المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الأحاديث المنقولة حبر مقدس؟!



عامر العظم
09/04/2008, 01:53 AM
أسئلة خطيرة!

هل هذه الأحاديث صحيحة؟
هل الأحاديث المنقولة حبر مقدس؟!
ما قول الدكتور منذر أبوهواش والأستاذ جيفارا التميمي والأستاذ وليد الرؤساء والأستاذ معين الكلدي والأستاذ طه خضر؟ بل وأتوجّه بالسؤال إلى كل من لديه العلم حتى يفيد الأمة ولا يبخل علينا بعلمه؟ فالناس في أحيان كثيرة في متاهة من أمرها.

أعرف أن الدخول في هذه الزوايا حساس وخطير خاصة أن لدى السنة والشيعة مئات المراجع التي يرجعون إليها في أحاديثهم وكتاباتهم أكثر من القرآن للأسف الشديد... لكن لا نستطيع أن نهرب إلى الأمام بتجاهل الموضوع، ومن حقنا على علمائنا أن لا يضعونا في متاهات تخصصية، لذا أقول: يا أهل الفكر والذكر أفتونا في أمرنا!

شخصيا، قمت بعد الاطلاع على مداخلة الشيخ الهادي حول الأحاديث المنقولة (والمتناقضة) عن السيدة عائشة بشأن لعن النبي صلى الله عليه وسلم على الرابط أدناه:
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=27688
بالبحث في موقع "موسوعة الحديث الشريف" (http://hadith.al-islam.com ) و"الشبكة الإسلامية" (www.islamweb.net ) وبرغم إيماني أن الأحاديث ليس حبرا مقدسا وإلا لما قام كثيرون ومنهم الألباني جزاه الله كل خير عنا وعن المسلمين (http://www.alalbany.net/ ) بمراجعتها في عصرنا هذا...فقد تبين لي صدق ما يقوله الشيخ الهادي...وتفاجأت حقا ...
أثناء بحثي قبل يومين تعرفت على موقع أهل القرآن أو القرآنيين (www.ahl-alquran.com) واطلعت عليه سريعا وهم يتابعون واتا الآن!

سأل عباس النوري أمس عن مدى إمكانية تنقيح كتب الشيعة والسنة على الرابط التالي:
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=27782 وعلى ضوء ما قرأت وبحثت وأفكر، طرحت للتو سؤالين أعلاه:

1. هل نحتاج إلى تنقيح كتب الشيعة والسنة أم إلى تنقيح العقل العربي؟!"
2. ألا يحتاج الفكر الإسلامي إلى تجديد الآن؟!
ويمكنكم إكمال النقاش هناك..

الآن..
هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعانا؟ وهو الذي وصفه الله تعالى: "وإنك لعلى خلق عظيم"
هل الأحاديث التي أوردها الشيخ الهادي صحيحة؟ هل صحتها طبقاً للمعايير العلمية في التحقيق؟
إذا كانت ضعيفة لماذا يتم تداولها بين العامة؟
وإذا كانت صحيحة، ما تفسيركم لها؟
وإذا قلتم الآن أنها ليست صحيحة (مدسوسة)، فكيف لي كمسلم أن أعتبر البخاري مرجعا الأحاديث النبوية لي بعد الآن؟
وعلى ضوء ذلك، لماذا على المسلم، شيعيا أو سنيا، أن يعتد بالأحاديث المنقولة أو يعتبرها حبرا مقدسا؟
لماذا نلوم مثلا دعوات أو حركات مثل "القرآنيين" لاعتبار القرآن هو المصدر الوحيد للإسلام؟
لماذا علي كمسلم أن أظل حائرا وتائها بين عشرات المراجع والمرجعيات؟! لماذا لا أشرب الماء من النبع؟!

سأكتفي بهذا القدر من الأسئلة الآن وأقف على مسافة متساوية من الجميع!

