المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يعتذرللشعب الفلسطيني وتل الزعتر والبارد وصبرا وشاتيلا؟



سميح خلف
18/04/2008, 06:03 PM
من يعتذرللشعب الفلسطيني وتل الزعتر والبارد وصبرا وشاتيلا؟!!

لفت نظري ما نشرته جريدة الجرس اللبنانية في عددها 223 الصادر في 11 نيسان الصفحة 68 و69 وتحت تبويب واية وجوه وعتبات ، تلك المجلة المهتمة بالشؤون الفنية والفنانين عن أنشطة قام بها ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان بحضوره احتفال فني دعت له السيدة لينا معلوف بمناسبة عودة ابنها هادي معلوف من ألمانيا إلى لبنان وحضر الحفل العديد من الفنانين والشخصيات المعروفة من حزب الكتائب وشخصيات أخرى وأثنت السيدة لينا معلوف على الحضور وقالت : " نحن نمد يد المساعدة لكل من يريد " ، هنا انتهى الخبر طبعا ً أرفقت مجالة الجرس صور مختلفة للمثل السلطة الفلسطينية مع وديع الصافي والسيدة لينا وغير ذلك من الشخصيات ، وتمايل الجميع على أنغام الملحن هيثم زياد وفي ظل تلك الأجواء التي تمتلئ بالطرب وما تستدعيه تلك الجلسات والحفلات الخاصة من أدوات أخرى كانت هناك الطائرات الإسرائيلية وقوى الاحتلال الإسرائيلي تدك منازل المدنيين الأبرياء في قطاع غزة ويسجل رجال المقاومة الفلسطينية أسمى معاني البطولة والفداء من أجل الله والوطن والأمة العربية والإسلامية أمام احتلال عنصري فاشي يجاول أن يفرض سياسة الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني وعلى الأمة العربية والإسلامية .
وليس بالمصادفة يدعو سفير ألمانيا في نفس المناسبة وفي نفس اليوم أسر المفقودين في مذابح تل الزعتر لحفل خاص بمناسبة الحرب الأهلية ولم يحضر السفير الفلسطيني التي تبعد سفارته عن سفارة ألمانيا ليس بالمسافة البعيدة ويقوم السفير الألماني بأداء اللمسات الإنسانية والشعور الانساني ويقبل رؤوس الأمهات اللواتي فقدن أبنائهم أثناء جرائم المجرمين بحق المخيمات والشعب الفلسطيني ، وأفادت الأخبار بأن الأهالي قد طلبوا معرفة المقابر التي دفن فيها الأبناء ليدفنوا بشكل مشرف ،وشكرا ً للسفير الألماني الذي بعث ما يناسب من أدوات النقل لللاجئين الفلسطينيين الذين فقدوا أبنائهم في تل الزعتر وفي ظل غياب كامل لممثل منظمة التحرير في هذه المناسبة ، وبالتأكيد سهرة السيدة لينا معروف أبدى وأهم من المفقودين وأسر المفقودين والأخذ بخاطرهم على نموذج السفير الألماني .
منذ أيام ومن خلال جلسة ووثيقة المصارحة والمصالحة لمجموعة "الأربعة وأربعين القارصة " تحدث ممثل منظمة التحرير عن موقف السلطة وموقف اللاجئين الفلسطينيين في الساحة اللبنانية وقال أنهم ضيوف على لبنان وهذه حقيقة لا تغيب عن أي فلسطيني في أي بقعة يقيم ولأن الفلسطيني بطبيعة تكوينه التاريخي والوطني والإسلامي لا يقبل بديل عن وطنه فلسطين ويرفض أي مهام سوى حماية أرضه والمسجد الأقصى ولكن ، على ماذا يعتذر ممثل منظمة التحرير لعصابات الكتائب التي مارست أشد أنواع القتل والاغتيال بحق الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية أبان الحرب الأهلية وهل نسي السيد ممثل منظمة التحرير مذابح صبرى وشاتيلا ودور الكتائب فيها ، في حين أن الجميل لم يعتذر للشعب