سناء الشاذلي
21/04/2008, 06:22 PM
كانت الواحدة منّا تحلم أن تحوز على لقب ( الفتاة المثالية ) وتجاهد نفسها لتظهرها أنيقة، نظيفة، مرتبة و خلوقة ليذاع اسمها على الملأ عبر مكبرات الصوت المدرسي في حفل نهاية السنة أو الطابور الصباحي ثم تبدلت الأيام فتطورت إلى العشر الأوائل والموهوبات والمبدعات وكل ذلك في حدود شرعية اجتماعية محكمة ثم تطور الأمر و تطور وأصبحت الحاجة إلى محاكاة الغير ملحة كي نثبت أننّا حضاريون و الحقيقة أننّا مخترعون نهجا يخالف النهج القويم القائم على ثوابت لا يمكن تخطيها فبيتنا على شفا حفرة من الذلل تنزلق بنا يمنة و يسرة فانقلب الحق باطلا ، و الباطل حقا فتتابعت علينا المحن حتى اتسعت مشكّلة حفر كثيرة ما أن نخرج من واحدة حتى نسقط في أخرى . كالحق المبين المتمثل في حجابنا كنساء أمرنا به من لدن حكيم عليم حتى انقلب هذا الحق باطلا على أيد لا يهمها إلا التجارة الرابحة القائمة حول أجساد النساء، والواهبة نفسها أداة تطبيقيه لما عند بني الغرب من تفسخ و فجور لنثبت أهليتها تمشيا مع كل باطل يتزعمه الغرب . فها قد تطور الحجاب متنقلا من كونه حجاب إلى كونه زينة في نفسه خطوة خطوة من حين خلعه عن الوجوه إلى جعله على الكتوف إلى جعله على الأنوف إلى جعله على الخصور إلى تزينه بالألوان و النقوش ثم جعله ثوبا للسهرات و خاصة من خصائص السوق ثم مطابقة لونه للماكياج و أطراف الثوب و ظلال العيون حتى بات حجابنا في حاجة إلى حجاب و كانت الهالكة التي اخترقت الحجاب من جديد عبر (مسابقة الفتاة المثالية ) و هي مسابقة يجتمع فيها النساء من بلدان عدة بمواصفات مدروسة لا تختلف عن مسابقات ملكة الجمال إلا في ( الحجاب ) المزين بنقوش و زخارف و ألوان متناسقة مع ألوان الماكياج و الثياب رغم أن النص صريح للآية التي أعيد ذكر الزينة فيها ثلاث مرات في سورة النور " و لا يبدين زينتهن " فهل الفتاة المثالية المماثلة لملكة الجمال بمنأى عن الزينة ؟ و هل هي قادرة على إخفائها ؟ أم هي من لوازم المسابقة التي ظهرت فيها ؟ لكنه لون آخر من ألوان اختراق الحجاب يمتزج فيه السم في العسل تمويها للعقل بأن للحجاب مكانة محفوظة و الحقيقة أنها مكانة محفوفة بالمخاطر تبعا للأهواء و إغفالا لذكر الله سبحانه و لو تركنا حجاب الفتاة المثالية هنا نزولا لأهواء القوم وتقلباتهم فهل من الحق إرسال الفتيات وحدهن لأيام كثيرة لا تخلو من الاختلاط و النزاعات الفطرية و غير ذلك ........
إن فوز الفتاة المثالية الأخيرة على هذا المنوال أعاد بذكرياتي لفتاتنا المثالية السابقة في مدارسنا و التي اختفت في زحمة اختراق الحجاب و تميع الدين بإفراط شديد حتى حملت الأكثرية شعار ( هيا نطور حجابنا ).
إن فوز الفتاة المثالية الأخيرة على هذا المنوال أعاد بذكرياتي لفتاتنا المثالية السابقة في مدارسنا و التي اختفت في زحمة اختراق الحجاب و تميع الدين بإفراط شديد حتى حملت الأكثرية شعار ( هيا نطور حجابنا ).