المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجعيني - أقصوصة



نزار ب. الزين
01/10/2006, 05:02 PM
رجِّعيني

أقصوصة

نزار ب. الزين*


قالت نوال ذات الثامنة لأمها بكل جدية و تصميم :
- ماما ، ألم تقولي أنني جئت من بطنك ؟ أريد أن أعود إليه ..
ضحكت الأم ، ثم أجابتها :
- و لكن ما الذي يدفعك لهذا الطلب ؟
أجابت نوال و قد بدأت قطرات من الدمع تنبثق من مقلتيها :
- أبي يضربني إذا لم تكن درجاتي الشهرية كاملة ، وأنت تضربينني إذا لم أنفذ بدقة ما تأمرينني به ، و المعلمة تضربني لأتفه خطأ قد أرتكبه في القراءة أو الإملاء ، و البنت الكبيرة من الصف الخامس تضربني إذا لم أعطها مصروفي اليومي ....
ثم أجهشت بالبكاء قبل أن تكمل قائلة :
و بابا بالأمس ضربك ، يعني عندما أكبر و أتزوج سيضربني زوجي ؛ و أنا لم أعد أحتمل الضرب .
أرجوك يا أمي رجِّعيني ..------------------------------
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو جمعية المترجمين العرب ( ArabWata )
البريد الألكتروني : nizar_zain@yahoo.com
الموقع : www.FreeArabi.com

محمد فؤاد منصور
21/06/2007, 12:32 AM
الأستاذ الكبير نزار الزين
أطلت الغيبة فقلت أفتش فى الصفحات المنسية.. قصة بسيطة فيها سلاسة وإنسياب وقدرة على تكثيف المعنى بحيث يحمل الرسالة فى وضوح ، القهر يعيد الأنسان إلى الوراء وماذا وراء طفلة قد بلغت الثامنة بالكاد سوى أن تتمنى العودة من حيث جاءت، الحاضر لايسر والمستقبل لايبشر بخير فالحياة إذن لامعنى لها فكرة عميقة عبّرت عنها بأسلوب السهل الممتنع..لك تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :good:

نزار ب. الزين
12/07/2007, 03:14 AM
الأستاذ الكبير نزار الزين
أطلت الغيبة فقلت أفتش فى الصفحات المنسية.. قصة بسيطة فيها سلاسة وإنسياب وقدرة على تكثيف المعنى بحيث يحمل الرسالة فى وضوح ، القهر يعيد الأنسان إلى الوراء وماذا وراء طفلة قد بلغت الثامنة بالكاد سوى أن تتمنى العودة من حيث جاءت، الحاضر لايسر والمستقبل لايبشر بخير فالحياة إذن لامعنى لها فكرة عميقة عبّرت عنها بأسلوب السهل الممتنع..لك تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :good:
===========================
أخي الفاضل الدكتور محمد فؤاد منصور
بعد مشقة كابدتها في مطار (هيثرو ) لندن بسبب حالة الطوارئ المعلنة يوم الثالث من حزيران/يونيه، و وعكة صحية عانيت منها في الأيام الأخيرة من رحلتي إلى الوطن ، ها أنا أعود لأصافح كلماتك الطيبة و تعقيبك القيِّم على أقصوصة ( رجعيني ) .
الأطفال أيضا لهم معاناتهم يا أخي ، و بحكم مهنتي كأخصائي إجتماعي سابق ، مر علي الكثير من حالات الطفولة التعيسة .
شكرا لتعقيبك الجميل و لك مني كل مودة و تقدير
نزار ب. الزين

جوتيار تمر
30/07/2007, 05:56 AM
الاستاذ الكبير نزار..
أ ليست الحياة كلها منذ البدء ضرب في ضرب...
انها منذ الخليقة..تعيش حالى ضرب مستمرة..

