المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يُخبئ لنا هذا الكيان الصهيوني!؟



حامد عرب
22/04/2008, 06:02 AM
From: arabic@kanaanonline.org
To: arab_hamed77@hotmail.com
Date: Thursday, April 3rd, 2008
Subject:
كنعان النشرة الألكترونية
Kana’an – The e-Bulletin
السنة الثامنة ـ العدد 1478
3 نيسان (أبريل) 2008
في هذا العدد:
ماذا تُخبىء لنا إسرائيل؟
معقل زهور عدي

في الثقافة السياسية الإسرائيلية يُنظر للجبهة الشمالية باعتبارها الأكثر عداء وخطورة، خلف هذه النظرة لا تختفي تجربة صراع امتد لستين عاماً فقط، ولكن تراث ديني أيضاً، فهذه الأرض هي جزء من الأرض الموعودة لبني (إسرائيل)، هي جزء من العقد أو (من العهد) المقدس ـ نتحدث وفق الفهم اليهودي للتوراة ـ وهو (الأرض مقابل الإيمان)، فإله (إسرائيل) الذي أنقذهم من ذل العيش تحت سيطرة المصريين حيث عاشوا كغرباء قد "وعدهم" أيضاً بأرض تفيض لبناً وعسلاً حيث لم يكن ثمة نفط بعد، ولكن ليس بدون مقابل، إذ عليهم الإلتزام التام بشريعة موسى عليه السلام ليُصبحوا "شعب الرب"، هكذا انتقل الإيمان من كونه عقيدة فردية يتلون بها المجتمع ليغدو عقيدة قومية، لدرجة أن مصير الشعب أصبح مرتبطاً بمدى إلتزامه بالعهد.
لكن ما مصير الأقوام الذين يسكنون "الأرض الموعودة"!؟: (متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها وطرد شعوباً كثيرة من أمامك الحثيين والجرجاشيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين سبع شعوب أكثر وأعظم منك ودفعهم الرب إلهك أمامك وضربتهم فإنك تحرمهم لا تقطع لهم عهداً ولا تشفق عليهم ولا تُصاهرهم. سفر التثنية ـ7).
لكن كيف يتأتى لشعب صغير أن يطرد شعوباً كثيرة غنية وقوية تمتد حتى نهر الفرات حيث تنتهي حدود "الأرض الموعودة"؟
(الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلاً قليلاً، لا تستطيع أن تفنيهم سريعاً...، ويدفعهم الرب إلهك أمامك، ويوقع بهم اضطرابا عظيماً حتى يفنوا. سفر التثنية ـ 7).
إذن ليس أمام (إسرائيل) سوى القليل مما يُمكن التفكير به حول العلاقة معنا، هدنة مؤقتة ريثما يأتي الوقت المناسب ليتم طردنا، وكتمهيد لهذا الطرد يجب إيقاع الحروب الأهلية والفتن والاضطراب داخل أوطاننا.
حسناً لكن ذلك كله يعني أننا الضحية المقبلة فلماذا إذن تستقر فكرة (الشر القادم من الشمال) على أرضية دينية؟
من ناحية لكوننا أعداء فيجب شيطنتنا ليسهل تبرير طردنا لاحقاً، ومن ناحية أخرى ينبغي نبش التاريخ الذي يتكفل أحيانا بتفسير الأساطير أو بإكمالها، فقد دارت حروب طاحنة بين آرام و(إسرائيل). إذ حارب "بعشا" ملك (إسرائيل) "بنهدد" ملك آرام. وقد قتل "آخاب" أثناء حربه ضد آرام. وقد أخذ الآراميون السامرة أثناء حكم يهورام. وأذل حزائيل ملك آرام (إسرائيل) أيما إذلال أثناء حكم ياهو ويهوآخاز.
وحين نتحدث هنا عن آرام فنحن نتحدث عن دمشق.
أما أقرب الأمثلة التصاقاً بالفكرة عن الشر القادم من الشمال وفق التراث اليهودي فهي الحوار الآتي بين حزائيل القائد العام لملك دمشق الآرامي بنهدد، والذي أصبح الملك لاحقاً وبين اليشع أحد أنبياء (إسرائيل) (وجاء اليشع إلى دمشق. وكان بنهدد ملك آرام مريضاً. فأخبر وقيل له قد جاء رجل الله إلى هنا.
