المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانهيار الاقتصادي الأمريكي سيضطر الأمريكيين للخروج من العراق مهزومين



د. محمد اسحق الريفي
22/04/2008, 09:47 PM
الانهيار المالي سينهي حرب بوش–تشيني على العراق
مايك ويتني
مقال رائع يصف فيه الكاتب "مايك ويتني" الوضع العراقي وطبيعة الصراع الدائر بين القوى السياسية العراقية على السلطة، ويدلل على فشل الإدارة الأمريكية في تحقيق أهدافها من وراء الحرب على العراق، ويؤكد فشل "استراتيجيات النصر" التي وضعها بوش للخروج من المستنقع العراقي وفشل حكومة المالكي الذي لا يتمتع بقاعدة شعبية وتنحصر سلطته في المنطقة الخضراء. وتطرق الكاتب إلى المصاعب الجمة التي يعاني منها الجيش الأمريكي مؤكد فشله في السيطرة على الأوضاع في العراق، كما أكد الكاتب أن حرب العراق تشير إلى عجز الولايات المتحدة الأمريكية عن التدخل في العالم لأجيال عديدة، مبينا أن الأساس الأيديولوجي للحرب (الحروب الوقائية وتغيير الأنظمة) أصبح لا مبرر له لشن العدوان على الآخرين.

وفي نهاية المقال أكد الكاتب أن التدهور الاقتصادي الأمريكي في الأسواق المالية يضع ضغطا كبيرا على الدولار، فالفوضى تعم المؤسسات المالية وسندات الشركات والأسهم المالية، والنظام البنكي ينهار، والأسواق تعاني من كساد، والإرادات الضريبية في هبوط، والبلاد تتجه إلى ركود مؤلم.

واستخلص الكاتب بأن الولايات المتحدة ستضطر بسرعة أكثر مما يتوقعها المحللون السياسيون إلى الخروج من العراق، ولكن لن يكون أمام الولايات المتحدة وقت لتختار ما تريد. سينتهي الصراع ولن تعود الولايات المتحدة قادرة على شن حرب.

إلى الجحيم يا إمبراطورية الشر!

http://globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=8730

د. محمد اسحق الريفي
22/04/2008, 09:48 PM
هل يتفضل أحد الزملاء/الزميلات بترجمة المقال إلى العربية؟

شكرا جزيلا مقدما!

د. محمد اسحق الريفي
23/04/2008, 09:22 AM
مقال مهم جدا لمعرفة الوضع العراقي وورطة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق.

مها دحام
23/04/2008, 06:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،

أستاذي الافضل محمد أسحق الريفي الموقر أقدم لحضراتكم ترجمتي المتواضعة وأرجو أن اكون وفقت في الترجمة وهو حقا مقال رائع ويكشف الكثير من الحقائق


