المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقوق الانسان والخطاب الاسلامي



مصطفى القاسم ابورمان
23/04/2008, 12:13 PM
حقوق الانسان والخطاب الاسلامي
رسالة المسجد ودوره في نشر الوعي بثقافة الحقوق
كانت هذه مشاركة بورشة عمل في أبو ظبي حول حقوق الانسان وكيفية نشر الوعي وثقافة الحقوق بدعوة من جامعة جورج تاون
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الاخوة الاكارم
ان قضيتكم التي تناضلون من أجلها أعظم وأقدس قضية جاءت الاديان والرسالات السماوية تنشرها وتقيم أسسها وترسي قواعدها وناضل من أجلها عظماء البشرية ومفكروا الامم ومصلحوها قال تعالى :-
(ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).
في الوقت الذي تنتهك فيه الحقوق من حكومات ومؤسسات وأفراد لا بد أن يكون ميثاقا عالميا يجمع تحت لواءه الناس كل الناس من شتى الاديان والمذاهب والطوائف والاعراق منهجه ارساء الحقوق تربية وتعليما وتنفيذا لينشأ جيلا جديدا يقوم بتربيته ونشأته على نشر وتطبيق هذه الثقافة الانسانية .
فليس المطلوب فقط تأسيس الجمعيات وتجنيد الدعاة لنشر هذه الثقافة ان المطلوب أعظم وأعمق بكثير من هذا
لتأصيل حقوق الانسان في الفكر والثقافة
الانفتاح على التطورات في الحاضر الفكري البشري
تكثيف حركة الدفاع عن حقوق الانسان بكل وسيلة متاحة
الخطاب الديني ونشر ثقافة حقوق الانسان
هذا الخطاب مرآة عاكسة عن حقيقة الدين فاما أن ينقل صورة صحيحة أو يشوهها فيعادى الدين وهو من أهم الحقوق التي من أجلها جاءت الاديان فلا نظلم الدين بعكس صورة سلبية ولا نتهمه بل توجيه الدعاة وتثقيفهم
وبيان الحقوق التي يجب عليهم نشرها وتعريف الناس بها من خلال خطابهم .
ولما للدين من تأثير في السلوك من خلال الخطيب والداعية في المجتمع لا بد من المراجعة والاهتمام بالخطاب الديني لاحترام الدين واحترام المكان الذي منه تنشر ثقافة الاحترام للانسان وليس بقليل ذلك العدد الذي يجتمع كل
يوم جمعة في العالم الاسلامي فلو كان الخطاب يحث وينشر هذه الثقافة بنفس المقدار الذي يتكلمون فيه عن العقائد والاحكام لتغيرت ثقافة الناس وسلوكهم وهذا الامر بنصوصه أكثر من تلك الخطابات التي نسمعها حتى غذا الدين فقط تلك الصورة الغير صحيحة ونصبت رايات العداء للدين لهذا السبب . فالدين ونصوصه يكشف عن عن اهتمام بالغ بانسانية الانسان واحترامه الشديد وكرامته كانسان على اختلاف فكره وعقيدته وتوجهه.
فهل يتصور في العقل أن يكون هذا الدين وهذه النصوص دعوة للارهاب وانتهاك حقوق الانسان ؟
(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحرورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).
(لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ) .
(وصوركم فأحسن صوركم).
بل أكثر من ذلك لما فضل شعب نفسه على غيره وتميز على آخر قال الله تعالى :-
(وقالت اليهود والنصارى نحن أبناؤ الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر مما خلق ).
بل أنتم بشر بمعنى كلكم لجنس واحد تنتمون فلا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود ولاأسود على أبيض كلكم لادم وآدم من تراب . فهذا هو المنهج القرآني وهذه الكرامة الانسانية في القرآن ولقد كرمنا بني آدم .
وذهه الكرامة لم تخصص قوما دون قوم ولاشعبا على شعب انما جاء التخصيص لمن ينفع البشرية بعمل الخير وقيام العدل والرحمة في الانسانية وذهه خاصية قرب وفضيلة فالتكريم لبنسي آدم عام لايحتاج لبيان .
فمن لايقوم بهذا الواجب تكريما وعونا للانسان مكذب بالدين يفتري على الله ورسوله
( أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون).
هذا في الصلاة واذا نظرت لجميع أحكام وواجبات الدين تجدها مرتبطة بالقدر الذي ينفع فيه الانسان فالزكاة ركن من أركان الدين لكنها لرعاية الفقير والمسكين واليتيم وصلة الارحام .
والحج الله يصفه ليشهدوا منافع لهم
فكل الاعمال والعبادات لاتصل بصاحبها للغاية التي يريدها الله منا (:‏ ‏{‏‏لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ‏}‏‏ إلي قوله‏:‏ ‏{‏‏وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ‏}‏‏
من هذه النصوص وغيرها الكثير نستطيع نقول أن الخطاب الديني لدى الكثير مصاب بخلل ولا بد من البحث فيه وتصحيح المسار الذي عليه الدعاة لبث الصورة المثلى عن الاديان والذي من شأنه رفع مستوى ثقافة الانسان بحقوقه وواجباته بارساء قواعد الحقوق من خلال هذه النقاط
1- مع هذا التخلف نحتاج لتنمية لبناء حياة كريمة والدعاة موجهين لهذا البناء ليتمتع الانسان بحقوقه.
2- بناء العلاقات بين بني الانسان بدل الصراعات .
3- خدمة القضايا الانسانية والتي من أجلها بعث الانبياء يقول الله تعالى عن نبينا محمد( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) . ويقول ( وما أرسلناك الا للناس كافة بشيرا ونذيرا) وعن الامة( كنتم خير أمة أخرجت للناس ).
4- المحافظة على النفس البشرية فلا انتهاك لحقوق البشر أيا كان السبب وايا كان الهدف والنتيجة .
آمنت أن موقع حقوق الانسان في الاسلام أعظم من كل موقع فلم تحرم شريعة هذا الانتهاك كما حرمته شريعة الله تعالى لاقامة الحق والعدل والرحة والانسانية
وللارتباط العميق بين الرعاية لحقوق الانسان والتقدم للامم ليتحقق بذلك تنمية وتقدما
والواقع المرير الذي نعيش وتقارير حقوق الانسان تبينه وللاسف أكثر المتهمون به أصحاب الرسالات في البلاد العربية وتتهم جهات التقارير أنها تكتب لحملات مغرضة أو لاهداف خاصة لدول كبرى وليس الامر كذلك فمهما كانت الاسباب فهذا لايمنع أن نقوم بواجبنا نحو ارساء قواعد حقوق الانسان وتنظيم برنامج لنشر ثقافة حقوق الانسان .
برنامج العمل لنشر ثقافة حقوق الانسان
لتفشي الجهل بالقانون وحقوق الانسان العمل على نشر هذه الثقافة بشكل أكبر ليس لدى شريحة معينة من المجتمع بل من كل مكوناته كمثال ما بين الزوجين وحقوق الطفل الى ما هو أعلى من ذلك؟
من أفراد ومؤسسات وجمعيات ونقابات النساء والرجال والاطفال وفي جميع مجالات الحياة من اليومية الى العامة في ذلك.
العمل من أجل هذه الحقوق كنضال ب سن القوانين والتشريعات من المجالس التشريعية والمفكرين ومراكز البحوث والدراسات
الاداء التنفيذي للسلطات المختصة كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته أي من الجميع فمن عرف الحقوق والواجبات يصبح ملزما بتطبيقها
الاداء الاجتماعي فدور المحتمع كبير في النزاعات والعلاقات وفي مجالات التعاون الاجتماعي في رفع الظلم عمن انتهكت حقوقه على مستوى الفرد والاسرة والمجتمع .
وكما قلنا دائما من يكون البطل ويلعب هذه الادوار ؟

