المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كنوز من طين 1- 2 (قراءة في ألواح طينية )- د.شاكر مطلق



الدكتور شاكر مطلق
15/04/2008, 10:00 AM
نشرت في الأسبوع الأدبي – دمشق تاريخ 22/7/06
العدد (1016 )
كنوزٌ من طين ( 1 + 2 )
" رُقُمٌ " - ألواحٌ طينيّةٌ -
من تاريخ شرقنا القديم



لوح وختم الملك الحثّي " تودْهالِياس "الرابع .

_ رُقيمٌ مع طبعة ختم ( ملكي ) في وسطه .
عثر عليه في قصر أجاريت _ أوغاريت _ الأرشيف الجنوبي ، يعود إلى أواخر " الزمن السوري الوسيط " منتصف القرن 13 ق.م .
المادة : طين
الأبعاد :14.2 × 8.8 ×6.2 ( السماكة ) سم .
قطر الختم ( المسطح )Ø 5.2 سم .
مكان وجوده : ( متحف دمشق الوطني )-دمشق :
[ 159 – 17 . 53 . R s ] 6653 S .
أدبيات
1 _ C.I.F.-A . Schaeffer : الأوغاريتيّات ( إصدارات عن أوغاريت ) ( 1956 ) الصفحة 19 – الصور 24 – 26 .
J . Nougayrol : ( بالفرنسية ) القصر الملكي في أوغاريت ( الجزء- IV ) - ( 1956 ) الصفحة 126 اللوح 22 – معرض طوكيو ( الأثري السوري ) رقم 133 .
( الموضوع ) : أمر الملك الحثي ( تودْهالِيا – Tudchalija ) الرابع (حكَم ما بين 1250 – 1200 ق م ) ، يتعلق بطلاق ملك أوغاريت المدعو " أميَّيسْتامرو _ Ammistamru " الثاني من ابنة ملك
" أمورّو – Amurru " المدعو " بِنـْتـيشيـنا – Benteschina " وحول إعادة " كنز الوليمة " – ( سياق العرس ) – وتنظم وراثة العرش في أوغاريت .
الختم :
يقول النص المحيط بطبعة الختم المكتوب بالقلم المسماري:
" ختْم تودْهاليا ، الملك الأكبر ، ملك حِثي ، البطل ، ابن حتّوسيلي - Hattusili ، الملك الأكبر ، البطل ، ( وابن ) بودوشيبا – Puduchepa ، الملكة الكبرى لحثّي ، حفيد مورسيلي – Mursili الملك الأكبر ، البطل .
ترجمة النص ( الأمر الملكي ):
" من شمسي تودهاليا ، الملك الأكبر ، ملك حِثّي ( إلى ) أميستامرو ، ملك أوغاريت ، الذي أخذ ابنة بـِنـْتيشينا ، ملك أمورّو ، زوجةً له ، ( لكنها ) هي لم يكن في ذهنها إلاَّ الشر ضد ( زوجها ) أميستامرو . أميستامرو قام لذلك بطلاق ابنة بـِنْتيشينا . للأبد ! الآن ينبغي على ابنة بـنْـتيشينا ، أن تأخذ ( معها ) كلّ ما أحضرته إلى بيت أميستامرو ، ويمكن لها أن تغادر بيت أميستامرو .
حول كل ما تصرّفَ به أميستامرو ( من متاع ) يمكن لأهل أمورّو تأكيده بالقسَم وعلى أميستامرو تعويضهم ( بدلاً عنه ) ، أما فيما يتعلق بـ " أُتريشارّوما ، فهو في أوغاريت وريث العرش . ولكن إذا قال أتريشارّوما : " أرغب في الانضمام إلى أمي " فيجب عليه أن يلقي بردائه على الكرسي الصغير ويذهب ( عندها ) أميستارو ، ملك أوغاريت ، سوف يضع أحد أبنائه وريثاً للعرش بدلاُ منه . إذا حصل بعد موت (أبيه) أميستارو أنْ أخذ (ابنه) أُتريشاروما أمَّة إلى أوغاريت
( ليجعلها ) ملكةً – أمّـاً – مرةً أخرى ، فيجب عندها على أتريشاروما أن يضع رداءَه على ( الـ ) كرسي الصغير ويذهب حيثما يشاء عندها سيقوم شمسي ( تودْهاليا ) بوضع أحد أبناء أميستامرو ملكاً على أوغاريت . وفيما يتلو من وقت لن تقوم ابنة بنْـتشينا بسبب أولادها ، بناتها أو أصهارها برفع دعوى ( ضدَ الملك المعَيّن الجديد ) :
( بحجّة أنهم ) يتبعون(للملك المتوفى ) أميستامرو ، ملك أوغاريت . ولكنْ إنْ رفعت دعوى فسوف يُبرز لها ( الملك الجديد ) هذا اللوح. " . أهـ .
على الوجه الأمامي للّوح ، المحدّب كثيراً ، توجد الطبعةُ العميقة لختم الدولة الرسمي للملك الحثي الأكبر ( تودْهالياس الرابع ). في وسط الختم ، ( وبالخط الشبيه بما نعرفه من الكتابة الهيروغليفية – ( المقدسة ) – توجد عبارة ( بالخط المسمّى ) هيروغليفين لوفيشي - Hiroglphenluwische . تقول :
" شمسي – مجسَّدةً على قرص الشمس ، وهي قول الملك الحثيي عن نفسه – تودْهاليا ، لابارنا – لقب ملكي يشبه لقب القيصر الروماني – الملك الأكبر " يتلوها ، مرة أخرى رمزُ الملك الأكبر ، واسمه الثاني الحوريّ ، وفي الأسفل ( من طبعة الختم ) بين
" علامتي الحياة ( يِردُ ) اسمُه الحثّي ولقبُه . في اليمين يقف الملك شخصياً ، بتنّورةٍ قصيرة ، ( حاملاً ) الرُّمح ( وهو ) في عناق مع إله بِزِيّ مشابهٍ يحمل " هَراوةً " ، ويوصفُ بالكتابة المجاورة ، بـ إله الطقس " القوي " أمامهما ( تقف ) ربةٌ أنثى ، برداء طويل ،( و ) يغطي رأسَها ما يبدو من الجانب شـبيهاً بخوذة سائقي الدراجات
( القٌلُنْسوة ) . القضيب الرّمزي ( الصّولجان ) الذي ترفعه ( بيدها اليسرى ) ، عليه علامات شموس ( خمس ) متوضّعةً فوق بعضها بعضاً ، تكشف عن ( هُويتها ) كربّةِ الشمس في أرينّا – Arinna . ( التي ) تحتل في عالم الآلهة الحثية ( مرتبةَ ) إلهة الدولة العليا ، تلك التي
" تدير ممالكَ الذكور والإناث "(حسب جنس الملك الجالس على العرش ) .
--------------------------------------
E-MAIL:mutlak@scs-net.org



ختم الملك الحثّي "تودْهالِياس الرابع " على لوحٍ طينيّ


تفاصيل ختم الملك الحثّي "تودْهالِياس الرابع "– ( 1250 – 1200 ق م . )


========================================
الموضوع الثاني ( رَصَد الأفعى ) : ترجمة عن الألمانية د. شاكرمطلق



كنوزٌ من طين ( 2 )
" رُقُمٌ " - ألواحٌ طينيّةٌ -
من تاريخ شرقنا القديم



د. شاكر مطلق
حمص - سورية
ترجمة ( عن الألمانية ) وقراءة مقارنة
" رُقيم " استحلاف – ( حجاب – رُقيَة ) الأفعى

