المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصتان قصيرتان جدا



مصطفى لغتيري
03/12/2006, 04:31 PM
تفوكت
في بلاد الأمازيغ ،كان تلميذ يجلس في الصف الأمامي ،يتتبع باهتمام محاولات المدرس تعليم التلاميذ اللسان العربي.
فجأة التفت المدرس ،فلمح الشمس بازغة تطل من من النافذة.
نبه التلاميذ إلى وجودها ،ثم سألهم "ماهذه" .. رفع تلميذ أصبعه ،فأجاب "تفوكت" ..غضب المدرس ،فعقب قائلا " إنها الشمس" ..ثم طلب من التلاميذ أن برددوا وراءه لفظة "الشمس" مرات عدة..
تعلم التلاميذ اللفظة ،فعاد المدرس إلى درسه..حين انتهى منه ،قصد التلميذ الجالس في الصف الأمامي ..سحبه من يده ..أوقفه أمام الباب..أشار بأصبعه نحو الشمس ،ثم سأله.."ماهذه؟"
دون تردد أجاب الطفل "في المدرسة اسمها الشمس ، وفي البيت اسمها "تفوكت".

وحدة

وحيدا ظل العصفور في القفص..كئيبا لا يسمع له صوت ..فكر الرجل ،فاشترى له عصفورة تؤنسه..
حين حلت الضيفة الجديدة ،أصبح العصفور نشيطا،لا يتوقف عن الحركة ،وامتلأ البيت بوصوصاته المسترسلة ..
صباحا تأمل الرجل العصفورين ،فرأى منظرا بديعا ،أدهشه..
لحظتها فقط ، أحس بأنه وحيد بشكل فظيع .

عبد الله علي
04/12/2006, 11:34 AM
أخي العزيز مصطفى،

رسالتين أقوى من بعضهما البعض، ما شاء الله. أتطلع إلى المزيد.

تحياتي

مصطفى لغتيري
04/12/2006, 02:44 PM
أخي عبد الله علي.
شكرا على مرورك الطيبة..مع احترامي وتقديري.
تحياتي القلبية.

الشربينى خطاب
04/12/2006, 04:00 PM
الأستاذ الفاضل / مصطفي
النص الأول " توفكت " يطرح علينا بطريق غير مباشر ، انفصال دور المدرسة في تعليم الصغار عن دور البيت ن فما يتعب فيه المدرس من شرح وتلقين وتفهيم يظل أثرة طالما التليميذ بالمدرسة وعندما يعود إلي أهلة تعود إليه ذاكرته التي تحتوي علي المعلومات والمفاهيم المترسخة في البيت زما املاه ابواه فيها من صنوف المعلرفة وربما تكون عسك مما تعلَّم

النص الثاني " وحدة "يلفت نظرنا إلي أمور لا نلتفت إليه أو نُلقي لها بالاً ثم نكتشفها بإيحائة من كائن أو طائر أو حيوان فيحيطونا بها علما ً ، والنص يخرج من الذاكرة الغراب العلم ، الذي علم قابيل دفن أخيه
دمت مبدعاً تحياتي
فنحيط بفوائدها

د. دنحا طوبيا كوركيس
04/12/2006, 10:06 PM
أخي مصطفى.
المعادلة البسيطة عند علماء اللغة، والتي لايقبلها المتشددون في فصاحة اللسان، هي:
الأمازيغية= اللغة العربية الفصحى (أو أي لغة أو لهجة في العالم)، بالتم والتمام. وليزعل من ادّعى غير ذلك. اللغة هوية وانتماء، ولكن تعلم ما شئت من اللغات، فأنك تبقى واحدا غير قابل للقسمة في رؤية العالم والكون.

ولاتظل وحيدا، فزقزقة العصافير سمة الحياة. وها أنني أغرد معك. ومن يعزف عن التغريد، فهو بائس وحياته قصيرة.
وأدامك الله تغريدا.


