المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حركة فتح والفشل وانعكاساته على الوحدة الوطنية



سميح خلف
27/04/2008, 08:35 PM
حركة فتح والفشل وانعكاساته على الوحدة الوطنية

بدون أدنى شك أن تصريح الرئيس الفلسطيني صباح هذا اليوم وفي لقاءه مع الرئيس المصري السيد حسني مبارك وبحضور السيد عمر سليمان والذي أوضح فيه بأن زيارته للبيت الأبيض أصيبت بالفشل حيث لم تحقق شيء من الوعود التي قطعها على نفسه بوش بحل الدولتين في نهاية عام 2008 ، بل اكتفى بوش بإسلوب لا يخلو من التلاعب الدبلوماسي واللفظي عندما قال " نستطيع أن نحدد معالم الدولة " .!!!

والمهم هنا أن يتعظ الرئيس الفلسطيني من ممارسات الإدارة الأمريكية التي سار وراءها في طريق مجهول لم تحقق منه الذاتية الفلسطينية إلا الويلات والخسارات المتتالية على كل الأصعدة .

وعندما تفشل السلطة في برنامجها السياسي يعني وبشكل مباشر أن فتح تتحمل هذا الخطأ وخاصة أن الزعامة الرئاسية هي من حركة فتح وهي التي ساقتها إلى خنادق التنازلات التي كان لها مؤثرها على البنية التنظيمية والسياسية والأمنية لحركة فتح ، بل البنية التعبوية ، فعندما نتحدث عن الفشل فإن قيادة حركة فتح هي المسؤولة عن الفشل السياسي في البرنامج السياسي الفلسطيني منذ منتصف السبعينات وكرس هذا الفشل الذي أدى إلى الانحراف بأشرعة حركة فتح إلى خنادق أوسلو وألامها وويلاتها السياسية والأمنية والاقتصادية والسيكولوجية على الكادر الفتحاوي بل على الفلسطينيين جميعا ً .

والاعتراف بالفشل هو خطوة كبرى نحو التصحيح إن كان هناك نية في التصحيح ،فإن تعترف قيادة حركة تحرر أنها فشلت فإن ذلك يعني انقاذ لحركة التحرر الوطني من الاستمرار والتمادي في الفشل الذي يمكن أن يؤدي إلى السقوط الكامل للكيونية الفلسطينية ، فحركة فتح محتاجة إلى تقييم مفاهيمها الطارئة والخارجة عن النظام والأهداف والمبادئ ، وخاصة أن الشعب الفلسطيني لم يجني من تلك السياسة إلا الفرقة الوطنية التي يمكن أن تؤدي إلى تجزئة الوطن ماديا ً ومعنويا ً ومن هنا تأتي الضرورة على أن تعترف قيادة حركة فتح بالفشل في قيادة الصراع ومن ثم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي أصبحت عناوين عريضة فقط تعكس حجماً كبيرا ً من الانفلاش وسوء التطبيق البرمجي لتطلعات الشعب الفلسطيني .

وفي ظل الاعتراف بالفشل وعدم الحصول من كيان الاحتلال على أي من الخطوات الإيجابية على طريق تحقيق برنامجها السياسي الذي يلاقي أصلا ً اعتراضات ومعارضة من كوادر فتح قبل كوادر الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة ، فالوقت أصبح حاسما ً في أن تعلن تلك القيادة عن فشلها ولأن الوقت له استحقاقات للكينونة الفلسطينية والإقليمية والدولية ، ففي نهاية هذا العام تأتي استحقاقات الرئاسة لسلطة الحكم الذتي في الأرض المحتلة وبعدها بقليل تأتي استحقاقات الإنتخابات التشريعية ومنذ أكثرمن عقد هناك استحقاقات عاجلة للشعب الفلسطيني لم تعالجها قيادة منظمة التحرير وهي المؤتمر الوطني والمؤتمر العام الحركي وربما تلك الاستحقاقات المؤجلة كانت بفعل إقليمي ودولي أملا ً من أن أمريكا تعطي شيئا ً لخط أوسلو ولذلك على رأي المثل " لم تضع للخطوط رجعة " ورأي المثل الأخر " باعت البدري والوخري" ، ولكن ماذا ستفعل تلك القيادة امام تلك الاستحقاقات العاجلة في ظل هروب أمريكي من التزاماته وغطرسة إسرائيلية وتمادي في الحصار وابتلاع الأراضي ، وهل سياسة حكومة رام الله المسؤولة عنها كما يقول الرئيس الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية ستستمر كما هي في برامجها الأمنية والإقتصادية المرتبطة بالرباعية الدولية أسئلة ملحة من الضروري الإجابة عليها بشكل عاجل .