في هذه المجموعة التي أعمل عليها ، مترجماً – عن الألمانية – أقدم بعض النصوص التي أراها هامة وطريفة من إرثنا الحضاري العظيم المكتوب والمنقوش على الطين والحجر وأراق نبات " البردي " وعلى الجلود ( الرّقّ ) والمعدِن وغير ذلك ، والمنتشر في كل جهات الأرض .
كنت قد تحدثت في الحلقة الأولى تحت عنوان " كنوز من طين 1 " - المنشورة في الأسبوع الأدبي – دمشق بتاريخ 22 /7/2006 العدد ( 1016) - عن محتوى رُقَيْم – لوح طيني – يحمل خاتم الملك الِحثّي " تود هالياس الرابع " – 1200 – 1250 ق.م – الذي يوثِّّق فيه لطلاق ملك " أوجاريت " – رأس الشّمرا ، أوغاريت ، قرب اللاذقيّة في سورية - من زوجته ، ابنة ملك " أمورو " ويحدد فيه ، على الرّقيم الَممهور بخاتَمه الملكي ، الشّروطَ والتعويضات ومسألة الوراثة ... الخ .


خاتم الملك الِحثّي " تود هالياس الرابع "
( 1200 – 1250ق.م ).

في النص التالي ، الآنَ ، أقدم قراءةً للمقطع الأول من رُقيم يحتوي على رُقيَة – حجاب – ضد عضّة الأفعى وصلنا من " بيت الكاهن " في " أوجاريت " وعلى وجه التحديد من مرتفع المدينة المسمى " أكروبولوس " الواقع في شمال شرقي المدينة الحضارية على ساحلنا العريق .


رُقَيم " تعويذة الأفعى "من القصر الملكي في " أوجاريت " ( القرن 14 – 13 ق.م ) .
الرُّقَيْم الأصل محفوظ في متحف دمشق تحت رقم : ش6587 ( ر.ش 24/244 ) . أبعاده ( 24،5 X 16 سم ) ، قرأه العلماء " فيرلو " ثم " كالو " وأيضاً " كسيلاّ " .
اللوح مكتوب على وجهين يضم كل منهما 28 سطراً موزعة على حقول – فقرات – عدة .
وضعتُ – كعادتي في كلّ ترجماتي وحيثما اقتضت الضّرورة - ضمن قوسين كبيرين ( ) بعض الكلمات اللازمة لفهم النص ولضرورات لغوية تخصّ لغتنا العربية العريقة .
ترجمة مطلع اللوح الطيني ( الرُّقيم ) تقول :

" أمُّ الحصان ، الفرس ، ابنة اليَنبوع ، ابنة الحجر ، ابنة عالَم الّسماء والعالم السُّفلي ، تنادي" شاباش – Schabasch " – شفش - ( إلهة الشمس ) أمها : شاباش ، ( أيّتها ) الأم ، احملي الكلمةَ ( كلِمتي ) إلى " إيلْ – El " ، عند بدايات النهرين ، عند التقاء العُمقين ( لأنها ) رُقية ( ضد ) عضّة الأفعى ، ( ضدّ ) سُمّ الأفعى ذات الحراشف : المُستحلِفُ يتوسّلّ منكِ تدمير وإبعاد السّم ( الذي ) فيها.
( لكن ) انظري إنه يرفع الأفعى إلى الأعلى ، يُطعم الأفعى
ذات الحراشف ، يضع كرسياً هناك ويجلس " ، أ هـ .
هذه المقاطع مكتوبة بنظام صارم ، وتتكرر بالكامل على اللوح ( الرُّقيْم ) اثنتي عشرة مرة ، وبنفس الصياغة المذكورة أعلاه ، لكنها تتوجه بالدعاء في كلّ مرّة إلى آلهةٍ بذاتها ، معروفة أماكن الإقامة مثل ( موطن بعل في أعالي جبل صفُّون – الجبل الأقرع ، وموطن الآلهة " شاهار " و" شاليم " في السماء ، وإلى غيرهما من الآلهة غير محددة مواطن السكن مثل " عَناة " و " عَثار أو عَثارة " – من ماري – ( تل الحريري ) – و " كوثر – خاسيس " في جزيرة " كريت " – اليونانية – أو " كابادوكيا " – التركية الآن – لكن الآلهة لا تستجيب لدعاء ابنة إلهة الشمس ، في " مجمع الآلهة – بانثيون " ما عدا الإله " حورون " وذلك بعد أن تَحضر إليه إلهةُ الشمس شخصياً ، لتطلب منه أن يعمل على إبطال مفعول السم ، وهو الموكل إليه شأن الأفاعي ، ولقَبه " سيد الثعابين في أوجاريت "، فيستجيب الرب " حورون " لطلبها لقاءَ الاحتفاظ بابنتها - المستجيرة بها – ثمناً لذلك ، وثمن نقل قدرة إبطال مفعول سم الأفاعي إلى أمها " شاباش – شفش " إلهة الشمس كما ذكرنا .
كانت الرّقية تتطلب تكرار أسماء الآلهة حسب نظام وترتيب صارمين حتى تفعل الرّقية مفعولها ، وكانت التعويذة – الرّقية يُحتفَظ بها أو تتمّ تلاوتها أمام المبتَهلين المؤمنين في " بيت المستعيذين " الأمر الذي يؤدي إلى حماية أهل البيت من عضة الأفعى السامة .
الصديق الباحث المهندس " ملاتيوس جغنون " كان قد ألقى بحثاً هاماً أمام جمعية " العاديات " في اللاذقية ، أهداني مشكوراً نسخة عنه ، حول قراءة "إيـبوغرافية " – وهو علم قراءة الخطوط والنقوش القديمة – " قام بها لرسالة ملك صور إلى ملك " أوجاريت " عُثر عليها في فرن شيّ الألواح في قصر المدينة الملكي وفي زاويته الجنوبية الغربية ، وتعود للقرن ( 13 – 12 ق.م ) عشية دمار المدينة على يد ما يسمّى بـ ( شعوب البحر ) ، ويبدو أنها ترجمت إلى الأوجاريتية عن الأكادية التي كانت لغة التّدوين الرسمية .
الرسالة تتحدث عن لجوء سفن كان ملك أوجاريت قد طلبها من فِرعَوْن مصر ، واضطرت إلى اللجوء - بسبب عاصفة مطرية قوية - إلى ميناء صور ، حيث استولى رئيسُ التجارة على حمولة الحبوب الموجودة في الدّنان ، وأخذها منه الملك ليعيدها إلى ملك أوجاريت . القسم الآخر من السفن لجأ من العاصفة إلى ميناء
( عكّي – عكا ) ويطمئن في الرسالة ملكُ صور ملكَ أوجاريت عن مصير سفنه ، وهي دراسة " إيبوغرافية " متقنة وممتعة حقاً .
أما القسم الآخر من بحثه فكان يدور حول " رُقية – تعويذة ضد عضة الأفعى " ، وهو نفس اللوح الذي قدّمتُ ترجمةَ قراءته أعلاه عن الألمانية كما أشرت .
نظراً لوجود بعض الفروقات في ترجمة اللوح ( الرّقَيم ) بين ما قدمته وما قدمه الصّديق الباحث " ملاتيوس جغنون " في محاضرته ، أرى من المفيد إطلاع القارئ على نصِّ ترجمته للمقارنة بينهما .
تحدثت معه حول بعض نقاط الخلاف في قراءة كل منّا ، فأبدى اهتماماً بالسطور الأخيرة من ترجمتي الواردة أعلاه ، وأبدى رغبته بالتّعمق في قراءة النص من جديد ، غير أنه أكّد لي أن مطلع النص يتحدث حرفياً عن " أم الفحل " وليس كما ورد في ترجمتي عن " أم الحصان " .

