المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتابي " كلّ شيىءٍ الآن... القسم الثاني " د.شاكر مطلق



الدكتور شاكر مطلق
12/04/2008, 11:15 PM
قصائد تطبيقيَّة
للشاعر الألماني المعاصر
فيرْنَرْ شْبرِنْغَر

( القسم الثاني من كتاب :
" كلّ شيءٍ الآن كلّ شيءٍ "
صدر عن وزارة الثقافة بدمشق عام 2005



دراسة وترجمه ( عن الألمانية )
د . شاكر مطلق

تـقـديـم :
تقولُ صاحبةُ دار النَّشر المسماة :
" لا ، لا تقل أبداً " _ في مدينة كونستانس / ألمانيا _ هذه الدار المتخصصة بنشر أعمال الشاعر الألماني المعاصر "فيرنر شبرنغر " ، وهي أعمال عديدة جداً ، أُعيد طبعُها عشرات المرات ، تقول في تقديمها لهذه المجموعة المسماة " قصائد تطبيقية " الصادرة _ في طبعتها الأولى _ عام 1997 ، مستعيرة بعض أقوال الشاعر ، الموضوعة ضمن قوسين ، ما يلي :
باستطاعة كلِّ إنسان أن يستعمل ويطبِّقَ هذه القصائد في حياته . إنها تحقق ذاتها في القراءة ، في الشعور السابق واللاحق على الحياة الخاصة .
وفيها ، يستطيع القرَّاء أن يروا ، يُدهَشوا ، يخترقوا بأنظارهم ، مَنْ وماذا يُخوفُهم ، يعذِّبُهم ، يخدعهُم في حياتهم الخاصة .
وحينما تبدأ القصائد _ من خلال القراءة _ بالحياة ، تأخذ بتكشُّف الحياة الخاصةِ ( بكَ )
لأنه " مَنْ لا يرغب ، في هذا العالم المليء بالكرهِ أن يُحِبَّ ، يرغب أن يُفهم في هذا العالم المليء بسوء الفهم (؟) كلُّ كلمة هنا تأتي من واقع حياتي " _ المؤلف _ . وتتابع الناشرةُ قائلةً :
أشعاره هي " كلماتٌ ، تأتي من أعماق القَوْل والسؤال . كلماتٌ ستظلُّ سارية المفعول كما البَرَكةُ .
ملاحظة : كعادتي في كل ترجماتي ، وبخاصةٍ ما ترجمته من شعر الصين واليابان ، فإنني سأضع هنا بين قوسين ( )كلماتٍ أو أحرفاً قليلةً ، أرى ضرورة إضافتها للنص الأصل ، لتسهيل فهمه ، ولضرورات لغوية تخصُّ العربية الجميلة ، وبأقل قدر ممكنٍ ولازمٍ أيضاً .

حمص ـ سورية د . شاكر مطلق
1 / 2001 المترجم
نحن البشر بحاجة للقصائد

القصائدُ كما الأرضُ
فيها تستطيعُ مشاعرُنا
أنْ تضربَ الجذورَ

* * *

هَلْ لَمعَ لكَ ذلك ؟

حياتَكَ
عِشْ حياتَكَ
عِشها اليومَ
عِشْها هنا
عِشْها الآنَ
وعِشْها كاملةً
ولسوفَ تشعرُ
تشعرُ بحياتكَ
ترى يَنبوعكَ
تعيشُ التَّحرُّرَ
وكذلكَ الكشفَ
عندما ، أخيراً ، شيءٌ

يلمع لكَ
هل لمعَ لكَ ؟

* * *






ذاتي ، كما أعرفها

أدَعُ نفسيَ ، أكثر فأكثرَ
لتُقادَ من معرفتي الداخليَّة
أستطيعُ ، بمساعدة لا شعوري
الشُّعورُ والمتعةُ .
أستطيعَ التَّأكدَ تماماً
_ عندما أثِقُ بلا شعوري _
إنني سأفعل عينَ الصَّواب
لا شعوري يعرفني
أعمق من عقلي .

* * *

حقيقـتي ؟

( حقيقتي ) مثلُ حقيقتِكَ
واحدةٌ من احتمالاتٍ عديدةٍ
للعيش الحقيقي .
* * *
فـهـمٌ ؟


( الفَهمُ ) يمكن دوماً ( أن يكونَ ) سوءَ فهمٍ
منذ ( فجر ) البَشريَّةِ
منذ أنْ فكَّرَ الإنسانُ

* * *

اِسأل بكلِّ حياتِكَ

إذا سألتَ بكلِّ حياتكَ
تقفُ الحياةُ إلى جانبكَ
والقَدرُ يجيبكَ
وأحياناً
دونَ أنْ تشعرَ ، فوراً ، بالجواب .

* * *






الـسُّــكون

اسمعِ السُّكونَ
ابحثْ عن موقع السُّكونِ
ابحثْ ولا تَزُرْ
مواقعَ السُّكون الكبرى :
السُّكونُ فيكَ
ليلاً
عندما الصَّحوُ يصبحُ يَقظةً .
هذه اليَقظةُ ليسَت مُراقَبةً .
أستلقي هناكَ
وسطَ السُّكون
وأزدادُ يَقظةً
( ولكن ) كيفَ الأمر لكَ
ويقظتكَ ؟
وكيفَ هو لنا
لسكوننا ؟
كيفَ ينمو كلُّ شيءٍ بسكونٍ (؟!)
النُّموُّ يتمُّ في السُّكونِ
سكونٌ ، سكونٌ ، سكونْ

* * *









تأمُّلاتٌ مُحَرِّرةٌ

ـ 1 ـ
الحريَّةُ
أنْ تُعاشَ
خارجَ ( مراقبةِ ) أعينِ وآراءِ الآخرينَ
هي حرِّيةٌ

ـ 2 ـ
لا تفكِّر
بما يمكن أنْ يُفكِّرَ بهِ الآخرونَ ( عنكَ )

ـ 3 ـ
لا تتصَّور
ما يُمكن للآخرينَ تَصوُّره ( عنكَ )
ـ 4 ـ
عندما أرى نفسي
أراها بعينيَّ ، نفسي

ـ 5 ـ
لا تسألْ بعدَ ( الآن )
هلْ تسمَحُ بذلكَ ؟

ـ 6 ـ
بتَفهُّم أكثر ، وبمحبةٍ
تأمَّلْني

ـ 7 ـ
الأهمُّ
( مما ) يجب أن يتعلَّمهُ الإنسانُ :
احترام الذَّاتِ
والصَّبرُ على الذَّاتِ

ـ 8 ـ
لا ترى الوجوهَ فحسبُ
تأمَّـلْها ، استوعبْها

ـ 9 ـ
الكلامُ مع الآخرِ
منْ أجل فَهْمِ الآخرِ
تَعرَّفِ المصالحَ
دافعْ عنها .

