المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة التهميش في المجتمع العراقي



alhusseiny
01/10/2006, 07:42 PM
على الرغم من ان تاريخ العراق السياسي والاجتماعي حافل في ثقافة وسياسية التهميش لكن يبقى الفرد العراقي متطلعا الى تفعيل دوره في المجتمع. وان اقصاءه من حقه الطبيعي في مبدأ الشراكه الحياتية على جميع الاصعدة سوف يعطل جزء من حركة المجتمع النهضوية .

وان من اشد مخاطر التهميش هو فقدان الفرد دوره في المجتمع وبالتالي ينعكس سلبا على مكوناته الذاتيه مما يؤدي الى امتهانه في صناعة العنف المضاد, و يشكل هذا الفرد او تلك الشريحة مصدر قلق للسلطة. فهل تستطيع المؤسسة او السلطة عند تبنيها سياسة او ثقافة التهميش ان تحي المجتمع او تحتوي شواذه؟ ام تريد من ذلك خلق عدو خفي يصعب التعرف عليه. لقد مر الشعب العراقي بانظمة شمولية مختلفة حكمت رقابه معتمدة على ثقافة وسياسة التهميش الممنهج وكان نظام البعث اشدهم واكثرهم قسوة في ذلك , وقد استطاعت هذه الثقافة العمياء ان تمزق الهوية الوطنية العراقية , وقد افرزت حالة على عدم الولاء للوطن, وكذلك خلط بين مفهوم الوطن والنظام. و هذا ردة فعل طبيعية من قبل الشريحة المهمشة وقد ادى هذه التهميش الى نمو الفقر والتخلف والامية والتشريد والهجرة بين الشرائح والمدن المهمشة, فقد تاخرت تلك المدن والشرائح عن مسيرة التقدم الثقافي والاجتماعي على صعيد البلد والواحد. فالسؤال هنا!! هل يستعيد المجتمع المدني حضوره في المجتمع ورد اعتباره في ظل ثقافة وسياسة التهميش التي لا تزال تلازم هذا البلد رغم التهميش الذي تعرضت له كل القوة السياسية في المجتمع العراقي في ظل النظام البعثي المقبور وهي اليوم حاضرة بكل قوة في الساحة السياسية سوى في السلطة او خارجها ؟ وبعد حضور المجتمع المدني- الذي يعتبر كيان غير معروف وتجربة الحديثة في المجتمع العراقي, هل سيعيد للمجتمع هيبته وللانسان حقه وبالتالي ستكون مهمة احياء المجتمع الملقى على كاهل مؤسساته المدنية مهمة عسيرة اذا لم تكن صعبة. وان الفرد العراقي يتطلع الى مؤسسات فعاله تساهم في رفع حالة الوعي السياسي والاجتماعي في المجتمع ولا نريد ان تتحول تلك المؤسسات الى كيانات فضفاضة تعيش عالة على المصطلح. ورغم ان مفهوم المجتمع المدني جوهريا قابل للجدل بسبب اندراجه ضمن تقاليد فكرية وسياسية واجتماعية وكذلك مسيرة التاريخية التي بدأت في اوربا بين القرنيين السادس والسابع عشر الا انه يبقى مفهوم اساسي (للعلوم الانسانية والاجتماعية) وتبقى أولى مهامه توسيع ساحة الحوار والحرية في المجتمع التي يؤمن بها على اسس ديمقراطية. وعلى الذين يتبنون مشروع احياء المجتمع سواء في السلطة الرسمية او في مؤسسات المجتمع المدني ان يدركو ان المجتمع المدني (هو منظومة اخلاقية تعتمد على مبدا حقوق الانسان) ويعتبر هذا المبدا هو الحجر الاساس في منهجها الديمقراطي الحديث وتطبيق هذا المبدا يعتبر احد مقومات نجاحها. وعلى مؤسسات المجتمع المدني العمل بجدية على جبل الفرد في المجتمع ضمن اطر قانونية وانسانية في مناخ وطني وفي رؤية واضحة تميز فيها الحقيقة من الخيال والحق من الباطل. وعلى السلطة ان تفكر بتغير نمط العلاقة المقيتة بين السلطة والمجتمع التي لازمت بلدنا عبر مسيرته التاريخية وتفعيل دور ابناءه في صناعة القرار السياسي من خلال المشاركة الفعلية في مفاصل الدولة والمجتمع ولكي لا تخون السلطة وتلصق بها تهمة عدم الحرص على الوحدة الوطنية وتعود الساحة السياسية والثقافية الى الانكماش والتوجس والشك , وبالتالي يعود المجتمع الى نمط العمل المضاد للسلطة والوطن وتمارس السلطة القمع والاضطهاد للفرد. ومن هنا نريد القول بان هذه الرسالة او هذه الدعوة ذات دلالة واضحة لمؤسسة الدولة والمجتمع هي ((ان المجتمع العراقي وصل الى سن الرشد الذي يؤهله الى الحوار و التمحور حول مستقبله السياسي والاجتماعي والثقافي))