الآن أقدم نص ترجمة الأستاذ " ملاتيوس جغنون " لنفس الرّقيم :

( 1 – إن أمّ الفحل ، الفرس الأصيلة ، ابنة النّبع ، ابنة الحجر ، ابنة السماوات والمحيط
2 – صرخت نحو شفش أمها ، يا شفش أمي ، احملي صوتي إلى
3 – إل وإلى نبع النهرين وملتقى المحيطين
4 – احملي استعادتي من عضة الثعبان السام ، من الثعبان
5 – الذي انسلخ جلدُه ، يا مروّض الأفاعي : دمرّه ، واستخرج منه
6 – سمّهُ ، وليكن الثعبان مربوطاً ، وليكن الثعبان شبعاناً
7 – وليتّخذ مقعداً ، ويركن إليه. )

هكذا وردت ترجمة الحقل أو الفقرة الأولى عنده .
تستمرّ بقية كلمات اللوح في تكرار الصيغة ذاتها موجّهة إلى آلهة عديدة في مواطن سكنها المعتادة ، حيث تتوجه إلى موطن بعل – في أعالي جبل صفون – وغيره من الآلهة التي ورد ذكرها أعلاه .
سأقدم الآن قراءة بقية النص حرفياً - كما وردت لدى الباحث
" ملاتيوس جغنون " – للأسطر 61 – 76 :
(61 – تدير شفش وجهها نحو حورون ، وهي التي ستُحرَم من أطفالها
62 - في مملكته
63 – وهو يتجه نحو أراسيخ الكبرى
64 – ونحو أراسيخ المرويّة جيداً ( ؟ ) ويقتلع الأثلَ من بين الأشجار
65 – نبتة الموت من بين الأحراش . ويهز الأثلَ من أجلها
66 – ويقتلع عنقود تمر الأثلِ من أجلها . ويزيل الألم من أجلها وهو يأ ...
67 - ... خذُ الوبالةَ من أجلها . ويصل حورون إلى بيته
68 – ويتجه نحو غرفته ، والسم يفقد قوّتَه بسرعةٍ كالشلال الهادر
69 – ويتمدد ليصبحَ كخيط ماءٍ
70 – وعليه خلُصت البيوتُ ، وعليه أُغلِقت البيوتُ ،
71 – وعليه أغلقت باب بيت المُستعيذ
72 – باب المنزل وأحجار (؟) القصر وأغادر
73 – أعطِني الثعابينَ كهديةٍ ، والعظاية السّامة ، اعطِني إياها كـ ...
74 - ... مَهْرٍ ، وصغارَ الزواحف كهدية .
75 – ( أجل ) سأعطيكِ الثعابينَ كمَهرٍ ، وصغارَ الزواحف
76 – كهدية . ) أ هـ .

من خلال ما قرأناه أعلاه تـتبين لنا بعض جوانب الخوف الإنساني من الغامض والمجهول ، ومن الخطر الضّار الذي يدفع بالعقل - وهو في طور التكوين نحو الواقعي والمنطقي والعملي – إلى اللجوء والاستعانة بالقوى الغيبية وقدرتها المتوَهَّمة على فعل كل شيء ، وإسعاف الإنسان في محنته ، وذلك طبعاً لقاء مقابلٍ يقدَّمُ من قِبَله على شكل طاعةٍ تامةٍ ومطلقةٍ إلى جانب ضرورة تقديمه الأضحيات والنّذور وغير ذلك .
لقد رأينا الإله " حورون " يطلب لقاء خدماته " شفش " المستَعيذة ، المُستَجيرة من شرّ الأفعى – ابنةَ ربة الشمس - مكافأةً له ، لنقل القدرة على إبطال سمّ الأفعى إلى ربة الشمس ، وهو
" سيد الثعابين " . كذلك قدم لنا النصُّ لائحةً بأسماء آلهة " أوجاريت " وأماكنها. لقد سقط ورود اسم الربة " عَثار " أو " عَثارة " من اللوح أثناء تعداد الآلهة سهواً فاستدركه الكاتب على حافة اللوح اليسرى إلى جانب الفقرة المعنية .
اكتسب اللوح من خلال ما نقش عليه من دعَوات قوةً تجعله يَحفظُ البيتَ الذي يحتويه " بيت المُستعيذين " أو البيت الذي يقرأ فيه النص ، من شرور الأفعى وسمومها .
============================
المراجع :
1- Land des BAAL ( أرض البعل ) – سورية بلد الشعوب والحضارات - . دليل ضخم (284 صفحة،قطع كبير) عن معرض الآثار السورية في ألمانيا ( 1982/6 ) ، بالألمانية .
2- محاضرة الأستاذ المهندس ملاتيوس جغنون أمام جمعية العاديات في اللاذقية ( 8 / 2006 ) .

Dr.Sh.MUTLAK-Homs-Syria
E.-Mail:mutlak@scs-net.org

الدكتور شاكر مطلق
15/04/2008, 10:00 AM
نشرت في الأسبوع الأدبي – دمشق تاريخ 22/7/06
العدد (1016 )
كنوزٌ من طين ( 1 + 2 )
" رُقُمٌ " - ألواحٌ طينيّةٌ -
من تاريخ شرقنا القديم



لوح وختم الملك الحثّي " تودْهالِياس "الرابع .

