهجي جماعي منظم ومقنن.

الاستاذ/مصطفى

ناهد يوسف حسن
07/04/2008, 09:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أنا لا أكتب هنا كي لا أتهم بالسلبية ، بل أكتب لأن الموضوع أعجبني وأريد أن أعبر عن رأيي ومشاهداتي
وأعلّق على مشاركات الزملاء أعضاء واتا
أبدأ بتعبير الأخت هبة اللحام بقولها ( "أنملة" لمن يقول "أنا مالي") تعبير جميل ومناسب لمن يتنصل من كل مسئولية
بكلمة "أنا مالي" وهي كلمة سلبية واضحة تنفي عن قائلها علاقته بالأمر
"دين الإسلام يدعو إلى الإيجابية والمبادرة" كما تفضل أخي الأستاذ محمد إسحاق الريفي لكننا مع ذلك نلاحظ أننا أبعد ما يكون عن الإيجابية
وقد كان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام مبادراً وإيجابياً في حياته وحتى قبل البعثة فقد شارك في حلف الفضول وفي بناء الكعبة
بوضع الحجر الأسود. كما كان متفاعلاً مع قومه فعرف بصدقه وأمانته مع أنه لم يكن يعجبه ما يفعلوه من عبادة الأصنام
وشرب الخمر ووأد البنات وغيرها من أعمال الجاهلية، لكنه لم يعتزلهم نهائيا.
أما ما نراه اليوم من سلبية متفشية فلا أدري ما علاجها،فالمرض موجود فعلاً ،ونحن هنا لنناقش طرق العلاج
فهل تنتظر مبادرة وإيجابية ممن يعتقد نفسه غير مسئول عن أسرته ؟
غير مسئول عن إحضار الطعام لهم أو الذهاب بهم للطبيب؟
إذا كان هذا شأنه في بيته فماذا يهمه من أمر الأمة أو المسجد أو القضايا المشابهة؟
وماذا ستفعل زوجته كي تنتصر لنفسها؟
كما تقول الأخت العزيزة أمل عابدين حيدر " المرأة التي ترضى بظلم زوجها أو أخيها أو حتى أبيها دون أن تحرك ساكناً وتنتصر لنفسها فكيف تتوقع أن تنتصر لك أو للأقصى المبارك"
وأقول يا أختي إن المرأة العربية وللأسف ما زالت تعاني ظلماً وقهراً من زوجها وأخيها وحتى أبيها ، تعاني من التجريح بالكلمات وتعاني من الضرب والتهديد وأحياناً الاعتداء
لا نقول لها أن تسكت وترضى ولكن نرى أحياناً أنها تشتكي لأخيها من اعتداء أبيها فتواجه نفس الاعتداء منه.
تشتكي لأبيها من ضرب أخيها فيجيبها بأنه رجل ويجب أن يثبت رجولته وأن البنت ليست كالرجل ويصل الأمر أحياناً بالولد ليضرب أمه.
قد يكون الخلل في تربيتنا للرجل أو بأنه لم يعي معنى القوامة التي فسرها أحد العلماء بقوله "أن يقوم الرجل على خدمة أهله فلا يقعد حتى يقضي حاجاتهم"
نعود للمرأة التي تعاني من نقص المصروف لها ولأولادها ، هل تترك بيتها وأولادها وتعود إلى بيت أهلها؟ كي تنتصر لنفسسها وللأقصى ؟
هل بصبرها عليه تكون سلبية؟
خاصة إذا لم يكن لها أهل يستقبلونها
وأعود لكلام الأستاذ طارق فؤاد الذي يقول" لكن الأدهى والأمر ألا يكتشف أو يعترف بوجود ذلك المرض"
نعم هناك من لا يعي حقيقة أنه سلبي ومقصر وإذا ذكر أمامه شخص سلبي لامه دون أن يعي أنه أكثر منه سلبية فهذه فعلاً الطامة الكبرى
أعود لما قلت سابقاً أن المرض موجود لكنني أبحث معكم عن الحل والعلاج للسلبية وأنتظر إفادتكم.

ناهد حسن

هبة اللحام
07/04/2008, 09:50 PM
السلام عليكم

الأخ الكريم/ أ. د . محمد الريفي

التفكير و التحليل رياضة - و لربما رياضيات - للدماغ .. حيث نعمد إلى تحريك عضلة التفكير به التي كادت تضمر من تبعات الحياة.

و سعيدة حقا بممارسة هذه الرياضة في ملعب واتا الرياضي !

لربما لم أكن على صواب بالنظر الى الوعي و الايمان على انها تلك المعاني الضيقة التي ذهبت إليها ..

بوركتم لنقاشكم الطيب !

خديجة قرشي
07/04/2008, 10:03 PM
تحية صحية وسوية
شكرا لطرحك هذا التساؤل أستاذي محمد إسحق، فالسلبية فعلا مرض منتشر بحدة وأظن أن انتشاره في تزايد مستمر خاصة في بلادنا العربية. الأمر يعود بالأساس للتربية التي تلقيناها، والتي تعتمد على مجموعة من المبادىء الإيجابية، لكن تتخللها مواقف سلبية، تحث على السلبية .. على الصمت..على عدم حشر أنفنا فيما لا يعنينا، لدرجة يصبح فيها الفرد سلبيا اقتناعا منه بأنه الطريق الأقوم والعمل الأصوب ليكون بخير وليبتعد عن المشاكل التي هو في غنى عنها.
ويكمن الحل في رأيي في قيام المثقفين والفاعلين في المجتمع المدني عبر وسائل الإعلام الجماهيرية بحملات للتحسيس والتوعية لترسيخ روح المواطنة وقيم المسؤولية ، ليحس كل فرد في المجتمع أنه معني بأحداثه ومسؤول عنها بدرجة كبيرة حتى يتحرك ويتخلص من مرض "السلبية" الفتاك.
مع تحياتي لكل من لبى الدعوة و ساهم في هذا الموضوع وأثبت بذلك أنه غير سلبي.

عامر العظم
07/04/2008, 11:17 PM
لا أريد أن أموت معكم!

