المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوراة في القرآن الكريم



ناصر عبد المجيد الحريري
26/04/2008, 09:51 PM
التوراة في القرآن الكريم

لقد شاعت الكثير من المفاهيم الخاطئة بمرور الزمن والتي احتوتها التوراة ، إلى أن نزل القرآن الكريم فنبهنا إليها بدون لبس وغموض بحيث جاءت المكتشفات الأثرية والدراسات العلمية الحديثة مؤيدة للحقائق الواردة في القرآن الكريم .
ويمكن إيجاز هذه الحقائق بما يلي :
أولاً : يؤخذ من سور القرآن الكريم أن التوراة التي كانت بين أيدي الناس في زمن نزول الفرقان المحمدي والتي هي نفسها بين أيدينا الآن هي غير التوراة التي نزلت على النبي موسى في سيناء وقد كتبت في وقت لاحق بيد أحبار اليهود حسب أهوائهم ورغباتهم وأثبت ذلك الاكتشافات والدراسات العلمية الحديثة التي حددت تواريخ الوقائع التاريخية حسب تسلسلها الزمني هذه الحقيقة التاريخية .
ثانياً : ينبهنا القرآن الكريم إلى فرية ادعاء التوراة المحرفة والقائلة بأن إبراهيم الخليل وحفيده يعقوب ( إسرائيل ) أجداد اليهود وأن اليهود من نسلهما ففي الآية الكريمة " ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرايناً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين " .
مما يوضح بأجلى بيان نفي هذا الادعاء من حيث الأساس ، ويكون القرآن الكريم بذلك أول من كشف لنا عن هذه الحقيقة التي تعني أن إبراهيم ما كان على دين( يهوه ) إله اليهود بل كان حنيفاً مسلماً أي مسلماً على الفطرة كما تعني أن عهد إبراهيم الخليل هو غير عهد اليهود ولا يتصل بعهد اليهود الأخير الذي يرجع إلى أكثر من ألف عام بعد عهد إبراهيم الخليل واسحق ويعقوب .
ثالثاً : ينبهنا القرآن الكريم أيضاً أن إبراهيم الخليل مرتبط بالجزيرة العربية ( بيت الله العتيق ) وقد جاءت المكتشفات الأثرية حول الهجرات العربية من الجزيرة العربية إلى الهلال الخصيب ودراسة علم المقارنة بين اللغات مؤيدة لهذه الحقيقة التي تربط إبراهيم الخليل بجزيرة العرب والحجاز .
رابعاً : وينبئنا القرآن الكريم بأن الديانة اليهودية في عهد موسى كانت في أصلها تقر بالبعث والنشور واليوم الآخر والحساب والجنة ولكن أسفار العهد القديم التي بين أيدينا الآن تخلو من ذكر اليوم الآخر ونعيمه وجحيمه ، وهذا دليل على أن التوراة التي كتبها اليهود في الأسر هي غير التوراة التي أنزلت على النبي موسى من قبل ذلك بقرون .
فادعاء اليهود أنهم أول من قال بعقيدة التوحيد وأنهم هم اللذين قدموها للبشرية والعالم وأن الفضل في ذلك يرجع لهم ، لأنهم وضعوا أسس الديانة التي يدين بها الموسويون والمسيحيون والإسلام اليوم ، هذا الادعاء لا يقوم على أي أساس أو واقع تاريخي ، فهل كان نوح عليه السلام الذي عاش قبل أكثر من خمسة آلاف عام يهودياً ، وهل كان الأنبياء الذي ظهروا بعده يهوداً ، وأخيراً هل كان النبي إبراهيم الخليل يهودياً ؟؟ ! .
هؤلاء كلهم نسبوا إلى أصل واحد وهو الجنس العربي ، وقد نادوا بعقيدة التوحيد قبل أن يكون هناك يهود في العالم ، لذلك فإن حشر الأنبياء مع الشعب اليهودي في زمن لم يكن لليهود وجود فيه لا يتفق والمنطق ، بل هو تشويه للتاريخ وللحقائق .
إن هؤلاء كلهم أنبياء نادوا بعقيدة التوحيد الخالصة ، عقيدة الإله الواحد لجميع الأمم والمخلوقات قبل أن يوجد اليهود الذين اتخذوا إلههم الخاص بهم ، فظهر بعض الأنبياء في الجزيرة ذاتها والبعض الآخر في العراق ومنهم نوح وإبراهيم الخليل عليهما السلام وهؤلاء عاشوا بين الألفية الثالثة قبل الميلاد وأوائل الألفية الثانية قبل الميلاد .


ناصر عبد المجيد الحريري