_ رُقيمٌ مع طبعة ختم ( ملكي ) في وسطه .
عثر عليه في قصر أجاريت _ أوغاريت _ الأرشيف الجنوبي ، يعود إلى أواخر " الزمن السوري الوسيط " منتصف القرن 13 ق.م .
المادة : طين
الأبعاد :14.2 × 8.8 ×6.2 ( السماكة ) سم .
قطر الختم ( المسطح )Ø 5.2 سم .
مكان وجوده : ( متحف دمشق الوطني )-دمشق :
[ 159 – 17 . 53 . R s ] 6653 S .
أدبيات
1 _ C.I.F.-A . Schaeffer : الأوغاريتيّات ( إصدارات عن أوغاريت ) ( 1956 ) الصفحة 19 – الصور 24 – 26 .
J . Nougayrol : ( بالفرنسية ) القصر الملكي في أوغاريت ( الجزء- IV ) - ( 1956 ) الصفحة 126 اللوح 22 – معرض طوكيو ( الأثري السوري ) رقم 133 .
( الموضوع ) : أمر الملك الحثي ( تودْهالِيا – Tudchalija ) الرابع (حكَم ما بين 1250 – 1200 ق م ) ، يتعلق بطلاق ملك أوغاريت المدعو " أميَّيسْتامرو _ Ammistamru " الثاني من ابنة ملك
" أمورّو – Amurru " المدعو " بِنـْتـيشيـنا – Benteschina " وحول إعادة " كنز الوليمة " – ( سياق العرس ) – وتنظم وراثة العرش في أوغاريت .
الختم :
يقول النص المحيط بطبعة الختم المكتوب بالقلم المسماري:
" ختْم تودْهاليا ، الملك الأكبر ، ملك حِثي ، البطل ، ابن حتّوسيلي - Hattusili ، الملك الأكبر ، البطل ، ( وابن ) بودوشيبا – Puduchepa ، الملكة الكبرى لحثّي ، حفيد مورسيلي – Mursili الملك الأكبر ، البطل .
ترجمة النص ( الأمر الملكي ):
" من شمسي تودهاليا ، الملك الأكبر ، ملك حِثّي ( إلى ) أميستامرو ، ملك أوغاريت ، الذي أخذ ابنة بـِنـْتيشينا ، ملك أمورّو ، زوجةً له ، ( لكنها ) هي لم يكن في ذهنها إلاَّ الشر ضد ( زوجها ) أميستامرو . أميستامرو قام لذلك بطلاق ابنة بـِنْتيشينا . للأبد ! الآن ينبغي على ابنة بـنْـتيشينا ، أن تأخذ ( معها ) كلّ ما أحضرته إلى بيت أميستامرو ، ويمكن لها أن تغادر بيت أميستامرو .
حول كل ما تصرّفَ به أميستامرو ( من متاع ) يمكن لأهل أمورّو تأكيده بالقسَم وعلى أميستامرو تعويضهم ( بدلاً عنه ) ، أما فيما يتعلق بـ " أُتريشارّوما ، فهو في أوغاريت وريث العرش . ولكن إذا قال أتريشارّوما : " أرغب في الانضمام إلى أمي " فيجب عليه أن يلقي بردائه على الكرسي الصغير ويذهب ( عندها ) أميستارو ، ملك أوغاريت ، سوف يضع أحد أبنائه وريثاً للعرش بدلاُ منه . إذا حصل بعد موت (أبيه) أميستارو أنْ أخذ (ابنه) أُتريشاروما أمَّة إلى أوغاريت
( ليجعلها ) ملكةً – أمّـاً – مرةً أخرى ، فيجب عندها على أتريشاروما أن يضع رداءَه على ( الـ ) كرسي الصغير ويذهب حيثما يشاء عندها سيقوم شمسي ( تودْهاليا ) بوضع أحد أبناء أميستامرو ملكاً على أوغاريت . وفيما يتلو من وقت لن تقوم ابنة بنْـتشينا بسبب أولادها ، بناتها أو أصهارها برفع دعوى ( ضدَ الملك المعَيّن الجديد ) :
( بحجّة أنهم ) يتبعون(للملك المتوفى ) أميستامرو ، ملك أوغاريت . ولكنْ إنْ رفعت دعوى فسوف يُبرز لها ( الملك الجديد ) هذا اللوح. " . أهـ .
على الوجه الأمامي للّوح ، المحدّب كثيراً ، توجد الطبعةُ العميقة لختم الدولة الرسمي للملك الحثي الأكبر ( تودْهالياس الرابع ). في وسط الختم ، ( وبالخط الشبيه بما نعرفه من الكتابة الهيروغليفية – ( المقدسة ) – توجد عبارة ( بالخط المسمّى ) هيروغليفين لوفيشي - Hiroglphenluwische . تقول :
" شمسي – مجسَّدةً على قرص الشمس ، وهي قول الملك الحثيي عن نفسه – تودْهاليا ، لابارنا – لقب ملكي يشبه لقب القيصر الروماني – الملك الأكبر " يتلوها ، مرة أخرى رمزُ الملك الأكبر ، واسمه الثاني الحوريّ ، وفي الأسفل ( من طبعة الختم ) بين
" علامتي الحياة ( يِردُ ) اسمُه الحثّي ولقبُه . في اليمين يقف الملك شخصياً ، بتنّورةٍ قصيرة ، ( حاملاً ) الرُّمح ( وهو ) في عناق مع إله بِزِيّ مشابهٍ يحمل " هَراوةً " ، ويوصفُ بالكتابة المجاورة ، بـ إله الطقس " القوي " أمامهما ( تقف ) ربةٌ أنثى ، برداء طويل ،( و ) يغطي رأسَها ما يبدو من الجانب شـبيهاً بخوذة سائقي الدراجات
( القٌلُنْسوة ) . القضيب الرّمزي ( الصّولجان ) الذي ترفعه ( بيدها اليسرى ) ، عليه علامات شموس ( خمس ) متوضّعةً فوق بعضها بعضاً ، تكشف عن ( هُويتها ) كربّةِ الشمس في أرينّا – Arinna . ( التي ) تحتل في عالم الآلهة الحثية ( مرتبةَ ) إلهة الدولة العليا ، تلك التي
" تدير ممالكَ الذكور والإناث "(حسب جنس الملك الجالس على العرش ) .
--------------------------------------
E-MAIL:mutlak@scs-net.org



ختم الملك الحثّي "تودْهالِياس الرابع " على لوحٍ طينيّ


تفاصيل ختم الملك الحثّي "تودْهالِياس الرابع "– ( 1250 – 1200 ق م . )


========================================
الموضوع الثاني ( رَصَد الأفعى ) : ترجمة عن الألمانية د. شاكرمطلق



كنوزٌ من طين ( 2 )
" رُقُمٌ " - ألواحٌ طينيّةٌ -
من تاريخ شرقنا القديم



د. شاكر مطلق
حمص - سورية
ترجمة ( عن الألمانية ) وقراءة مقارنة
" رُقيم " استحلاف – ( حجاب – رُقيَة ) الأفعى

في هذه المجموعة التي أعمل عليها ، مترجماً – عن الألمانية – أقدم بعض النصوص التي أراها هامة وطريفة من إرثنا الحضاري العظيم المكتوب والمنقوش على الطين والحجر وأراق نبات " البردي " وعلى الجلود ( الرّقّ ) والمعدِن وغير ذلك ، والمنتشر في كل جهات الأرض .
كنت قد تحدثت في الحلقة الأولى تحت عنوان " كنوز من طين 1 " - المنشورة في الأسبوع الأدبي – دمشق بتاريخ 22 /7/2006 العدد ( 1016) - عن محتوى رُقَيْم – لوح طيني – يحمل خاتم الملك الِحثّي " تود هالياس الرابع " – 1200 – 1250 ق.م – الذي يوثِّّق فيه لطلاق ملك " أوجاريت " – رأس الشّمرا ، أوغاريت ، قرب اللاذقيّة في سورية - من زوجته ، ابنة ملك " أمورو " ويحدد فيه ، على الرّقيم الَممهور بخاتَمه الملكي ، الشّروطَ والتعويضات ومسألة الوراثة ... الخ .


خاتم الملك الِحثّي " تود هالياس الرابع "
( 1200 – 1250ق.م ).

في النص التالي ، الآنَ ، أقدم قراءةً للمقطع الأول من رُقيم يحتوي على رُقيَة – حجاب – ضد عضّة الأفعى وصلنا من " بيت الكاهن " في " أوجاريت " وعلى وجه التحديد من مرتفع المدينة المسمى " أكروبولوس " الواقع في شمال شرقي المدينة الحضارية على ساحلنا العريق .