الدكتور محمد الريفي
ردا على المثل الشعبي "الموت مع الجماعة رحمة"، قررت أن أرفع شعار

لا أريد أن أموت معكم:)

د. محمد عبدو
07/04/2008, 11:44 PM
لا أريد أن أموت معكم وأخواتها

الموت يكرهكم
القبر يلفظكم
الموتى يصرخون: لا مرحبا بكم

غالية خوجة
08/04/2008, 06:16 AM
قانونياً هناك من يرتكب الجريمة بالامتناع عن الفعل ومثالها مريض بالقلب يمنعه الآخر عن دوائه بأية وسيلة ليموت!
وهناك من يقوم بفعل إيجابي على خلفية سلبية.. وهذا يعني أنه ليس كل فعل تستغرقه الدائرة الإيجابية لمفهوم أرسطو!
وللسلبية مفاهيم عظمى وصغرى وشاردة.. لكنها في كل الأحوال ترتكز على عدم القيام بما يجب أن يقوم به الإنسان في ذات اللحظة، في ذات المكان، في ذات المسؤولية.. ومثالنا: لو كنا أمة فاعلة إيجابية لما تركنا للعولمة السلبية السالبة المستلبة أن تكون.. وهنا، أذكـّـركم بنظرية الفراغ الممتدة بأثر رجعي سلبي إلى بداية القرن التاسع عشر: بيننا فراغ إذا لم أملأه أنا ستملأه أنت أو أي آخر ثالث أو رابع! وهي نظرية فراغ سلبية، ديكتاتورية، أنانية، ظالمة، استعمارية، لا تفهم ولا تعي إلا الصراع، ومنها جاء صراع الحضارات! والإيجابية ـ وحيث لا إيجابية مطلقة ولا سلبية مطلقة ـ أن يكون هناك تفاعل متجاذب حتى ولو كنا في الفضاء المتنابذ من أجل أن يكون الفضاء حوارياً حضارياً يعي ما لـه وما عليه.. وليكون في الحالة الإيجابية المرتفعة الإنسانية عليه أن يكون في ثقافة البصائر المتثاقفة العرفانية النازحة أبداً عن ما دونها...
وعليه،
ما علينا إلا أن ننطلق متعاليين إلى هناك، حيث خمور الكشف، ولغتها الأبهر، وتحولاتها الأجمل التي تؤسس لحظةً إيجابية جديدة تنهض بالإنسان كما نهض الكون من لحظة انفجاره الأولى Big Bang
وحده من يمتلك هذا الحدس الفطري يميز لغة البرزخ عن موسيقاها لينشد الكونَ من جديد..
ماذا لو أنشدنا الكونَ من جديد؟

د. محمد اسحق الريفي
08/04/2008, 09:26 AM
الأخت الكريمة ناهد يوسف حسن،

سؤالك مهم جداً، فالاقتصار على الحديث عن السلبية وأسبابها لا يحقق الفائدة المرجوة من الموضوع، لذلك لا بد من البحث عن علاج لها، وأتمنى على حكماء واتا المساهمة في هذا الموضوع، ولا سيما أستاذنا الدكتور المستشار شاكر شبير، الذي عودنا أن يضع النقاش في سياق علمي تأصيلي يساعد على تطوير النقاش وارتقائه.

كيف نعالج السلبية؟!

تحية هادفة!

د. محمد اسحق الريفي
08/04/2008, 09:36 AM
الأخت الكريمة هبة اللحام،

نحن هنا في "واتا" ننعم ببيئة راقية جداً لا تقارن بالمنتديات التي لا يتورع أعضاؤها من السب والشتم والاستهزاء والتطاول والطعن والتجريح وغير ذلك من الأساليب الذي يندى لها الجبين، فهنا في "واتا" يوجد عقول عربية ومستعربة كبيرة وعلى درجة عالية من الثقافة والوعي والخق والدين، هنا في "واتا" ملتقى المفكرين والمثقفين والأدباء والشعراء والمترجمين وطلاب الجامعات والأكاديميين وغيرهم من كل أقطار العالم العربي ومن كل بلاد العالم، لمتابعة الأحداث التي تهم الأمة ومناقشة قضاياها وتوعية أبناء الأمة والتصدي لأعدائها.

تحية واتاوية!

د. محمد اسحق الريفي
08/04/2008, 09:43 AM
الأخت الكريمة خديجة قرشي،

أشكرك جزيلاً على مشاركتك القيمة التي تطرقتِ فيها إلى حل مشكلة السلبية، وفي الحقيقة الحل يكمن في التوعية والإرشاد والتوجيه، وأعتقد أن الانتماء للجماعات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإسلامية يساعد بشكل كبير على التخلص من السلبية.

والله الموفق

د. محمد اسحق الريفي
08/04/2008, 09:59 AM
أخي العزيز الأستاذ عامر العظم،

ثقافة الموت الجماعي أماتت مجتمعاتنا، وكان الأولى للناس أن يقولوا: الحياة مع الجماعة وإن قل عددها رحمة، ونسي هؤلاء الناس أن الجماعة أن تكون على الحق ولو كنت وحدك، ولهذا فأنت أخي الأستاذ العظم جماعة، ونحن معك في هذه الجماعة، جماعة صناعة الحياة وليس جماعة صناعة الموت.

تحية حية!

أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
08/04/2008, 02:19 PM
البروفيسير الدكتور محمد اسحق الريفي
السلبية : هذا المرض العضال الذي استشرى في مجتمعاتنا له أسبابه . تخيل أن تكافح منذ نعومة أظافرك من أجل حياة أفضل لك ولمن حولك، ومن أجل مجتمع يقوم على الفضيلة والتعقل والعلم فلا تجد سوى انهيار في كل مناحي الحياة . تقتني آلاف من الكتب وهي لا تساوي شيئا في نظر أقرب الناس إليك وفي آخر العمر تفكر بالتخلص منها بثمن يساوي قيمتها لتنتفع به في مجال تكنولوجيا العصر، فلا تجد سوى تاجر يريد أن يأخذها بأبخس الأثمان . تأمل في قيادة تقود هذه البلاد إلى برِّ الأمان وبعد ثلاث عقود تجد نفسك تراوح في نفس المكان، بل تجد بلادك في عداد الدول الأقل نموا والأشد فقرا، وتتلقى معونة من عدوك التي يحصلها من تبعيتك له وكرامتك . حين يكون الأشقاء أكثر قسوة من الغرباء، بل يعيروك بفقرك وبنسائك الساقطات والمنحرفات . حين تكون الأموال في بنوك الغرب وتترك الأوطان تنوشها سهام العمالة والخيانة ويقطع الوطن إربا على مشهد من حكماء وحكام الأمة الأغنياء . حين يكتب كاتب كلام كالسم الزعاف سنة 1978 في مجلة النهضة الكويتية وهو عبد العزيز المســاعيد؛ ( بسبب كامب ديفيد اللعينة ) يقــــــــــــــــــــــــــول للمــصريين: "تأكلون من صحوننا وتلعنونا " وبعد سنوات يستقبل في نقابة الصحفيين استقبال الفاتحين .
حين يقبض عليك فيصفعك ضابط على قفاك وهو في عمر أولادك ويسبك بأقذع السباب والشتائم وتعذب بالصدمات الكهربائية لينتزع منك اعترافا عن جريمة لم ترتكبها . أو يقذف بك خارج مباحث أمن الدولة في صحراء مدينة نصربعد حفل من حفلاتهم المهينة ، أو تقتل في قسم شرطة أو ينتهك عرضك وينال المعتدي على اعتدائه بضع شهور . أو تعلم أولادك تعليما عاليا فلا يجـــــــــــــدوا عملا ويجلسون على النواصي ويتحولون إلى مدمنين . ومع ذلك تجد رجالا يتجاوزون عن ذلك وإيجابياتهم مضرب الأمثال في كل مكان يقودون المظاهرات والاحتجاجات . شموع على طريق النضال من أجل التغيير وضد التوريث وضد الدولة الرخوة وضد الغلاء وضد والفساد . إلى حياة أفضل حتى ولو بعد نصف قرن .
أحمد الشافعي