ترجمة مقال مايك ويتني

الانهيار المالي سينهي حرب بوش–تشيني على العراق


لقد ربحت العسكرية الأمريكية كل معركة خاضتها في العراق ، لكنها في الوقت نفسة خسرت الحرب. لا يعي بوش أن الحروب تربح سياسيا وليس عسكريا، حيث أنه لا يزال يعتقد ان التوصل الى تسوية سياسية بالأمكان أن يكون عن طريق فرض القوة، لكنه مخطئ. أن الأستخدام المفرط فقط للقوة ساعد على أنتشار العنف بالأضافة الى ذلك عدم الأستقرار السياسي حيث يمر العراق الأن في مرحلة يصعب السيطرة علية , فهل كان هذا هو الهدف؟ تنتشر في بغداد أميال من الجدران الخراسانية لفصل الأطراف المتحاربة فيما بينها ، فهذا البلد مجزأ الى مئات الأجزاء الصغيرة كل جزء يحكمه قادة الميليشات المحلية. وهذه هي علامات الفشل وليس النجاح، لهذا السبب لم يعد الشعب الأمريكي يدعم الأحتلال. فهم فقط يرغبوا أن يكونوا عمليون وبنفس الوقت يدركوا أن خطة بوش لن تنجح. حيث قال نر روزن " أن العراق أصبح كالصومال" . مع ذلك مازالت الأدارة تدعم الرئيس العراقي نوري المالكي بالرغم منه أنه شخصية ليس لديها اي تأثير على مستقبل العراق ، علاوة على ذلك لا يمتلك أي قاعدة شعبية لدعمه وليس لديه أي سلطة خارج المنطقة الخضراء. أنها خدعة،ذلك أن حكومة المالكي هي مجرد واجهة تهدف الى أقناع الشعب الأمريكي بأنه تم أحراز تقدم سياسي ،ولكن بنفس لم يحرز أي تقدم .
أن مستقبل العراق بيد الجماعات المسلحة ، فهم الذين قاموا بتقسيم العراق الى أقطاعيات يسيطر عليها محليا وهم في نهاية الطاف سيقررون من يحكم العراق. وفي الوقت الحاضر، أن أطلاق مصطلح " الحرب الطائفية" التي تدور بين هذه الفصائل هو مصطلح مضلل عمدا، ويعزو السبب الى ذلك هو أن القتال بين هذه الأطراف يتخذ طابعا سياسيا ، فالميليشات المختلفة والمتواجدة على الساحة تتنافس فيما بينها لمعرفة من سيملأ الفراغ الذي خلفة أزالة صدام. أنه الصراع على السلطة. وترغب وسائل الأعلام بتصوير هذا الصراع على أنه صدام بين مجموعة من العرب المجانين " والأرهابيين" الذين يفضلون فكرة قتل أبناء بلدهم ، ولكن هذا كله هو فقط وسيلة لأضفاء طابع شيطاني على العدو. في الواقع ، فالعنف المنتشر في العراق هو شئ منطقي تماما ، ذلك أنه ردة فعل حتمية على تفكك الدولة وأحتلالها من قبل القوات الأجنبية. وتنبأ العديد من الخبراء العسكريين أن أحتلال العراق سوف يؤدي الى أندلاع القتال بعد الغزو لكن جهل السياسيون وتشجيع وسائل الأعلام تجاهلوا هذه التحذيرات . وليس هناك نهاية تلوح في الأفق ، حيث أندلعت أعمال العنف مرة أخرى في كل من البصرة وبغداد. وقد تعهد بوش أن مستقبل العراق سوف لن تقرره صناديق الأقتراع.

أن الجيش الأمريكي لا يحكم العراق كما لا توجد لديه القدرة للسيطرة على الأحداث التي تجري على أرض الواقع. هناك العديد من الميليشيات التي تتنافس على السلطة والتي يحكمها أمراء الحرب. حيث أن الجيش وبعد قيامه بتنفيذ عملياته العسكرية ، يضظر بعدها الى الرجوع الى معسكراتهم وقواعدهم. وينغي التأكيد على هذه النقطة لنفهم منه أنه ليس هناك مستقبل حقيقي لبقاء الأحتلال. لا تملك الولايات المتحدة ببساطة القوة البشرية للسيطرة على العراق أو أحلال السلام. وفي الحقيقة ، أن وجود القوات الأمريكية يساعد على تحريض العنف لأنها تعتبر قوات أحتلال وليسوا محررين. بين استطلاع تم أجراؤه ان الغالبية العظمى من العراقيين يرغبون برحيل القوات الأمريكية من العراق. لقد دمرت القوات ألأمريكية البلد بشكل كبير وأزهاق أرواح أعداد كبيرة من الناس ونحن نتوقع أن هذه المواقف لن تتغير في أي وقت قريب. لخصت الشاعرة العراقية ليلي أنوار مشاعر العديد من ضحايا الحرب الأخيرة على موقعها في شبكة الأنترنيت ( أحزان أمرأة عربية) حيث أوردت:

" على أبواب بابل العظيمة ، ما زلتم تقتلوننا ، تطاردون هذ أو ذاك , وتقومون بأحتجازنا وقصفنا تملؤن المشارح والمستشفيات والمقاير ووقوف شعبنا عند السفارات والحدود طلبا للخروج من العراق"