ـ 10 ـ
أنْ نصلَ إلى هناكَ
حيثُ كلُّ يومٍ
( سيكونُ ) يوماً احتفالياً

ـ 11 ـ
المُقدَّسُ الحقيقيُّ
يَنْبُوعُ حياتِنا الفعليّ
يخفي ذاتَهُ منْ خلالِ بساطَتِهِ
وعاديَّتهِ

ـ 12 ـ
كلُّ ما نراهُ يوميَّاً
لا نراهُ فيما بعدُ .
العجائبُ الحقيقيَّةُ
لا نستشعرُها
لأنها حدَثٌ يوميٌّ .
ـ13 ـ
ضائعاً في العجائبِ
أجدُ نفسي
في ( ال ) هنا
في الآن .

ـ 14 ـ
لحظةُ السَّعادةِ
عندما يتحوَّلُ الفضولُ
إلى دهشةٍ
وتعجُّبٍ

ـ 15 ـ
اِفتح بوابةَ الأسرارْ :
السِّرُّ هو أنتَ
السِّرُّ
الذي يجبُ العثورُ عليهِ .

ـ 16 ـ
أبديَّةُ الآنِ
ليستْ وَحْدَةَ وقتٍ
ولكن درَجَةً من الأبديَّةِ
لأنَّ الزَّمنَ
فينا ومنَّا .

ـ 17 ـ
الزَّمنُ الَّذي نحددُهُ
هو أثمنُ ما يملكهُ الإنسانُ .
الزَّمنُ الذي يحدِّدهُ الغريبُ
تَعَرَّفْهُ واحْصُرْهُ
متى وحيثما يكونُ ذلكَ ممكناً .

ـ 18 ـ
لكَ ، ولمنْ تُحبُّ
هَبِ الوقتَ :
دَعْ الوقتَ .
أعْطِ الوقتَ .
أعِدْ تشكيلَ فراغاتِ الوقتِ .

* * *




العَوْدُ الأبديُّ (*)

الشَّهوةُ .
الأملُ .
الرَّهبةُ
موضوعاتُ الحياةِ الأساسُ
كلُّ حياةٍ
تعودُ دوماً
تعودُ ، دوماً ، من جديدٍ .
_________________________
الفكرةُ الأصلُ للفيلسوف والشاعر ( ! ) الألماني : فريدريش نيتشِه .
المترجم

* * *

وحدَهُ التَّبدُّلُ ثـابتٌ

الحياةُ تتبدَّلُ
تتبدَّلُ باستمرار
تتبدَّلُ في اللَّحظةِ
بينَ الحلُمِ والحقيقةِ
بينَ العجائبِ والمعتاداتِ
بينَ الاحتمالاتِ والَّلا احتمالات
بينَ الممكناتِ والَّلا ممكناتِ .

* * *

وراءَ الزَّائلِ

وراءَ الزَّائلِ ، الدَّائمُ ؟
وراءَ المعروفِ ، المجهولُ ؟
وراءَ الوقتِ ، الأبديَّةُ دونَ وقتٍ ؟
أكثرُ من الأبديَّةِ بقاءً ، الحبُّ ؟
أوسعُ من الفضاءِ ، قوَّةُ الخيالِ البشريِّ
( و ) أقوى من كلِّ القِوى ؟

* * *


في الوقتِ الصَّحيح

كلمةٌ هادئةٌ صافيةٌ
في الوقتِ الصَّحيحِ
تسألُ ، تقولُ
( تتركُ ) في القلبِ طنيناً
طويلاً متنامياً
كطنينِ " الأورْغِلْ " (*)
كجوقةِ الأناشيد .
_________________________
الأورغل : آلة موسيقية كنسية تشبه إلى حد ما البيانو ، وتطلق اللحن من أبواق معدنية ضخمة
المترجم
* * *

كلماتُ التَّسامُحِ

كلماتُ التَّسامحِ الكثيرةُ
التي نستعملها ، لظنِّنا
أنها مجردُ كلماتٍ
هي دوماً ، كثيرةٌ
هي دوماً قليلةٌ
لا تعرفُ عن تسامُحِها
لا تعرفُ عن قائلها
وكان من الممكن ، لأيٍّ كانَ
أنْ ينطقها
لا تعرفُ عن سامِعها
وكان من الممكنِ أنْ تقالَ
لأيِّ إنسانٍ .
* * *
الكلماتُ الخَطِرةُ

الكلماتُ
التي كانَ عليكَ أنْ تقولَها
ولمْ تَقُلْها
هي التي ستنقلبُ ضدَّكَ
في الوقتِ
الذي لمْ تكنْ تتوقَّعها .

* * *





كلماتٌ تخلقُ الواقع
دعونا نتوقَّفُ
نتوقَّفُ عن الكلامِ
ونغدو دونَ كلامٍ
صامتينَ هادئينَ
هادئينَ تماماً
حتى تجيءُ الكلماتُ
الخالقةُ الواقعَ
والتَّفاهمَ
والحبَّ
والمرحَ
والابتسامَ
وأنتَ
وأنا
ونحنُ
وتفاهمَنا ( جميعاً ) .
كيفَ تعلَّمتُ الكلامَ

بالصَّمتِ
تعلَّمتُ الكلامَ
الكلماتُ الزَّائدةُ شَحُبَتْ
واللاَّزمةُ بدأتْ تتوهَّجُ .

* * *







الحيوانات دون كلماتٍ

الحيواناتُ دونَ كلماتٍ
(وهي ) لا تعرفُ
لا تعرفُ عن معرفةِ الكلماتِ
ولكنْ عدمْ معرفتها عن الكلماتِ
لا يعني أنها أقلُّ ( قيمةٍ )
بلْ ( هي ) شهادة أكثر ( أقوى )
من الصَّعبِ نقضُها
وغالباً ما تقنِعُ
( أكثر ) من الكلماتِ المنظومةِ ( شعراً ) .

* * *


أساتذتي الكبار

ـ 1 ـ
فَمُ الأطفالِ ؟
فَمُ الأطفالِ موجودٌ للكلام
للضَّحكِ
للنِّداءِ
للثَّرثرةِ
هذا ( الفَمُ ) الثَّرثار للأطفال الصِّغار
المدَّفئ للقلب .

ـ 2 ـ
ضِحكاتهم ، أسئلتُهم
المضادَّةِ للشَّكلياتِ
تنهُّداتِهم
إذا كانَ ثمَّةَ أمرٌ مثير
بدهشةٍ يفتحونَ الفمَ
ـ دونَ كلماتٍ ـ
ولكنْ دونَ هدوء .

