المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زيارة كارتر وتصريحات أولمرت بشأن الجولان ومحاولة الاختراق !!



سميح خلف
24/04/2008, 12:38 PM
زيارة كارتر وتصريحات أولمرت بشأن الجولان ومحاولة الاختراق !!

رأى البعض من زيارة كارتر الأخيرة للمنطقة العربية بأنها حققت بعض الايجابيات نحو فك الحصار عن قوى الممانعة الفلسطينية والعربية ، واختراق فرضته وقائع المواجهات بين قوى الممانعة من حزب الله في الجنوب إلى المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها والتي أثبتت فيها المقاومة الجدارة الميدانية والابتكار في عناصر المفاجأة في مواجهة قوات قيل عنها أنها قوات لا "تقهر" وكانت هي بداية تغيير أوراق اللعبة والحسابات في المنطقة .
وقبل زيارة كارتر وتصريحات أولمرت أو تعهداته لرئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان بأن إسرائيل راغبة بالإنسحاب من الجولان مقابل معاهدة سلام ، قبل ذلك قام الكيان الصهيوني بأكبر مناورة عسكرية في التدريب على مواجهة الأسلحة البويولوجية والذرية ، فهل كانت تلك المناورات وما رصد لها من امكانيات من المالية الصهيونية والمالية الأمريكية والحضور القيادي العسكري الأمريكي لتلك المناورات مجرد مناورة أو مجرد لهو إن صح التعبير إذا ما قورن بتصريح أولمرت الأخير؟؟!!!.

ولكي نحاول استقراء وقراءة زيارة كارتر إلى المنطقة وتحرك دبلوماسي لأولمرت وذهاب الرئيس الفلسطيني إلى البيت الأبيض لمقابلة بوش قبل زيارته لكيان الاحتلال بأسابيع نريد أن نوضح الأتي :-
لا أعتقد أن كارتر أتى متبرعاً إلى المنطقة بل ضمن سيناريو أمريكي لبرنامج أمريكي وخاصة أن كارتر ما بعد حرب أكتوبر كان له الدور الأساسي في تعددية المسارات السياسية والأمنية في المنطقة العربية في مواجهة إسرائيل وعلى يديه أخرجت أكبر دولة عربية وأكبر رصيد للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية من الصراع ،ولا أريد أن أتحدث هنا عن كامب ديفيد أكثر مما قال عنها المحلل والمفكر العربي محمد حسنين هيكل ، حيث قال " هناك بنود في الاتفاقية لا يقبلها بشر" .

ولا أعتقد هنا أن هناك اختراق قد تم من قبل الممانعة العربية والمقاومة الفلسطينية للموقف الدولي والموقف الأمريكي بقدر أن البرنامج الأمريكي يريد من زيارة كارتر إلى المنطقة احياء قضية تعددية المسارات السياسية والأمنية في المنطقة وجذب سوريا إلى تعددية المسار واختراق لفكر الممانعة ومبادئها واخلاقياتها ، ولذلك أتت مواكبة لذلك تعهدات أولمرت لرئيس وزراء تركيا بإستعداد الكيان الصهيوني بالإنسحاب من الجولان ،أي سحب العصا للخلف وتقديم الجزرة وخاصة بعد الضربة الإسرائيلية لما يسمى المنشآت النووية في سوريا منذ شهور .

أما على الجبهة الفلسطينية فقد كانت زيارة كارتر هي محاولة تطويعية لقوى الممانعة بقيادة حماس والجهاد الإسلامي وباقي الفصائل بعد العراقيل التكتيكية والاستراتيجية التي واجهتها إسرائيل في مواجهة المقاومة في قطاع غزة ، فالحصار لم يجلب لإسرائيل ما تريده ولم يجلب للسلطة المتعاونة مع الاحتلال ما تريد ، وعملية التفاوض بين سلطة رام الله والجانب الإسرائيلي لا تلبي الخطوط العريضة ولا تلبي تفرعاتها في حل الصراع بناء على وجهة النظر الإسرائيلية ولأن سلطة رام الله أضعف من أن تكرس حلا ً مع إسرائيل بدون الممانعة الفلسطينية ، ولذلك وافقت سلطة رام الله على عملية التهدئة التي تريد منها حماس والجهاد ما لا تريده سلطة رام الله فسلطة رام الله تريد التهدئة لتنفذ برنامجها الأمني قبل السياسي مع استخدام الجزرة أيضا ً للشعب الفلسطيني في الضفة من خلال اطروحات بلير وتريد من إسرائيل اعطائها نوعا ً من الثقة أمام الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ومن هنا أتت موافقة إسرائيل على انتشار بعض رجال الأمن والحرس الوطني في بعض قرى ومدن الضفة الغربية .

