المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع الإمام الحكيم الحسن البصري



بنت الشهباء
26/09/2006, 12:14 PM
الإمام الحكيم

http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif


الحسن البصري


{كان الحسن ابناً لجارية أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فبعثت أم سلمة جاريتها في حاجتها فبكى الحسن بكاءً شديداً فرقت عليه أم سلمة رضي الله تعالى عنها، فأخذته فوضعته في حجرها فألقمته ثديها فدر عليه فشرب منه، فكان يقال: إن المبلغ الذي بلغه الحسن من الحكمة من ذلك اللبن الذي شربه من أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم}


[حلية الأولياء ج1ص272]

بنت الشهباء
26/09/2006, 12:18 PM
من روائع الحسن البصري

http://beautyrose84.jeeran.com/9265456.gif

مالي أرى رجالاً ولا أرى عقولاً أرى أناساً ولا أرى أنيساً
دخلوا ثم خرجوا عرفوا ثم أنكروا


****


اعلموا ما شئتم أن تعملوا فو اللّه لا يؤجركم اللّه تعالى عليه
حتى تعملوا فإن السفهاء همتهم الرواية وإن العلماء همتهم الرعاية


****


إن الله لا يعبأ بذي قول ورواية إنما يعبأ بذي فهم ودراية


****


لو لم يذنب المؤمن لكان يطير طيراً ولكن اللّه تعالى قمعه بالذنوب.


****


كل نفقة ينفقها الرجل على نفسه وأبويه فمن دونهم يحاسب عليها
إلا نفقة الرجل إذا دعا إخوانه إلى طعام، فإن اللّه سبحانه وتعالى
يستحي أن يسأله عن ذلك


****

بنت الشهباء
26/09/2006, 12:20 PM
وقفات مع

الحسن البصري


جاء شاب إلى الحسن فقال: أعياني قيام الليل (أي حاولت قيام الليل فلم استطعه)، فقال
قيدتك خطاياك
****
جاءه آخر فقال له: إني أعصي الله وأذنب، وأرى الله يعطيني ويفتح علي من الدنيا، ولا أجد أني محروم من شيء فقال له الحسن: هل تقوم الليل فقال: لا، فقال: كفاك أن حرمك الله مناجاته.

****
سأله رجل عن الفتنة ما هى وما يوجبها؟ فقال: هى والله عقوبة الله عز وجل؟ يحلها بالعباد إذا عصوه. وتأخروا عن طاعته. وقيل له: يا أبا سعيد من أين أتى على الخلق؟ فقال: من قلة الرضى عن الله ـ عزوجل ـ قيل له: فمن أين دخل عليهم قلة الرضى عن الله ـ عزوجل ـ؟ فقال: من جهلهم بالله. وقلة المعرفة به. وكان يقول: هجران الأحمق قربة إلى الله، ومواصلة العاقل إقامة لدين الله، وإكرام المؤمن خدمة لله، ومصارمة الفاسق عون من الله. وكان يقول: لا تكن شاة الراعى أعقل منك. تزجرها الصيحة، وتطردها الإشارة.
****
قال الحسن البصري " أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين يحاسبون أنفسهم في الدنيا فوقفوا عند همومهم و أعمالهم فإن كان الذي هموا به لهم مضوا وإن كان عليهم أمسكوا. قال و إنما يثقل الأمر يوم القيامة على الذين جازفوا الأمور في الدنيا أخذوها من غير محاسبة فوجدوا الله عز وجل قد أحصى عليهم مثاقيل الذر و قرأ " مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
****
قيل للحسن إن فلانا اغتابك فبعث إليه طبق حلوى وقال بلغني أنك أهديت إلي حسناتك فكافأتك بهذا
وكان يقول : نضحك ولعل الله قد اضطلع على بعض أعمالنا فقال : لا أقبل منكم شيئاً
****
وقال له رجل: إن قوماً يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلاً (أي يتصيدون الأخطاء).
فقال: هون عليك يا هذا، فإني أطمعت نفسي في الجنان فطمعت، وأطعمتها في النجاة من النار، فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلاً، فإن الناس لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم
****
قال حمزة الأعمى: وكنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، وربما جئت إليه وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه فقلت له يوماً: إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة. فإن استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك.
ثم ناد الحسن: بلغنا أن الباكي من خشية الله لا تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار
****