رُقَيم " تعويذة الأفعى "من القصر الملكي في " أوجاريت " ( القرن 14 – 13 ق.م ) .
الرُّقَيْم الأصل محفوظ في متحف دمشق تحت رقم : ش6587 ( ر.ش 24/244 ) . أبعاده ( 24،5 X 16 سم ) ، قرأه العلماء " فيرلو " ثم " كالو " وأيضاً " كسيلاّ " .
اللوح مكتوب على وجهين يضم كل منهما 28 سطراً موزعة على حقول – فقرات – عدة .
وضعتُ – كعادتي في كلّ ترجماتي وحيثما اقتضت الضّرورة - ضمن قوسين كبيرين ( ) بعض الكلمات اللازمة لفهم النص ولضرورات لغوية تخصّ لغتنا العربية العريقة .
ترجمة مطلع اللوح الطيني ( الرُّقيم ) تقول :

" أمُّ الحصان ، الفرس ، ابنة اليَنبوع ، ابنة الحجر ، ابنة عالَم الّسماء والعالم السُّفلي ، تنادي" شاباش – Schabasch " – شفش - ( إلهة الشمس ) أمها : شاباش ، ( أيّتها ) الأم ، احملي الكلمةَ ( كلِمتي ) إلى " إيلْ – El " ، عند بدايات النهرين ، عند التقاء العُمقين ( لأنها ) رُقية ( ضد ) عضّة الأفعى ، ( ضدّ ) سُمّ الأفعى ذات الحراشف : المُستحلِفُ يتوسّلّ منكِ تدمير وإبعاد السّم ( الذي ) فيها.
( لكن ) انظري إنه يرفع الأفعى إلى الأعلى ، يُطعم الأفعى
ذات الحراشف ، يضع كرسياً هناك ويجلس " ، أ هـ .
هذه المقاطع مكتوبة بنظام صارم ، وتتكرر بالكامل على اللوح ( الرُّقيْم ) اثنتي عشرة مرة ، وبنفس الصياغة المذكورة أعلاه ، لكنها تتوجه بالدعاء في كلّ مرّة إلى آلهةٍ بذاتها ، معروفة أماكن الإقامة مثل ( موطن بعل في أعالي جبل صفُّون – الجبل الأقرع ، وموطن الآلهة " شاهار " و" شاليم " في السماء ، وإلى غيرهما من الآلهة غير محددة مواطن السكن مثل " عَناة " و " عَثار أو عَثارة " – من ماري – ( تل الحريري ) – و " كوثر – خاسيس " في جزيرة " كريت " – اليونانية – أو " كابادوكيا " – التركية الآن – لكن الآلهة لا تستجيب لدعاء ابنة إلهة الشمس ، في " مجمع الآلهة – بانثيون " ما عدا الإله " حورون " وذلك بعد أن تَحضر إليه إلهةُ الشمس شخصياً ، لتطلب منه أن يعمل على إبطال مفعول السم ، وهو الموكل إليه شأن الأفاعي ، ولقَبه " سيد الثعابين في أوجاريت "، فيستجيب الرب " حورون " لطلبها لقاءَ الاحتفاظ بابنتها - المستجيرة بها – ثمناً لذلك ، وثمن نقل قدرة إبطال مفعول سم الأفاعي إلى أمها " شاباش – شفش " إلهة الشمس كما ذكرنا .
كانت الرّقية تتطلب تكرار أسماء الآلهة حسب نظام وترتيب صارمين حتى تفعل الرّقية مفعولها ، وكانت التعويذة – الرّقية يُحتفَظ بها أو تتمّ تلاوتها أمام المبتَهلين المؤمنين في " بيت المستعيذين " الأمر الذي يؤدي إلى حماية أهل البيت من عضة الأفعى السامة .
الصديق الباحث المهندس " ملاتيوس جغنون " كان قد ألقى بحثاً هاماً أمام جمعية " العاديات " في اللاذقية ، أهداني مشكوراً نسخة عنه ، حول قراءة "إيـبوغرافية " – وهو علم قراءة الخطوط والنقوش القديمة – " قام بها لرسالة ملك صور إلى ملك " أوجاريت " عُثر عليها في فرن شيّ الألواح في قصر المدينة الملكي وفي زاويته الجنوبية الغربية ، وتعود للقرن ( 13 – 12 ق.م ) عشية دمار المدينة على يد ما يسمّى بـ ( شعوب البحر ) ، ويبدو أنها ترجمت إلى الأوجاريتية عن الأكادية التي كانت لغة التّدوين الرسمية .
الرسالة تتحدث عن لجوء سفن كان ملك أوجاريت قد طلبها من فِرعَوْن مصر ، واضطرت إلى اللجوء - بسبب عاصفة مطرية قوية - إلى ميناء صور ، حيث استولى رئيسُ التجارة على حمولة الحبوب الموجودة في الدّنان ، وأخذها منه الملك ليعيدها إلى ملك أوجاريت . القسم الآخر من السفن لجأ من العاصفة إلى ميناء
( عكّي – عكا ) ويطمئن في الرسالة ملكُ صور ملكَ أوجاريت عن مصير سفنه ، وهي دراسة " إيبوغرافية " متقنة وممتعة حقاً .
أما القسم الآخر من بحثه فكان يدور حول " رُقية – تعويذة ضد عضة الأفعى " ، وهو نفس اللوح الذي قدّمتُ ترجمةَ قراءته أعلاه عن الألمانية كما أشرت .
نظراً لوجود بعض الفروقات في ترجمة اللوح ( الرّقَيم ) بين ما قدمته وما قدمه الصّديق الباحث " ملاتيوس جغنون " في محاضرته ، أرى من المفيد إطلاع القارئ على نصِّ ترجمته للمقارنة بينهما .
تحدثت معه حول بعض نقاط الخلاف في قراءة كل منّا ، فأبدى اهتماماً بالسطور الأخيرة من ترجمتي الواردة أعلاه ، وأبدى رغبته بالتّعمق في قراءة النص من جديد ، غير أنه أكّد لي أن مطلع النص يتحدث حرفياً عن " أم الفحل " وليس كما ورد في ترجمتي عن " أم الحصان " .

الآن أقدم نص ترجمة الأستاذ " ملاتيوس جغنون " لنفس الرّقيم :

( 1 – إن أمّ الفحل ، الفرس الأصيلة ، ابنة النّبع ، ابنة الحجر ، ابنة السماوات والمحيط
2 – صرخت نحو شفش أمها ، يا شفش أمي ، احملي صوتي إلى
3 – إل وإلى نبع النهرين وملتقى المحيطين
4 – احملي استعادتي من عضة الثعبان السام ، من الثعبان
5 – الذي انسلخ جلدُه ، يا مروّض الأفاعي : دمرّه ، واستخرج منه
6 – سمّهُ ، وليكن الثعبان مربوطاً ، وليكن الثعبان شبعاناً
7 – وليتّخذ مقعداً ، ويركن إليه. )

هكذا وردت ترجمة الحقل أو الفقرة الأولى عنده .
تستمرّ بقية كلمات اللوح في تكرار الصيغة ذاتها موجّهة إلى آلهة عديدة في مواطن سكنها المعتادة ، حيث تتوجه إلى موطن بعل – في أعالي جبل صفون – وغيره من الآلهة التي ورد ذكرها أعلاه .
سأقدم الآن قراءة بقية النص حرفياً - كما وردت لدى الباحث
" ملاتيوس جغنون " – للأسطر 61 – 76 :
(61 – تدير شفش وجهها نحو حورون ، وهي التي ستُحرَم من أطفالها
62 - في مملكته
63 – وهو يتجه نحو أراسيخ الكبرى
64 – ونحو أراسيخ المرويّة جيداً ( ؟ ) ويقتلع الأثلَ من بين الأشجار
65 – نبتة الموت من بين الأحراش . ويهز الأثلَ من أجلها
66 – ويقتلع عنقود تمر الأثلِ من أجلها . ويزيل الألم من أجلها وهو يأ ...
67 - ... خذُ الوبالةَ من أجلها . ويصل حورون إلى بيته
68 – ويتجه نحو غرفته ، والسم يفقد قوّتَه بسرعةٍ كالشلال الهادر
69 – ويتمدد ليصبحَ كخيط ماءٍ
70 – وعليه خلُصت البيوتُ ، وعليه أُغلِقت البيوتُ ،
71 – وعليه أغلقت باب بيت المُستعيذ
72 – باب المنزل وأحجار (؟) القصر وأغادر
73 – أعطِني الثعابينَ كهديةٍ ، والعظاية السّامة ، اعطِني إياها كـ ...
74 - ... مَهْرٍ ، وصغارَ الزواحف كهدية .
75 – ( أجل ) سأعطيكِ الثعابينَ كمَهرٍ ، وصغارَ الزواحف
76 – كهدية . ) أ هـ .