أمل خيري
09/04/2008, 11:25 AM
لي عدة ملاحظات:
1- في البدء :
القرآنيون أو من يسمون أنفسهم أهل القرآن
يناقضون أنفسهم بأنفسهم
يقولون لا نأخذ إلا بالقرآن
فأي قرآن يأخذون؟
هل على أسلوب اليهود الذي وصفه الفرآن في قوله تعالى "قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس، تجعلونه قراطيس تبدونها، وتخفون كثيرا"
أو على أسلوب "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض "

2- من يدعي أنه لا يأخذ سوى بالقرآن فليأخذ به كله

أليست هذه الآيات في القرآن؟
"وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"
"وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"

وما الذي أتانا به الرسول؟
أليس سنته

فما تعريف السنة النبوية؟
هي كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير

3- ولكننا يجب أن نميز بين السنة التشريعية والسنة غير التشريعية:
فهناك ما صدر عن النبي باعتباره مشرعا يوحى اليه
وهناك ما صدر عنه بمقتضى الجبلة البشرية
وهذه الأخيرة ليست ملزمة للمسلمين

4- كثرت الأحاديث الموضوعة عبر التاريخ لأسباب عديدة منهاالخلاف الديني بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى ومنها الخلافات السياسية التي ظهرت بعد مقتل عثمان وانقسام المسلمين إلى شيعة وسنة وخوارج ولم يتحرج أي طرف في وضع أحاديث تؤيد اتجاهاته مع تفشي الشعوبية والقبلية وكانت الطامة الكبرى في ترخص الناس في وضع أحاديث الترغيب والترهيب والتي انتشرت بين العامة أكثر من الأحاديث الصحيحة التشريعية

5- القول بإعادة قراءة السنة لا يعني حذف الأحاديث النبوية أو التشكيك في صحتها وثبوتها بل ما يجب أن يعيه المسلمون أن تفسير الأحاديث يجب ان يتم في ضوء نظرية السياق
بمعنى ما هي الظروف التي أحاطت بالموقف الذي صدر فيه الحديث وهل تنطبق على الظروف الراهنة ؟
ليس معنى هذه ألا نأخذ بالأحاديث التي لا توافق هوانا أو لا توافق عصرنا الحاضر
بل على العكس أن ننقي عقولنا وثقافتنا من الموروثات الخاطئة التي ألصقناها بالدين وهو منها براء
أو طوعنا الآيات والأحاديث لتبريرها .

أمل خيري
09/04/2008, 11:39 AM
استكمال المشهد:

ما أهمية السنة؟

فلنفرض جدلا أن ما يقوله القرآنيون صحيح

ولديكم كتاب الله يأمركم بالصلاة
فكيف ستصلون؟
وكم مرة في اليوم؟
وما عدد الركعات في كل فرض؟

أجيبوا إذن من القرآن فقط إن استطعتم!!!
أليست الصلاة أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة؟

فكيف يصلي؟
بدون أن يقرأ السنة ويلتزم بها؟

عن أبي نضرة قال : " كنا عند عمران بن حصين رضي الله عنه فجعل يُحدثنا فقال رجل : حدثنا عن كتاب الله . فغضب عمران وقال : أنك أحمق ذكر الله الزكاة في كتابه فأين في مائتين خمس دراهم ؟! وذكر الله الصلاة في كتابه فأين الظهر والعصر أربعاً ؟! - حتى أتى على الصلوات – ذكر الله الطواف في كتابه فأين بالبيت سبعاً وبالصفا والمروة سبعاً ؟! إنما يُحكم ما هناك وتُفسره السنة " .