بنت الشهباء
26/09/2006, 12:21 PM
كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز:


أما بعد، فإن الدنيا دار ظعن ليست بدار إقامة، وإنما أنزل آدم عليه السلام من الجنة إلى عقوبة، فاحذرها يا أمير المؤمنين فإن الزاد منها تركها. والغني منها فقرها. لها في كل حين قتيل. تذل من أعزها. وتفقر من جمعها. هي كالسم يأكله من لا يعرفه وفيه حتفه. فكن فيها كالمداوي جراحه يحتمي قليلاً مخافة ما يكره طويلاً. ويصبر على شدة الدواء مخافة طول الداء. فاحذر هذه الدار الغدارة الختالة الخداعة التي قد تزينت بخدعها وفتنت بغرورها وحلت بآماها وسوفت بخطابها. فأصبحت كالعروس المجلية. العيون إليها ناظرة والقلوب عليها والهة والنفوس لها عاشقة وهي لأزواجها كلهم قالية. فلا الباقي بالماضي معتبر ولا الآخر بالأول مزدجر. ولا العارف بالله عز وجل حين أخبره عنها مدكر. فعاشق لها قد ظفر منها بحاجته فاغتر وطغى ونسي الميعاد، فشغل فيها لبه حتى زلت به قدمه، فعظمت ندامته وكثرت حسرته، واجتمعت عليه سكرات الموت وتألمه وحسرات الفوت بغضته. وراغب فيها لم يدرك منها ما طلب ولم يروح نفسه من التعب، فخرج بغير زاد وقدم على غير مهاد، فاحذرها يا أمير المؤمنين وكن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكون لها؛ فإن صاحب الدنيا كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصته إلى مكروه، السار في أهلها غار، والنافع فيها غدار ضار، وقد وصل الرخاء منها بالبلاء وجعل البقاء فيها إلى فناء، فسرورها مشوب بالأحزان لا يرجع منها ما ولى وأدبر، ولا يدري ما هو آت فينتظر. أمانيها كاذبة وآمالها باطلة وصفوها كدر، وعيشها نكد، وابن آدم فيها على خطر، إن عقل ونظر فهو من النعماء على خطر ومن البلاء على الحذر، فلو كان الخالق لم يخبر عنها خبراً ولم يضرب لها مثلاً لكانت الدنيا قد أيقظت النائم ونبهت الغافل، فكيف وقد جاء من الله عز وجل عنها زاجر وفيها واعظ؟ فما لها عند الله جل ثناؤه قدر وما نظر إليها منذ خلقها، ولقد عرضت على نبيك صلى الله عليه وسلم بمفاتيحها وخزائنها لا ينقصه ذلك عند الله جناح بعوضة فأبى أن يقبلها اذكره أن يخالف على الله أمره أو يحب ما أبغضه خالقه أو يرفع ما وضع مليكه...



احياء علوم الدين

__________________

justiceman2004
27/09/2006, 09:16 AM
جزاك الله خيراً أتحفت المنتدى والله بسيرة عطرة

بنت الشهباء
27/09/2006, 01:34 PM
(أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين حاسبوا أنفسهم لله عز وجل في الدنيا فوقفوا عند همومهم وأعمالهم، فإن كان الدين لله هموا بالله وإن كان عليهم أمسكوا، وإنما يثقل الحساب على الذين أهملوا الأمور، فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر فقالوا: (يَا وَيلَتَنَا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرةً إِلَّا أَحصَاها))0




(إذا غربت الشمس دارت في فلك السماء مما يلي دبر القبلة، حتى ترجع إلى المشرق الذي تطلع منه، وتجري في السماء من شرقها إلى غربها، ثم ترجع إلى الأفق مما يلي إلى دبر القبلة إلى شرقها، كذلك هي مسخرة في فلكها، وكذلك القمر).



الإمام الحكيم

الحسن البصري

بنت الشهباء
27/09/2006, 01:37 PM
مَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ أَحَدًا عَقْلًا إلَّا اسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْمًا مَا .


أَفْضَلُ الْجِهَادِ جِهَادُ الْهَوَى


مَا أَطَالَ عَبْدٌ الْأَمَلَ ، إلَّا أَسَاءَ الْعَمَلَ .