من خلال ما قرأناه أعلاه تـتبين لنا بعض جوانب الخوف الإنساني من الغامض والمجهول ، ومن الخطر الضّار الذي يدفع بالعقل - وهو في طور التكوين نحو الواقعي والمنطقي والعملي – إلى اللجوء والاستعانة بالقوى الغيبية وقدرتها المتوَهَّمة على فعل كل شيء ، وإسعاف الإنسان في محنته ، وذلك طبعاً لقاء مقابلٍ يقدَّمُ من قِبَله على شكل طاعةٍ تامةٍ ومطلقةٍ إلى جانب ضرورة تقديمه الأضحيات والنّذور وغير ذلك .
لقد رأينا الإله " حورون " يطلب لقاء خدماته " شفش " المستَعيذة ، المُستَجيرة من شرّ الأفعى – ابنةَ ربة الشمس - مكافأةً له ، لنقل القدرة على إبطال سمّ الأفعى إلى ربة الشمس ، وهو
" سيد الثعابين " . كذلك قدم لنا النصُّ لائحةً بأسماء آلهة " أوجاريت " وأماكنها. لقد سقط ورود اسم الربة " عَثار " أو " عَثارة " من اللوح أثناء تعداد الآلهة سهواً فاستدركه الكاتب على حافة اللوح اليسرى إلى جانب الفقرة المعنية .
اكتسب اللوح من خلال ما نقش عليه من دعَوات قوةً تجعله يَحفظُ البيتَ الذي يحتويه " بيت المُستعيذين " أو البيت الذي يقرأ فيه النص ، من شرور الأفعى وسمومها .
============================
المراجع :
1- Land des BAAL ( أرض البعل ) – سورية بلد الشعوب والحضارات - . دليل ضخم (284 صفحة،قطع كبير) عن معرض الآثار السورية في ألمانيا ( 1982/6 ) ، بالألمانية .
2- محاضرة الأستاذ المهندس ملاتيوس جغنون أمام جمعية العاديات في اللاذقية ( 8 / 2006 ) .

Dr.Sh.MUTLAK-Homs-Syria
E.-Mail:mutlak@scs-net.org

الدكتور شاكر مطلق
15/04/2008, 10:00 AM
نشرت في الأسبوع الأدبي – دمشق تاريخ 22/7/06
العدد (1016 )
كنوزٌ من طين ( 1 + 2 )
" رُقُمٌ " - ألواحٌ طينيّةٌ -
من تاريخ شرقنا القديم



لوح وختم الملك الحثّي " تودْهالِياس "الرابع .

_ رُقيمٌ مع طبعة ختم ( ملكي ) في وسطه .
عثر عليه في قصر أجاريت _ أوغاريت _ الأرشيف الجنوبي ، يعود إلى أواخر " الزمن السوري الوسيط " منتصف القرن 13 ق.م .
المادة : طين
الأبعاد :14.2 × 8.8 ×6.2 ( السماكة ) سم .
قطر الختم ( المسطح )Ø 5.2 سم .
مكان وجوده : ( متحف دمشق الوطني )-دمشق :
[ 159 – 17 . 53 . R s ] 6653 S .
أدبيات
1 _ C.I.F.-A . Schaeffer : الأوغاريتيّات ( إصدارات عن أوغاريت ) ( 1956 ) الصفحة 19 – الصور 24 – 26 .
J . Nougayrol : ( بالفرنسية ) القصر الملكي في أوغاريت ( الجزء- IV ) - ( 1956 ) الصفحة 126 اللوح 22 – معرض طوكيو ( الأثري السوري ) رقم 133 .
( الموضوع ) : أمر الملك الحثي ( تودْهالِيا – Tudchalija ) الرابع (حكَم ما بين 1250 – 1200 ق م ) ، يتعلق بطلاق ملك أوغاريت المدعو " أميَّيسْتامرو _ Ammistamru " الثاني من ابنة ملك
" أمورّو – Amurru " المدعو " بِنـْتـيشيـنا – Benteschina " وحول إعادة " كنز الوليمة " – ( سياق العرس ) – وتنظم وراثة العرش في أوغاريت .
الختم :
يقول النص المحيط بطبعة الختم المكتوب بالقلم المسماري:
" ختْم تودْهاليا ، الملك الأكبر ، ملك حِثي ، البطل ، ابن حتّوسيلي - Hattusili ، الملك الأكبر ، البطل ، ( وابن ) بودوشيبا – Puduchepa ، الملكة الكبرى لحثّي ، حفيد مورسيلي – Mursili الملك الأكبر ، البطل .
ترجمة النص ( الأمر الملكي ):
" من شمسي تودهاليا ، الملك الأكبر ، ملك حِثّي ( إلى ) أميستامرو ، ملك أوغاريت ، الذي أخذ ابنة بـِنـْتيشينا ، ملك أمورّو ، زوجةً له ، ( لكنها ) هي لم يكن في ذهنها إلاَّ الشر ضد ( زوجها ) أميستامرو . أميستامرو قام لذلك بطلاق ابنة بـِنْتيشينا . للأبد ! الآن ينبغي على ابنة بـنْـتيشينا ، أن تأخذ ( معها ) كلّ ما أحضرته إلى بيت أميستامرو ، ويمكن لها أن تغادر بيت أميستامرو .
حول كل ما تصرّفَ به أميستامرو ( من متاع ) يمكن لأهل أمورّو تأكيده بالقسَم وعلى أميستامرو تعويضهم ( بدلاً عنه ) ، أما فيما يتعلق بـ " أُتريشارّوما ، فهو في أوغاريت وريث العرش . ولكن إذا قال أتريشارّوما : " أرغب في الانضمام إلى أمي " فيجب عليه أن يلقي بردائه على الكرسي الصغير ويذهب ( عندها ) أميستارو ، ملك أوغاريت ، سوف يضع أحد أبنائه وريثاً للعرش بدلاُ منه . إذا حصل بعد موت (أبيه) أميستارو أنْ أخذ (ابنه) أُتريشاروما أمَّة إلى أوغاريت
( ليجعلها ) ملكةً – أمّـاً – مرةً أخرى ، فيجب عندها على أتريشاروما أن يضع رداءَه على ( الـ ) كرسي الصغير ويذهب حيثما يشاء عندها سيقوم شمسي ( تودْهاليا ) بوضع أحد أبناء أميستامرو ملكاً على أوغاريت . وفيما يتلو من وقت لن تقوم ابنة بنْـتشينا بسبب أولادها ، بناتها أو أصهارها برفع دعوى ( ضدَ الملك المعَيّن الجديد ) :
( بحجّة أنهم ) يتبعون(للملك المتوفى ) أميستامرو ، ملك أوغاريت . ولكنْ إنْ رفعت دعوى فسوف يُبرز لها ( الملك الجديد ) هذا اللوح. " . أهـ .
على الوجه الأمامي للّوح ، المحدّب كثيراً ، توجد الطبعةُ العميقة لختم الدولة الرسمي للملك الحثي الأكبر ( تودْهالياس الرابع ). في وسط الختم ، ( وبالخط الشبيه بما نعرفه من الكتابة الهيروغليفية – ( المقدسة ) – توجد عبارة ( بالخط المسمّى ) هيروغليفين لوفيشي - Hiroglphenluwische . تقول :
" شمسي – مجسَّدةً على قرص الشمس ، وهي قول الملك الحثيي عن نفسه – تودْهاليا ، لابارنا – لقب ملكي يشبه لقب القيصر الروماني – الملك الأكبر " يتلوها ، مرة أخرى رمزُ الملك الأكبر ، واسمه الثاني الحوريّ ، وفي الأسفل ( من طبعة الختم ) بين
" علامتي الحياة ( يِردُ ) اسمُه الحثّي ولقبُه . في اليمين يقف الملك شخصياً ، بتنّورةٍ قصيرة ، ( حاملاً ) الرُّمح ( وهو ) في عناق مع إله بِزِيّ مشابهٍ يحمل " هَراوةً " ، ويوصفُ بالكتابة المجاورة ، بـ إله الطقس " القوي " أمامهما ( تقف ) ربةٌ أنثى ، برداء طويل ،( و ) يغطي رأسَها ما يبدو من الجانب شـبيهاً بخوذة سائقي الدراجات
( القٌلُنْسوة ) . القضيب الرّمزي ( الصّولجان ) الذي ترفعه ( بيدها اليسرى ) ، عليه علامات شموس ( خمس ) متوضّعةً فوق بعضها بعضاً ، تكشف عن ( هُويتها ) كربّةِ الشمس في أرينّا – Arinna . ( التي ) تحتل في عالم الآلهة الحثية ( مرتبةَ ) إلهة الدولة العليا ، تلك التي
" تدير ممالكَ الذكور والإناث "(حسب جنس الملك الجالس على العرش ) .
--------------------------------------
E-MAIL:mutlak@scs-net.org