ـ 3 ـ
رفضُهم القريبُ من القلبِ
ما يخفونَهُ :
يرغبونَ ولا يستطيعونَ
يكذِّبونَ الواقعَ
إذا تضاربَ مع الخرافةِ

ـ 4 ـ
هؤلاءُ البشرُ الصِّغارُ
همْ أملي الكبيرُ
معلِّمي الكبيرُ .
رفضَهم القريبَ من القلبِ
الدَّهَشَ والضِّحكَ
وكثيراً من الأمورِ الأخرى
تعلَّمتُ منهم .

* * *









الـحـُبُّ هـو ؟

لا غريبٌ يفرض ( عليك ) أيَّ شيءٍ
( أنْ ) لا تجعل شيئاً مقدَّساً
لأنَّ كل كلَّ الحياةِ مقدَّسةٌ
قبلَ كلِّ شيء حياةُ الحبِّ فيكَ
حياة الحبِّ فينا .

* * *






الحبُّ شفاءٌ

طريقُ الشِّفاء
محطَّةُ الشّفاء ( قسمُ الشفاء في المشفى )
( الاعتراف وبالآخرَ ) بحبٍّ كاملٍ
معايشةُ ( الآخر ) بحبٍّ كاملٍ
الإصغاء ( للآخر ) بحبٍّ كاملٍ
تقبُّلِ ( الإنسانَ الآخر ) بحبٍّ كاملٍ
وتَقبُّلُ ذاتي
الاقتسامُ ، بحبٍّ كاملٍ ، مع بعضنا البعض
الاستيعابُ ، بحبٍّ كاملٍ ،
للحيوانِ
وللنَّباتِ
ولأماكنِ الذِّكرياتِ المليئةِ .
* * *
الأكثر ضرورة في العالم
( مهداة ) إلى توريب الياس
كمْ ( هو ) ضروريٌّ
ضروريٌّ للحياةِ
الإنسانُ
لحاجةِ النَّاس
للبشر .
كسرةُ الخبزِ الأولى
أعطاكَ إيَّاها إنسانٌ .
قدحَ الماءِ الأخيرِ
أعطاكَ ( إيَّاه ) إنسانٌ
التَّأكد الأول
( من ) كونكَ محبوباً
الأملُ الأوَّلُ
بالسَّعادةِ
وهَبَكَ ( إيَّاهُ ) إنسانٌ .

الفكرةُ الأولى

الفكرةُ الأولى ( عندي )
عندما أصحو
مَنْ من النَّاسِ يمكن ( لي )
أنْ أجعله سعيداً
لأنَّه لا شيءُ يعطي سعادةً أكثر
من أن تصنعَ السَّعادةِ .

* * *





تجربةُ الأحلام

حياةٌ دونَ أحلامٍ ؟
دونَ أحلامٍ
ستفقدُ الحياةُ
القوَّةَ
الفرحَ
السَّعادةَ
الأمل بأحلامٍ جديدةٍ
ولكنَّ وقبلَ كلِّ شيءٍ :
( دونَ الأحلام )
ستفقدُ ( أنت ) تجاربَ الحياةِ
وتجاربَ الحلمُ ( أيضاً ) .

* * *
الثِّقةُ بالذَّاتِ

جِدْ الثِّقةَ بالذَاتِ نفسها
هذه الثِّقةُ هي الوحيدةُ
التي تعطي الثِّقةُ ( الأمانَ )
لا يجبُ عليكَ المقارنة مستقبلاً
أنت تعرفُ أنَّك غيرُ قابلٍ للمقارنةِ
وغيرُ قابليَّة المقارنةِ هذهِ
تشاركُ فيها الجميع .

* * *




اعـتـرافـاتٌ

كل ما تعلَّمتُه
في حياتي
أشكرُ الناسَ ( عليه ) .

* * *
اعـتـرافـات

كلّ ما تعلمتُه في حياتي
أَدينُ به للنَّاسِ .

* * *



معرفةٌ متأخِّرةٌ

هناك ( بعضُ ) التَّعرُّفات
التي تصبح انتماءاتٍ
إنَّها تعرفاتٌ
تعلِّمن الرَّهبةَ
حتى في لحظةِ التَّعرُّفِ
تعرفُ أنتّ ، أعرفُ أنا
أنَّ كلَّ شيءٍ تغيَّر .
نحن نتظاهر
وكأنَّ التَّعرُّفَ مسألةُ تعلُّمٍ
ثمرةُ علمٍ
هكذا نفعل
بينما التَّعرُّفُ ، حكماً ،
مثلَ نضوجِ التُّفاحةِ
أيَّةُ حرِّيةٍ ( خَيار ) كانتْ لزهرة التُّفاح
بأن لا تصبح ثمرة (؟!)
ليس مغايراً
مغايراً ليس
حالُ الإنسان .

* * *









قـصيدةٌ

آلافُ الكلماتِ
الضَّائعاتِ
في المَقولِ
تصبحُ غباراً
لأنَّه
بخلافِ كلِّ حكمةٍ
بخلفِ كلِّ التَّناقضات
ستولدُ قصيدةٌ
كما ، من ذاتها ( تولد )
كأنَّها تدفعُ في الرُّخام
ـ دون تردُّدٍ ـ تُكتبُ .
كلماتٌ
تقول وتسألُ
خارجةً من عمقِ الأعماق
كلماتٌ
ستبقى ، ساريةَ المفعول
كالبَرَكةِ

* * *










قَـدَرٌ

في مكانٍ ما .
في مكانٍ ما . " أينَ ؟ "
هكذا ، صافياً كالماس .
لا ، لكن بعد ( الآن ) .
لا ، لا ( بعد الآن ) .
كينونةٌ فقط .
دوني
ودونكَ
هكذا يكون ( الأمرُ ) .

* * *


ساعاتٌ مبارَكةٌ

هذه الساعاتُ
المباركةُ _ من خلال حبَّنا _
ساعاتٌ
ستظلُّ لي
هذه الساعاتُ
التي أتعلَّمُ فيها أكثرَ
أستوعبُ فيها أكثرَ
مما كنت سأستوعبه
آن كنتُ وحيداً .
ساعاتنا ( هذه )
سترافقني
وتعلن لي ( عن حضورها )
في ( ساعتي ) الأخيرةِ .
ما يعنيني
في هذه الساعاتِ
وجدتُهُ ( : )
معنى الحياة .