الدُّنْيَا كُلُّهَا غَمٌّ فَمَا كَانَ مِنْهَا مِنْ سُرُورٍ فَهُوَ رِيحٌ .


مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً إلَّا وَعَلَيْهِ فِيهَا تَبِعَةٌ إلَّا سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لَهُ : { هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }


نَهَارُك ضَيْفُك فَأَحْسِنْ إلَيْهِ فَإِنَّك إنْ أَحْسَنْت إلَيْهِ ارْتَحَلَ بِحَمْدِك ، وَإِنْ أَسَأْت إلَيْهِ ارْتَحَلَ بِذَمِّك ، وَكَذَلِكَ لَيْلُك


أَمْسُ أَجَلٌ ، وَالْيَوْمُ عَمَلٌ ، وَغَدًا أَمَلٌ .
الإمام الحكيم

الحسن البصري

بنت الشهباء
27/09/2006, 01:40 PM
حَقُّ الْوَالِدِ أَعْظَمُ ، وَبِرُّ الْوَالِدِ أَلْزَمُ


مَا أَنْصَفَك مَنْ كَلَّفَك إجْلَالِهِ وَمَنَعَك مَالِهِ .


كَتَبَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ إلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا :

يَا أَخِي ، مَنْ اسْتَغْنَى بِاَللَّهِ اكْتَفَى ، وَمَنْ انْقَطَعَ إلَى غَيْرِهِ تَعَنَّى ، وَمَنْ كَانَ مِنْ قَلِيلِ الدُّنْيَا لَا يَشْبَعُ ، لَمْ يُغْنِهِ مِنْهَا كَثْرَةُ مَا يَجْمَعُ ، فَعَلَيْك مِنْهَا بِالْكَفَافِ ، وَأَلْزَمْ نَفْسَك الْعَفَافِ ، وَإِيَّاكَ وَجَمْعَ الْفُضُولِ ، فَإِنَّ حِسَابَهُ يَطُولُ


الْغِيبَةُ فَاكِهَةُ النِّسَاءِ .


يَا مَنْ يَطْلُبُ مِنْ الدُّنْيَا مَا لَا يَلْحَقُهُ أَتَرْجُو أَنْ تَلْحَقَ مِنْ الْآخِرَةِ مَا لَا تَطْلُبُهُ


لَا تَحْمِلَنَّ عَلَى يَوْمِك هَمَّ غَدِك ، فَحَسْبُ كُلِّ يَوْمٍ هَمُّهُ .


لَا تَسْتَقِيمُ أَمَانَةُ رَجُلٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ ، وَلَا يَسْتَقِيمُ لِسَانُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ .


لَوْ كَانَ الرَّجُلُ يُصِيبُ وَلَا يُخْطِئُ وَيُحْمَدُ فِي كُلِّ مَا يَأْتِي دَاخَلَهُ الْعُجْبُ .
.
الإمام الحكيم

الحسن البصري

بنت الشهباء
27/09/2006, 01:55 PM
الْعِلْمُ فِي الصِّغَرِ ، كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ


إلَى جَنْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مُنَافِقٌ يُؤْذِيه


حَقِيقَةُ حُسْنِ الْخُلُقِ بَذْلُ الْمَعْرُوفِ ، وَكَفُّ الْأَذَى وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ


لِكُلِّ أُمَّةٍ صَنَمٌ يَعْبُدُونَهُ وَصَنَمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ


لَا تَسْتَقِيمُ أَمَانَةُ رَجُلٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ ، وَلَا يَسْتَقِيمُ لِسَانُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ .


يَا ابْنَ آدَمَ الْيَوْمُ ضَيْفُك ، وَالضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ يَحْمَدُك أَوْ يَذُمُّك ، وَكَذَلِكَ لَيْلَتُك .






الإمام الحكيم

الحسن البصري

بنت الشهباء
27/09/2006, 01:57 PM
جزاك الله خيراً أتحفت المنتدى والله بسيرة عطرة


أجل والله يا أخي بحق

سيرة عطرة مع حكيم الحكماء , وسيد الفقهاء , ورضيع بيت النبوة

الإمام الحسن البصري


لنذهب معا يا أخي على هذا الرابط

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=19


ونتعرّف على

حكيم الحكماء , وناصح الأمراء , والخلفاء !!...