الأستاذ الدكتور دنحا طوبيا كوركيس
جامعة جدارا للدراسات العليا
إربد/ الأردن

عضو الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
عضو الجمعية الدولية للفائداتية (التداولية)- بلجيكا
عضو الجمعية الدولية لعلماء اللغة- أمريكا
عضو هيئة تحرير مجلة Linguistik التي تصدر عن الأتحاد الأوروبي
عضو الجمعية الدولية لهيئات تطوير تحرير الدوريات اللغوية- أمريكا

مصطفى لغتيري
05/12/2006, 12:13 AM
الشربيني خطاب .
سعدت بقراءتك الجميلة للقصتين ، وعملية التأويل العميقة التي أخضعتهما لها .
مع تحياتي القلبية.

هشام السيد
05/12/2006, 12:42 AM
عزيزي وأخي وصديقي الأستاذ مصطفى لغتيري
يوماً بعد يوم يزداد توهجك وتعلو هامتك في مجال القصة القصيرة والكتابات الإبداعية .
ربما أنك تتعمد أن تعطينا إبداعاتك على شكل جرعات مثل الدواء أو في أجيال مختلفة مثل الهاتف المحمول :)
يقيني أنك مبدع في ثوب كاتب وكاتب في ثوب لغتيري ، وبالمناسبة ، ما معنى كلمة لغتيري :)
دمت ذخراً لمدينتنا الفاضلة ( واتا ) الحبيبة .

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
05/12/2006, 01:41 AM
:)
تفوكت
في بلاد الأمازيغ ،كان تلميذ يجلس في الصف الأمامي ،يتتبع باهتمام محاولات المدرس تعليم التلاميذ اللسان العربي.
فجأة التفت المدرس ،فلمح الشمس بازغة تطل من من النافذة.
نبه التلاميذ إلى وجودها ،ثم سألهم "ماهذه" .. رفع تلميذ أصبعه ،فأجاب "تفوكت" ..غضب المدرس ،فعقب قائلا " إنها الشمس" ..ثم طلب من التلاميذ أن برددوا وراءه لفظة "الشمس" مرات عدة..
تعلم التلاميذ اللفظة ،فعاد المدرس إلى درسه..حين انتهى منه ،قصد التلميذ الجالس في الصف الأمامي ..سحبه من يده ..أوقفه أمام الباب..أشار بأصبعه نحو الشمس ،ثم سأله.."ماهذه؟"
دون تردد أجاب الطفل "في المدرسة اسمها الشمس ، وفي البيت اسمها "تفوكت".

وحدة

وحيدا ظل العصفور في القفص..كئيبا لا يسمع له صوت ..فكر الرجل ،فاشترى له عصفورة تؤنسه..
حين حلت الضيفة الجديدة ،أصبح العصفور نشيطا،لا يتوقف عن الحركة ،وامتلأ البيت بوصوصاته المسترسلة ..
صباحا تأمل الرجل العصفورين ،فرأى منظرا بديعا ،أدهشه..
لحظتها فقط ، أحس بأنه وحيد بشكل فظيع .
الأخ الكريم الأستاذ مصطفى
لقد أثبتَّ -وبحق- أن مقولة "خير الكلام ما قل ودل" تنطبق أيضا على الأدب.
ربما أحببتَ وأحب الأصدقاء الاطلاع على بعض القصص القصيرة جدا التي ترجمتُها، وهي على هذا الرابط:

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=1590&highlight=%DE%D5%D5+%DE%D5%ED%D1%C9+%
CC%CF%C7+%E1%E1%C3%D8%DD%C7%E1

تحية أدبية!

مصطفى لغتيري
05/12/2006, 05:36 PM
أخي gorgis
أسعدتني بتواصلك العميق مع النصين.
مع كل التقدير والاحترام.
تحياتي القلبية.