* * *










كثيرٌ من الآحاد

ـ 1 ـ
كلُّ يومٍ ، اليومِ لي
هو يومٌ احتفاليٌّ
لا ينبغي عليَّ أن أتذكر ( ذلك )
لأنني لن أنسى
نعم، كلُّ يومٍ هو هديَّةٌ
نعم ، كلُّ يومٍ هو فريدٌ
نعم ، كلُّ يومٍ هو حياةٌ جديدةٌ .

ـ 2 ـ
نعم ، كلُّ يومٍ هو يوم احتفاليٌّ
كلُّ يومٍ يريدُ أن يُحتَفل به
يريدُ أنْ يتحقَّقَ
يريدُ أنْ يُتَذكَّرَ
يريدُ أن يكونَ عيداً
( الأمر ) الذي ننساه
دوماً باستمرارٍ .

* * *










احتفالٌ بعيدِ الميلادِ ؟
لمْ أعدْ أجد في قلبي
شيئاً احتفالياً
لأحتفلَ بعيدِ الميلاد .
ينابيعُ الطفولة
جفَّتْ
ماذا يحيا في هذا العيد
( ل ) يحيا في داخلي ؟
ماذا يجيب _ بَعْدُ _
في قلبي
عندما أسمعُ قصةَ الميلادِ هذه
تروى وتُغنَّى ؟
لأجدَ حياتي
متأثرِّةً ، فيها
لا أشعر أنها تخاطبيني
( أو ) تُعبِّر عنِّي .

عجائبٌ فوقَ عجائبٍ

هذه الأعاجيبُ
المجموعةُ بفنِّيةٍ
لا تهزّني .
على الرُّغم من أنها
_ روايةً وشعراً _
مرَّت إلى قلبي
لتهزَّني .
لقد غدا إيماني الطفوليُّ
معي
راشداً .

* * *

انتصاراتي الكثيرة

في الطفولة
كنتُ أحدِّثُ
عن هزائمي هكذا
وكأنني كنتُ المنتصر .
اليوم
لا توجد هزائمٌ
ولا انتصاراتٌ
وإنما خبراتٌ جديدة :
( وهي ) انتصاري الأكبر .

* * *


دون رغبات

سعيدٌ دون رغباتٍ ؟
تعيسٌ دونَ رغباتٍ ؟
أخيراً أصبحتُ
دون رغباتٍ
ومع ذلك سعيداً
حالةٌ متكاملةٌ ؟
لمْ أعرف أبداً
لمْ أعشها أبداً .

* * *
" غوته " (*) لخَّص ذلك كالتالي :

للَّحظاتِ سأقولُ :
( متوسلاً ) تبقَّي ! كم أنتِ جميلةٌ !
بعدها لكَ أن تكبِّلَني بالقيود
بعدها سأذهب إلى الفناءِ راغباً !
بعدها يُمكن لناقوسِ الموتِ أن يَقرعَ
بعدها تكون حرَّاً من واجباتكَ
يمكن للساعةِ أن تتوقَّفَ
للعقربِ أن يَسقُطَ
لقد عبرَ زماني !
* * *
(*) هو شاعر ألمانيا العظيم يوهان وولفغانغ فون غوته (بالتاء المخففة)
( 28 / 8 / 1749 _ 22 / 3 / 1832 ) .
المترجم


شُجَيْرتي
شجيرتي كصورة للحسِّ ( كمثالٍ معبِّرٍ )
كحكْمٍ بالعقاب
كتاريخ العالم
كصديق من أيَّامِ الطفولة
تقول لي ( تعلِّمُني )
عن النُّموِّ
والانبعاثِ
من الأرض .
في الدَّورةِ الأبديَّة
من الموت والصَّيرورةِ (*)
* * *
(*) الفكرة في البيتين الأخيرين مأخوذة عن الشاعر الفيلسوف المعروف فريدريش نيتشه ( 1844 _ 1900 م ) وهي فكرة " العَوْدُ الأبديُّ " التي خطرت له في آب من عام 1881 ، إبان تجواله في عطلته بقريةٍ نائيةٍ . المترجم









الكِبَر ُ

هذه المريعةُ
( هذه )السرعةُ الفائقةُ المريعةُ
للزمن
في الشيخوخةِ .

رجاءً ، حبيبي الوقت
دعْ ليَ بَعْضَ الوقتِ
(و) تلاشى أبطأَ .

* * *



نهرُ الحياة
( هذا النهر )
الذي يشعُّ بروعةٍ
ينتشرُ ، ويأهِّبُ نفسهُ
نحو المصَبِّ
في محيط الموت الكبير
( المليءِ ) بالملايين من شموسهِ
ونجومه وكواكبه ( الأرضيَّةِ )
( و ) بتبدّلاته التي لا تُحصى
المغايرةِ ، تماماً ، لما هو عليه ( الحال )
هنا على الأرض
لا تومض
ولكن تشِعُّ بذهبٍ
شمسيٍّ .
* * *
( شيءٌ ) مذهِلٌ

كلَّما تقدَّمَ بي العمرُ
كلَّما ازدادت المفاجآتُ السعيدةُ ( عندي ) .
أحياناً في الصباحِ الباكرِ
أبدأُ بالذُّهولِ
أرى شيئاً ما
كما لو كنتُ أراه لأوَّلَ مرَّةٍ
بينما يجب أن أكون قد رأيتهُ
ألفَ مرَّةٍ .

* * *





لا شيءُ غير هذا :

توقَّفٌ .
نظرٌ
فهمٌ في رؤيةِ ( ما أراه )
ثم متابعة السَّيرِ
دون النَّظر إلى الوراءِ .

* * *






الأيام الغنيَّةُ

وعندما تنحي الحياة ( يتقدَّم العمرُ )
وكلُّ الرَّغباتِ الصارخةِ
تصبحُ هادئة ، فأهدأَ
عندها تأتي
( تلك ) الأيام الغنيَّةُ
الأكثرُ هدوءاً من الجميع
الأوسَعُ
الأعمق حياةً
الأكثر سعادة
من الجميعِ .

* * *

تَعلُّمُ الحياةِ
كلّ ما تعلَّمته
في حياتي
أدين به للناس .
كثيراً مما تعلَّمتهُ
في حياتي
كنت مرغماً على تعلُّمهِ
دونَ رغبةٍ فعليةٍ .
لقد تعلَّمتُ ما هو الألم
لقد تعلَّمتُ ما هو الموت .
ولا أرغب أن أقولَ
أنني أنهيتُ تعلُّمي
ولكن أستطيع أن أقول :
من خلال النَّاس ، ومن خلال جسدي
تعرَّفتُ الأعمقَ في ذاتي .
الفَهم

خبرتي هي :
إذا ما فهمتُ في الحوارِ
إنساناً
أفهم كم هي عَبثيَّةٌ
رغبةُ الإقناعِ
وأن تكون على حقٍّ
( لأنَّ ) الفهم هو كل شيءٍ .
في كلِّ مرَّةٍ
أفهمُ فيها إنساناً
أفهمُ مغزى حياته .