ـ فقال الملك لحزائيل خذ بيدك هدية واذهب لاستقبال رجل الله واسأل الرب به قائلاً هل أشفى من مرضي هذا.
ـ فذهب حزائيل لاستقباله وأخذ هدية بيده من كل خيرات دمشق حمل أربعين جملاً وجاء ووقف أمامه وقال إن ابنك بنهدد ملك آرام قد أرسلني إليك قائلاً هل أشفى من مرضي هذا.
ـ فقال له اليشع اذهب وقل له شفاء تشفى. وقد أراني الرب أنه يموت موتاً.
ـ فجعل نظره عليه وثبّته حتى خجل. فبكى رجل الله.
ـ فقال حزائيل لماذا يبكي سيدي. فقال لأني علمت ما ستفعله ببني (إسرائيل) من الشر فإنك تطلق النار على حصونهم وتقتل شبانهم بالسيف وتحطم أطفالهم وتشقّ حواملهم.
ـ فقال حزائيل ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم. فقال اليشع قد أراني الرب إياك ملكاً على أرام. (ملوك).

ليس صدفة إذن أن نقرأ في الصحف الإسرائيلية عن الشر الذي تُضمره سورية (لإسرائيل)، لكن ماذا عن الشر الذي تضمره (إسرائيل) لنا الآن؟
وفق الخبرة عن طريقة التفكير الإسرائيلية فهم يسعون دائماً للتمويه عن نياتهم الحقيقية وإخفائها جيداً.
حتى قيادة "حزب الله" التي تمتاز بالفطنة والدراية (بإسرائيل) تمت مفاجأتها في حرب تموز 2006 حيث لم تتوقع أبعاد الرد الإسرائيلي على العملية التي تم فيها قتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة رابع بجروح وأسر الجنديين (إيهود غولدفاسر) و(إلداد ريغيف)، وإذا عُدنا إلى الوراء فقد فاجأت (إسرائيل) العرب والعالم بضرب المفاعل النووي العراقي، وفاجأتهم باختراق (الدفرسوار) عام 1973، وفاجأتهم أيما مفاجأة بحرب الأيام الستة، وفاجأتهم بمدى القوة والاستعداد بحرب 1948، أما المفاجئات الأصغر فهي أكثر من أن تحصى مثل الوصول إلى تونس وقتل القائد الكبير أبوجهاد.
الحقيقـة أنـه إذا كان من درس يُفترض تعلمـه من خبرتنا مع تاريخ (إسـرائيل) منذ العام 1948 فهو عدم الاغترار بما تقوله (إسـرائيل)، ومحاولـة فهم خياراتها ونواياها الحقيقيـة أو على الأقل اسـتعراض الخيارات المتعددة والتعامل معها كلها بجديـة إلى أقصى حد.
ماذا تُخطط (إسرائيل) لنا اليوم؟
بالضبط لا أحد يعرف، لكن ثمة خياران متاحان للرؤية:
الأول: هو الذهاب باتجاه التسـويـة لتحقيق هدف اسـتراتيجي مزدوج؛ تعميم التطبيع مع الدول العربيـة وتطويق الفلسـطينيين و"حزب الله" من جهـة وعزل إيران وإبعادها عن حدود (إسـرائيل) من جهـة ثانيـة.
الثاني: هو الذهاب باتجاه الحرب ضمن رؤيـة اسـتراتيجيـة واسـعـة تسـتهدف تدمير الدولـة في سـوريـة بمؤسـسـاتها الرئيسـة (القوة العسـكريـة، الاقتصاد، الطاقـة، البنيـة التحتيـة).
ما يسترعي الانتباه هو السياق الذي يُمكن أن يتم من خلاله الانتقال من أحد الخيارين للثاني، فالبدء بالخيار الأول والوصول إلى طريق مسدودة قد يُسهل الوصول للخيار الثاني، وكذلك اللجوء للخيار الثاني (إنما بحدود) قد يدفع نحو الخيار الأول لاحقاً.
على أية حال من الضروري للغاية تفحص حدود ومدى التصعيد الذي يُمكن الوصول إليه في حال بدأت تنفتح المواجهة مع (إسرائيل)، ليس لزرع الخوف ولكن لتأمين مقومات المقاومة ووعي أبعاد المعركة.
