المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيون البنفسج تاريخ جيل التسعينات حيا وطازجا



هشام الصباحى
18/04/2008, 07:35 PM
عيون البنفسج تاريخ جيل التسعينات حيا وطازجا
هشام الصباحي
عندما انتهيت من رواية عيون البنفسج للكاتب علاء الديب رجعت وقرأت المقدمة والصفحة الأخيرة عدة مرات وسيطرت على فكرة أن هذه الرواية هي قصة حقيقية كاملة دون أي إضافات ولابد من سؤال هل أصدق إشارة الكاتب في أول الرواية بالفعل أم اشك في أمر تحقق الرواية في الواقع ونقلها على الورق ووجدت نفسي أقرر أنني يجب أن أساله عن هذا الأمر عما قريب إذا كتب لنا الله فرصة اللقاء في الحياة
البطل في الرواية خلق جوا عاما من الغربة وعدم القدرة على التكيف مع ما يحدث أو حتى مع الموجود الذي فرض نفسه جبريا في كل أرجاء الوطن هذه الحالة أعارها البطل للقارئ ببساطة وعدم قصدية
وقد لعبت رسوم المبدع/الرسام وليد طاهر دورا مهما في خلق وتصدير هذه الحالة من خلال لوحات كانت تعبر عن كل ما يحدث وينبض في هذه المذكرات/الرواية
الرواية في مجملها تتحدث عن جيل كامل هذا الجيل كنت واحدا منهم بالمعيار السني أو الحقبى كما هو سائد في مصر جيل التسعينات وجيل قصيدة النثر الذي كان ومازال يبحث عن الحقيقة ويعيد اكتشاف الأشياء وإعادة بناء قناعات تخصه هو فقط بعد أن تهدمت بدون مقدمات أو إنذار كل الرموز و القناعات والموروثات والقيم الأمر الذي يجعل حضور واحدمن شعراء التسعينات في نهاية الرواية بقصائد نثرية رائعة تعبر عن روح الجيل وروحنا وروح بطل الرواية هو الشاعر عماد أبو صالح الذي من فرط نبله فرادته أحدث ختاما رائعا لرواية بطلها شاعر من مواليد 1975 يقول عن نفسه –أنا زجاجي-(الرواية ص72)
تطرح الرواية تأثر البطل وأسرته وأيضا وطنه بالعمل في الخليج وكيف كان عاملا أساسيا في تكوين حالته التي يحاول أن يكتشفها بشكل دقيق ويخرج منها إلى ماهية يريدها هو لنفسه وناسه ووطنه ولكنه يفشل فى هذا وفى حتى جعل نفسه فاعلا حتى عن زواجه من فنانه غربيه/أوروبية تأتى مرحلة ما بعد الحب بالفشل بين تزاوج الغرب والشرق أو في دلالة على فاعلية الغرب وخمول الشرق وعدم قدرتنا على الخروج من أزماتنا وإعادة بناء النفس لتناسب الظرف الزمني
أن الرواية تؤرخ لجيل ولد بعد الحرب والسلام مع العدو الصهيوني كيف هي حالته وكيف يفكر وبما ذا يحلم إنها تضع ضوءا ساطعا على جيل كامل هو الآن يدير الحياة وبعض الأوطان ولا يعرف إلى أين يتجه ومع من يتحالف وضد من يعمل هو فقط يرتد إلى ذاته يكتشفها وتفحصها ويعمل من اجل إصلاحها وبنائها تبعا لرؤيته الفردية دون وراثة رؤى أخرى ولذا سوف نجد صعود أشكال جديدة من التدين تتصالح مع الحداثة وآليات العصر
وبهذه الرواية يظل دائما علاء الديب مؤكدا على انفتاحه على واقع الثقافة المصرية والعربية هذا الرجل/الروائي ولد في القاهرة عام 1939 ودرس القانون وعمل في روزاليوسف وصباح الخير منذ عام 1961 صدر له من قبل مجموعات قصصية- القاهرة عام 1964- صباح الجمعة عام 1975 - ومن رواياته- زهرة الليمون –أطفال بلا دموع-قمر على المستنقع-أيام وردية


هشام الصباحي
H.alsabahi@gmail.com
http://www.facebook.com/group.php?gid=8147277718

الصين
17-3-2008