لا يوجد أي عراقي يرضى بوجودكم أو يوافق على أحتلالكم . ، لن تسيطروا على العراق خلال ست أو عشر أو حتى عشرون عاما . لقد جلبتم لأنفسكم الكراهية واللعنة من قبل جميع العراقيين والعرب وبقية العالم..... والأن واجهوا عذابكم ( من خواطر ليلى أنوار " أحزان أمرأة عربية" "تأملات في زجاجة مغلقة"


هل يأمل بوش بتغيير تفكير ليلى او تفكير ملايين العراقيين الذين فقدوا أحبائهم أو أجبروا على الرحيل من بلدهم أو ينظروا الى بلدهم وثقافتهم التي سحقت تحت حذاء الأحتلال الأجنبي؟ . قلوب وعقول حملة ضائعة وخاسرة ، فلن تكون الولايات المتحدة موضع ترحاب في العراق على الأطلاق.

أكثر من مليون عراقي قتلوا خلال الحرب،طبقا لأستطلاع أجرته المجلة البريطانية الطبية لانسيت ، وتم تهجير أربعة ملايين داخل بلدهم أو هربوا من العراق . لكن الأرقام لا تقل لنا شيئا عن حجم الكارثة التي تسبب بها بوش عند مهاجمة العراق. فأحتلال العراق هو أكبر كارثة أنسانية في الشرق الأوسط منذ النكبة سنة 1948 . أنخفضت مستويات المعيشة بصورة حادة في كل منطقة حيث وفيات الرضع وأنعدام الماء النقي والغذاء والأمن والأمدادات الطبية والتعليم والطاقة الكهربائية والعمالة ...الخ حتى أنتاج النفط لايزال أدنى من مستويات ما قبل الحرب. يعتبر هذا الأحتلال هو عبارة عن أخفاق سياسة شاملة منذ أحتلال فيتنام، كل شئ فشل ، حيث أدى الى أنحدار العالم العربي الى هوة الفوضى. فالمعاناة لا تنتهي .

تكمن المشكلة الرئيسية في الأحتلال ، بل هو المحفز الرئيسي لأعمال العنف و يشكل عقبة أمام التسوية السياسية . وما دام الأحتلال قائما ، فسيستمر القتال. الأدعاءات بشأن ما يسمى " الأحزاب " وما كان لها من تأثير على تغيير المشهد السياسي فهذه كلها أدعاءات مبالغ بها الى حد كبير. علق الفريق المتقاعد وليم أودم على هذه النقطة في مقابلة أجراها معه جم لهرر في أخبار الساعة بما يلي :

" أن ظهور الأحزاب أدى على عدم الأستقرار العسكري والسياسي بالأضافة الى عدم أحراز اي تقدم بشأن التماسك السياسي ، الأمور اسوأ بكثير الأن ، ولا أراهم يحققوا أي تقدم. وهذا كان متوقعا قبل عام ونصف العام. وأن الأستمرار في هذا الوضع بخصوص أظهار أنصاف الحقائق ، يعتبر خداع للرأي العام الأمريكي وجعلهم يعتقدون أن هذه ليست تمثيلية ...... بل يرغب المسؤولين الأمريكيين بتشبية العراق بالحالة اللبنانية ولكن ليس بسبب أيران ، بل بسبب الولايات المتحدة التي ذهبت الى العراق وقامت بهذه التجزئة الممكنة. وقد حصل هذا في السنوات الخمس الأخيرة .... حيث ان حكومة المالكي باتت أسوأ حالا الأن .... وفكرة أن هناك نوع من التقدم هي فكرة سخيفة. تقوم حكومة المالكي بأستغلال وجودها في وزارة الداخلية بأستخدام ميليشيات فرق الموت . لذا عند المقارنة بين الصدر وتسميته بالمتشدد والمالكي بأنه رجل جيد فهذا شئ غير صحيح ، فعند النظر الى ما يحدث على أرض الواقع نستطيع أن نقول بأنه لا يوجد أناس صالحين."