* * *

الإصغاءُ ، في الحقيقةِ ، يعني :

ـ 1 ـ
سماعَ الصَّوتِ .
النَّظرَ إلى العيونِ .
استيعابُ الوجهِ .
سماعَ لحن الكلماتِ .

ـ 2 ـ
عندما أُصغي الآن
لا أفكِّرُ في أجوبتي .
في الماضي ، لمْ أكنْ أُصغي حقاً
ولكن _ إبَّان الاستماع _
أفكِّرُ بجوابي العميق .

ـ 3 ـ
سابقاً
كنتُ أجيبُ سريعاً
أسألُ الكثيرَ
الكثيرَ الكثيرَ
أقولُ الكثيرَ
الكثيرَ الكثيرَ .

ـ 4 ـ
اليوم _ أخيراً _
أستطيع الإصغاءَ والشُّعورَ :
هناك يتكلَّم أحدٌ ما
يرغبُ في أن يبوحَ
احمِ بوحَهُ .
* * *


وجــوه

الكتابةَ والخطابة
لا هنا ( عن رأيي )
أنا أحملُ الرهانَ الكاملَ
وكلَّ شيءٍ آخرَ في وجهي
( الشاعر)
والت وتيمان
Walt Whitman





كيفَ وتبعاً لماذا
يتشكلُّ وجهُ الإنسان ؟
العمرُ كلُّهُ
كلُّ التفكير والشعورِ
يتَّحدُ في الوجهِ
ولاشيءٌ ، شيءٌ ( آخر )
يمكن أن يكون أكثرَ حيويَّةٍ
أكثرَ حيويَّةٍ من ( ال) وجهِ .
لاشيءٌ آخرُ ، لا شيءٌ غيرُهُ
يستطيع أن يحتوي
على هذه الحيويَّةِ الثاقبةِ النَّاعمةِ .

* * *
(*) والت ويتمان : هو شاعر أميركا الأكثر غنائية ، أصدر عام 1855 الدفتر الأول من ( أوراق العشب ) وهو من أصل هولندي ، عمل والده ، لفترة في تجارة البناء ، وكمعلم في الأرياف ، وفي الصحافة .
المترجم
أنا أفهمُ

لا أفهمُ
أنَّ عليَّ أن أفهمَ الكثيرَ
الكثيرَ جدَّاً
مما لا أرغبُ في فهمهِ
لأن عقلي
_ العمر كلَّه _
تربَّى على أن يفهمَ
وهذا يقولُ لي :
لا تجعل نفسكَ شريكاً
(ف) أنت _ بفهمكَ اللامحدود _
تصبحُ فيه غريباً عن نفسكَ
(و) غيرَ مفهومٍ .

* * *
ما لم أعرفْهُ في الأمسِ

أعرفُ ، أعرفُ :
اليومَ ، أعرفُ أعرفُ
ما لمْ أعرفهُ في الأمس
ما لم أستطعْ معرفته في الأمس
أعرف اليوم ( هذا )
حتى أنني أعرفُ :
هناكَ ما كان يمكن لي
أنْ أعرفَه فعلاً
كانَ عليَّ معرفته
لماذا
لماذا لمْ أعرفْهُ ؟
أولمْ أرغب معرفته ؟
هذه التَّساؤلات
تعنيني اليوم
( أنْ )أعيشَها كأجوبةٍ
(ذاك)يجعلُني أذكى
(ف) من مثل هذه الخِبراتِ
نصبحٌ أذكى

* * *









إلى مشاعري مع الشُّكر

أشعرُ
وأشعرُ بنفسي معافى
وأشعرُ نفسي تصبح أصفى
تصبح حيويةً
في مشاعري
مع مشاعري
سابقاً ، سابقاً ، نعم
كنت أخاف ( من ) مشاعري
لأن المشاعرَ
ليست قابلةً ، بما يكفي ، للتعلُّمِ
وليست مطواعةً أيضاً
مثلَ الأفكار
هذه البَّبغاواتُ
القرود القابلة للتَّعلّم .
أشعرُ بنفسي أعمقَ
أكثرَ حيويةٍ
في مشاعري
( مني ) في أفكاري
أسبحُ ، في مشاعري
كما السَّمكةُ في الماءِ
ولن أدَعَ نفسيَ
ـ من خلال أيَّةِ أفكارٍ ـ
أن تصطادني .

* * *




حالما نُفَكِّرُ

التَّفكير مغايرٌ
للشعور .
ما أن نأخذ بالتَّفكير
حتى ( نبدأ ) بوضع المصطلحاتِ .
الشُّعورُ البَدْئيُّ
يضيعُ
وأفكارٌ تطفو
علينا ، إعادةَ التَّفكيرِ بها .

* * *




الَّلاتفكيرُ

مكِّرٌ شهير
ينقلُ عن نفسه ( القولَ ) :
" التَّفكيرُ تجارةٌ
على تجربةٍ "
لكن بالنسبة لي
فإن أفكاري
تضفي على التجربةِ .
في وسط التفكير
ينتابني الخوفُ
من عدمِ نجاحي في التجربةِ
وعندها آملُ
أحَبُّ لي ، الَّلاتفكير .
* * *
قاعدةٌ حياتيَّةٌ

دعْ قناعاتك
تكون قائدةَ دربكَ
لا تدفن رغباتك
حيَّةً .
أُشعرْ بمشاعرَكَ
أُشعر
لا تجعلها ( مجرَّدُ ) تفكيرٍ ( فحسب ) .

* * *






ضدَّ النسيان بنجاحٍ

كم يجب علينا أن ننسى
لنكون سعداءَ
" يجب علينا ؟ "
كثيراً ما سمعت :
انسَهُ !
عندما لا شيء يساعد
يساعد ، عندها ، النسيانُ فقط .
الخطرُ الحياتيُّ
في هذه المساعدة هو :
( أنْ ) ينسى يوماً ما
التجاهلَ الناجحَ .
* * *
ما الذي يضغط عليَّ (*)
بشدَّة أقصى

هذا ( هو ) الذي يضغط عليَّ بشدةٍ أقصى
كم من سوءِ الحظ
عليَّ أن أنسى كلَّ يومٍ
لأستطيعَ الحياة .
وأنتَ ؟
كيفَ تفعلُ ذلكَ ؟
وكيف يفعله السُّعداءُ
كيفَ يحقق السُّعداءَ
سعادتهم ؟
كم من سوءِ الحظِّ
عليهم نسيانه ، يومياً ،
حتى يكونوا سعداءَ
كم من سوءِ الحظ (!)
ـ حسبَ رأيي ـ كثيراً ، كثيراً
وأنت ، ما رأيُكَ ؟

* * *
(*) وردت هذه القصيدة ،_53 _ ، في الأصل ، ضمن مجموعة الشاعر المسماة " قصائد لتعاش عن ظهر قلب " الطبعة الثامنة عام ؟









في هذه الَّلحظة الآن

ـ 1 ـ
الآن ، في هذه اللحظة
يعذبُ بشرٌ
الآن يُتَلُ بشرٌ بالرصاصِ ، الآن .
الآن يجوع بشرٌ ، الآن .
الآن ، يُخانُ بشرٌ ، الآن .
الآن ، لا تخن نفسَكَ
إذا كنتَ لا ترغبُ
بأن تُذَكرَّ ( بكلِّ ) هذا .