قال المزني : " كنا يوماً عند الشافعي اذ جاء شيخ عليه ثياب صوف وفي يده عكازة فقام الشافعي وسوى عليه ثيابه وسلم الشيخ وجلس واخذ الشافعي ينظر إلى الشيخ هيبة له إذ قال الشيخ : أسأل قال : سل ، قال : ما الحجة في دين الله ؟ قال : كتاب الله ، قال : وماذا ؟ قال : سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وماذا ؟ قال : اتفاق الامة قال : من اين قلت اتفاق الامة ؟ فتدبر الشافعي ساعة فقال : الشيخ قد اجلتك ثلاثا فإن جئت بحجة من كتاب الله والا تب الى الله تعالى ، فتغير لون الشافعي ثم انه ذهب فلم يخرج إلى اليوم الثالث بين الظهر والعصر وقد انتفخ وجهه ويداه ورجلاه وهو مسقام فجلس فلم يكن بأسرع من ان جاء الشيخ فسلم وجلس فقال : حاجتي ، فقال الشافعي : نعم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ( قال : فلا يصليه على خلاف المؤمنين إلا وهو فرض فقال : صدقت وقام فذهب فقال الشافعي : قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات حتى وقفت عليه ".

عباس النوري
10/04/2008, 10:39 AM
الأستاذ عامر العظم المحترم

أنا واثق أن السؤال الذي طرحته (هل يمكن تنقيح كتب السنة والشيعة ) له أثر كبير في ذوات المتنورين، لكن ليس لدى الجميع الجرئة في التصدي لهذا الموضوع.
أما بخصوص الصحاح فكثيرٌ ما ورد من أحاديث قد تكون صحيحة...وفيها ما هو مدسوس لأغراض لها علاقة بالحاكم...وهناك قاعدة تقول: يجب عرض الحديث على الكتاب فأن قبله وإلا فلا تقبلوه...والكذب على الرسول (ص) هو كذب على الله.

التقنين مأخوذ فيه بخصوص القانون الدولي والمحلي...وله عهد طويل...أسمح لي بهذ المشاركة!
الأسألة التي طرحتها في الاستفتاء ...أتمنى أن تبقى لفترة أطول ونحث المثقفين للتجاوب لبيان رأيهم...وأن المختصين يطورون الأسألة لكي تعطي نتائج مرضية عسى أن يتحرك عقول وضمائر الكثيرين من أجل مجتمع أفضل لا يقتل بعضهم بعضاً بسبب كلمات سطرها بشر لغايات في أنفسهم.

مصادر التشريع في الإسلام

عند السنة: المصادر المتفق عليها بين جمهور الأمة – القرآن والسنة.
مصادر التشريع المختلف عليه:
- الإجماع - القياس في التشريع الإسلامي - الاستحسان
- العرف - الاستصحاب - المصلحة المرسلة
- سد الذرائع - شرع من قبلنا - أقوال الصحابة
وذلك بشروطها وضوابطها المعروفة عند أهل العلم، ولا سيما إذا كان في الأخذ بها مصلحة الأمة.

مصادر التشريع عند الشيعة:
- القرآن
- السنة: وهي قول النبي وفعله وتقريره
- العقل: وهو الدليل العقلي القطعي وكل ما يثبت بالقرآن أو سنة فهو ثابت بالدليل العقلي.
- الإجماع : وهو وسيلة إثبات باتفاق آراء الفقهاء في مسألة شرعية وهو كاشف عن الدليل الشرعي وهو دليل على الحكم الشرعي، وليس الإجماع كاشفاً عن الحكم الشرعي مباشرة ويجب أن يستند إلى رأي النبي والأئمة.

تقنين التشريع:

وما يعادله من مفهوم هو: التعديل، التطوير، التحوير نحو الأفضل لمقتضيات ضرورية أو لمصلحة عامة…
وعل سبيل المثال: أنه:
- اتجاه ينظر في المدونات القانونية السائدة وتنقيتها من المخالفات الشرعية أو التشريعية أو التي لا تلائم والظروف الآنية.
- اتجاه يحاول الانتقال من أن الشريعة هي المصدر الرئيسي لصياغة قانون كامل وشامل (الدستور) المبني على الشريعة الإسلامية فقط لنموذج مزدوج.
- أو أنه تحول كامل يأخذ مشتركات عالمية في التشريع من أجل صياغة دستور دون الأخذ بالشريعة الإسلامية.
وقد يقف في طريق التقنين معوقات كثيرة، وتكون الحاجة ضرورية لمواقف سياسية حازمة. وتوافق كامل بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية. والحاجة لعدد كبير من فقهاء القانون والشريعة قد يجعل الأمر صعباً ويأخذ فترة طويلة. لكي تصاغ القوانين ومتطلبات التطورات والحالة الاجتماعية وحاجاتها. وقد يكون التقنين فرض من المجتمع الدولي على مناهج معينة لضمان السلم والسلام العالمي.