تعتبر الحرب في العراق حرب خاسرة حتى قبل أطلاق الطلقة الأولى . فلم يحظى الصراع على تأييد الشعب الأمريكي كما أن العراق لم يشكل تهديدا للأمن القومي. فالذريعة التي قامت عليها الحرب تستند على الأكاذيب . أنه أنقلاب دبرته وسائل الأعلام والمسؤولين لتحقيق مأرب وأهداف أخرى . بما أن المهمة قد فشلت ،ولا أحد يريد ان يعترف بأخطائه عن طريق الأنسحاب . لذا فأن مذبحة الشعب العراقي ستتواصل وبدون توقف.

كيف ستنتهي الحرب ؟

لقد قررت أدارة بوش الى أنتهاج استرتيجية لا مثيل لها في تأريخ الولايات المتحدة وهي مواصلة الحرب بالرغم من خسراتها معنويا واستراتيجيا وعسكريا. أن الخوض في حرب خاسرة لها ثمنها . فأمريكا الأن أضعف بكثير عما كانت علية عندما تولى بوش السلطة ولأول مرة في عام 2000 . ستسمر قوة الولايات المتحدة وهيبتها بالتدهور حتى يتم أنسحاب القوات الأمريكية من العراق. ولكن هذا من غير المرجح ان يحدث حتى تستنفذ جميع الخيارات الأخرى. تدهور الأحوال الأقتصادية في الأسواق المالية أدى الى هبوط الدولار بشكل كبير. فالشركات وأسواق السندات والأسهم في حالة فوضى ، بالأضافة الى أنهيار النظام المصرفي وأنخفاض الأنفاق الأستهلاكي وأنخفاض الأيرادات الضريبية هذا كله يؤدي يالنتيجة الى أتجاه البلد في حالة من الركود طويل الأمد . ستترك الولايات المتحدة العراق في وقت أبكر مما يعتقده العديد من الخبراء لكن حينئذ لن يكون لدينا وقت للأختيار. بالأحرى، سينتهي الصراع عندما لا تمتلك الولايات المتحدة القدرة على شن الحرب. وهذا الوقت ليس ببعيد.

تشير حرب العراق الى نهاية التدخل الأمريكي لجيل واحد على الأقل ، أو ربما لفترة أطول. لقد تم فضح الأساس الأيديلوجي للحرب ومنها أسباب (الحرب الوقائية/ تغيير النظام) بأنها كلها حجج لتبرير العدوان. وينبغي تحميل المسؤولية لشخص ،حيث سيتعين أنشاء محاكم دولية لتحديد من المسؤول في وفاة أكثر من مليون عراقي.



وتقبلوا فائق أحترامي وتقديري

مها دحام
23/04/2008, 06:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،

أستاذي الافضل محمد أسحق الريفي الموقر أقدم لحضراتكم ترجمتي المتواضعة وأرجو أن اكون وفقت في الترجمة وهو حقا مقال رائع ويكشف الكثير من الحقائق


