المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حصار غزة ، وحق العودة، وعملية يوم القيامة



سميح خلف
26/04/2008, 05:26 PM
حصار غزة ، وحق العودة، وعملية يوم القيامة

يمكن أن نتصور إلى ماذا سيلجأ الشعب الفلسطيني من وسائل لفك الحصار وتحقيق حق العودة طالما انتظر الفلسطينيين أكثر من 60 عاما ً لتنتهي على حالته حالة اللجوء والحصار والمطاردة ، فلا وطن بديل للفلسطينيين يمكن أن يحقق قناعتهم إلا على أرضهم ، كثير من القرارات الدولية وبالذكر قرار 194 الذي نص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين والقرار الذي نص على الاعتراف بدولة الاحتلال الصهيوني المشروط بعودة اللاجئين أيضا ً لم ينفذ منها شيئا ً حتى الآن ، بل زادت القرارات التي تدعم وتكرس دولة الاحتلال على الأرض الفلسطينية وبالمقابل يتعرض الفلسطينيين داخل الوطن لحالة التصفية العرقية الجماعية وسلب الحقوق وسلب الأرض وسلب التراث والتاريخ والفلسطينين خارج الوطن يتعرضون لعمليات وبرامج مسلطة ثقافية واقتصادية لكي ينسوا الوطن ، ولكن الفلسطينيين وبرغم كل تلك المحاولات لن يرضوا بديلا ً عن التحرير والوطن الفلسطيني في فلسطين التاريخية ، أما الحلول التي اتجهت على الاعتراف بالكيان الصهيوني لن ترى النور والنجاح ولأنها ضد حركة التاريخ وضد حركة الشعوب وضد ارادة الحقوق .

الفلسطينيين الذين يعانون من حصار شديد في غزة ومن مصادرة للأراضي في الضفة ، حاول الكيان الصهيوني وبكل ما أوتي من وسائل الدعم الدولي والإقليمي كسر ارادة الشعب الفلسطيني في غزة من خلال الاجتياحات والحصار الذي طال كل مكونات العيشة الإنسانية البشرية ولكن غزة مازالت وستبقى صابرة إلى أن تأتي الساعة التي يقرر فيها الشعب الفلسطيني أخذ حقوقه وتنفيذ قرار حق العودة بدون الرجوع إلى أي قوى سياسية دولية أو إقليمية.

عندما كسر الشعب الفلسطيني الحصار متجها ً إلى معبر رفح فلقد كانت هي ارادة الشعب المعبرة عن وحدة المصير بين الشعب الفلسطيني في غزة والشعب العربي المصري في مصر وما كانت هذه الخطوة إلا خطوة ابتدائية ليمارس فيها الشعب الفلسطيني بيديه فك الحصار بدون الانتظار لأي قرارات من الجهات المستحكمة في الحصار على الشعب الفلسطيني .

لقد حاول الشعب الفلسطيني بكافة الطرق على أن يقدم المبادرة تلو الأخرى لفك الحصار منتظرا ً النشاطات الإقليمية والدولية لفك الحصار عن غزة وأخر تلك المبادرات التهدئة المتزامنة في كل من غزة والضفة الغربية مع العدو الصهيوني إلا أن العدو الصهيوني رفض هذه المبادرة وهذا الطرح وغزت طائراته وجنوده شمال غزة وقامت سلطاته بالسيطرة على الجمعيات الخيرية في منطقة الخليل ، جمعيات رعاية الأيتام مما يؤكد على أن العدو الصهيوني يقوم بعملية التهويد أيضا ً والسيطرة في منطقة الخليل والحرم الإبراهيمي والذي يغتصب فيها عدة مئات من المستوطنين المناطق الحيوية في مدينة الخليل ، عمليات قاسية يقوم بها الاحتلال هناك في غياب عن الاعلام والدبلوماسية والسياسة .