أما قوى الممانعة فتريد من تلك التهدئة أن تعيد تنظيم نفسها وتجهيز نفسها لفترة انتقالية أخرى بعدما انجزت المرحلة الأولى من صمود وتصدي للاحتلال وللحصار وللإجتياحات ، وهذا سيفتح الباب أمام صراع أخر فلسطيني فلسطيني في الضفة بعيدا ً عن الاجتياحات الإسرائيلية ومساندتها لسلطة رام الله واضعاف إسرائيل لقوى الممانعة في الضفة من خلال الاجتياحات والاغتيالات .

ولقد عبر كثير من المسؤولين الإسرائيليين عن تخوفهم من سيطرة حماس والجهاد وقوى المقاومة على الضفة الغربية في حال انسحاب قوات الاحتلال ولذلك الطرح السياسي لسلطة رام الله لم يركز كثيرا ً على التهدئة في الضفة الغربية بعكس ما تطالب به حماس والجهاد الإسلامي بل تقتصر مطالبات السلطة على التهدئة في قطاع غزة ومنع اطلاق الصواريخ عدوة الرئيس الفلسطيني قبل أن تكون عدوة أولمرت .

ولذلك زيارة كارتر واجتماعاته مع قيادات حماس أتت في سياق محاولة اختراق لبرنامج حماس وقوى الممانعة وخلق نقطة النقيض بين حماس والجهاد الإسلامي وبعض الفصائل الأخرى ، ولذلك كانت حماس تتمتع بكثير من الوعي والادراك لطرح كارتر حينما ركزت وأصرت على أن تكون التهدئة متزامنة ومتبادلة وتشمل الضفة الغربية وفتح المعابر ، أما قضية الاستفتاء التي يركز عليها الرئيس الفلسطيني فلقد كان قرار حماس شافيا ً لكل فلسطيني يراوده الشك بإستدراج حماس كما استدرجت فتح بفارق بسيط أن قيادة فتح قيادة تربت في كنف المال الغربي والمال الإقليمي المشروط بعكس قيادات حماس التي بنت موازنتها على الجمعيات والنشاطات الإسلامية المختلفة ، حماس والجهاد الإسلامي ليس لديهم جرح سلوكي يجعلهم يطأطؤون رؤوسهم أمام أي ضغوط بعكس القيادات الملوثة التي تفضحها الصحف يوميا ً ومنذ أكثر من ثلاث عقود في قيادة منظمة التحرير ولذلك لا يستفتى شعب على حقوقه هذا هو موقف حماس والجهاد الإسلامي وقوى الممانعة والاستفتاء يتم من خلال وضع الشعب الفلسطيني خارج الوطن قبل داخل الوطن أمام مسؤولياته في التطورات السياسية الحادثة والتي تتبناها سلطة رام الله ولأن الدولة الفلسطينية وحق اللاجئين ليس من صلاحيات الرئيس الفلسطيني أو طاقم المفاوضات معه البت فيها ، فهؤلاء لا يمثلوا من الشرعية أكثر من 25% من الشعب الفلسطيني بالإضافة أن فترة الرئاسة للسلطة داخل الوطن تنتهي في عام 2008 ولا تخلوها المدة للبت في قضايا استراتيجية خاصة بالشعب الفلسطيني ، أما قيادة منظمة التحرير ورئاستها وتنفيذيتها فهي غير شرعية وتجاوزت النظام في منظمة التحرير ومؤسساتها منذ أكثر من عقدين .

إذا ً الاختراق لم يحدث لقوى المقاومة الفلسطينية ولكن مطلوب عدم التجاوب مع فصل المسارات بين المسار السوري والمسار الفلسطيني هذا الذي عملت عليه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية تحت شعار فارغ في أوائل الثمانينات "القرار الفلسطيني المستقل" ، فإسرائيل تريد أن تحقق مالم تحققه في الحرب بتقديم الجزرة لسوريا ولأن رسالة أولمرت للسيد الرئيس بشار الأسد ولسوريا تعني اخراج سوريا من الصراع وضرب إيران وضرب المقاومة الفلسطينية ومحاصرتها والقضاء على القضية الفلسطينية وتدعيم لفكرة يهودية الدولة تحت مغلف حل الدولتين الذي يكفل الاعتراف القانوني بوجود وأحقية إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية وهذا ما تعمل عليه قيادة رام الله وقيادة منظمة التحرير الحالية تحت مبررات طرحها الرئيس السادات سابقا ً بأن الشعب الفلسطيني زهق الحرب ويريد الحياة ولا أدري أي حياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل سياسة التوطين والهيمنة العسكرية والأمنية على الأرض المحتلة والدولة الموعودة بقيادة برنامج أوسلو وتشتت اللاجئين .