وأن يبقى الوضع كما هو عليه هو أسوء ما تتعرض له القضية الفلسطينية ويعني ذلك أننا نسير في طريق المجهول في نهاية 2008 على غرار الأزمة اللبنانية ، فلا يكفي الشعب الفلسطيني الأموال ولا يكفيه المشاريع المدعومة من الرباعية والأماني الأمنية الإسرائيلية ، فهناك استحقاق عاجل هو الوحدة الوطنية على قاعدة الاعتراف بالفشل من قيادة حركة فتح وعنئذ لن يكون هناك اعتراض للحركين على تلك القيادة مادامت اعترفت بالخطأ ويعني لك محاربة الفساد والقضاء عليه بكل ألوانه على قاعدة المحاسبة وعلى قاعدة النظام وإلا على تلك القيادة وبشكل عاجل أن تعلن فشلها وتخرج من دائرة السياسة والبرمجة للشعب الفلسطيني .

قضية التهدئة ، لا أدري هل هي تهدئة أم هدنة فالهدنة جائزة بين القوى المتحاربة والمتصارعة تمليها قواعد البرمجيات لكل من الاطراف ولكن تهدئة في ظل احتلال كامل للضفة الغربية وعربدة في مدنها وقراها ، هذا شيء غير مألوف وغير مقبول نضاليا ً تهدئة في ظل حركة استيطان وقتل وتدمير وحصار في الضفة الغربية أيضا ً هذا شيء غير مقبول نضاليا ً ولأن الهدنة تدخل في موازين معدلات الخسارة والربح لكلا الطرفين ، وإذا كان واقع الضفة الغربية يقول كذلك فما هو موقف رئاسة السلطة للحكم الذاتي هل ستستمر في المفاوضات العبثية التي تعطي ستارا ً لمزيد من حملات التنكيل بالمقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية وتعطي مزيد من الوقت والظروف المناخية للتمادي في عملية الوسع في الاستيطان ، فبشكل جدي على رئاسة السلطة إذا كانت تريد رئاسة وغير قادرة على ترك امتيازاتها عليها أن تحدد مواقفها الجادة بخصوص ما يحدث وبخصوص عدم حصول الشعب الفلسطيني على أي من الايجابيات من سياستها وبرامجها وعليها أن تنقل قيادتها خارج الوطن وأن تترك القيادة الميدانية للمقاومة داخل الوطن وهذا يمكن أن يؤدي إلة تقارب جاد نحو الوحدة الوطنية بين فصائل المقاومة الفلسطينية بكل ألوانها وأطيافها وهي كافية لأن تمحو ما حشر في الأنفس من ممارسات أدت إلى حالات التشرذم والانقسام في البيت الفلسطيني وهي منطلق جاد لإعادة بناء منظمة التحرير على قواعد نضالية كما نص عليها الميثاق الوطني الفلسطيني .

والاعتراف بالفشل هو نقطة البداية فهل يتعظ ويسمع هؤلاء .

بقلم / م .سميح خلف

سميح خلف
27/04/2008, 08:35 PM
حركة فتح والفشل وانعكاساته على الوحدة الوطنية

بدون أدنى شك أن تصريح الرئيس الفلسطيني صباح هذا اليوم وفي لقاءه مع الرئيس المصري السيد حسني مبارك وبحضور السيد عمر سليمان والذي أوضح فيه بأن زيارته للبيت الأبيض أصيبت بالفشل حيث لم تحقق شيء من الوعود التي قطعها على نفسه بوش بحل الدولتين في نهاية عام 2008 ، بل اكتفى بوش بإسلوب لا يخلو من التلاعب الدبلوماسي واللفظي عندما قال " نستطيع أن نحدد معالم الدولة " .!!!

والمهم هنا أن يتعظ الرئيس الفلسطيني من ممارسات الإدارة الأمريكية التي سار وراءها في طريق مجهول لم تحقق منه الذاتية الفلسطينية إلا الويلات والخسارات المتتالية على كل الأصعدة .

وعندما تفشل السلطة في برنامجها السياسي يعني وبشكل مباشر أن فتح تتحمل هذا الخطأ وخاصة أن الزعامة الرئاسية هي من حركة فتح وهي التي ساقتها إلى خنادق التنازلات التي كان لها مؤثرها على البنية التنظيمية والسياسية والأمنية لحركة فتح ، بل البنية التعبوية ، فعندما نتحدث عن الفشل فإن قيادة حركة فتح هي المسؤولة عن الفشل السياسي في البرنامج السياسي الفلسطيني منذ منتصف السبعينات وكرس هذا الفشل الذي أدى إلى الانحراف بأشرعة حركة فتح إلى خنادق أوسلو وألامها وويلاتها السياسية والأمنية والاقتصادية والسيكولوجية على الكادر الفتحاوي بل على الفلسطينيين جميعا ً .

والاعتراف بالفشل هو خطوة كبرى نحو التصحيح إن كان هناك نية في التصحيح ،فإن تعترف قيادة حركة تحرر أنها فشلت فإن ذلك يعني انقاذ لحركة التحرر الوطني من الاستمرار والتمادي في الفشل الذي يمكن أن يؤدي إلى السقوط الكامل للكيونية الفلسطينية ، فحركة فتح محتاجة إلى تقييم مفاهيمها الطارئة والخارجة عن النظام والأهداف والمبادئ ، وخاصة أن الشعب الفلسطيني لم يجني من تلك السياسة إلا الفرقة الوطنية التي يمكن أن تؤدي إلى تجزئة الوطن ماديا ً ومعنويا ً ومن هنا تأتي الضرورة على أن تعترف قيادة حركة فتح بالفشل في قيادة الصراع ومن ثم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي أصبحت عناوين عريضة فقط تعكس حجماً كبيرا ً من الانفلاش وسوء التطبيق البرمجي لتطلعات الشعب الفلسطيني .