امال عابدين حيدر
08/04/2008, 02:41 PM
الأخت الفاضلة امال عابدين حيدر،

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أحييك على مشاركتك القيمة، التي أثارت لدي بعض التساؤلات حول السلبية كقيمة "سلبية"، فمن الملاحظ أن بعض الناس لهم مواقف سلبية تجاه مواضيع محددة، ولكنهم يكونون إيجابيين تجاه مواضيع أخرى. فمثلاً، قد يتقوقع الإنسان على نفسه ويرفض التفاعل مع الآخرين في محيط تواجده وعمله، ولكنه قد يساهم بشكل فاعل في مساعدة الآخرين بالتبرع بماله، أو قد يساعد في توعية الناس بكتاباته، أو قد ينشط كثيراً على الإنترنت ويحاور الناس... وهكذا.

لذلك أرى أن السلبية كقيمة "سلبية" قابلة للتجزيء وفقاً لطبيعة الإنسان وقيمه ومواقفه من المواضيع والأشياء والأحداث، فالإنسان الإيجابي لا يكون إيجابياً في كل أفعاله ومواقفه، فما تفسيرك لهذا الأمر؟

تحية مفتوحة!





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذي الكريم محمد الريفي؛ تساؤل مفهوم؛ ربما كان علي أن أوضح إجابته أكثر في مداخلتي الأولى؛
حيث أني مازلت أرى أن الأخلاق والقيم لا تتجزأ.

وبالنسبة للأمثلة التي ذكرتها من كون بعض الناس إيجابيين مرة وسلبيين مرة، فقد تكون لأحد السببين التاليين.
أولاً: إنسان هكذا لايمكن أن نطلق عليه صفة الإيجابية، أو السلبية؛ لأنه يستخدمها مرة وينصرف عنها مرة؛ كما قلت في مداخلتي الأولى، فالذي تدخر عنده مالك، فيرده إليك مرة وينكره عليك أخرى، لا تستطيع أن تسميه أميناً،
إنما يتصرف بأمانة أحياناً، ويتصرف بلؤم أحياناً أخرى.
والذي يكذب أحياناً، ويصدق أحياناً لايمكن أن نطلق عليه صفة الصادق، لأن الأخلاق لا تتجزأ؛ فلو كان صادقاً لما كذب، إنما هو يصدق أحياناً، ويكذب أحياناً.
ولنا فيه (ص) خير مثال (الصادق الأمين) فقد أطلقت عليه هاتان الصفتان لأنه لم يكذب أو يخن قط.
وقال (ص): "مازال المرء يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا، ومازال المرء يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً" أو كما قال رسول الله (ص).
إذاً لا نطلق عليه صفة أخلاقية أو قيمية إلا أذا كانت ثابتةً دائمة الوجود في حياته.

ونذكر كيف كان سيدنا عمر بن الخطاب، قوياً، يفعل مايؤمن به ولا يخاف لومة لائم، كان من أشد الناس على الإسلام في الجاهلية، فصار من أشد الناس على الجاهلية في الإسلام.
وكما قال(ص): "خياركم في الجاهلية، خياركم في الإسلام".
ذلك أنه يعلم (ص) أن الأخلاق والقيم لا تتجزأ.

لكن المهم أن نعرف أن الناس لا يتصفوا غالباً بصفات قيمية أو أخلاقية ثابتة -خصوصاً في بلادنا- ذلك أن معظم تربيتنا قائمة على (لاتفعل هذا لأن هذا حرام، أو لأنه خطأ، أو لأنه...)
وهذا كله صحيح. لكن قل من يستخدم في تربية أبنائه ذكر القيم؛ لا تفعل هذا لأن هذا الفعل خطأ سواءً معك أو مع فلان.

كلنا نشتكي من أمريكا والغرب وازدواج معايرهم، لكن كم مرة لاحظت إزدواج معايرنا مع أنفسنا، ومع بعضنا البعض.
لأننا لا نجعل منطلقنا ل(اعمل ولاتعمل) هو القمية وراء التصرف، في غالب الأحيان نربي أبناءنا على أن هذا التصرف في هذا الوقت أو مع هذا الشخص خطأ، وقلما نذكر أن هذا التصرف في عمومه خطأ.

أما السبب الآخر برأيي من تصرف بعض الناس بسلبية أحياناً و بإيجابية أحياناً أخرى
فقد يكون الشخص فعلاً إيجابياً، لكنه يكون سلبياً في المواطن التي لايقتنع بجدواها.
فمثلاً أنا أعرف شخصيات إيجابية حقاً، لكنها ترفض مقاطعة أمريكا أو الدنمارك؛ ليس لسلبيتها وإنما لأنها ترى أن هذا الأسلوب غير مجدي، ويقول بصراحة، الكمبيوتر الذي تروجون فيه للمقاطعة صنع في .. فقاطعوا مقاطعة كاملة أو لاتفعلوا.
فهو أيجابي لكن موقفه السلبي هذا هو لا يره سلبياً، بل يراه غير مجد.

بكل الإحترام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقبوله عبد الحليم
08/04/2008, 04:40 PM
خليط من اليأس والإحباط والضعف والعجز،

الأساتذة الكرام

نعم السلبية هي اليأس عندما يتحكم بالأنسان تحكم الموت
السلبية هي الاحباط المستشري في مجتمعاتنا العربية كالنار في الهشيم
السلبية هي ضعف ينخر في جسد الامة وسيوصلها سريعا إلى نهاية غير مرضية
السلبية هي عجز نشعر فيه يقطع اوصالنا

السلبية أن أرى المنكر وكما قال الأستاذ عامر أن أبتعد وأقول مالي

السلبية هي أن أرى المنكر بعيني ولا أحاول حتى النهي عنه بل لربما انجرف فيه

السلبيه أساتذتي هو أن أنظر للجانب السلبي في الناس ولا أنظر للجانب الايجابي مهما كان صغيرا