المخلص
عباس النوري

الشيخ مصطفى الهادي
11/04/2008, 12:49 AM
أسئلة خطيرة!

هل هذه الأحاديث صحيحة؟
هل الأحاديث المنقولة حبر مقدس؟!
ما قول الدكتور منذر أبوهواش والأستاذ جيفارا التميمي والأستاذ وليد الرؤساء والأستاذ معين الكلدي والأستاذ طه خضر؟ بل وأتوجّه بالسؤال إلى كل من لديه العلم حتى يفيد الأمة ولا يبخل علينا بعلمه؟ فالناس في أحيان كثيرة في متاهة من أمرها.

أعرف أن الدخول في هذه الزوايا حساس وخطير خاصة أن لدى السنة والشيعة مئات المراجع التي يرجعون إليها في أحاديثهم وكتاباتهم أكثر من القرآن للأسف الشديد... لكن لا نستطيع أن نهرب إلى الأمام بتجاهل الموضوع، ومن حقنا على علمائنا أن لا يضعونا في متاهات تخصصية، لذا أقول: يا أهل الفكر والذكر أفتونا في أمرنا!

شخصيا، قمت بعد الاطلاع على مداخلة الشيخ الهادي حول الأحاديث المنقولة (والمتناقضة) عن السيدة عائشة بشأن لعن النبي صلى الله عليه وسلم على الرابط أدناه:
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=27688
بالبحث في موقع "موسوعة الحديث الشريف" (http://hadith.al-islam.com ) و"الشبكة الإسلامية" (www.islamweb.net ) وبرغم إيماني أن الأحاديث ليس حبرا مقدسا وإلا لما قام كثيرون ومنهم الألباني جزاه الله كل خير عنا وعن المسلمين (http://www.alalbany.net/ ) بمراجعتها في عصرنا هذا...فقد تبين لي صدق ما يقوله الشيخ الهادي...وتفاجأت حقا ...
أثناء بحثي قبل يومين تعرفت على موقع أهل القرآن أو القرآنيين (www.ahl-alquran.com) واطلعت عليه سريعا وهم يتابعون واتا الآن!

سأل عباس النوري أمس عن مدى إمكانية تنقيح كتب الشيعة والسنة على الرابط التالي:
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=27782 وعلى ضوء ما قرأت وبحثت وأفكر، طرحت للتو سؤالين أعلاه:

1. هل نحتاج إلى تنقيح كتب الشيعة والسنة أم إلى تنقيح العقل العربي؟!"
2. ألا يحتاج الفكر الإسلامي إلى تجديد الآن؟!
ويمكنكم إكمال النقاش هناك..

الآن..
هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعانا؟ وهو الذي وصفه الله تعالى: "وإنك لعلى خلق عظيم"
هل الأحاديث التي أوردها الشيخ الهادي صحيحة؟ هل صحتها طبقاً للمعايير العلمية في التحقيق؟
إذا كانت ضعيفة لماذا يتم تداولها بين العامة؟
وإذا كانت صحيحة، ما تفسيركم لها؟
وإذا قلتم الآن أنها ليست صحيحة (مدسوسة)، فكيف لي كمسلم أن أعتبر البخاري مرجعا الأحاديث النبوية لي بعد الآن؟
وعلى ضوء ذلك، لماذا على المسلم، شيعيا أو سنيا، أن يعتد بالأحاديث المنقولة أو يعتبرها حبرا مقدسا؟
لماذا نلوم مثلا دعوات أو حركات مثل "القرآنيين" لاعتبار القرآن هو المصدر الوحيد للإسلام؟
لماذا علي كمسلم أن أظل حائرا وتائها بين عشرات المراجع والمرجعيات؟! لماذا لا أشرب الماء من النبع؟!