إذا ً ننتظرمحاولة الاختراق من خلال تركيا للموقف السوري المطلوب منه التخلي عن المقاومة الفلسطينية والتخلي عن حزب الله والتنازل عن دعمه للممانعة اللبنانية أمام المشروع الأمريكي في لبنان وابتعاد سوريا عن إيران لعزلها ثم اضعافها ثم ضربها ، ولكن لسوريا أمن قومي وإقليمي لا يمكن أن تتنازل عنه في لبنان وفلسطين ولان فلسطين ولبنان هي جزء في الطرح التاريخي من سوريا الكبرى فهل السوريين جاهزين للتنازل عن استراتيجيات كثيرة في المنطقة مقابل وعود واللعب على الزمن لمحاولة اعطاء فرصة أكبر لتنفيذ برنامج الرئاسة الفلسطينية في التخلي عن فلسطين التاريخية وحقوق الفلسطينيين فيها وهل سوريا ستقبل أن تنضم إلى حلف امريكا في المنطقة بخروج الممانعة في حالة انكسار ، وهل محاولة الاختراق مقصود فيها أيضا ً لدور سوريا المؤثر في العراق ،بصفة عامة انها محاولة اختراق على جبهات متعددة وبأطروحات متعددة ستطرح في المستقبل فها ستنجح تلك الاختراقات أم ستواصل الممانعة العربية والفلسطينية في تسجيل مزيد من تحسين المعادلة وخيوط اللعبة في المنطقة أسئلة ستجيب عليها الأيام القادمة التي ستحمل تصعيد سياسي وأحيانا ً تصعيد عسكري ، وربما لحزب الله ولحماس والجهاد الإسلامي كلمة في فرملة الاختراقات وأهدافها.
بقلم/م.سميح خلف

سميح خلف
24/04/2008, 12:38 PM
زيارة كارتر وتصريحات أولمرت بشأن الجولان ومحاولة الاختراق !!

رأى البعض من زيارة كارتر الأخيرة للمنطقة العربية بأنها حققت بعض الايجابيات نحو فك الحصار عن قوى الممانعة الفلسطينية والعربية ، واختراق فرضته وقائع المواجهات بين قوى الممانعة من حزب الله في الجنوب إلى المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها والتي أثبتت فيها المقاومة الجدارة الميدانية والابتكار في عناصر المفاجأة في مواجهة قوات قيل عنها أنها قوات لا "تقهر" وكانت هي بداية تغيير أوراق اللعبة والحسابات في المنطقة .
وقبل زيارة كارتر وتصريحات أولمرت أو تعهداته لرئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان بأن إسرائيل راغبة بالإنسحاب من الجولان مقابل معاهدة سلام ، قبل ذلك قام الكيان الصهيوني بأكبر مناورة عسكرية في التدريب على مواجهة الأسلحة البويولوجية والذرية ، فهل كانت تلك المناورات وما رصد لها من امكانيات من المالية الصهيونية والمالية الأمريكية والحضور القيادي العسكري الأمريكي لتلك المناورات مجرد مناورة أو مجرد لهو إن صح التعبير إذا ما قورن بتصريح أولمرت الأخير؟؟!!!.

ولكي نحاول استقراء وقراءة زيارة كارتر إلى المنطقة وتحرك دبلوماسي لأولمرت وذهاب الرئيس الفلسطيني إلى البيت الأبيض لمقابلة بوش قبل زيارته لكيان الاحتلال بأسابيع نريد أن نوضح الأتي :-
لا أعتقد أن كارتر أتى متبرعاً إلى المنطقة بل ضمن سيناريو أمريكي لبرنامج أمريكي وخاصة أن كارتر ما بعد حرب أكتوبر كان له الدور الأساسي في تعددية المسارات السياسية والأمنية في المنطقة العربية في مواجهة إسرائيل وعلى يديه أخرجت أكبر دولة عربية وأكبر رصيد للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية من الصراع ،ولا أريد أن أتحدث هنا عن كامب ديفيد أكثر مما قال عنها المحلل والمفكر العربي محمد حسنين هيكل ، حيث قال " هناك بنود في الاتفاقية لا يقبلها بشر" .