فهذا آدم...وتلك حواء...
وذاك قابيل وهابيل..
الحياة..انما اصبحت مجرد..شرك للضرب..وسواء اردنا ام لم نرد..
البقاء لمن يضرب قوة..!

استاذي الكبير..
مشكلة الضرب هذه تعد من المشاكل التي ارادت بعض الدول الشرقية والعربية بالاخص منها تفاديها.. من اجل بناء سليم للفرد.
لانه بلاشك هذه العملية خلفت لدى البعض عقد نفسية..واخرى تشويهات جسدية واعاقات دائمة..وبعضها وقتية..والاكثر وبالا انها تسببت بزرع خوف مستمر داخل الاسرة وفي نفس الفرد..وهي تعدت من ضرب الاطفال من قبل الوالدين الى ضرب الاب للزوجة..ووووو.
ولايمكن فصل هذه العملية من التكوين النفسي للطفل داخل الاسرة لانها تمس مباشرة عنلية تكوين السلوكيات والطبائع وحتى نمط الافكار التي يمكن ان يتبناها الطفل اثناء مراحل تنشيئته.
وهذه الاقصوصة..تعطينا بلا شك..هذه النمطية..وهذه الافكار التي قد تراود اي طفل..دون استثناء..بل هي بدأت من خلال القصة تعكس اثارها داخل المدارس..لان الاطفال تعلموا التحكم والسلطة والضرب من ايائهم وامهاتهم فاصبحوا يمارسونها داخل المدارس..بل وفي حياتهم اليومية مع اصدقائهم.
ولا اعلم الى متى يمكن تجاهل هذه الظاهرة التي باتت تنشأ فردا خائفا داخل ذاته .
ولايمكن تجاهل اثار هذه الظاهرة على المجتمعات الان..فكيف بها مستقبلا.
حيث قد ينشا جيل لايثق بنفسه..ولايستطيع تقديم اي شيء لغيره.. يعيش الخوف والخضوع..ولايعرف من الاستقلالية والحرية.
انها بالفعل مشكلة ان لم يتم تداركها اليوم قبل الغد..تكون عواقبها وخيمة على الفرد..والاسرة..والاجتماع.

استاذي القدير..
نص اخر..برؤية الواقع المر الذي نعيشه..حتى داخل بيوتنا.

محبتي وتقديري
جوتيار

محمود الديدامونى
30/07/2007, 11:08 AM
رجِّعيني

أقصوصة

نزار ب. الزين*


قالت نوال ذات الثامنة لأمها بكل جدية و تصميم :
- ماما ، ألم تقولي أنني جئت من بطنك ؟ أريد أن أعود إليه ..
ضحكت الأم ، ثم أجابتها :
- و لكن ما الذي يدفعك لهذا الطلب ؟
أجابت نوال و قد بدأت قطرات من الدمع تنبثق من مقلتيها :
- أبي يضربني إذا لم تكن درجاتي الشهرية كاملة ، وأنت تضربينني إذا لم أنفذ بدقة ما تأمرينني به ، و المعلمة تضربني لأتفه خطأ قد أرتكبه في القراءة أو الإملاء ، و البنت الكبيرة من الصف الخامس تضربني إذا لم أعطها مصروفي اليومي ....
ثم أجهشت بالبكاء قبل أن تكمل قائلة :
و بابا بالأمس ضربك ، يعني عندما أكبر و أتزوج سيضربني زوجي ؛ و أنا لم أعد أحتمل الضرب .
أرجوك يا أمي رجِّعيني ..------------------------------
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو جمعية المترجمين العرب ( ArabWata )
البريد الألكتروني : nizar_zain@yahoo.com
الموقع : www.FreeArabi.com

الكاتب الكبير / نزار الزين
تحياتى لك
أقصوصة تدعو للتأمل
تلك الطفلة التى ما زالت فى مقتبل العمر محملة بكل تلك الهموم
ومن خلال تجارب خاصة جدا
هذا هو الجديد
إظهار قدرة الطفلة على الإدراك الكامل لماهية القهر
وقدرتها أيضا على رفضه رغم استحالة ذلك
رجعينى
كان الحل الطفولى البديع
لك الود مبدعنا الكبير