ـ 2 ـ
في هذه اللحظة ، الآن
الآن ، يختبئُ بشرٌ ، الآن
الآن ، يأكلُ بشرٌ ، الآن
الآن ، يتحرَّرُ بشرٌ ، الآن
الآن ، تُضمَّدُ جراحٌ ، الآن

* * *








الَّلحظاتُ الأخيرةُ

وهنَّ يَعرفْنَ
أنَّه مفروضٌ عليهنَّ أنْ يَمُتنَ
ويصمتنَ عن هذه المعرفةِ
( أمام ) أطفالهنَّ .
أنا أرغبُ
لو سُمحَ لي حقاً أن أعرفَ
كيفَ هذه اللحظاتُ تكون .
الموت هكذا
الموت المفروض
مخالفٌ لمعرفتنا عن الموت .
من أين لي أن أعرف
كيف يجب عليَّ أن أموت ؟
ربما بشكلٍ مغايرٍ عن تصوُّراتي .
مثلكَ أنتَ ( أيضاً )
الذي يفرض عليه الموت
بشكلٍ مغايرٍ
مغايرٍ لما تصوَّرهُ .

* * *










الـمـُريـعُ


مريعٌ ، ما أسمعُ
من قولٍ ، و( من ) شكوى
من أسئلةٍ في المؤتمراتِ
عما يلحقه بشرٌ ببشرٍ
( من أذى ) وسيطرةٍ .
يريعني
أكثر من الأعمالِ المريعةِ ذاتها
أن الأعمالَ المريعةَ
فقدت رُعبَها
لتصبَّ ، بروعة ٍ ، في الأخبارِ
و ( في ) وسائطِ الإعلام
عند السياسيينَ إبان طعام العمل
مع قتلَةٍ جماعيين
يجعلونَ بوقاحةٍ وعنجهيَّةٍ
من بعضهم البعض وزراءَ وجِنرالاتٍ
ويعانقونَ ( يا ) للعذابِ ،
بعضهم بعضاً بأخويَّة .
ألقابُهُم تلمعُ
وأوسمتهم ، ( نالوها ) عن القتل الكثير .

* * *







فَلنَسْتنكِرْ !

استنكارُنا ، غضبُنا
يريحني
كما لو كان يحرِّرُني
يجعلني شجاعاً
يعطيني الثِّقةَ
أثِقُ بي من جديدٍ
أثقُ بكَ من جديدٍ
لأنني أشعرُ بالقوَّةُِ
أخيراً ، تعود القوَّةُ
التي هي نحن
عندما نستنكرُ
لأجلِ الحياةِ
لأجل المستقبلِ
نحن ، الكثيرون
ضدَّ ( هم ) القليلون
الذين يحتكرون القوةَ .

* * *











عندما ، سوف

عندما يحِّدثني أحدٌ
عن الفكر الألماني
سأقول " داخاو " (1)
عندما يحدثني أحدٌ
عن الثقافة الألمانية
سأقول " داخاو "
عندما يحدثني أحدٌ
عن التَّعليم الإنساني
سأقول " داخاو "
عندما يحدثني أحدٌ
عن عظمةِ ألمانيا
سأقول " داخاو "
عندما يحدثني أحدٌ
عن الرِّجال العظماء الأمان
سأقول " داخاو "
و"هتلر "(2) و أَوْسْشغِشْزْ " (3)
ولكن أيضاً ( أضِفُ )
غوته (4) ، ليشْنبِيرغْ (5) ، بوشْنَرْ (6)
وكْلايْسْتْ (7) .
* * *
1+3 : من معتقلات النازية الشهيرة .
2 : مؤسس النازية في ألمانيا ، وديكتاتور ما سمي ب : الإمبراطورية الرومانية المقدسة للأمة الألمانية : ( الإمبراطورية الثالثة ) إبان الحرب الكونية الثانية .
4 : يوهان وولفغانغ ، شاعر ألمانيا العظيم ( 1749 _ 1832 ) .
5 : جورج _ كريستوف : عالم فيزياء ألماني ( 1742 _ 1799 ) كتب جملاً فكرية هامة جداً ( Apho, Ismen ) .
6 : جورج ، شاعر اشتراكي النزعة ( 1813 _ 1837 )
7 : إيفالد _ كريستيان ، شاعر وكاتب مسرحي درامي ( 1715 _ 1759 ) .


الوقت الذي فيه نعيش

ـ 1 ـ
لاشيءٌ يشكل وعينا
مثل الوقت
الذي فيه نعيش .
وعيُ آخرِ الوقت
معرفةُ الجنون
لأن المعايير خاطئةٌ
وكذلك العادي ( الطَّبيعي )
أن تكون دون أملٍ
عيشٌ دون سعادةٍ .
ـ 2 ـ
أوقات سيِّئةٌ ؟
بشرٌ سيِّئون !
ـ 3 ـ
هل عِشتُ في زمنٍ آخر …
هل عشتُ في زمن آخر ؟

ـ 4 ـ
الزَّمان يغيِّرُنا
ونحن نغيِّر الزَّمانَ .
نعرف الكثيرَ مما لم يعرفْهُ
إنسانُ العصور الوسطى
ولا نعرف الكثيرَ
مما كان يعرفه .