هناك محاضر ذكره الله بالخير أعطانا محاضرة عن الأمومة ودورها في بناء المجتمع

قال كلمات قد حفرتها في تفكيري وذاكرتي
قال عندما ترين ابنك قد كسر زهرية من أواني البيت تهدرين وتموجين ولربما تضربيه
لكنك عندما تجديه رتب سريره و خلع ملابسه ووضعها مكانها ووضع شنطته مكانها لاتقولين له شيئا
بل لربما تحتسبين ذلك واجبا عليه
عندها لربما هو أيضا يتربى على السلبية وانكار الإيجابيات في حياته
هو مجرد تعليق بسيط وجدت أن أشارك فيه هنا بينكم
أستاذنا الريفي سلمت ودمت

ليلى جوهر
08/04/2008, 05:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
شكرا أستاذي الفاضل محمد الريفي لطرحك السلبية للنقاش..
التعامل بإيجابية مع الطفل لا بسلبية من قبل الوالدين ومن ثم المحيط الخارجي للمدرسة والمجتمع والمؤسسات الناشطة في بيئته بتكوين الاتجاهات المختلفة للطفل ، من الطبيعي يكتسب الناس الكثير من الاتجاهات في بيوتهم التي يتلقون من خلال ما يستخدمه الوالدان من توجيهات وتعليقات على الموضوعات والقضايا المختلفة ، وما يلاحظه الطفل من نماذج في سلوك الوالدين يقتبسها الطفل وتصبح جزءاً منه فإذا ما كان الاتصال قوي مبني على ثقة الأهل وأطفالهم ، كان ذلك من محفزات صقل شخصيته وتعزيز القدرة للتجاوب والتفاعل المبكر قبل مجتمعه , ويعد تعليم الطفل اللغة وإرشاده إلى أساليب التخاطب مع من حوله من المهام الأساسية للأسرة ، فالطفل لا يتعلم الكلام بالتحدث إلى نفسه فحسب ، بل إن قدرته لا تتطور إلا من خلال تفاعله مع العالم المحيط به في هذا المجال ، وما يقدمانه من تعزيزات لأنماط من السلوك ، الدور الأول في تشكيل سلوك الفرد الراشد ، وعلى العكس حيث أن التجاهل لسلوك الطفل يؤثر في شخصيته كراشد مستقبلا تهز صورته أمام نفسه بفقدان الثقة ولا ينجع التعليم في كسر حالة الاضطراب والخجل لديه عند مواجهته للحياة العملية لا تفاعل ايجابي يبديه مع المجموعات أو الأفراد في بيئته لأنه يفتقر للمحفز والدعم النفسي أصلا , ونقس على ذلك السلوك مجتمعات بأكملها السلبية هي المعوق في دينامكية التفاعل عبر الوقائع والظروف والأحداث ألتي تقع من حولهم قد تعنيهم بالدرجة الأولى وتؤثر على شعوبهم اقتصاديا وعلميا وفكريا وتكون هي المتضررة بالمقام الأول ومن ثم أمة بأكملها بسبب التبلد وعدم الإحساس بروح جماعية اتجاه قضاياها بصورة ايجابية واضحة المعالم وهذا ما يحد من عطاء الفرد ويشل حركته كليا كونه يخشى العقاب والنقد غير الايجابي من قبل المحيطين له .
وخير مثال للسلبة المتجذرة حتى النخاع على مستوى المشاكل المتفاقمة بالوطن العربي دونما حل أو حسم في القرارات عند الطرح للقضايا تظل معلقة أو في أدراج المؤتمرات المنعقدة لا تبرح مكانها فالسلبية تولد الحروب وتقضي على همم فاقدة الإرادة وتحديد مصير شعوبها مع الأسف الشديد .

ودمتم بخير

د. محمد اسحق الريفي
09/04/2008, 12:20 PM
الأخت الفاضلة الأستاذة غالية خوجة،

شكراً جزيلاً لك على تناول هذا الموضوع في سياقات متعددة (سياق علم نفسي، وسياق علمي، وسياق أدبي) والربط بين هذه السياقات بطريقة فنية رائعة.

بحثت في الإنترنت عن السلبية فوجدت مصطلحات عديدة متعلقة بها تصف شخصية الإنسان من وجهة نظر علم النفس، حيث يتم تصنيف الناس إلى أربعة أنواع: الفاعل السلبي، الفاعل الإيجابي، المنفعل السلبي، المنفعل الإيجابي. وشد انتباهي أن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش هو من نوع "المنفعل السلبي"، وهو نوع خطير جداً من البشر، أعاذنا الله من شره.

طبيعة العالم الذي نعيش فيه تفرض علينا الإيجابية، فلا حضارة مع السلبية، والشعوب السلبية تسقط في صراع الحضارات.

تحية حضارية!

د. محمد اسحق الريفي
09/04/2008, 12:41 PM
الأخت الفاضلة امال عابدين حيدر،

باركك الله على الإجابة والتوضيح وجزاك خيراً. لا شك أن مجتمعاتنا تعاني من تناقضات كثيرة في القيم، ويرجع سبب هذا التناقض إلى عدم فهم جوهر الإسلام وإلى الجهل وقلة الوعي، وهي عيوب كفيلة بجعل صاحبها سلبي لأبعد الحدود.

وأحب أن أضيف أن هناك صفات سلبية مقبولة إلى حد ما وصفات سلبية أخرى مرفوضة نهائياً، فقد يجبن المؤمن مثلاً ولكنه لا يكذب، وبعبارة أخرى فإن الكذب يتعارض مع الإيمان، أما الجبن فلا يتعارض مع الإيمان.

تحية إيمانية

د. محمد اسحق الريفي
09/04/2008, 12:52 PM
أختنا الفاضلة الأستاذة الشاعرة مقبوله عبد الحليم،

جزاك الله خيراً على هذه الإضافة النوعية للموضوع والتي أكدتِ فيها على ضرورة التعامل مع الآخرين بموضوعية، وبدون تفريط أو إفراط، وبإنصاف ونزاهة. وهذه هي قمة الإيجابية التي في ظلها يسعد الإنسان ويعم الخير والأمن والأمان على المجتمع بأسره.

تحية فلسطينية عابرة للخط الأخضر!

د. محمد اسحق الريفي
09/04/2008, 12:59 PM
أخي الكريم الأستاذ أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي،

أعانكم الله في مصر الشقيقة، وأعان الله كل الشعوب على ما أصابها من قمع واستبداد. في الحقيقة أن العالم كله يكتوي بنار الحضارة الغربية الساحقة لكرامة الإنسان والمناقضة للفطرة التي فطر الله الناس عليها.

استعن بالله، واعلم أن من خاف الله تعالى أخاف الله منه كل شيء، ومن جعل الله عز وجل همه، رفع الله عنه كل هم. وادع صباحاً ومساء بدعاء رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال". فهذا الحديث الشرف (الدعاء) هو شفاء للمؤمن من السلبية القاتلة.

تحية نبوية!