ترجمة مقال مايك ويتني

الانهيار المالي سينهي حرب بوش–تشيني على العراق


لقد ربحت العسكرية الأمريكية كل معركة خاضتها في العراق ، لكنها في الوقت نفسة خسرت الحرب. لا يعي بوش أن الحروب تربح سياسيا وليس عسكريا، حيث أنه لا يزال يعتقد ان التوصل الى تسوية سياسية بالأمكان أن يكون عن طريق فرض القوة، لكنه مخطئ. أن الأستخدام المفرط فقط للقوة ساعد على أنتشار العنف بالأضافة الى ذلك عدم الأستقرار السياسي حيث يمر العراق الأن في مرحلة يصعب السيطرة علية , فهل كان هذا هو الهدف؟ تنتشر في بغداد أميال من الجدران الخراسانية لفصل الأطراف المتحاربة فيما بينها ، فهذا البلد مجزأ الى مئات الأجزاء الصغيرة كل جزء يحكمه قادة الميليشات المحلية. وهذه هي علامات الفشل وليس النجاح، لهذا السبب لم يعد الشعب الأمريكي يدعم الأحتلال. فهم فقط يرغبوا أن يكونوا عمليون وبنفس الوقت يدركوا أن خطة بوش لن تنجح. حيث قال نر روزن " أن العراق أصبح كالصومال" . مع ذلك مازالت الأدارة تدعم الرئيس العراقي نوري المالكي بالرغم منه أنه شخصية ليس لديها اي تأثير على مستقبل العراق ، علاوة على ذلك لا يمتلك أي قاعدة شعبية لدعمه وليس لديه أي سلطة خارج المنطقة الخضراء. أنها خدعة،ذلك أن حكومة المالكي هي مجرد واجهة تهدف الى أقناع الشعب الأمريكي بأنه تم أحراز تقدم سياسي ،ولكن بنفس لم يحرز أي تقدم .
أن مستقبل العراق بيد الجماعات المسلحة ، فهم الذين قاموا بتقسيم العراق الى أقطاعيات يسيطر عليها محليا وهم في نهاية الطاف سيقررون من يحكم العراق. وفي الوقت الحاضر، أن أطلاق مصطلح " الحرب الطائفية" التي تدور بين هذه الفصائل هو مصطلح مضلل عمدا، ويعزو السبب الى ذلك هو أن القتال بين هذه الأطراف يتخذ طابعا سياسيا ، فالميليشات المختلفة والمتواجدة على الساحة تتنافس فيما بينها لمعرفة من سيملأ الفراغ الذي خلفة أزالة صدام. أنه الصراع على السلطة. وترغب وسائل الأعلام بتصوير هذا الصراع على أنه صدام بين مجموعة من العرب المجانين " والأرهابيين" الذين يفضلون فكرة قتل أبناء بلدهم ، ولكن هذا كله هو فقط وسيلة لأضفاء طابع شيطاني على العدو. في الواقع ، فالعنف المنتشر في العراق هو شئ منطقي تماما ، ذلك أنه ردة فعل حتمية على تفكك الدولة وأحتلالها من قبل القوات الأجنبية. وتنبأ العديد من الخبراء العسكريين أن أحتلال العراق سوف يؤدي الى أندلاع القتال بعد الغزو لكن جهل السياسيون وتشجيع وسائل الأعلام تجاهلوا هذه التحذيرات . وليس هناك نهاية تلوح في الأفق ، حيث أندلعت أعمال العنف مرة أخرى في كل من البصرة وبغداد. وقد تعهد بوش أن مستقبل العراق سوف لن تقرره صناديق الأقتراع.

أن الجيش الأمريكي لا يحكم العراق كما لا توجد لديه القدرة للسيطرة على الأحداث التي تجري على أرض الواقع. هناك العديد من الميليشيات التي تتنافس على السلطة والتي يحكمها أمراء الحرب. حيث أن الجيش وبعد قيامه بتنفيذ عملياته العسكرية ، يضظر بعدها الى الرجوع الى معسكراتهم وقواعدهم. وينغي التأكيد على هذه النقطة لنفهم منه أنه ليس هناك مستقبل حقيقي لبقاء الأحتلال. لا تملك الولايات المتحدة ببساطة القوة البشرية للسيطرة على العراق أو أحلال السلام. وفي الحقيقة ، أن وجود القوات الأمريكية يساعد على تحريض العنف لأنها تعتبر قوات أحتلال وليسوا محررين. بين استطلاع تم أجراؤه ان الغالبية العظمى من العراقيين يرغبون برحيل القوات الأمريكية من العراق. لقد دمرت القوات ألأمريكية البلد بشكل كبير وأزهاق أرواح أعداد كبيرة من الناس ونحن نتوقع أن هذه المواقف لن تتغير في أي وقت قريب. لخصت الشاعرة العراقية ليلي أنوار مشاعر العديد من ضحايا الحرب الأخيرة على موقعها في شبكة الأنترنيت ( أحزان أمرأة عربية) حيث أوردت:

" على أبواب بابل العظيمة ، ما زلتم تقتلوننا ، تطاردون هذ أو ذاك , وتقومون بأحتجازنا وقصفنا تملؤن المشارح والمستشفيات والمقاير ووقوف شعبنا عند السفارات والحدود طلبا للخروج من العراق"

لا يوجد أي عراقي يرضى بوجودكم أو يوافق على أحتلالكم . ، لن تسيطروا على العراق خلال ست أو عشر أو حتى عشرون عاما . لقد جلبتم لأنفسكم الكراهية واللعنة من قبل جميع العراقيين والعرب وبقية العالم..... والأن واجهوا عذابكم ( من خواطر ليلى أنوار " أحزان أمرأة عربية" "تأملات في زجاجة مغلقة"


هل يأمل بوش بتغيير تفكير ليلى او تفكير ملايين العراقيين الذين فقدوا أحبائهم أو أجبروا على الرحيل من بلدهم أو ينظروا الى بلدهم وثقافتهم التي سحقت تحت حذاء الأحتلال الأجنبي؟ . قلوب وعقول حملة ضائعة وخاسرة ، فلن تكون الولايات المتحدة موضع ترحاب في العراق على الأطلاق.

أكثر من مليون عراقي قتلوا خلال الحرب،طبقا لأستطلاع أجرته المجلة البريطانية الطبية لانسيت ، وتم تهجير أربعة ملايين داخل بلدهم أو هربوا من العراق . لكن الأرقام لا تقل لنا شيئا عن حجم الكارثة التي تسبب بها بوش عند مهاجمة العراق. فأحتلال العراق هو أكبر كارثة أنسانية في الشرق الأوسط منذ النكبة سنة 1948 . أنخفضت مستويات المعيشة بصورة حادة في كل منطقة حيث وفيات الرضع وأنعدام الماء النقي والغذاء والأمن والأمدادات الطبية والتعليم والطاقة الكهربائية والعمالة ...الخ حتى أنتاج النفط لايزال أدنى من مستويات ما قبل الحرب. يعتبر هذا الأحتلال هو عبارة عن أخفاق سياسة شاملة منذ أحتلال فيتنام، كل شئ فشل ، حيث أدى الى أنحدار العالم العربي الى هوة الفوضى. فالمعاناة لا تنتهي .

تكمن المشكلة الرئيسية في الأحتلال ، بل هو المحفز الرئيسي لأعمال العنف و يشكل عقبة أمام التسوية السياسية . وما دام الأحتلال قائما ، فسيستمر القتال. الأدعاءات بشأن ما يسمى " الأحزاب " وما كان لها من تأثير على تغيير المشهد السياسي فهذه كلها أدعاءات مبالغ بها الى حد كبير. علق الفريق المتقاعد وليم أودم على هذه النقطة في مقابلة أجراها معه جم لهرر في أخبار الساعة بما يلي :

" أن ظهور الأحزاب أدى على عدم الأستقرار العسكري والسياسي بالأضافة الى عدم أحراز اي تقدم بشأن التماسك السياسي ، الأمور اسوأ بكثير الأن ، ولا أراهم يحققوا أي تقدم. وهذا كان متوقعا قبل عام ونصف العام. وأن الأستمرار في هذا الوضع بخصوص أظهار أنصاف الحقائق ، يعتبر خداع للرأي العام الأمريكي وجعلهم يعتقدون أن هذه ليست تمثيلية ...... بل يرغب المسؤولين الأمريكيين بتشبية العراق بالحالة اللبنانية ولكن ليس بسبب أيران ، بل بسبب الولايات المتحدة التي ذهبت الى العراق وقامت بهذه التجزئة الممكنة. وقد حصل هذا في السنوات الخمس الأخيرة .... حيث ان حكومة المالكي باتت أسوأ حالا الأن .... وفكرة أن هناك نوع من التقدم هي فكرة سخيفة. تقوم حكومة المالكي بأستغلال وجودها في وزارة الداخلية بأستخدام ميليشيات فرق الموت . لذا عند المقارنة بين الصدر وتسميته بالمتشدد والمالكي بأنه رجل جيد فهذا شئ غير صحيح ، فعند النظر الى ما يحدث على أرض الواقع نستطيع أن نقول بأنه لا يوجد أناس صالحين."