بديعة بنمراح
30/07/2007, 07:57 PM
الأستاذ المبدع نزار
:hey: هذه الطفلة تصرخ.. ترفض أن تهان و تقهر من محيطها: الأب.. الأم و الأستاذة.
العودة أو الرجوع أو الهروب من واقع مر ، بالنسبة لطفلة.. زهرة في عنفوانها
معناه أن كل شيء جميل دمر و عبث به حتى سنابلنا الخضراء المتفتحة على الحياة و البهجة
دمت متألقا

طه خضر
30/07/2007, 08:07 PM
أي بؤس ..!!

لم أتخيل أن الأطفال قد يصل بهم اليأس والقنوط الى هذا الحد..

سمعتها من أحدهم ، ظننته يمزح ...


أمـّـنت بعد أن قراتها من يد الأستاذ الفاضل ..

كل الإحترام والتقدير .

نزار ب. الزين
31/07/2007, 06:56 PM
الاستاذ الكبير نزار..
أ ليست الحياة كلها منذ البدء ضرب في ضرب...
انها منذ الخليقة..تعيش حالى ضرب مستمرة..
فهذا آدم...وتلك حواء...
وذاك قابيل وهابيل..
الحياة..انما اصبحت مجرد..شرك للضرب..وسواء اردنا ام لم نرد..
البقاء لمن يضرب قوة..!
استاذي الكبير..
مشكلة الضرب هذه تعد من المشاكل التي ارادت بعض الدول الشرقية والعربية بالاخص منها تفاديها.. من اجل بناء سليم للفرد.
لانه بلاشك هذه العملية خلفت لدى البعض عقد نفسية..واخرى تشويهات جسدية واعاقات دائمة..وبعضها وقتية..والاكثر وبالا انها تسببت بزرع خوف مستمر داخل الاسرة وفي نفس الفرد..وهي تعدت من ضرب الاطفال من قبل الوالدين الى ضرب الاب للزوجة..ووووو.
ولايمكن فصل هذه العملية من التكوين النفسي للطفل داخل الاسرة لانها تمس مباشرة عنلية تكوين السلوكيات والطبائع وحتى نمط الافكار التي يمكن ان يتبناها الطفل اثناء مراحل تنشيئته.
وهذه الاقصوصة..تعطينا بلا شك..هذه النمطية..وهذه الافكار التي قد تراود اي طفل..دون استثناء..بل هي بدأت من خلال القصة تعكس اثارها داخل المدارس..لان الاطفال تعلموا التحكم والسلطة والضرب من ايائهم وامهاتهم فاصبحوا يمارسونها داخل المدارس..بل وفي حياتهم اليومية مع اصدقائهم.
ولا اعلم الى متى يمكن تجاهل هذه الظاهرة التي باتت تنشأ فردا خائفا داخل ذاته .
ولايمكن تجاهل اثار هذه الظاهرة على المجتمعات الان..فكيف بها مستقبلا.
حيث قد ينشا جيل لايثق بنفسه..ولايستطيع تقديم اي شيء لغيره.. يعيش الخوف والخضوع..ولايعرف من الاستقلالية والحرية.
انها بالفعل مشكلة ان لم يتم تداركها اليوم قبل الغد..تكون عواقبها وخيمة على الفرد..والاسرة..والاجتماع.
استاذي القدير..
نص اخر..برؤية الواقع المر الذي نعيشه..حتى داخل بيوتنا.
محبتي وتقديري
جوتيار
====================
صدقت يا أخي جوتيار ، فإن مشكلة العقاب البدني لها عدة أبعاد سيئة
على شخصية الطفل ،
فتتفاوت ردود فعله بين الخوف الدائم و ضعف الشخصية ،
و بين التسلط و اذى الآخرين و تخريب الممتلكات ؛
و هناك مقولة تربوية :
" العقاب البدني عدوان
حتى لو كان من قبل أعز الناس "
شكرا جزيلا لمشاركتك التفاعلية
و تقبل احترامي و تقديري
نزار