وفي ظل الاعتراف بالفشل وعدم الحصول من كيان الاحتلال على أي من الخطوات الإيجابية على طريق تحقيق برنامجها السياسي الذي يلاقي أصلا ً اعتراضات ومعارضة من كوادر فتح قبل كوادر الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة ، فالوقت أصبح حاسما ً في أن تعلن تلك القيادة عن فشلها ولأن الوقت له استحقاقات للكينونة الفلسطينية والإقليمية والدولية ، ففي نهاية هذا العام تأتي استحقاقات الرئاسة لسلطة الحكم الذتي في الأرض المحتلة وبعدها بقليل تأتي استحقاقات الإنتخابات التشريعية ومنذ أكثرمن عقد هناك استحقاقات عاجلة للشعب الفلسطيني لم تعالجها قيادة منظمة التحرير وهي المؤتمر الوطني والمؤتمر العام الحركي وربما تلك الاستحقاقات المؤجلة كانت بفعل إقليمي ودولي أملا ً من أن أمريكا تعطي شيئا ً لخط أوسلو ولذلك على رأي المثل " لم تضع للخطوط رجعة " ورأي المثل الأخر " باعت البدري والوخري" ، ولكن ماذا ستفعل تلك القيادة امام تلك الاستحقاقات العاجلة في ظل هروب أمريكي من التزاماته وغطرسة إسرائيلية وتمادي في الحصار وابتلاع الأراضي ، وهل سياسة حكومة رام الله المسؤولة عنها كما يقول الرئيس الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية ستستمر كما هي في برامجها الأمنية والإقتصادية المرتبطة بالرباعية الدولية أسئلة ملحة من الضروري الإجابة عليها بشكل عاجل .

وأن يبقى الوضع كما هو عليه هو أسوء ما تتعرض له القضية الفلسطينية ويعني ذلك أننا نسير في طريق المجهول في نهاية 2008 على غرار الأزمة اللبنانية ، فلا يكفي الشعب الفلسطيني الأموال ولا يكفيه المشاريع المدعومة من الرباعية والأماني الأمنية الإسرائيلية ، فهناك استحقاق عاجل هو الوحدة الوطنية على قاعدة الاعتراف بالفشل من قيادة حركة فتح وعنئذ لن يكون هناك اعتراض للحركين على تلك القيادة مادامت اعترفت بالخطأ ويعني لك محاربة الفساد والقضاء عليه بكل ألوانه على قاعدة المحاسبة وعلى قاعدة النظام وإلا على تلك القيادة وبشكل عاجل أن تعلن فشلها وتخرج من دائرة السياسة والبرمجة للشعب الفلسطيني .

قضية التهدئة ، لا أدري هل هي تهدئة أم هدنة فالهدنة جائزة بين القوى المتحاربة والمتصارعة تمليها قواعد البرمجيات لكل من الاطراف ولكن تهدئة في ظل احتلال كامل للضفة الغربية وعربدة في مدنها وقراها ، هذا شيء غير مألوف وغير مقبول نضاليا ً تهدئة في ظل حركة استيطان وقتل وتدمير وحصار في الضفة الغربية أيضا ً هذا شيء غير مقبول نضاليا ً ولأن الهدنة تدخل في موازين معدلات الخسارة والربح لكلا الطرفين ، وإذا كان واقع الضفة الغربية يقول كذلك فما هو موقف رئاسة السلطة للحكم الذاتي هل ستستمر في المفاوضات العبثية التي تعطي ستارا ً لمزيد من حملات التنكيل بالمقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية وتعطي مزيد من الوقت والظروف المناخية للتمادي في عملية الوسع في الاستيطان ، فبشكل جدي على رئاسة السلطة إذا كانت تريد رئاسة وغير قادرة على ترك امتيازاتها عليها أن تحدد مواقفها الجادة بخصوص ما يحدث وبخصوص عدم حصول الشعب الفلسطيني على أي من الايجابيات من سياستها وبرامجها وعليها أن تنقل قيادتها خارج الوطن وأن تترك القيادة الميدانية للمقاومة داخل الوطن وهذا يمكن أن يؤدي إلة تقارب جاد نحو الوحدة الوطنية بين فصائل المقاومة الفلسطينية بكل ألوانها وأطيافها وهي كافية لأن تمحو ما حشر في الأنفس من ممارسات أدت إلى حالات التشرذم والانقسام في البيت الفلسطيني وهي منطلق جاد لإعادة بناء منظمة التحرير على قواعد نضالية كما نص عليها الميثاق الوطني الفلسطيني .

والاعتراف بالفشل هو نقطة البداية فهل يتعظ ويسمع هؤلاء .

بقلم / م .سميح خلف