نزار ب. الزين
05/12/2006, 07:46 PM
تفوكت
دون تردد أجاب الطفل "في المدرسة اسمها الشمس ، وفي البيت اسمها "تفوكت".

وحدة


صباحا تأمل الرجل العصفورين ،فرأى منظرا بديعا ،أدهشه..
لحظتها فقط ، أحس بأنه وحيد بشكل فظيع .
===============================
أقصوصتان رائعتان من العزيز جدا مصطفى لغتيري ، الأولى فيها طرافة و تعبير عن ذكاء متقد لطفل في المرحلة الإبتدائية
أما الثانية فتحكي عن الوحدة القاتلة ، و قد أكد العلماء مؤخرا أن أحد أسباب إصابات القلب ، الوحدة التي يعيشها بعض الناس ، و هكذا تعلم بطل قصتك من الطيور .
إبداعان جديدان يضافان إلى سجلك الطويل
دمت و دام تألقك
نزار

مصطفى لغتيري
05/12/2006, 11:14 PM
أخي الأعز الأستاذ هشام السيد.
سعيد أنا بنبلك وصدق مشاعرك ،و بصداقة شخص من طينتك.. كلماتك الجميلة في حقي وفي حق قصصي شهادة من مبدع مثقف، سأعتز بها دوما.
أما بخصوص معنى "لغتيري" فهي نسبة إلى لفظة في اللهجة المغربية تعني الأرض المنخفضة الخصبة ،وهي كلمة كادت تنقرض لأن القليلين جدا يعرفون معناها ،ثم أنها محلية جدا خاصة بمنطقة الشاوية وشتوكة ودكالة المتاخمة للساحل الأطلنتي المغربي،وهي تمند ما بين مدينتي الدارالبيضاء وآسفي مرورا بمدينتي آزمور والجديدة،وقد اكتسب جدي هذا الاسم لأنه كان يقطن بأرض تتميز بالصفات السالفة الذكر.
مع تحياتي القلبية.

هشام السيد
05/12/2006, 11:37 PM
أخي وصديقي العزيز الأستاذ مصطفى لغتيري
كم أنا سعيد بهذا الرد الذي يضعني في مكانة أكبر من حجمي ، فمن أنا يا سيدي مقارنة بالأدباء الجهابذة أمثالك .
وكم أنا سعيد أيضاً بمعرفة معنى كلمة ( لغتيري ) ، وقد كنت أداعبك فقط :)
ولكن يبدو أن ثقافتك وجذورك الأدبية الراسخة أبت أن تمر الكلمة مرور الكرام ، فتدفق النهر وحمل لنا بين دفتيه معلومات قيمة سأضيفها حتما إلى رصيدي الثقافي الذي يستمد جذوره من العظماء أمثالك .
دمت زخراً لنا ، ودامت صداقتك فخرا لي .
ولا أكون منافقاً إذا قلت وبصوت جهوري أن المثقفين المغاربة في مدينتنا الفاضلة قد حازوا على إعجاب الكثيرين وأنا أولهم ، حتى أنني بدأت افكر جدياً في زيارة للمغرب الحبيب للتعرف عن قرب بهؤلاء العباقرة المتواضعين ، من أمثال الكاتب المبدع مصطفى لغتيري ، الدكتور عبد السلام فزازي ، والأستاذ فؤاد أبو علي وغيرهم الكثير .
أنتم السبب يا سيدي في هذا التفكير ، وعليكم أن تتحملوا نتيجة أدبكم الجم وإبداعكم الراقي :)

مصطفى لغتيري
05/12/2006, 11:50 PM
أخي هشام.
يسعدني أن أرحب بك في بلدك الثاني "المغرب".. واعلم أخي أنه مرحب بك في كل وقت .. ويبهجني جدا أن أكون وأصدقائي المثقفين المغاربة سفراء جيدين ، استطعنا تقديم الوجه المشرق لبلادنا.
مع تحياتي القلبية.