بنت الشهباء
28/09/2006, 10:56 PM
كان الحسن ابناً لجارية أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فبعثت أم سلمة جاريتها في حاجتها فبكى الحسن بكاءً شديداً فرقت عليه أم سلمة رضي الله تعالى عنها، فأخذته فوضعته في حجرها فألقمته ثديها فدر عليه فشرب منه، فكان يقال: إن المبلغ الذي بلغه الحسن من الحكمة من ذلك اللبن الذي شربه من أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم


حلية الأولياء ج1ص272

بنت الشهباء
28/09/2006, 10:58 PM
وصف الجنة

وقد ذكر الحسن البصري رحمه الله جملتها فقال: إن رمانها مثل الدلاء، وإن أنهارها لمن ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من عسل مصفى لم يصفه الرجال وأنهار من خمر لذة للشاربين لا تسفه الأحلام ولا تصدع منها الرؤوس، وإن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ملوك ناعمون أبناء ثلاث وثلاثون في سن واحد طولهم ستون ذراعاً في السماء، كحل جرد مرد قد أمنوا العذاب واطمأنت بهم الدار، وإن أنهارها لتجري على رضراض من ياقوت وزبرجد، وإن عروقها ونخلها وكرمها اللؤلؤ وثمارها لا يعلم علمها إلا الله تعالى، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة سنة، وإن لهم فيها خيلاً وإبلاً هفافة رحالها وأزمتها وسروجها من ياقوت يتزاورون فيها وأزواجهم الحور العين كأنهن بيض مكنون، وإن المرأة لتأخذ بين إصبعيها سبعين حلة فتلبسها فيرى مخ ساقها من وراء تلك السبعين حلة، قد طهر الله الأخلاق من السوء والأجساد من الموت، لا يمتخطون فيها ولا يبولون ولا يتغوطون وإنما هو جشاء ورشح مسك، لهم رزقهم فيها بكرة وعشياً أما إنه ليس ليل يكدر الغدو على الرواح والرواح على الغدو، وإن آخر من يدخل الجنة وأدناهم منزلة ليمد له في بصره وملكه مسيرة مائة عام في قصور من الذهب والفضة وخيام اللؤلؤ ، ويفسح له في بصره حتى ينظر إلى أقصاه كما ينظر إلى أدناه يغدى عليهم بسبعين ألف صفحة من ذهب ويراح عليهم بمثلها، في كل صحفة لون ليس في الأخرى مثله، ويجد طعم آخره كما يجد طعم أوله، وإن في الجنة لياقوتة فيها سبعون ألف دار في كل دار سبعون ألف بيت ليس فيها صدع ولا ثقب. وقال مجاهد: إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن يسير في ملكه ألف سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه؛ وأرفعهم الذي ينظر إلى ربه بالغداة والعشي

عامرحريز
27/03/2007, 12:27 PM
خرج الحسن من عند ابن هبيرة يوماً فإذا هو بالقراء على الباب، فقال: ما يجلسكم هنا؟ تريدون الدخول، أتجالسونه مجالسة الأبرار؟ تفرقوا فرَّق الله بين أرواحكم وأجسادكم، قد فَرْطَحْتُم نعالكم، وشمرتم ثيابكم، فضحتم القراء فضحكم الله، والله لو زهدتم لرغبوا فيما عندكم من العلم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيكم. أبعد الله من أبعد، أبعد الله من أبعد، أبعد الله من أبعد. أهينوا الدنيا؛ فوالله لأهنأ ما تكونون إذا أهنتموها، ثم كان مما قال: السكين تُحدُّ، والكبش يُعْلف، والتنور يُسْجَر، ومن سمع سمّع الله به، وما أحد أعز الدرهم إلا أذله الله. تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار.