وبالأمس خرجت المظاهرات في غزة وبتاريخ 25/4/2008 لتطالب بفك الحصار وهذا عبارة عن احتجاج وترتيب لقرارات يمكن أن يتخذها الشعب الفلسطيني فيما بعد إذا لم تذعن إسرائيل إلى فتح المعابر وانتهاج سياسة الاعتراف بالواقع والاعتراف بإرادة الشعب الفلسطيني بأنه قادر على أخذ المبادرة في استرداد حقوقه وبأي شكل ، فكما قلنا لقد انتظر الشعب الفلسطيني عدة عقود لكي يقوم المجتمع الدولي بإعادة تلك الحقوق لأصحابها ويبدو أن لا جدوى من المجتمع الدولي ومن الدول الإقليمية التي تمادت في علاقاتها مع الكيان الصهيوني ، حيث أصبح هذا الكيان يبني نظرية أمنه على ما تقوم به تلك الدول من اجراءات تهدف في النهاية إلى حصار الشعب الفلسطيني والتضييق على المقاومة الفلسطينية.

منذ أيام قام المندوب الليبي في مجلس الأمن ولأكثر من مرة بإيقاف قرارات تدين المقاومة في غزة والضفة بل وصف المندوب الليبي ما تمارسه إسرائيل من عمليات اجتياح وقتل أكثر مما قامت به ألمانيا ضد اليهود في معتقلاتها ، وهذا يبين ولأول مرة أن العرب قادرين على دعم المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني وتثبيت شرعية مقاومته إذا توفرت النية الصادقة في هذا الدعم وليس غريبا ً على ليبيا التي طرحت الحلول الجذرية لحل الصراع على أرض فلسطين ، وبالأمس القريب تحدث الزعيم الليبي في مؤتمر القمة "إذا لم تقبل إسرائيل بدولة ديمقراطية فإن إسرائيل تريد الحرب" وللأسف النظام العربي كالعادة لم يصغي للحل التاريخي بل بقى مسجونا في اطار المنطور الأمريكي لحل الصراع ، وفي نفس الوقت الذي يقف فيه المندوب الليبي مدافعا ً عن الشعب الفلسطيني في غزة يذهب رئيس السلطة الفلسطينية إلى البيت الأبيض مستجديا ً الحل في حين أن جميع التقارير تقول أن بوش أدار ظهره لعباس فبعد أن طرح بوش مبادرته بإقامة الدولة المزعومة في اطار حل الدولتين في نهاية عام 2008 هاهو بوش يقول يمكن أن تحدد معالم تلك الدولة في نهاية عام 2008 وقد سبق لمندوب قطر أن طرح مبادرة لفك الحصار على غزة وقام مندوب السلطة بإيقاف تلك المبادرة بالتعاون مع الحلف الأمريكي الأوروبي .

نقول ان الشعب الفلسطيني لن يعجز عن وضع الحلول اللائقة والجادة في طريق فك الحصار ومن ثم أيضا ً ممارسة قرار حق العودة بالمفهوم الفلسطيني تجاه أرضه في فلسطين .