تعتبر الحرب في العراق حرب خاسرة حتى قبل أطلاق الطلقة الأولى . فلم يحظى الصراع على تأييد الشعب الأمريكي كما أن العراق لم يشكل تهديدا للأمن القومي. فالذريعة التي قامت عليها الحرب تستند على الأكاذيب . أنه أنقلاب دبرته وسائل الأعلام والمسؤولين لتحقيق مأرب وأهداف أخرى . بما أن المهمة قد فشلت ،ولا أحد يريد ان يعترف بأخطائه عن طريق الأنسحاب . لذا فأن مذبحة الشعب العراقي ستتواصل وبدون توقف.

كيف ستنتهي الحرب ؟

لقد قررت أدارة بوش الى أنتهاج استرتيجية لا مثيل لها في تأريخ الولايات المتحدة وهي مواصلة الحرب بالرغم من خسراتها معنويا واستراتيجيا وعسكريا. أن الخوض في حرب خاسرة لها ثمنها . فأمريكا الأن أضعف بكثير عما كانت علية عندما تولى بوش السلطة ولأول مرة في عام 2000 . ستسمر قوة الولايات المتحدة وهيبتها بالتدهور حتى يتم أنسحاب القوات الأمريكية من العراق. ولكن هذا من غير المرجح ان يحدث حتى تستنفذ جميع الخيارات الأخرى. تدهور الأحوال الأقتصادية في الأسواق المالية أدى الى هبوط الدولار بشكل كبير. فالشركات وأسواق السندات والأسهم في حالة فوضى ، بالأضافة الى أنهيار النظام المصرفي وأنخفاض الأنفاق الأستهلاكي وأنخفاض الأيرادات الضريبية هذا كله يؤدي يالنتيجة الى أتجاه البلد في حالة من الركود طويل الأمد . ستترك الولايات المتحدة العراق في وقت أبكر مما يعتقده العديد من الخبراء لكن حينئذ لن يكون لدينا وقت للأختيار. بالأحرى، سينتهي الصراع عندما لا تمتلك الولايات المتحدة القدرة على شن الحرب. وهذا الوقت ليس ببعيد.

تشير حرب العراق الى نهاية التدخل الأمريكي لجيل واحد على الأقل ، أو ربما لفترة أطول. لقد تم فضح الأساس الأيديلوجي للحرب ومنها أسباب (الحرب الوقائية/ تغيير النظام) بأنها كلها حجج لتبرير العدوان. وينبغي تحميل المسؤولية لشخص ،حيث سيتعين أنشاء محاكم دولية لتحديد من المسؤول في وفاة أكثر من مليون عراقي.



وتقبلوا فائق أحترامي وتقديري

د. محمد اسحق الريفي
23/04/2008, 06:51 PM
الأخت الفاضلة الأستاذة مها دحام،

أشكرك جزيلا على هذه الترجمة الرائعة للمقال، سأعمم هذا المقال إن شاء الله حتى يستفيد منه أكبر عدد من الناس، وأدعو الله أن يجزيك عن الأمة كل خير.

مع أطيب التحايا وأجمل الأمنيات

د. محمد اسحق الريفي
23/04/2008, 06:51 PM
الأخت الفاضلة الأستاذة مها دحام،

أشكرك جزيلا على هذه الترجمة الرائعة للمقال، سأعمم هذا المقال إن شاء الله حتى يستفيد منه أكبر عدد من الناس، وأدعو الله أن يجزيك عن الأمة كل خير.

مع أطيب التحايا وأجمل الأمنيات