* * *




في المجتمع فائض الحاجيات (المتخَم)

ـ 1 ـ
من فائض ( نافل ) القولِ
في هذا المجتمع فائض الحاجيَّاتِ
( أنَّ ) الشَّكوى مُرَّةً
تكادُ لا تقال
عن مِزاجِ إنسانٍ
يشعر بنفسه فائضاً ( عن الحاجة ) .
ـ 2 ـ
من فائض ( نافل ) القول
( أن نحكي )
عن ( تلك ) المشاعر
لدى إنسان حيٍّ
يُشعره الآخرون
أنتَ فائضاً ( عن الحاجة )
أنتَ لا تصلح لفعل أي شيءٍ
أنتَ تخطئُ في كل ما تعمل
أنتَ مشكلةٌ
من الأفضل لك لو لم تكن هنا
من الأفضل لا .
ـ 3 ـ
أُنْظر هناك
أشعر هناك
أنتَ تقفُ دوماً
على مَهدِ الكلمة
دون جدوى
أنتَ ، لا تستعمل هذه الكلمة .
أنت تسمِّم ذاتكَ .
* * *
المنقِذون الخَطِرون
أو
غالباً ما يكون الإنقاذ خطراً على الحياة
من ينقذهُ (؟)
مفترسوا البَشرِ
أكَلَةُ لحومِ البَشرِ
(ف) هو برغم ذلكَ
بل بسببِ ذلكَ
ضائعٌ ، لا إنقاذَ لهْ
لا تنسَ :
هناكَ العديدُ من الأشكالِ
لأكلِ الإنسانِ
لافتراس الإنسان .
* * *
أين ينتهي
الطريق ؟

الطّرقات لا تنتهي هناكَ
حيث تتوقَّف ( هي )
الطّرقاتُ تُخلَقُ
حينما نتابع المسير ( عليها )












أين ينتهي الطريق ؟

هناك يتوقف الكثيرونَ
ثمَّ يعودون ( راجعين ) .
ويعودون ( من جديدٍ )
ذاتَ الطريق .
يعبرونَ جانباً
من ينبوعِ الخبرةِ المتبدِّلةِ
( ولا يلتقونه ) :
( ف ) الطرقاتُ لا تنتهي عناكَ
حيث تتوقفُ ( هي )
الطرقات تُخلَقُ
حينما نتابع المسير ( عليها ) .

* * *
من يعرفُ طريقَهُ

والأكثريةُ تعرفُ طريقَها
حتى بدقَّةٍ تامةٍ .
لكنهم يسيرون
على الطريقِ
خوفاً
من أن يتَّهموا
بالحُبِّ .

* * *




طرقاتٌ
ـ 1 ـ
لا تسرْ على الطريق
وتراهُ فحسب
اِفهمْ الطريقَ أيضاً
ـ 2 ـ
سرْ على الطرقات
التي لا نعرفها بعد
لأننا لمْ نسِرْ عليها أبداً
فقط عندها
عندها فقط نستطيع الوصول
إلى هدف أشواقنا
في وقتٍ ما
لا تسَلْ _ متى ؟
* * *
ليس مبكراً وليس متأخراً

إنني أُذَكِّرُ نفسي
بتلكَ الأفكارِ المبّكِّر’ِ
( وبما رافقها ) من سوءِ فهمٍ .
الأفكارُ الكبيرةُ تذهب
الأفكارُ الصَّغيرةُ تأتي .
وحدها تلكَ الأفكار
التي كانت بانتظارنا
تصبحُ لنا
وجهاتَ نظرٍ هامةٍ للحياة .

* * *


فكِّر بما لم تفكِّرْ به أبداً

ما لمْ يُقَلْ في اللّغةِ
ما لمْ يُفكَّر ( به ) في التَّفكيرِ
ما لمْ يُعلَّقْ عليه
في التَّعليقِ
في المفهومِ
حدِّده ، قُدْهُ ، سائلهُ
في فكرنا ولغتنا .

* * *




كـلُّ إنـسـانٍ

( كلُّ إنسانٍ ) يحيا حياتَهُ
( كلُّ إنسانٍ ) يموتُ موتَهُ
هذا ( الكلامُ ) يرفُّ ( يبدو ) و ( كأنه ) الحقيقة
حتى نتغيَّرَ
من خلال التربيةِ و العادية
بالسُّؤال المَصُونِ ( بحذرٍ ) :
هل حياتكَ حقَّاً
هي حياتُكَ
أوْ ( ... ) ؟

* * *


حكـايـاتٌ

كلُّ حياةٍ
كلُّ ( واحدةٍ ) هي حكايةٌ
( حكايةٌ ) لا تعرف المرَحَ
إذا لم تصنعهُ الحياةُ .

* * *







أوهامٌ إذن ؟

الأوهامُ أفضل لا
لا تنظر من خلالها ( شبر غورَها )
طالما هي
تُتِمُّ هدَفها .

* * *







خِـبـرتـي

ـ 1 ـ
لقد كان ( الأمر ) ، كما كانَ
أنظرُ إلى هناك
هكذا كانَ تماماً .
والآنَ أتْركْ .
أتركْ ( لا تقبض عليه ) .
هكذا كان يومئذٍ
هكذا كانَ
تماماً هكذا .
واليوم لن يكونَ هكذا
( كما كانَ ) .



ـ 2 ـ
أنا أشكرُ كلَّ الخِبْراتِ
كلَّ خبرةٍ أتقبَّلها
دونَ تقييمٍ
( و ) دون تقييم ذاتي فيها
تجلبني لنفسي أقرب .
مثلي الأعلى ( ال ) أنا
يريد التَّزويرَ ( الخداعَ )
كما كانَ ( دوماً )
لأنه نفسَهُ ليس أصليَّاً ( مخادعاً )
( في ) رغبته الجنونية بأن يكونَ
كاملاً .




ـ 3 ـ
إنني أُفصم العُرى مع ( ال ) أنا المثالي
كما يتخلص السجين الهارب
أخيراً ، من أصفاده .
أنا حرٌّ
حرٌّ من الخِبراتِ
تحرَّرتُ ( منها )
لن أدَعَ ، بعد الآن
موضعَ شكٍّ
من قِبل أناي الأمثل
أو من الناس
( الذين ) يجعلون من مَثَل أناهِم
الأعلى المريض
معياراً للحياة .
* * *
الآخـرُ

هل يكون هو أيضاً من أكون .
هل يكون هو من أكبتُ .
هل يكون هو من أتنصَّل منهُ .
هل يكن هو من أحيا معهُ .
هل يكون هو من لا أستوعبه إلا مشوَّهاً .

________________________

ملاحظة: لا توجد علامات استفهامٍ في الأصل برغم صيغه الجمل الاستفهامية .
المترجم

* * *

حَـذارِ

ما استوعبه كحقيقةٍ
لا يكون غالباً
أكثر من فلمٍ أراه
منعكساً على شاشةِ السينما .
أرى الفلمَ
الفلم " الحقيقة "
مثير ( هو ) الفلمُ
مثير ( هو ) الواقعُ .