ليس المجال هنا للتفكير في أي الخيارات أرجح؟ لكن للتفكير في: ماذا لو وجدنا أنفسنا على أبواب أحد الخيارات؟
وفق الأنباء التي نُشرت فقد هددت (إسرائيل) سورية بالانتقام منها في حال عمد "حزب الله" لتنفيذ عملية كبيرة رداً على استشهاد "عماد مغنية"، ذلك يُعيدنا لاحتمالات انفتاح المواجهة.
لا يوجد في السياسة أسوأ من الاستسلام للأفكار المسبقة التي تُعيق حرية التفكير وبالتالي تؤمن للعدو إمكانية المفاجأة.
ففكرة أن الولايات المتحدة قد أخذت درساً من الحرب في العراق، وبالتالي ليست بصدد استكمال العمل لتفكيك الدول العربية ونشر الفوضى ربما تكون مجرد وهم.
وفكرة أن (إسرائيل) سترتدع عن خوض مواجهة شاملة مع سورية و"حزب الله" بسبب عدم تحملها للخسائر أو ضعف قيادتها قد تكون وهماً آخر.
وفكرة أن (إسرائيل) ترى مصلحتها فقط عن طريق التسوية مع سورية وليس المواجهة ربما تكون وهماً ثالثاً.
ثمة سياق خطير يتبلور في المنطقة بصورة موضوعية هو سياق التصعيد الموصل للمواجهة.
وحين نقترب من تلك المواجهة ربما نجد أن أصعب أمر فيها هو وضع حدودها.
من أجل ذلك قد يكون مفيداً تصور الاحتمالات الأوسع منذ الآن.
قد تعمد (إسرائيل) فجأة لتصعيد الصراع نحو حرب مفتوحة ولكن بطريقتها هي، وليس من أجل أهداف جزئية ولكن لأهداف استراتيجية كبرى، تماماً مثلما خططت الولايات المتحدة لغزو العراق واحتلاله قبل 2003 بعشر سنوات على الأقل لأهداف استراتيجية كبرى.
وقبل المضي في أحد تلك الاحتمالات أود الإشارة الى أن الاستعداد للمعركة، وتعبئة القوى العسكرية والشعبية على نحو ما فعله "حزب الله" يمكن أن يقلب نتيجة المعركة على رؤوس المخططين لها من الأعداء، ولكن ليس بدون تضحيات بالطبع.

توسيع المواجهة
ثمة تناقض كبير بين القوة العسكرية والتقدم التكنولوجي الذي تمتلكه (إسرائيل) اليوم وبين الحيّز المتاح لها لاستعمال تلك القوة، ضيق الحيز المتاح، يجعل (إسرائيل) أشبه ما تكون بالوحش المقيّد اليدين، حيث يتم تدمير هيبته في مواجهات صغيرة سواء في جنوب لبنان أو في غزة، هذه الحالة لا تُناسب (إسرائيل)، بينما ينمو الخطر الإيراني، ويقترب من الحدود، ـ وقعت أمريكا و(إسرائيل) مؤخراً على إتفاقية مساعدات عسكرية بقيمة 30 مليار دولار، ما يعادل زيادة 25 بالمئة في المساعدات العسكرية على مدى العقد المقبل، وبحسب التعريف الإسرائيلي، فإن الميزة العسكرية النوعية (QME المعترف بها لإسرائيل) يمكن أن تساوي (إسرائيل) بمعظم الشرق الأوسط العربي وإيران ـ وونديرلي وبريري ـ تعاظم الميزة العسكرية النوعية لإسرائيل ـ كلنا شركاء عدد 24/3/2008).
ربما أصبح ضرورياً من وجهة نظر (إسرائيل) أخذ المبادرة الاستراتيجية في "معركة المصير"، ذلك يعني إعادة صياغة الشرق الأوسط إسرائيلياً، بحيث تُصبح (إسرائيل) القوة الإقليمية العظمى بدون منازع، بعد تدمير الدولة والجيش العراقي أصبح ذلك الهدف أكثر قرباً!
من وجهة نظر استراتيجية من الخطأ توجيه ضربة عسكرية لإيران من قِبل (إسرائيل) دون أخذ الجبهة الشمالية بالاعتبار، حتى لو مرت الضربة اليوم، في اليوم التالي ستجد (إسرائيل) أنها ربما قامت بفتح صراع طويل ومرير يمتلك كل عوامل التفجر.