الفلسطيني كما اعتذر ممثل السلطة الفلسطينية ، وما لفت نظري أيضا ً الجملة التي رددها السفير الفلسطيني "أننا ندين من أساء للبنان من الفلسطينيين ومن يسيء في المستقبل للبنان " ، ولا أدري من الذي يسيء لمن هل الذي يسيء الغلابة في المخيمات الفلسطينية في لبنان الممنوع عنهم مزاولة 58 مهنة ، هل امام الاعتذار رحلت وتراجعت الحواجز للجيش اللبناني وحصارها للميخمات الفلسطينية أم أتى اعتذار السفير لتوافق البرامج والدوائر والمرجعيات بين حكومة السنيورة وحكومة رام الله وهذا هو الأقرب في التفسير لتلك المواقف التي يقوم بها السفير الفلسطيني ،السفير الفلسطيني الذي يعتبر ما حققه في نهر البارد انجاز ؟!! ، ومساندته لحكومة السنيورة في تشريد الفلسطينيين وطرح الأكاذيب والوعود عن حالة من الاستقرار وتحسين ظروف المعيشة هو انجاز أيضاً ، سلوك لا يختلف كثيرا ً عن السياسة القائمة التي تتخذها حكومة رام الله في كل القضايا المطروحة على الشعب الفلسطيني ، فنحن أصحاب قضية وقضية تستوجب التزام المحيط العربي بها وليس التزام الفلسطيني بالمحيط العربي وجنوحه في معكسر أمريكا وفرضيات التصور الصهيوني في المنطقة بدأ من فلسطين إلى العراق إلى لبنان إلى السودان وما سيأتي من مصائب على الأمة العربية في دول أخرى على الطريق من مخطط اخطبوطي يتبنى فئة التفريطيين المدعومة بالأموال والوجه الأخر الترهيب والترغيب .
إلى متى يبقى الشعب الفلسطيني في منظور الأخرين " حيط واطية " الكل يريد من الشعب الفلسطيني أن يعتذر له وأي خطيئة ارتكبها الشعب الفلسطيني بحق هؤلاء ، في حين أن ما تعرض له الشعب الفلسطيني في كثير من الدول يحتاج إلى اعتذار تلك الدول للشعب الفلسطيني من تاريخ يمتد من 1927 ، فالشعب الفلسطيني وقع ضحية مخطط صهيوني امبريالي رجعي وسوء تقدير وتصرف من النظام الرسمي العربي على مدار الصراع منذ الحرب العالمية الأولى ، إذا من الذي يعتذر لمن الشعب الفلسطيني ، الشعب الفلسطيني الذي خسر ألاف الشهداء في العواصم العربية والمدن العربية ، الشعب الفلسطيني الذي تسفك دماء أبناءه في حصار يساهم فيه النظام الرسمي العربي من أجل خلق معادلة التركيع والنمذجة للواقع الفلسطيني ، مرة أخرى من الذي يعتذر لمن ، في السابق اعتذر السيد ممثل السلطة للحكومة اللبنانية ودول أخرى طالبت بالإعتذار أيضا ً من الشعب الفلسطيني ، في حين ان الاعتذار الي قدمه السيد ممثل السلطة الفلسطينية للكتائب وحكومة السنيورة يعني اعتذار عن خطأ وهو ممارسة الشعب الفلسطيني حق المقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي لوطنه من الأرض العربية وهذا الاعتذار يأتي في سياق البرنامج الأمريكي لسحب شرعية المقاومة أينما وجدت ضد الاحتلال الصهيوني وهذا دور مكمل تقوم به كل مؤسسات سلطة رام الله داخل الوطن أيضا ً من التشكيك ومهاجمة المقاومة ومحاصرتها وملاحقة رجالها .
سيناريو يتعرض له الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، وكلمة أخيرة يا سيادة السفير من يعتذر لأسر ضحايا تل الزعتر ويبدو أن كفاءة السفير الفلسطيني ونشاطاته في لبنان جعلت مجلة أجراس الفنية تنشر في واجهتها عدة صور في حفلة وسهرة السيدة لينا معلوف.

بقلم /م .سميح خلف