د. محمد اسحق الريفي
09/04/2008, 01:13 PM
أختنا الفاضلة الأستاذة ليلى جوهر،

شكراً جزيلاً لك على هذه المشاركة الرائعة وتسليط الضوء على الجانب التربوي من قضية السلبية. وكما تفضلتِ فإن للأسرة دور كبير في تكوين شخصية الطفل من خلال تقديم نماذج سلوكية صحية وإيجابية، أي أن الطفل يتعلم الإيجابية من والديه بالقدوة التي تصقل شخصيته وتحدد معالمها، والطفل كذلك يكتسب اتجاهاته ومواقفه من خلال النموذج السلوكي والفكري الذي يقدمه الوالدان للطفل.

وفي الحقيقة أثار موضوع السلبية تساؤلات عديدة لديَّ حول سبب وجود كل تلك المشاكل في مجتمعاتنا المسلمة التي تدفع الإنسان إلى السلبية ونحن نمتلك القرآن الكريم والسنة النبوية!! فلماذا يُصاب مجتمعنا بكل هذه الأمراض والمشاكل والمصائب؟ ومن المسؤول عن توعية الناس وإنقاذهم من تلك الأمراض والمصائب؟ وهل الاستبداد والقمع وحدهما وراء كل تلك الأمراض والمصائب؟

ودمتم بعز وخير

Dr. Schaker S. Schubaer
09/04/2008, 06:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (01): عرض أم مرض؟

السلبية تنشأ من الشعور بالعجز، والشعور بالعجز Feeling Helpless تعني أن المرء غير قادر على التأثير في محيطه. إذن فالسلبية هي عرض Symptom، وليست مرض Disease. المرض هو الشعور بالعجز.

أحضروا كلباً، وكانوا يعرضونه لصدمات على فترات زمنية ثابتة متتالية Fixed Time Intervals، كل ربع ساعة أو كل نصف ساعة على سبيل المثال. بعد حوالي أسبوع أحضروا هذا الكلب الذي خضع للتجربة وكلب دوار Street Dog وكلب متدرب شيفارد. ووضعوا أمامهم في ممر حاجز لايستطيعوا اكمال المشي في الممر دون القفز على الحاجز. وتركوا في البداية الكلب المتدرب الشيفارد فمشى إلى أن وصل إلى الحاجز، فقفز عنه وأكمل مشواره في الممر. وعندما أطلقوا الكلب الدوار مشى حتى وصل إلى الحاجز وقفزه ومشى. وعندما أطلقوا الكلي الذي تعرض للتجربة مشى حتى وصل إلى الحاجز وعندها رقد وتكعبل حول نفسه وأخذ ينوص (غير العواء). وأطلقوا على هذه الظاهرة Learning Helpless. بمعنى أنه إذا تلقى الشخص نفس المعاملة بغض النظر عن استجاباته، فيؤدي إلى تولد الشعور بالعجز لديه. وهذا ما يطبق على شعوبنا لترويضها.

يعني صدام حسين رجلهم، وهاجم إيران كسباً لودهم، وليبين أنه الكبش الوحيد في المنطقة الذي يمكن أن يعتمد عليه، حتى عندما دخل الكويت فإن جلاسبي السفيرة الأمريكية في بغداد شجعته عندما استدعاها ليستمزج رأي الولايات المتحدة، وقالت هذا شأن داخلي عربي، ليس لنا علاقة به!

هذا الشعور بالعجز، يدفع إلى السلبية، لأنه لا فائدة من التحرك، لا أمل في التغيير. هناك في الثقافات يخرج كلام يتم استغلاله، كلمة سعد زغلول في مصر: ما فيش فايدة! لم يصنعها الانجليز، لكن بالتأكيد كان لهم دور في نشرها وتعميمها، لأنها تصب في خلق قناعة لدى المصريين بالعجز عن تغيير الواقع، مما يؤدي إلى السلوك السلبي. والسلوك السلبي هنا يعني الخالي من عنصر المبادأة Lack of Initiative.

المؤمن لا يخضع لهذا، إذا كان بالفعل مؤمناً وليس تقليدياً أي مسلم بالوراثة، لأنه على قناعة من أنه خليفة الله في الأرض، فهو مجهز بالقدرة على التغيير، لذا فيرى أين تلك العناصر في الموقف المعين، ومن ثم يبدأ في التحرك.

وربما كان هذا سر اختياري لشرطية كيبلنج في الترجمة، لأن فيها نوع من العلاج الجماعي لحالة الشعور بالعجز لدى الأمة، نتيجة محاولات الترويض المستمرة لها. بل إن دخول أخي الكريم الشاعر الكبير هلال الفارع على الخط، دفع الجميع ليفغر فاه، وأحس بعض المتسابقون أن العملية حسمت لصالح أخي الكريم الشاعر الكبير هلال الفارع، فكردة فعل من جانبي قمت بتذكيرهم بأن الماكينة الألمانية استطاعت أن تنتزع الكأس من الفريق الذي يضم أعظم لاعب في تاريخ الكرة وبقيادته. وأنا متأكد أنهم إن حاولوا بجدية، إن لم يتفوقوا على عملاق الشعر، سيقتربوا من مستواه، وأنا سعيد إن اقتربوا من مستواه، وربما اسعد لوا تجاوزا مستواه، فهذا سيدفع هذا العملاق إلى شحذ همته، ويستحث المكنونات التي لم يضطر أن يستحثها، فيبوأ ريادة الشعر عالمياً.

خذ أخي الكريم د. محمد الريفي مثالاً آخر في قطر. فقطر تعادل، بل أكبر من مساحة مقدونيا بقيادة الأمير فيليب. وعندما تولى الإسكندر مسؤولية مقدونيا بعد أبيه، رأينا مقدونيا تحولت إلى امبراطورية. قطر اعتمدت سياسة يمكن تسميتها منافسة العشيقات، وهي استمرارية لسياسة الغساسنة والمناذرة، والتي سموها زوراً ذكاء سياسياً. وهي سياسة لو تم تقويمها لما اعتمدتها من قبل الشقيقة قطر، فالعشيقة التي تدخل معها قطر في منافسة تبقى بها ميزات غير موجودة في قطر، ويمكن أن تُسْتَخدم قطر فقط لإثارة غيرة تلك العشيقة، لكن لا يتم التضحية بها من أجل قطر.

اعتماد هذه السياسة في قطر هو ناتج عن الشعور بالعجز والدونية لدى الخبراء والاستراتيجين الذين اقترحوا هذه السياسة كبديل عن السلبية التي لا ترغب فيها قطر، كان يمكن لقطر أن تعتمد سياسة مقدونيا، لتكون قطر نفسها دولة أقليمية عظمى لها مهابة خلال عقد من الزمان.