سأكتفي بهذا القدر من الأسئلة الآن وأقف على مسافة متساوية من الجميع!

لا تعجب عزيزي الاستاذ عامر العظم .
لأول مرة يجمتع راي الشيعة والسنة على مسألة واحدة وهي الرواية التالية التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
لقد كثرت الكذابة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ وهو بعد حي يرزق ـ حتى اضطر ان يجمع اصحابة ويحذرهم قائلا : لقد كثرت الكذابة علي فمن كذب علي متعمدا اكبه الله على منخريه يوم القيامة .
أو في رواية اخرى ، قال : من كذب علي متعمّداً - أو قال علي ما لم أقله - فليتبوّأ مقعده من النار.
أما المصادر التي ذكرت ذلك فهي
من كتب الشيعة :
لفقيه: 364،4 ح‏5762 و569،3 ح‏4942، وسائل الشيعة طبعة آل البيت: 249،12، 207،27، ومستدرك الوسائل: 93ص;92ص;91،9، 340ص;288،17. والمحاسن: 118، علل الشرايع: 223، عيون أخبار الرضا: 198،2، ثواب الأعمال: 268، إكمال الدين: 60، كشف الغمّة: 211،1 و395 و460، إعلام الورى: 189، كنز الفوائد للكراجكي: 152،2 ومكارم الأخلاق: 440.

واما مصادر اهل السنة :
فراجع : صحيح البخاري: 207،4ص;102،2ص;38،1، 54،8 وموسوعة أطراف الحديث: 523،8. ذُكر فيه أكثر من ثلاثمائة مصدر لهذا الحديث .
والله لا يسعدنا ذلك وهو مما يدمي القلب ولكن على عقول الامة ان تستجيب للمبادرة ، كما فعل استاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة جامعة دمشق الدكتور مصطفى ديب البغا حيث قدم لنا مختصر صحيح البخاري المشهور بالتجريد الصريح ، الذي جرده من الاحاديث المتكررة والحواشي وهو الان يباع في الاسواق . وقد اشتريت منه نسخة عندي في مكتبتي وهي الطبعة الخامسة سنة 1994 طبع مطبعة اليمامة وقد اقبل الناس عليه اقبالا منقطع النظير نظرا لجودته وسهولة الوصول إلى الاحاديث فيه .
نحن بحاجة للشجاعة فقط فهي مفتاح التغيير واساس التنوير .
وانا أسال لماذا علماء الجرح والتعديل ولماذا علماء الحديث يصححون ويمسحون ويحرقون من الاحاديث قد تبلغ بالملايين كما في الرواية التالية .
قال ابن معين الرجالي المعروف: كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور وأكلنا خبزاً نضيجاً.
ويعترف ابن العذاقري بدسه أربعين ألف حديث وزعها على لسان الصحابة الكرام .
أما صحيح البخاري فإنه يشتمل على نحو سبعة آلاف حديث منها نحو ثلاثة آلاف مكررة قالوا إنه اختارها وصحت عنده من ستمائة ألف حديث يعني اكثر من نصف مليون حديث ، كانت متداولة في عصره. فقد كتب البخاري على غلاف صحيحه ما يلي : خرّجت كتاب الصحيح من زهاء ستمائة ألف حديث لست عشرة سنة وعدد أحاديث صحيحه 7275 بإسقاط المكرر وهو أربعة آلاف.
وقد روى ابن عرفة، المعروف بنفطويه ـ وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم ـ في تاريخه قال: إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية، تقرباً إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم.