ختم الملك الحثّي "تودْهالِياس الرابع " على لوحٍ طينيّ


تفاصيل ختم الملك الحثّي "تودْهالِياس الرابع "– ( 1250 – 1200 ق م . )


========================================
الموضوع الثاني ( رَصَد الأفعى ) : ترجمة عن الألمانية د. شاكرمطلق



كنوزٌ من طين ( 2 )
" رُقُمٌ " - ألواحٌ طينيّةٌ -
من تاريخ شرقنا القديم



د. شاكر مطلق
حمص - سورية
ترجمة ( عن الألمانية ) وقراءة مقارنة
" رُقيم " استحلاف – ( حجاب – رُقيَة ) الأفعى

في هذه المجموعة التي أعمل عليها ، مترجماً – عن الألمانية – أقدم بعض النصوص التي أراها هامة وطريفة من إرثنا الحضاري العظيم المكتوب والمنقوش على الطين والحجر وأراق نبات " البردي " وعلى الجلود ( الرّقّ ) والمعدِن وغير ذلك ، والمنتشر في كل جهات الأرض .
كنت قد تحدثت في الحلقة الأولى تحت عنوان " كنوز من طين 1 " - المنشورة في الأسبوع الأدبي – دمشق بتاريخ 22 /7/2006 العدد ( 1016) - عن محتوى رُقَيْم – لوح طيني – يحمل خاتم الملك الِحثّي " تود هالياس الرابع " – 1200 – 1250 ق.م – الذي يوثِّّق فيه لطلاق ملك " أوجاريت " – رأس الشّمرا ، أوغاريت ، قرب اللاذقيّة في سورية - من زوجته ، ابنة ملك " أمورو " ويحدد فيه ، على الرّقيم الَممهور بخاتَمه الملكي ، الشّروطَ والتعويضات ومسألة الوراثة ... الخ .


خاتم الملك الِحثّي " تود هالياس الرابع "
( 1200 – 1250ق.م ).

في النص التالي ، الآنَ ، أقدم قراءةً للمقطع الأول من رُقيم يحتوي على رُقيَة – حجاب – ضد عضّة الأفعى وصلنا من " بيت الكاهن " في " أوجاريت " وعلى وجه التحديد من مرتفع المدينة المسمى " أكروبولوس " الواقع في شمال شرقي المدينة الحضارية على ساحلنا العريق .


رُقَيم " تعويذة الأفعى "من القصر الملكي في " أوجاريت " ( القرن 14 – 13 ق.م ) .
الرُّقَيْم الأصل محفوظ في متحف دمشق تحت رقم : ش6587 ( ر.ش 24/244 ) . أبعاده ( 24،5 X 16 سم ) ، قرأه العلماء " فيرلو " ثم " كالو " وأيضاً " كسيلاّ " .
اللوح مكتوب على وجهين يضم كل منهما 28 سطراً موزعة على حقول – فقرات – عدة .
وضعتُ – كعادتي في كلّ ترجماتي وحيثما اقتضت الضّرورة - ضمن قوسين كبيرين ( ) بعض الكلمات اللازمة لفهم النص ولضرورات لغوية تخصّ لغتنا العربية العريقة .
ترجمة مطلع اللوح الطيني ( الرُّقيم ) تقول :