وبالله التوفيق،،،

د. محمد اسحق الريفي
09/04/2008, 09:34 PM
أستاذنا الكبير الدكتور شاكر شبير،

فتح الله عليك وزادك علماً وحكمة، ما أروع مشاركتك التي تناولت فيها عرض "السلبية" من زوايا عديدة، وربطها بطريقة فنية حكيمة بواقع الشعوب العربية وبالأوضاع السياسية التي تعيشها البلاد العربية. وفي الحقيقة الشعوب العربية والإسلامية تعاني من السلبية ولكنها لا تعرف سببها، ومن ثم لا تعرف هذه الشعوب التخلص من السلبية والمرض الذي سببها، ولذلك فهي اليوم في أمس الحاجة لمن يبصرها وينورها ويوعيها بحقيقة مرض "الشعور بالعجز" الذي أصابها.

كنت أفكر في الشعب الأفغاني الذي يتعرض للحروب المتواصلة والاحتلال منذ عشرات السنين، والذي يعاني الفقر والمرض والجوع وتحكمه حكومة عميلة خاضعة للبيت الأبيض الأمريكي وتضم لصوص نهبوا ثروة أفغانستان والمساعدات الدولية، التي يقول المانحون الدوليون أنهم يتبرعون بها لإعادة إعمار أفغانستان!! ورغم كل ذلك فالشعب الأفغاني مصر على طرد المحتل وتحرير الوطن، ويجاهد الغزاة المحتلين بعنفوان شديد، لدرجة أن قوات حلف الأطلسي بدأت تصرخ من شدة الضربات التي تتلقاها من المجاهدين، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن الشعب الأفغاني (أو المقاومة الأفغانية) لم تستسلم لما استسلم له الكلب الذي أجريت عليه التجارب. وكذلك الحال بالنسبة للشعب الفلسطيني.

جزاك الله خيراً وأدام ذخراً للأمة.

د. محمد اسحق الريفي
10/04/2008, 09:31 AM
صناعة الإيجابية في المجتمع المسلم

بقلم: محمد النادي

الإيجابية كأي صفةٍ قد تكون جبلة فطرية في نفس صاحبها، وقد تكون مكتسبة نتيجة لاستشعار صاحبها بأهميتها وحاجته إليها، فيفسح المجال لاكتسابها حتى تكون وكأنها جبلة راسخة فيه.

ويحتاج هذا الكسب لأمور لا بد منها:

أولاً: العزم والقصد (النية)

وهو قصد النفس إلى العمل، أو توفر الإرادة الدافعة إلى العمل،﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأعَدُّوا لَهُ عُدَّةً﴾ (التوبة: من الآية 46)، ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)﴾ (طه).

وقد عرَّفها الغزالي بقوله: "النية: انبعاث النفس وتوجهها وميلها إلى ما ظهر لها أن فيه غرضها إما عاجلاً وإما آجلاً".

فالنية ليست مجرَّد حديث اللسان، ولكنها عزمة من عزمات القلب، يتوجه بها صاحبها نحو العمل؛ فالعمل ثمرة النية وفرع عنه.

والمسلم الفطن يستحضر لكل عمل نية، ويجاهد نفسه لكي تكون هذه النية خالصة لله لا مدخل للهوى أو الشيطان فيها، "فإن كنت من أولي العزم والنهى، ولم تكن من المغترّين فانظر لنفسك الآن، ودقق الحساب على نفسك قبل أن يدقق عليك، وراقب أحوالك، ولا تسكن ولا تتحرك ما لم تتأمل أولاً أنك لمَ تتحرك؟ وماذا تقصد؟ وما الذي تنال به من الدنيا؟ وما الذي يفوتك من الآخرة؟ وبماذا ترجح الدنيا على الآخرة؟ فإذا علمت أنه لا باعث إلا الدين فأمض عزمك وما خطر ببالك وإلا فأمسك، ثم راقب أيضًا قلبك في إمساكك وامتناعك؛ فإن ترك الفعل فعل ولا بد من نية صحيحة، فلا ينبغي أن يكون الداعي هوى خفي لا يطّلع عليه، ولا يغرنك ظواهر الأمور ومشهورات الخيرات، وافطن للأغوار والأسرار تخرج من حيز أهل الاغترار".

ثانيًا: تحديد الغاية والأهداف

فالمسلم لا يحيا حياةً عبثيةً، فهو يعرف ما يريد في ضوء مراد الله- جل وعلا، وما انتظمت الحياة لمهمل، ولا صفت لمَن لم يعرف له في الحياة هدفًا ولا غاية، "وأعظم غاية للمسلم، وأخطر قضية هو أن يفوز في حياته الأخروية تلك، وينجو من الخسران فيها، وكيف لا؟! وقد علم أنها هي الحياة الأبدية والخالدة التي لا تفنى ولا تنتهي.

وكيف لا؟! وقد أيقن أن الفوز في الآخرة هو الفوز العظيم، وأن الخسران فيها هو الخسران المبين".

والدنيا مزرعة الآخرة، ومطية لها، ومن فقد المطية فقد الوصول؛ لذا كان لزامًا أن تحدد الأهداف والغايات.

والأهداف في حياة الإنسان تنقسم إلى:

1- أهداف كبرى كلية دائمة.

2- أهداف صغرى جزئية مرحلية.

ولا بد أن تكون الأهداف الصغرى خادمةً للأهداف الكبرى، ودائرة في فلكها، ووسيلة لها، وطريقًا للوصول إليها.

وهذه هي بعض الأفكار التي تساعد الإنسان على تحديد أهدافه المشروعة:

1- حذار أن تعود نفسك على القيام بأعمال لا هدف لها.

2- عند تحديد الأهداف يجب مراعاة الإمكانات المتاحة والمتوقعة، ثم تحديد الأهداف على مقدارها؛ فلا تكون الأهداف خيالية في طموحها بينما الإمكانات المعدة لها أو تلك التي يمكن إعدادها متواضعة جدًّا، أي أن يكون الهدف ممكنَ الحصول والتحقيق.

3- يجب أن يكون الهدف الذي تسعى لتحقيقه مناسبًا للزمن الذي قدرته لإنجازه.

4- يجب أن يكون محددًا واضحًا لا غموض فيه ولا لبس؛ لأن عدم تحديد الهدف أو عدم وضوحه يجعل الإنسان غير قادر على الوصول إلى ما يريد أو عدم معرفة ما يريد.

5- من شروط تحقق الأهداف وضع خطة عملية للوصول إليها؛ فالهدف مهما كان عظيمًا وممكنًا ومشروعًا ومحددًا ما لم يبين سبيل الوصول إليه يبقى أفكارًا وآمالاً فقط، أما تحققه في الواقع فلا بد له من خطة توصل إليه.

6- بعد إنجاز الخطة وتوفير الاحتياجات وتحديد زمن التنفيذ يكون التنفيذ للخطة من أجل الوصول للهدف.

7- ترتيب الأهداف التي نسعى لتحقيقها الأولى فالأولى.