منذ التسعينات طرح الزعيم القومي العربي معمر القذافي حلا ً لللاجئين والنازحين بأن تقوم مسيرات ضخمة من كل الدول المجاورة لفلسطين ومسيرة سلمية لاقتحام الأرض المحتلة في مسيرة بيضاء تعبر عن الرقي الانساني في أخذ الحقوق إذا لم تكن القوة قادرة على تحقيق ذلك واليوم وأمام حصار غزة والصمت الذي يمارسه النظام الرسمي العربي والدولي أمام هذا الحصار وأمام هذا الدمار والقتل التي تمارسه عصابات الاحتلال وما تمارسه من تجويع للشعب الفلسطيني في غزة فإن أمام الشعب الفلسطيني إذا اقفلت كل الحلول إلى أن يتقدم مليون ونصف فلسطيني من غزة متجهين نحو الشرق إلى منطقة الخليل ليقابلوا 60 ألف مستوطن في المنطقة الواقعة ما بين غزة والخليل علما ً بأن تعداد الشعب الفلسطيني في بعض المناطق في شمال فلسطين مرجح للفلسطينيين أكثر من المستوطنين المغتصبين ، وهنا نعلم أن هذا الطريق سيكبد الشعب الفلسطيني خسائر كبيرة في أول ثلاث ساعات من بدأ الزحف ومن بدأ عملية يوم القيامة وإذا كان الشعب الفلسطيني في غزة قد قرر ذلك فعلى الفلسطينيين الذي يبلغ عددهم أكثر من 2 مليون في الأردن أن يزحفوا نحو الغرب ونحو الضفة الغربية وشمال فلسطين وكذلك الفلسطينيين في الجنوب اللبناني وداخل الخط الأخضر وعندئذ لن يفيد دولة الاحتلال ما تمتلكه من أسلحة تكنولوجية وأسلحة نووية مقابل القنبلة النووية الفلسطينية التي سيصعب اختراقها في ظل تلاحم للصراع على الأرض وعلى الأرض الفلسطينية .

هذا السيناريو الذي يمكن أن أتخيله والذي يمكن أن يقوم به الشعب الفلسطيني أمام الحصار لغزة وأمام الصمت العربي وأمام استنكار حقوقه فلا يقبل شعب أن يموت موتا ً بطيئا ً ولا يقبل شعب أن يبقى حبيس القرارات الجائرة في حين أن ارضه لا تبعد عنه أكثر من مئات الأمتار وفي النهاية لن يصبر الشعب الفلسطيني على الحصار وعلى ما يسمى المجتمع الدولي أكثر من ذلك .

بقلم /م.سميح خلف

د. محمد اسحق الريفي
26/04/2008, 06:04 PM
أخي الفاضل المهندس سميح خلف،

لا سبيل أما الشعب الفلسطيني لكسر الحصار سوى الفعاليات الشعبية العارمة التي تربك العدو الصهيوني والأنظمة المتواطئة مع هذا العدو ضد القضية الفلسطينية. وأعتقد أن هذه الفعاليات ستبدأ قريبا وتحديدا في نهاية شهر مايو، حيث سيصبح الشغل الشاغل للغزيين المحاصرين التظاهر بالقرب من المعابر ونقاط حدودية عديدة بين بيت حانون شمالا ورفح جنوبا، والغزيون يملكون الوسائل والشجاعة لتحطيم الحدود. وأعتقد أن مظاهرات عارمة في بعض الدول العربية التي يشكل فيها الفلسطينيون نسبة كبيرة من السكان، لتقض مضاجع الأنظمة العربية الصامة، ولتضطر الشعوب العربية والإسلامية إلى الدخول في مواجهة مع أعداء الأمة ومن يتحالف معهم والتصدي بجدية وفعالية للكيان الصهيوني.

لقد انكشف المستور فيما يتعلق بدور النظام الرسمي العربي "المعتدل" في تصفية القضية الفلسطينية وإنقاذ المشروع الصهيوني من السقوط وخدمة الأجندة الأمريكية المعادية لطموحات شعبنا، وقد بلغ السيل الزبا، ولن يستمر شعبنا في الانتظار طويلا.

أتفق معك أخي الكريم في السيناريو الذي تفضلت به، وهو سيناريو واقعي وحقيقي، فالحصار عدوان، وإيما عدوان، ولا بد من كسره وكسر كل من يشارك فيه.

تحية واقعية حقيقية!

سميح خلف
27/04/2008, 08:27 PM
الاخ الدكتور محمد

نعم القادم يحتاج الى تحرك اوسع بعد ان اعلن تيار عباس عن فشله وفشل مهمته في امريكا
تحية لك وتقدير

سميح خلف
27/04/2008, 08:27 PM
الاخ الدكتور محمد

نعم القادم يحتاج الى تحرك اوسع بعد ان اعلن تيار عباس عن فشله وفشل مهمته في امريكا
تحية لك وتقدير