ولا أعتقد هنا أن هناك اختراق قد تم من قبل الممانعة العربية والمقاومة الفلسطينية للموقف الدولي والموقف الأمريكي بقدر أن البرنامج الأمريكي يريد من زيارة كارتر إلى المنطقة احياء قضية تعددية المسارات السياسية والأمنية في المنطقة وجذب سوريا إلى تعددية المسار واختراق لفكر الممانعة ومبادئها واخلاقياتها ، ولذلك أتت مواكبة لذلك تعهدات أولمرت لرئيس وزراء تركيا بإستعداد الكيان الصهيوني بالإنسحاب من الجولان ،أي سحب العصا للخلف وتقديم الجزرة وخاصة بعد الضربة الإسرائيلية لما يسمى المنشآت النووية في سوريا منذ شهور .

أما على الجبهة الفلسطينية فقد كانت زيارة كارتر هي محاولة تطويعية لقوى الممانعة بقيادة حماس والجهاد الإسلامي وباقي الفصائل بعد العراقيل التكتيكية والاستراتيجية التي واجهتها إسرائيل في مواجهة المقاومة في قطاع غزة ، فالحصار لم يجلب لإسرائيل ما تريده ولم يجلب للسلطة المتعاونة مع الاحتلال ما تريد ، وعملية التفاوض بين سلطة رام الله والجانب الإسرائيلي لا تلبي الخطوط العريضة ولا تلبي تفرعاتها في حل الصراع بناء على وجهة النظر الإسرائيلية ولأن سلطة رام الله أضعف من أن تكرس حلا ً مع إسرائيل بدون الممانعة الفلسطينية ، ولذلك وافقت سلطة رام الله على عملية التهدئة التي تريد منها حماس والجهاد ما لا تريده سلطة رام الله فسلطة رام الله تريد التهدئة لتنفذ برنامجها الأمني قبل السياسي مع استخدام الجزرة أيضا ً للشعب الفلسطيني في الضفة من خلال اطروحات بلير وتريد من إسرائيل اعطائها نوعا ً من الثقة أمام الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ومن هنا أتت موافقة إسرائيل على انتشار بعض رجال الأمن والحرس الوطني في بعض قرى ومدن الضفة الغربية .

أما قوى الممانعة فتريد من تلك التهدئة أن تعيد تنظيم نفسها وتجهيز نفسها لفترة انتقالية أخرى بعدما انجزت المرحلة الأولى من صمود وتصدي للاحتلال وللحصار وللإجتياحات ، وهذا سيفتح الباب أمام صراع أخر فلسطيني فلسطيني في الضفة بعيدا ً عن الاجتياحات الإسرائيلية ومساندتها لسلطة رام الله واضعاف إسرائيل لقوى الممانعة في الضفة من خلال الاجتياحات والاغتيالات .

ولقد عبر كثير من المسؤولين الإسرائيليين عن تخوفهم من سيطرة حماس والجهاد وقوى المقاومة على الضفة الغربية في حال انسحاب قوات الاحتلال ولذلك الطرح السياسي لسلطة رام الله لم يركز كثيرا ً على التهدئة في الضفة الغربية بعكس ما تطالب به حماس والجهاد الإسلامي بل تقتصر مطالبات السلطة على التهدئة في قطاع غزة ومنع اطلاق الصواريخ عدوة الرئيس الفلسطيني قبل أن تكون عدوة أولمرت .