أيضاً لننظر للوضع العربي بعد إنهيار الدولة والجيش العراقي، فمن إيران حتى البحر المتوسط لم يعد هناك كيان وقوة عسكرية يُحسب حسابها سوى سورية ـ رغم كل عوامل الضعف ـ، بتدمير سورية ـ لا سمح الله ـ وضرب إيران تكون (إسرائيل) قد حسمت مسألة سيطرتها على المنطقة، بعد ذلك ربما تأتي مرحلة التفاهم أو التخاصم مع الولايات المتحدة حول حدود تلك السيطرة.
يجب ألا نغتر بإنكفاء (إسـرائيل) الحالي، (فإسـرائيل) لم تسـتنفذ خططها لقلب الوضع الحالي رأسـاً على عقب، وهي بالتأكيد لم تسـتسـلم لفكرة العيـش بسـلام كدولـة صغيرة بين جيرانها؛ مصيبتنا أننا نشـتري الأوهام ونُعيد تسـويقها ـ السـلام كخيار اسـتراتيجي ـ وكأن (إسـرائيل) قد حسـمت أمرها في اتجاه السـلام وجلسـت فقط في إنتظارنا!!!
إذن هدف (إسـرائيل) المقبل قد يكون ليـس تصفيـة قوة "حزب الله" العسـكريـة فقط، وهو أمر يبدو صعب التحقيق كهدف معزول، وليـس ضرب إيران لمنعها من امتلاك السـلاح النووي فقط، وهو هدف حيوي ولكن لا يُمكن مقاربتـه بدون اسـتراتيجيـة تحتوي نتائجـه اللاحقـة والمتمثلـة في فتح الصراع العربي ـ الصهيوني وتصعيده، ولكن أيضاً تدمير الدولـة في سـوريـة، وإخراجها من معادلة الصراع. والحديث هنا ليـس عن ضربـة جويـة مكثفـة وشـاملـة تتضمن أهدافاً اسـتراتيجيـة فقط، ولكن أيضاً عن العمل المخطط لنشـر الفوضى وتفكيك الدولة والكيان.
ينبغي لنا أن نُفكر ملياً في فكرة الفوضى الخلاقة ليس كفكرة طارئة أو مجرد فقاعة أو شطحة من شطحات المحافظين الجُدد، كلا، الفكرة أكبر من ذلك وأهم، ربما لدى (إسرائيل) تصور خاص بها عن الفوضى الخلاقة التي تخدمها في كل ما حولها لتصعد عبر تلك الفوضى نحو السيطرة التامة على المنطقة! لنعد ونتأمل قليلاً نص التوراة: (الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلاً قليلاً، لا تستطيع أن تفنيهم سريعاً...، ويدفعهم الرب إلهك أمامك، ويوقع بهم إضطراباً عظيماً حتى يفنوا. سفر التثنية ـ 7).
يجب ألا ننخدع ونبقى أسـرى للأوهام، حتى لا نُفاجأ قريباً؛ فبينما تُطلق (إسـرائيل) "بالونات السـلام"، وتُظهر رغبـة في التوصل إلى تسـويـة مع سـوريا، ويكثر اللغط حول ذلك في الصحافـة الإسـرائيليـة ـ ربما عن قصد ـ تكون (سـيناريوهات) الحرب قيد الإعداد بكل تفاصيلها، ولا يكون هدف كل ذلك الضجيج سـوى إبقائنا نعيـش على الأوهام حتى يحين الوقت المناسـب للعدو لفتح المعركـة ضدنا على حين غرة!!!

استهداف الكيان السوري
لنتأمل في المشهد العراقي قليلاً، تدمير الدولة بكل مؤسساتها، خاصة الجيش، والأخطر، تدمير وحدة العراق وإشعال حروب ونزاعات دموية فيه لا تنتهي.
أريد أن أتساءل: هل العراق هو النهاية؟
ما يستحق التفكير هو تفهم الفرق بين الأهداف الصهيونية الاستراتيجية والأهداف الأمريكية الاستراتيجية، ثمة سياسيون أمريكيون محترمون عبروا عن قناعتهم أن الحرب على العراق كانت في الجوهر خدمة (لإسرائيل) وتوريطاً للولايات المتحدة! حسناً لنترك ذلك ولكن بالتأكيد ثمة حدود للتحالف بين الولايات المتحدة و(إسرائيل)، وراء تلك الحدود هناك استراتيجيات متباينة الأهداف، يُمكن أن يكون الهدف الاسـتراتيجي الصهيوني بالنسـبـة للعراق قد تحقق: وهو إخراج القوة العسـكريـة العراقيـة من معادلـة الصراع لأمد طويل، بالنسـبـة لسـوريا الأمر أكثر أهميـة وخطورة، وبضوء ما حصل في العراق، لم يعد مسـتبعداً وضع الكيان السـوري للاسـتهداف كهدف اسـتراتيجي.