مصطفى لغتيري
06/12/2006, 06:20 PM
الأستاذ أحمد شفيق الخطيب المحترم.
لك مني كل الاخترام و التقدير على كلماتك الطيبة.
لقد اطلعت على ترجمك الممتعة للقصص.
تحياتي القلبية.

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
06/12/2006, 08:55 PM
الأخ الكريم الأستاذ مصطفى
شرفت بمرورك الكريم مثلك.
ولقد ذكَّرني ما جاء بردك على الأستاذ هشام بزيارتي للدار البيضاء وللرباط، وأنا في طريق العودة من أمريكا بعد الحصول على الدكتوراه سنة 1984.
هيه! ذكريات.
الشكر لك.

مصطفى لغتيري
07/12/2006, 12:32 AM
صديقي العزيز المبدع نزار.
دائما تسعدني بإطلالتك البهية..
دمت لي صديقا فوق العادة.
تحياتي القلبية.

ابراهيم اسعد
22/12/2007, 02:20 AM
الأستاذ مصطفى
لا أجاملك
أنت أحد الرواد المهمين في كتابة القصة القصيرة جدا.

سامي دقاقي
28/12/2007, 02:58 AM
الجميل المبدع مصطفى :
كل مرة أمر بجنب نصوصط تتلبسني قشعريرة أشبه "برعدة العصفور بلله القطر" كما قال الشاعر، وكنت كل مرة أرجئ أمر التعليق والدخول لأنني أعلم أن نصوصك تحتاج إلى استنفار كل الحواس، واستوفاز جميع الملكات، وأخشى أن اكون ظالمها بقراءة عجلى أو مرور للكرام..
اليوم ولجت النصين، وكما عهدت في أسلوبك دائما، لم يدهشني الأمر فقط بل أربكني ولم أعد أدري من حيث أبدأ، لأن نصوصك على قصرها تختزل عوالم كبرى، وتكثفها في جرعات مركزة وعالية التأثير..
قد أقول بغير تحفظ أنك سائر في تجذير قدمك بشكل لافت في عالم القصة والقصة القصيرة جدا على وجه التحديد.. ولا أخفيك أنك من القلة القلائل الذين تستهويني وتستدرجني نصوصهم في المغرب، لما فيها من اشتغال فاحص وفاعل، وامتدادات عميقة ومتشعبة، إذ القصة لديك "ذات شجون" بامتياز.
أما عن النصين أعلاه فهما أنموذجان فريدان لملكة القص عند لغتيري، حيث يتزاوج الأسلوب السلس السليم، إلى جانب الفكرة الواضحة الهادفة، ويستنسجان معالم النص في معمار سردي منساب بكل تلقائيّة... كما يبدو واضحا استثمارك للعديد من النصوص الغائبة سواء في المتن الشعبي، أو المتون الحكائية الأخرى في الوطن أو في أوطان أخرى، الأمر الذي يشي بسعة اطلاعك ومثاقفتك...
باعتباري مدرسا عربيا في منطقة أمازيغيّة( ولوأنني لا أستمرئ هذه التصنيفات ولا أقبلها من أساسها) فقد تواصلت جيدا مع نصك لأنه أحالني مباشرة على بعض الطرائف التي تصادفنا( أنا وتلامذتي) داخل القسم، بعضها مضحك وبعضها مخجل والبعض الآخر لا تملك أمامه سوى كظم الغضب والاتجاه بالنظر إلى عالم ما وراء النافذة... لكن كل ذلك تبقى له خصوصيته الجمالية إذ يصير لاحقا تجربة فريدة ذاكرة تستقبلها بكثير من الحنين..
بعض الطرائف التي أوحت لي بنصوص قصصية قصيرة وعميقة، سوف أضع في المنتدى أحدها وآمل أن يروقك أيها المبدع وهو بعنوان "أجشار خاطئة"...
تحية بملء الحب أيها القدير