8- تجزئة الأهداف الكبرى إلى أهداف مرحلية صغرى، وبعدها تحقق كل هدف مرحلي على حدة.

ثالثًا: القدرة مع علو الهمة

وضوح الأهداف وحده لا يكفي للتغيير، ولكنه يحتاج إلى قدرة على التغيير، وتتفاوت درجات القدرة من شخص لآخر، حتى تنتهي عند الإرادة القلبية، وليس وراء ذلك للمرء من سبيل، وذلك واضح من قول الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ".

والعيب كل العيب فيمن كان قادرًا على التغيير، ولكن نفسه ركنت إلى الجمود والسكون، وما أجمل قول المتنبي:

وَلَم أَرَ في عُيوبِ الناسِ شَيئًا كَنَقصِ القادِرينَ عَلى التَمامِ

والأمة الإسلامية لا تعوزها القدرة، ولكنها تحتاج إلى همة عالية، ونفس وثابة متطلعة إلى المعالي لا تكل ولا تمل، وعمل دءوب لا ينقطع، وروح شفوفة كأنها تعيش بين أهل السماوات.

الأمة الإسلامية تحتاج إلى من يحمل همها، وينشغل بمشاكلها، وعلاج آفاتها، تحتاج إلى شخص قد أعد عدته، وأخذ أهبته، وملك عليه الفكر فيما هو فيه نواحي نفسه وجوانب قلبه؛ فهو دائم التفكير، عظيم الاهتمام، على قدم الاستعداد أبدًا، إن دعي أجاب، وإن نودي لبى، غدوه ورواحه وحديثه وكلامه وجده ولعبه لا يتعدى الميدان الذي أعد نفسه له، ولا يتناول سوى المهمة التي وقف عليها حياته وإرادته، يجاهد في سبيلها، تقرأ في قسمات وجهه، وترى في بريق عينيه، وتسمع في فلتات لسانه ما يدلك على ما يضطرم في قلبه من جوى لاصق وألم دفين، وما تفيض به نفسه من عزيمة صادقة وهمة عالية وغاية بعيدة.

فهذا الصنف ومَن على شاكلته لا يعرفون الراحة، ويكرهون السكون والعجز، قاهرون للأعذار، مسارعون في تنفيذ التكاليف وإنجازها.

قال ابن الجوزي: "من علامة كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدون دنيء".

والرضا بالدون يأتي عن طريق:

1- ركون المرء إلى الدنيا والانشغال بها.

2- مقارنة المرء عمله وجهاده بعمل وجهاد مَن هو دونه من حيث قدراته وإمكاناته.

3- وجود المرء في بيئة مثبطة لا تعينه على الانشغال بما هو بصدده.

رابعًا: الوسائل

لإتمام أي عملٍ لا بد له من نية تدفع للقيام به، ثم تحديد الهدف المرجو من هذا العمل، ثم التحرك الفاعل لإتمام هذا العمل، ويكون ذلك عن طريق اتخاذ الوسائل العملية المناسبة والشرعية؛ لأن المسلم لا يكون ميكافيلليًّا يرى أن الغاية تبرر الوسيلة، ولكنه لا يتخذ إلا الوسيلة المشروعة المحققة لغايته النبيلة.

والوسائل العملية المقترحة كثيرة نشير إلى بعض منها تاركين المجال لك- أيها القارئ الأريب- لتبدع الوسائل المتنوعة لتحقيق الإيجابية فيك وفي الآخرين.

1- دراسة سيرة الدعاة السابقين

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح

إنَّ دراسةَ سير الدعاة على مر العصور ابتداءً من الرسل الكرام حتى المجددين في العصر الحديث، وإبراز الدور الذي لعبوه في التغيير والإصلاح، وكيف أنهم لم يجدوا السبيل ممهدة معبدة، ولكنهم شقوا طريقهم بين الصخور، متحملين العنت والمشقة من المدعوين، لم يدخل الضعف إلى نفوسهم، استعانوا بالله رب العالمين، وأخذوا بالأسباب ولم ينظروا إلى النتائج؛ فالمهم العمل؛ لأن المحاسبة تكون على الأعمال لا على النتائج.

كل ذلك مدعاة لنا أن نسلك طريقهم، ونتخذ منهجهم في التغيير، وأن يكونوا القدوة لنا في زمن عزَّ فيه أن نهتدي للشخصيات الصالحة للاقتداء ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ (الأنعام: 90).

2- مصاحبة مَن يتصفون بالإيجابية

إن مصاحبة هؤلاء الإيجابيين "أولى الهمم العالية لترفع همة الفرد، وتجعله يتعلم من سلوكهم العملي ما لا يتعلمه من كثيرٍ من المواعظ والكلام، فقد قيل: "عمل رجل في ألف رجل خيرٌ من قول ألف رجلٍ في رجل".

وبالاحتكاك والمعايشة تنتقل الصفات الإيجابية بين الأفراد وتنتشر؛ حتى تصبح الإيجابية صفة جمعية أو مجتمعة بمعنى أن المجتمع كله يكون إيجابيًّا وليست صفة أفراد متفرقين، وعندها نقول- بحق: إن هذه الأمة أصبحت قادرةً على تغيير العالم مما هو فيه من البلاء، وتوجيهه نحو الصواب، حيث الإسلام.

3- متابعة البرامج التي تغرس هذه الصفة

في مجتمعاتنا الإسلامية الآن فئات تشعر بأهمية التغيير، وتدعو لحمل همِّ الأمة، وتطالب بالمبادرة إلى الإسراع بخطى التغيير نحو الإصلاح الحقيقي للأمة، وتضع برامج للتغيير والإصلاح، وتحاول نشر ذلك من خلال الدورات والدروس، وورش العمل... إلخ.

فبادر- أيها الأخ الحبيب- إلى الاشتراك في هذه الأعمال ومتابعتها لتتعلم فتعمل وتعلم غيرك.

4- ادع الآخرين

إذا أردت أن تكون إيجابيًّا فادع من تتوسم فيه الخير إلى أن يكون إيجابيًّا، فنشر هذه الصفة في المجتمع المحيط بك يحافظ عليك أنت شخصيًّا، وعندها يكون قد تم التوسع رأسيًّا وأفقيًّا، وذلك بانتشار هذه الصفة بين أكبر عددٍ من الناس، وتعمقها كذلك فيك عن طريق ممارستها، فالأقوال النظرية لا تصنع الواقع ما لم تترجم إلى أفعال.

وتتم الدعوة للإيجابية عن طريق إعطاء دورات فيها، وفي أهميتها، وكيفية ممارستها، والعوامل المترتبة عليها، وكذلك عن طريق حلقات الدروس، أو المجلات.. إلخ.