كل ما يحدث اليوم يصلح كمقدمة لمقاربة ذلك الهدف شيئاً فشيئاً، العزل، الإدانة، التعبئة، إلخ...
(سـيناريو) العراق يُمكن أن يتكرر في سـوريا عن طريق (إسـرائيل)؛ حملـة جويـة شـاملـة، إختراق بري في خاصرة سـوريا (منطقة القلمون)، قطع طريق دمشـق، عزل العاصمـة والحكومـة، تفجير الأوضاع الداخليـة! هل ذلك غير ممكن!!!؟؟؟
لنتذكر وضعنا الاستراتيجي، في الشرق بدلاً من السابق حيث كان يمكن الاستناد إلى دعم الجيش العراقي أصبح هناك الآن 150 ألف جندي أمريكي بدباباتهم وطائراتهم إلخ...، سوريا إذن محاصرة بالفعل بقوى عسكرية لا يُستهان بها!
استهداف كهذا لن ينجح إلا إذا تمكن من تحطيم الدولة والكيان من الداخل كما حدث في العراق، وهذا يُعيدنا لمسألة الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي.

مواجهة المخاطر
أمام خطر داهم كهذا، ماذا ينفع الاعتماد المطلق على القبضة الأمنية؟ هل استطاعت القبضة الأمنية حماية العراق؟
الشعب والنظام في الحقيقة في مركب واحد حين يتهدد الكيان برمته.
تلوح (إسرائيل) بـ "أغصان الزيتون" الآن، لكن الحقيقة أن التصعيد والاحتقان الذي يلف المنطقة كلها يخلق شعوراً أننا نسير بصورة حثيثة نحو المواجهة لا نحو السلام!
وحين تنفتح المواجهة قد لا يتبقى من الوقت الكثير لفعل ما كان علينا البدء به منذ زمن للإصلاح الداخلي الحقيقي بدءاً بالحريات مروراً بمحاربة الفساد والالتفات لوضع الطبقات الشعبية التي يكاد يوصلها الغلاء والفقر إلى حافة الجوع.
كل عوامل المقاومة الحقيقية لاستهداف كهذا تصب في النهاية بالوضع الداخلي، فإذا لم تكن المخاطر واضحة في السابق بما فيه الكفاية لتدفع نحو إجراء مراجعة شاملة للوضع الداخلي، فهي تتزايد اليوم وتتبلور كما لم يحدث من قبل.
الشـعب وحده هو حصن المقاومـة الحصين، والوحدة الوطنيـة هي صخرة النجاة، وحين تتهدد الأوطان لن يكون هم الشـعب من يكون في الحكم، لكن يفترض أن يكون هم الحكم أيضاً كيف هي حالـة الشـعب وما هي معاناتـه!!!
تبرز مثل تلك الاحتمالات دور المقاومة اللبنانية في الدفاع عن لبنان وسوريا ضد هجوم عسكري إسرائيلي واسع، وهذا أمر يفترض أن لا يغيب عن بال أحد، وكذلك الدروس المستخلصة من حرب تموز 2006، وبصورة خاصة دور الصواريخ المضادة للدرع، وكذلك أسلحة الردع الصاروخية.
تمتلك سوريا عمقاً استراتيجياً كافياً لامتصاص إختراق إسرائيلي بري محتمل، ويفترض أن يكون للأسلحة الصاروخية أثرٌ ما في ردع استمرار الهجمات الجوية، لكن الأرجح أن المواجهة الشاملة، إن حدثت، لن تنتهي بين ليلة وضحاها فيبدو أن عصر الحروب الخاطفة قد انتهى، وحتى لو استطاعت (إسرائيل) توجيه الضربة الأولى، فإن التحكم بمسار الحرب أمر مختلف كل الاختلاف.
أخيراً في وجه مخاطر بهذه الجدية والضخامة هل تستطيع سوريا التخلي عن دعم إيران، دون تأمين بديل على أقل تقدير!؟

http://www.kanaanonline.org/articles/01478.pdf