* * *



قلبُ الإنسان

قلبُ الذي يكرهُ
أشدُّ عَتمةً من اللَّيلِ
وأكثرُ برودةً من الموت .
قلبُ الذي يحبُّ
أسطَعُ من الشَّمسِ
وأكثرُ دفئاً من " فيزوف " (*) .
____________________________
(*) فيزوف : هو اسم البركان الشهير في إيطاليا الذي تقع مدينة " بومباي " على سفوحه . ثار هذا البركان عشرين مرة خلال عشرين ألف عام ودمَّر " بومباي " بشكل كامل عام 79 م . هناك لوحة موجودة من عام 1631 تحذر الأجيال القادمة من ثوراته المستقبلية . آخر ثورة له كانت عام 1906 م ، وينتظر أن يثور خلال هذا القرن ، ويصل حتى " نابولي " .

سامِحْ وعِشْ

كم هو محرّرٌ
كم هو جالبٌ السَّعادة
أن تكون سامحتَ
دون حقدٍ تحيا
دون مشاعر ثأرٍ
( و) أن تفكِّر بقلبٍ
خالٍ من البَغْضاءِ .

* * *




يختتم الشاعر( فيرنر شبرنغر ) ديوانه هذا " قصائد تطبيقية " بنصٍ نثريٍّ تحت عنوان : " أنا حول نفسي " ، سأقوم بعرضه الآن :


" أنا حَوْلَ نفسي "

هل تعرفت الطرقَ ، الذي لم يسْلكه أحدٌ ، إذا لم تسْلكهُ أنتَ ؟ .
أنا أعرفه ، لأن خبرة حياتي الأساس ، هي عدم الفصل بين عملي ككاتب وبين حياتي اليومية ، مندون أن يلحق الخراب بهما .
وخبِرتُ أن كل شيء يجري في اللحظة الصحيحة عندما أكون منفتحاً له .
لا أحد يستطيع أن يقرر قدرَهُ .
طبعاً ، إن حياتي قد تحددت واتسمت بمجريات الحرب ( الكونية الثانية ) كجندي بين 1941 _ 1945 و( حياة ) الأسر الطويل بعدها ، حتى عام 1948 ، وبدراستي لعلم النفس ، وعملي على المدمنين للمخدرات وبخاصة الأحداث والعاطلين عن العمل وبالتأكيد أيضاً من خلال عملي كرئيسٍ لمركز التأملات الأوروبي ( INTA ) ومنذ 1960 للتأملات على طريقة ( TMZ ) .
في السنوات الثلاث ، ( التي قضيتها ) في (مدينة ) " بيناريس " ( المقدسة ) وفي " كالكوتَّا " تعلمت التفكير الهندي والتأمل ( الهندي ) ، وذاك في ( معبد ) " أشرام " ( الشهير عالمياً ) وخارجه ( أيضاً ) .
في معبد " ترابيننس " في ( مدينة )" غيتسماني "
في ( ولاية ) " كينتكي " ( الأمريكية ) تعلمت الصمت ، وفي محاورة " الناس المرضى " تعلمت الكلامَ .
الخبرةُ الحاسمة كانت ، بالنسبة لي ككاتبٍ ، أن للقصائد أثر شافٍ على المرضى ، تماماً كالحوار المليء بالثقة، ( و ) كالموسيقى والرقص .
بالنسبة لحياتي ، كما لكل حياة ، أعتمد ( مقولة ) : أن الكلَّ أكثرُ من مجموع أجزائه .
هامٌ ، بالنسبة إلي ، كيف يحيا الإنسان وليس ما يقوله ، وهو هو حقاً ( موجود ) براحة في ذاته وهل يوقظ ( فينا ) الفرحَ والحبَّ ، هذا هو ما تعلمتُ أن أتنبَّه إليه .

=====================


من إصدارات د.شاكر مطلق
مجموعات شعرية عام (م)
1 - نبأ جديد …..............................مكتبة الزهراء 1957
2 - معلقة كلكامش على أبواب "أوروك "... دار الإرشاد 1985
3 - تجليات " عشتار " ......................... دار الكتاب 1988
4- زمن الحلم الأول..........................دار الذاكرة 1990
5- ذاكرة القصب ..............................دار الذاكرة 1994
6- تجليات الثور البري .......................دار الذاكرة 1997
7- يا أبانا / يا أبانا ( مكاشفات العارف)..... دار الذاكرة 1997
8- تجليات للعالم السفلي ....................دار الذاكرة 1999
9-تجليات الظلال ............................دار الذاكرة 2000
10- هكذا نتكلم يازرداشت-( نص أدبي _ فكري ) ....... 2007
( صدر عن اتحاد الكتاب العرب – دمشق ) .
وصدر له أيضا :
- فصول السنة اليابانية (شعر) – ترجمة –اتحاد الكتاب العرب –دمشق 1990
-لا تبح بسرك للريح (شعر وحكم) من الصين واليابان – ترجمة – دار الذاكرة 1991
-على شاطئ الأيام البعيدة (شعر ياباني) – ترجمة – دار الذاكرة 1995 -درب الكشف: شعر(زن) من الصين واليابان– ترجمة – دار الذاكرة 1999
- الشاعر الصيني القديم (لي- تاي- باي). – ترجمة – دار الذاكرة 1999
- مجموعة كتب علمية طبية (جراحة العين وفحصها ) دار الذاكرة
-وصدر له أيضاً بالاشتراك مع الشاعر محمد علاء الدين عبد المولى بيبليوغرافيا من المشهد الشعري في حمص _ نهاية ق20 – دار الذاكرة 2002
- كل شيء الآن كل شيء : شعر ألماني ( ت ) وزارة الثقافة – دمشق 2005
- الزِّن في فن الشعر ( الياباني ) دراسة و تـ.-وزارة الثقافة – دمشق 2007
قيد الإعداد للطبع :
ذاكرة البحر (شعر) .............................
ذاكرة الندى ( شعر ) ..........................
خطيئة المقدس _ وردة الجحيم ( شعر )
قد يحزن الرجال (شعر )
مئة حالة للقمر (شعر )
- الأدب الجرماني : من البدايات حتى اليوم - في مجلدين .
مجموعة كتب علمية للأطفال (ترجمة) .. دار الذاكرة .

ناهد يوسف حسن
17/04/2008, 12:49 AM
رائع أستاذ شاكر مطلق
حاولت أم أن أقتبس شيئاً مما كتبت
فوجدته كله معبراً وجميلاً
تحياتي ودمت شاعراً مبدعاً
والله الموفق

عبدالناصر الأسلمي
28/04/2008, 02:35 PM
جميل

جميل استاذ شكر المطلق

فعلا علق بذهني

كيف ينمو كل شيء بسكون

عبدالناصر الأسلمي
28/04/2008, 02:35 PM
جميل

جميل استاذ شكر المطلق

فعلا علق بذهني

كيف ينمو كل شيء بسكون