وأنا هنا يا عزيزي عامر العظم ايدك الله انقل اليك جواب الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام عندما سألوه عن علة اختلاف الحديث وتضاربه فيما بينه حتى يبدو انه يكذب بعضه بعضا مع أن الله واحد والنبي واحد فقال عليه السلام : (([ان في أيدي الناس حقاً وباطلاً، وصدقاً وكذباً، وناسخاً ومنسوخاً، وعاماً وخاصاً، ومحكماً ومتشابهاً، وحفظاً ووهماً. ولقد كُذِّبَ على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على عهده، حتى قام خطيباً، فقال: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.
وإنما أتاك بالحديث أربعة رجال، ليس لهم خامس: رجل منافق مظهر للإيمان متصنع بالإسلام، لا يتأثم ولا يتحرج، يكذب على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) متعمداً. فلو علم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوا منه، ولم يصدقوا قوله. ولكنهم قالوا: صاحب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، رأى، وسمع منه، ولقف عنه، فيأخذون بقوله. وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك، ووصفهم بما وصفهم به لك. ثم بقوا بعده (عليه وآله السلام)، فتقربوا إلى أئمة الضلالة، والدعاة إلى النار بالزور والبهتان، فولوهم الأعمال، وجعلوهم حكاماً على رقاب الناس، فأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك والدنيا، إلا من عصم الله.
تحية اسلامية .

الشاعر احسان العسكري
11/04/2008, 01:12 AM
السلام عليكم
استاذي الكريم
في الحقيقة اجدك في كل يوم تطرح موضوعا (طالما كنا بحاجة الى طرحه)
هذا الامر طالما عانيت منه انا شخصيا حيث زُج بي في احدى وحدات الجيش العراقي السابق (خدمة الزامية) وهي خدمة يقضيها الموظف والشاب العراقي تكون مدتها حسب دراسته او شهادته ... المهم انا قضيت 1.5 سنة في الجيش ومن مصادفات القدر ان أوضع في مكان فرضته علي مهنتي المدنية (التمريض) وكان معي رجل متطوع في الجيش وهو عضو بارز في حزب البعث آن ذاك 1995(من باب الطرفة واطلاعكم على مدى جهل البعض في الحديث) المهم وضعت معه وكان عمري 22سنة وكعادتهم ..العراقيون سنة وشيعة يستذكرون ويحيون يوم عاشوراء الجميع بدون استثناء وذات يوم وفي يوم العاشر من شهر محرم الحرام كلف قائد الجيش المسؤول عن وحدتنا كلف هذا الشخص بإلقاء محاضرة عن قضية كربلاء وكيف قُتل الحسين بن علي (ع) جلس هذا الرجل على كرسي حديد وقال السلام عليكم ... كلكم تعرفون هذا اليوم ...هذا اليوم هو يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قتل فيه سيدنا يزيد رض سيدنا الحسين (رض) هذا كلامه .... واستمر على هذه الشاكلة لمدة ساعتين نحن نتلضى فيهما من العطش وحر الصيف وعندما فرغ من حديثه عدنا انا وهو الى غرفتنا لنرتاح قلت له ((رفيقي الكريم - هكذا نخاطب البعثيون- كيف يمكن ان يكون القاتل والمقتول على حق ؟ واذا قلت ان يزيدا على حق فاثبت لي ما يبطل خروج الحسين عليه !! اجابني بسرعة لم اتوقعها : الم تقرأ حديث الرسول (ص) رحمة الامة في اختلاف الائمة؟ قلت نعم قال فاصمت اذا قلت رفيقي هؤلاء الجنود من السنة والشيعة وهم جميعا لم يصدقوا او يؤمنوا بما قلت فقال لي الم تقرأ حديث رسول الله (ص) الذي يقول فيه اختلاف امتي رحمة فقلت لم اسمع بهكذا حديث وحاشاه ان ينطق بمثل هذا فهو ص لا ينطق عن الهوى واذا اختلفت الامم تصارعت فكيف تكون الرحمة نتيجة للصراع ؟ قال انت تريد ان تتعبني .. اتريدني ان اصدقك واكذب الكتب ؟
استاذي الفاضل انا أقول :-
اين القدسية في مثل هذه الامور الهدامة التي اقل ما ينتج عنها سيل الدماء والصراع الطائفي ؟ وبمعنى آخر هل صحيح ان البعض من المسلمين يأخذون من الحديث ما يرونه مفيدا لهم ويلقون بالآخر ؟ وإن كان كذلك فهل في هذا الامر عصيان لله جل وعلا - ليس من وجهة نظر دينية بحتة-
انظر الى حالنا في العراق سيدي الكريم كيف يتعامل معنا من يسمون انفسهم بالمجاهدين وكل ادلتهم هو حديث غير صحيح مروي عن رسول الله (ص)
بارك الله فيك واشكرك لقراءتك ردي المتواضع هذا واعتذر للإطالة
دمت بود