سعيد نويضي
26/04/2008, 01:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأخ الداعية الأستاذ مصطفى القاسم أبورمان...

بداية لدي تنبيه لخطأ حدث سهوا بكل تأكيد في أية من آياته...

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء
70...

مشكورا جدا على هذا المقال القيم و الذي يطرح قضية من أهم و أصعب و أعقد القضايا في وقتنا الراهن...ألا و هي قضية "الحقوق" و قضية "الخطاب" الموجه للإنسان باعتباره مسلما أولا[ و هذا هو المبتغى و ما أرسلت به الرسل والأنبياء...و هذا ما يرضي ربنا و رب العالمين] ثم إنسانا ثانيا متعدد الثقافات و الاتجاهات في واقع دولي يسير في اتجاه القطب الواحد و واقع إسلامي يتأرجح بين السير و التعثر في تطبيق منهاج الحق منهاج التقوى كما هو وارد في كتاب الله الكريم و سنة نبينا عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم...فالله عز و جل الذي أرسل النبي الأمي رحمة للعالمين يقول في محكم كتابه لتبيان أساس العلاقات الإنسانية داخل الأمة الواحدة أو بين الأمم جميعا : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13...فمنهاج التقوى هو المنهاج الذي عليه أن تقوم القضيتين قضية الحقوق و قضية الخطاب كمنهاج يحترم ما جاء به الرسول عليه الصلاة و السلام و ما جادت به اجتهادات العقل في اقترابها أو ابتعادها عن هذا المنهاج...

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...

دمتم في حفظ الله ورعايته...

مصطفى القاسم ابورمان
16/06/2008, 05:06 AM
الاستاذ سعيد
أشكر لكم مروركم وتعليقكم وتنبيهكم وجزاكم الله خير
انها لمحاولات في المنتدى وفي مسجدي راجيا أن أبلغ رسالة انسانية أمر بها الاسلام
لاني انسان آمنت أن مسلم هذا الزمان بحاجة للتوعية بهذا الامر وأن الغاية التي خلق من
أجلها الانسان ليست عبثية ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وانكم الينا لاترجعون)
وفقكم الله وحفظكم ورعاكم