" أمُّ الحصان ، الفرس ، ابنة اليَنبوع ، ابنة الحجر ، ابنة عالَم الّسماء والعالم السُّفلي ، تنادي" شاباش – Schabasch " – شفش - ( إلهة الشمس ) أمها : شاباش ، ( أيّتها ) الأم ، احملي الكلمةَ ( كلِمتي ) إلى " إيلْ – El " ، عند بدايات النهرين ، عند التقاء العُمقين ( لأنها ) رُقية ( ضد ) عضّة الأفعى ، ( ضدّ ) سُمّ الأفعى ذات الحراشف : المُستحلِفُ يتوسّلّ منكِ تدمير وإبعاد السّم ( الذي ) فيها.
( لكن ) انظري إنه يرفع الأفعى إلى الأعلى ، يُطعم الأفعى
ذات الحراشف ، يضع كرسياً هناك ويجلس " ، أ هـ .
هذه المقاطع مكتوبة بنظام صارم ، وتتكرر بالكامل على اللوح ( الرُّقيْم ) اثنتي عشرة مرة ، وبنفس الصياغة المذكورة أعلاه ، لكنها تتوجه بالدعاء في كلّ مرّة إلى آلهةٍ بذاتها ، معروفة أماكن الإقامة مثل ( موطن بعل في أعالي جبل صفُّون – الجبل الأقرع ، وموطن الآلهة " شاهار " و" شاليم " في السماء ، وإلى غيرهما من الآلهة غير محددة مواطن السكن مثل " عَناة " و " عَثار أو عَثارة " – من ماري – ( تل الحريري ) – و " كوثر – خاسيس " في جزيرة " كريت " – اليونانية – أو " كابادوكيا " – التركية الآن – لكن الآلهة لا تستجيب لدعاء ابنة إلهة الشمس ، في " مجمع الآلهة – بانثيون " ما عدا الإله " حورون " وذلك بعد أن تَحضر إليه إلهةُ الشمس شخصياً ، لتطلب منه أن يعمل على إبطال مفعول السم ، وهو الموكل إليه شأن الأفاعي ، ولقَبه " سيد الثعابين في أوجاريت "، فيستجيب الرب " حورون " لطلبها لقاءَ الاحتفاظ بابنتها - المستجيرة بها – ثمناً لذلك ، وثمن نقل قدرة إبطال مفعول سم الأفاعي إلى أمها " شاباش – شفش " إلهة الشمس كما ذكرنا .
كانت الرّقية تتطلب تكرار أسماء الآلهة حسب نظام وترتيب صارمين حتى تفعل الرّقية مفعولها ، وكانت التعويذة – الرّقية يُحتفَظ بها أو تتمّ تلاوتها أمام المبتَهلين المؤمنين في " بيت المستعيذين " الأمر الذي يؤدي إلى حماية أهل البيت من عضة الأفعى السامة .
الصديق الباحث المهندس " ملاتيوس جغنون " كان قد ألقى بحثاً هاماً أمام جمعية " العاديات " في اللاذقية ، أهداني مشكوراً نسخة عنه ، حول قراءة "إيـبوغرافية " – وهو علم قراءة الخطوط والنقوش القديمة – " قام بها لرسالة ملك صور إلى ملك " أوجاريت " عُثر عليها في فرن شيّ الألواح في قصر المدينة الملكي وفي زاويته الجنوبية الغربية ، وتعود للقرن ( 13 – 12 ق.م ) عشية دمار المدينة على يد ما يسمّى بـ ( شعوب البحر ) ، ويبدو أنها ترجمت إلى الأوجاريتية عن الأكادية التي كانت لغة التّدوين الرسمية .
الرسالة تتحدث عن لجوء سفن كان ملك أوجاريت قد طلبها من فِرعَوْن مصر ، واضطرت إلى اللجوء - بسبب عاصفة مطرية قوية - إلى ميناء صور ، حيث استولى رئيسُ التجارة على حمولة الحبوب الموجودة في الدّنان ، وأخذها منه الملك ليعيدها إلى ملك أوجاريت . القسم الآخر من السفن لجأ من العاصفة إلى ميناء
( عكّي – عكا ) ويطمئن في الرسالة ملكُ صور ملكَ أوجاريت عن مصير سفنه ، وهي دراسة " إيبوغرافية " متقنة وممتعة حقاً .
أما القسم الآخر من بحثه فكان يدور حول " رُقية – تعويذة ضد عضة الأفعى " ، وهو نفس اللوح الذي قدّمتُ ترجمةَ قراءته أعلاه عن الألمانية كما أشرت .
نظراً لوجود بعض الفروقات في ترجمة اللوح ( الرّقَيم ) بين ما قدمته وما قدمه الصّديق الباحث " ملاتيوس جغنون " في محاضرته ، أرى من المفيد إطلاع القارئ على نصِّ ترجمته للمقارنة بينهما .
تحدثت معه حول بعض نقاط الخلاف في قراءة كل منّا ، فأبدى اهتماماً بالسطور الأخيرة من ترجمتي الواردة أعلاه ، وأبدى رغبته بالتّعمق في قراءة النص من جديد ، غير أنه أكّد لي أن مطلع النص يتحدث حرفياً عن " أم الفحل " وليس كما ورد في ترجمتي عن " أم الحصان " .

الآن أقدم نص ترجمة الأستاذ " ملاتيوس جغنون " لنفس الرّقيم :

( 1 – إن أمّ الفحل ، الفرس الأصيلة ، ابنة النّبع ، ابنة الحجر ، ابنة السماوات والمحيط
2 – صرخت نحو شفش أمها ، يا شفش أمي ، احملي صوتي إلى
3 – إل وإلى نبع النهرين وملتقى المحيطين
4 – احملي استعادتي من عضة الثعبان السام ، من الثعبان
5 – الذي انسلخ جلدُه ، يا مروّض الأفاعي : دمرّه ، واستخرج منه
6 – سمّهُ ، وليكن الثعبان مربوطاً ، وليكن الثعبان شبعاناً
7 – وليتّخذ مقعداً ، ويركن إليه. )

هكذا وردت ترجمة الحقل أو الفقرة الأولى عنده .
تستمرّ بقية كلمات اللوح في تكرار الصيغة ذاتها موجّهة إلى آلهة عديدة في مواطن سكنها المعتادة ، حيث تتوجه إلى موطن بعل – في أعالي جبل صفون – وغيره من الآلهة التي ورد ذكرها أعلاه .
سأقدم الآن قراءة بقية النص حرفياً - كما وردت لدى الباحث
" ملاتيوس جغنون " – للأسطر 61 – 76 :
(61 – تدير شفش وجهها نحو حورون ، وهي التي ستُحرَم من أطفالها
62 - في مملكته
63 – وهو يتجه نحو أراسيخ الكبرى
64 – ونحو أراسيخ المرويّة جيداً ( ؟ ) ويقتلع الأثلَ من بين الأشجار
65 – نبتة الموت من بين الأحراش . ويهز الأثلَ من أجلها
66 – ويقتلع عنقود تمر الأثلِ من أجلها . ويزيل الألم من أجلها وهو يأ ...
67 - ... خذُ الوبالةَ من أجلها . ويصل حورون إلى بيته
68 – ويتجه نحو غرفته ، والسم يفقد قوّتَه بسرعةٍ كالشلال الهادر
69 – ويتمدد ليصبحَ كخيط ماءٍ
70 – وعليه خلُصت البيوتُ ، وعليه أُغلِقت البيوتُ ،
71 – وعليه أغلقت باب بيت المُستعيذ
72 – باب المنزل وأحجار (؟) القصر وأغادر
73 – أعطِني الثعابينَ كهديةٍ ، والعظاية السّامة ، اعطِني إياها كـ ...
74 - ... مَهْرٍ ، وصغارَ الزواحف كهدية .
75 – ( أجل ) سأعطيكِ الثعابينَ كمَهرٍ ، وصغارَ الزواحف
76 – كهدية . ) أ هـ .

من خلال ما قرأناه أعلاه تـتبين لنا بعض جوانب الخوف الإنساني من الغامض والمجهول ، ومن الخطر الضّار الذي يدفع بالعقل - وهو في طور التكوين نحو الواقعي والمنطقي والعملي – إلى اللجوء والاستعانة بالقوى الغيبية وقدرتها المتوَهَّمة على فعل كل شيء ، وإسعاف الإنسان في محنته ، وذلك طبعاً لقاء مقابلٍ يقدَّمُ من قِبَله على شكل طاعةٍ تامةٍ ومطلقةٍ إلى جانب ضرورة تقديمه الأضحيات والنّذور وغير ذلك .
لقد رأينا الإله " حورون " يطلب لقاء خدماته " شفش " المستَعيذة ، المُستَجيرة من شرّ الأفعى – ابنةَ ربة الشمس - مكافأةً له ، لنقل القدرة على إبطال سمّ الأفعى إلى ربة الشمس ، وهو
" سيد الثعابين " . كذلك قدم لنا النصُّ لائحةً بأسماء آلهة " أوجاريت " وأماكنها. لقد سقط ورود اسم الربة " عَثار " أو " عَثارة " من اللوح أثناء تعداد الآلهة سهواً فاستدركه الكاتب على حافة اللوح اليسرى إلى جانب الفقرة المعنية .
اكتسب اللوح من خلال ما نقش عليه من دعَوات قوةً تجعله يَحفظُ البيتَ الذي يحتويه " بيت المُستعيذين " أو البيت الذي يقرأ فيه النص ، من شرور الأفعى وسمومها .
============================
المراجع :
1- Land des BAAL ( أرض البعل ) – سورية بلد الشعوب والحضارات - . دليل ضخم (284 صفحة،قطع كبير) عن معرض الآثار السورية في ألمانيا ( 1982/6 ) ، بالألمانية .
2- محاضرة الأستاذ المهندس ملاتيوس جغنون أمام جمعية العاديات في اللاذقية ( 8 / 2006 ) .

Dr.Sh.MUTLAK-Homs-Syria
E.-Mail:mutlak@scs-net.org