الشيخ مصطفى الهادي
11/04/2008, 07:20 PM
من المعلوم أن احد اهم اسباب تخلف الامم وضعفها هو وجود علماء او احكام او قياديين يخذلون شعوبهم ويزرعون فيهم روح التخاذل والكسل والاتكالية . وسلاحهم في الغالب الاعم هو الدين حيث يقف وراءهم مجموعة من علماء ورجال دين عملهم هو تبرير سياسة الحاكم الظالم ، وسلاح هؤلاء العلماء او ما يصطلح عليهم ـ وعاظ السلاطين ـ هو الآثار والمدونات التي وردت في كتبهم الدينية والتي اغلبها ولربما بعضها محرف وضعته ايدي لها مصالح خاصة .
فإذا اردنا ازاحة الحاكم الظالم او تحرير الشعوب من غفلتها علينا اولا ان نزيح من امامهم تلك المحبطات من احاديث وتفاسير ووقائع والتي تبرر للحكام افعالهم وتجيز لهم استخدام اقذر الوسائل من اجل الوصول إلى غاياتهم ومنها ضرب الرعية وابتزازها لاموالها وتصفية ثرواتها تلك .
أنا لست بصدد تعداد كل ما ورد من ذلك او تحقيقه لان ذلك يتطلب جهدا جمعيا لا استطيع انا أو غيري بامكانات متواضعة ان نحققه ولكن ، لربما إيراد بعض الامثلة قد يشير إلى مواطن الخلل ومن ثم السعي لاصلاح ذلك ولو عبر فترة زمنية طويلة .
الاستاذ عامر العظم طلب في مكان آخر أن يكتب كل عضو في واتا الامثال التي تشجع على النفاق .
وقد فعلنا .
انا هنا سوف اورد احاديثا خطيرة جدا هي التي سلطت الحاكم الظالم علينا وجعلته مطلق اليد واحاطته بهالة من القدسية الزائفة وجعلت منه وليا للأمر لا يمكن الخروج عن طاعته . وانا لربما سوف اتعرض لما اتعرضت له في السابق وسوف ـ لربما أيضا ـ اتهم بشتى الاتهامات ولكن يشهد الله لم يكن هدفي هدف سوء ابدا ، بل هدفي هو لربما المساعدة على تحريك عملية تنقية تراثنا مما علق به من مدسوسات وما اكثرها .
مثلا ورد في الحديث الشريف
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال : قال رسول الله : يكون بعدي أئمة ، لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. قلت : كيف أصنع إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك. رواه مسلم .
سبحان الله وهل يأمرنارسوله الكريم بأن نسمع ونطع الشياطين ! وإن اعتدوا علينا بالضرب واخذوا مالنا وهتكوا عرضنا .
اين حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره .....
أين قوله ص : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ... !!؟؟

لابل والبعض يرى ان طاعة مثل هؤلاء الحكام من طاعة الله تعالى فريضة شأنها شان الصلاة والصيام والحج والزكاة !!