وإذا لم تستطع استخدام هذه الوسائل في نشرها فعليك بدعوة الأفراد إليها فرديًّا عن طريق المصاحبة والمخالطة.

وفي أثناء الدعوة للإيجابية تلمس الشخصيات المحورية المؤثرة التي إن أحدثْت فيها تغييرًا تجد أثر ذلك على جميع المحيطين بها.

5- إنشاء محاضن لهذه الصفة

فلماذا لا ننشئ جمعيات في المدارس، وأسرًا في الجامعات تقوم في مبادئها على نشر هذه الصفة في المجتمع؟

ومجتمع المدارس والجامعات يحتوي على عماد الأمة، والجيل الذي تقوم على أكتافه نهضة هذه الأمة، فتوجيه الاهتمام إليهم بنشر هذه الصفة فيهم هو لبنة في صرح البناء النهضوي المرتقب للأمة.

6- مراجعة الأعمال وتقييمها

مراجعة الأعمال بين الحين والآخر لمعرفة مستوى الأداء أمر مطلوب، فقد يحدث قصور- وكثيرًا ما يحدث- فنحاول أن نجد له العلاج المطلوب، أما إذا تركنا الأمور تسير هكذا خبط عشواء فعندها قد يحدث انحدار دون أن يشعر به المرء، والإنسان الغافل هو الذي لا يراجع ما قام به من أعمال ليصحح الخطأ، أو يبحث عن وسائل جديدة لتحقيق مستهدفاته... إلخ.

فهذا الأستاذ البنا يتحدث في المؤتمر الخامس فيقول: "ولا بأسَ أن ننتهز هذه الفرصة الكريمة فنستعرض برنامجنا، ونراجع فهرس أعمالنا، ونستوثق من مراحل طريقنا، ونحدد الغاية والوسيلة، فتتضح الفكرة المبهمة، وتصحح النظرة الخاطئة، وتعلم الخطوة المجهولة، وتتم الحلقة المفقودة".

وهذه نظرة ثاقبة من الإمام البنا؛ فليس معنى أنه داعية إسلامي، وأن جماعته معنية بالشئون الإسلامية، ألا يخطط لأعماله، وألا يراجعها بعد تنفيذها ليرى إلى أي مدى قد وصلت الأمور، وقد يكون من الأسباب التي أدَّت إلى استمرار تلك الدعوة بعد فضل الله عز وجل أن سلكت طريق المراجعة والتقويم.

ليلى جوهر
10/04/2008, 02:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
شكرا أستاذي الفاضل محمد الريفي لطرحك السلبية للنقاش..
التعامل بإيجابية مع الطفل لا بسلبية من قبل الوالدين ومن ثم المحيط الخارجي للمدرسة والمجتمع والمؤسسات الناشطة في بيئته بتكوين الاتجاهات المختلفة للطفل ، من الطبيعي يكتسب الناس الكثير من الاتجاهات في بيوتهم التي يتلقون من خلال ما يستخدمه الوالدان من توجيهات وتعليقات على الموضوعات والقضايا المختلفة ، وما يلاحظه الطفل من نماذج في سلوك الوالدين يقتبسها الطفل وتصبح جزءاً منه فإذا ما كان الاتصال قوي مبني على ثقة الأهل وأطفالهم ، كان ذلك من محفزات صقل شخصيته وتعزيز القدرة للتجاوب والتفاعل المبكر قبل مجتمعه , ويعد تعليم الطفل اللغة وإرشاده إلى أساليب التخاطب مع من حوله من المهام الأساسية للأسرة ، فالطفل لا يتعلم الكلام بالتحدث إلى نفسه فحسب ، بل إن قدرته لا تتطور إلا من خلال تفاعله مع العالم المحيط به في هذا المجال ، وما يقدمانه من تعزيزات لأنماط من السلوك ، الدور الأول في تشكيل سلوك الفرد الراشد ، وعلى العكس حيث أن التجاهل لسلوك الطفل يؤثر في شخصيته كراشد مستقبلا تهز صورته أمام نفسه بفقدان الثقة ولا ينجع التعليم في كسر حالة الاضطراب والخجل لديه عند مواجهته للحياة العملية لا تفاعل ايجابي يبديه مع المجموعات أو الأفراد في بيئته لأنه يفتقر للمحفز والدعم النفسي أصلا , ونقس على ذلك السلوك مجتمعات بأكملها السلبية هي المعوق في دينامكية التفاعل عبر الوقائع والظروف والأحداث ألتي تقع من حولهم قد تعنيهم بالدرجة الأولى وتؤثر على شعوبهم اقتصاديا وعلميا وفكريا وتكون هي المتضررة بالمقام الأول ومن ثم أمة بأكملها بسبب التبلد وعدم الإحساس بروح جماعية اتجاه قضاياها بصورة ايجابية واضحة المعالم وهذا ما يحد من عطاء الفرد ويشل حركته كليا كونه يخشى العقاب والنقد غير الايجابي من قبل المحيطين له .
وخير مثال للسلبة المتجذرة حتى النخاع على مستوى المشاكل المتفاقمة بالوطن العربي دونما حل أو حسم في القرارات عند الطرح للقضايا تظل معلقة أو في أدراج المؤتمرات المنعقدة لا تبرح مكانها فالسلبية تولد الحروب وتقضي على همم فاقدة الإرادة وتحديد مصير شعوبها مع الأسف الشديد .

ودمتم بخير


أختنا الفاضلة الأستاذة ليلى جوهر،

شكراً جزيلاً لك على هذه المشاركة الرائعة وتسليط الضوء على الجانب التربوي من قضية السلبية. وكما تفضلتِ فإن للأسرة دور كبير في تكوين شخصية الطفل من خلال تقديم نماذج سلوكية صحية وإيجابية، أي أن الطفل يتعلم الإيجابية من والديه بالقدوة التي تصقل شخصيته وتحدد معالمها، والطفل كذلك يكتسب اتجاهاته ومواقفه من خلال النموذج السلوكي والفكري الذي يقدمه الوالدان للطفل.

وفي الحقيقة أثار موضوع السلبية تساؤلات عديدة لديَّ حول سبب وجود كل تلك المشاكل في مجتمعاتنا المسلمة التي تدفع الإنسان إلى السلبية ونحن نمتلك القرآن الكريم والسنة النبوية!! فلماذا يُصاب مجتمعنا بكل هذه الأمراض والمشاكل والمصائب؟ ومن المسؤول عن توعية الناس وإنقاذهم من تلك الأمراض والمصائب؟ وهل الاستبداد والقمع وحدهما وراء كل تلك الأمراض والمصائب؟

ودمتم بعز وخير

أستاذنا الكريم .. لك كل التقدير والشكر لردك وتجوابك الدقيق اتجاه ردودنا جميعا هنا أدعو الله العلي القدير أن يقويك ويشد من آزرك لمافيه الخير ..
آمين:good: