المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفحات سوداء من تاريخ الحاج نوري ( المالكي ) مع الحزب الشيوعي ( العراقي ) ... شهادة ل



صباح البغدادي
12/04/2008, 09:27 PM
صفحات سوداء من تاريخ الحاج نوري ( المالكي ) مع الحزب الشيوعي ( العراقي ) ... شهادة للتاريخ

بداية حزيران من عام 1995 توجهت إلى سوريا للمرة الأولى من خلال الأردن بعد إلحاح شديد من قبل أقربائي وأصدقائي لغرض زيارتهم والتعرف على أبنائهم الذين أبصرو النور في المنفى وكذلك على واقع حياة العراقيين في حينها بالسيدة زينب معقل مجتمع المعارضة ( العراقية ) , أغلب أقربائي هؤلاء كانوا منتمين لحزب الدعوة في حينها فر منهم من فر بجلده نتيجة الملاحقات الأمنية المتكررة لهم ومنهم من خرج بصورة اعتيادية وكان هذا بداية سنتي 79- 1980 هناك في هذا المجتمع الغريب والعجيب تعرفت أول مرة على الواقع الحقيقي لما تسمى بالعمل السياسي المعارض وعلى حجم المؤامرات والدسائس والتسقيط الغير أخلاقي فيما بينهم وكنت شاهد عيان على الكثير من هذه الحالات الشاذة والتي كشفت زيف مثل هؤلاء المتاجرين بالمأساة العراقية بعدها وجدت أنهم قد تفرقوا بين الدعوة وجماعة المجلس وجماعة المدرسي وجماعة الشيرازية وكل حسب هواه أغلبهم كانوا يعانون من الضائقة المالية وحديث عن هذه المسألة والواقع المعاشي والحياتي يطول بعض الشيء , طبعآ أي شخص عراقي لا يستطيع الذهاب إلى سوريا في حينها بهذه السهولة واليسر الذي يتصوره البعض فكما هو معروف يجب عليك في البداية أن يكون هناك شخص مقيم في داخل سوريا لكي يعمل لك برقية أو طلبيه ويضع أسمك على الحدود ومثل تلك البرقيات يتم توزيعها إلى الحركات و الأحزاب الإسلامية المعارضة ( العراقية ) من قبل جهاز المخابرات السوري – فرع فلسطين والذين يرتبطون بعلاقات وثيقة مع ضباطه من خلال زياراتهم المتكررة وجلسات السمر والعزائم والولائم التي لا تخلو من عمل مخل بأي قيمة إنسانية تبقت لهم والغرض منها جلب جماعتهم والالتحاق بهم طبعآ هذه البرقيات يتم توزيعها بصورة مجانية لهؤلاء ولكن هذه الأحزاب بدورها تبيعها إلى العراقيين الذين يرغبون بالتوجه إلى سوريا لغرض الالتقاء بالأهل أو لم شمل الأسر أو الخروج من هناك إلى الدول الغربية وكل حسب وجهته فكان من نصيبي أن تكون البرقية من قبل حزب الدعوة فرع سوريا لصاحبه الحاج أبو أسراء جواد ( المالكي ) وبمبلغ قدره 300 دولار أمريكي دفعتها في حينها وفي وقت الأزمات ترتفع أسعار مثل تلك البرقيات , وعند الأستفار من قبلي شخصيآ وذلك بتوجيه سؤال إلى الحاج أبو أسراء في مكتبه الخاص حول الغلو في طلب مثل تلك المبالغ لغرض عمل البرقية والحالة المادية الصعبة للعراقيين فقال لي بدوره (( أخي هذه الأموال نجمعها بمثل تلك الطريقة نعتبرها تبرعات منكم وهي ليست لنا وإنما لغرض دعم أخوتكم المجاهدين في داخل العراق لعملياتهم الجهادية لغرض زعزعة الاستقرار الأمني وإسقاط نظام صدام حسين وحزب البعث الجاثم على صدورنا منذ عشرات السنيين )) فما كان مني أن أجبته (( هل أنته مقتنع فعلآ بأن هذه التفجيرات والعمليات الجهادية التي تتحدث عنها سوف تسقط نظام صدام حسين مع كل هذه القوة الأمنية التي يمتلكها و بهذه السهولة واليسر التي تتصورها )) لأني كنت أعتبرها شخصيآ ما هي إلا عملية متاجرة رخيصة ليس إلا , فما كان من أحد أقربائي الجالس بقربي إلا أن يغير الموضوع والإشارة لي بإنهاء مثل ذلك الحديث , أبو أسراء ( المالكي ) كان يقود فرع حزب الدعوة في سوريا بعد رحيله مكرهآ أو طوعآ لا فرق من إيران ولاية الفقيه التي يرفع فيها الشعار الطنان والرنان وتدعي بوقاحة الحفاظ على شيعة العالم وهي من أول المطاردين لهم واعتقالهم , أهتم في حينها بأمور شخصية وضيقة وعملية تسقيط للأخر المخالف له في التوجهات لا تتناسب ومكانة حزب مثل الدعوة والذي برأي الشخصي حزب سياسي شيعي ( إسلامي ) تم إنشاءه من قبل دوائر المخابرات البريطانية والأمريكية لغرض طعن العراق بخنجر طائفي مسموم في الظهر أثناء المد القومي والعروبي والشيوعي الذي أجتاح العراق في مرحلته الذهبية بداية خمسينات القرن الماضي , حيث برع مكتب حزب الدعوة الذي يقوده ( المالكي ) في شن حملات تخوين ضد الآخرين المخالفين له بالرأي والفكر وكذلك قيامه بتزوير جوازات السفر والوثائق الرسمية العراقية وتهريب العملة الصعبة من وإلى لبنان عن طريق الخط العسكري وعقود زواج المتعة هذه هي أهم الأنجازات النضالية ؟؟؟ في عمله المعارض ؟؟؟ ولم أسمع أو أشاهد طيلة فترة بقائي هناك بأي أنجاز يخص العمل المعارض أو توزيع المساعدات المادية أو العينية على العائلات العراقية المسحوقة والمهمشة التي كانت السمة المتميزة لهؤلاء العراقيين والحديث يطول حول هؤلاء المزيفين ومعارضتهم الداجنة وسوف نتطرق لها في مقالات لاحقة بشيء من التفصيل وحسب ما تقتضيه مضمون المقالة . سقت هذه المقدمة كأحد شهود العيان ولكي يعرف العراقيين المغرر بهم ويتخلصون إلى الأبد من هرطقة رؤساء و قيادات الأحزاب البالية ويتعرفون على جزء يسير من حقيقة من يحكمهم ويتحكم بمصيرهم الآن . الحاج أبو أسراء ( المالكي ) كان لا يطيق بالمرة جماعة المجلس وخصوصآ ممثلهم الحاج بيان جبر صولاغ حيث كان يصفه بأوصاف شتى أمام الحاضرين والأخير يعرف هذا جيدآ , وغيرها من الأحزاب والحركات السياسية المعارضة . لقد تفجأة وأنا أطلع على برقية التهنئة بتاريخ الجمعة 4 نيسان 2008 التي بعث بها ما يسمى برئيس الوزراء نوري ( المالكي ) إلى أحد أبرز الخونة لتاريخ حزبه النضالي الطويل المدعو حميد مجيد موسى بمناسبة الذكرى السابعة والأربعون لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي وقلت سبحان مغير الأحوال بالأمس القريب عندما كانوا يتواجدون في سوريا لا يطيق هذا ( المالكي ) شيء أسمه الحزب الشيوعي حتى أني ما زلت أتذكر حادثة يعرفها جميع من تواجد في تلك الفترة من العراقيين حول الدعوة الخاصة بالنظام السوري التي تم توجيهها إلى جميع الشخصيات السياسية وممثلين المعارضة ( العراقية ) المتواجدين في حينها في الداخل السوري وكان هذا منتصف عام 1996 من أجل لم شمل هذه المعارضة والتنسيق معها والتشاور والبحث في كيفية عملها المستقبلي والخروج بورقة عمل موحده لجميع دكاكين هذه الأحزاب والحركات الإسلامية لكيفية العمل والتعاطي مع نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وكان من بين الحضور على ما اذكر وحسب ما أخبرني البعض من الذين تواجدوا في هذا الاجتماع كان من بينهم حزب الدعوة بقيادة نوري ( المالكي ) والدكتور احمد الموسوي الذي كان يرأس في حينها حقوق الأنسان والدكتور احمد العبيدي الذي ترأس حزب البعث القيادة القومية والحاج بيان جبر صولاغ ممثل المجلس ( الأعلى ) للثورة الإسلامية وعباس البياتي ممثل الاتحاد الإسلامي التركماني وجماعة هادي المدرسي وكذلك الدكتور حامد العاني الذي كان ممثل الحزب الشيوعي العراقي ومدير المكتب في العاصمة دمشق وكل هؤلاء كان يترأسهم خلال الإجتماع التداولي الأول القيادة السورية فما كان من نوري ( المالكي ) إلا أن رفض أن يتم البدء في الإجتماع هذا إلا بخروج ممثل الحزب الشيوعي من القاعة كشرط أساسي ومهم لبدء العمل وكان إصراره غريب وعجيب مما ترك أثر نفسي على الجميع وبان السخط عليهم بوضوح من هذا الطرح الذي لا يتلائم والمرحلة الحساسة في عملهم المعارض ووسط هذا الرفض والإصرار من قبله وبنتيجة حتمية فشل الاجتماع وذهب كل إلى حاله يجر وراءه أذيال الخيبة من مثل تلك النماذج الممسوخة , وفي حينها صرح للمقربين منه بأن هؤلاء كفرة ومجرمين ولا يمكننا التعامل معهم بأي صورة كانت ومرتبطين بصورة مباشرة بتنفيذ سياسات أجنبية وليس لهم أي قرار موحد فيما بينهم فلا يجوز أن يتم التعامل معهم وإعطاء حجم أكبر من حجمهم الحقيقي ففعلا كان دكتاتور بامتياز في عملية رفض أي حزب أو حركة سياسية لا يتوافق معها بل يسعى بكل جهد إلى إسقاطها بشتى الوسائل الممكنة والأساليب الغير أخلاقية مما حد بممثل القيادة السورية بالقول أمام الجميع (( أذا كان البعض منكم يتعامل بهذه الصورة الفجة فكيف يتم التخلص من نظام صدام حسين وهو بهذه القوة وأنتم كما نشاهد بهذه الحالة المزرية وطريقة التعامل فيما بينكم ثم ما هي الأرضية المشتركة التي سوف تقفون عليها وتتعاملون مع بعضكم البعض )) هذه هي بعض من حقائق وجوانب العمل المعارض , والآن يبعث ( المالكي ) برسالة التهنئة لسكرتير الحزب الشيوعي العراقي أنه الزمن الأغبر الذي مكن به المحتل من أن يكون هؤلاء الشراذم والحثالات بالسمسرة على رقاب العراقيين فهؤلاء ليس همهم الشعب العراقي والعمل على تحقيق تطلعاته المستقبلية بوطن حر وأمن يشمل الجميع ولكن العمل على الأساس الحزبي والعائلي الضيق والنتائج التي نشاهدها الأن بصورة حية تكشف حقيقة هؤلاء وتزيح عنهم حالة القدسية والرهبنة المزيفة هذه هي أحدى صفحاتهم السوداء بحق الشعب العراقي ... وللحديث تكملة




باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني
sabahalbaghdadi@maktoob.com