مصطفى لغتيري
05/12/2006, 12:22 AM
انقــــــراض
كانا متقابلين .. بينهما تفصل كراس متعددة .. وحيدة- مثله- تجلس في ركن قصي.. بين لحظة و أخرى يختلس النظر إليها.. ساهمة كانت، تعبث بخلصة من شعرها .. في لحظة ما، التقت نظراتهما..
ابتسم.. ابتسمت..
حرك رأسه.. حركت رأسها..
رفع يده.. رفعت يدها..
حينذاك أيقن أن البشرية أبعد ما تكون عن خطر الانقراض.
مترادفات
أمامي على المنضدة،تتمدد شبكة كلمات متقاطعة.. منهمكا كنت في محاولة إنهائها ..
*في الأعلى كأس تشرب..حرف الحاء في الخانة الأولى.. الألف منتصبة في الخانة الثالثة..فقط أحتاج حرفين..فجأة لمعت في ذهني لفظة حمام أي الموت ..كتبتها.
* في الوسط ..نهاية لا مفر منها..معرف..في الخانة الرابعة حرف الدال..لم أجد صعوبة في العثور على الكلمة..الردى..أي الموت..كتبتها.
* في الأسفل..مرتبط باللحد..الحرف الأخير التاء..لم أفكر في شيء..فقط كتبتها..الموت..لحظتئذ تسلل بعض الضجر إلى نفسي.. فقدت الرغبة في إنهاء هذه اللعبة التافهة..
وضعت القلم..شرد ذهني قليلا..حين عدت ببصري إلى المنضدة .. اختفت الشبكة .
احتمالات
أخذ الكتاب بين يديه..متلهفا طفق يقلب صفحاته..فجأة تملكته بلا رحمة فكرة أن يتسبب الكتاب في موته..
*احتمال أول ..إنه يقرأ حكاية الملك يونان والحكيم دويان من كتاب ألف ليلة وليلة.
*احتمال ثان..إنه يقرأكتاب اسم الوردة لأمبرطو إيكو.
*احتمال ثالث إذا تعرفت على هذا الإحتمال..فإنك –بلا جدال- تستحق صفة مثقف.
نيزك
رأت جدتي ضوءا لامعا،بسرعة خاطفة يمرق في الفضاء..متأثرة نظرت إلي مليا،ثم قالت
- عمر أحدهم انقضى يا بني..نجمة ما سقطت.
- أجبتها
ليس ذلك سوى نيزك،دخل الغلاف الجوي فاحترق. —
نظرت جدتي إلي مليا،ثم قالت
- لفد أفسدت الكتب عقلك يا بني.
سعــــادة
مثقلا بالهم دخل الحانة.. شرب كأسا.. كأسين.. ثلاثة.. تدريجيا انحلت عقدة ما داخل صدره.. تيار الفرح تسلل إلى قلبه..
ما فتئ مع مرور الزمن- أن أصبح جارفا.. قهقهات الانتشاء فكت من عقالها.. متوهجة انطلقت، تطيح بما تبقى في قلبه من هم.. لحظتها أدرك الذروة، فتردد في أعماقه:
"الله .. كم هو بخس ثمن الفرح! " .
خبــــــرة
حل فصل الخريف.. تباعا جفت الأوراق وتساقطت.. وحدها ورقة تمسكت بالبقاء.. هادنت الرياح.. قاومت أمطار الشتاء القوية.. حين أزف فصل الربيع .. من جديد ظهرت الأوراق.. مبتهجة تطلعت إليها الورقة المخضرمة .. وهي الآن، تفكر- جديا- في نقل خبرتها إليها.
كانا متقابلين .. بينهما تفصل كراس متعددة .. وحيدة- مثله- تجلس في ركن قصي.. بين لحظة و أخرى يختلس النظر إليها.. ساهمة كانت، تعبث بخلصة من شعرها .. في لحظة ما، التقت نظراتهما..
ابتسم.. ابتسمت..
حرك رأسه.. حركت رأسها..
رفع يده.. رفعت يدها..
حينذاك أيقن أن البشرية أبعد ما تكون عن خطر الانقراض.
مترادفات
أمامي على المنضدة،تتمدد شبكة كلمات متقاطعة.. منهمكا كنت في محاولة إنهائها ..
*في الأعلى كأس تشرب..حرف الحاء في الخانة الأولى.. الألف منتصبة في الخانة الثالثة..فقط أحتاج حرفين..فجأة لمعت في ذهني لفظة حمام أي الموت ..كتبتها.
* في الوسط ..نهاية لا مفر منها..معرف..في الخانة الرابعة حرف الدال..لم أجد صعوبة في العثور على الكلمة..الردى..أي الموت..كتبتها.
* في الأسفل..مرتبط باللحد..الحرف الأخير التاء..لم أفكر في شيء..فقط كتبتها..الموت..لحظتئذ تسلل بعض الضجر إلى نفسي.. فقدت الرغبة في إنهاء هذه اللعبة التافهة..
وضعت القلم..شرد ذهني قليلا..حين عدت ببصري إلى المنضدة .. اختفت الشبكة .
احتمالات
أخذ الكتاب بين يديه..متلهفا طفق يقلب صفحاته..فجأة تملكته بلا رحمة فكرة أن يتسبب الكتاب في موته..
*احتمال أول ..إنه يقرأ حكاية الملك يونان والحكيم دويان من كتاب ألف ليلة وليلة.
*احتمال ثان..إنه يقرأكتاب اسم الوردة لأمبرطو إيكو.
*احتمال ثالث إذا تعرفت على هذا الإحتمال..فإنك –بلا جدال- تستحق صفة مثقف.
نيزك
رأت جدتي ضوءا لامعا،بسرعة خاطفة يمرق في الفضاء..متأثرة نظرت إلي مليا،ثم قالت
- عمر أحدهم انقضى يا بني..نجمة ما سقطت.
- أجبتها
ليس ذلك سوى نيزك،دخل الغلاف الجوي فاحترق. —
نظرت جدتي إلي مليا،ثم قالت
- لفد أفسدت الكتب عقلك يا بني.
سعــــادة
مثقلا بالهم دخل الحانة.. شرب كأسا.. كأسين.. ثلاثة.. تدريجيا انحلت عقدة ما داخل صدره.. تيار الفرح تسلل إلى قلبه..
ما فتئ مع مرور الزمن- أن أصبح جارفا.. قهقهات الانتشاء فكت من عقالها.. متوهجة انطلقت، تطيح بما تبقى في قلبه من هم.. لحظتها أدرك الذروة، فتردد في أعماقه:
"الله .. كم هو بخس ثمن الفرح! " .
خبــــــرة
حل فصل الخريف.. تباعا جفت الأوراق وتساقطت.. وحدها ورقة تمسكت بالبقاء.. هادنت الرياح.. قاومت أمطار الشتاء القوية.. حين أزف فصل الربيع .. من جديد ظهرت الأوراق.. مبتهجة تطلعت إليها الورقة المخضرمة .. وهي الآن، تفكر- جديا- في نقل خبرتها إليها.