عامرحريز
27/03/2007, 06:40 PM
قال الإمام الحسن البصري رحمه الله

"إن الدنيا دار عمل من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها سعد بها نفعته صحبتها، ومن صحبها على الرغبة فيها والمحبة لها شقي بها وأسلمته إلى ما لا صبر له عليه ولا طاقة له به من عذاب الله، فأمرها صغير ومتاعها قليل، والفناء عليها مكتوب، والله تعالى ولي ميراثها، وأهلها محولون عنها إلى منازل ومنها يخرجون، فاحذروا ذلك الموطن وأكثروا ذلك المنفلت، واقطع يا ابن ءادم من الدنيا أكثر همك، ولا تميل إلى الدنيا فترديك منازل سوء مفضية بأهلها إلى ندامة طويلة وعذاب شديد، فلا تكونن يا ابن ءادم مغترا، ولا تأمن ما لم يأتك الأمن منه فإن الهول الأعظم ومفظعات الأمور أمامك لم تخلص منها حتى الآن، ولا بد من ذلك المسلك وحضور تلك الأمور إما يعافيك من شرها وينجيك من أهوالها، وإما الهلكة وهي منازل مخوفة محذورة مفزعة للقلوب، فلذلك فاعدد ومن شرها فاهرب، ولا يلهينك المتاع القليل الفاني، ولا تربص بنفسك فهي سريعة الانتقام من عمرك فبادر أجلك، ولا تقل غدا غدا فإنك لا تدري متى إلى الله تصير فان الحجة لله بالغة، والعذر بارز، وكل مواف الله عمله، ثم يكون القضاء من الله في عباده على أحد أمرين: فمقضي له رحمته وثوابه فيا لها نعمة وكرامة، ومقضي سخطه وعقوبته فيا لها من حسرة وندامة، ولكن حق على من جاءه البيان من الله بأن هذا أمره هو واقع أن يصغر في عينيه ما هو عند الله صغير، وأن يعظم في نفسه ما هو عند الله عظيم"

عامرحريز
27/03/2007, 06:42 PM
كتب الحسن البصري إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمهما الله:

اعلم أنّ التفكر يدعو إلى الخير والعمل به، والندم على الشر يدعو إلى تركه، وليس ما يفنى وإن كان كثيرا يعدل ما يبقى وإن كان طلبه عزيزا، فاحذر هذه الدار الصارعة الخادعة الخاتلة التي قد تزينت بخدعها وغرت بغرورها وقتلت أهلها بأملها وتشوفت لخطابها فأصبحت كالعروس المجلوة، العيون إليها ناظرة، والنفوس لها عاشقة، والقلوب إليها والهة ولألبابها دامغة وهي لأزواجها كلهم قاتلة، فلا الباقي بالماضي مُعتبر، ولا الآخر بما رأى من الأول مُزدجر، ولا اللبيب بكثرة التجارب منتفع.



فاحذرها الحذر كله فإنها مثل الحية لين ملمسها وسمها يقتل، فاعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها، وضع عنك همومها لما عانيت من فجائعها، وأيقنت به من فراقها، وشدد ما اشتد منها الرخاء ما يصيبك، وكن ما تكون فيها احذر ما تكون لها فإن صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرور له، أشخصته عنها بمكروه، وكلما ظفر بشيء منها وثنى رجلا عليه انقلبت به، فالسار فيها غار، والنافع فيها غدا خار، وصل الرخاء فيها بالبلاء، وجعل البقاء فيها إلى فناء، سرورها مشوب بالحزن، وءاخر الحياة فيها الضعف والوهن، فانظر اليها نظر الزاهد المفارق ولا تنظر نظر العاشق الوامق، واعلم أنها تزيل الثاوي الساكن وتفجع الغرور الآمن، لا يرجع ما تولى منها فأدبر ولا يدري ما هو ءات فيها ينتظر

بنت الشهباء
09/04/2007, 12:56 PM
فما ظنكم بيوم قاموا فيه على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة ولم يشربوا شربة حتى انقطعت أعناقهم عطشاً واحترقت أجوافهم جوعاً ثم انصرف بهم إلى النار فسقوا من عين آنية أي متناهية في الحرارة أوقدت عليها جهنم منذ خلقها

يا ابن آدم أي شيء يعز عليك من دينك إذا هانت عليك صلاتك وأنت أول ما تسأل عنها يوم القيامة

إن رجلاً حزن على ولد له وشكا ذلك إليه فقال الحسن :
كان ابنك يغيب عنك؟ قال: نعم كان غيبته أكثر من حضوره قال فاتركه غائباً فإنه لم يغب عنك غيبة إلا لك فيها أجر أعظم من هذه فقال: يا أبا سعيد هونت علي وجدي على ابني.