ناجي الحسيني الغزي

د. دنحا طوبيا كوركيس
01/10/2006, 08:40 PM
أخي ناجي.
صحيح ما ذهبت إليه، ولكن ليس كل من "وصل سن الرشد" براشد ما لم يتسلح بالثقافة ويسترشد بها. وبدونها سيستمر التهميش، إن لم يكن النيل من الآخر، كما هو واقع الحال. أعتقد أنك تتكلم على لسان حال المثقفين، وهم القلة، وأنت واحد منهم. ولذا أراك متفائل جدا في نهاية مقالك. لابأس، تفائل. ولكنني لاأرى بصيص أمل في التوافق في ظل عبث المليشيات الجاهلة والمتهورة والمدعومة طائفيا، من جهة، وفي ظل العشائرية والقبلية والمحسوبية والمنسوبية، من جهة أخرى، ناهيك عن الأرهاب القادم من خارج الحدود. وليكن الله في عون أشراف العراق.

مع خالص الود.

أ.د. دنحا طوبيا كوركيس
جامعة جدارا للدراسات العليا
إربد/ الأردن

صبيحة شبر
02/10/2006, 02:16 AM
يعاني المثقف من سياسة التهميش على جميع الاصعدة ،، لم يعد يجد التقدير من المجتمع ،، الذي كان يلقاه منه في السنين الماضيات ، ولعل السبب يكمن في سيطرة المليشيات على مقاليد الامور ، وانا اعني العراق ، ذلك البلد الجميل ، الذي يتصف اهله بالطيبة والشجاعة وكرم الاخلاق ، ان الوضع حالك الظلام ، وكأن جميع ما يقوله العقلاء عن ضرورة الاتحاد ،، ووضع حد للصراع الطائفي اللعين ،، تذهب ادراج الرياح ، العقلاء في بلادي ما عادت كلمتهم مسموعة ،، فما العمل ايها الاعزاء ؟ ماذا يمكن ان نفعل ،، ونحن نرى كل جميل في البلد يتعرض للابادة او التهميش ، لابد من عمل شيء يضع حدا لحالة الفوضى المسيطرة ، ويعيد الحقوق الى الناس

alhusseiny
07/10/2006, 03:53 AM
الاخ أ.د. دنحا طوبيا كوركيس
شكرا لتعليق على مقالتنا وناسف للرد المتأخر بسبب ظروفنا نحن المغتربين في بلاد المهجر واشكر ملاحظاتك ولكني متفاءل !! وعلي ان اتفاءل لان النظر الى نقطة الضوء هو افضل من النظر الى العتمة داعين الله ان يمن على بلدنا بالامن والاستقرار
مع فائق ودي واعتزازي بك الكبير اخا وصديقا

alhusseiny
07/10/2006, 04:00 AM
الفاضلة الاستاذة صبيحة شبرة
تحية طيبة -- وشكرا لتعليقك على مقالتنا التي حاولت من خلالها تسليط الضوء على ثقافة التهميش الرائجة في الوسط العراقي على جميع الاصعدة املين ان تاخذ كتباتنا طريقها الى اذان صاغية او مسامع يضع الله فيها الهداة متمنين لكل محبي العراق دوام التواصل ولاهله بالامن والاستقرار
مع فائق ودي واعتزازي بكم جميعا
وناسف لتاخير ردنا على اطرائكم البالغ