ولذلك زيارة كارتر واجتماعاته مع قيادات حماس أتت في سياق محاولة اختراق لبرنامج حماس وقوى الممانعة وخلق نقطة النقيض بين حماس والجهاد الإسلامي وبعض الفصائل الأخرى ، ولذلك كانت حماس تتمتع بكثير من الوعي والادراك لطرح كارتر حينما ركزت وأصرت على أن تكون التهدئة متزامنة ومتبادلة وتشمل الضفة الغربية وفتح المعابر ، أما قضية الاستفتاء التي يركز عليها الرئيس الفلسطيني فلقد كان قرار حماس شافيا ً لكل فلسطيني يراوده الشك بإستدراج حماس كما استدرجت فتح بفارق بسيط أن قيادة فتح قيادة تربت في كنف المال الغربي والمال الإقليمي المشروط بعكس قيادات حماس التي بنت موازنتها على الجمعيات والنشاطات الإسلامية المختلفة ، حماس والجهاد الإسلامي ليس لديهم جرح سلوكي يجعلهم يطأطؤون رؤوسهم أمام أي ضغوط بعكس القيادات الملوثة التي تفضحها الصحف يوميا ً ومنذ أكثر من ثلاث عقود في قيادة منظمة التحرير ولذلك لا يستفتى شعب على حقوقه هذا هو موقف حماس والجهاد الإسلامي وقوى الممانعة والاستفتاء يتم من خلال وضع الشعب الفلسطيني خارج الوطن قبل داخل الوطن أمام مسؤولياته في التطورات السياسية الحادثة والتي تتبناها سلطة رام الله ولأن الدولة الفلسطينية وحق اللاجئين ليس من صلاحيات الرئيس الفلسطيني أو طاقم المفاوضات معه البت فيها ، فهؤلاء لا يمثلوا من الشرعية أكثر من 25% من الشعب الفلسطيني بالإضافة أن فترة الرئاسة للسلطة داخل الوطن تنتهي في عام 2008 ولا تخلوها المدة للبت في قضايا استراتيجية خاصة بالشعب الفلسطيني ، أما قيادة منظمة التحرير ورئاستها وتنفيذيتها فهي غير شرعية وتجاوزت النظام في منظمة التحرير ومؤسساتها منذ أكثر من عقدين .

إذا ً الاختراق لم يحدث لقوى المقاومة الفلسطينية ولكن مطلوب عدم التجاوب مع فصل المسارات بين المسار السوري والمسار الفلسطيني هذا الذي عملت عليه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية تحت شعار فارغ في أوائل الثمانينات "القرار الفلسطيني المستقل" ، فإسرائيل تريد أن تحقق مالم تحققه في الحرب بتقديم الجزرة لسوريا ولأن رسالة أولمرت للسيد الرئيس بشار الأسد ولسوريا تعني اخراج سوريا من الصراع وضرب إيران وضرب المقاومة الفلسطينية ومحاصرتها والقضاء على القضية الفلسطينية وتدعيم لفكرة يهودية الدولة تحت مغلف حل الدولتين الذي يكفل الاعتراف القانوني بوجود وأحقية إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية وهذا ما تعمل عليه قيادة رام الله وقيادة منظمة التحرير الحالية تحت مبررات طرحها الرئيس السادات سابقا ً بأن الشعب الفلسطيني زهق الحرب ويريد الحياة ولا أدري أي حياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل سياسة التوطين والهيمنة العسكرية والأمنية على الأرض المحتلة والدولة الموعودة بقيادة برنامج أوسلو وتشتت اللاجئين .

إذا ً ننتظرمحاولة الاختراق من خلال تركيا للموقف السوري المطلوب منه التخلي عن المقاومة الفلسطينية والتخلي عن حزب الله والتنازل عن دعمه للممانعة اللبنانية أمام المشروع الأمريكي في لبنان وابتعاد سوريا عن إيران لعزلها ثم اضعافها ثم ضربها ، ولكن لسوريا أمن قومي وإقليمي لا يمكن أن تتنازل عنه في لبنان وفلسطين ولان فلسطين ولبنان هي جزء في الطرح التاريخي من سوريا الكبرى فهل السوريين جاهزين للتنازل عن استراتيجيات كثيرة في المنطقة مقابل وعود واللعب على الزمن لمحاولة اعطاء فرصة أكبر لتنفيذ برنامج الرئاسة الفلسطينية في التخلي عن فلسطين التاريخية وحقوق الفلسطينيين فيها وهل سوريا ستقبل أن تنضم إلى حلف امريكا في المنطقة بخروج الممانعة في حالة انكسار ، وهل محاولة الاختراق مقصود فيها أيضا ً لدور سوريا المؤثر في العراق ،بصفة عامة انها محاولة اختراق على جبهات متعددة وبأطروحات متعددة ستطرح في المستقبل فها ستنجح تلك الاختراقات أم ستواصل الممانعة العربية والفلسطينية في تسجيل مزيد من تحسين المعادلة وخيوط اللعبة في المنطقة أسئلة ستجيب عليها الأيام القادمة التي ستحمل تصعيد سياسي وأحيانا ً تصعيد عسكري ، وربما لحزب الله ولحماس والجهاد الإسلامي كلمة في فرملة الاختراقات وأهدافها.
بقلم/م.سميح خلف