نزار ب. الزين
31/07/2007, 07:04 PM
الكاتب الكبير / نزار الزين
تحياتى لك
أقصوصة تدعو للتأمل
تلك الطفلة التى ما زالت فى مقتبل العمر محملة بكل تلك الهموم
ومن خلال تجارب خاصة جدا
هذا هو الجديد
إظهار قدرة الطفلة على الإدراك الكامل لماهية القهر
وقدرتها أيضا على رفضه رغم استحالة ذلك
رجعينى
كان الحل الطفولى البديع
لك الود مبدعنا الكبير
======================
أخي الكريم الأستاذ محمود
الأطفال لديهم مشاعرهم ، بعضهم يعبر عنها بالبكاء ، و بعضهم بسلوكيات غير مفهومة للكبار كالتخريب ، و الذكي منهم من يتمكن من التعبير البليغ كما فعلت الطفلة نوال.
شكرا لزيارتك و تعقيبك الجميل.
مودتي و تقديري
نزار

نزار ب. الزين
31/07/2007, 07:12 PM
الأستاذ المبدع نزار
:hey: هذه الطفلة تصرخ.. ترفض أن تهان و تقهر من محيطها: الأب.. الأم و الأستاذة.
العودة أو الرجوع أو الهروب من واقع مر ، بالنسبة لطفلة.. زهرة في عنفوانها
معناه أن كل شيء جميل دمر و عبث به حتى سنابلنا الخضراء المتفتحة على الحياة و البهجة
دمت متألقا
==========================================
أختي المتألقة بديعة
العقاب البدني عدوان ، حتى لو كان من قبل أعز الناس كالوالدين .
أما المقولة الشائعة : " إضحك لمن يبكيك " فقد ثبت خطلها و أذاها البليغ ، و للأسف ما زال الكثيرون يمارسون هذا السلوك المشين .
شكرا لمرورك و تفاعلك مع القضية التي أثارها النص ، و دمت بخير
نزار

نزار ب. الزين
31/07/2007, 07:18 PM
أي بؤس ..!!
لم أتخيل أن الأطفال قد يصل بهم اليأس والقنوط الى هذا الحد..
سمعتها من أحدهم ، ظننته يمزح ...
أمـّـنت بعد أن قراتها من يد الأستاذ الفاضل ..
كل الإحترام والتقدير .
======================
أخي الفاضل الأستاذ روح
الأطفال الأذكياء جدا بإمكانهم التعبير على هذا النحو ، أما الآخرين فإما يكبتون آلامهم فتظهر على شكل عقد نفسية ، و إما يعكسونها على الأطفال الآخرين في سلوك عدواني أو تخريبي .
شكرا لمرورك و دمت بخير
نزار

عبد العزيز غوردو
01/08/2007, 03:33 AM
أستاذي الفاضل نزار

كم هو قاس أن نتحول إلى مجرد رقم صغير، في "جدول للضرب" كبير؟؟؟

ألا نتمنى الرجوع عندها إلى دفء الرحم/الخلاص؟؟

دمت متألقا... ودام قلمك منيرا

نزار ب. الزين
01/08/2007, 04:15 PM
أستاذي الفاضل نزار
كم هو قاس أن نتحول إلى مجرد رقم صغير، في "جدول للضرب" كبير؟؟؟
ألا نتمنى الرجوع عندها إلى دفء الرحم/الخلاص؟؟
دمت متألقا... ودام قلمك منيرا
========================
أخي الدكتور عبد العزيز
لقد أكتشفت معنى كبيرا بين سطور الأقصوصة ، براعة و إبداع
سلمت أناملك و دمت بخير
نزار