قال الإمام الطحاوي في " العقيدة الطحاوية : ( ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أُمورنا ، وإن جاروا ، ولا ندعوا عليهم ، ولا ننزع يداً من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضةً ، ما لم يأمروا بمعصيةٍ ، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة )
سبحان الله واين قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : أن طاعة الحاكم الجائر من طاعة الله سبحانة وتعالى وأين قال تعالى ـ وهذا كتابة بين ايدينا ـ أن طاعة هؤلاء فريضة مثل الصلاة والصيام اليست هذه فرائض الاسلام ؟
فإذا كنا نحن العباد الضعفاء نلعن سلاطين الجور ومن سلطهم علينا ، كيف يأمرنا الرسول ص بطاعتهم .
وانا اسال عقول واتا : هل ترون طاعة السلطان الجائر في هذا الزمان حتى وان ضربكم وصادر اموالكم وبدد ثروات ارضكم وشردكم في ارض الله ؟؟. فإذا كانت عقولنا لا تقبل بذلك فكيف يقبل عقل محمد صلى الله عليه وآله وسلم بذلك ؟أليس هذا ذلا وخنوعا .
وروى البخاري في صحيحه عن زيد بن وهب قال]سمعت عبد الله قال: قال لنا رسول الله : إنكم سترون بعدي أثرة وأموراً تنكرونها قالوا: ما تأمرنا يا رسول الله قال: أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم قال رسول الله من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه ، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية . رواه البخاري ومسلم .

ثم هناك مصائب لا يحتملها العقل وفيها مخالفة صريحة للقرآن الكريم ومنها :
على حد زعمهم أن الرسول ص قال : ـ كما في شرح العقيدة الطحاوية : قال صلى الله عليه وسلم صلوا خلف كل بر وفاجر
رواه مكحول عن ابي هريرة رضي الله عنه وأخرجه الدارقطني وقد احتج بمكحول : مسلم في صحيحه وخرج له الدارقطني أيضا وابو داود عن مكحول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله الصلاة واجبة عليكم مع كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل بالكبائر والجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر
أليس من الكبائرأزهاق الارواح و قتل النفس المحرمة التي حرم الله تعالى ؟؟!! كيف نطيعهُ وان عمل الكبائر ؟؟!!
وفي صحيح البخاري أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان يصلي خلف الحجاج بن يوسف الثقفي وكذا أنس بن مالك وكان الحجاج فاسقا ظالما .
كتاب شرح العقيدة الطحاوية، الجزء 1، صفحة 421.
صدقني كانوا يصلون خلفه ـ تقية ـ خوفا من بطشه وجرأته على سفك الدماء حتى ضرب المثل بسيفه فقيل اهيب من سيف الحجاج وإلا كيف يصلي ابن عمر ونسبة هائلة من روايات الصحاح وردت عن طريقه إن لم يكن تقية فماذا يكون / هل عبد الله بن عمر بن الخطاب جاهل بما قاله تعالى في كتابه ؟ ألم يسمع قوله تعالى : وأما الذين فسقوا فمأواهم النار / السجدة 20 / وقوله تعالى : افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون / لا بل جعل تعالى الفسق والنفاق رتبة واحدة فقال تعالى : إن المنافقين هم الفاسقون / 67 التوبة ولكن الحجاج ( استخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين / 32القصص .
سأقف عند هذا الحد ولكني قبل ان اختم اسال اخواني هذا السؤال ولربما سيكون هو المفتاح لعملية غربلة وتنقية كتب الحديث مما علق بها من مدسوسات اصابت الامة بالضعف والهزال .
السؤال هو :
هل صحيح ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : صلوا خلف كل بر وفاجر ؟؟؟؟؟
إذا كان كذلك . إذن فما معنى قوله تعالى :
إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم ...
تحية اسلامية